هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 42
  1. #21

    الصورة الرمزية Soloist

    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المـشـــاركــات
    525
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    وردة الجوريّ


    سكون جميل كما تطلق عليه هي يلتفُ حولها أصبح صديقها الوفي الذي لا يفارقها قد يقولون هي من حكمت على نفسها بهذا المصير ولكنها فعلاً سئمت من هذا الحال كل يوم هكذا يلتفون حولها أذا ارادا أمر منها ثم يرحلون عندمالا
    يجدون شيء عندها
    ماذا يظنونها آلة بلا مشاعرهي ليست فارغة من الداخل هناك قلب أنها تقسم بأنه ينبض ولكنها مازالت محافظه على هدوءها ولكنها أيضاً سئمت من هذه الامور التي تتكرر ,
    ولكن أليس صوت الهدوء جميل ؟
    في هذه اللحظة تذكرت الكتاب الذي أهداه لها أباها وقفت لكي تصنع لنفسها
    كوبٍ من القهوة في ذلكـ والوقت تذكرت الكاتب محمود درويش وتذكرت حبه لصنع قهوته وتذكرت أحدى كتاباته التي يقول فيها ( القهوة، لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بيديك، لا أن تأتيك على طبق
    لأن حامل الطبق هو حامل
    الكلام)

    حملت كوبها الابيض المُزين بنقوشِ ذهبية ثم ذهبت الى
    مكتبتها الصغير لتحمل الكتاب المعنون بقطعة الألماس تذكرت والدها عندما قال كوني كقطعه الألماس أستغربت لماذا عندما أعطها الكتاب قال لها ذلكـ ولكنها بدأت بقراءته حتى وصلت الى تلكـ الكلمات التي تقول
    قد يظلم بعض البشر لأنه مختلفون عن غيرهم
    وسبب يعود الى أنهم ينظرون الى الصورة من زاوية مختلفه عنهم فيقول عنهم البعض بأنهم بمصابون بداء الغرور ولكن هؤلاء فقط نظروا اليهم من الاسفل والبعض يقول عنهم بأنهم يتباهون وهم مجرد أناس لايساوون شيئاً فهؤلاء نظروا اليهم من الاعلى فهم أيضاً كالصورة
    ولكن لكي نعرف
    الحقيقة قلخرج من الصورة وننظر إليها بشمولية ولا ننظر إليها فقط من زاويتنا
    قف باعتدال فقط وسوف تعرف الحقيقة فلن تعرف الألماس الا أذا نظرت إليه بتمعن ........
    أغلقت الكتاب لتنظر الى شرفة غرفتها إذاً انه وقت التغيير إذاً عند حمرة الشفق وقت الأصيل هو الوقت التي قررت فيه
    جوري التغيير الوقت التي محت فيه تلكـ المقولة التي أطلقته على نفسها ورد الجوري جميل ولكن عندما تقترب منه يصدمكـ بأشواكه ابتسمت عندما تذكرت والدها الذي كان يقول لها بأن ورد الجوري جميل ولكنه فقط يحمي نفسه بأشواكه لهذا لا تحكمي على غيركـ فقط من اللحظة الاولى فليس كل البشر يستعطون قطف الجوري
    لاتكنِ كالمدفع يفجر كل من حوله دون أدنى أهتمام فأنتِ جوري في نهاية المطاف لاتزرعي كره الناس داخل قلبكـ فالجوري يحمل رائحة عطره دائماَ
    أبتسمي وزعي الحب في قلبكـ لكي ترينه يثمر فيمن حولكـ
    وتذكري كما وجود الشوكـ حول غصون الجوري وجد الجمال في أوراقه
    ........





    انتهى ...


    التعديل الأخير تم بواسطة Soloist ; 28-6-2014 الساعة 06:13 AM

  2. #22

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Down Icon رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها - الجولة الثالثة ^____^"

    [ في عالمي حيث الخيال ]


    " نحن نعيش في واقعٍ ممتلئٍ بأحداثٍ وأفكارٍ من صنع خيالنا، نصنع تلك الأفكار ثم نتفاعل معها لنكوّن حقيقةً وهميةً! ".

    يركض لاهثًا في أرجاء الشوارع هنا وهناك، يركض نحو اللا شيء، أو ربما يبحث عن منقذ!.
    الحطام يملؤ المكان؛ أهو زلزالٌ مدمرٌ قد ضرب المدينة؟!!، أم أنه أعظم وأكثر رعبًا؟؟!!.
    أصوات أنفاسه تعلو وترتفع، تكاد عيناه ألا تبصر موضع قدميه من الهلع؛ وفجأة، اصطدم بشيءٍ فوقع أرضًا!.
    " هل أنت بخير؟! " قالها فتى آخر، بينما كان يمد إليه يده ليساعده على النهوض.
    فرد بهلع وهو ينهض: " كلا كلا!، كيف سنكون بخيرٍ بوجوده!! ".
    وهنا التقتْ عيناهما معًا: " عامر!!، أهذا أنتَ؟؟!! "؛ وحملقا ببعضهما لثانية، قبل أن ترتسم أمارات التعجب على وجهه ليكمل: " لكن .. من الذي تقصده بقولكِ [ بوجوده ]؟؟!! ".
    " إنها مصيبة يا عمار .. مصيبة!!، التنين الألماسي، يجوب المدينة، مدمرًا إياها!؛ يقتل ويمزق كل شخصٍ يقف في طريقه " قالها بصوتٍ عالٍ وهو يهز كتفي عمار.
    تغيرتْ ملامح عمار لذعرٍ وقلق: " أ..أتقصد ذاك التنين الذي تعلو رأسه قطعة ألماس؟!!، تلك التي تشع بحدة شديدة تؤذي العيون؟؟!! ".
    " نعم نعم، إنه هو بعينه؛ وهو في طريقه إلى... ".
    هنا انقطع النور المنبثق من تلك الشاشة المستطيلة!.

    " هيا يا أسامة، فالوقت صار متأخرًا ".

    " كلا أمي، لا أريد الآن؛ كما أن المشهد يزداد إثارةً! ".
    تبتسم الأم الحنون إلى صغيرها، وتضع يدها على رأسه بلطف:
    " ولكن الوقت تأخر، وإذا سهرتَ فلن تستطيع الذهاب معنا غدًا في الرحلة؛ كما أنه ينبغي ألا تشاهد مثل هذه البرامج قبل النوم " وتبتسم مرةً أخرى.
    " ولكن .. ماما ... ".
    تقاطعه: " ألم تعدني أن تكون فتًى مطيعًا لأمه؟!؛ وأنا سأعدكَ أن تشاهد الحلقة مرةً أخرى في وقتٍ آخر، إن ذهبتَ للنوم الآن " وتغمز له مبتسمةً.
    ليرد باستسلام، مع صوتٍ ضعيف: " حااااضر ".
    طبعتَ قبلةً على وجنة صغيرها، ثم نهض هامًا بالنوم؛ وبعد وقتٍ قصير أوى إلى فراشه.

    أخذ أسامة يفكر بما كان يشاهده ويتخيل محدثًا نفسه: " ذاك التنين الألماسي ليس سيئًا أو مرعبًا كما يعتقدونه!؛ كم أتمنى أن يخرجني من هنا ويحلق بي في السماء، كما فعل مع ذاك الصبي " ويتنهد.
    ثم أكمل: " سأركب على ظهره، لنطير إلى الأعلى؛ وسأشاهد المدينة من الأعلى، كما فعل ذاك الصبي تمامًا " واحتضن دميته التي على شكل التنين الألماسي والسعادة تغمره.
    ثم أخذ يتخيل أسامة المشهد بجماليته، فكم بدا المشهد جميلًا لاسيما مع حمرة الشفق وقت الأصيل، تزين أرجاء المدينة، وتصبح مباه البحر فيها كأنها لآلئ!.
    وما لبث أن غفى في نومٍ عميق.

    مرت الساعات، وأُذن للضوء أن يعود مخترقًا ظلمة الليل؛ لكن .. لحظة، هنالك أمرٌ مختلف، إنه أمرٌ غير مرغوبٍ في حدوثه!.
    يستيقظ أسامة على صراخ أمه؛ لحظة، هل صراخ أمه هو الذي أوقظه؟!، فهو بالكاد كان يسمعه!.
    أصوات دمارٍ وتفجير، وابل من الحطام يصطد بالجدران والنوافذ، فيدمر ما أمكنه، ويصدع الآخر، ويخترق ثالثًا.
    أهي قواتُ عدوٍ زمجرتْ مع بزوغ الضوء، أم أن التنين الألماسي قفز إليهم كما كان يتخيل أسامة!.
    " أسامة! .. أسامة!؛ بني، تعال إلينا " هكذا ناداه والده، قبل أن يفتح باب البيت ليخرج مجهزًا السيارة.
    تقدم أسامة بحذر، وسط الحطام الذي تناثر من النوافذ إلى داخل أرجاء المنزل؛ يتأرجح في خطاه يمنةً ويسرة، أو لعل المنزل هو الذي يتأرجح بعد أن تصدع المبنى بأكمله وشارف على الانهيار.
    يسير بخطاه الصغيرة، يقصد الأمان، حيث يبصر والديه.

    والدته الماكثة أمامه على بعد أمتار، تشبثتْ عيناها بخطواته، ولو استطاعت لطوتها وطوت البعد فيندثر.

    لقد كانت المسافة أمتارًا ضئيلة، ولكنها في ناظريها أكبر من السماء!.
    لا يحتاج إلا لزمنٍ وجيزٍ ليدرك أمه، ولكن الزمن أخذ يتباطأ، كأنه يريد أن يتحدى صلادة قلبها!.
    شفتان لا تتوقفان عن الدعاء: " ربي سلم صغيري وسلمنا جميعًا، يا الله لا حافظ لنا سواك، أستودعكَ طفلي ونفسي وزوجي ".
    هكذا اختنقت الكلمات في حلقها دون أن تصدر صوتًا، لتتأرجح في حبالها الصوتية دون أن يسمعها سواها.

    يكمل أسامة مضيه نحو والدته، وهو غير مدركٍ ماذا سيحدث!؛ أموتٌ ينتظرنا، أم أنه سيحلق في الفضاء كما تمنى؟!.

    أرادتْ عينا أمه أن تذرف دمعًا، ولكنها آثرتْ حبسهما عن ذلك، كي لا تفقد تشبثها بصغيرها.
    يضع أسامة خطواته الأخيرة، وتفتح هي ذراعيها منحنية تجاهه؛ وقبل الخطوة الأخيرة، حطام حديدي يخترق نافذة كانت بالجوار خلفها.
    انشطر جسدها نصفين، بعد أن اختراقها الحطام من الوراء إلى المقدمة.
    رضختْ قدماها أن تظلا حيثما هما، بينما هوت ذراعيها نحو صغيرها، لتعانقه كما أرادتْ، ولكن بلا روحٍ تنبض داخلها!.

    تطايرت الدماء هنا وهناك، كالموجة العاتية؛ وما لم يقوَ منها على التطاير، استسلم للجريان، كالسيل المتدفق.

    غاصتْ الكلمات في حلقه فلم تخرج، باستثناء صرخةٍ مدويةٍ، قررت أن تتمرد، لتنادي بـ: " ماااماااااا .. ماااماااااا " وأخذت دموعه تتسابق في الانهمار!.

    رفع رأس أمه يجره إليه، ولكنه سقط!؛ غادرتْ الروح جسدها، بعد أن مزق حطام الحديد، قلبًا كان ينبض بالدفء والحنان!.
    في تلك الأثناء، قدم الأب على صراخ ابنه، ليفجع بالمنظر هو الآخر؛ وأسامة ما يلبث يصرخ: " ماااماااااا ".
    " ماااااماااااااا ".
    " سلمكَ الله يا بني، ما بكَ؟؟! " قالتها الأم بعد أن دخلتْ غرفة أسامة مسرعةً، وأخذت تضمه وتهدئ من روعه.
    فتح أسامة عينيه ليرى أمه بجواره، فناداها: " ماما " ثم ارتمى في حضنها باكيًا بشدة.
    " أنا هنا يا صغيري، لا تخف " وأخذت تضمه وتطبطب عليه.
    " ماما لا تدعيني وتذهبي " ومازال يكمل بكاءه.
    " لن أدعكَ، لن أدعكَ؛ ولن أذهب لأيٍ مكان " قلتها بكل حنية.
    " عديني بذلك! ".
    " أعدكَ " وارتسمتْ على ثغرها ابتسامة ممزوجة بحزن.
    أخذت الراحة تنبثق نحو قلب أسامة، ليعود إلى السكون تدريجيًا.
    أرخى رأسه ليغوص في حضن والدته، فتضمه إليها.
    وهنا، توقف عن البكاء والأنين؛ ليعطي بارقة أملٍ للهدوء أن يعود، وللهلع أن يغادر!.

    النهاية

  3. #23

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    عبرتُ حدود اللامكان واللازمان.. وفضولي يكبر عما يمكن أن أراه هناك..

    ما رأيته كانت بوابةً ذهبية ضخمة.. مزينة باللآلئ والعاج..

    وما فاجأني أني حين اقتربت منها.. فُتحت على مصراعيها!

    السواد يلف المكان.. لا شيء سوى الفراغ.. وطيفٌ يجول في الأرجاء..

    أهلاً بكِ خارج الحدود.. خارج الزمن.. خارج الأرض والفضاء.. هنا.. حيث ترسمين عالمكِ بنفسك!

    هكذا تحدث الطيف.. فسألته: كيف أرسمه؟؟

    - تحتاجين قلماً..

    - أملك واحداً!

    - لا..... قلمٌ واحدٌ لا يكفي لرسم عالم.. تحتاجين أقلاماً..

    - أين أجد الأقلام؟

    - لا تقلقي.. منذ أن خطوتِ خطوتكِ الأولى في هذا الفراغ.. تحرك أصحاب الأقلام!


    لم يكد ينهي عبارته حتى لاح في البعيد ضوء مشع.. أخذ يقترب شيئاً فشيئاً..

    كانت فتاة تسير بخطوات واثقة.. تحمل قلماً ذهبياً مشعاً بشدة..

    رواتي.. كانت نظرة عينيها تقول أنها لطالما رسمت عوالم من قبل!

    -سأرسم معكِ عالماً جديداً..!

    سعدتُ بإعلانها..

    ولكن وقبل أن أرد.. سمعتُ صوتاً يقول: وأنا أجيد رسم العوالم!

    كان ساعة التخدير.. يحمل قلماً مشعاً عجيباً.. يتشكل بين يديه كما يريد!

    ولم تتأخر الثالثة في الوصول.. سيناري.. كانت تمسك قلمها المشع بحرص.. فالصور كانت تتدفق منه بلا توقف..

    لذلك كانت هناك آثار من نور على طول الطريق الذي سلكته..!

    كنتُ سعيدةً بانضمام أقلامٍ ثلاثةٍ لرسم عالمٍ جديد.. ولكن المفاجآت استمرت بالتوالي!

    فقد تقدمت فتاة بوجه مبتسم.. الوجه المبتسم.. توهج قلمها كان مبهراً..

    الجميع كان يبتسم لا إرادياً عندما يلمح نور قلمها الأخّاذ!

    - هل ترحبون بقلمٍ جديد؟

    صاحبة الصوت كانت soloist.. أن تجتمع الأقلام المتوهجة في مكان واحد.. كان أمراً كفيلاً بجذب الباقين..!

    قلمها كان ينبض بالتوهج! وكأنه لا يطيق صبراً حتى يبدأ برسم النور!

    سعدتُ حقاً بهكذا تجمع.. ولم أكد أعبّر عن مدى سعادتي حتى وصلنا وهجٌ كاد يعمي أبصارنا من شدته!

    عين الظلام.. توهج قلمه كان مختلفاً.. وكأنه قلمٌ قام برسم ألف عالمٍ من قبل..

    قلمٌ صنع الكثير.. ولا يريد التوقف أبداً!




    ستةُ أقلامٍ متوهجةٍ اجتمعت.. وقبل أن أُدرك الأمر بدأَتْ بالرسم!

    كان الأمرُ مذهلاً.. فالأقلام لم تكن عادية! قال الطيف بأن قلماً واحداً لا يكفي لرسم عالم..

    ولكن كل قلمٍ من أقلامهم كان يرسم بمفرده عوالم من الضوء!

    الضوء يسيل من الأقلام.. ينتشر في الفضاء.. يرسم أجمل المعاني.. أجمل الصور.. أجمل الأفكار..

    كانت الأقلام الذهبية تزداد توهجاً كلما رسمت أكثر..

    والعوالم المتشكلة كانت تنضح جمالاً وروعة ونوراً.. حتى ما عاد للظلام السابق أثر..!

    عرفتُ حينها أن الأقلام لا تتساوى في قيمتها.. وأني خلف هذا الباب الذهبي.. قابلتُ أثمن الأقلام..!



    ~~~


    سعدتُ حقاً بقراءة قصصكم.. وكما قال عين الظلام سابقاً التقييم ليس سهلاً أبداً!


    رواتي: قصتكِ في منتهى الجمال.. تحمل من المعاني الكثير.. معاني الوحدة والذكريات.. مع كلماتكِ الراقية.. شكلت مزيجاً رائعاً! تشبيهك لزخات المطر بقطع الألماس كان موفقاً.. لم أتوقعه البتة! لا غبار على لغتك.. فقط لاحظت أنك كتبت "أخرة" بدلا من "أخرى" وأظنه خطأ مطبعيا ^^ وجملة: "الغير معتادة" بدلا من "غير المعتادة".. فـ"ال" التعريف لا تدخل على غير..

    ساعة التخدير: قصتك فاجأتني فلم أقرأ لك سابقاً سوى القصص البوليسية.. وصفك للصراع النفسي عند المجرم كان في منتهى الروعة.. أعجبتني القصة كثيراً.. لغتك ممتازة لا ملاحظة لي عليها سوى كتابتك لِـ "فكتست" بدلا من "فاكتست"، و"حمار" بدلا من "حمرة"..

    سيناري: كتابتك غاية في الإبداع.. تعجبني جدا طريقة وصفك.. أشعر أن المشاعر في قصصك تتجسد على هيئة صور! فاجأتني نهاية القصة.. تشبيهك للندى بالألماس المهشم كان مبهراً!

    الوجه المبتسم: لا تدرين كم أعجبتني قصتك! أسلوبك واضح ومباشر ولغتك أدبية وممتازة.. يعجبني هذا الأسلوب في الكتابة كثيراً.. كما أن قصتكِ تحمل عبرةً رائعة.. تشبيهك للفتاة بالألماسة ولاحمرار الوجنتين بحمرة الشفق أعجبني كثيراً! صدقاً كلما قرأتُ قصة أخرى تزداد حيرتي أكثر!

    soloist: قصتك رغم قصرها جميلة جداً.. لحظات التغيير والمشاعر المختلفة في تلك اللحظات.. أيضاً استخدامك للألماس وحمرة الشفق كان موفقاً.. حبذا فقط لو تنتبهين أكثر للأخطاء الإملائية ^^

    عين الظلام: لا أعتقد أني أهل لنقد أسلوبك أو لغتك! فلا غبار عليهما بلا شك! الخيال والحقيقة وتداخلهما.. نفوس الأطفال وكيف تتأثر بما حولها.. الأسلوب رائع والمعاني أروع.. استخدام الألماس وحمرة الشفق كان ممتازاً.. أحببتُ جداً مشهد طيران الطفل على التنين الألماسي بينما حمرة الشفق تلوح في الأفق.. توجد فقط أخطاء مطبعية بسيطة..


    ~~~


    حقاً الاختيار صعبٌ جداً.. ترددتُ كثيراً قبل أن أقرر.. استخدام الألماسة وحمرة الشفق كان مخالفاً لما توقعته في كل القصص! وهذا هو المطلوب ^^

    في الواقع كنت قد تخيلتُ شخصاً ينقب عن الألماس، أو آخر يحاول صناعتها من الفحم، أو ربما شخصاً وجد ألماسة وسببت له من المتاعب ما لم يتوقعه.. ولكن كل القصص المشاركة جاءت باللامعقول ^^

    بالنسبة للفائز فبعد تفكير عميق وقراءة متكررة للقصص.. فقد اخترت القصة التي رأيتها تحمل معانٍ عميقة جداً وتتميز بأسلوب رفيع..

    الفائز هو

    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    ساعة التخدير




    سعيدة بمشاركتي معكم في هذه الفعالية الرائعة.. شكرا رواتي ^^

    وأعتذر على تأخري في التقييم

  4. #24

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    العميل


    أمام جدار السور المتهالك.. الممتلئ بخربشات الطفولة ورسومات الحياة..

    وقف عشرات الرجال.. مقيدي الأيدي والأقدام.. مكممي العيون والأفواه.. وجوههم متجهة نحو الجدار.. لا يرون الحياة عليه.. فهو اليوم جدارٌ للموت..

    خلفهم اصطف الجنود.. يحملون رشاشاتهم.. يوجهونها بحذر نحوهم.. كانوا الأكثر ذعراً في المكان..

    خلف سورٍ شبكي عالٍ يعزل خلفه الجدار ومن أمامه.. اجتمع حشدٌ من الناس.. معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ..

    كانوا يبكون.. يصرخون.. يعترضون.. دون أن يسمعهم أحد..

    هو كان معهم.. يحاول المرور من بينهم بجسده الصغير.. يحاول رؤيته للمرة الأخيرة.. يبحث عنه بعينيه البنيتين الواسعتين.. كل أيام أعوامه الثمانية لم تخل منه يوماً.. فكيف يصدق أنه سيفقده؟

    استطاع أخيراً المرور عبر الحشود ليلتصق بالسور الشبكي.. رآه.. أراد المناداة باسمه ولكن الكلمات احتبست في حلقه..

    لمح رجلاً بجواره يعرفه.. أراد الاقتراب منه.. التمسك به.. علّه يجد عنده بعض المواساة..

    ولكنه عندما نظر إلى وجه الرجل.. رآه قد ابتسم! ابتسم قناع الزيف على وجهه..

    لم يكن هذا وحده ما سبّب الرعب للفتى.. لم يكن هذا وحده ما حرمه النوم ليالي وجعله يرتجف في فراشه طوال الليل..

    فبينما كان يحدق في رعب إلى الرجل إلى جانبه.. سمع صوتاً يصرخ:


    نااار!


    والتفت بسرعة ليرى الأجساد تتمزق.. والدماء المسلمة تسيل..

    ليرى أكثر المشاهد رعباً في حياته!


    ~


    صوت الباعة المتجولين ونداءاتهم.. صوت الطيور المغردة.. والسيارات العابرة.. صوت تحيات الصباح المتبادلة..

    كل هذه الأصوات اختلطت معاً.. دخلت مع شعاع الشمس المتسلل عبر فتحة في الستائر.. وأيقظته من سباته العميق..

    نهض يفرك عينيه.. نظر حوله.. تنهد بعمق وهمس: عشر سنواتٍ مرت.. ولا زال ذات الحلم يراودني!


    ~


    عشر سنواتٍ مرت على الحادثة الجلل التي أصابت قريتهم.. أعدم جنود الاحتلال العشرات من رجال القرية أمام مرأى من ذويهم.. والتهمة هي التخطيط لعملٍ ثوري!

    كان هناك.. كان لا يزال في عامه الثامن وقتها.. وشهد بأم عينيه إعدام والده مع باقي رجالات القرية..

    وحتى بعد عشر سنوات لا زال يعاني من أطياف تلك الذكرى تزوره في كل ليلة..

    ما أرعبه أكثر كانت الابتسامة المخيفة التي رآها إلى جانبه..

    أبو يوسف.. كان صديقاً مقرباً للعائلة.. يسهر معهم في الليل.. يتنزه معهم في الأحراش.. يساعدهم عند النوازل.. كان والده يقول له دائماً أنه بمثابة أخٍ له..

    تذكر طفولته وهو يجري خلفه ويناديه بالعم أبي يوسف.. تذكر كيف كان يشعر بالأمان معه حين يغيب والده.. تذكر رعبه وصدمته حين اكتشف قناع الزيف الذي يعلو وجهه.. حين رأى ابتسامته..

    استعاذ بالله حين تذكر وجهه.. نهض من فراشه.. فعملُ يومٍ جديدٍ ينتظره..


    ~


    بعد أن أنهى صلاته وإفطاره واستعد للخروج.. سمع طرقاتٍ على باب منزله..

    فتح الباب ليرى وجهه أمامه.. بشعره الأشيب وابتسامته العريضة التي تكشر عن أسنانٍ صفراء.. استعاذ بالله في سره.. ثم قال بفتور: ما الذي جاء بك في الصباح يا أبا يوسف؟

    أجاب وابتسامته تزداد: ألن تناديني بالعم كما في الماضي؟

    • ........



    • لا تكن فظاً.. جئت لألقي تحية الصباح على ابن أخي الحبيب!



    • لا داعي لتتعب نفسك..



    • ممن ورثت هذه الفظاظة؟ والدك رحمه الله كان سمحاً!



    • لا تتحدث عنه!



    • أنت حقاً سريع الانفعال! اسمع.. ألم تغير رأيك بشأن الدكان؟ سأدفع لك ضعف المبلغ الذي عرضته عليك آخر مرة.. ما رأيك؟ عرضٌ كهذا يأتي مرةً في العمر! لن أزيد قرشاً واحداً على المبلغ! أنت لا تحتاج الدكان على أية حال.. فعندما تُعلَن النتائج تكون قد تخرجتَ من الثانوية! وأنت قد عوّدتنا التفوق فلا نتوقع أقل منه.. فما حاجتك للدكان عندها؟ إنه يشغلك عن دراستك فقط.. بعه واسترح منه!



    • مهما تحدثت فكلامي لن يتغير.. للمرة المليون أقول لك الدكان ليس للبيع!


    أنهى جملته وغادر المنزل متوجهاً للدكان ومتجاوزاً الرجل الكريه الذي اختفت ابتسامته العريضة وحلت بدلاً منها نظرة كراهيةٍ عميقة..


    ~


    منذ الحادثة قبل عشرة أعوام عرف كل أهل القرية أن أبا يوسف عميلٌ لجنود الاحتلال.. فقد كان هو من بلّغ عن الرجال الذين تم إعدامهم..

    الجميع يكرهه ويتجنبه.. ولكن ما عساهم يفعلون وهو تحت حماية المحتل؟

    كان يفكر بهذا وهو يفتح الدكان مسمياً بالله.. ويجلس على كرسيه المعتاد خلف طاولة الحسابات..

    على هذا الكرسي العتيق.. جلس والده يوماً.. نظر إلى نفس المشهد الذي ينظر هو إليه الآن.. البضائع المتكدسة.. باب يدخل منه النور القوي.. وعبره ترى الناس تسير في الطريق تتبادل التحيات بابتسامات كبيرة تقبع خلفها الكثير من الحكايات التعيسة.. وهل هناك حكايات سعيدة في ظل المحتل؟

    كان هذا الدكان لوالده رحمه الله.. أحبه كثيراً.. لذلك لن يفرط فيه يوماً.. حتى لو أن أعباءه كثيرة.. لن يبيعه أبداً.. خصوصاً لذلك الكريه.. وهل يبيعه له ليستغله في التجسس على أبناء قريته؟؟

    نظر إلى الطاولة أمامه.. كان هناك قلمٌ عتيق.. بالرغم أنه لم يعد يكتب منذ سنوات.. إلا أنه احتفظ به.. كما احتفظ بكل قطعةٍ كانت تحمل رائحة والده.. دفتر ملاحظات صغير.. نظارة قراءة مكسورة الإطار.. كتاب تاريخي قديم صفحاته مصفرة ومهترئة.. و....

    فتح الدرج الصغير.. أزاح بعض الأوراق وأخرجها.. مطواةٌ سوداء.. لا يزال نصلها حاداً رغم السنوات الطوال.. كيف لا وهو يحدّ نصلها كل يوم؟ كان يفعل ذلك لسببٍ يجهله.. ليس فقط لأنها تذكره بوالده.. أو لأنها تحمل رائحته.. بل ربما لأنها تحمل تصميمه.. عزمه.. شجاعته..

    قطع عليه تأملاته دخول أحدهم إلى الدكان.. دسّ المطواة في جيبه.. أغلق الدرج سريعاً.. ونهض لاستقبال زبونه..


    ~


    يوم عملٍ شاقٍ آخر انتهى.. مع حلول الليل.. أحكم إغلاق الدكان وتوجه إلى منزله.. ألقى بنفسه على فراشه منهكاً.. لم يدرِ كيف غفا ولم يدرِ كم مرّ من الوقت على غفوته..

    ولكنه أفاق على صوت طرقاتٍ سريعةٍ خافتةٍ ومتواصلة..

    نهض متوجساً.. استعاذ بالله من الشيطان.. سار عبر العتمة نحو الباب.. وقف خلفه.. قال بصوتٍ حذر: من هناك؟

    • افتح أرجوك!


    كان الصوت خافتاً ومتوتراً.. ابتلع ريقه.. مدّ يده نحو المزلاج ببطء.. أداره.. وفتح الباب.. وبمجرد أن فُتح.. اندفع جسدٌ إلى الداخل وأغلق الباب وراءه بسرعة!

    • من أنت؟؟!!



    • إنهم يطاردونني! الجنود! هل لي أن أحتمي هنا الليلة؟ أعدك أن أغادر عند الفجر!


    هدأ قليلاً.. أشعل المصباح ليرى وجه ضيفه.. ولكن ضيفه الشاب أطفأه بسرعة قائلاً: سيجدوننا أسرع هكذا!

    أومأ برأسه.. وأشار لضيفه بالدخول.. توجه إلى المطبخ عبر العتمة ليأتي له بكأسٍ من الماء..

    ناوله إياه فشرع الأخير يشرب بسرعة.. ثم تحدث لاهثاً: لقد قمتُ مع بعض الرفاق بعمل كمينٍ للجنود.. نسفنا سيارة! ولكن التعزيزات وصلت أسرع مما توقعنا.. طاردونا فتفرقنا.. وها أنذا!

    إذاً أمثال هذا الشاب موجودون حقاً! ظننتُ الأمل قد هجر هذه الأرض منذ زمن..

    فتح فمه ليتحدث ولكنه قوطع بصوت طرقاتٍ عنيفة وعالية على باب البيت!


    ~


    • تباً! ادخل تحت السرير!


    انصاع الشاب لأمره.. وتوجه هو نحو الباب شاتماً في سره الاحتلال وأذنابهم!

    فتح الباب وهو يتظاهر بالاستيقاظ من النوم لتوه: ماذا هناك؟ أحدث شيء؟

    كان يقف أمامه ثلاثة جنودٍ مسلحين بالكامل.. ومعهم أبو يوسف!

    لعنه في سره عندما لمح وجهه.. تحدث أحد الجنود قائلاً: أنت تخفي مطلوباً في منزلك! إن لم تسلمه حالاً ستنال عقوبةً شديدة!

    • لا أعرف عم تتحدث!


    تحدث أبو يوسف وقال: بل يعرف! إنه لا يشعل نوراً في منزله في الليل مطلقاً منذ أن أنهى دراسته.. لمحتُ نوراً من نافذته منذ قليل وقد اختفى بسرعة! المطلوب هنا أنا واثق!

    عضّ على شفته بحنق.. دفعه الجنود جانباً واندفعوا إلى داخل المنزل..

    كان بإمكانه سماعهم وهم يقلبون ويحطمون الأثاث وكل ما يعترض طريقهم.. كان باستطاعته سماعهم وهم ينادون بأنهم قد وجدوه.. وهم يسبونه ويضربونه ويقتادونه للخارج..

    كان يسمع كل هذا وهو يتأمل في وجه أبي يوسف.. أيمكن أن تصل الدناءة بأحدهم إلى أن يبيع أهله ووطنه من أجل حفنةٍ من المال؟؟

    غادر الجنود من أمامه وهم يقتادون الفتى.. لقد عرفه وودّعه في نفس اليوم.. ابتسم أبو يوسف له والتفت ليغادر هو الآخر..

    ظهر الفتى المغادر بدا كظهر والده في ذلك اليوم.. وابتسامة أبي يوسف كانت كابتسامة قناعه المزيف الكريهة..

    لعَجبه لم يشعر بالرعب.. شعر بالغضب.. بالكراهية تجتاحه.. أحسّ فجأة بأن في جيبه شيئاً لم يكن هنالك هذا الصباح!

    مد يده إلى جيبه.. إنها مطواة والده.. نظر مجدداً إلى الظهر الكريه الذي يغادر المكان..

    تراءى له شعره الأشيب.. أسنانه الصفراء.. وابتسامته الكريهة..

    لم يعد يشعر بشيء.. لمح الجنود يلتفتون بدهشة.. لمح الدهشة على وجه الفتى أيضاً عندما سمعوه يصرخ فجأة:


    الموت للخونة!!!


    وتزامناً مع صرخته هوى بمطواته على ظهر أبي يوسف وغرزها فيه عدة مرات!

    وبسرعة شديدة.. انطلقت رصاصاتٌ عديدة اخترقته! ترنح في مكانه.. تهاوى جسده.. سقطت مطواته في بركة دمائه السائلة..


    كل قطرةٍ من دمه لا زالت تصرخ حتى اليوم: الموت للخونة!!



    ~ تمت ~
    التعديل الأخير تم بواسطة تشيزوكو ; 4-7-2014 الساعة 03:46 PM

  5. #25

    الصورة الرمزية Rimu pie

    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    المـشـــاركــات
    316
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    (كان حلمًا منيرًا....)

    على شاطئ البحر في ذلك الصيف، مددتُ يديّ رافعةً كلتاهما عاليًا أبتغي السماء
    ذلك الفضاء الواسع.... تلك الغيوم البيضاء الجميلة
    ذلك البحر الذي امتد أمام ناظري يترقرق تحت أشعة الشمس الدافئة لا أرى له نهاية...
    يتراقص متموجًا جيأةً وذهابًا
    وكأنه يحمل تلك اللحظات معه للبعيد،... بعيدًا بعيدًا إلى نهايته
    ولعلها وصلت للنهاية ولكنها أبت أن تبقي....
    أبت أن تبقى على شاطئ آخر غير الذي حَلمَتْ وعاشتْ فيه......


    ~~~

    في وسط أحلامي سمعت صوت جدي وهو يناديني وأنا أجري إليه ضاحكةً
    وأناديه عاليًا "جدي"...
    لحظة... تلك الضحكة التي ترتسم على ذلك الوجه، وتلك العينان اللامعتان... ليست لي
    وجدي الذي تُوفيّ منذ سنوات عديدة... لماذا هو واقف معي؟!
    لا، لماذا هو واقف مع تلك الفتاة الصغيرة؟!

    تلك الضحكة وتلك الابتسامة وذلك البريق الذي يشع من عينيها!!!...
    ولم العجب؟!
    ألأن الحزن قد غزا القلوب أم لأن العزاء الآن عزاء ضعف الحيلة

    "كم أشتقتُ إليك ياجدي"... "كم اشتقت إلى حضنك الدافئ يحفزني"
    "وابتسامتك المشرقة تشفي قليلًا من وجع قلبي"
    رحمك الله يا جدي،... لعل في بعدك عنا راحةً لك من أن ترى ما يحدث في بلادنا
    يا جدي...

    لم يوقظني من ذلك الحلم البديع غير صوت أمي..."انهضي، انهضي بسرعة"
    "
    إنه قصف"....
    وقعت تلك الكلمات على قلبي محدثةً طروقًا أصرَّ على اندفاع الدم في عروقي اندفاعًا قويًا
    جريت مع أمي وجدتي وشقيقي الأكبر
    وتلك الصغيرة (أختي) التي ارتعشت من داخلها فتسمرت في مكانها
    ودموع لطالما انزلفت على خديها الورديين لتزيدني حزنًا على حزن

    حملتُها بعيدًا وأنا أقول وأردد "لا تبكي" "لا تبكي" "غدًا سيشرق فجر جديد...وستزاح الغيوم السوداء من السماء...وستبقي فقط ابتسامتكِ الجميلة تلوح على السهول ... فرحًا تنثر ، وردًا تزرع ...تدندن لحنًا أو أغنية..."

    عدت وزدت ذلك مرارًا وتكرارًا وبدأتُ بغناء تلك الكلمات التي قد قلتها وأنا أتنفس بصعوبة
    استشعرت جسد الصغيرة الدافئ ونظرت إليها وأنا أجري وأغني ونظرات بعض التعجب على وجهها
    لم تعد للدموع المحبوسة من مهرب إلا الخروج من عينيَّ
    أخذت أغني بكل قوةٍ وأبتسم، أجري بعزم ما فيّ وقد أنظر للصغيرة حينًا،... أبكي وأبتسم
    خرج كل شيء حبسته داخلي، حزني ،فرحي، أحلامي، ذكرياتي، وتلك الآمال
    أخذتْ "فرح" تضحك وأنا أزداد بشرًا، لحظة بعض لحظة....
    وما لبثت أن اختفت الدموع
    غنت معي وغنيتُ، لم ننقطع عن الغناء حتى وصلنا هدفنا
    أخذ جميع من حولي يحدق فيّ بتعجب
    لم أهتم لما بدا على وجوههم أو ما يفكرون فيه...
    أجلستُ فرح على قدميّ وتابعنا الغناء معًا في ظل تلك اللحظات
    جذب غناؤنا بعض الأطفال حولنا فأتوا يغنون معنا.... ولم يطل الأمر حتى ابتعدت أنظار الجميع عنا...
    ولم تمر إلا لحظات حتى زادت تلك الانفجارات...
    نسمع صوت الانفجار في البعيد يدوي
    صمتُ للحظة ولكني ما لبثت أن تابعت الغناء، بوجه تلك الصغيرة الذي يتألق تحت ناظري وبيديها المتشبثتين بقوة، تحتمي بي وتأبى البعد عني

    تلك الدموع التي اختفتْ عادت ولم أستطع منعها من الانسكاب وظللت أغني متوجعةً متألمةً لكِ يا أرضي، لكم يا أبناء بلادي...
    يا من ذقتم من
    الأسى سراب كامل... وأطفال يذوقون من الحرمان ما لا يتحمله راشد...

    انتهت الأصوات والانفجارات وقام الجميع من أماكنهم ليروا ما خلفته مرة أخرى من دمار...
    بيوت مهدمة ولون أحمر بان في الشوارع وتغطى تحت أنقاض المنازل....
    وابتسم قناع الزيف على وجوه المتخفين خلفه

    دائمًا ما نسمع ذلك المسؤول يصرح بهذا وذاك يصرح بذاك... ويعلق المدعو فلان، ويردد هذا كلام ذاك...

    كفاكم وهمًا وخداعًا

    من تظنون أنكم تخدعون
    أنا أم جدتي أم أختي التي لم تتجاوز الثالثة وقاست من مر أملكم الكذاب
    دماء مسلمة سقطت وأرواح شتى أُهدرت
    ذلك القناع الذي تحاولون التخفي به إنما هو قناع شفاف لا يستر من وجوهكم شيئًا
    ولكن من أعمى الله قلبه سيتقول تلك الصيحات التي ما زلتم ترددونها كأنكم تسخرون من الحق، ولكن الله هو الحق
    ((
    وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))

    ~~~

    بقيتُ في تلك الأرجاء أمسك بيد أختي والأطفال من حولي...
    على الرغم من الواقع الذي أُجبروا على اقتحامه، والحلم الذي تخلوا عنه قبل وجدانه...
    ما زالت تلك العيون تتألق مع كل دمعةٍ أملًا، ومع كل وجعٍ حبًا

    وجوههم تذكرني بوجه تلك الطفلة في المنام... الذي حنن قلبي إلى الماضي وسيطر على خواطر حاضري
    الحلم الذي جعلني أغني دمعًا وفرحًا، والذي جعل كلمة مثل "قصف" تنزل أخف ضغطًا مما اعتدت، وإن ظلتْ أليمة

    ~~~

    حدثني أخي مبتسمًا بعدها :"لقد خففتي ألم هذا اليوم علينا قليلًا"
    تعجبتْ ملامحي متسائلة فأردف: "عندما غنيتي مع الأطفال، بذلك الوجه المبتسم...جعلتنا جميعًا وإن لم نقل ننشرح قليلًا من الداخل"

    رددتُ عليه مبتسمة: "أتعلم، لقد رأيت جدي هذا اليوم في منامي..."
    "...رأيته فرحًا مبتسمًا سعيدًا"

    صمتَ هنيهة ثم قال "ربما كان هذا السبب لما حدث اليوم، فقد كنتِ تبدين كما لو عدتِ لتلك الطفلة دائمة الابتسام والفرح والتفاؤل"

    داهمتني ابتسامة كبيرة وانهمرت الدموع من عينيّ كما لو كانت سحابة ممتلأة لا تتوقف عن الهطل
    "
    نعم ياجدي لقد كانت أنا"

    لن أيأس أبدًا ياجدي وسأظل مبتسمة كما في الماضي...
    لن أيأس أبدًا يا جدي وسأُبقي نفسي حرة ولو تجمعت قيود العالم تأسرني...

    لن أيأس أبدًا... فتلك الأحلام التي عاهدتُها في الماضي ما زالت تنتظر فجرًا لتبدأ تشرق فيه...

    "النهاية"
    ^^"





  6. #26

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها





    زمن العزلة :


    القمر المكتمل إلى آخره ينذر بالشؤم رغم نوره الخافت المنعكس بدون وحشة على الأشياء .. الجو مشحون ريبة و قلقًا و روائح غريبة تجوب كالأشباح الردهات !!


    كان جسمًا مغلفًا برداءٍ طويل يبدد ملامحه ، حتى ذلك الرأس اختمر في رعب .. كان جسمًا راكضًا مرتعبًا بين الأحراش تتتبعه عيون قانية لاهثة تقطر أفواهها دمًا بارزة أنيابها الحادة الضخمة ، متأهبة مخالبها القذرة لتمزيق أي شيء يقابلها .. !


    تبلل الرداء بدموعها فغسلته ألف غسلة ، نخر صراخها عظم الظلام نخرًا حتى تآكل تمامًا و مزق الصمت المقدس في ذلك الليل الرهيب ، أصبحت على الأعصاب صدئة تكسرها أضعف النسائم .. لا تدري كيف آل بها الأمر في مثل هذا الجحيم ، لا تدري كيف خرجت من دائرة الأمان لتهيم نقطة شريدة في معلم مترامي الأطراف ، لم تكن تعرف سوى الركض و الركض كمن به مس مارد أو لسعة عقارب النار .. لا تنفع الإلتفافات بين الفينات و لا ملامح الذعر العفن الذي تحجرت فيه أثناءه طيات وجهها ، و لا ينفع و هي الأدري هذا الصراخ و طلب النجدة الذي مزق أدمة الظلام .. لا أحد يسمعها هنا إلا السواد القاتم الذي طعن كل شيء ..!


    لم تكن إلا تلهو تلك الظلال في تلك المطاردة الشيقة ، كان جميلًا الذعر المتدفق من عينيها ، كانت جميلة هرولتها ، كان رائعًا هروبها لحيث لا تدري في ذلك الفزع المُهيب ؛ و لكن يكفي لهوًا بالطعام !!


    ها هي الظلال تصل إليها لتطوقها بأطرافها المشوهة البشعة و تعصرها لتهشم عظامها و ينسلخ جلدها فتتقاطر سائلًا ساخنًا يتصاعد دخانه راسمًا أشكال الأسى في الصفحة السوداء الغالبة على كل شيء .. و لتصرخ صرختها الأخيرة .. !


    كان صوت ارتطام جسمٍ مهول بالباب ثم فتحه بقوة هزت الأرض الوسخة ..!


    تبدد الظلام .. اختفت الأحراش .. ولت الظلال إلى الزوايا ثم احترقت بفعل الأشعة التي سطعت من حيث لا تدري لا هي و لا النور المذهول في الجو ... و سطع الضياء على غرفة ذات أربعة جدران قريب بياضها من الإصفرار ، تبدو عليها من بعيد خربشات اطفالٍ متهورين ، بها نافذة وحيدة مغلقة أسفلها سريرين يتسع كل منهما لشخص واحد لكن المسافة بينهما صغيرة رغم الاتساع النسبي للغرفة ، سقفها تتدلى منه ثرية بسيطة بنية اللون تحمل ثلاثة مصابيح و أرضيتها متسخة نوعًا ما معثرة عليها ألعاب أغلبها قديمة و أجزاءها ضائعة !


    " هيه .. ما هاته الجلبة و الصراخ أيها الأشقياء ؟... -تفجر المكان بصراخها - أيها الشقيان ما هذا الشيء!"


    " ماما ..ماما .. أنقذيني منهما يحاولان أكلي .. !!"


    " ماذا !!؟ .. تعالي عزيزتي .. لما لففتماها بهذا الوشاح الأسود و ما هذا الـ .. أيها الشيطانان ألم أقل لكما ألف مرة ألا تلطخا أنفسكما بهذا الطلاء الأحمر .. أنظرا لملابسكما ، و انظرا لها مطلية بهذا الشيء .. انظرا كم هي مرعوبة و ترتجف .. أتحاولان قتلها أم ماذا ؟!.. لما تتصرفان كالأبالسة .. "


    " ماما ، نحن نلعب معها فقط !"


    " أتسميان هذا لعبًا .. إنكما أشبه بسفاحين مجنونين .. أكُلُ ما أقوله تقومان بنقيضه ؟ .. أصلحا هنادميكما و أغسلا وجهيكما .. أريد الغرفة نظيفة و الآن !"


    " لكن ماما إنه موعد النوم "


    " هاه ، موعد النوم الآن .. لم تشعرا بالنعاس عند افزاع شقيقتكما الصغيرة لكنكما تكادان تسقطان تعبًا لأني طلبت منكما التنظيف ..- ينخفظ صراخها- اسمعا جيدًا ، الأفضل أن تنظفاها و إلا سأجعلكما تستيقظان فجرًا غدًا و سأحرمكما من كل شيء .. - تعود للصراخ- الآن سترفض النوم بسبب خوفها و لن تتركني أرتاح .. أقسم إن قامت تصرخ ليلًا بسبب فعلتكما ستندمان أشد الندم ... يا إلهي ، أي مجرمين قد قمت بإنجابهما !" تغلق خلفها الباب بقوة ..



    النهايةة

  7. #27

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    رغبة مجنونة~

    جلس في إحدى الزوايا المظلمة القصية.. ينظر إلى يده اليمنى التي حملت السكين الصغير.. ثم إلى الضحية التي لم تكن سوى ذراعه اليسرى...
    كان على وشك فعلها.. يشعر بالمتعة عندما يحدث جرحًا بجسده.. يعقبها وخزات الألم المتصاعدة وقطرات من الدم...
    راعه صوت شخص قادم.. تصلب جسده حينها.. وظهر الذعر بعينيه.. لم يرد لأحد أن يراه على هذه الحال مجددًا...
    - ما الذي تفعله؟! ولماذا تحمل سكينًا بيدك؟!
    - هذا ليس من شأنك يا مهند.. اذهب ودعني بمفردي...
    - لن أفعل.. أعطني السكين أولًا...
    - قلت لك اذهب فقط...
    تقدم مهند منه وبدأ يحاول انتزاع السكين من يده بعد أن بدا الأمر مريبًا بالنسبة له...
    - قلت لك دعني وشأني.. كيف لك أن تتدخل في شؤون الآخرين؟!
    - لن أدعك حتى تخبرني ما الذي كنت ستفعله؟! ولماذا؟! ألن تخبرني يا زياد؟!
    - حسنٌ.. سأخبرك.. لكن أترك يدي أولًا...
    أبعد زياد نظره عن جهة مهند.. وصوته العميق ينبثق في الجو حاملًا نسمة من الحزن...
    - في الواقع.. كنت سأجرح يدي بهذا السكين...
    - هل أنت جاد؟! إن هذا فعل مشين حقًا.. أنت تسيل دمك بلا فائدة بينما دماء مسلمة تسقط حبًا لله وفي سبيله! كما أن لجسدك عليك حق.. وأنت لا تحفظ هذا الحق بفعلتك هذه!
    - ليس الأمر كما تظن.. وليست هذه المرة الأولى التي أفعل بها هذا.. لكنك أول شخص يسأل عن سبب فعلتي.. لذا سأخبرك بكل شيء...
    عاد به الزمن لذكرى حدثت قبل عشرة أعوام.. إلى منزل عمه الوحيد.. لم يكن سوى طفل صغير تلوثت براءته على يدي أقرب الناس إليه...
    أخبره ابن عمه المراهق يومها أن يسبقه لغرفته ليلعب معه.. تملكته بهجة طفولية سرعان ما اختفت عندما تعلقت عيناه بالسكين الصغير الذي كان بيد ذاك الوحش.. بدأت المسافات تتقلص.. وسرعان ما ابتسم قناع الزيف الذي كاد يلتصق بوجهه!
    - عدت يومها للمنزل وجسدي مليء بالجروح الصغيرة.. كتمت الأمر خوفًا من عقاب ابن عمي.. وبهذا لم أستطع فعل شيء وأخذ يطلبني كلما رغب بفعلها.. ثم انتهى الأمر بالنسبة له عندما سافر للدراسة بالخارج.. لكن هذا سبب لي عقدة نفسية...
    - يا إلهي! إذًا ماذا عن والديك؟! ألم يسألوا عن ما حدث لك؟!
    - بلى.. سألتني أمي وبررت ذلك بأني سقطت على قطع من الزجاج المكسور.. بعدها رآني والدي وأن أجرح ساعدي وأخبر أمي.. أرغماني على ترك هذه العادة السيئة بعدد من العقوبات.. كتمت الأمر في داخلي.. وازداد حالي سوءًا...
    - فهمت.. والآن اكتشفت أنا أمرك.. وأرغب بمساعدتك.. هل توافق على هذا؟!
    - كيف ستساعدني؟! حاولت إيقاف ذلك مرارًا وتكرارًا.. ولم أفلح.. لأن تلك الرغبة المجنونة تنتابني من حين لآخر...
    - حسنٌ.. أولًا لنتخلص من هذا السكين...
    - يمكنك أخذها...
    - وأيضًا.. لاحظت أنك مقصر في أداء العبادات وربما يكون هذا سببًا في عدم قدرتك على إيقاف ذلك.. لذا سأحرص على مرافقتك من الآن فصاعدًا.. وأوقفك عند حدك.. فاثنان أفضل من واحد...
    طأطأ زياد رأسه بخجل وهمس: أجل.. لنفعل ذلك...
    مدّ مهند يده وابتسامة مطمئنة تعلو ثغره.. وشدّ على يد صاحبه وهو يقوده نحو النور...

  8. #28

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها




    الإنارة معدومة تماما في مربع الزنزانة التي أقبع فيها و المتوراية في نهاية ممر ضيق جدا


    تراصت زنازننا العشرة على جنبيه بعشوائية كما تترامى أعواد الثقاب العشرة الاخيرة في علبة مستطيلة


    لم أكن وحدي في زنزانتي فمعي ظل هذا الجندي المنتصب أمام زنزانتي


    جثته أضخم من بوابة الزنزانة فأنا لا اكاد أرى منه سوى جزء من أسفل رقبته عندما يحشر جسده في كرسي بني اللون احياناً

    اعتدلت في جلستي لا أعلم كم الساعة الان ولا في أي يوم نحن لكن أستطيع أن أميز صوت حشرات الليل عن صوت حيواني القارض الذي يشاركني الزنزانة ، التفت إليه كان يقرض شيئا أشبه ببقايا طعام


    ابتسمت بحسد ، فهذا الحقير يستطيع الحصول على مايسكت به جوع بطنه وقتما يشاء.. يكفي أن يتسلل من فتحة أسفل حائط الزنزانة الرمادي


    أحيانا أفكر بسرقته ، لكني اخشى أن يتخذوا ذلك عذرا ليمددوا فترة سجني
    رغم أنها على مايبدو أبدية !!


    عصافير بطني لم تعد تسثار أبدا رغم أني على خواء معدتي منذ أكثر من يومين
    ربما تكون قد نفقت ؛ أو أنها لم تعد تستيغ لعبة التجويع المستمر التي ألعبها معها

    تمتمت حمداً واستلقيت على فراشي الحجري عبثا أحاول أن أغفو

    هه .. نسيت أنأاخبركم من أنا ، أنا شريف عربي المنشأ والمولد والعرق والانتماء


    أقبع هنا منذ زمن بعيد لا أذكر المدة تحديدا لكني هنا قبل أن يغزو هذا البياض شعري ويستفحل فيه وقبل أن يبدو ظهري بهذا الانحناء القاسي حتى قبل أن تبدو ساقاي بهذا النحول والاعوجاج


    اممم تهمتي بسيطة جدا !!


    فقد حاولت انقاذ أمي من محاولة اغتصاب
    لم أقتل ذلك الحقير لكني أصبته حتما
    صحيح هه !!


    كان المفترض أن يكون هو هنا مكاني أليس كذلك ؟،

    لكن شهادة أخويّ الشقيقين أفادت أني أنا من كنت أعتدي على أمي وهذا الغريب حاول منعي

    هه!!


    لم يكن لدي فرصة لاستيعاب مايحدث حولي لأني حالما استوعبت الصدمة أدركت بأني داخل الزنزانة


    هه !!

    مؤلم أن أمي أيضا ليست متأكدة تماما من براءتي من تهمتي هذه . لذلك لم تنبس بشفه!


    رغم أنها شاركت جزئيا بدفعي هنا إلا اني أعذرها فلو لم تكن فقدت بصرها لما شكت في براءتي حتما


    يبدو أنكم تريدون أن تستمعوا لكامل القصة وهذا ما أنا بصدد فعله الآن سأروي ذلك لكن ليس قبل أن تمسحوا نظرات الشفقة من أعينكم فلست بحاجتها أبداً

    و لست بحاجة لأن أخبركم أن كلمة تعاطف واحدة كفيلة بجعلي أتوقف عن سرد ماحدث لي !!



    اممم


    و أيضا انتظروا قليلا ريثما يختفي ظل هذا الجندي المنتصب ويبدأ بسميفونية شخيره المزعج


    فلاينقصني أن أقضي ليلتي وأنا أتلوى من وجع سوطه المكهرب على جسمي

    أمهلوني قليلا



    ~~







    هل أنتم هنا ؟!

    حسنا أعتذر .. لكن يبدو أن شخير جندي العزيز تأخر قليلا .. ربما فطن لما أنا بصدد فعله


    لايهم ؛ مؤسف أني لن أستطيع أن أسمعكم جزءا من سمفونية اعتدت على سماعها كل ليلة .. ستحسدونني فعلا !! على الأقل حظي أفضل بكثير من حظوظ رفاقي في الزنان ذات الجندي الذي لايشخر


    لن أطيل ؛ رغم أن الوقت يحبو بثقل ولن أخشى طلوع الصبح مبكرا لكني أخشى أن ينقطع شخير هذا الضخم في غير وقته وأفاجأ به فوق رأسي ولا داعي ﻷخبركم بالجزء اللطيف الذي يلي وقوفه على رأسي


    لنكمل


    أين كنا ؟ نعم نعم نحن لم نبدأ بعد !!

    لاتملوا من ثرثرتي فأنتم تستمعون إلى سجين أخرس لمدة ليست بالقصيرة ربما يقدر صمتي بعمر آبائكم و أكثر ..
    لنبدأ :





    هنا في قريتنا الصغيرة المساء دائما مختلف يأتي كل ليلة ملونا بلون من ألوان الوجع
    في ألطف حالاته يكون على شكل مطر من رصاص ينهمر على بيوتنا الطينية بشكل مفاجئ لمدة ساعة لا أكثر يلي ذلك أصوات سيارات الاسعاف وصراخ النساء مختلطا بأنات الجرحى وبكاء الأطفال إلى ساعة متأخرة من الليل ثم يتوقف كل ذلك وتعود حياة القرية الى ماكانت عليه


    لاشيء فيها يسمع سوى حفيف الشجر و حشرات الليل



    أقف دائما بعيدا انظر الى هذا المشهد الأشبه بقصة ترويها لنا طائرات العدو كل ليلة قبل ان نأوي الى فرشنا ويفترش البعض منا ماتبقى من حطام منزله

    أبتسم بحنق وأسحب رجلاي الى حيث منزلنا الذي لايختلف عما حوله من منازل القرية التي لم تقصف بعد
    لاباب يدق في منزلنا لذلك ازحت الستارة


    لأكون داخل بيتنا الصغير


    وركضت نحو غرفتنا كانت هناك على فراشها وكأنها ترتقب عودتي بفارغ الصبر


    اشتمام رائحتي كان كفيلا بأن يوقفها على أرجلها فاتحة حضنها لي :

    - أنت بخير ؟ الحمدلله


    احتضنتني بكل قوة خشيتها علي

    وجل فرحها أني لم أكُ ضحيًة لمطر الرصاص المنهمر قبل سويعات


    تمتمت :

    - سعيد ابن خالة سلامة مات ومنزلهم استحال حطاما


    احتضنتني اكثر :

    - الحمدلله على كل حال


    كان هذا جوابها دائما ، حتى عندما حملت لها نبأ استشهاد جارتنا لم تزد على عبارتها هذه

    حررتني من حضنها و انحنت على فراشي تجهزه لي

    كنت أراقبها وأنا افكر ماذا لو أصابنا يوما رصاصهم الغاشم؟


    ماذا لو اصاب أمي بسوء ؟


    ماذا لو عدت من مدرستي يوما لأجد منزلنا كما رأيت منزل جارتنا سلوى قبل شهر


    لم يكن هناك سوى الحجارة المتلونة بدمائها ودماء أبنائها الستة ورائحة البارود


    "يكفي" همست لنفسي لم أسترسل أكثر.. خشيت أن أفاجأ بأفكاري السوداء فجرا


    خرج صوتي مرتجفا :

    - أمي لم لانهاجر ؟


    توقفت عما كانت تفعله لكنها لم تستدر :

    -إلى اين؟

    أجبتها و أنا احاول أن يبدو صوتي طبيعيا :

    -إلى أي مكان لايوجد فيه مطر على شكل رصاص


    لم تكن قد استدارت بعد وهي تسألني :
    - ولم ؟


    أجبت وأنا اكاد ابكي :

    لأني سئمت كل هذا ، سئمت الخوف المرتسم على أعيننا ونحن نترقب كل مساء جنازة نشيعها


    سئمت هذا الفقر وهذا الجوع الذي يكاد يفني من تبقى من ابناء القرية


    سئمت كل ألوان الحياة الموجودة هنا هذا إن كان مايسمى هنا حياة حقا


    لم ألاحظ أني كنت منفعلا جدا ، لكن فارق الصوت بين نبرتي ونبرة أمي التي خرجت بكل هدوء أوضح لي ذلك
    استدارت أمي وهي تبتسم :

    -ربما تدرك ذلك عندما تكبر ؛ تأكد يا ابني أنه لاحياة لك خارج أرضك ربما تعيش لكنك أبدا لن تحيا


    كنت لا أزال على انفعالي :

    -حياة أو عيش لا فرق المهم أن نتنفس بعيدا عن رائحة الموت هنا !


    اقتربت مني وهي تحتضنني :

    -صدقني الموت أرحم من الغربة يا بني ، دع عنك هذا الحديث واستلق الان فأمامنا غد طويل


    ارتميت على فراشي بجسدي المنهك من وقوفي هناك أمام منزل خالة سلامة المحطم


    كانت صيحاتها ترن في أذني وهي تنوح على ابنها ، كان صغيرا لم يتجاوز العشرين بعد ربما كانت تبني عليه امالا لمستقبل قريب ؟
    ليس ربما بل مؤكد!


    حجم الألم في صيحاتها تلك كان كفيلا بأن يفتت الافئدة ألما

    تقلبت على فراشي لأخرس عصافير بطني لم أسأل أمي عن العشاء فأنا أعلم تماما مايعني أن تتجاهل سؤالي عن كوني جائعا ..لايهم فليس هذا المساء الأول الذي ننام فيه ببطون خاوية


    لم أنم ذلك المساء كنت أراقب اللاشيء في سقف غرفتنا الصغيرة وأنا أفكر بمرارة

    لم علينا أن نجلس هكذا نترقب سقوط أرواحنا ومنازلنا تحت بطشهم؟


    ماذا تعني أمي بأني لن أحيا خارج قريتنا ؟


    هل هذه حياة حقا ؟ لاشيء هنا سوى الموت والموت فقط بكل صوره
    تنهدت بحرقة ،


    هه


    كان هذا صوت حفيف ستارة مدخل بيتنا ، وقفت بسرعة من يمكن أن يتسلل إلى بيتنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟


    لايمكن أن يكون قطا لأن هذه الكائنات انقرضت من قريتنا منذ زمن بعيد !!


    فنحن لانجد مانسد به جوعنا فضلا عما نسد به جوعها


    و ليس سارقا أيضا ، فالمنفعة الوحيدة التي حملتها لنا هذه المآسي هو انعدام مايمكن أن يسرق من منازلنا لذلك لايوجد سارقون هنا


    خرجت من الغرفة وأنا أراقب أمي خشية أن يوقظها وقع اقدامي على أرضية الغرفة الصلبة


    لم أرى أحدا .. كانت الستارة في مكانها ..مؤكد أني توهمت ماسمعت كنت قد هممت أن أعود إلى فراشي عندما تناهى إلى سمعي هممة أحدهم أمام بيتنا ، اقتربت من الستارة


    و اتسعت عيناي برعب و وأنا أرى أمامي زوجين من الأقدام
    إحداهما حافية والأخرى ترتدي حذاء " ج ن د ي " !!



    كنت أود أن أصرخ لكن حتى أنفاسي خانتني في تلك اللحظة وغادرني حتى الهواء وأبت علي رجلاي أن تستدير بي إلى الغرفة
    لأحمي أمي أو أوقظها أو أفعل أي شي


    كنت هناك متصلبا حتى عندما تحركت ستارتنا بهدوء و دخل منها رأس أعرفه جيدا

    ~~


    يكفي هذا القدر حتى الان ، فشخير عزيزي توقف فجأة و أكاد أشعر بعينيه تستديران يبدو أنه شعر بما أفعل
    هاهو ظله يغمر الزنزانة يبدو أنه قادم نحوي سأكمل لكم لاحقا إن بقيت على قيد الحياة
    الى الملتقى


    ~~~~

    ها أنا ذا قد عدت لأكمل لكم القصة وهذا يعني أولا
    أني بخير ؛ أممم لم يكن سوطه مكهربا هذه المرة لكنه أوجعني قليلا في ضربته المائه

    و ثانيا : أن أمري لم يكشف بعد وفعلتي قد غميت على ذلك الضخم برحمة ربي

    و ثالثا و الأهم :أني رغم شيخوختي مازالت ذاكرتي لم تعطب بعد وهذا شيء رائع !!



    أين كنا في قصتنا نعم نعم عند الرأس الذي اعرفه جيدا
    ألم اقل لكم ان ذاكرتي بخير ؟



    ~~~


    تنفست الصعداء و أنا ارى رأس أخي يدخل من خلف الستارة المهترئة وصرخت :

    - أنت ، لقد اخفتني ياهذا !!



    كانت نظراته متفاجئة أيضا لكنها اختلفت عن نظرتي المطمئنة


    كنت سعيدا ؛ فأخي هذا منذ أن غادرنا قبل سبع سنوات وهو لايكاد يزورنا البتة لم نره سوى ثلاث مرات
    فكرت بفرحة أمي عندما تراه ؛أسرعت نحوه وأنا اسأله:

    -اختفيت لم لم تعد تزرنا !


    جاءني صوته متجهما وهو يتجاهل سؤالي :

    -خلتك نائما ؟ مالذي ايقظك في هذه الساعة
    ؟


    كان يتقدم نحوي برجله العرجاء ، و أنا متيبس في مكاني شعرت أن شيئا يحدث كما لايجب أن يحدث

    ازدررت ريقي وأنا أسترق النظر إلى ماخلف عرجة أخي المتقدمة نحوي كنت انظر الى الأقدام ذات الحذاء الجندي المتصلبة في الخارج بكل وجس


    اكتست ابتسامتي باللون الاصفر وأنا أرى نظرات أخي تنظر حيث أنظر


    اتكأ على الجدار وهو يضيق عينيه بخبث :

    - رأيت ذلك ! لا نفع من اخفاء الامر إذا تعال معي الى الخارج


    ضحكاته كانت ترن خلفه وهو يسحبني من يدي للخارج رمى بي أمام تلك الأرجل التي كنت أرقبها قبل قليل

    لم أكن قد رفعت عينيّ بعد عندما قال أخي:
    -وجدت هذا الجرذ الفضولي مستيقظا يمكننا أن نستفيد من ابعاده فهو يحبها جدا


    رفعت جسدي قليلا وسمحت لعينيّ بالنظر


    ورأيت أمامي جسداً كان يقف فوق تلك الارجل


    " ج ن د ي "

    رائحتة كانت تفوح ب دماء أبناء قريتنا .. استطعت أن أشتم رائحة دماء سعيد ابن خالة سلامة ودماء سلوى وأبنائها حتى دماء رفاقي في الصف الذين ماتو بقصف قبل سنة يوم تغيبي من المدرسة


    اشتمت رائحة تلك المزارع التي قصفت بهمجية


    رائحة تلك المباني التي خرت على رؤوس أصحابها


    رائحة كل المواجع التي كنا نعاصرها في قريتنا


    رأيت في عينيه لونا من الموت أصاب جسدي برعشة باردة


    ابتسامته هذه كانت أشبه بابتسامة أخي الأخيرة
    " ابتسامة قناع الزيف الكريهة"

    لم يكن ما يحدث حولي يبشر بخير


    نظرت إلى أخي علي أجد تفسيراً لما أرى

    كان واقفا مستندا إلى الجدار بشكل مائل .. نظر إلي وهو يقول ضاحكا :

    -كبرت كثير ياشريف أعرفك على افيخاي صديقي


    خرج صوت هذا الأخير مشبعا بمشاعر من حقد وبغض نتنة :

    - أهلا شريف ، اسمك جميل !


    وابتسم بخبث


    ابتلعت ريقي لأبلل حلقي المتيبس قليلا نسيت أني لازلت مسلتقيا تحت اقدامه .. استطعت أن أتكئ على مرفقي المرتجفين وأستوي على قدميّ


    كنت أعلم أنه دوري في الحديث ولكن كل ماخرج من حلقي انذاك :

    -مالذي يحدث هنا؟


    ضحكات الجندي كانت كفيلة بأن تررسل موجات كهربائية من أسفل ظهري إلى أقصى قدميّ :

    -خيرا يا صغيري ؟


    اقترب أخي مني بعرجته وهو يضع يده في جيبه :

    -اسمع شريف أنت ذكي جدا ؛ سمعتك اليوم وأنت تقول لأمك بأنك تريد أن تهاجر .. اممم ما رأيك أن يدبرلك صديقي أفيخاي هروبا آمنا وجوازا رائعا أيضا ؟


    كان ينظر إلى عينيّ وذاك الضخم خلفي تماماً

    هذا البريق الخطر الذي ألمحه في عينيّ أخي رأيته سابقا عندما كان والدي يحوم ليلا حول منزل العم مراد عمدة القرية


    كان هذا في ذات المساء الذي حدثت فيه المجزرة التي نحر فيها كل من في المنزل بعد اغتصاب امرأة مراد وبناته

    كنت وحدي من رأيته كان هناك مع أربعة من أفيخاي آخرين .. لا أعلم إن كانو جميعاً بذات الاسم لكنهم كانو كـ أفيخاي هذا وسلموا لأبي ظرفا أبيضا وغادرهم وبعدها صارت المأساة


    لم أخبر أحدا ؛ أوهمت نفسي أني توهمت ذاك المساء و أني لم أرى شيئا


    حقيقة لم أكن أخشى على أبي بل كنت أخشى على فؤاد أمي وسمعتنا ؛

    لكن اخفائي لذلك كان دون جدوى فما لبثت أن فاحت رائحة أبي النتنة بليل بهيم وهو يخرج من معسكر لأفيخائيين كثيرين .. رآه الأهالي والبقية معروفة .. و ليس بالضرورة أن اذكر لكم بأنهم رجموه حتى الموت ؛ كان ذلك قاسيا والأقسى من ذلك مالحق بنا من سمعة لا يجب أن تذكر !!



    أرخيت نظري و أنا أفكر بسرعة كبيرة من مخرج عن مأزقي هذا.. لن ألطخ يديّ بذنب يجعل من نهايتي كنهاية والدي


    ابتسمت وأنا انظر لأخي :

    -مالمقابل ؟! أنا اعلم أن هذا لن يعطي شيئا دون أن يأخذ شيئا أثمن !!


    كنت أسأل رغبة مني في اطالة مدة تفكيري فقط

    لكني يقينا أعلم مايريد ، يريدني أن أخبرهم عن منزل أحد ما .. مؤكد ولا أستبعد أن يكون منزل خالة أم عمارة فهي تمتلك سبعا من الفتيات الجميلات



    جاء صوت أفيخاي باردا كالموت يقطع علي توقعات مخيلتي الصغيرة :

    - أريد أن ألهو مع أمك قليلا ؛ يكفي أن تبتعد من هنا فقط ياصغيري فأنا لا اريد ضجة


    فجأة سكن كل شيء من حولي حتى حفيف الأشجار توقف ..خلت نفسي لم أسمع جيدا


    استرجع عقلي الباطني كلماته ببطء شديد


    -ماذا يعني ؟!


    نظرت إلى أخي وجدته يبتسم لي :

    -شريف أنت ذكي جدا وتعلم مافيه مصلحتك أليس كذلك ؟ أفيخاي دفع لي مبلغا يمكّنني من بناء قصر من ذهب يمكنك أن تحصل على المثل فقط افعل كما فعل أخوك
    راغب


    اتسعت حدقتا عيني وأنا أستوعب الكلمات ببطء شديد :

    -راغب ! وماذا فعل راغب ؟

    جاءني رده وهو يضع يده على كتفي :

    -أخبرته بما يريده أفيخاي وطلبت منه الابتعاد عن المنزل وأعطاه افيخاي ماطلب


    هززت رأسي في محاولة مني للانكار مايحدث من حولي :

    -انتظر أنا لا افهم.. راغب غادر المنزل منذ شهر تقريبا قبل وفاة خالة سلوى بيوم!

    ثم ماعلاقة كل هذا بي أنا ؟ بل ماعلاقة أفيخاي بأمي ومالذي يريد ..

    . قطعت كلامي فجأة وقد اتضحت الصورة أمي بشكل موجع ومقزز


    وابتسامة أخي تتسع ببلاهة كاشفة عن أسنانه الصفراء


    تصاعد الدم إلى وجهي ولا أعلم كيف استطعت ضبط أعصابي ؛ أدخلت الهواء الى رئتيّ بكل هدوء وأنا أهدئ من نفسي


    اهدأ ياشريف الموضوع يتطلب تصرفا حكيما أمك في خطر ....



    كان أفيخاي يقف خلفي :

    -هيه أنت ياصغير لم تطيل علي الموضوع ؟ الفجر اقترب أخبرتك أني لا أريد أن أمسك بسوء ولك ماتشاء من المال فقط ابتعد عن المنزل ..أنا لا أريد أن يستيقظ أهل القرية قبل اتمام ماجئت لأجله


    ابتسمت بدوري ببلاهة وانا اتستدير صوب افيخاي :

    - اتمام ماجئت لأجله ؟ هههههههه يالها من مهمة نبيلة هههههههه

    انفرطت ضحكا وأنا أقترب من افيخاي هذا :

    -هل أنت متأكد من اختيارك لأمي؟


    ضحك أخي ضحكة سخيفة :

    -مازالت جميلة ياشريف ولكن دعنا من هذا كنت متأكدا بأنك ستقتنع بمافيه مصلحتك


    ضحكت بهستيريا و أنا لا ابعد ناظري عن أفيخاي :
    -أعجبتك أمي أليس كذلك ؟ يبدوأنك تمتلك نظرا ثاقبا رغم صغر عينيك ياهذا

    جئت في الوقت المناسب تماما


    كنت قد التصقت به تماما وأنا أغرس خنجري الصغير أسفل بطنه واكملت حديثي:

    -لكنك اخطأت في اختيارك ياهذا ؛ فليس جميع ابناء أمي يحملون دماء والدي النتنة بداخلهم !!



    كنت أرى جحوظ عينيه وأنا أرى بداخلها مواجع أهل قريتي جميعهم
    مدارسنا ومزارعنا وشبابنا ومصانعنا واطفالنا !!



    كان يحاول رفع يديه ليدفع بي بعيدا وقد سقطت على ظهري وأنا أرقبه يمسك بموضع جرحه ودمائه تقطر نجسا على أرضنا الطاهره


    كان غباء منه أن يأتي بدون درع كامل لجسده..

    أو ظَنّني اُشترى بالمال ؟


    ولكني حمدت ربي أن ألهمني أن أحمل معي خنجرا أينما ذهبت

    وجه أخي استحال بحجم البازلاء ولكن بلون أصفر وهو يرى ماحدث لصديقه :

    -يا احمق ؛ ماذا فعلت ؟! أحمق أحمق

    تهجم علي يضربني بكلتا يديه ، و لم أستطع الدفاع عن نفسي فسنواتي الاحدى عشر لم تكن كفيلة بأن احمي نفسي منه كما يجب


    ربما كان يؤلمني ولكن بصدق لم أكن اشعر حينها الا بإرتياح يغمرني لنجاة أمي

    سقوط أفيخاي أبعد أخي عن جسدي مؤقتا كان يزمجر أنينا وأخي يحوم حوله كزوجة مذعورة ،


    وقفت على رجليّ أركض لداخل المنزل لأرى أمي واقفة امام الستارة.:
    - شريف مالذي يحدث هنا ؟



    ضممتها بقوة:

    -لاشيء لاشيء فقط شجار خفيف



    صوت أخي الأرعن وهو يصرخ طالبا النجدة اختلط مع أنين افيخاي المزعج


    .لم أكن مهتما بذلك كله احتضنت أمي بقوة وهي تقول بوجس:

    -شريف حبيبي مابك ؟ مالذي حدث ؟توقف أنت تكاد تسقطني ،


    لكني لم أتوقف ؛ولم أكن أنوي ذلك


    دفنت رأسي في حضنها وكأني على علم بأنها مرتي الأخيرة لاحتضانها


    و أغمضت عيني مستسلما لاغماءة أو ربما غفوة خفيفة


    لم أعلم ماحدث بعد ذلك ؛ كل ماكنت أذكره ثقل القيد حول معصمي و صوت أخي وهو يتلو شهادته الكاذبة أمام قاضٍ بلحية حمراء بظفيرتين


    بأني حاولت اغتصاب أمي وافيخاي كان هناك وحاول منعي ولكني أصبته


    كانت أمي هناك بجانب أخي
    راغب الصامت والذي لم ينبس بشفه ، كنت أرى على ملامحها ألما عميقا وهي تراقبني لم أعلم ماهية نظراتها أكانت تودعني أم تطلب مني الصفح ؟!


    لكنها لم تتكلم أبدا تلا ذلك صوت القاضي وهو يندد بما فعلته بتعرضي لجندي وهو شيئ لم يسبقني إليه أحد ورأفة بسني الصغير كما يقول


    أصدر حكمه علي بالمؤبد بدلا من قتلي او حرقي حيا!!



    اصطحبوني لزنزانتي هذه وما زلت هنا منذ ذلك الامد !!

    ~~~
    أعتقد بأني بدأت أتوهم ؛ لم أعد أسمع صوت شخير ذلك الاحمق..يبدو انه انقطع مجددا
    هذا يعني أن علي أن أودعكم و أخرج من مخبئي تحت فراشي الحجري حيث أنقش لكم قصتي هذه على أرضية الزنزانة


    لم يملأ بعد ظل ذلك الضخم الزنزانة .. وهذا يعني أن بإمكاني أن اخبركم, بأني لازلت لا أعلم عن أمي شيئا لكني أشعر بأنها لاتزال بخير ولم تتعرض للأذى أبدا ..

    أممم ببساطة



    هذا لأني مازلت أستطيع أن أت ن ف س .


    ~~~~

    دخل الغرفة وهو يركض حافي القدمين ووقف قليلا ليلتقط أنفاسه :


    أمي أمي الناس في ثورة .. و الشارع هائج تماما .. وأعتقد بأنها مجرد سويعات وسيبدأ قصفهم اللاإنساني


    كانت أمه تقشر البطاطا:


    - هم يفعلون ذلك كل مرة لا أعتقد بأنه سينجح ولكن
    دعك من هذا كله يا شريف مازلت طفلا و تعال للغداء بعد أن تغسل رجليك جيدا


    اعترض شريف وهو يقترب من أمه:


    -أمي هذه المرة الشارع هياجه مختلف ، فهم ليسو يريدون تحرير العم شريف ولكن يريدون جنازته !!



    سقطت السكينة من يدها وهي ترتخي لتمسك كتفا ابنها :

    -ماذا تقول ؟


    سعد شريف ؛ فقد استرعى على اهتمام والدته أخيرا:

    -العم شريف مات !!


    اممم لم يقتل مات ميتة طبيعية ظهر هذا على التلفاز رأيته عند بيت عمة سلامة..

    . لم تتركه ليكمل كلامه ...ركضت إلى نافذة المطبخ ووضعت مسفعها على رأسها جيدا


    فعلا كما يقول ابنها


    كان الشارع ينبض بروح مختلفة هذه المرة !!


    وكأن شريف لم يمت بل حلت روحه في أجساد هؤلاء الشباب الذين يملؤون الشوارع انتفاضة و غضبا لا يرد

    ابتسمت وهي تراقب ذلك بسعادة ، ربما لو لم يخرج خنجره في ذلك الوقت لكان عليهم أن يترقبو كل مساء قصفا لأرواحهم ومساكنهم أو حتى زيارات النحر الليلية


    بكل رضوخ كما كانو يفعلون


    نظرت إلى ابنها شريف وهو يغسل رجليه وتمتمت :

    - لا مجال لأن أدعك تموت كعمك أو جدك مرجوما ... أو حتى كأبيك بجنازة لن يحضرها أحد

    ستموت كعمك شريف ؛ تنتفض لموتك الساحات

    وعلى الطرف الآخر


    جاء صوت المدرس رخيما وهو ينادي:

    -شريف قم اقرأ القطعة التالية

    وقف شريف آخر بين رفاقه التلاميذ وابتدأ يقرأ في كتاب التاريخ قطعة بعنوان

    "معلم الانتفاضة الأول"



    كان شريف بعمر لم يتجاوز الحادية عشر عندما حمل خنجرا ليغرس به في بطن غاشم حاول الاعتداء على أمه
    واختلط صوت شريف بصوت المنتفضين بالخارج المطالبين بجثة العم شريف
    والتي لم تطل مطالبتهم لها

    انتهت



    ساعة قلت ضعي ما تثقين به
    أثق بهذا رغم أني أخذت معنى مشهدك لا لفظه .. لم أراجع المكتوب فلدي أطنان من الاتزامات

    دمتم متذكرين لأخوانكم المسلمين في كل زمان و مكان


    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 5-7-2014 الساعة 06:49 PM

  9. #29

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Down Icon رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها


    [ أوراق من الجحيم ]


    " حتى لو كان هدفكَ نبيلًا، تريث!؛ فأنتَ لا تدرك عدد الأشواك التي في دربكَ، أو خطورتها!! ".

    أخذ يمشي وسط الظلام في ممرٍ ضيقٍ، قاصدًا النور الذي يبعد عنه خطوات، لم تكن بالبعيدة جدًا.
    وفجأة، قرر أن يجلس على كرسي بالجوار!!؛ أهو التعب الذي أجلسه، أم أنه أمرٌ آخر؟؟!!.
    أغمض عينيه لفترةٍ قصيرةٍ، كمن يريد أن يريحهما أو يريح نفسه؛ أو كالجالس الذي ينتظر أمرًا.
    أعاد فتحهما دون الإطالة في إغلاقهما، وأخذ يحملق بعينه إلى الأمام؛ يقف شخصان أمامه، يقفان عند ذاك المكان النير، الذي كان يمشي صوبه.
    إنهما رجلٌ وامرأة، ما الذي يحدث عندهما بالضبط، يبدوان على غير اتفاق.
    استعار كل تركيزه، وبدأ يستمع إلى حديثهما؛ ثبتَّ نظراته صوبهما، تراقبهما دون مفارقة.
    كل ذلك، وسط السكون والهدوء، الذي لا يشقه إلا صوت حديثهما!.
    يبدوان في شجار، شجار في الكلام، وربما يتحول إلى أعنف؛ هل عليه أن يتدخل؟!، هل عليه أن يفضه من الآن؟!.
    ولكنه في نهاية الأمر، آثر المكوث في مكانه، دون حراك!!.
    أعجزٌ يمنعه؟!، أم أن موانع أخرى تقف مانعةً إياه من التحرك أو إصدار رد فعلٍ؟؟!!.

    " خولة أنت تتدخلين بأمورٍ لا تعنيكِ، من الأفضل لكِ الابتعاد عن طريقي! ". تلك كانت جملةً من الجمل التي بدأ يسمعها حازم بكل تركيزه.
    " ولكن .. أنت ستؤذي نفسكَ وتؤذينا معكَ يا عماد! ".
    " هذا ليس من شأنكِ، اغربي عن وجهي، لا أريد سماع صوتكِ " قالها بنبرة حادة.
    " كلا لن أسمح لكَ، كما أن والدي .... " هنا وضع عماد يده على فمها، لتصطد الكلمات الخارجة من فمها بيده، وتعود هربًا إلى الداخل.
    نظر إليها بحدة محدقًا في عينيها: " لا يهمني ما سيؤول إليه الأمر، أخبرتكِ أن تطلبي من والدكِ أخذ عطلةٍ، لأجل ألا يفقد حياته ثمنًا لعمله مع ذاك الشخص ".
    سكت لأقل من ثانية، قبل أن يكمل: " سأنفذ مخططي الذي هنا " ويشير إلى حقيبة بجواره " مهما كلفني الثمن!، مهما كلفني الثمن!! ".
    ثم دفع بخولة بقوةٍ مبعدًا إياه عنه، لتترنح قليلًا ثم تستعيد توازنها؛ تاركًا إياها ومتجهًا إلى حقيبته.
    فتح الحقيبة وتناول منها ورقة، يبدو قد رُسم عليها مخططًا لمبنى ما؛ ليهمس داخله: " من الغد، إما أن تكون شركتكَ ملكًا لي، أو .. سأزيلها من الوجود مع إزالتكَ أنتَ أيضًا ".
    ثم ارتسمت على ثغره ابتسامة زائفة، مرسومة على وجهٍ زائف، أشبه بقناعٍ يبتسم؛ قناعٌ لا يعرف معنى الرحمة أبدًا، كأنه يبعده عن كونه من البشر!.

    " سأكون أول ثمنٍ عليكَ أن تدفعه! " هكذا نطقتْ خولة والثقة، القوة، والتحدي، جميعهم يؤازرونها جنبًا إلى جنب.

    استدار حاملًا أوراقه الثمينة، وهو يقول: " ماذا تقصديـ.... " وبضربةٍ قويةٍ مفاجئةٍ على يديه، جعلته يسقط الأوراق فتناثرت هنا وهناك.
    " حمقاء!!، ماذا تظنين نفسكِ فاعلة " وانحنى يجمع أوراقه المتناثرة.
    انحنتْ معه تزامنًا، وأمسكت يده مانعةً إياها برهة: " أحرق تلك الأوراق يا عماد، أحرقها قبل أن تحرقكَ؛ لا أريدكَ أن تؤول إلى ذاك المصير، وتلطخ يدكَ بدماء الأبرياء؛ إنها دماء مسلمة .... ".
    بتر لها حديثها مرة أخرى، وقد أمسكَ بكتفيها يضغط عليها بقوةٍ، وهو ينهض جاذبًا إياها للأعلى، حتى كاد أن يسحق عظامها.
    " أولئك ليسوا أبرياء، بل شياطين يدمرون مستقبلي؛ سأكون سعيدًا حينما أرى دماءهم القذرة، تتناثر هنا وهناك مع أشلائهم ".
    أفلتها لأجل أن يعود لأورقها، فنادته باستعطاف: " عماد، أرجوك، لا أريدكَ أن .... ".
    وفرّتْ بقية كلماتها هاربةً أمام زمجرته: " كفي عن الهراء، إن كنتِ مهتمةً بمصلحة زوجكِ ومصلحتكِ، فساعدي تلك الأوراق أن تحرق شياطينًا، يضيء حريقها لنا المستقبل "!.
    وعاد ليجمع أوراقه، ويوضبها في الحقيبة.


    لايزال حازم يستمع لكل كلمة وحرف، يرى كل شيءٍ بعينيه؛ ومع ذلك، لم يحرك ساكنًا!.
    " كم بعض البشر قساة، تُعمى أبصارهم بظلمة قلوبهم! " هكذا حدث نفسه.
    " ليتني أستطيع أن أنهض فأصفعك يا عماد!، ولكن يا لَلأسى، هذا محال!! " أكمل حديثه مع نفسه.
    وهنا، كان عماد قد انتهى من جمع أوراقه؛ وقد هم منصرفًا، ولكن خولة أبت إلا وأن تعترض طريقه!.
    تقف مواجهةً له، ترفع رأسها إلى الأعلى كمن يتحدى، بالرغم من الفارق الكبير بين جسده الضخم وجسدها الصغير!.
    أراد أن يمر من جوارها، ولكنها تحركت معه، لتسد عليه الطريق مرةً أخرى!.
    " يا لَشجاعتكِ يا خولة!! " هكذا تمتم حازم داخل نفسه، وهو ينظر إليهما بتركيز.
    ساد سكونٌ على وقفتهما إزاء بعضهما البعض، ولكنه لم يطل، إذ بادر عماد إلى دفعها بقوةٍ كبيرةٍ أسقطتها أرضًا.
    سقطتْ على الأرض بعنفٍ شديدٍ، مع صرخة ألم خرجتْ منها!؛ سقطتْ بعد أن اصطدتْ بطاولةٍ كانت قربها، ليسقط ما على الطاولة فوقها.


    تركها ممدةً أرضًا، وتمتم: " ستظلين فتاتي الحمقاء، لكني أعدكِ بمستقبلًا أفضل " وعادت الابتسامة ترتسم على قناعه الزائف مرةً أخرى.
    " عمااااااااااااااااد!!! " توجهتْ أنظار عماد، حازم، وكل من سمع الصوت؛ ذاك الصراخ المدوي، الذي هز سكون المكان.
    كانت خولة منطلقة صوب عماد، مصوبةً نحو يده الحاملة للحقيبة سكينًا قد اجتذبتها من الأرض؛ تلك السكين التي سقطتْ على يدها اليسرى خادشةً إياها.
    ترك عماد الحقيبة تسقط من رد الفعل، ليمسك يديها بكلتا يديه؛ وما هي إلا ثوانٍ، حتى حاز على السكين، دون جهدٍ يذكر!.

    " حمقاء!، هل تريدين قتلي؟!! " هكذا قال عماد.

    ولكن خولة تجاهلته، وانحنت ملتقطةً الحقيبة، فحملتها وابتعدتْ عنه.
    صرخ عماد: " ماذا تفعلين أيتها الغبية؟!!! ".
    " أفعل ما هو لمصلحتكَ ومصلحة الجميع ".
    كانت خولة تفتح الحقيبة، لتخرج منها أوراق المخططات، التي تشمل مبنى الشركة، وكذا المتفجرات التي سيحصل عليها زوجها.
    تريد أن تخرجها، فتمزقها أو تحرقها؛ لم تكن تدري ما يجب أن تفعله، لكنها تريد منعه!، تريد منعه مهما كلف الثمن!!.
    لم ترد للفتى الذي أحبته أن يصبح في عداد المجرمين، بل سيقدم على تفجير مبنى قاتلًا عددًا من الأبرياء، قد يكون والدها فردًا منهم!.
    خلال برهة، كانت الأوراق قد أُخرجت من الحقيبة، وعماد أسرع إلى خولة؛ أرادتْ أن تمزقهم .. ولكن .....
    " حمقاااااااااااء " صرخ عماد بتلك الكلمة، وهو يهوي بيده بضربةٍ مؤلمةٍ على جسدها؛ وهي بدورها حاولت أن تتفاداها.

    اعتادتْ الضربة، أن تجعل خولة تترنح أو تسقط؛ ولكن، هذه الضربة كانت مختلفة.

    شقٌ كبير ارتسم على رقبتها، وأخذت الدماء تنهمر منه لتسقي الأوراق العطشى؛ كانت عطشى لأي شيءٍ غير السواد، وها هي ارتوت بالأحمر.
    ظلمة قلب عماد، أعمت بصيرته عن السكين التي كان يحملها، بعد أن أخذها من يد خولة.
    ترنحت خولة بقوة وسقطتْ، سقطتْ في آخر سقوطٍ ستسقطه؛ سقطتْ معها الأوراق، طامعةً في أن ترتوي من الأحمر أكثر وأكثر.
    سقطتْ السكين من يد عماد، وجثا هو الآخر على ركبتيه؛ أخذ يتحسس رأسها والجرح الذي خلفته يده: " خولة .. حبيبتي " قالها بصوتٍ مرتخٍ على غير العادة.
    رفعتْ خولة رأسها، وساعدها هو في انتشاله من الأرض؛ حركتْ شفتيها تريد أن تحادثه بشيءٍ، ولكن المنية كانتْ أسرع!.
    سقط رأسها بين يديه، ليصرخ باسمها عاليًا، وقد تناسى كل أوراقه المتناثرة حوله، والتي شُبِّعت باللون الأحمر الدامي.


    فقد حازم تركيزه، لهول ما رأى؛ والعجيب أنه لم يحرك ساكنًا حتى اللحظة!، بل لم يحركوا ساكنًا حتى اللحظة!.
    نعم، لم يحركوا، فهو لم يكن يجلس وحده، بل كان هنالك غيره؛ يبدو بأن المكان عام، أو شيئًا يشبه ذاك!.
    هل الجميع شهود على جريمة قتل، ولكنهم مع ذلك لا يبالون في إمساك القاتل الواقف أمامهم!!.
    ارتمى حازم في أفكاره لدقائق، يقلب في دماغه كل ما شاهده، من دماء وضحية وقاتل وأوراق!!.
    تلك الأوراق التي كان مكتوبًا لها، أن تهدر العديد من الأفراد والدماء المسلمة؛ اكتفت باحتضان دماء فردٍ واحدٍ.
    جال بفكره هنا وهناك، ولم ينبهه بأنه قد أطال التفكير مع ذاته؛ إلا صوت التصفيق يعلو ويعلو.
    وقد تزامن مع صوت التصفيق، انسدال الستارة منغلقةً، لتعلن نهاية المسرحية، أو نهاية فصلها الأول.

    النهاية

  10. #30

    الصورة الرمزية !Pink Lotus

    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المـشـــاركــات
    3,681
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    '

    '
    [الموتُ المُحتّم]



    لا أعلم في أي طابق تحت الأرض نقبع الآن كل ما أعلمه أن رائحة نتنة تنتشر في هذا المكان الضيّق والمُظلم، وتأوهات من على كلا الجانبين ..!
    هذا هو حالنا، لا أدري كم مرّ عليّ هُنا !
    أسبوع! أم شهر! أو لربما كانت سنة! أو سنوات!
    من يدري؟
    كل الاحتمالات واردة، نظرًا لعدم وجودِ منفذٍ لضوء الشمس في هذه الزنزانة يُنبئنا بتعاقبِ الليل والنهار ~
    وبالطّبع فأنت هُنا مغضوبٌ عليك، ستُرمى بأنواع الشتائم لو سألت!
    على ذكر الشتائم، ها هُو ذا مُقبل سليط اللسان مفتول العضلات.

    فَتح باب الزنزانة بيديه الضخمتين، يُمكنني أن أرى بوضوع ابتسامة مُتعطشة للنيل من أحدنا الليلة!
    خفقان القلوبُ بلغ ذروته، لا شيء يوقفُ هذا الخفقان إلا إعلان الضحية القادمة ..
    في أي لحظة ستتحرك شفتا هذا الجلّاد باسمك مسبوقًا أو مُلحقًا بإحدى شتائمه، لا يهم! المهم أن دورَك آتٍ لا محالة، عاجلًا أم آجلًا سيكون لكَ نصيب تذوق طعم جلداتِه ..
    وأخيرًا نطق بالاسم المُنتظر، بعد وابلٍ من عبارات السبّ والشتم رُبما لم تسمع بها في حياتك!
    … :- تعال يا ****
    بالطبع لن يسير المُنادى على قدميه، قد يُركل حتى يصلوا به للمكان المنشود، وستكون محظوظًا إن لم يتمّ سحبك من شعرك، بالتأكيد ستعود أصلعًا بلا شعر، (هذا إن عُدت طبعًا)!
    مضت ساعات وساعات ولم يَعد صاحبنا للزنزانة ليكون هذا دليلًا على زهقِ روحه، وارتفاعها للسماء العُليا إلى بارئها سُبحانه ..

    يبدو أن ضحيّة أخرى سيُذهب بها للعالم الآخر، فها هو ذا قادم !
    أوه لا، لقد أحضروا بديلًا عن من مات اليوم بين يديه القذرتين ..
    فُتح باب الزنزانة ورُمي بالشّاب إلى الداخل مع سيل عظيم من الكلمات المُتعفّنة يُخرجها فمُ السّجّان!
    شاب في مُقتبل عمره، لا يبدو أنه تعدّى العشرين!
    تبادلتُ معه أطراف الحديث، هه! لقد أمسكوه مُتلبّسًا في إحدى المظاهرات يحمل لافتةً طُبع عليها جسدُ الرئيس برأسِ حمار!
    مسكين أنت يا زميلي، لقد قبضُوا عليك بالجرمِ المشهود، ولن يُفلتوك حيًّا ~
    سألنِي عن تُهمتي التِي أقبعتني في هذا المكان، لكنّي حقّا جُلبتُ إلى هنا بلا تُهمة!
    .
    … :- هاد بيت مُعاذ الـ####
    (بلع ريقه):- اي نعم سيدي وأنا أبوه ..
    … :- مطلوب، فوت ناديلو أحسن ما نخربلك بيتك فوق راسكم ولا
    برجاء أبٍ سيضيع ابنه:- يا سيدي والله ابني ما عمل شي
    ضُرب ذاك الشيخ الكهل بعقب البُندقية ضربة أسقطته أرضًا، ودخلوا مقتحمين للبيت، وعثروا عمّن يبحثون عنه ..
    سحبوني من رأسي بوحشيّة ورموني داخل الباص المليء بأمثالي، ومازال أبي يترجّاهم أن يُفلتوا فلذة كبده .. حتّى غبنا عن عينيه ()
    لقد كنتُ أسمع صوتَ بُكائه قبل أن يتحرك الباص، ومازالَ يرنّ صوته في أُذني كل ليلَة ~
    .
    فتحتُ عينيّ المغرورقتين بالدموع: - وإلى يومك هذا، أعذبُ وأهان وأوصف بأقبح الصفات وتُهمتِي مجهولة!

    مسلسل دراميّ آخر سيتكرر بعد لحظات، هاهو قادم، وقفنا جميعًا كالعادة نستقبله ماعدا القاطن الجديد ..
    لمحتُ وجهه السّاخر وهو مايزال جالسًا!
    ثم رميت بنظري صوبَ الوحش المُرعب الواقف عند الباب الحديدي، يا إلهي! عيناه حمراوتين من الغضب ووجهه قُلب رأسًا على عقب، لقد كانت ابتسامته تعلوه منتظرًا الإعلان عن الاسم الذي سيتذوّق مرارة سوطه، لكنه الآن يشتعل غيظًا مما رآه ممن هو بجانبي ..
    مشى بخطوات قليلة حتى وصل إليه، سحبه من شعره إلى أن وقف وبنبرة غاضبة:- يا **** يا ابن الـ***** ما شفت الـ**** محدك وقفوا ولك، ليش ما وقفت ولك قرد
    (ببرود) :- ما كنت بعرف إنو لازم وئّف
    يبدو أنهُ سيُغيّر الشخص المنشود!
    سحبه من رأسه مُتجهًا إلى غرفة المصير تلك، وما عُدنا نسمع سوى صرخاتِه متألّما مُستنجدًا يتخلّلها عبارة جعلت القشعريرة تسير في جسدي (يسقط الرّئيس) !
    رأيت علامات التعجّب على وجوه من معي ..
    ما الجرأة التي يملكها لقول ذلك ..
    … :- العما بئلبو شو حمار، والله ما ليطالعوه إلا محمّل على ئفاه
    … :- لك أخي إزا ئالها ولا لا مالو طالع بخير، يصطفل جنى على حالو

    هذا ما قاله اثنان ممن أتوا منذُ مدة قصيرة، أما أنا فعبارته ذكّرتني بالسبب الذي أوتِي به إلى هنا، إنها تلك اللافتة!
    أيُعقل أن (ثورة) قامت ثانيةً؟!
    وقت طويل مر، أو لربّما قصير، لست أدري!
    المهم أنهم عادوا بهِ محمولًا ورموه مرة أخرى داخل الزنزانة، ونتيجة للرمية رأيتُ رأسه ينزف دمًا، وقفتُ واثنان من زملائي لنوقف نزيفه ونساعده ..
    لكن هيهات هيهات، صُرخ بنا أن الزموا أماكنكم وإياكم والاقتراب منه ..~
    عدنا أدراجنا خائبين، ومرّ الوقت ومازال ينزف وينتفض ..
    لم أتمالك نفسي وصرخت بالسّجّان:- يا سيدي والله دمّو لح يصفى، بس خلونا نوئفلو النزيف، أنا بعالجو لا تجيبيلو دكتور بس خلوني داويه الله يخليك
    فتح السّجان الباب وبوجهه برود الأرض كلّها، شعرتُ أن نهايتّي اقتربت، نظر إليّ ثمّ نطق:- زعلان عليه وبدك ياه يرتاح ما
    … :- لم أنطق ببنت شفة !
    (بسخرية):- تكرم عينك لح ريّحلك ياه
    أخرج مُسدّسه وصوبَ رأسه أطلق الرصاصة القاضية ..
    وابتسم قناع الزيف .. دماء مسلمة سقطت!

    كفكتُ دمعي وعُدت مكاني بائسًا ألوم نفسي على كلامي ..
    بقي ينزف في وسط الزنزانة لا نجرؤ على الاقتراب منه .. ولا هم أزالوه منها ..
    لا أعلم صدقًا كم بقي متوسطًا بجثته داخل الزنزانة ..
    أظن أن أيامًا وليالي مرت حتى تكرّم السّجّان بنقل جثمانه المُتعفّن إلى غرفة الجثث حيث ستقبعُ هناكَ زمانًا طويلًا قد يصل إلى أشهر حتى يُسلّموه لذويه!

    وهاقد جاء الفَرج، أراه آتيًا بجثته الكبيرة، فتح باب الزنزانة ونادى علي، توقّفت نبضات قلبي وتوقّف الزّمان هُنا، تشهّدت في قرارة نفسي وبدأت أبكي قبل أن يُكمل عباراته:- امشي قدامي ولك قرد ع التحقيق ..
    كدت أطير سعادة وفرحًا وأخيرًا سأعرف سبب وجودي هنا، مشيتُ بحماس غير معهود مع أني على يقين أن التحقيق لا يخلو من صفعة تأتيك من حيث لا تدري أو ركلة في بطنك بالـ(البوط العسكري) تقيؤك كل مافي معدتك (إن وُجد) ..

    دخلتُ غرفة التحقيق مُطمّش العينين، ويداي مربوطتان للخلف ..
    جلستُ على كرسي وبدأ الضابط بطرح أسئلة كثيرة ومملّة أجبتُ عليها كلّها بلا وعي !
    كنت فقط أُريدُ أن أعرف تُهمتي ..
    … :- شو قلتلي اسمك ولك
    … :- معاذ سيدي
    … :- ايوا، معاذ .. معاذ .. معاااذ (ردّد اسمي ما يزيد عن عشرين مرّة وهو يقلّب في أحد الدفاتر)
    … :- طلعوه لهالقرد، طلع تشابه أسماء
    توقّفت الدنيا من حولي، لا أشعر بشيء أبدًا ..

    فكّوا وثاقِي وأخرجوني خارج السّجن ثم أزالوا العصابة عن عينيّ، وما زلت غير مُصدّق ..
    كم قضيتُ في السّجن وفي النهاية تشابه أسماء! تشابه أسماء! ألا يوجد سبب آخر؟
    لمَ لم يُحققوا في بادئ الأمر وانتهينا، أتستحق كل هذه المدة!
    عانيتْ الأمرّين وفي النهاية تشابه أسماء!
    حسنًا، أريد أن أعرف ما تهمة شبيهي هذا التي تستحقّ هذا العذاب!
    أم أنه أسلوب لسحب النّاس فقط ..
    مشيتُ مسافة طويلة أجر قدماي، أو هما تجرّانني، لا أشعر بهما، المهم أنّي أمشي ..
    جسدي متهالك، أريد أن أرتاح !
    المكان مختلف كثيرًا، الدّمار ينتشر في كل زاوية من زوايا البلد ..
    ماذا حلّ في غيابي، كم من السّنين مضت!
    كيف نسيتُ أن أسأل الشابَ عندما أتى في أي عام نحن!
    رأيت مسجدًا يبعد عدة أمتار، مشيتُ حتى وصلت ٱليه ..
    أريد أن أصلي، اشتقت لأن أقفَ بين يدي الرّحمن ~
    دخلت المسجد وشعرت بهموم كثقل الجبالِ فوق صدري ()
    ارتميت ساجدًا على الأرض أبكي وأنتحب، بثثتُ همي وحزني إلى الله، بكيت وبكيت وبكيت وأنا ساجد !
    دموعي الحارّة ملأت السجّادّة المليئة بالأتربة نتيجة لقصف المسجد ..
    كل ما بقي من المسجد نصف مئذنة بلا سقف وجدرٍ مُحطّمة ..
    طالت سجدتِي وطال بكائي، كل همومي أخرجتها في تلك السّجدة ..

    رآني أحد المارّة وانتظرني حتى انتهيت وحين رفعت رأسي، وجدته يبكي لبُكائي، سألني من أنا وماذا يحدث معي ومن أين جئت !
    لم أقوى على إجابته، كل ما نطقت به: - أريد ماء
    … :- لا حول ولا قوة إلا بالله، تعال معي ع البيت ..
    تذكّرت، صحيح، كيف نسيت أن أسأل!
    سألته في لهفة:- بأي سنة نحنا ؟
    تفاجأ من سؤالي وقال متعجّبًا:- 2011م
    ثمّ أردف مُستفسرًا:- أخي انت كاين مُعتقل شي؟
    أومأت برأسي أي نعم ..
    أخذ بيدي وهنأني بخروجي سالمًا ومشى بي مسافة ليست بالقصيرة ..
    طوال فترة سيرنا كنت شاردًا، 5 سنوات مضت من عمري داخل السجن، والسبب (تشابه أسماء)!
    أولئك القتلة، أيضيعون 5 سنوات من عمري لتشابه أسماء!
    لم يُزهقوا روحي، لكنهم قتلوا فيني أشياء كثيرة!
    قتلوا حلمي، قتلوا شبابي، قتلوا وقتلوا ولم يبقوا فيني شيئًا لم يقتلوه!
    هزّ كتفي يُوقظني من سباتٍ ذهني عصف بي فجأة: - تفضّل أخي البيت بيتك ..
    أعطاني ملابس وأرشدني للحمّام، شعرت بتغيّر كبير، لم أعرف نفسي حين نظرت بالمرآة، عيني متورّمة، دماء متخثرة تملأ وجهي وملابسي، شفتاي منتفختان، وظهري يملؤه علامات الضرب بسوط ذاك الوحش ..

    دعاني للغداء لكني رفضت وترجيته أن أنام على سرير ..
    أريد أن أرتاح، أريد أن أشعر أني في منزل وعلى سرير ..
    أحاول إقناع نفسي بأنني أصبحت خارج نطاق السجن ..
    أنا حرّ الآن، ولكن ما طعم الحرّيّة و5 سنين ضاعت من عمري ..
    دراستي الجامعية ضاعت، مستقبلي كـ جرّاح بات ماضيًا يزورني كـ طيفٍ كل ليلة مُذ أُدخلت السجن!
    نمت ولم تكن كأي نومة، لقد نمت بعمق ولأول مرة منذ 5 سنوات .. لم أستيقظ إلا في اليوم التالي على صلاة الفجر، لقد فاتتني صلاتي المغرب والعشاء ..
    سألت صاحبي لمَ لم توقظنِي فأخبرني بأنه أيقظني ولكن ما من مُجيب لدرجة أنه قلقَ من أن أكون قد مت!

    بعد أن أدّيت الصلاة، وقضيتُ ما فاتني ..
    كنتُ متلهفا لرؤية أهلي لكنه أصرّ علي أن أبقى الغداء ..
    تبادلنا أطراف الحديث وأخبرته بقصتي كاملة، لقد ذُهل مما وصفته له ..
    أخبرته كم نعاني داخل تلك الزّنازن، التعذيب الجسدي لا يُحتمل، وسائل التعذيب شتى داخل ظلمات السّجن ..
    سألني عن اسم عائلتي فأجبته بسخرية:- بتعرف، منيح ما نسيت اسم عيلتي هنيك! لأنو تم استبدالها بـ****
    تهجّم وجهه مستنكرًا لما سمع ..
    … :- ولح تسمع أكبر من هيك، أوطى البشر حاطينها بهالمعتقل، وخود ع حكي طالع نازل شي بينسمع وشي ما بينسمع ..

    خرجت من منزله مشتاقًا أطوي المسافات متلهفا لرؤية أمي، أبي، أخي، وأختي الصغيرة ..
    لم أشعر بنفسي إلا وأنا أمام المنزل، اشتقت له، المكان تغيّر علي كثيرًا ..
    أوه صحيح، لقد أخبرني صاحبي بالتغيرات الثورية التي حدثت ..
    عزمت على أن أكون أول الخارجين في المظاهرات غدًا!
    فأنا ممن عايش ظلمهم وجبروتهم ..
    طرقت باب المنزل وقلبي مُضطرب، ترى كيف سيكون لقاؤنا؟
    أمي، ماذا فعلت غربتي بكِ؟
    أبِي، هل أكل الشيب رأسك يا والدي؟
    أخي وأختي، أخال بأنني لن أعرفكما بعد هذا الغياب!
    طرقت الباب مرة أخرى، لكن لم أكملها عندما سمعت صوت والدتي من خلف الباب:- اجيييت
    فتحت الباب وهي تنادي بمن في الباب؟
    لم أستطع تمالك نفسي انهرتُ باكيًا أمام الباب تنحدرُ دموعي شلالات تأبى التوقّف ..
    دفعت الباب داخلًا وسقطت عند قدمي أمي باكيًا أقبّلها .. لم تحملها قدماها من هولِ الصدمة، جلست على الأرض وهي تتلمّس وجهي تتأكد من أنهُ أنا ..
    … :- هاد انت يا عمري، وينك يا ابني وينك
    ضمتني إلى صدرها ودفنت رأسي على كتفها أبكي ..
    أبكي فقدان حضنها وحنانها، أبكي شوقي لها، أبكي سنيني وأيامي ~

    بقيت واضعًا رأسي على كتفها لا أتحرك، وهي لم تفلت يديها مني، تشبثت بي بكل ما أوتيَت من قوة، تخاف أن يأخذوني منها ثانية!
    كفكفت دمعي ووقفت وأسندتها على جذعي هامًّا بها إلى الصّالة ..
    عيون صغيرة معلقة بنا، إنها أختي الصغيرة ..
    لقد كبرت، تركتها في السادسة والآن هي في الحادية عشر ..
    مشت نحوي ببطئ حملتها بين ذراعي ودرت بها، لا أصدق أنها نفس الطفلة التي تركتها ..
    سألت أمي بشغف:- وين أبي؟
    اختفت ابتسامتها فجأة، وعلت مكانها ملامح حزن عميق ..
    لاحظت وأخيرًا أنها ترتدي السّواد ..
    كلا، لا يمكن أن يكون هذا حقًّا .. حاولت طرد الفكرة من رأسي وأنا أسألها وكأني غريق تعلّق بأمل نجاة طفيف:- يامو وين أبي؟
    أنزلت أختي وصرخت بأعلى صوتي:- وين أبي؟
    بكلمات طعنت صدري أخبرتني أنه استُشهد منذ شهرين!
    لم يكن مُشاركًا في المظاهرة، لكن ذنبه أنه تواجد أثناء رميهم للرصاص على المتظاهرين ..
    ذنبه كذنبي لا علاقة لنا بالأمر لكنه ذنبنا !
    بقيتُ أسبوعًا لا أستطيع تصديق ما حدث!
    أيموت أبي قبل خروجي بشهرين!
    أناسٌ يأتون ويذهبون يهنئونني بسلامتي ويعززونني بوفاة أبي .. وأنا جسدٌ بلا روح !
    '
    '

    هزّ رأسه نافضًا ما تبقّى من ذكريات مؤلمة في رأسه ..
    ضغط زرّ الإرسال وأنزل قصته على مدوّنته بعنوان "الموت المُحتّم" ..
    أخفى اللّاب توب تحت الأرض، وخرج من غرفته على صوت أمه منادية إياه:- أي بُني صَحبك بانتظارك ..
    أمسك بُندقيته خارجًا مُدافعا عن أرضهِ ضد من احتلوها، والسّلام ~

    '
    '

    انتهت ..•

  11. #31

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    حاملًا الخوذة بيده اليمنى ومرتديًا الزي الفضائي وممسكًا بعلم بيده اليسرى توقف أمام المركبة الفضائية..
    ونظر إلى الحشد الكبير ورفع يده مودعًا..
    صعد المركبة وأحكم وضع الخوذة على وجهه ونظر إلى العلم الذي وضعه على المقعد الأيمن..
    أشار بإبهامه للمحطة الفضائية..
    فتألقت الشاشة أمامه حاملتًا العد التنازلي..
    3..
    2..
    1..
    0!
    وأقلع المكوك وسط أنظار الجميع..
    اشتعلت نار الأشواق داخل الراكب هناك..
    حتى أنه كاد ينحر منها وتخيل أن المركبة تنطلق بها!
    نار أشواق وأي أشواق؟
    أشواق إلى الماكثين هناك..
    أين؟
    في النظام القلمي!
    ...
    طاف حول النجم دورة ثم هبط نحو الكوكب الأول نحو
    "
    تيشزوكو" هبط بسلام ليفاجئ بحروف تجتمع وتأتلف مكونة مشهدًا رائع البيان أمامه ما شعر إلا وهو يردد "الموت للخزنة!"
    طار من الكوكب الأول نحو الثاني حيث
    rimu pie
    من سماء لسماء ومن جمال لجمال ومن كلمات عذبة أخذت تنساب كالسلل ومن مواهب تفجرت عينًا وقوف مسرورًا
    لكم هو صعب حقًا أن تتحدى المعاناة!
    ومنه إلى الكوكب الثالث..
    سيناري..
    تسارعت الكلمات وقفزت لتثب أمامي لم أستطع إلا أن أقف احترامًا لسطور جمعت من الأوصاف ما عجزت الكتب أن تضعه
    أمام الكلمات المرعبة والحنكة المبهرة لم أستطع الشعور بي إلا بعد أن انتهت!<<اسعدي لم أكتب سطرين
    ثم إلى الرابع حيث
    الوجه المبتسم
    اسمًا على مسمى!
    قليلٌ أن تجد من ينظر إلى الأمور بنظرة إيجابية ويطبخ السلبي ويغسله ليخرج ناصع البياض فإن كان هناك من يمتلك هذه الموهبة فهو أنت!
    دار لفة حول المسار البيضاوي وانتقل للكوكب الخامس حيث..
    رواتي!
    إن قلت إن البيان والأدب اجتمع ليخرج قصةً ما أخرج ما أخرجت
    وإن تألفت الحروف لتجمع وتصب أنواع الفكر ما استطعت أن ترمي ما رميتِ إليه لم أستطع أن أكافح دمعة نزلت ولا قلب سكن
    وعقل وقف أمام موهبة كهذه!
    بالفعل إن لك لفكرًا منيرًا وقلم أميرًا!
    ومن الخامس إلى زحل حيث
    عين ..
    كلٌ يرى الأمور بمنظورها ولكلٍ زاوية ينظر منها للأمور
    أما عين فلا ينظرإلا من زاوية عالية زاوية أقل ما يقال فيها زاوية
    الإبداع تأخذك لتبحر معها ومع أدبك الراقي
    إلى فكرك المنير إلى حيث خط القلب قبل أن يخط القلم
    يكفي فقط أنه يحمل اسم..
    عين!
    ويكفي هذا على أن نقف وأيما وقوف!
    حيث الفكر الأنيق والقلم الرشيق!
    ومن زحل إلى الكوكب السابع
    إلى ضيفتنا
    بنك..
    وما أقول؟
    بل هل يحق لي القول والمجاراة؟
    معاناة وقفت أمامي وخطت على شكل كتابةٍ وقاع مرير تجرعت
    من قراءته فقط الكثير
    واقع أليم وماضٍ موحش تزين بقلم براق أشرقت السعادة
    به!
    ومنه إلى الثامن إلى
    أبي خولد
    إلى الإبداع..
    إلى حيث خيط الحاضر بالماضي بالمستقبل إلى حيث يرفررف
    بك في سما الألق والتألق إلى حيث تتجرع كتابته الحلوة حتى
    لا تكاد ترغب أن تفارقه وأرض الأنق التي ازدهرت وازدانت بكتابته كيف لا وهو شاعرنا النفيس !
    ..
    تبارك الله إبداع رائع منكم جميعًا
    ...
    صعد على متن مكوكه ومركبته إلى حيث جواده ومهره
    ثم دار حول المجموعة القلمية دورةً..
    نظر إلى العلم القابع جواره ثم قبض عليه بيمينه
    ومع إضاءة نجم على يساره توجه صوب ذلك الكوكب..
    ليغرس فيه العلم!
    ...
    مرحبًا وأهلًا بكم جميعًا
    ها قد عاد ساعة إليكم بالتقييم الذي كنتم تنتظروه بشوق
    بصراحة لقد وجدت سحب الغمام تمتطر أقلامًا مبدعة
    انهالت على القلم لتسقيمه من نهلها..
    يسعدني بل يشرفني!
    أن أكون بجوار كوكبة بهية مثلكم
    ولكم..
    ولكم تمنيت أن أعطي العلم لكلٍ منكمُ
    ولكن..
    ما باليد حيلة إنما هو علم واحد وشخص واحد..
    جميعكم أبدعتم ولكن الفائز بلغ من سلم الإبداع شيئًا
    ما هو بهينٍ
    جميعكم اترقيتم سلم الإبداع ولكن الفائز على حتى كاد يبلغ أعلاه
    لكي أكون صادقًا لا مجاملًا
    إنه..
    ووحده!
    من شعرت وأنا أقرأ قصته بشعور غريب
    شعرت أنني أقرأ لكاتب كبير..
    شعرت بشعورٍ لم أشعر به إلا منذ أمد طويل
    كل ما أقول هو هنيئًا لكم به!
    وهنيئًا لي بكم فأنت درر منثورة وإبداع ابنثق في سما لا مسومس بل الأدب
    ليس الفارق بينكم كبيرًا بل إنكم على نفس المستوى تقريبًا
    وقبل إعلان الفائز أود أن أهمس لأحدكم..

    لسيناري..
    شربت من معية الإبداع شربًا
    أتعبت من قبلك ومن بعدك بلغت من سلم الإبداع عاليًا وإن لجزمت حين قرأت
    سطورك كثيرًا عندما يقرأ أحدهم ما كتبت فإن يلهث أتدرين لماذا؟
    للكم الهائلة ماشاء الله تبارك الله من الوصف المذهل المبدع المحشور في بضعة سطور
    ولكن..
    ويالها لكن..
    أعتقد أنني السبب حيث أن قصتك لم تمد بموضوعنا بصلة أو حتى ذكر الجملة وهو غير المطلوب على أية حال أعتقد أن هذا من حسن حظهم جميعًا..

    همسة أخرى للجميع
    أنا لم أقرأ لأي منكم إن استثنينا رواتي
    إلا قصة واحدة أو لا شيء لأغلبكم لهذا
    أدهشت بل
    انبهرت وآمل أن تكون كلمات التي بأعلى كلماتًا تليق بمقامكم جميعًا
    تحياتي لنخبة من أبدع ما يكون
    ,.
    ,.
    [SPOILER=الفائز]ساعة التخدير
    [SPOILER]
    رواتي
    مالي أرى عيونًا اتسعت وأخرى انغلقت!
    لا أسمع أي تصفيق!
    على العموم دعوكم من العجلة وقرأوا ما كتبت في الأعلى
    فأنا لم أتبع بصراحة فيه ليذهب هباءً XD



    لا أدري إن كنتم خمنتم الفائز أم لا المهم أننا وصلنا إلى المحطة الأخيرة
    محطة الوداع ولكن قبل الوداع أود سؤالكم..
    هل تودون معرفة الفائز؟
    ^
    سؤال غبي بالتأكيد أليس كذلك؟
    لا بأس
    لا داعي لنبضات القلم ووضع اليد على الوجه
    الفائز ذكر
    تحت اسم "الفائز"
    مبارك للفائز وإلى اللقاء لا تحرومنا إبداعكم
    انهضوا بقسمكم
    قسم القلم
    ليكن درتنا الغالية
    أسمع أصواتًا تنادي بغضب

    أين الفائز؟
    أقول لكم أنهيتم القراءة؟
    نعم!
    حسنًا كما أخبرتكم اسم الفائز تحت اسم الفائز
    أي تحت اسمي مظلل بالأبيض ^^"
    تحياتي لكم..
    وعذرًا منكم مرة أخرى أعلم أنني أخطأت بحقكم الكثير ولكن تقبل عذري
    وداعًا

    ساعة

  12. #32

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها



    - شيء غريب


    كم أغرت الروائح المنبعثة من المطبخ لأكبر جريمة يمكن ارتكابها .. لو لم أكن أهاب غضبها لدخلت و أكلت كل شيء .. المشكل هو أنني لا أريد أن أطرد من المنزل و الأمطار تغسل المدينة في موعد استحمامها اليومي في مثل هاته الساعة المتأخرة .. هي تمطر طوال النهار هاته الأيام لكن ليس بهذه الغزارة .. ربما تقصد عمدًا تبليل البنايات و الحيطان صباحًا ثم تترك مهمة غسلها كليًا ليلًا حين يدخل الجميع لبيوتهم .. لا أدري ، فأنا صغيرة لأفهم هذا العالم الغريب !


    تراجعت عن شيطنتي المعتادة و قررت أن أجلس جنب المدفأة القديمة التي تخنق أكثر مما هي تدفئ .. و أقنعت نفسي بانتظارها لتعطيني بنفسها العشاء .. لا أنكر أن الروائح كانت كتلك الحوريات القاطنات في مقبرة السفن التي تنوم البحارة و تغرقهم إذ ما مروا من خلال تلك المنطقة المحاطة و المملوءة بالصخور الكبيرة ، فقد كانت تشدني بسحرها إلى التحامق ، فالمنزل الصغير هذا لا يمكنك ان تقوم بشيء في أحد أركانه إلا و كنت على مرمى بصر أي أحد يقف هنا ، فمساحته ضيقة جدًا حتى أنها لن تتسع إلا لـ 15 شخصًا واقفًا جنبًا لجنبٍ.. يوجد ذاك المطبخ الصغير الذي يطل بابه على هذا الجزء الصغير التي تستعمله سوسن كغرفة لها ، يقابله على بعد المترين و النصف باب الحمام .. لهذا تنتشر الروائح الزكية بسرعة و تدغدغ أنفي الصغير في محاولة لجري لما لا يحمد عقباه .. لا أنسى طبعًا روائح الحمام التي تحب أن تزورنا بين الفينات .. لا يهم ، دعونا من القذارة فقلبي عند الطعام الآن .. قلبي و معدتي التي بدأت تصدر خرخرتها تلك يقفان رغم جثتي عند باب المطبخ !!


    رغم هذا البؤس .. أنا أحب هذا المنزل الجميل الصغير، إنه أفضل حتى من القصر الذي يعيش فيه ذلك المتحذلق المعتوه، و أحب سوسن حبًا جمًا رغم أنها لا تفهمني و رغم أنها شتمتني اكثر من مرة و ضربتني .. لكن لا تنفك حتى تجذبني لأحضانها تداعبني و تقبلني كأنها ترجو عفوي حتى و إن لم تقلها .. إنها طيبة رغم كل شيء و أنا كل ما تبقى لها ..


    بينما أنا منشغلة بأوهامي في عالمي الفريد الخاص سمعت حركة غريبة عند الباب ، ارخيت أذني أتلصص .. بدا لي كانه صوت سوسن يرتجف .. و صوت آخر أظنه ذاك البدين ، مالك هاته الشقق الرثة التي تكاد تسقط .. قمت من مكاني و تقدمت من الباب أنتظر دخولها بعد أن ينهي الأحمق صراخه ..


    " اسمعي يا هاته .. لقد انتهى الشهر .. أنا لن أنتظرك يومًا آخر .. هذا آخر أجل و إلا فابحثي عن مكان آخر لتنامي فيه"


    " المعذرة ، لكني لم أحصل على أجري بعد .. لي بيومين فقط وأعدك أنها ستكو .. "


    بدا كصوت قبضته تضرب الحائط " لا يومين و لا هم يحزنون .. أريد نقودي غدًا و إلا اتصلت بالشرطة .. "


    " و .. و لكن .. "


    " أغلقي فمك .. هل أعطيكم أماكن تسكنون فيها ثم أنتظر بالسنوات لأحصل على الإيجار .. هيه ، هذا ثمن التساهل مع الحثالة .. غدًا يعني غدًا أيتها اللقيطة "



    ثم لطمت طبلتي أذني بقسوة أصوات خطواته الخشنة و هو يبتعد ... فُتِحَ الباب لتدخلت سوسن و البرد ينبعث منها مبللة تمامًا من رأسها إلى أخمص قدميها ، تترعرع الدموع على عينيها أو ربما هو ندى المطر فقط ... أغلقت الباب بقوة خلفها ثم رددت في كمد :


    " أنا لقيطة !! .. أقسم لأني أشرف منك أيها القذر .. .. أن ألد من رحم الفقر و الشقاء لا يعني أنني حثالة .. بيننا الأيام فقط ، انتظر .. "


    تنهدت ثم رفعت يدها تبيد العَبَرَات التي أحبت التسلل .. انحنت نحوي مداعبتًا إياي و ابتسمت


    " أيتها المسكينة تركتك وحدك .. آسفة .. لم يرحمني ملك المقهى و زاد على دوامي ساعات أخرى .. "


    رفعت عيني الفضيتين المشعتين و قد اتسعت حدقتهما إلى آخرهما بسبب النور الخافت هنا ثم دفعت كلامي إلى الخارج مختمرًا بالهدوء رغم غضبي


    " ما به ذاك الأحمق .. انتظري ، سأتسلل إلى شقته و أنتقم لك "




    لكنها كالعادة لم تفهم مني شيئًا و لم ترد ، و حملتني بين ذراعيها فدب فيَّ بردها و أخذتني للمطبخ ..


    " أنتِ لم تلمسِ شيئًا .. فتاة مطيعة .. اجلسي هنا سأعطيك طعامك "


    وضعتني على الطاولة الصغيرة التي تتوسطها مزهريتها الغالية .. مزهرية مشقوقة لكنها غالية على قلبها كثيرًا .. فشمختُ برأسي متفاخرة بمدحها سعيدة بإنجازي ألعب بذيلي خلفي .. بغتة ، ضربت المزهرية العتيقة دون قصد فسقطت مصدرة صوتًا تضطرب له الأفئدة لكن لا يدل على أنها قد كُسرت ، مع هذا كنت أدرك أنها ستهوي عليّ بملعقة ما أو صحن فنزلت مسرعة و رقبتي ملفوفة للخلف .. التفتت هي في فزع و اسرعت إلى المزهرية في غضب و التي يبدو أنها قد سلمت من التهشم


    " أيتها الحمقاء .. ما الذي .."


    "مياااااااااااو !! "


    صحت بقوة بعد أن التطم رأسي الصغير بالجدار فتكورت في مكاني من شدة الألم و في محاولة غير مصطنعة لاستعطافها.. أرجعت المزهرية لمكانها و عجلت نحوي في وجل


    " المسكينة .. هل آذيت نفسك .. دعيني أرى .. يا إلهي لقد جرحتي رأسك .. أعتقد يوجد بعض المعقمات في الحمام .. قطة مشاكسة ، تهدئين دقيقة و تثورين عشرين ساعة .. "


    شيء غريب ما حدث ، فقد كنت أنتظر وابل من الشتائم و خاصة بعد أن صب السمين غضبه عليها ... سكنت بين يديها بعد أن تيقنت أنها لن ترميني على الحائط ، و استسلمت لها و قد غمرتني الغبطة بعد أن أدركت أني أعز من مزهرية والدتها المتوفاة .. و اني لن أبرح ضربًا بسبب شقاوتي الغير مقصودة !


    و صفيت ذهني أنتظر موعد الأكل .. العظام العارية من اللحم إلا طعمه الجميل و رائحته الزكية وشيء لا أدري ما هو لكنها تأكله دومًا و مضطرة أنا لأكله معها فلا أرغب في الموت جوعًا لأني امتنع عن الخروج لأتقوت من مهملات قصر المغرور في موسم الاستحمام العلني هذا !!

    النهايةة

  13. #33

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    (( رسالة ))




    أنا سارة.. فتاة عربيةٌ مسلمة.... تذكروا ذلك!


    نشأتُ في منزلٍ كبيرٍ جداً.. مليءٍ بالغرف.. ومليءٍ بالأطفال والمربيات..


    تعلمتُ النظام منذ صغري.. فبدونه لن أحصل على الطعام..


    كنت أعاني الجوع والقسوة عندما أخطئ أحياناً.. وبدون سببٍ في أحيانٍ أخرى..


    لكني لم أتذمر يوماً.. ولم أشعر بأن في حياتي خطباً ما.. حتى بلغتُ السادسة من عمري والتحقتُ بالمدرسة.. واكتشفتُ أنني مجهولة نسب!



    ~



    أنا لقيطة! لا أعرف لي أماً أو أباً..


    أملك اسماً ولكن الكثيرين ينادونني بـ "يا أنتِ!".. وكأنهم لا يعترفون باسمٍ لم يمنحني إياه والداي..


    حتى الأطفال الصغار كانوا يهزئون بي وينادونني باللقيطة دون أن يفهموا معناها.. أنا أيضاً لم أفهم معناها إلا عندما كبرت..


    كل ما كنتُ أفهمه هو أنني مختلفة.. شيءٌ شاذ.. غير طبيعي.. لا أملك أماً أو أباً..


    بالمناسبة لطالما استهوتني فكرة أن يكون لي أم وأب خاصان بي وحدي..! يبدو ذلك رائعاً! سأكون أسعد إنسانٍ على الأرض لو تحقق ذلك!


    كنتُ أتجاهل سخرية واحتقار الآخرين لي لذنبٍ لا علاقة لي به.. وكنتُ أتشاجر معهم أحياناً..


    ولكني كنتُ أتحمل لأني أملك في البيت العديد من الأخوات الرائعات..


    غناء كانت واحدةً منهن.. كانت أختي وصديقتي المقربة..


    بالمناسبة اسمها ليس غناء بل حسنية.. سمتها بهذا الاسم إحدى المربيات على اسم والدة زوجها!


    غناء لم تحب اسمها ذاك.. كنا نناديها غناء لأنها كانت تغني دائماً وكان صوتها جميلاً جداً..


    لقد كانت تنال عقاباً خاصاً بسبب ذلك.. كما أن تلك التي سمّتها بحسنية كانت تكرهها وتعذبها بشكل خاص.. يبدو أنها كانت تكره والدة زوجها!



    ~


    حسناً.. هناك أيضاً ماما لمياء.. إنها امرأة محسنة فاضلة.. تزورنا منذ صغرنا وتجلب لنا الطعام والحلوى والهدايا فصرنا نناديها ماما لمياء..


    كانت المربيات يخبئن الطعام الذي تجلبه عادة، ولكننا كنا نأكل الحلوى في وجودها أحياناً قبل أن تتمكن المربيات من إبعادها.. كنا ننال عقاباً شديداً بعدها ولكننا لم نكن نبالي فقد أكلنا الحلوى!


    كن يقلن لنا أن علينا أن نكون ممتناتٍ جداً لماما لمياء لأنها تزورنا.. فالمحسنون في البلد يفضلون إعطاء صدقاتهم لأناس يستحقونها أكثر من مجرد لقطاء!


    أما ماما لمياء فلأنها طيبة جداً فهي تحب أن توزع صدقاتها على جميع أصناف المحتاجين.. حتى علينا نحن اللقطاء!


    كانت ماما لمياء تحبني بشكلٍ خاص لأني جميلةٌ ومهذبة.. بقيت تزورنا بانتظام في نهاية كل أسبوع.. كبرنا ونحن نراها.. كنا ننتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر.. كان الآخرون ينتظرون هداياها.. أما أنا فكنتُ أنتظرها!


    كنتُ أرغب في أن أهتف لكل زميلاتي في المدرسة: أترون! أنا أيضاً أملك أماً! فقد كنت أراها كوالدةٍ حقيقيةٍ لي..



    ~


    ذات مرة زارتنا ماما لمياء مع صديقةٍ لها.. كانت الصديقة تبدو مرتبكةً لوجودها في مكانٍ كهذا.. كانت تحذر من أن يلمسها أحدنا..


    كنتُ وقتها في الخامسة عشر من عمري.. وقد تضايقتُ لوجود هذه المرأة مع ماما لمياء.. ولكن ماما لمياء بدت سعيدة وهي تتحدث لصديقتها عنا وكيف ننتظر زيارتها بفارغ الصبر..


    بدأت بعدها تتحدث عني.. أشارت إليّ وقالت: انظري! هذه هي سارة التي حدثتكِ عنها! إنها جميلةٌ جداً صحيح؟ وفوق هذا إنها مهذبة ولطيفة.. هي حقاً فتاةٌ رائعة!


    كانت صديقتها تنظر لي بازدراء ثم قالت بسخرية: ما دامت تعجبكِ لهذه الدرجة لم لا تُزوجينها لولدك؟


    بدت نظرة تفاجئٍ شديدة على وجه ماما لمياء، ثم قالت بضيقٍ: لا تكوني سخيفة! إنها لقيطة!


    كانت كلمتها تلك أشبه بصفعةٍ قويةٍ وُجِّهت إلي.. أظلمت الدنيا في عينيّ.. رأيتُ فقط وجهها المرتبك والمُحرَج.. كانت تتمتم بشيءٍ ما.. ثم غادرت بسرعة مع صديقتها..


    ماما لمياء لم تزرنا بعدها..



    ~


    فقدتُ ثقتي بكل البشر باستثناء أخواتي.. شعرتُ بأني كنتُ مجرد غبية.. حمقاء.. لا تجيد العيش في هذا العالم..


    انغلقتُ على نفسي أكثر من السابق.. قضيتُ كل وقتي مع غناء.. توأم روحي..


    غناء كانت تكبرني بعام.. لم أهتم لهذا يوماً.. لم أستشعر الفرق الكبير الذي يُحدثه هذا..


    وفجأةً ودون أن أشعر.. كانت غناء قد بلغت عامها الثامن عشر..


    وحان وقت مغادرتها للدار!



    ~


    بكيتُ كثيراً يوم مغادرة غناء.. وبكت هي معي أيضاً..


    وعدتني بأنها ستعود للزيارة دائماً.. لم تكن تعرف بعد إلى أين ستذهب.. ولكنها ستزورنا بالتأكيد..


    ودعتها وأنا أشعر بأني أترك قطعةً من روحي لتغادر بعيداً..


    ودعتها وأنا أنتظر عودتها! اشتقتُ لها قبل أن تغادر حتى!


    رجوتُها أن تغني مجدداً ففعلت..


    غنّت من بين دموعها ونشيجها..


    كانت أروع أغنيةٍ سمعتها في حياتي..


    لا زال صداها يتردد في ذهني حتى اليوم بعد مرور عامٍ كامل..


    فقد كانت آخر ما سمعتُه منها!



    ~


    لم أعرف لمَ لم تأتِ لزيارتنا..


    أشغلها أمرٌ ما؟


    أم أصابها أمرٌ ما؟


    أو أنها ببساطة نسيتنا وتخلت عنا بمجرد أن وطأت قدماها عتبات العالم الخارجي؟


    أصبتُ باكتئابٍ شديد.. لم تخف وطأته إلا عندما قارب العام على الانتهاء.. ففي نهايته سأغادر أنا الأخرى.. وسأبحث عن غناء!



    ~


    كنا سبعة.. سبعة فتياتٍ أتممن عامهن الثامن عشر..


    سلوى كانت بمثابة قائدةٍ لنا.. كانت أكثرنا عقلانيةً ومنطقيةً.. ولهذا كانت أكثرنا قلقاً كذلك..


    صاحت بي عندما تحدثتُ عن البحث عن غناء: كفاكِ سخفاً! فكري كيف ستعيشين أولاً..!


    أعادني كلامها للواقع.. نحن السبعة.. كنا قد قررنا أن نتشارك السكن في غرفة.. وأن نبحث بكل طاقتنا عن عمل نسد به رمقنا وندفع إيجار غرفتنا..


    غادرنا معاً.. استطعنا بصعوبة إيجاد مسكن.. ومع أنها كانت مجرد غرفةٍ صغيرةٍ عفنة.. إلا أن إيجارها كان مرتفعاً..


    بدأنا جميعاً البحث عن عمل.. شُغلتُ تماماً عن غناء.. فقد كان عليّ أن أقوم بعملٍ أهم بكثير.. أن أبقى على قيد الحياة!


    وجدتُ عملاً في مطعم ولكن الأجر كان زهيداً جداً.. مرت الأيام ونحن السبعة نعمل طوال النهار ولا نعود إلا في منتصف الليل بعد أن ينهكنا التعب..


    ومع ذلك صرنا مهددين بالطرد من الغرفة.. فكل أجرنا بالكاد يكفي لإطعامنا فكيف نجمع ثمن الإيجار؟؟


    كانت سلوى تشجعنا طوال الوقت.. تحاول أن تبث الأمل في نفوسنا.. قالت لنا: سننجح بالتأكيد.. فقط تذكرن.. لا تبعن أهم ما تملكنه! لا تبعن أنفسكن!


    ذات مرة اختفت ليلى.. كانت أصغرنا وكانت فتاة رقيقةً وضعيفة وكثيراً ما تمرض.. لم تعد طوال الليل ولم تعد في اليوم التالي أيضاً..


    بحثنا عنها ووجدناها في الطريق بين عملها والسكن.. كانت ميتة!


    ماتت على الطريق! ماتت من الجوع والتعب والمرض.. لم أستطع البكاء.. شعرتُ بأني أرى جثثنا جميعاً متمثلةً فيها..


    سلوى كانت أشدنا صدمة.. بقيت واجمة ولم تدر ما تفعل.. لم تُقَم لليلى جنازة.. ولم ندرِ كيف ندفنها فسعر القبر مرتفع..


    أخذناها إلى الغرفة.. بقي جسدها هناك ليومين.. كما أن إحدانا أصيبت بالمرض وبدأت تسعل.. راقبت سلوى كل هذا بصمت.. لم تعد في تلك الليلة..


    ولكنها عادت في صباح اليوم التالي.. ناولتني بعض النقود وهمست: هذا للدفن.. ثم ألقت بنفسها على فراشها باكية..



    ~


    لم تسألها أيٌّ منا عما جرى..


    قمنا بدفن ليلى..


    وفي تلك الليلة.. لم تعد أيٌّ من أخواتي إلى السكن! قضيتُ الليلة وحيدة.. عدن جميعاً عند الفجر باكيات..


    مرت الأيام.. أقضي كل نهاري بالعمل.. وليلي بالارتجاف وحيدةً في فراشي..


    لن أبحث عن غناء أبداً.. بوسعي الآن تخيل عشرات الأسباب التي منعتها من زيارتنا..


    لعلها ماتت كليلى.. أو باعت نفسها كسلوى.. أو بقيت مشردةً في الطرقات دون مأوى..


    ربما صارت تغني في الشوارع تجمع صدقات الناس! ربما عملت خادمةً في منزل.. ولكن لا..... لا يوظف أحدٌ خادمةً من اللقطاء!


    لم أكن أجني ما يكفي من المال كأخواتي.. وهذا أشعرني بالذنب جداً.. ولكني لم أرد أن يصبح مصيري كمصيرهن.. كان هذا أكثر ما يرعبني..


    اليوم فُصلتُ من عملي في المطعم.. اكتشف صاحب المطعم أني من اللقطاء عندما رأى بطاقة هويتي.. فنحن اللقطاء لنا رقمٌ وطنيٌّ خاص يمكّن الآخرين من معرفة حقيقتنا فوراً..


    قال بأني سأُبعد الزبائن لو علموا حقيقتي.. شعرتُ بأني مجرد حشرة قبيحة لا مكان لها في هذا العالم..


    ولأكون صادقة.. فقد سرقتُ الطعام مرتين من مطعمه عندما لم أستطع مقاومة شكله الشهي.. ولكنهما كانتا مرتين فقط!


    على كلٍّ أنا لن أُزعج أحداً مجدداً.. حتى رجال الشرطة لن يُزعَجوا بالبحث عن قاتلي فهذه الرسالة تُثبت بأني ألقيتُ بنفسي من أعلى هذه البناية بملءِ إرادتي..


    أتريدون القول بأن الانتحار حرام؟ سأقول لكم بأن بيع النفس أيضاً حرام! والسرقة أيضاً حرام! وتركي وحيدةً في هذا العالم لأواجَه مصيراً مجهولاً أيضاً حرام!



    إن السماء صافيةٌ هذه الليلة.. أتدرون.. ربما غناء قد قفزت من مكانٍ كهذا أيضاً.. ربما من نفس هذه البناية.. ربما كانت تقف تماماً حيث أقف الآن.. ربما ستختلط دمائي بدمائها بالأسفل..


    أتذكرون ما قلتُه لكم في البداية؟ أنا عربية! مسلمة! أنا فتاةٌ طبيعية! أنا إنسانة!


    لقد فقدتُ إيماني بإنسانيتكم منذ زمن..


    ولكن ومن أجل إخوتي وأخواتي أوجه لكم نداءً أخيراً:



    أعطونا حق الحياة..!



    ~ تمت ~


    ((
    للأسف.. هناك الكثير من الواقع بين سطور هذه الحكاية..))
    التعديل الأخير تم بواسطة تشيزوكو ; 11-7-2014 الساعة 04:01 AM

  14. #34

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    ||ما الذنب الذي ارتكبته؟!||


    غرفة زرقاء فسيحة بزخارف بديعة فخمة.. يتوسطها سرير بفراش وثير.. تقبع في إحدى جوانبها طاولة مذاكرة تعلوها مجموعة من الكتب الدراسية.. ومن أمامها يظهر ذلك الكرسي الخشبي الذي جلست عليه فتاة بشعر أشقر طويل...

    - أنهيت حلها.. كان ذلك صعبًا بعض الشيء.. هل يمكنني الذهاب الآن يا وليد؟!

    لم يصلها أي رد من ذاك الجالس في الجهة المقابلة من الغرفة.. كان متحمسًا للمغامرة التي يخوضها في لعبة الفيديو تلك...

    احمّر وجهها غضبًا.. ألم يكفه إذلالي بشتى الطرق؟! حتى أنه يتركني أجيب على أسئلة الواجبات المنزلية الخاصة به.. ليس ذنبي إن كنت قد وُلِدت بتلك الطريقة.. ليس ذنبي أني كنت ثمرة عمل خاطئ...

    صرخت بصوت مقهور: يا أنت.. هل أصابك الصمم؟! إني أتحدث معك...

    التفت إليها ببرود يناقض لمحة الغضب الواضحة بعينيه السوادوين...

    - كيف تجرئين على الصراخ هكذا؟! لا بد أن تعاملينني باحترام وتقدير.. هل فهمت؟!

    ارتعدت فرائصها.. ولم يكن أمامها إلا أن هتفت بوجل: أجل.. لقد فهمت...

    - حسنٌ.. سأسامحكِ هذه المرة فقط.. وبما أنكِ أنهيت ما لديكِ.. سأحضر لكِ كراسة الفنون التشكيلية لترسمي عليها...

    - قضيت جل وقتي وأنا أذاكر كتبك الدراسية لأفهم طريقة الحل.. عليّ أن أهتم بدروسي أيضًا...

    - سأتظاهر أني لم أسمع شيئًا.. على كل حال.. أنتِ ذكية ويمكنكِ إنهاؤها لاحقًا.. والآن اهتمي بعملكِ...

    - حسنٌ...

    أعاد نظره للشاشة الضخمة اللي تحتل حيزًا كبيرًا من الجدار وابتسامة استمتاع تعلو وجهه.. تذكر ما فعله قبل أسبوع من الآن.. الأمر يجري على ما يشتهي.. كان حديث والديه الذي سمعه صدفة ذا فائدة كبيرة له.. أو بالأحرى الجزء الذي اقتطعه من التسجيل الذي احتفظ به...

    تذكر الصدمة التي اختطفت الابتسامة التي طالما ارتسمت على وجه تلك الفتاة.. والشحوب الذي كسى وجهها الصغير...

    ذهب يومها إلى غرفتها وجعلها تنصت لجزء من حوار دار بين والديه...

    - إلى متى سنخفي الحقيقة يا خالد؟! لا بد أن نخبرها بما أخفيناه طوال هذه السنين...

    - لا.. لا زالت في التاسعة من العمر.. لننتظر لثلاث سنوات أخرى على أقل تقدير...

    - لا أرى أن هذا جيد.. فهي فتاة ذكية.. وقد سألتني مرة عن سبب اختلاف اسم والدها وعائلتها عن اسمك وعائلتك.. أحمد الله أن قُطِع حديثنا برنين الهاتف.. لكني أدرك أنها ستسألني مجددًا عاجلًا أم آجلًا...

    - كيف ستخبرينها بذلك؟! هل ستقولين لها بأنها ليست ابنتنا حقًا؟! وأني لا تربطني بها أي قرابة دم؟!

    أوقف شريط عن العمل.. ونظر إليها بخبث وهو يقول: أرى أنكِ تدركين ما سمعتِ، صحيح؟! أم عليّ أن أوضح لكِ الأمر أكثر؟!

    - لا يمكن.. هذا مستحيل.. أنا لقيطة؟! هذا مستحيل...

    قاطع كلامها.. وداس على مشاعر الرحمة والتراجع اللاتي تكونت بداخله.. وأكمل بنبرة متعالية: جيد.. ظننت أني سأحتاج إلى شرح مطول.. لكنك سهلت الأمور.. لذا لنعقد اتفاقًا...

    - اتفاق؟! لماذا؟! وما دخل هذا بذاك؟!

    - حسنٌ.. يبدو أن والدي سيتخلصان منكِ قريبًا.. فأنتِ بمثابة عبء لنا.. ما الفائدة التي سيجنيانها من وجودكِ هنا؟! لا شيء...

    - إذًا؟!

    - سأترككِ تكملين حياتكِ بهذا المنزل.. وبالمقابل.. سيكون عليكِ أن تنفذي ما أطلبه منكِ...

    - لكن.. لا ذنب لي.. كيف تطلب مني فعل هذا؟! لقد كنت بمثابة أخٍ أكبر لي!!

    - أخبرتكِ ما لدي.. ولكِ حرية الاختيار...

    - حرية الاختيار؟! هل تظن الأمر كذلك حقًا؟! أنت تفرض عليّ قرارك أنك تعرف أني سأفضل ذلك على أن أكون مشردة...

    - قولي ما تشائين.. سأستمع إلى قراركِ لاحقًا...

    لم يستطع كتم ضحكته أكثر من ذلك.. استطاع أن يخدعها.. وصدقت تلك البلهاء ذلك بكل بساطة...

    وبينما هو في خضم التفكير.. ظهر طيف والدته أمام الباب.. ونظرات حادة موجهة نحوه...

    توجس من وقفتها الحازمة.. وازدرد ريقه.. أدرك أن أمره قد كُشِف...

    - ما الذي فعلته أيها الأحمق لهذه الفتاة اليتيمة.. ارتبت من الوضع واكتشفت احتيالك عليها...

    - لكن أمي.. أنا لم أقل لها أنها لقيطة.. هي من استنتجت ذلك...

    - وأنت من دفعها للتفكير بهذه الطريقة.. إنها ابنة أختي العزيزة التي سلمت روحها وزوجها إلى بارئها قبل تسع سنوات.. كما أنها أختك بالرضاعة.. كان عليك أن تفكر في مشاعرها قبل إطلاق أكاذيبك...

    - أنا.. أنا آسف.. أردت أن أستمتع قليلًا...

    - لم أعلمك أن تستمتع على حساب الآخرين.. وعقابًا لك.. سأحرمك من اللعب بألعاب الفيديو لشهر كامل...

    - شهر؟! هذا كثير.. أرجوك سامحيني يا أمي...

    - حقًا؟! إذًا سأحرمك منها لشهرين كاملين عوضًا عن ذلك.. وستوافق على هذا مرغمًا...

    ثم وجهت بصرها نحو الفتاة الصغيرة وسألتها بود: هل هذا يكفي يا صغيرتي؟!

    - أجل يا ماما.. مع أني لم أرضَ تمامًا لأنه كذب عليّ وأرغمني على فعل الكثير.. إلا أن حرمانه من ألعاب الفيديو سيكون تعذيبًا له.. لذا هذا يكفي...

    طأطأ وليد رأسه..كان ثمن غلطته غاليًا بالنسبة له.. علم في قرارة نفسه أنه يستحق ذلك.. وأن عليه أن يعتذر على ما فعل.. قرر أن يعوض إذلاله للفتاة الصغيرة بإسعادها وتلبية ما تطلبه منه.. ففي النهاية لا زالت أخته الصغيرة الذكية التي لطالما سعد برؤية وجهها البريء...

    التعديل الأخير تم بواسطة الوجه المبتسم ; 11-7-2014 الساعة 03:13 AM

  15. #35

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها


    واستيقظ الحق

    في ذلك القصر المهيب وسط المدينة في ذلك الشارع الراقي والمحاط بحديقة كبيرة
    قد غرد الطير فيها ومال وتسمع فيها خرير الماء المتساقط من نافورتها وإصطبل للخيول
    الذي تعالى فيه صوت صهيل الأحصنة العربية الأصيلة

    وسور الكبير الذي يلف القصر كالتفاف السور بالمعصم
    جلست رباب على سريرها غضبة قد جفت الدموع في مقلتيها
    وقد أخذت مشاعرها تهيج في داخلها..
    حملت تلك المجلة النسائية من الأرض وقد ثنت ثنت بقية الأوراق على شكل دائرة خلف الصفحة التي أرادتها نظرت بشوق يشوبه الإنبهار إلى ذلك العقد الماسي الذي كان في نظرها
    "قمة في الروعة"
    وعلى الموضة تمامًا وفي الحقيقة كان هذا ما يهمها..
    يهمها أن يكون على الموضة وبالإضافة غلى ذلك يحتوي تحته على رقم يليه ستة أصفار..
    أخذت تتأمل وتفكر كيف سيكون منظرها والسلسلة على جيدها تتقافز مثل الفأرة الصغيرة فرحة بين صديقتها ..
    وترضي غليلها بنظارات الحسد من رفيقتها أفنان ..
    آه لكم تعجبها نظرة الحسد في عينيه!
    ابتسم وهي تتخيل هذا الجزء وأخذت تتحرك في السرير محركة يديها..
    ولكن كل هذا الأحلام تبخرت أتى خيال ذلك العجوز المزعج
    ليذهب سحابة تلك الأمنيات بطمعه وجشعه وأيضًا بوقاحته
    عادت الدموع تنهمر على وجنتيها وه تتخيل ما حدث..
    أمسكت ذلك الكتاب على الصفحة الخاصة بالجواهر وأسرعت تقفز بقلبها قبل قدميها متوجهةً صوب مكتب حاتم..
    الذي يحتل وحده ما يربوا على أربعة غرف!
    طوله يتجاوز 40 مترًا وعرضه 20مترًا!
    دخلت بطلة البهية وابتسامتها العذبة إلى الغرفة وأسرعت نحو ربيبها حاتم لتقف بجانبه وتتدلل..
    تتدلل قليلًا فحسب هكذا ظنت!
    ولكن حاتم كان في مزاج سيئ فسألها بضيق بعد أن زفر زفرة حارة:
    نعم!..ماذا تريدين؟
    ابتسمت وقالت:
    أبي الغالي-كانت تعتبره أباها- ونور العينين الحبيب
    أريد منك طلبًا صغيرًا ..
    صغيرًا فحسب.
    ووضعت المجلة أمامه واستطردت:
    أريد هذا فحسب!
    بلغ الغضب من حاتم في هذه اللحظة مبلغه وقال:
    تقطعين عليّ عملي الذي وضعت فيه وحدي لتطلبين مني طلبًا أخرق كهذا؟
    ألا يكفي هذا الكم الهائل من فواتير الملابس!
    وأمسك رزمة من الفواتير ورماها في وجهها وقال:
    اغربي عن وجهي..
    وقال بازدراء:
    ماذا قالت؟..أبي! اذهبي من أمامي أيتها الطليقة!
    اذهبي من أمامي أيتها الطليقة!
    اذهبي من أمامي أيتها الطليقة!
    اذهبي من أمامي أيتها الطليقة!
    أخذت الكلمات تتردد على أذنها
    وهطلت دمعة من عينها..
    لقد كانت كلماته أشبه بطعنة سكين في فؤادها ورميته أشد وطأة من إحراقها..
    ياله من قاسي!
    بل يال الرجال من قساة!
    لا يفكرون فينا معشر بنات حواء!
    لا يفهموننا..
    لا يقدروننا..
    لم تكن ترى الطريق أمامها وهي تتجه صوب غرفتها..
    لقد كانت الدموع تملأ عينيها..
    تبلورت لتحكي للعين قصةً صعبة خرجت من فؤادها..
    مسحت عيناه بمنديلها الناعم وخرجت إلى الممر لا تدري أن تذهب ..
    مشت ومشت ومشـ..
    ولكن مهلًا شعرت بشيء غريب فتلفتت حولها، لم تجد إلا بضعة لوحات مصطفة على جانبي الجدار
    نظرت إلى إحداها ثم عادت إلى الوراء ووقفت أمامها..
    إنها صورة العائلة.
    عائلة حاتم كما أخبرها..
    ولكن ما الغريب فهي تراها كل يوم..
    أمعنت النظر في اللوحة..
    رجل قوي الجسد يقف في المنتصف بجواره امرأة يبدو أنها زوجته تحمل في يديها طفلة صغيرة قد عرفت ذلك من خلال إسورة على يدها ويقف بجوارهما سبعة فتيان..
    وعلى الطرف الأيمن وقف هناك منحيًا يبدو على وجهه أثر الإحراج يرتدي زي أشبه بزي كبير الخدم..
    انتظر! ألا يبدو شبه ...
    اتسعت عيناها وأخذت تتأمل ثم تأملت في ذلك الشيء الآخر في الصورة..
    عادت ذاكرتها إلى الوراء ..
    حريق!
    عويل!
    هزت رأسها ووضعت يداها على طرفيه وأخذت تهزه بقوة..
    مشاعر تتضارب في داخلها من هي؟
    ماذا يحدث؟
    ماسمها الحقيقي؟
    هل هي لقيطة حقًا؟
    ومن أي عائلة؟
    ما هذا العويل الذي تتذكره؟
    شيء انتزع من قلبها شعرت بذلك وهي تتذكر العويل..
    شخص مفقود؟
    ما هذا!!!
    أسرعت تركض إلى المخزن أو إلى المكان الذي كان مكتب صاحب البيت القديم..
    ثلاث وعشرون عامًا مضت من حياتها دون أن تحمل عقلها عبء التفكير في هذا الأمر كل ما كانت تعرفه أنها رباب
    ابنت حاتم!
    نفضت الغبار في ذلك المكتب المظلم..
    واتجهت بخوف نحو المشعل فأضاءته واتجهت نحو المكتب نظرت إلى الكتب الملقات فوقه ومدت يدها وهي تتلفت يمنةً ويسرة إلى ذلك الكتاب الذي يحتوي على ورقة..
    فتحت الكتاب لتقرأ الورقة ولتقرأ ما كتب في الصفحات قبلها..
    اتسعت عيناها وشعرت أن قدميها لم تعد تحملانها..
    نظرة مرة أخرى للتأكد ثم.. ارتمت على الكرسي تستجمع قواها قبل أن تقدم على الخطوة الخطيرة القادمة..
    ...
    خرجت رباب من الغرفة القديمة وأزاحت بعض الغبرة التي تجمعت على رأسها وملابسها وتوجهت صوب مكتب حاتم..
    فتحت الباب ودخلت باعتداد..
    ما إن رآها حاتم حتى عاد لصرخاه وقال:
    ما الذي أتى بك؟ ألم أخبرك بقراري أيتها اللقيطة؟
    ابتسمت رباب وقال متجاهلةً ما يقول:
    أين الوصية؟
    بدا وكأن الرجل قد بهت وذهب عنه غضبه الذي استشاط وقال:
    وصية؟ أي وصية؟
    قالت بصرامة لم تعهدها في نفسها:
    الوصية التي بموجبها ترث القصر.
    فكر حاتم قليلًا ثم قام واتجه نحو أرفف من الخطابات وأخرج ورقة وأتى بها نحوها وهو يقول:
    رغم أنني أجهل السبب الذي تريدينها من أجله لكن ها هي.
    قرأت الوصية والتي كانت تحمل في مقتضاها أن يرث حاتم محمود أملاك عادل سامي منصور.
    وتحمل في نهايتها توقيع خلف.
    قال حاتم وهي تقرأ:
    كما تعلمين لا أدري إن كنت أخبرتك أم لا أن القصر القديم قد احترق فأعدت بناءه مرة أخرى ورممته من المال الذي ورثته.
    رفعت رباب رأسها وقالت:
    كاذب!
    احمر وجه الرجل وبدأ يتصبب عرقًا وقد حاول أن يبدو غاضبًا:
    كاذب؟ ألا تستحين على وجهك وتقدرين ولي نعمتك!
    ابتسمت رباب بسخرية وقالت:
    ولي نعمتي!
    سكتت هنيهة ثم استطردت:
    أنت تعلم والجديد أنني أعلم أنك تكذب!
    هذا القصر والأموال الطائلة ليست ملكًا لك إنما هي ملك لي
    أنا رباب سامي منصور!
    اتسعت عينا الرجل ومرر لسانه على شفته وابتعل ريقه بصعوبة الآن بدأ يشعر بالخطر:
    ماذا تقولين؟ أنت ابنتي رباب حاتم.
    ابتسمت وهي تتذكر قوله لها باللقيطة وقالت:
    حسنٌ حسنٌ ألست أنا اللقيطة..يا أنت!
    ابتسم الرجل بارتباك وقال:
    كنت أمزح.
    قال باعتداد :
    سواءً أكنت تمزح أم لا فإن هذا لا يعنيني لأنني صاحبة كل هذه الأموال
    ووصيتك هذه لن تجد لها أي سبيل في المحكمة يا رئيس الخدم
    وأخرجت من جيبها وصية أبيها وقالت:
    هذه هي الوصية الحقيقية.
    فكر حاتم في نفسه:
    لقد ظننت أنني أحرقتها!
    وأخرج الكتاب لتريه:
    هذه مذكرات والدي وقد كتب بها كل شيء في نفس العام الذي أخبرتني أنني ولدت فيه كتب والدي أن رزق بفتاة بعد سبعة أولاد بل حتى أنها تحمل نفس الاسم لم تحمل نفسك عبء تغير
    كل هذه الأمور والتفاصيل الدقيقة فكشفت نفسك وهذه صورتك قبل 20 عامًا وكتب تحتها كبير خدمنا الأمين "حاتم"

    ثم ابتسمت بتشفي:
    الأمين!
    لقد ظننت أنك ستفلت ولكن هيهات والحريق الذي حدث لقد كنت أذكره، ظننت أنني مع صغر سني لن أذكر شيئًا.
    سقط الرجل وقال:
    أرجوك يا سيدتي أرجوك سامحيني ولا تذهبي بي إلى المحكمة.
    حن قلبها الطيب وقالت:
    سأكتفي بإخراجك من القصر..
    وإلى الأبد!

  16. #36

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    سيداتي سادتي .. مخداتي و سادتي . إلخ إلخ

    كان بودي عمل مقدمة من تلك المقدمات الفاخرة و اللائقة بمقامكم الرفيع

    ولكني في عجلة وخشيت إن أنا تأخرت أن أتسبب في عرقلة سير الفعالية

    قرأت القصص الأربع و خرجت بالآتي :


    1- الجميييع أبدع في استخدام المشهد

    2- انقسمت القصص إلى قسمين :

    - قصص وقع كتابها في أخطاء إملائية و أخطاء العجلة =.=
    ولكنهم أتو بما يسمى اللا معقول وهما :

    - ساعة التخدير

    - سيناري

    قصص سلمت منها كما رأيت وكانت مبدعة ووقعت في غرامها:

    - الوجه المبتسم

    - تشيزوكو

    وفي كل المراحل لاحظت أن العثرات في الكتابة نادراً ما تقع فيها هاتان الفتاتان حماكن الله >> الأمر سيان مع عين


    سيتم أكلي ..

    - رواتي نحن ننتظر التقييم

    - و أنا أعرف

    1- سيناري :

    سأحضنك يا فتاة .. و أخيراً فتحت قزحيتيك جيداً و قرأت المشهد و نسجته دون حاجتنا للأشعة دون الحمراء

    صدقاً صدقاً فاجأتني باستخدامك للقطة كمتحدث

    خُيل إلي لأول وهلة أنها طفلة صغيرة لا قطة



    2- تشيزوكو :

    آآآآه ما أروعك يا باذخة و أروع قصتك .. كرهت تلك المرأة المتعنتة المغرورة .. لو أنها أمامي لقضيت عليها بأقرب عصا .. و الفتيات تحطم قلبي عندما رأيت مصيرهن المؤلم

    صدقاً هذه حقيقة .. كم أكره النظرة الدونية للقطاء و كأنهم ليسوا بشراً من لحم و دم !

    أحسنت يا جميلة



    3- الوجه المبتسم :

    في بادئ الأمر خلت أن بطلتك لقيطة .. و لكن في الختام اتضح أنها ابنة أخت المرأة

    كرهت المتعنت الذي في قصتك .. فليذهب إلى الهاوية و بقبضتي سأوصله لها .. ليتك أرديتيه إلى مصير أسوأ



    4- ساعة التخدير :

    كمية المفاجآت في قصتك كبيرة .. لكن ليتك اهتممت بالمراجعة .. يافتى لديك أخطاء إملائية
    "كلجت" المعنى

    كان عليك مراجعتها قبل وضعها .. وتغيير الأحمر .. آآه سأبكي .. عندما تضع صندوق الحكايا سأشترط أن تلون النصوص بالأسود بدل الأحمر =.= .. وتباً لرئيس الخدم ذاك ويالـ بياض قلب رباب

    أعشق هذا الاسم حد السماء



    لنأتي للمهم الآن

    القصة الفائزة و التي ستفوز من القصص و الشيء الذي سيطلق عليه فائزاً
    وما سيستحق لقب الفوز و المشهد الذي نسج ليسمى فائزاً


    حسناً سأتوقف

    إحم يسر سعادتي أن تعلن التالي :

    بعد أن عقبت عليكم لن يكون هناك فائز كما لن يوجد خاسر

    بما أن المرحلة القادمة هي الأخيرة و بما أن جميع أفراد هذه المرحلة قد اختاروا مشهداً وقيموا وأحسوا بذاك الشعور الجميل


    سنترك الجولة القادمة للوجه المبتسم لتضع المشهد و تقيم

    أتطلع لما ستضعينه بسومتي ^^

    دامت أيامكم نقية و سعيدة كما أنتم

  17. #37

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها





    لا جديد سوى مزيد من الإكتئاب ، وقليلٍ من الفراغ القاتل تماما ككل يوم في هذا المكان الممتلئ بكل شيء ماعدا ماينتمي الى الانسانية !!



    لا أعلم كيف وصل بي الأمر إلى هنا لكني أعلم تماما لم أنا ..... ، أنا هنا ذبابة التقط قذارات من هم مثلي في هاتي الزنازن لأوصلها لهم ، هم يقولون عني هكذا ، لاضير ، المهم أن أضمن عيشي ولو على قذارات غيري !

    الصمت مطبق على المكان


    وكالعادة لؤلؤتاي تجولان بارتياب ،

    والآن همهمة أحدهم من خلف قضبان -أقبع خلفها- تصل إلى مسامعي بوضوح تلتمع عيناي بنصر ،

    وكفريسة جائعة تلتهم أذناي كلماته بنهم شديد حتى آخر جزء منها


    تلا ذلك مجرد إشارة مني ..ثم صوت وقع خطوات الجندي متجها نجوي ..

    تشير يدي لا إراديا إلى تلك
    " الزنزانة " يجر ذلك المتعوس أمامي، إلى حيث اللارحمة صيحاته الهستيرية توقظ بداخلي شعورا كان غارقا في سبات فأنفض عني الاحساس،

    و أهمس لذاتي :

    مجرد وسواس .. ليعود ذلك الشعور إلى سبات ليس شتويا فقط بل أبدي في كل فصول السنة فلست أنا من ينتابه تأنيب ضمير أو ماشابه


    لاجديد بحق ، ذات السيناريو كل يوم


    أطلق زفرة تهكم أو احتقار، ربما

    هه!


    "اكتشاف فريد" تفكير بداخلي يزيد من فوضى مهانة أختنق بها، كيف غاب عن مندل أن اللا انسانية صفة وراثية بيننا نحن الدمى التي لا تزفر وتشهق ولا تستنشق إلا ذرات الخيانة واللا إحساس، ولاسبب لما نقترف


    سوى لهو زندقي أو ربما ... , رغبة في إيجاد ذواتنا اللاموجودة


    هه!

    الم يعلم ذلك الاخر نيوتن أن لاحتقار أمثالنا جاذبية بين الناس تفوق جاذبية الأرض لتفاحته!


    _ مهلا ،،توقفت عن جلد ذاتي .سمعت صوتا !

    هه!


    يبدو أنه ليس سوى صدى الصمت المتقوقع بداخلي !


    لذة سماع همهمات التعساء بالزنازن حولي ونقلها كمايجب لا تقاس بلذة ، فهي تؤمن لي عيشا وإن لم يكن شريفا .. لاضير !


    فجأة تضج الزنزانات حولي بشكل غريب، همهمات لا أكاد أميز منها شيئا وكأن الجميع تمرد فجأة ،

    أنا لا أكاد أميز مايقولون لكنهم مؤكد يقولون مايستوجب أن اشير إلى الجندي ليحضر


    تتحرك يدي لا إراديا لأشير للجندي مرة أخرى و أبتسم لاضير إن كنت لست متأكدا مما قال أو ذكر لكني بالتأكيد سمعت همهمته



    ينظر لي الجندي باستغراب ، وهو يتتبع موضع اشارة إصبعي السبابة ،

    فأهز رأسي بعنف نفيا لأي شك ، لم يعجبني ترقبه الأكثر من اللازم إن كنت ذبابة حقا فعليهم أن يثقوا بالقذارة التي أجلبها لهم


    لم يطل انتظاري للجندي،، !


    فماهي إلا لحظات حتى فوجئت بعشرات الدمى تلك المشبعة بنتن القسوة تسحبني بلا رحمة
    مهلا!


    هناك خطأ !
    هه! لا أحد يدرك أكثر مني بأنه لامجال لمناقشة آلات البطش هذه ،

    ليس عليك أكثر من أن تقرأ على روحك السلام حالما تقع تحت رحمتهم


    يبدو أني انتهيت ، و أن العيش الذي كنت أرتجيه كان مجرد وهم أخدر به نفسي الاثمة ،

    سقيت من ذات الحقارة التي شنقت بها أرواح غيري


    أشهق هذه المرة بشعور ويقظة لا إرادية لذلك الضمير المستتر بي دائما


    وأهوي على أرضية زنزانتي محاولا الهروب إلى اللامكان وشعور باحتقار ذاتي يخنق أنفاسي ،

    فأرفع رأسي لأستنشق بعضا من هواء... لا هواء !

    حتى ذرات الهواء تبصقني على وجهي باحتقار فأهوي برأسي على حجري وأنفجر بالبكاء و أستسلم لبطشهم ،


    فقد كان قدري أن أشي بنفسي ولو طال بي الأمد ..

    ومضة:


    الأنفس الخبيثة تجني على نفسها أولا





  18. #38

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    ياسمين


    عندما وُلدْت.. زرعت أمي في فناء المنزل شجرة ياسمين.. وأسمتني ياسمين..

    ~

    لطالما اعتبرتُ شجرة الياسمين جزءاً من كياني أو عضواً من أعضائي..

    كبرتُ وأنا ألعب تحتها.. أدور حولها.. أبكي على جذعها.. وأتشارك ذكرياتي مع زهراتها التي تطل علي من نافذة غرفتي في كل صيف..

    شجرة الياسمين عاصرت كل أحداث حياتنا وعاشتها معنا..

    عندما استشهد والدي قبل عشرة أعوام في قصفٍ استهدف مدينتنا، أزهار الياسمين ذبلت حتى قبل انقضاء الصيف..

    أزهار الياسمين تفتحت مبكراً عندما تخرج أخي من مدرسته، وعندما بدأ عملُه أخيراً ينتج ربحاً يكفي ليريح والدتي من عبء إعالتنا..

    أزهار الياسمين بقيت متفتحة من بداية الربيع وحتى نهاية الخريف عندما نجحتُ في دراستي وتخرجتُ من المدرسة..

    إنها جزءٌ مني.. من مشاعري وأحاسيسي.. بل إني لواثقةٌ تماماً أن النصف الآخر من روحي يسكنها..! وهل يعجز المرء عن إدراك روحه؟

    ~

    اليوم بلغنا العشرين من عمرنا.. احتفلتُ معها صباحاً بهذه المناسبة.. كانت أزهارها متفتحة أكثر من أي وقتٍ مضى..

    غادرتُ مساءً لأتناول الإفطار عند إحدى صديقاتي.. فشهر الخير قد أظلنا..

    كانت جلسة سمرٍ جميلة.. كنا سعيداتٍ جداً ولكني شعرتُ بانقباضٍ فجأةً في صدري..! حاولتُ التجاهل ولكن الانقباض ازداد! كان مؤلماً.. مخيفاً.. لا أعرف كيف أصفه!

    لم أستطع البقاء.. استأذنتُ من صديقتي واعتذرتُ بتعبي وأسرعتُ نحو المنزل..

    ولكني لم أجده..

    كل ما وجدتهُ كان حطاماً وخراباً تقف في وسطه شجرةُ ياسمين جميلة..

    ~

    اقتربتُ وقدماي لا تقويان على حملي.. اقتربتُ واقتربتُ حتى وصلتُ إلى الياسمينة.. أأنتِ من استدعيتِني؟؟

    تحت جذورها كانت تسيل دماءٌ حمراء.. لم أعرف أكانت دماء أمي المكافحة.. أم دماء أخي الذي نذر حياته لأجلنا.. أم دماء حبيب البيت ابن العاشرة الذي صار رجلاً قبل الأوان.. أو ربما كانت دماءً تسيل من قلب الياسمينة المجروح..

    كان الصمت المطبق يعم المكان.. فلا صدى لصوت أخي الصاخب ينادي إن كنا نريد شيئاً ليجلبه عند عودته.. ولا لدعوات أمي التي تشيّعه.. ولا لضحكات حبيبنا التي لا تتوقف.. ولا لزقزقة عصافير أو طقطقة أطباق أو حفيف أوراق..

    لا شيء البتة.. سوى نشيجٍ متواصلٍ اخترق السكون فجأة.. لم أدرِ متى بدأتُ بالبكاء.. لم أدرِ متى جثوتُ على ركبتي واحتضنتُ جذع الياسمينة بقوة..

    كانت أغصانها تتدلى بضعف.. كانت أزهارها على وشك الذبول.. صرختُ فيها فجأة من بين دموعي: لا تذبلي! أولم تكوني نضرةً هذا الصباح؟ لا تضعفي فنحن لا نموت إلا واقفين! لا تضعفي الآن وتُضعفيني معك! أرجوك لا..!

    كان صراخي وبكائي عالياً.. ولكن صوتاً أعلى اخترق أذنيّ.. كان أزيز محركات طائرةٍ تقترب.. ويقترب معه صوت انفجاراتٍ عالٍ..

    أعادوا مجدداً..؟؟ نهضت.. وقفت.. واتكأتُ على شجرة روحي.. أغمضتُ عيني وأخذتُ نفساً عميقاً ثم فتحتهما مجدداً.. كان نشيجي قد توقف الآن ولكني لم أستطع إيقاف الدموع..

    لا أدري أكان ذلك وهماً أم حقيقة.. ولكن خُيّل لي أن الأغصان باتت ترتفع وتقاوم ضعفها.. لماذا يجب أن نتظاهر بالقوة حتى في أشد لحظاتنا ضعفاً؟

    استطعتُ أن أسمع الطائرة فوقنا تماماً الآن.. التصقتُ بالشجرة أكثر.. شعرتُ بأننا صرنا روحاً واحدةً أخيراً.. ابتسمتُ بألم.. وانتهى كل شيء..

    ~

  19. #39

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    تنبهت من نومي على صوت سائق سيارة الأجرة وهو يعلمني بأننا وصلنا للمكان المطلوب...
    خرجت من السيارة وأنا أنظر للمنزل الذي أمامي...
    كان منزلًا مذهلًا.. احتوى هيكله الخارجي على الكثير من الزخارف البديعة...
    ارتسمت ابتسامة على وجهي.. وأيقنت أني سأرى شيئًا مميزًا اليوم...
    تتابعت خطواتي نحو البوابة الكبيرة.. وضغطت على الزر الذي حسبته جرسًا...
    ذُهلِت عند رؤيتي للباب تلقائيًا.. فتشت عيناي عن الشخص الذي سيستقبلني.. لكني لم أرَ سوى لافتة كتب عليها: "أرجو أن تتبع الأسهم الموضوعة على الأرض"...
    فعلت ما طُلِب مني.. ووجدت نفسي في غرفة جلوس فخمة.. سبقني في الجلوس بها – أشخاص...
    كان الصمت مطبقًا على الغرفة.. ألقيت السلام وجلست على أحد الكراسي الموجودة بانتظار مضيفنا الذي لم يبدُ أنه قد وصل بعد...
    جلت بناظري لأقتل بعض الوقت.. وأحاول أن أتعرف على شخصيات من حولي...
    لفتت انتباهي فتاة جلست في مقعد بجانب الباب.. كانت تبدو مفعمة بالحيوية.. بيد أنها لم تكف عن النظر إلى ساعتها بقلق.. بدا لي أنها على عجلة من أمرها...
    صرفت نظراتي عنها وحولتها للفتاة التي جلست بمسافة ليست بالبعيدة عن الأخرى.. رأيت نظرة أمل حالمة تنير وجهها.. ابتسمت بهدوء وهي تحدق في الفراغ...
    ثم طفقت أهيم بنظري هنا وهناك بعد أن رأيت جمود الآخرين والذي لا يمكن أن يدل على شيء سوى انشغالهم بأمور لا دخل لي بها...
    أحسست بأن مضيفنا الكريم تأخر على الموعد الذي حدده في رسالته.. وتأكدت من ذلك وأنا أسمع تمتمات الضجر الصادرة من الجالسين...
    وقفت إحدى الفتيات بعد أن نفد صبرها.. هتفت قائلة بأنها ستذهب لتتحقق من الأمر.. وغادرت دون أن تسمع أي تعليق على كلماتها...
    ربما مر من الزمن دقيقة واحدة قبل أن نسمع صرخات قادمة من الأعلى...
    لم أدرك الأمر إلا بعد أن وصلت إلى مصدر الصوت.. رأيت الفتاة وهي تجلس على الأرض.. وتمدد بجانبها جسد لامرأة في متوسط العمر.. والتي لم تكن سوى مضيفتنا!
    أسرعت إليهما بينما عيناي لم تفارقا ذلك المنظر.. بدت لي مضيفتنا حينها كزهرة على وشك الذبول...
    تحسست موضع النبض لأجد أنه -ولله الحمد- لم يتوقف.. لكنه كان خافتًا.. إذًا إنها فقط غائبة عن الوعي.. لم يبدُ لي أنها كانت مجرد حادثة.. لا بد أن أحدًا قد تسبب في هذا...

    ~~~~~

    جمعت الضيوف الآخرين في الغرفة السابقة بعد أن تركنا مضيفتنا ترتاح في غرفتها.. فهي لم تستطع تذكر شيء رغم خروجها من حالة اللاوعي!
    - حسنٌ أيها الرفاق.. لا أظن أن هناك حاجة للشرح.. لقد رأيتم جميعًا ما حدث.. وأنا متأكد أن الفاعل هو واحد منكم...
    - ماذا؟!
    - كيف تجرؤ على قول هذا؟!
    - من أنت لتخبرنا بمثل هذا الكلام؟!
    - أنا؟! يمكنكم القول أني ضيف خاص قد دعته السيدة لحضور ملتقى القصص الخاص بكم.. والآن لنكمل حديثنا.. أنا لم أتهمكم جزافًا.. فجميعكم تمتلكون السلاح المناسب لافتعال مثل هذه الحادثة...
    - والذي هو .....؟!
    التفت إلى الفتى الذي ألقى سؤاله بعدم اهتمام وهتفت: إنه القلم يا عزيزي...
    ظهرت أمارات الدهشة والترقب على وجوه الجميع.. بينما وصلني سؤال آخر مملوء بالسخرية: وهل اكتشفت من هو الفاعل.. يا سيدي المحقق؟!
    أظهرت ابتسامتي الواثقة وأنا أجيب: سأفعل ذلك حالًا.. فقط لدي طلب واحد.. ليعطني كل منكم القصة التي أرسلها للسيدة...
    تفحصت الوريقات التي أصبحت الآن بين يدي.. وقرأتها تباعًا...

    رواتي~

    أسلوب رائع ومذهل ينقلك للعالم الذي تتواجد به الشخصيات.. أعجبتني العبرة من القصة فهي تحكي واقعًا مُرًّا نعيشه.. لا حُرِمنا عبق قلمكِ.. وفقتِ في وضعكِ للعبارة الأولى.. أما بالنسبة لـ"زهرة على وشك الذبول" فقد رأيتها بطريقة ما (ربما يكون ذلك بمساعدة الأشعة xD).. فقط نقطة وحيدة.. لقد غفلت عن بعض الهمزات هنا وهناك...

    تشيزوكو~

    قصتكِ أشعلت فيّ الأمل والثقة بأن القادم أجمل.. أعجبني أسلوبكِ القصصي وطريقتكِ في الوصف.. وكذلك وضعتِ العبارتين بشكل مناسب.. حفظكِ الله وبث في قلبكِ الأمل وأبعد عنكِ كل سوء...
    أما بقية القصص.. فإنها لسوء الحظ لم تكن قد اكتملت.. بالرغم من أن بداياتها مبهرة...
    رفعت رأسي لأواجه المشتبه بهم.. لم يخب ظني أبدًا وكان شكي في محله.. وها قد اكتشفت الشخص المطلوب.. الجاني هو: ......

    ألا يمكن أن أكون الفاعل.. فقد وظفت العبارتين في قصتي؟! xD
    - كفاك ثرثرة.. المنتدى سيغلق قريبًا =_=
    حسنٌ.. لتكملوا إذًا...
    .
    .
    .
    في الواقع.. جميعكم شركاء في هذه الحادثة.. فكل منكم ساهم في الإطاحة بالسيدة "قصة" من خلال أقلامكم التي عرفت طريق الإبداع فسلكته.. وبما أن قلب السيدة لم يستحمل هذا.. فهي قد أوشكت على الموت بطريقة ما ^^"
    مع ذلك.. أحدكم فقط هو من كاد يلقي الضربة القاضية عليها.. مع أني احترت قليلًا.. لكن سأحسم الأمر.. الشخص الذي قادكم هذه المرة:
    .
    .
    .


    تشيزوكو




    أعلم أني ثرثرت كثيرًا,, لذا لا حاجة للإكمال الآن ^.^
    وفقكم الله جميعًا لكل خير.. طابت أوقاتكم.. سعدت بهذه الفرصة التي جمعتني بهذه الأقلام الفذة التي لم تخط سوى كل ما هو مبهر مثير.. أسعدكم الله ولا فُضت أفواهكم...
    في وداعة الله...

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...