أمضي وحدي في شرودي العميق
تتهادى قدماي بخطوات مرتجفة يمنة و يسرة ،
تغور عيناي و هي تنظر إلى اللاشيء فقط إلى سراب و عدم ،
يهتف النبض في قلبي و يردد :
أنقذني من الجنون أنقذني من الضياع .
و تهتف روحي :
ليتك معي ليتك حولي . عد إلي فإني لا أطيق العيش بدونك
عد إلي فإنك هوائي الذي أتنفسه و بدونك لا حياة و لا هناء عد إلي و غني لي يا هدهدي بما تشتهي من الألحان و ليتك تعزف لحني الذي ضيعته منذ رأيتك !! ،
عجباً لفؤادي ألا يمل من النداء !!
هأنذا أقف تحت شجرتنا الحبيبة و قد سقطت أوراقها و لم يبقى منها شيء
جذوعها باردة كجسمي و كالثلج الذي يحيط بالمكان
أتفحصها بعينيي الذابلتين ﻷرى ما فعل الزمان بها
لا شيء تغير كما هي واقفة شامخة صامدة في وجه الرياح العاتية و لكنها وحيدة لا يقاسمها أحد الشجن
غريبة في مكان موحش قد بدلت نضرته و اخضراره إلى رمال
و أغصان متفتته تلعب بها الرياح كيفما تشاء
و أشجار من أوراقها كحال شجرتنا الحزينة
أخبرني هل نحن من أهملها أم هي الحياة التي تفعل فعالها في كل شيء
سأضمك إلي لنتدفأ سوياً يا شجرتي لست وحيدة فأنا معك و لن أهجرك مهما تقادم العهد
سمعت صوتاً يئن بألم و شعرت باهتزاز الشجرة بين يدي :
يا إلهي أتبكي الشجرة !! ،
لا ليست الشجرة و لكن هذا صوتي و أنيني و ارتجافي ، صرت أتخيل كثيراً؟؟أتبكي الشجرة و دمعي هو من كان يسيل على وجنتي بحرارة
بدأت أتساءل هل دموعي تعبر عما بالشجرة من ألم و روحي عانقت أجزاءها الباردة فأعادتها للحياة ؟!
أتذكر عهدنا و حبنا الذي نقشناه عليها ؟!
هل اشتاقت لنا كما اشتقنا إليها ؟!
و غفرت لنا تيهنا في هذه الحياة و انشغالنا عنها ؟! ،
لا تحزني هاقد عدت و ما زلت هنا لم أرتحل بعد ، شعرت بدموعي تتوقف عن الهطول
و بنبضي يرجع إلى دقه الهادئ
هل اطمئننتِ يا شجرتي و يا منبع أحلامي و وحي فكري ؟! ،
ما زلت أحبك رغم بعدي عنك لليال طويلة و فصول عديدة و أكتب عنك كل رواياتي
و أرسمك في خيالي كأجمل ما تكونين و أبهى ما تصيرين
و إذا بي أشعر بآمان و سلام رغم العواصف و البرد القارس
و فجأة تبسمت شفتاي المتجمدة و تسرب النوم إلى عيني كملاك سحري فجلست و أسندت ظهري إلى الشجرة
ضممت ساقي إلى بعضهما ثم غفوت في عالم الأحلام ...
المفضلات