كثر اللغط و الحديث عن موضوع قيادة المرأة للسيارة حتى بلي الموضوع
لكني اليوم قررت أن أتحدث عن قيادة الرجل للسيارة و عجائبها السبعة لنجعلها مقياساً لقيادة المرأة:
وهذا الأمر لن يدركه إلا فتاة مسكينة قد جريت أصناف العذاب حين تذهب للجامعة كل يوم
فمنذ أيام مرت كنت في طريق العودة إلى المنزل بعد آخر يوم من الدراسة و أول أيام الاجازة
و اكتشفت أن بعض السائقين (عافاهم الله) يعانون من عمى ألوان من نوع خاص فهم يرون الأحمرأخضرأً
وبسبب هؤلاء كدت أن أصبح من المترحم عليهم عندما تجاوز شخص الاشارة بسرعة جنونية جعلت والدي يضطر إلى ضغط المكابح بقوة ما جعل السيارة تدور حول نفسها و كأنها تقدم رقصة سماح على مسرح المرور
بعدها التفت والدي إلي ليسألني إن كنت قد أصبت بمكروه
فأشرت إليه بأني لم أصب و لسان حالي يقول:
قاتل الله من أزعج أول يوم في عطلتي
فالفكرة عن هؤلاء المبتلين أنهم ليسوا قليلي العدد لذا أنا أقترح على إدارة المرور المبجلة
أن تلغي إشارة المرور ذات الألوان الثلاث و تضع إشارة بلون واحد و هو الأخضر
رحمة بعمي اللون الأحمر على الطرقات وهكذا يرتاحون من المخالفات و يريحون السائق من الخزعبلات التي لا قيمة لها ونصبح في مصاف الدول المتقدمة التي تحترم إشارات المرور إذ انه ببساطة لا يوجد من يتجاوزها لأنها خضراء دائماً..
أما الأمر الآخر الملاحظ على ذوي الشوارب من الصنف المرح والذين يقتحمون بسياراتهم صفوف السيارت بجسارة مخيفة وهم على حق في ذلك
فهذا يضعهم أمام احتمالين إما :
- أن يكون صاحب السيارة الأخرى مسالماً فيترك له مكانه بهدوء
- أو يكون مثله من ذوي الشوارب الذين يحبون المخاطرة فيعتبر نفسه في ميدان سباق على مضمار الطريق العام
وعلى من يقف في طريقه و طريق المغامر الآخر أن يتحمل وحده جريرة عدم تقديره لروح الشباب المرحة المغامرة التي لدى رفيقينا من ذوي الشوارب
كما أني سأخبركم بأنه سيكون لي السبق في الإعلان أنه على طرقاتنا وحدها يمكن لموسوعة جينيس أن
يتجولوا لندخل صفحات الموسوعة و نكسر الرقم القياسي الذي لم ولن يحققه أحد غيرنا مرات و مرات.
فعلى طرقاتنا يمكن أن ترى أولاداً لم يتجاوزوا 13 من العمر يقودون سياراتهم بمفردهم
وبعد هذا تطالبون بقيادة المرأة ؟
أنظروا ما فعله ذوو الشوارب و هم على خبرة سابقة فأي طامة ستأتي بها نونات النسوة؟
و أخشى ما أخشاه أن نحطم الرقم القياسي في عمر السائق (من الذكور طبعاً)
فنرى رضيعاً يمسك بالمقود بيد و في يده الأخرى رضاعته يشرب منها أثناء وقوفه أمام الاشارة الحمراء "هذا إن أسعفه الحظ و رآها"
أيضاً لا تنسوا بأن البعض من ذوي الشوار "قلت البعض"
يمتلكون خاصية فلسفية: (استنى يا أخي إش وراك)
كمثال حي سأتحدث عن السوق:
من الصعب أن نجد مكاناً نوقف به سيارتنا من شدة الزحام
فيلاحظ أبي بأن أحد ذوي الشوارب قد شغل سيارته في نية الخروج و ياله من حظ جميل لأنه سيربح مكانه و
عندها يمكننا النزول للتسوق
يتجه أبي لأخذ مكانه من بعده و لكن سأقول بأن حظه كان عاثراً لأن السائق من صنف الناس
الذين سأذكرهم:
حالما اقترب أبي بسيارته منه . لمَحَنا الرجل ووجدنا بأنه بدأ يتباطأ و ينشغل ..
بل وخطر على باله أن يحادث صديقاً في جواله بعد ذلك دب النشاط فيه ونزل من السيارة ثم فتح الأبواب و
تفقد الايطارات و الأضواء و ما إلى ذلك . بل و نظر إلينا متجاهلاً وقتنا الذي يضيع دون فائدة.
(وتأتى بعد ذلك ردة فعل والدي التي لن أذكرها)
وفي حالات يستفحل الأمر في ذوي الشوارب فتجد في طريقك أصدقاء قد التقوا بالصدفة بعد أن كانوا سوية
طيلة النهار فقرروا أن يكملوا حديثهم المهم و العاجل و الذي سيحل مشكلات الشرق الأوسط و الأدنى و
مشكلات البطالة و الانهيار الافتصادي
و سيخترعون دواء عجيباً لانفيلونزا الكلاب و الخنازير و الطيور و الزرافات و القطط و الأسماك
فماكان منهم إلا أن أوقفوا سياراتهم دون إطفاء محركاتها في وسط الطريق لمناقشة كل هذا
حينها سيكون عليك و على من خلفك أن تتحلوا بالصبر و التؤدة حتى ينتهي مجلس الشورى الذي سيدفع
بعجلة التطور إلى الأمام بينما تبقى عجلة السيارة في مكانها دون تحرك. فلم العجلة؟
ناهيكم عن الصنف الذي اعتبر صوت منبه سيارته استثنائياً في جماله فقرر أن يمتعك بسماعه ووضع يده
ضاغطاً على (البوري) و على أعصابك في لحظة واحدة
وحدث و لا حرج عن التفحيط و الصوت و الصورة و الغبار و الرائحة الناتجة عن ذلك و لن أتحدث عن الأرواح
المهدرة فكلنا فداء للوطن و للتفحيط ولمزاج المفحطين
والآن تحدثت باختصار عن أزمة القيادة عند ذوي الشوارب ^ـــــ^
فيامن تنادون بقيادة المرأة قيسوا ماذكرت على نون النسوة
و لا تنسوا إضافة مساحة خاصة بالمناكير و البوديكير و أحمر الشفاه و الثرثرة التي لا تنتهي
و لكن إن فشلت في إقناعكم و نجح طلبكم عندها سأفكر في شراء حمار أعرج لزوماً للمثل القائل:
"في التأني السلامة و في العجلة الندامة"
فإذا كانت عجلة واحدة تسبب الندامة فما بالكم بأربع عجلات كاملات؟!
المهم بأن الحمار سيصبح مطيتي التي لا تلوث البيئة و لا الأذن و لا الأعين و لا القلوب الرقيقة التي مثل قلبي
ولن أنسى اصطحاب (الآي فون) معي و هكذا لن يضيع و قتي على ظهر الحمار سدى
وعلى الأقل لن يحتاج حماري إلى تصريح و لا رخصة قيادة و لا إلى موقف خاص أضعه فيه
و لن أزاحم أحداً في الطريق ...
المفضلات