.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
عند حجزك لرحلة بالطائرة لأي بلد .. فإنك بالتأكيد ..
إما أن تذهب لرحلتك أو تلغي حجزك لظروف ما ..
وعند حجزك لغرفة في أحد الفنادق .. فإنك بالتأكيد ..
إما أن تذهب للفندق أو تلغي حجزك لظروف ما ..
وعندما تطلب من أحد أصدقائك أن يحجز لك مقعدا في أي مكان ..
فإنك بالتأكيد .. إما أن تذهب وتجلس على المقعد أو تعتذر عن المجيء لظروف ما ..
وعندما تريد حجز فكرة عمل موضوع في المنتدى .. فإنك بالتأكيد ..
إما أن تبدأ بالعمل في الموضوع وتطرحه .. أو أنك تعتذر عن الحجز لظروف ما ..
وعندما تحجز ردا في أحد المواضيع التي راقت لك .. فإنك بالتأكيد ..
أما أن تفك حجزك .. أو .. أوتتركه بدون فك للحجز أو حتى اعتذار ..
.. الإسراف والاستخفاف بحجز الردود ..
في هذا المنتدى ولله الحمد ، يوجد الكثير من المواضيع ..
ذات الفائدة والتميز ، والتي توسمت بالإبداع والجمال .. وكلنا نشهد بذلك ..
بعض تلك المواضيع شكت لي سوء حالها .. وعن إخوة لها قد قتلوا ..
قتلوا طعنًا بالإهمال والنسيان .. ونفوا إلى عالم المنفى ..
شكت لي عن أناس ينكرون المعروف ولا يردّون جميل الفائدة والاستمتاع بالقراءة ..
بل يؤذونني بفعلهم الغريب .. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ ..
سألتها :- وما هو النكران ؟
.. إسراف في حجز الردود ..
فهم يحجزون ردودهم داخل أقفاص أسيرة انتظار فك الحجز ..
[ وما أكثر الأسرى والأقفاص ؟! ] ..
فمنهم من يطلق سراح الأسير سريعًا ..
ومنهم من يطلق سراحه بعد زمن ..
والطامة الكبرى .. أن منهم الأسير إلى هذه اللحظة ..
ألا يعلمون بكمية الضرر التي أتضررها ..
عندما أكون مليئة بردود .. فحواها أنها محجوزة ..
[ إحباط لمن كتب الموضوع ، إحباط لمن أراد أن يتفاعل ويجد حجوزات كثيرة ] ..
وكأنني خُلقت لأجل أن تُحجز ردودي ..
لا أن يتناقشوا ويتفاعلوا حول ما كُتِبَ فيَّ .. في أول رد !! ..
ألا يعلمون أنهم إذا حجزوا ردًا .. أنهم يتحملون مسؤولية فك هذا الحجز ..
أم أنهم لا يعلمون ما هو الغرض من الحجز ؟! ..
أم أن الحجز صار نوعا جديدا من أنواع الردود علينا ..
فحينما تحجز ردا .. فإنك ترسل رسالة مشفرة .. مغزاها ..
.. [ لقد رددت عليك ] ..
أهذا هو المغزى من الحجز ؟! ..
قاطعتها قائلة :- لديهم ظرووف ..
فقاطعتني دون أن تسمع ما قلتْ .. وقد رقرقت عيناها دمعًا ! ..
لماذا المواضيع التي تمنع الحجز في ردودها ( لا للحجوزات ) ..
تكون أكثر نشاطا وحيوية وأطول عمرا عن بقية المواضيع ..
مع أنها لا تقل كفاءة وفائدة وإبداعًا .. عن تلك المواضيع ..
التي ذنبها .. أنها سمحت بالحجز ..
فهل الذنب ذنبي لأني سمحت بالحجز ؟
أم ذنبهم هم لأنهم لا يدركون ما هو المغزى من الحجز ؟
ذنب مَن ؟! ..
وبعد شهقة بكاء محرقة .. أردفت قائلة :
أنا لا أنكر أن منهم من يفك الأسير المحجوز .. ويحرر حجزه ..
ولكن تكمن المشكلة في الإسراف وكثرة الحجز وفي التأخر في فك أسر الحجز ..
فهذا فيه ضرر كبير على طول عمري وحيوتي كموضوع ..
فكثرة الحجوزات هي التي تقتلني طعنا بالإهمال والنسيان .. ثم المنفى ..
مع أني ما زلت في الأسبوع الأول من عمري ..
ناهيكِ عن الأشخاص الذين يستخفِّون ولا يبالون بأمر حجوزاتهم ..
يحجز هنا وهناك .. كأن مهمته كعضو أصبحت في أن يحجز الردود فقط ..
[ لي عودة ولا أعلم متى ، حجز إلى أن يشاء الله ] ..
أهذا هو الغرض أيضا من الحجز ؟! ..
لماذا وصل الاستخفاف والتهاون واللامبالاة إلى هذا الحد ؟ ..
ألا يعلمون الضرر الناتج من ذلك ؟ ..
ليضعوا أنفسهم مكان الذي كتبنا .. ( كاتب الموضوع ) ..
ماذا سوف يكون شعور الكاتب عندما يرى حجوزات بهذا الشكل ..
ماذا سيكون شعور بقية الأعضاء الذين يشاهدون مثل هذه الردود المحجوزة ..
تحطيم × تحطيم .. يأس .. شعور بالفشل .. من ناحية الكاتب ومن ناحية الأعضاء ..
إلى أن يُقتَل الموضوع .. بعد عذاب وانتظار وإهمال فنسيان ..
أسرفوا بالحجز .. واستخفوا وقللوا من شأنه ..
لا يعلمون مدى أهمية الرد لكاتب الموضوع ..
فالكاتب يريد أن يرى ثمرة عمله .. ثمرة كتابته .. من خلال الردود ..
فحينما يرى ثمرته قد حجزت في قفص ..
تنتظر صاحب هذا القفص ليفك أسرها ..
يكون إما قد انتهى وقت الحصاد ..
وإما إنها قد عَفِنت جراء الزمن ..
وأقفلت تلك الباكية ورائها الباب بقوة .. دون أن تسمع حتى ردا واحدا مني ..
لا أستطيع وصفها حينها .. ولكن هل سمعتم بالنكران ؟
المفضلات