كأنيَ في خيولِ بني أُميَّةْ
أمامَ المسجدِ الأُمويِ حيَّةْ


تُحيي بالصهيلِ جُموعَ عزٍ
همُ الثوارُ في الشامِ الأبيَّةْ

كأنيَ قد بَصرتُ هنا مُلوكاً
إلى الإسلامِ تأخذُهم حميَّةْ


كأنيَ بابنِ مروانٍ أغارتْ
لهُ الفرسُ الأصيلةُ والمطيَّةْ

على كلِ الطغاةِ فما تبقى
لهم ذكرٌ ولا قدرٌ عَلِيَّةْ


كأنيَ بالفرزدقِ قال شعراً
ليصدحَ في قصورِ بني أُميَّةْ

أطوفُ على المعرةِ بعد بُصرى
وأنزلِ في حَماةَ العزِ هِيَّهْ


فيا مهدَ الحضارةِ أرضُ شامٍ
ويا أرضاً بها حُشرَ البريَّةْ

فذي حمصُ تُطرزها قبورٌ
لعمرو العاصِ والصَحبِ البقيَّةْ


ورائحةُ الدماءِ تفوحُ فيها
كريحِ المسكِ باههية زكيَّةْ

وذي حلبٌ لنورِ الدينِ كانتْ
على جيشِ الصليبِ هيَ العصيَّةْ


صلاحُ الدينِ يدخلُها بجيشٍ
ويعلنُ نصرهُ في اللاذقيَّةْ

وذي أمجادُ عثمانٍ تنامتْ
لتنبتَ ثورةَ المجدِ الأبيَّةْ


ألا يا قارئَ التاريخِ مهلاً
فذلكَ حاضريْ يبغى عَلَيَّهْ

فوا اسفا على الاعرابِ ماتتْ
بهم روحُ العروبةِ والهويَّةْ


تناسوا شامةَ الدنيا وناموا
على صرخاتِ ثاكلةٍ شجيَّةْ

تناسوا مجدَ حطينٍ تليدٍ
تناسوا مؤتةً والقادسيَّةْ