بعد يوم حافل من التعب عدت إلى منزلي بجسدي المنهك
فمن الساعة السابعة و حتى الخامسة و النصف عصراٍ و أنا أتنقل من قاعة إلى أخرى و الآن حان
و قت العودة إلى المنزل لأخذ قسط من الراحة.


ركبت السيارة و ألقيت بجسدي على المقعد و أغمضت عيني
خمس و أربعون دقيقة مضت وأنا في السيارة حتى وصلت إلى منزلي


استقبلتني والدتي بتلك الابتسامة العذبة. فقابلت تلك الابتسامة بابتسامة شاحبة ثم توجهت نحو غرفتي.

لم أغير حتى ملابسي . اكتفيت بخلع عباءتي و ارتميت في أحضان وسادتي
التثمتها و ضممتها بحنان ثم وضعت رأسي عليها


أخذت أغمض وأفتح عيني استعداداً للنوم "القيلولة كما يقولون و لكنها بعد العصر"
بينما أنا على تلك الحال . دخلت والدتي العزيزة إلى الغرفة
اكتحلت عيني برؤية اشراقة وجهها الجميل و لكن أنى لي الاستمتاع بذلك المنظر و أنا في غاية اعيائي


تلمست رأسي بيدها فذبت هياما مع دفئها. حدثتني بصوت خافت:
ألن تذهبي معنا يا عزيزتي؟

"في دستور العائلة المادة الخامسة و العشرين في الصفحة الأولى يجب على جميع أفراد العائلة زيارة منزل الجدين كل أربعاء و لكن نظراً لتغير ظروف الاجازة تحول إلى يوم الخميس"

نظرت إليها بعيني المرهقتين و اعتذرت عن الذهاب ثم طلبت منها تبليغ تحياتي إلى جداي
أغلقت أمي الأضواء فاستسلمت أنا للنوم
التعب و الارهاق قد أخذا حقهما مني. لم أستيقظ لحظة واحدة من نومي بل لم أتقلب عن الجهة التي نمت عليها.


مر وقت وأنا على هذا الحال .. و لكن برودة الغرفة التي فتكت في عظامي أيقظتني
جلست على السرير: تثاءبت و حككت عيني ..جلت ببصري في أنحاء الغرفة ولكن الرؤيا كانت مظلمة
سرت معتمدة على التحسس حتى وصلت إلى زر التكييف فأغلقته

ثم حدثت نفسي:
يبدو بأن الشفق قد زال . علي التوضؤ لأصلي المغرب فقد خرج الوقت

ثم سمعت جلبة بالخارج و كان الصوت مألوفاً . يمكنني ببساطة أن أميز صوت شقيقتي الكبرى من بين ألف صوت
التفكير بأتها أتت إلى المنزل و لم تلحق بأخوتي أثار استغرابي


فتحت باب غرفتي المطل على الصالة ففوجئت بجلوس شقيقتاي و أمي فيها
نظرت أختي إلي . ابتسمت و قالت
(صح النوم)
لكن نظراتي كانت تعجبية .. سألتهم مباشرة عن سبب تغيير للعادة هذا اليوم

بادلوني التعجب بما قلت
فعلمت أنهم كانوا قد ذهبو وعادوا
فتحت عيناي من الدهشة و نظرت إلى ساعتي فوجدتها تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل
صرخت من شدة الصدمة و اتجهت إلى المغسلة و توضأت و أديت صلاتي المغرب و العشاء
وتركت من في الصالة في حالة من الدهشة و الضحك

كانت هذه قيلولة الطالبة المستجدة