قصة ( ببساطة لأنني هكذا ) , قصة قصيرة خيالية ##

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 9 من 9

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية خولة الجبل

    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المـشـــاركــات
    142
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post قصة ( ببساطة لأنني هكذا ) , قصة قصيرة خيالية ##

    السلام عليكم

    هذه القصة وجدتها اليوم بالمصادفة أثناء تنظيف مكتبي ,, عندما كنت أهوى الكتابة !
    هذه القصة كاملة من بنات أفكاري ،،

    الجزء الأول :
    كانت الصغيرة سالي تمسك يد أمها الدافئة و هما يمشيان على الرصيف متجهتان إلى روضة سالي. كانت سالي
    ذات الخمسة أعوام بنية الشعر عسلية العينين ، كانت طفلة جذابة جدا و ككل الأطفال كانت كيانا يحمل بداخله براءة
    الطفولة . أما أمها فقد كانت قسمات وجهها حادة و نظراتها مرهقة مجهدة فهي لا تتوقف عن التفكير في عملها .
    انتبهت الأخيرة فجأة عندما فلتت يد الصغيرة منها ، كانت سالي تكتب شيئا ما على الثلج المتكوم جانب الرصيف .
    تقدمت منها قائلة : من الأفضل ألا نتأخر يا عزيزتي .
    جاء الرد مباشرة : حـ....ــا....ضــ.....ــر .
    كانت أصواتا متقطعة قد جاهدت سالي لتنطقها ككلمة واحدة , فقد بدى أنها حاولت جمع مقاطع الكلمة و لكنها لم تفلح في لم شملها . أكملتا سيرهما بينما تحول جل تفكير الأم و قلقها إلى صغيرتها سالي . لم تتمكن من الحديث و لا تتحدث سوى بعض الكلمات الأساسية المتقطعة التي لا مفر من استخدامها يوميا ، أما الباقي فكان عبارة عن إشارات و أصوات متناثرة . لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تفكر فيها بهذا الموضوع أو تعلق حياله محاولة إقناع زوجها باستشارة طبيب مختص ، لكنها كانت دائما ما تقابل بالرفض من قبل زوجها . لاحت الروضة لعيني سالي التي ابتسمت لرؤية أصدقائها و الذين كانوا يهتفون باسمها , ركضت تجاههم و بدؤوا اللعب سوية كما يفعلون كل يوم . اطمئنت عليها أمها و استدارت مغادرة ، لكن صوتا ما استوقفها :
    - عذرا ... هل أنت والدة سالي ؟
    - نعم أنا هي
    - أوه ... حقا إمم أحببت تسليمك هذا التقرير لقد نسيته سالي بالأمس ، إنه يشرح مستوى أداء ابنتك و هواياتها المفضلة و شخصيتها داخل المدرسة .
    -أوه شكرا
    استدارت مسرعة و غادرت ، كادت الكلمات تتتابع على لسان المعلمة ، لكن صوت عقلها منعها من قول ذلك .
    قالت في نفسها : لا يحق لي قول قول ذلك ، إنها أدرى بابنتها . إنها تعلم حالة ابنتها جيدا و هما سعيدتان بالعيش هكذا ( ثم التمعت في رأسها صورة وجه الأم العبوس و الذي ينفي السعادة نهائيا ) ، يجب ألا أتدخل فسالي ستتمكن من الكلام قريبا إنها ما زالت تتعلم من أقرانها . تأملت المعلمة سالي مع أقرانها ثم أقنعت نفسها بأن هذه الطفلة طبيعية تماما .

    بعد المدرسة تأخرت والدة سالي كما تفعل في بعض الأيام . لم تكن الوحيدة فالكثير من أولياء الأمور يتأخرون عن أطفالهم يوميا . اضطرت المعلمة للبقاء حتى خروج آخر طفل . جلست على الكرسي تقرأ بينما بقية الأطفال يلهون بمرح : يلونون و يرسمون و يتكلمون مع بعضهم البعض . بعد برهة رفعت المعلمة رأسها عن الكتاب فوقعت على سالي التي تلعب بالمكعبات الخشبية ! تعجبت المعلمة فلطالما أحبت سالي الرسم و التلوين ، تأكدت أن أحدهم استحوذ على أوراقها و أقلامها لأن هذا يحدث غالبا . نهضت و اقتربت منها :
    - سالي ألا تريدين التلوين ؟
    رفعت الصغيرة رأسها و أومئت بنعم .
    بدأت المعلمة تعاتب الصغير على ما فعل و أنه لا يحق له الاستحواذ على ما ليس له ، و يجب ألا يتكرر مثل هذا أبدا . عادت إلى سالي :
    - أتريدين التلوين يا عزيزتي ؟
    أومأت سالي بـ لا . فقد بدت مستمتعة مع المكعبات الخشبية . بعد لحظات وصلت والدة سالي و اصطحبتها إلى البيت . في اليوم التالي حضرت سالي كالمعتاد لكنها بدت مختلفة قليلا ، فقد توجهت إلى حيث المكعبات الخشبية و بحثت عن مثلث و أسطوانة . وضعت المثلث في وضعية وقوف و بدأت تدحرج الأسطوانة على سطحه . ثم بدأت ترسم وضعية الأسطوانة فوق المثلث و بعض الخرابيش دلالة على الكتابة . أخرجت بعض الثلج من جيب معطفها و بسطته بشكل مستو ٍ على سطح المثلث ، ثم انصرفت للعب مع البقية .
    بعد فترة عمد أحد الأطفال للعب بالمكعبات الخشبية لكن سالي نهرته ليبتعد عنها و بقيت تحرسها ، كانت المعلمة تتجول بين الأطفال تشجعهم و ترشدهم و تساعد من يحتاج للمساعدة ، اقتربت من سالي و أمسكت ورقتها ببطء : أريني ماذا تفعلين يا سالي ؟ تناولت الورقة ثم علت علامات التعجب وجهها و عقدت الدهشة لسانها فخرجت من الفصل مسرعة . بعد دقائق كانت سالي تجلس على كرسي ضخم في مكتب المشرفة و قد انتظرت لفترة طويلة جدا حتى دخلت المشرفة ، كانت سالي تتململ في جلستها . بادرت المشرفة بسؤالها عدة أسئلة و لكن سالي لم تجب فقد كانت تتحدث بسرعة شديدة . انصرفت سالي مبكرا و قد أخذت ورقتها الغالية معها و أمسكتها بحرص حتى ابتعدت عن ناظري المعلمة ، استدارت فورا و اتجهت إلى مكتب المشرفة :
    - مرحبا ... اجلسي هنا من فضلك
    - .....
    - بما أننا اكتشفنا اليوم نبوغ طفلة جديدة من روضتنا أريد أن أعرف أكثر عن هذه الطفلة ، لا تنسي أية تفاصيل إذا سمحت
    - حسنا ، سالي طفلة نشيطة تلعب مع أقرانها كثيرا . تتميز بنشاطات فردية مثل الرسم لكنها ليست عدوانية إن لها شخصية ضعيفة نوعا ما . فمثلا عندما يستحوذ أحد الأطفال على أغراضها أو رسوماتها فهي تتركه و شأنه و تتجه إلى عمل آخر . كان هذا نوعا من التصرفات الحكيمة بالنسبة لها . رسوماتها عادية جدا لمن هم في مثل عمرها ، تستمتع بكتابة الحروف و نطق أصواتها مع أنها لم تجد الكلام بعد.
    - لا تجيد الكلام مطلقا ؟
    - آه حسنا إنها تتحدث بعض الكلمات البسيطة مثل : نعم و لا ,أما بالنسبة لباقي الكلمات فهي تحاول إيصال المعنى بالإشارات او تتمتم أصواتا غير مفهومة .
    -حسنا صفي لي ما كانت تفعله عندما كانت ترسم قبل قليل
    - كانت تلعب بالمكعبات الخشبية و لقد وضعت بعض الثلج على السطح ( ثم احمر وجه المعلمة خجلا ) لقد بدى لي أنها كانت تختبر سرعة الأسطوانة على سطح المثلث و تدون ملاحظات ما .
    - إذا هل يمكنني رؤية نسخة من عملها ؟
    - بالطبع
    بدى أن نقاشهما لن ينتهي حول اللوحة التي بدى أنها تحمل الكثير .
    --------------------------------
    في اليوم التالي حضرت سالي متحمسة جدا ، لعبت قليلا مع أقرانها . ثم دعتهم فازدحم الأطفال حولها على شكل حلقة . لقد كان لها جاذبية خاصة حتى بين الأطفال . استغربت المعلمة ذلك التجمع فاقتربت قليلا ثم انسحبت مسرعة . و سرعان ما وقفت المعلمة مع باقي الأطفال تستمعان إلى شرح سالي . بعد فترة وجيزة بدا الأطفال يملون و يتجهون لممارسة نشاطات أخرى . أما سالي فقد أحبطت و نظرت إلى المعلمة مستنجدة . فابتسمت المعلمة و اقتربت منها و بدأت تشجعها ، و بقيتا تسجلان و ترسمان و تتناقشان . بعد أن انتهت سالي من إيصال فكرتها خرجت للعب ببراءة مع باقي الأطفال . أما المعلمة و المشرفة فقد بدتا مذهولتين لقد بدا أن شروحاتها البسيطة تعادل شروحات كتب طلاب المرحلة العليا على الأقل !
    قررت المشرفة ضرورة اختبار "سالي" بشكل عملي و التواصل مع المسؤولين ليدرسوا إمكانية نقلها إلى مدارس أخرى . و بعد كثير من العناء تحدد موعد الثلاثاء لاختبارها . أما المعلمة فقد أملت أن تقدم سالي أداء رائعا .
    ------
    في يوم الأثنين ، حضرت سالي كالعادة و بهدوء بدأت تمضي وقتها . و بينما كانت المعلمة تقرأ ، تنادى لها صوت طفل : معلمة أين هي كراستي ؟ ، رفعت رأسها لتعلوا علامات الدهشة وجهها : في ... في الدرج ( قالتها و هي تشير إلى الدرج ) . انصرف الطفل لكن المعلمة عادت لتغطس بين صفحات الكتاب محدثة نفسها بصوت عالي : هذا حقيقي ، إنه يحدث ، لقد حدث هذا حقا ! أيعقل هذا ؟ . عاد صوت الطفل ليرن في رأسها : معلمة أين هي كراستي ؟ لقد كان صوت طفل يوجه السؤال بوضوح ، لكنه لم يكن أي طفل لقد كانت سالي !


    هذه مقدمة بسيطة لقصة سالي التي ستكون واحدة من أبطال قصتي الذين سيجمعهم قدر واحد بسبب ( قدراتهم الاستثنائية ) !!

    في أمان الله








    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 19-8-2013 الساعة 08:11 PM سبب آخر: بُوركَ قلمكِ أخية ووفقكِ الله مزيدًا ~

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...