| قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 91

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    اختفى نور الشمس و ارتدت السماء ثوبها الرمادي, هدوء فضحه صوت المطر , فَلَاحَ يعلن طقوس التغيير..
    قطرات المطر الباردة تتلمس بفرح دفء زجاج النوافذ , قطرات متفاخرة بقوتها أعلنت التمرد لتصنع بركة داكنة, قطط كسولة لا مكان لها تجلس في ظل هنا وتحت سقف خرب هناك, أمطارٌ غزيرة تُخفي معالم الافق البعيد ,أشجار تغتسل بنشوة , طرق أشبعتها جداول الماء , أُناسٌ يركضون , و خلف المعاطف يختبئون خشية البلل في ذلك الجو المقدس .. امتدت يدها لجيب بنطالها الاسود بينما أسرعت قدماها الى أقرب ركن لتحتمي تحته من المطر المنهمر بغزارة .. أحنت رأسها محاولةً السيطرة على أنفاسها المتقطعة ..أخذت نفساً عميقاً ثم رفعت رأسها من جديد لتعودَ منتصبة القامة .. شعرها الأجوري الذي غطى جزءا كبيرا من معطفها الداكن بدت أطرافه تلمع بسبب قطرات المطر التي عَلِقَت به فباتت تتلألأ كزجاج الثريا الكريستالي .. بدا الارهاقُ واضحا على ذلك الوجه الذي بدا شاحبا بملامح متعبة .. عادت من جديد الى الهاتف المحمول بين أصابعها الباردة ، صوت موسيقى هادئة متناغمة أصدرها هاتفها وأناملها تداعب لوحة المفاتيح وهي تضغط الأزرار لتحفر تلك النغمة الهادئة ومعها تخط طريقها نحو الرسالة الواردة لترقص عيونها :

    [ لقد تحدثتُ إليه .. أين أنت الآن ]

    [ أنا واقفة تحت المظلات المنتشرة في الساحة .. سأنتظرك فلا تتأخري]

    و بكبسة زر تم ارسال الرسالة .. اتكأت على عمود حديدي خلفها ليتسلل برده الى أطراف معطفها , تنهدت قليلا ثم عادت وأغلقت عينيها من جديد .. الدقائق والثواني مرت بطيئة للأمامِ.. وشيئاً فشيئاً عم السكون.. لم يَعُد يُسمَع سوى صوت قطرات المطر التي تنهمر بغزارة وكأنها تخوض حربا مع أرضية الموقف الصامدة .. صوت خطوات ترتطم بالأرضية المبتلة .. فتحت عينيها على الصوت الحاد المعروف .. صوت ساتو .. تقدمت ساتو واضعة قبضتها على خصرها ووجهها مشدود
    " أنت بالتأكيد ممتنة لي .. أتعلمين ما الذي حصل من ورائك" كان صوتها منزعجاً وغير راضٍ أبداً
    تمتمت سايا:


    " ما الذي حصل؟!"


    حركت يديها في الهواء بنفاذ صبر:
    " لا إشكال معك .. ستسير أمورك كما أردتِ .. و أنا الضحية بينكما"


    تعلقت نظراتها بساتو:
    " عذراً لست أفهم"


    تمتمت ساتو بنفاذ صبر:
    " سيأتي يوبا من لندن بعد يوم و لكن بشرط"


    " بشرط؟"


    ظهرت علامات الانزعاج على وجهها:
    " أن أستأنف تلك الأبحاث .. تعرفينها جيداً تلك المتعلقة بمتحف المومياء ! ... -أمسكت برأسها - سأفني شبابي في مواعدة الهياكل العظمية ..... -تغيرت ملامحها إلى الجدية- هذا غير مهم الآن .. أنظري حولك .. الجامعة خالية إلا منا و هذا يعني عطلة بسبب الطقس.. خذي قسطاً من الراحة و سأمر بك غداً و اصطحابك إلى نارتيروثيا.. اتفقنا"


    ظهرت على قسماتها ملامح الامتنان:
    " ساتو أنا أنا .."


    " هيييه أيتها الحمقاء .. نحن صديقتان بعد و قبل كل شيء .. دعي أمر يوبا علي .. أممم أنا آسفة علي أن أغادر من دونك .. أحتاج إلى بعض الوقت لأصفي ما بيني و بين أعضاء النادي .. إلى اللقاء "


    لوحت سايا هاتفة:
    " انتبهي لنفسك"





    سارت قدماها بخطوات رتيبة وصوت حذائها يعزف نغمة منتظمة على الأرضية المبللة زادت سرعة خطواتها إلى الأمام شيئاً فشيئا حتى تلاشت الكلية خلفها تماماً .. ثم انحرفت متجهة نحو محطة الحافلات




    *ج2*

    ‏يبدُو الصَّخبُ بعيْداً جدَّاً كما لُو لم يكُن بجانِبها ، هيَ في عالمٍ مُغايرٍ يحفًّه سكُون وذَكرياتٌ ماضٍ يأخذها ما بيَن أسطره , رأسَها استَند فُوق ركبتيْها وجسدُها انطوى فٌوق السَّرير البسيْط فِي الغرفةِ الواسعَة , شعرُها الأحمر المُشاكسُ يتبعثُر مِن حُولها لكنَّها كانت بعيدة عَن كلِّ ذلِك , عَن غناءِ التوأم فِي زاويَة الغرفَة , وَعن شجار الأخرتين تقبُع إحدَاهما فُوق سرِير يعلُوها وثانيةٌ إلى سريرٍ يجاورَها :
    " سايا أين وصلتِ ؟ "


    اسْتَيْقظَت علَى صوْتٍ مشاغب فجَّر طبلَتِي أذَنيْهَا بضجيَجِه , رفَعت رأسَهَا المُنكَس فُوقَ رُكبَتيْها لتصْرُخَ بفَزعٍ مِن منْظَرِ الفتاةِ الَّتِي نادَتْها للتَّوْ بهذِه الطَّريْقَة. إذ وجَدت أمامَها وجْهاً مقْلُوباً يُطلُّ مِن السَّريْرِ العُلوِّي وقَد انسَدل شعْرُ صاحبته الأسود القَصيْرُ وتلألأتَ عيْنيَها الزرْقاوان بمَرح ، فصرَخت بها:
    " بحق الله ماذا تفعلين .. لقد أفزعتني ؟"


    قفزت نحو الأرض ورغم التواء كاهلها قالت:
    "لا شيء .. أردت قطع صمتك المهيب الذي بات يخيم عليك وانشغالك بتلك الأوراق ومع هذا .. -بعد خطوتين مدت يدها لرجلها- آه كاحلي يؤلمني حقاً "


    هبت سايا واقفة لتقول بوجل:
    "أأنت بخير ؟!"


    الْتفَتْت إليْها رُغْمَ اْنحناءَاِتها و انشغالِها بـمُلامَسةِ كاحِلهَا وتفقُّدِهـ , كانَت تودُّ قُولَ شيءِ مَّا لكنه قُوطِعَ هذِه المرَّةَ مِن قبَلِ صوْتٍ صارِمٍ أتَى مَن والدتهما الواقفة عَلى بآبِ تلْكَ الغُرْفَةِ الواسِعَةً مُردِّدَةً بمآ يُشْبِهُ التّأنيْب :
    " هَل عليَّ إرْسالُ بطاقاتِ دعْوَةٍ لكُنَّ سيِّداتِي ؟ , هيَّآ إلَى العشاءِ حالاً !"


    صرَخت بالجُملَةِ الأخيْرَةِ بعْدَ أن قَذفتْ بما يُفترض بهِ أن يكُون دعابةً ساخرةْ , ما جعَل تلْكَ الفتاةَ ذاتَ العَيْنيَنِ الرَّماديَّتِيْنِ الَّذَّكِيَّتيْنِ تضُع المذكرات جانِباً , وَ تَثِبُ مِن سرير التوأم المجاوُرِ لسرير الشقيقة الوسطى بـهُدوءٍ ثُمَّ تنْظُر بازْدراءٍ إلَى ذات الكاحل المصاب وتقُول :
    " لا تقلقي ستكونين بخير !! "


    ومضَت تجُرٌّ خلْفَها مظْهَرها المُنظَّمَ , وَ شعْرَها المُميَّزَ ذُو اللَّوْنِ الماغماتي بتموَّجاتِه الواسِعَة , فسَحبت تاكارا قدمِيهما خلفها وطَغى كثيْرٌ مِن الانْزعاجِ علَى نبْرَتها وردَّدَت بسُخريَة :
    " سأكون بخير هاه !! سحقاً لك يا دودة الكتب!"


    لـتقَهْقِه سايا بسعادَةٍ , وهِيَ تقُول بنبْرَةٍ كسَتْها الأريحيَّة :
    " ما قصة هذا اللقب .. مؤخراً بدأت أسمعه بكثرة"


    تنهدت تاكارا وربتت على ظهر سايا بقوة :
    " اسألي نفسك يا آنسة .. تلك الصفحات البالية تكاد لا تفارق مجلسك .. هيا بنا قبل أن تأتي والدتي ببطاقات الدعوة تلك"

    " أيتها الـ .. يا لك من عنيفة .. تلك تنجب و أنا أتورط بكم !"






    أحاديث تافهة وقهقهات هنا وهناك ، حركة النادل المستمرة بين الطاولات ، سحابات دخانٍ كثيفة تروح و تجيء من ركن واحد لا تنفك تختفي بنهر المالك و رفع لافتة 'ممنوع التدخين' في كل مرة يمر فيها عليه مهددًا إياه بالطرد كل كرة ، رنين هواتف وصمت أخرى وحركة الثلج في أكواب العصير تصطدم بزجاج الكأس لتصدر صوتا رنانا مزعجا اختلط مع تلك الضوضاء العارمة ، وهي تجلس على الطاولة الخشبية وحيدة اعتلاها صمت مريب ، تنظر تارة إلى النافذة الزجاجية التي بالقرب منها وتلوح بشرود بين ملامح الأشخاص المبهمة التي تمر وتغدو دون عودة ، وتارة أخرى تنظر إلى كوب القهوة الفارغ أمامها للحظات تدوم لدقائق ثم تنادي النادل بصوت هادئ :

    " كوبًا آخر من القهوة لو سمحت "

    تشير عقارب ساعتها إلى التاسعة مساءا ، تأففت بانفعال ودست يدها في جيبها الأيمن لتخرج هاتفها المحمول ، بادرت في الضغط على الرموز الرقمية لكنها تراجعت وأعادت هاتفه إلى جيبها بتذمر .. وضع النادل القهوة أمامها ، ، يخرج منها بخارها ليمتزج مع الهواء حولها .. رفعت الكوب بمستوى فمها وارتشفت منه قليلا ، قطع لحظاتها تلك صوت قادم من أمامها :
    " أنتِ مدينة لي بالكثير .. القدوم إلى هنا بعد رحلة دامت 8 ساعات ليس بالأمر الهين "


    همست بهدوء وهو تضع الكوب على الطاولة :
    "أنا ممتنة لحضورك كل هذه المسافة يوبا !"


    وضع حقيبته السوداء الجلدية على الطاولة ثم وضع فوقها معطفه الفاحم الذي يناسب قميصه الأبيض و الذي بدوره انسجم مع منظره الأنيق وعينيه العسليتين وشعره الكستنائي المبعثر بلون حمرة النار فوق رأسه ..
    قال بابتسامة :
    "والآن ما الأمر المهم الذي لأجله ستستأنفين أبحاث المومياء التي أقفلت عليها منذ سنة "


    رفعت عينها و نظرت إليه باستنكار ، ثم أزاحت وجهها إلى النافذة عندما سمعت صوت قطرات المطر تتساقط بعنف على أرضية الشارع .. استجمعت قواها و ارخت أعصابها ، ثم شبكت ذراعيها وزفرت نفسا هادئا :
    " إذاً استعدّ لما ستسمعه !!"






    هنا يتوقف الكلام و الساحة لكم

  2. #2

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    أعتذر لأني رددت قبل إتمام وضعها ^^"

    لماذا كان يجب أن يدخل يوبا؟ كنت أريد أن تكون البطولة من نصيب الفتيات :P

    أبدعتما كالعادة.. أشعر أن كما هائلا من المغامرة بانتظارنا ^^

    لكني ما زلت حزينة على الأصدقاء الخمسة من الماضي :'(

  3. #3

    الصورة الرمزية عالم الاحلام

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    2,077
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    سيناري + رواتي ..

    T____________T ..

    لماذا أنتما هكذا ؟؟

    أنا الآن بأفضل أحوالي ^^ ..

    لما لما لما ؟؟

    لما توقفتما هنا ؟؟

    ><" ..

    سأنتظر حتى وضع الفصل الأخير لأضع رداً يليق بإبداعكما ..

    أبدعتما حقاً ..

    يا لكما من رائعتين ..

    دمتما بود ..

  4. #4

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    نظرت للحظات إلى الباب ، بادرت في طرقه ، ترددت قليلا لكنها طرقته ، ثلاث ضربات بسيطة بقبضة يدها .. لحظات قليلة حتى فُتِح الباب .. كانت سايا بملابس النوم تحرك فرشاة أسنانها بلا مبالاة .. فتحت عينيها باستغراب و سرعان ما أبعدت الفرشاة عن فمها :
    " ساتو ماذا تفعلين في هذا الوقت ؟ انتِ مبللة جداً .. ادخلي لتجففي نفسك"




    ولكن الأخرى قاطعتها :
    " غيري ملابسك وسنذهب للمصحة ، يوبا سيقلنا في سيارته !!"













    طوالَ الطريقِ وعيناها تُحدِقُ من خلالِ نافذةِ السيارةِ المشوشة لترقبَ قطراتِ المطرِ التي عادت لِتغسِلَ الطُرُقاتِ من جديد ..وما هي إلا نصف ساعة حتى توقفت سيارةُ يوبا أمامَ الشارع المطلوب.. قالت وملامح القلق تَرتَسِمَ على وجهِها :


    "وصلنا .. - ابتلعت ريقها- لم أعلم أن المكان قريب لهاته الدرجة "


    قطعوا شارعاً طويلاً لاحت من نهايتهِ واجهة مبنىً كبيرٍ بوابته الأماميةُ حديدية شاهقةُ الارتفاع أَشبَهَ بأَبوابِ قصور الخفافيش بأفلام الرعب التي تحرق الشرايين ذعرًا
    ..




    صَعَدَ عَتَبَةَ المصحة ليلتَفِتَ إلى اليمينِ واليسار ثم قال :

    "
    ابقيا هنا سأتفحص المكان وحدي "




    " لطف منك سيد يوبا أن تقول هذا ولكن المطر يتساقط و الجو غير ملائم للانتظار .. لمَ لا ننتظر بالداخل ونجفف ملابسنا ريثما تنتهي"


    قاطَعَهما بنبرة جادة :


    " طلبك مرفوض .. لسبب ما أشعر بهالة غريبة تحوم من هذا المبنى لن أجازف بإقحامكما معي"


    عَبَرَ البابَ الأمامي للمبنى وسرعان ما انغلق من خلفه بقوة دون تدخل من أحد لِيكمل سَيره على طريقٍ ضيقٍ حَفَتهُ أشجار خربة مِنَ الجَانِبَينِ ولاحَ مِن نِهايَتِهِ بابُ المصحة الثاني .. أي عمل هنا هو خطأ في هاته اللحظة ، الانتظار خارجًا خطأ ، و عصيانه و اقتحام المكان خطأ .. و الرحيل خطأ .. لكن عليهما الاندفاع فسايا وحدها تعلم جيدًا مدى خطورة الوضع مهما كان يوبا خبيرًا و مهما كانت ساتو شجاعة .. الخطأ الهين هنا هو الدخول بكل بسالة و مقاسمته أي شيء قد يقابله .. لم يلبثا دقائق حتى تبادلا النظرات الخاطفة تلك فتبادلا معها الأفكار ليدفعا البوابة الصدئة الكبيرة بقوة فدخلا و هما تراقبانها تنغلق تلقائيًا .. يوجد بعض الأبواب المصممة لتنغلق لوحدها كلما فُتِحت ، عادي جدًا .. هذا ما يهدئ عاصفة روعهما و يبقيهما قيد التخدير ..



    هذا الطريق ممتد كشريان موحش لا تصله تيارات الدم المندفعة ، طويل تحده الأوهام و الأحراش المدلهمة ، تقف على طوله الأشجار المنتصبة كالزومبي تحدق بعيون لا نراها لكن نشعر فنفهم أنها موجودة مع ذلك الإحساس اللحوح الذي يقنعك أن أحدًا يراقبك في هذا الظلام ..



    لم تبلغا نصف السبيل الشائك تتراقصان من شدة الفزع حتى نط من العدم جسم مبهم أسود له عيون خضراء حادة فقفزتا معه مولولتان و زاد مع هذا ارتجافهما و ارتعاشهما لتتشبثا ببعضها البعض حتى كادت الواحدة تنتزع لحم الأخرى .. حدقتا في الجسم الذي انبعث من العتمة و مع النور الخافت القادم من القمر اتضح أنه مجرد قط أهوج هائم قرر اللعب معهما .. امسكت ساتو بقلبها المرتعد و تنهدت فهرب نفسها حارًا طويلًا متتابعًا ..



    " يا إلهي .. كاد قلبي يقع .. هذا القط الأحمق ! .. آخخخ "


    أمسكت سايا بذراعها تجرها " دعينا ندخل قبل أن يباغتنا شيء آخر .."


    أسرعتا إلى الباب و كل واحدة تثني نفسها عن الالتفات فلا تتفاجأ بوحش أعور أو شيء من هذا القبيل .. كان الباب كما وصفه العم رييو تمامًا .. مهشمًا مخدوشًا يفوح قدمًا .. دفعته ساتو برفق ففُتِحَ بكل سلاسة و إنما أًصدر صرير الأشياء الصدئة العتيقة المزعج .. لم تقدر عيونهما على التقاط الصور في هذا الظلام بشكل سليم و ارسالها للعقل ليضع استراتيجياته المحكمة للفرار و الصراخ حد الموت طبعًا .. أخذتا في تضيق بصرهما و التحديق في الداخل ليتضح رسميًا ما يجول و لا يجول هنا ،و إنما لم يسري المفعول سريعًا ..


    غائبٌ غير متأهب نخاعهما الشوكي لصعق كل خلية حية فيهما ، متردد هو ضوء القمر في الدخول قبلهما و كأنه اكتسب مشاعرًا بشرية و هو الذي يبعث الرعب في نفوس السائرين المكفنين بهذا الظلام المر .. تمامًا كما لا يمكنك رؤية الحقيقة حتى تلطمك في وجهك ، اندفع نحوهما ذلك الشيء و كأنه يحاول صفقهما ، لكن لا أعتقد أن الحقيقة دومًا هي من تصفعك ليلا في هذا السواد .. وثبتا صارختين فاقتحم نور القمر المكان لينجو من هذا العويل المزعج و غمر ذلك الشيء لتتضح ملامحه .. إنه يوبا معجون غضبًا " ما الذي جاء بكما .. ألم أقل لكما أن تبقيا خارجً !"


    رددت سايا قي صوت متذبذب " لا أعتقد أن من الحكمة أن نبقى نحن وحدنا و لا أن تبقى أنت وحدك "


    " أنتما لا تدركان ما يمكن أن يوجد هنا "


    رسخت ثقتها و زادت حدة نبرتها " كيف لا أعرف .. إنه عمي و أعرف جيدًا ما جرى له .. أنا على أتم العلم بما يطوف هنا "


    زمجر فيها عاصفة " ماذا، هل تعتقدين أنها لعبة ؟ .. هل أنت من واجه الزومبي و دراكولا في الظلام الدامس في براري أوروبا .. هل أنت من قابل فرانكنشتاين .. هل أنت من مكث وحده في البرية مع المستذنبين الجائعين .. هل لفتك لعنة ما أو تقلصت لتسجني في ساعة رملية .. لا أعتقد هذا .."


    نكزت ساتو ذراع سايا و همست لها " سايا .. إنه يقصد ما يقوله .. قد يبدو لك أنه ظريف جدا و رقيق لكنه اخشن مما تتصورين و قد جابه الكثير .. جابه اشياء لا نعرفها قط "


    صمتت لحظة ثم بادرت في زئير اللبؤة " لكن لن نتركك وحدك مهما حدث .. أيا كان ما سيصيبني فأنا المسؤولة عن نفسي و لن يحملك أحد مسؤولية أي خدش فيّ .. أنا من أحضرتك و أنا من يقرر خيار بقائي أو مغادرتي .."


    بدت جادة في كلامها الذي لبس هاته المرة الحدة و نوعًا من التهديد .. فتركها بعد ان تحسس نارها في وجل ثم و جه نفسه خطوات للأمام نحو الداخل " عنيدة .. رأسك حطبة .. ابقيا لجنبي و إياكما و الاقدام على أي عمل دوني .. "


    أسرعتا نحوه يتخللهما السرور جنب هذا الذعر و الارتباك الفاضح لتصرا جنبه فيسيروا ضمن مسار واحد دون مسافة تبعدهم عن بعض .. بمجرد أن توسطوا الردهة حتى تبينت لهم تلك الخيوط المتدلية


    " هل هاته حبال .. " حدقت ساتو متسائلة


    بادرت سايا في الرد بما أنها الأسبق في العلم بكل هذا " أجل .. إنها خيوط كانت تحمل في نهايتها قوارير من مختلف الألوان ..اختفت بعد قيام يوري بحرق تمائم ما في الطابق السفلي .. "


    بصوت التمتمة خافت همس يوبا "إنها التاري .."


    " الماذا ..؟‼"


    " التاري .. سجون روحانية .. تستعمل لحبس أي روح كانت، لبشري أو مخلوقات أخرى .. أي أنها تُحبس ضمن حيز يُختار في تلك التعاويذ التي تسبق دخول الروح .. لنقل على سبيل المثال أن الشياطين هاته كانت تستطيع الجولان في هذا المشفى فقط لأن هذا ما كُتب في التمائم ..ثم أصبحت تقدر على الوصول لأي مكان تريده .. هذا لأن الروح تتحرر بعد حرق التمائم التي تكتب عليها التعاويذ .. "


    " و ما الذي يجري لـ ... لحارق التمائم "


    " إن حارق التمائم يملك امتيازًا.. ألا و هو أن تلك المخلوقات لا تقدر على المساس به أو التحكم فيه .. لكنه بالمقابل سيتحول إلى شبح .. "


    " يعني أن يوري لم يكذب و لو في حرف .. أهناك أمل في أن يعود "


    " لا أعتقد أنه كذب .. أما بخصوص عودته إن انقضت مدة طويلة لا أظن أنه يمكننا رده لشكله .. قد يعود ترابا إذ ما مرت أكثر من عشرين سنة من تحوله أو أقل "




    " لقد مر .. نصف قرن .. "


    " و أين هو هذا اليوري الآن .. "


    " أنا لا أدري قد يكون معنا الآن .. دعني أتحقق باللوح . لقد تحدث معه بالويجا "


    " الويجا .. لا انتظري .. لا داعي لذلك هنا .. سنتحدث إليه لاحقًا عندما نغادر من هنا "


    " لكن لم ؟ "


    " أنت لن تري من يتحدث إليك لذا لن نكون واثقين انه يوري حقًا فلسنا وحـ .. دعونا من هذا الآن .. لنبحث عن سلالم تقودنا للأسفل "


    بلعت ساتو ريقها " للـ .. للأسفل .. في هذا الظلام "


    ارتسمت ضحكة ماكرة على شفتيه " و ما يمكن أن تخشينه في هذا الظلام "


    أسدلت الستائر على مشاعرها " همم .. أنا لا أخشى شيئًا أبدًا "


    " إذا هيا بنا للأسفل معًا "


    أشعل المصباح اليدوي و تقدم الموكب لتنجرا خلفه و ما يتملكهما هو ما يتملك الخروف قبيل الذبح .. لم يدركوا تحديدًا أين يتجهون و إنما سطروا في أذهانهم أن يبحثوا عن أي وهدة تودي بهم للحضيض .. الحضيض بمعنى الكلمة .. بعد أن غمروا أنفسهم في ذلك الظلام وجدوا سلالم تقود لتحت ، منزوية بعيدًا في آخر نقطة أمكنهم الوصول إليها بعد تعيين طريق العودة للردهة الكبيرة ..


    " ها نحن ذا .. لننزل .. اتبعا خطواتي و لا تلمسا الجدران "




    نزلتا خلفه ترتجفان محاولتان تنفيذ أمره و عدم الاحتكاك بالجدران أثناء رقصة الخوف العتيقة ، و بعد مدة شعروا أنها طويلة نوعًا ما وصلوا لمكان مترامي الأطراف نظرًا لأن شعاع المصباح لم يصدم أي جدار حينما صوبه للأمام ، لم تكن تلك الأرضية مستوية تمامًا و مسطحة فقد بدا و كأن بها حجارة و حفر مع الإنارة الخافت الجزئية لما هو في البقعة التي هم متواجدون فيها .. صوب يوبا المصباح للجدار الذي جنبه ، فظهرت عليه الكتابات الغريبة التي سُطرت عليه و قد ذابت رموزها فزادت شكلها رعبًا .. تقدم للأمام و الفتاتان خلفه فالتصقتا به ..


    " ما بكما أنتما ؟ "


    " لقد قلت أن لا نبارح جنبك "


    " لقد قلت ابقيا إلى جانبي لا أن تصبحا جزءًا مني .. أفلتا ذراعي قد آلمتماني بمخالبكما "


    ابتعدتا معتذرتين لكن ليس كثيرًا " المعذرة ! "




    زاد هو في تقدمه و هما خلفه تتبعانه في وجل .. يحثون الخطى على أرضية متسخة فوضوية حتى وصلوا إلى حوض مائي مملوء بسائل ما يبدو قانيًا .. تتقاطر من السقف نحوه قطرات بلونه تتتابع برتابة خلف بعضها البعض ببطء .. رفع يوبا المصباح رويدًا ليقع النور على رجلين مخضبتين بالدماء ، ليدرك أن شخصًا معلقًا مذبوحًا ربما هناك فأخفض المصباح بسرعة كي لا يصدم الفتاتان المنظر فيباشرا الصياح .. التفت اليهما و ردد بهدوء و إلحاح " إياكما و الصراخ .. أنا أحذركما ... و لا حتى ربع نفس "


    أمسكتا فاههما محاولتان منع أي صياح قد يهرب على حين غرة و أومأتا أن نعم .. راح يوبا يحدق في الحوض فأبصر الكتابات التي عليه و تلك التمائم التي عُلقت عشوائيًا .. ابتع خطوات للخلف و أشار لهما أن تعودا للسلالم في هدوء .. بينما هما موجهتان وجهيهما للجهة الأخرى رفع يويا المصباح لذلك المعلق ..




    فصفعه منظره الشنيع معلق من رقبته برأسه المهشم و دماغه الذي بدا يلوح من جمجمته .. كاد يوبا يتقيأ مع تلك الابتسامة الماكرة التي ارتسمت على ذلك المخلوق الذي ما اتضح ان كان رجلا او امرأة .. مجرد ملامح دامية معجونة مشوهة و بسمة مخيفة يابسة .. أخفض المصباح بعد أن أرهب قلبه و وجهه للجدران و الزوايا و السقف في طريقه نحو سايا و ساتو إلى السلالم ليرصد أي نوع من السحر هو هنا فيعرف أي سلاح قد يستعمله لمحوه .. ناداهما في سكون و برقة كي لا ترتعبا و طلب منهما الاسراع للأعلى ..


    بمجرد أن ولجوا إلى الممرات حتى أمسكا بكفيهما ثم تحدث بثبات و رزانة مصطنعة ، فقط كي لا تصرخا فتوقظا وحشًا لا أمل لهم أمامه


    " اسمعاني جيدًا لن أكرر هذا مرة أخرى .. لو فقط كانت لكما نية في الصراخ الآن سيحدث أمر لن نحبه .. سنركض الآن نحو الخارج دون أن ينبس أحدنا بحرف و سنكون في أمان إذ لم نصح .. حاولا أن لا تفلتا مني "


    ارتج قلبهما رعبًا .. فسألت ساتو ترتجف " و لما تـ..تـ "


    " ليس أمامنا وقت للحديث .. هيا "


    انطلقوا في صمت إلا أصوات ركضهم و دقات قلوبهم .. و فحيح ما كان يتردد على مسامعهم كل ما مروا بغرفة ما دون أن يجعلهم هذا يتوقفون لتفقده بل زادهم قوة لمواصلة الركض .. وصلوا الردهة فباغتهما تمثال ما .. في المنتصف .. لم يكن هناك من قبل .. بدا لسايا و كأنه يشبه يوري .. لكنها لم تنبس ببنت شفة خشية أن يخرج بدل قول أنه هو دوي صرخة مدمرة .. اكمل يوبا طريقة للخارج و يداه متصلبتان على كفيهما بعد توقف ثانية ليرى هذا الذي انبعث من عدم أمامهم .. سمعوا باب المصحة يغلق خلفهم و هم يخترقون الأحراش و الممر المظلم إلى البوابة الحديدية .. لكنهم لم يكونوا مستعدين لتمزيق مقلهم بشكل الذي أغلق الباب و قد يكون على بعد ملمترٍ واحد منهم .. فتح يوبا البوابة بقوة ليخرجوا بسرعة نحو السيارة ..


    أقلع دون أن يترك لنفسه المجال لالتقاط أنفاسه و هو الأحق بذلك قبل أن يغمى عليه في الطريق و هو يقود .. لكنه آثر ذلك و قرر أن يبتعد أولا ثم يأخذ أكبر نفس قد أخذه في حياته .. بعد أن لملمت ساتو شتاتها سئلت بأنفاس متقطعة " ما الذي جعلك تفعل هذا "


    التزم الصمت دقائق ثم ردد " ما كان يجب أن نبقى مدة أطول عزل هناك .. أتملكين مفاتيح نارتيروثيا "


    " أنا .. و من أين لي أن أحصل عليها .. ؟ "


    "أيتها المتكاسلة .. أحتاج لبعض الأدوات .. "




    أخذت العبارة الأولى نبرة تهكم ثم عادت الذبذبات الجدية " لقد تذكرت أيها الورش النشيط .. تذكر شو صحيح .. أعتقد أن المفاتيح معه فهو كما تعلم مهووس بالنادي و يحتفظ بكل شيء يخصه .. أنت تعرف الطريق لمنزله ! "


    " أجل أجل .. أعتقد أني أذكرها .. أتمنى أن نجده مستيقظًا "




    عادت سايا للساحة بعد أن غرقت في السكون " ما الذي وجدته هناك يوبا .. "


    نظر إليها من مرآة السيارة ثم أعاد بصره للطريق " أتعلمين .. لكن مجددًا لا تصرخا لأن هذا منفذهم إليكما .. قد يكون أحدهم معنا الآن هنا .. من الأفضل أن نتحدث لاحقًا عن كل شيء "


    التصقتا ببعضهما ثم همست ساتو بصوت مرتعب مرتجف " مـ .. ماذا تقول ؟ "


    " حسنًا .. أنا أمزح .. لا تباشري نحيبك .. انزلا لقد وصلنا الى بيت شو "




    " يوجد الأضواء في أحد غرف المنزل .. لا شك أنهم مستيقظون .. "




    " أعتقد هذا .. "


    رفعت ساتو سبابتها لتدق الجرس ، فارتفع صوته المزعج مدمدمًا في الأرجاء ..


    ضربت سايا مؤخرة رأسها ضربة خفيفة " أيتها الغبية .. كان يكفي الطرق .. ماذا لو كان أحدهم يشرب كأس ماءٍ فقط "


    مطت شفتها السفلى اقتداءً بالأطفال ماسكة قفاها " آسفة.. لم اقصد "


    فُتح الباب فأطل الفاتح بكرشه المنتفخة و كأن بها 19 صبيًا سائلاً " نعم .. هل من مساعدة "


    اعتدل يوبا " مرحبا .. المعذرة على الازعاج .. هل هذا منزل شو "


    " أجل إنه هو .. "


    " هل يمكننا رؤيته "




    " ليس متواجدًا هنا حاليًا .. لا أعتقد أنه سيعود حتى الغد "


    " لكن الوقت المتأخر .. كيف ألا يتواجد بمنزله "




    رمق ساتو التي أدلت بآخر تصريح بنظرة ازدراء " و أنتم ما الذي تفعلونه بالخارج الآن .. مهما يكن ، تعالوا غدًا مساءً تجدوه "


    و أغلق الباب في أوجههم بقوة




    رددت سايا ف استياء " يا له من وقح .. هل يعقل أن شو هذا هنا و لا يرغب في أن نتحدث معه "




    ترك يوبا عتبة الباب و اتجه الى السيارة " لا يهمنا أمره .. دعونا نغادر إلى نارتيروثيا .. فلنقتحم المكان إذا ما استلزم الأمر ذلك "




    ساقهما أمره خلفه نحو المركبة السوداء رباعية الدفع .. أمسكت ساتو المقبض ثم تسمرت بعدها همست في قلق " يـ..يوبا .. "




    التفت إليها في اهتمام سائلًا : " ما الأمر ساتو "


    رددت و هي لا زالت محافظة على جمودها " ماذا لو لازال ذلكـ ... الششيء هنا "


    تفحصها بنظرات بلهاء ثم صعد السيارة " حمقاء .. قلت أني أمزح .. لا تعطلينا "











    شقوا الدرب نحو مترعهم القديم .. لم تكن إلا ربع ساعة و وصلوا البناية العتيقة المطلية بالأبيض الضارب للصفرة و بعض الأزرق هنا و هناك ، يحده شمالاً مكتب لخدمات ما و يمينًا عمارات تصطف خلف بعضها .. لا يبث المكان الوحشة في المهجة أبدًا ، سواءً صباحًا أو ليلًا .. و لكن هذه المرة بسبب الأنوار التي وجدوها مضاءة هناك دبت دابة الرعب في الثلاثة ..


    تمتمت ساتو يشوبها القلق " أترون تلك الأنور .. من أضاءها .. لا بد أن أحدًا هناك "


    " أنا يا ساتو ، لست بأعمى .. أنا أرى "


    تحسست سايا طريقها إلى ساتو لتحتميا ببعضهما ثم دفعت كلامها ثقيلا للخارج " و هل سندخل "


    " قطعًا .. سندخل "


    تبعتاه مجددًا كالأطفال البكائين الذين لا يبرحون ذراع أمهاتهم .. تقدموا بكل ما تحمله الريبة و الجزع نحو الباب ففتحه يوبا رويدًا .. لم يكد يرمي خطواته الأولى للداخل حتى سمعوا حركات سريعة تتجه نحوهم .. تسمروا في أمكنتهم ينتظرون أن يهوي عليهم **** حديدي ما أو قبضة فولاذية .. أو رصاص ..






    " لا أصدق .. أهذا أنت يوبا "




    أقبل شو نحوهم يستفسر عن الزائر .. أمسكوا قلوبهم الواجفة .. ثم ابتسم بهدوء يوبا " مرحبا شو .. إنها مدة طويلة يا صديقي "


    " يا رجل .. انظر لنفسك كم غيرتك سنة واحدة في الخارج .. اشتقت اليك "


    " ههه تغيرت! ... ألأني رفعت شعرة واحدة من رأسي اعتبر هذا تغيرًا .. لا زال يوبا هو يوبا .. "


    " أعلم أنك من المحافظين .. من هاته .. ساتو ؟! آهه .. تلك القطة المتشردة "


    " شكرًا لترحيبك الحار أيها الغليظ .. ما الذي تفعله هنا في هذا الوقت "


    " أنا آتي إلى هنا يوميًا طوال هذا العام لأتفقد الأدوات و حال المكان .. لا طالما تشبثت بالأمل و عرفت أن النادي سيعود للحياة .. قررت اليوم بعد أن علمت أن القطة ستعيد افتتاحه أن أجهز المكان لاستقبال الأعضاء ... و من الآنسة التي معكم؟"


    " إنها صديقة .. سايا .. "


    انحنى شوم محييًا إياها في أدب و نبل بالغ " أهلا بك سايا أوجوساما "


    ردت بصوت خافت " أهلا "


    أبدت ساتو سخريتها منه بمرح " هوهوهو .. من أين أتيت بهذه اللباقة فجأة "


    " أنا جنتل مان بطبعي أيتها الشرسة "


    أقحم يوبا نفسه في خضم ما يحاول أن يطغى " أعتذر لأني أقاطع كلامكما الفارغ و لكن شو أنا بحاجة للأدوات .. سأتفقدها إن كانت لا زالت تعمل أو لا "


    " لا تقلق عليها .. كلها و كأنها جديدة .. لم أكن طوال العام أتسكع هنا و أتصفح الجدران فقط .. كنت أعمل بجهد "


    " لا طالما كنت متفانيًا في عملك .. لكن لا بأس سآخذ بعضها لأجل .. بعض التعديلات .. أتسمح "


    " حسنًا .. إن كنت مصرًا !"




    أخذا ما بدا له يصلح للمهمة المستحيلة.. ثم غادر مع طاقمه المتذبذب الحائر ..






    وقف شو عند نافذة السيارة ليودع يوبا .. " أعتقد أن كل شيء سيبدأ من جديد يوبا .. أنا واثق أن الكثير من الاثارة و العمل ينتظرنا .. أرحب حتى بأصعب و أخطر و أرعب الموافق .. أجل ، ستعود نارتيروثيا "


    اكتفى يوبا بابتسامة باهتة ثم أشار له مودعًا " نلتقى غدًا إذًا .. "


    [ ألا تعلم ان أبواب السماء مفتوحة تنتظر الأماني في هذا الوقت .. أجل .. ينتظرنا نحن الأسوأ على الاطلاق .. افتح ناديك لتهيئة جنائزنا ]

  5. #5

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    -لعبتي مع النار :


    *ج1*




    أرخى الليل بسدوله القاتمة على المدينة و اختبأ البدر بهدوء خلف سمـاء الأفق الملبـدة بالغيوم الساكنة , لكن ضجيج المدينة و أنوار شوارعهـا كفيلة بإبعاد سكنات الليل الرهيب لطمأنة ما تخاف منه قلوب , تأخر الوقت كثيراً و العودة إلى المنزل في مثل هذا الوقت سيوقظ آلافًا من التساؤلات في ذهن والدي الفتاتين .. سيكون من السليم أن تقضيا بقية الليل في منزل يوبا ، ولكن ما تخبئه تلك الليلة لن يغيب عن ذاكرتهما ما دامتا حيتين ، كيف لا وستشهدان حادثة بين الحقيقة و الخيال . بين الحلم و الواقع و الأساطير الغير مقنعة و الخوف الرهيب











    لوح الويجا هو ما كان يشغلها .. لاتزال الحلقة تتحرك يمينا ويساراً .. ولا تزال الحروف في فوضى بعد عدة محاولات فاشلة للاتصال بيوري لطلب من يوبا ، وأخيراً وضعت الحلقة جانباً واستندت بجذعها للخلف حتى لامس ظهرها الكرسي الأملس .. أغمضت عينيها لشعورها بالإرهاق , و راحت تفكر بما سيؤول إليه الأمر بعد ذلك , ثلاث طرقات على باب الغرفة اقتحمت أذنها و سمحت للأفكار بأن تنقطع دون سوابق , أسرعت بالإجابة بينما تعدل جلستها:


    " ادخلي "


    تدرك جيداً أنها ساتو فيوبا قد استأذنهما وتعلل بإرهاقه وصعد إلى غرفته للنوم بعد أن فشلت اللعبة في نداءها للشبح ذاك ..
    فتحَت الباب بهدوء ليصدر صريراً ناعماً مشت بخطوات متمايلة وقد بدا النعاس جلياً على عينيها :
    " لم أستطع النوم !!"
    قالتها بصوت رخيم بعد أن استرقت نظرة إلى ساعة الحائط و التي قد أشارت إلى الثانية بعد منتصف الليل :
    " أنا جائعة لم آكل شيئاً منذ الصباح"
    مدت سايا ذراعها نحوها و ابتسمت بهدوء:


    " تعالي واجلسي هنا فلا أمل في أن تجدي طعاماً في منزل قد هجر منذ سنة "


    أقبلت ساتو بهدوء و ألقت بجسدها على الأريكة :


    " ولكنّي اتصلت بمطعم منذ ساعة ولم يصل عاملهم حتى الآن !! "

    تنهدت سايا :


    " أهناك مطعم مفتوح في هذه الساعة .. ساتو أنتِ حمقاء للغاية !!"


    فجأة و بدون سابق إنذار سمعتا صوت جرس المنزل , هتفت ساتو رغم الارهاق البادي على ملامحها:

    "
    البيتزا لقد وصلت "


    ركضت مسرعة لتتجه صوب باب المنزل , و نهضت سايا من كرسيّها و تبعتها و حينما عتبت باب الغرفة أدركت أنها قالت و متأكدة من أن لا محل مفتوح في هذه الساعة المتأخرة مما جعلها تهرول مسرعة لتصل إلى معرفة الزائر و تصحح كلامها و تثبت ما قالته و أنه هو الأصح .. لربما النعاس جعلها تصر على أشياء سخيفة .. لكن ساتو سبقتها بفتح الباب قبل أن تطأ قدم سايا المدخل وليتها مرنتُ قدماها لتكون أسرع من البرق و تشبثت بقوة بإصرارها ذاك و لكنها لم تفعل , و عندما وصلت إلى المدخل فاجأها من كان يقف خلف الباب القويم الذي قال بصوت خشن:

    "
    مرحباً !! "


    كان رجلا بملابس طبيب مهترئة نوعاً ما و ممزقة في مواضع يرتدي حذاءً مغبر قديم , كانت عيناه الشاحبتان و صوته و جلده المجعد الأسمر بل الأسود أكثر ما كان له وقع كبير على قلب سايا الذي هلع من مظهره ذلك ، إضافة إلى كيان المرأة المومياء بجانبه ، نعم كان ذلك الوصف الأنسب لها !!


    ساتو التي فتحت الباب لم تكن أقل هلعاً من سايا بل تركت الباب مفتوحاً وهرعت إلى صديقتها متشبثة بها ،أومأت الأخرى في محاولة طمأنتها و تقدمت نحو الزائرين رغم حالة الذعر التي تعيشها :

    "
    عفواً هل من خدمة ! "


    بدا وكأن الزائر استغرب نبرتها حينما بدت عيناه أكثر اتساعاً ثم قال:


    " هل هذا منزل .. يوبا ؟ "


    أجابت سايا بارتباك:


    " بـ .. نعم !"


    " إذاً أين هو؟ "


    أجابت بعد أن كاد قلبها يقع أرضاً :


    " إنه نائم الآن قد لا يستقيظ قبل طلوع الصباح أبدًا.. تعاليا غدًا وداعًا "

    و همت في غلق الباب في وجهيهما ، وضع ذاك المسخ رجله مما حال دون إغلاق الباب ثم رفع بنظره عالياً حيث السقف , حيث لا داعي للنظر هناك , لكن المرأة التي كانت تقف بجانبه أمسكت بذراعه و جذبته نحوها فانحنى جسده نحوها , ثم قربّت رأسها من رأسه , وقتها فقط لاحظت سايا شيئاً غريباً في عينيها .. كانتا مجرد تجويفين فارغيين .. ثم ردد بعد حركاتهما الغير مفهومة و سكونهما الغريب :


    " أنا صديق قديم ليوبا !! أظن بأن زيارتي أتت في وقت خاطئ و الآن يا آنسة هلا سمحتِ لنا بالدخول .. فنحن أتينا من مكان بعيد نحتاج إلى بعض الراحة و شربة ماء "


    أدخلتهما فدخل معهما ذعر كبير إلى قلبها الذي تربعت مسبقًا فيه خيبة فشل محاولتها في طردهما ، ثم هرعت إلى غرفة يوبا مسرعة لإيقاظه غير أن الباب مقفل ، فأخذت قبضتها تتبع الطرقات و جسدها يرتعش مما رأت وسمعت وشعرت لكن مامن مجيب ..


    "لم أدخلتهما؟"


    صرفت نظرها ناحية ساتو التي استطردت بصوت مرتعش :


    " سايا إنهما غريبان و مخيفان !!"


    " أعلم أعلم .. لكن فات الأوان "


    " ربما هما مجرد مهووسَيْن ، غالبًا ما يصادق يوبا المخبولين .. ألم يقل بأنه يريد بعض الماء؟ "


    محاولة إيقاظ يوبا فشلت .. وقفت سايا عاجزة تنتظر وصول القدر إليها ، ثم التفت إلى ساتو :


    " دعينا ننزل إليهما ، ربما يكونان سارقين ، أو لا يهم أتركينا نجلس هنا ، لا أرتاح لهما مطلقًا ، فليفعلا ما شاء لهما أن يفعلا ، أتمنى ان يجدا شيئًا يصلح للسرقة هنا .. لا نريد مشاكل "







    الهدوء يخيم على الموقف و كأنهما خارج نطاق الزمن في عالمٍ خالٍ من أي شيء , جلست مقابلة لهما تسترق النظر كلما سنحت لها الفرصة و الحوار بينهم مختفٍ , لا كلام لا حركة لا نفس , مما سمح لتلك الهواجس بالعودة : [ هل هو صديق يوبا حقاً ؟ ألزيارتنا للمصحة علاقة بحضوره ؟ لم لا أثر لبؤبؤ العين في وجه تلك المرأة ؟ أي خطأ هذا الذي اقترفته بإدخالهما ؟ هل ستمضي هذه الليلة على خير .. ذاك الشعور الساطور يقول بغضب و صوت عالٍ جدًا { لا } ؟]


    استمرت هذه الهواجس بالتوارد على عقلها حتى شعرت بشيء ما يلتصق بذراعها فنظرت كالمصعوقة نحوه فإذا بها ساتو تجلس بجواري حتى تكاد تخترق جسدها من شدة التصاقها ...


    "سايا لم أتيتم إلى المصحة اليوم ؟"


    قفز قلبها من مكانه و أصبح الهلع يجري بجسدهاً ، بل إن دمها ليكاد يتجمد في مكانه و لسانها عاجز عن النطق ، و لم تحرك ساكناً سوى عيناها التي شعرت بها تتحرك في كل الاتجاهات بحثاً عن جواب مناسب تنطقه قبل أن يبدي هذا الرجل أي تصرف ..


    " أين يقع الحمام هنا ؟ سيلفيا في حاجة إليه "


    تحركت سبابتها ناحية الباب:


    " تـ .. تجدينه على الجانب الأيمن في آخر الممر"


    لم تبدِ تلك المرأة أية استجابة


    "عفواً هلا رافقتها إحداكنّ فسيلفيا تخشى الذهاب وحدها كما أني متعب للغاية و أحتاج إلى فترة جلوس أطول !!"


    { يا إلهي ، كيف لغول يرعب الظلام أن يخشى شيئًا ‼ }


    نظرت سايا ناحية ساتو و التي بدا الهلع جلياً على ملامحها ولكنها تحاملت على نفسها ووقفت :
    "سأرافقك إلى هناك - أومأت لساتو مطمئنة - سأوصلها و أعود !! "


    استدارت مشيرة إلى المرأة لتتبعها غير أن سايا تجمدت في مكانها بينما تراقب مشية المرأة كأنها تقف على أرض صابونية تمكنّها من الانتقال دون المشي ، لتتزحلق بكل انسيابية , أو لكأن الرياح تدفعها نحو الباب مما أثـار الرعب في قلبها فتصبب العرق على جبينها فور رؤيتها لذلك الشيء وهو يطير في الهواء بجانب ساتو التي كانت سارحة في عالم آخر ,




    " التدخل في شؤون العالم الآخر لن يجلب لكم سوى المتاعب "


    شعرت بنفسها وهي تحرك ساقها توتراً و اضطرابًا عاصرة قبضتها من الوجل الذي تزداد شدته كل لحظة ، إلا أن الزائر الغريب كان سريع الملاحظة :


    " هاه .. ما الأمر ، كنت أحادث نفسي فقط !!" ... وقع كلماته لم يكن بالأمر الهين .. استقامت بهلع متجهة ناحية أي مكان يزيد المسافة التي بينها و بينه ، و في رأسها عبارة واحدة [ ساتو ، أرجوك كوني بخير ]

    ... أظلمت الدنيا واختفت الأنوار فجأة .. شعرت و كأنه قد أغشي عليها وسرعان ما أدركت أن ما حصل لم يكن سوى انقطاع في التيار .. سارت بخطوات مبعثرة فاصطدمت بشيء ما , تحسسته فكان باب الحجرة التي تقف عندها أخذت تتحسس طريقها و تنادي:


    " ساتو .. ساتو هل تسمعينني ؟ "


    أخذت التساؤلات تعصف بعقلها :
    [ هل اختطفاها .. هل سأتمكن من اللحاق بهما .. يا إلهي !]


    وأخذت خطواتها تتسارع ناحية باب الحمام حاولت فتحه ولكنه كان موصداً بإحكام ، أصوات غريبة تصدر من مكان قريب منها .. شيء أشبه بالفحيح .. خطوات تسمع هنا وهناك .. في ذلك الوقت انقشعت الغيوم عن القمر و استطاعت خيوطه اختراق نوافذ المنزل .. اقتربت من مصدر الصوت .. شيئاً فشيئاً حتى تمكنت من خطف ما يجري و قد هالها المنظر ..





    مسخ يقفز و يرتمي على الأرض و يتحرك بعشوائية في شكل مهيب و كأنه يرقص طرباً , لا بل كأن أحدًا يتلاعب به .. في تلك اللحظة شعرت بنفسها في أسوء موقف يمكن أن يمر به أي إنسان , إنها المومياء الغريبة ..تضرب على الأرض و تجثو على ركبتيها و تقفز هنا وهناك .. بأطرافها الأربع تتشبث بالسقف و كأن الجاذبية لا يعنيها سحب جسمها كما هو مفترض للأرض .. تتحدى بكل بساطة كل القوانين الفزيائية ... انطلقت بكل قوتها تركض إلى ما لا تعرفه،


    تخبطت سايا في الظلام فحسب فلابد أن خوفها مما يحدث في ذلك الوقت كفيل بمسح ذاكرتها لتنسى تفاصيل هندسة المنزل ,صعدت الدرجات العلوية بخطى متثاقلة, تعثرت ولكنها أكملت الصعود للأعلى دون أن تشعر بأي إصابات ألمّت بها جراء سقوطها , فتحت باب السطح و أغلقته فور دخولها هناك و جلست تلهث بعنف "
    ماذا سأفعل الآن ؟ أين سأجد ساتو ؟ يوري أين أنت .. يوبا أأنت بخير ؟ .. يا إلهي ما هذا الذي أتخبط فيه !! "


    أولئك مجانين ليسو بشراً إنهم أشباح ، أشباح بلا شك !


    اجهشت بالبكاء و أخذت تصيح:


    " ساتو بالله عليك أجيبي ! "


    و ما إن لفظت تلك الكلمات حتى سمعت صوتها يصدر من الجنب الآخر من السطح:

    "
    سايا ! "


    أسرعت سايا نحوها تحتضنها و الأخرى تهتز كل ذرة منها حتى كاد اهتزازها يوقع زلزالاً بالمنزل
    شيء من الأريحية بدأ يسكن قلبيهما و لكن الخوف سرعان ما عاد إذ أنهما لا تزالان بالمنزل .. خرجتا من الباب الخلفي عبر السلم الذي يوصل إلى الشارع مباشرةً دون المرور بالمنزل وأيديهما متشبثة ببعض وقتها همست ساتو:


    " يوبا ماذا عنه؟"




    عندها فقط تذكرت يوبا النائم في غرفته لكنها أجابت:


    " لا تقلقي الباب مقفل ولا أظنهم سيقتحمونه سنتصل بالشرطة فور تمكننا من الخروو -علق في حلقها الحرف الاخير ثم استطردت في فزع- .. مستحيل سيستطيعان الدخول ، إنهما شبحان يا لي من غبية .. سيموت بسببنا "






    " يجب ان نعود إليه سايا .. لا يمكننا تركه إنه سبيلنا الوحيد لإيقافهم .. "


    " نرجـ ..جع .. !! .. أجل ، مستحيل تركه "


    " دعينا ندخل من الباب الأمامي "


    بتهكم " أكيد .. سنطرق الباب و نقول لهم ها قد عدنا .. دعينا نتسلل و نخرج يوبا "


    " كما تريدين .. لكن لا تصرخي فقط هكذا هناك "


    " أجل أجـ.. "


    التقطت اذنهما أصوات غريبة خلفهما .. لم يضيعا الوقت لا في الالتفات أو التأكد .. بل أسرعتا رجوعًا من حيث قدمتا ..


    باشر القمر في بعث جنوده الذين ارتدوا الفضة البراقة ليكسوا الأرض النور الليلي الخافت .. فلفت انتباههما نافذة غرفة يوبا تُفْتَح


    صاحت سايا " سيرمونه من النافذة .. مستحيل ‼ "


    فعلًا .. كان يوبًا يلوح منها .. يخرج .. ليرمي نفسه بكل بساطة !!




    " لااااااااااااااا " بدت كعواء ذئب حزين و هي تتدحرج من حنجرة ساتو




    و إنما ذاك اليوبا لم يتوارى مدة طويلة .. قام من مكانه ماسحًا الغبار عن نفسه .. ثم ركض نحوهما صارخًا بقوة " إلى السيارة حالًا "


    تسارعت الخطوات على غير العادة إلى المركبة التي ستنقذهم بعد أن اصبح سبب عجلة نبضات قلبيهما فقط الشيء الراكض خلفهما كذئب شرس جائع منذ شهرين ؛ و ليس يوبا المسجون مع الغولين .. و حشروا أنفسهم بقسوة هناك ، هذا لأن الخوف مسكر يفقدك تركيزك و ذكاءك مهما كنت عبقريًا .. دواءه الوحيد ليس جمعيات و مستشفيات محاربة و التخلص من الإدمان بل برودة الأعصاب و الثبوت ...




    رغم أن القيادة في أوضاعٍ و ظروف كتلك غير مريح البتة .. اندفعت سيارة يوبا وسط الشارع الرئيسي ثم في أزقة المدينة بأقوى سرعة مخلفة خلفها دخانها الخانق ..
    بعد أن بدأت تعود المياه لمجاريها ببطء شديد و اقتطف كلٌ أنفاسه الضائعة بين الثنايا الظلام و الوجل رددت سايا في اهتمام
    " يوبا ... ألم تتأذى حين رموا بك ؟ "


    " إنهم لم يرموني بل أنا من فعلت لأنها كانت السبيل الوحيدة للنجاة .. هييه أنا بخير "


    " لكن كيف .. كان المكان مرتفعًا "


    " هل هذا وقته ! .. أولا الأرضية لينة لأنها ترابية عشبية و ليس اسمنتية .. ثانيًا إذا كنت أعرف كيف أسقط و كيف أصل للأرض و أقف بالشكل السليم لن أتعرض لأي أذى.. كالقطط "


    " ذو سبعة أرواح .. لهذا لم تمت بعد .. "


    " لا أعتقد أنه وقت المزاح ساتو .. أرجوك أعصابي تحتر.."


    صدر صوت رنين متتابع فقطع كلامه و شعاع أحمر مضى يتوهج في ذلك الظلام ثم راحت السيارة تهتز بين الفينة و الأخرى .. بدت المباني و كأنها تزحف من خلال زجاج السيارة




    " الوقود على وشك النفاد أخشى أن أضطر إلى تخفيف السرعة .. قد لا نصل سريعاً !! "






    تقطعت أفكار سايا بهذا الصوت الذي خرج من شفتي يوبا الذي بان الانقباض في ملامح وجهه فتلاشت الحروف من مخارج صوتها المكبوت ليجتمع سيل الكلمات على شكل دمعة ذرفتها بهوان




    حاول يوبا أن يرخي من العضلات المنقبضة في تقاسيم وجهه:




    " لم كل هذا الخوف .. لن يتمكنا من اللحاق بنا "




    قال ذلك مع أنه لم يستطع انكار البرودة التي تشبعت بها أطرافه .. أخذ يغرق في تيارات لوم نفسه على عدم اهتمامه بالوقود .. أي مستهتر كان؟











    [ أتظنك تستطيع الفرار أكثر ؟ ]




    تمتم بذلك صوتٌ خرج من بين شفتين متشققتين قبعت في أسفل وجه ذميم كريه الرائحة و اللون ..اخترقت يد المرأة المومياء زجاج النافذة و تشبثت أظافرها الفولاذية بالسيارة فأتلفتها .. ونظراتها مركزة على جسد سايا و التي باءت محاولاتها البائسة في قذف المسخ تلك إلى الخارج بالفشل .. و بعد أن انتهت المشوهة من تأملها في هيئتها المغبرة و شعثها المتطاول اندفعت بيدها في محاولة لنهش جلد سايا مع زعيقها الفريد ، فلم تهتدي كأي أنثى إلا للصراخ في تضرع و التلويح بيديها بجنون و بقوة سعيًا لإلحاق الضرر بها و صرفها عنها .. و راح يوبا يجيء و كذلك بالسيارة يمنة و يسرة في مساعدة لها للتخلص من أمرين مفزعين نهايتهما القبر لا شك دون الحق في إعادة النظر أو الطعن في الحكم .. تلك الخشبة المتآكلة و العويل الهستيري الذي أضحى رفيقهم الرابع .. و إنما ما من فائدة ، فقد أبت المومياء الجافة ان تترك سايا التي أبت هي الأخيرة العفو عن حنجرتها و آذانهم !






    ما من منفعة الآن لكل هذا اللغط و الانتفاض .. الأجدر مقابلة الشيء بالمثل .. فالسن بالسن و العين بالعين و البادئ أظلم ..


    أقحم يوبا يده في بحث عن أي شيء كان يمكن استعماله لصدها .. لم تقع كفه إلا على خنجر حصل عليه من رحلته قبل عامين في أدغال افريقيا .. رماه في غمده الى ساتو صائحًا ..


    " مزقا يدها ‼ "


    وقع الخنجر المزركش في حجر سايا باردًا كما وقع كلام يوبا خشنًا على طبلة أذنيهما لكن لم يثني من احتضنت السلاح عن التصرف فكل ما تريده هي هو ردعها مهما كان السبيل لذلك شائكًا .. أخرجته من غمده بصعوبة و مررته بسلاسة على يد الجيفة ليمر مرور الكرام دون أن يعرقله عظم أن تشده الأنسجة الخشنة و كأنها تقطع قطعة من جسمٍ مائيٍ .. و سقطت اليد الحرشاء الضاربة للسواد جنب رجلي سايا دون أن تقطر و لو قطرة واحدة من الدماء بينما توقف ذلك الصراخ و النحيب حتى صاحبة المقلتين المبتورتين تجمدت في مكانها تبصر كفها الساقطة ..


    قطعًا .. و كما كان الصمت مرهقًا دومًا متلفًا للأعصاب .. كان أحيانًا رحيمًا فلا يدوم .. المشكل هو أنه لا يعلم متى يستمر و متى يذهب و يتركنا ..


    لم تخلد لحظات الراحة تلك من السكون طويلا ليعود صوت اللهاث و محرك السيارة الصاخب و الهواء المنساب بسرعة عليها محدثًا ضجة كبيرة ونبضات القلب المتسارعة كقرع طبول حماسي ... و اطلقت ممرضة المقابر سراح صياح يصم الآذان لا تقدر عليه حنجرة بشر باسطة ذراعها التي قُطِعَت إلى وجه سايا بينما يدها جنب رجلها تتخبط تتحرك تحاول الامساك بأي شيء تصطدم به ، و ليعود أكثر الصراخ الذي أضحى مملًا و هذا الخوف الذي كدر النفوس ..
    أدار يوبا المقود مقتربًا من الجدار الفاصل بين طريق الذهاب و الإياب الممتد طويلًا طويلًا لتحتك الجهة اليمنى من السيارة بالحائط الحرش و مهما أتلفت و خدشت و حفرت عليها الخنادق العميقة لا يهم فعليًا لأن المسخة سيتآكل جلدها وصولا إلى عظمها العفن بذلك بحيث لن تقدر إلا على الزفير ببطء و صوت منخفض لا يحرق المسامع ..


    و إنما .. ثابتة مثابرة متمسكة بالنافذة و الصياح ، و لكن النهاية تشمخ هنا عند سقوط أحد طرفي المعركة و ليس للمحاولة من عمل سوى أنها تساهم في الهبوط و الاستلقاء لأننا في أوج الوجه الثاني من الحروب التشابك و لسنا ضمن أي برنامج حماية ما أو تحت لواء من يُطِيب الخاطر بأن القيام بعد الهوي شيء جميل و تلك الأوهام العديدة التي لا زلنا نختلقها رغم بلوغنا هاته المرحلة العظيمة من مجرد التوقف عن الانبهار من تغير لون الكرة التي تلعب فوق رؤوسنا من الفضي إلى الأصفر إلى برتقالي و وشاحاها الذي يلفها و تآكلها بين الفينات و تغير حجمها... فمع ضربات أخرى سقطت تتجرجر خلفهم يتكور جسدها الحي الميت لتتراكم معها أصوات ارتطامات متتالية لجسم يتكسر بعد تكسر بعد آخر .. و ملامح وجهها الجامدة مكشرة عن شرها تبدو ثم تختفي كومضات مصباح على رأس الرمق الأخير إلى أن أضحت مجرد شيء أسود يتدحرج يصغر تدريجيًا إلى أن اختفى في الأفق البعيد ..

  6. #6

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    هكذا كانت الصورة من المرآة السيارة المحطمة ،هكذا كانت اللوحة بصفة عامة ، لهاث متطاول على الصمت الذي يسبق العاصفة و يليها و إيقاع القلوب الواجفة و رعاشٌ تصاحبه منذ الأزل قطرات العرق المتتابعة بغزارة من بوابات المسامات التي تفتح على مصراعيها ليقطر جنود يمتدون كما ينبسط الوريد الذاهب الغادي إلى حيث لا ندري ..



    و لكن النهاية تشمخ هنا .. مهما كانت المناسبة للنهاية شموخ الجبل .. لم يكد الأمل يلوح في جوف الظلام حتى اهتزت السيارة وكأن زلزالًا يُثْبِت نفسه أو أنها تهوي من ذروة مرتفع ، ثم رجة قوية تقتحم في عقلك فكرة أن اصطدامًا قد وقع .. إنها المركبة قد تعبت من الهروب زيادة على أنها ارتطمت بالحائط فلا ترغم أو تكره على المواصلة و لو استدعى هذا انتحارها ..


    تحطم الزجاج ليتناثر على الأشياء الرثة الضعيفة القابلة للتكسر بسهولة و ما تبقى منهم ، تلاه على المسامع الدوي المرضي للمحرك ثم سكونه بعد زفير أخير ضعيف فران صمته فجأة دون توقف أصوات الليل الجنونية ..


    اسْتُدْعِيَ الوعي في لحظة طارئة بعد أن كاد يغفو في وقت استراحته و خرج الثلاثة من السيارة لتتحسس ساتو أي دبيب على الطريق خلفهم و يتفقد يوبا السيارة التي يرثى لها من شكلها و تبدو بوضوح انها صالحة لرمي أو صب جل الغضب عليها بينما سايا واقفة بين الطرفين لا تبتغي لنفسها سبيلًا للتخفيف من وطأة الحال كما يفعلان هما بإشغال نفسيهما بأمر ما و إن كان في لب الأمر يسبح و إنما مهما بلغ العقل تعقيديه الإنسان بسيط لا يفكر في ألف شيء في الوقت ذاته ...


    اوقف يوبا عبثه الغير مجدي و التفت للأشجار المنبسطة الحالكة التي تمتد لبعيد في غابة هي مجرد زينة باطنها سم لا تصلح للرحلات و اللهو فلا يمكن أنها مهجورة " لن تسير و لو نصف متر آخر "


    أمسكت ساتو بناصيتها و أخذت تلهث بشكل لا يقطع كلماتها " أجل واضح ... لقد تحطمت تمامًا .. ما العمل؟ "


    غمغمت سايا " لن نقدر على البقاء هنا ننتظر طبعًا .. قد يللحقوننا .. هل نـ .."


    ما كادت تكمل همسها حتى اخترق الظلام صراخ الغولين حيث تلتقى الأرض بالسماء ليخمش الحواس الخمس و لا ينسى أن يعرج على السادسة عند أحدهم ..


    دون أن يضيع وقتًا آخر صاح فيهما " إلى الغابة خلفي .. حالًا ‼ "



    نط للأحراش يعدو بكل ما أوتي من قوة رغم التعب المهلك خلفه الفتاتان يصرخن يركضن بغباوة ..

    ببلادة لدرجة أن أخذ كل واحد مسرى .. و أخذت الوحوش أعقابهم تعوي ، ليلحق الطبيب الهائج ساتو ، خلفها يقترب من عنقها ليكسرها و لم تتفطن حتى شعرت بأحد خلفها يقترب و إن لم تسمع خطواته لكن الحواس متأهبة في هاته الأوضاع ،

    و كما لا تبادر أي انثى إلا بالصراخ فعلت ساتو بكل فخر .. لم يوشك على الاقتراب منها حتى هوت عليه من السماء ضربة أفقدته توازنه إن ملك ما ملك البشر ، المهم أنه قد سقط بضربة يوبا المؤلمة على ظهره دون حركة .. فوقفا يتأملانه في عجب و قبل أن يهما في مواصلة الطريق قام مترنحًا بشكل مهيب لسعي آخر نحوهما ليخرج يوبا بعفوية حمضًا من جيبه و رشه عليه لتبثق رائحة عفنه و صياحه القوي .. تركوه يذوب كقطعة شوكولاة منتهية الصلاحية مضى عنها تاريخ تصنيعها ألف عام و تراجعا قبل أن يقوم متقاطرًا فيغرقهما في جلده الذائب المنصهر ..




    بقيت سايا تهرول لتدرك بعد مدة من التجمد العقلي أن لهاثها و خطواتها السريعة وحدهما في هذا الظلام .. التفت في قلق تبحث عن ساتو و يوبا ، و لكن ما من أحد سوى الأشجار الباسقة السوداء و ظلالها المخيفة التي تكتسب العيون الحمراء و المخالب الحادة الطويلة ليلًا .. رددت بصوت خافت قلق " سـ .. ساتو .. يوبا .. أين .. أنتما ؟ .. يا إلهـ .. "


    لاح لها من بعيد ظل هائم يسعى نحوها فأسكتها بلطمة على فاهها .. تراجعت خطوتين تبلع ريقها تردد في هيستيريا مطلقة جاحظة العينين مرعوبة " أنا هالكة .. أنا هالكة لا محالة .. الوحشان خلفي .. "


    بعد ان قطعا مسافة لا بأس بها نحوهما في ظليهما المخيفين رافعين أيديهما نحو السماء يممت وجهها للأمام تركض تصرخ طالبة النجدة .. و كأن الخفافيش التي تدب هنا أو البوم سيمد لها يد العون .. و إنما لم تكن سريعة لتلك الدرجة فقد أمسكتها كف ما .. لتنتفض و يزيد عويلها و حركتها واضطرابها ..


    " سايا .. سايا .. ما بك إنه نحن "


    أوقفت حربها و هدأت نسبيًا من روعها " ما ..ماذا .. انتما ... – ترقرقت عينها دموعًا- آههه لقد أرعبتماني جدًا "


    " نحن فعلاً آسفان .. لكن دعينا نغادر حالًا .. خذا هاته .. إذ ما بلغتنا شيء استعملاه .. "


    " و ما هذا الشيء يوبا .. "


    " إنه الضوء السيتوبلي .. انسيتيه .. على الأرجح كل ما سنقابله هو اجسام مسامية لا تخضع لأي ثقل مكونة من مواد هلامية حساسة للضوء المركز بالتضييق الكرستالي .. لن يقتلها لكنه ينفع في ابعادها لمدة و هذا يفي بالغرض .. إذ ما باغتنا أي شيء اضغطا على هذا الزر "


    أخذت سايا خاصتها هامسة " لم أفهم حرفًا مما قلته .. "


    " لا تبالي فلست بحاجة للفهم الآن .. هيا خلفي .. يجب أن نصل قبل أن يعرقلنا شيء .. "


    راحو في صف بخطوات سريعة تتبعان يوبا في اتجاه دون أن يوقفهم شيء .. لكن غالبًا حين لا يعرقلنا شيء يعني أن ما ينتظرنا أسوء التصورات .. فنيل المبتغى بأشواكه و كسر الرقاب بنعيمه ..


    وصلوا للمصحة .. و رغم أنهم في جهة أخرى .. إلا أن ذات البوابة قابلتهم و ذات الرياح الباردة التي اشتدت مع الظلام ..

    هذا لأنه المشفى الخدعة ، يُدخلك من حيث شاء و لا يخرجك إلا ميتًا من حيث أراد أيضًا ..

    فُتح الباب لوحده و كأنه يفتح أحضانه لهم .. و كأنه يقول أهلا بكم في جحيمكم ..

    فبعد كل شيء هو المشفى الخدعة ، يفعل ما يحلو له و يربك بقدر ما يشاء و يلهو كما تلهو القطة بالفأر قبل تناوله دفعة واحدة .. و لكن
    لم تبتدئ اللعبة بعد !!



    و بأول خطوة إلى الداخل رغم هذا الريب المحدق تمّ الضغط على زر " ابدأ اللعبة " .. ارتطمت البوابة خلفهم بقوة معلنة أن لا مجال للعودة و لو شبرًا ..فلا سبيل للعودة .. ‼


    "لا ...لا تقلقا سنكون بخير .. فقط لا تفارقاني .. اتفقنا "


    أومأتا في وجل ان نعم .. و أكملوا كريقهم للباب العتيق .. و بدوره هو أيضًا كان كريمًا طيبًا فُتِح لوحده و انغلق خلفهم كذلك ليغرقوا في الظلام و الخيبة ..


    " رائع ها نحن بين أيديهم بكل بساطة .. أين أنتما .. اقتربا مني "


    " يوباا .. أصبحت اخاف من الظلام .. قد يمسك كاحلي أي شيء الآن "


    " ساتو لاا تقلـ .. "


    سطعت الأضواء عاقدة لسانه ثم باترتًا إياه ..

    المكان لا يحوي ردهة كبيرة .. إنه الطابق الخامس إذًا ..



    " تعلم أنك لا تلعب مع ولد صغير صحيح ؟ "


    دندن خلفهم هذا الصوت الغليظ .. فقفزوا من أمكنتهم ذعرًا ملتفتين مرتجفين .. إنه ذاك الطبيب الذي غسله في الغابة بالحمض بجانبه المومياء و خيالات سوداء تلعب في الزوايا تخشخش ..


    " كـ.. كيف ؟‼"


    "همم .. لقد أقحمت نفسك فيما لا يخصك البتة .. لكنا سعاد جدًا بكم هنا "


    انبثقت الخيالات تعوي تحاول الإجهاز عليهم فرفع يوبا في وجههم سلاحه ليتبدوا ..


    غمغم الطبيب " جميل .. احضرت ألعابك أيضًا .. لكني ألعابي لم تنتهي بعد "


    تشققت الأرض و انبعثت أشباح أخرى تسعى خلفهم فعلا صياح الفتاتان .. و إنما حملت كل واحدة سلاحها و صوبته نحو من يتجه نحوها .. راحتا تقاتلان كنمرتين شرستين و تورى ذلك الخوف فقط لأنهما أدركتا أنهما هالكتين لا محالة و أن المواجهة خير من الاستسلام .. بل تيقنتا أن الخلاص بيد يوبا وحده و عويلهما ليس الا ثقلا عليه




    " يوبا .. اذهب و قم بما يجب أن تفعله "


    " مستحيل أن اترككما خلفي وحدكما هنا "


    " قلت لك اذهب يعني اذهب "


    " لا تقلق .. اذهب و اعتمد علينا يوبا "


    " لا أنا لن..."


    " لا تلق يوبا أنا بجنبهما .. يجب أن تنزل للأسفل و توقف قلبهم النابض فيتوقف كل هذا "


    قاطعه هكذا , صوت صدر جنبهم .. إنه يوري و لم يكن بهيئته الشبحية .. إنما كان واضحًا ..


    " يـ .. يوري .. كـ .. كيف جئـت.. "


    " أنا أصحح الخطأ الذي ارتكبته منذ نصف قرن مضى .. ارجوك يوبا اذهب .. و اعتمد عليّ "


    " حسـ .. حسن .. خذا هاته الحقيبة و استعملا ما تجدانه .. توخوا الحذر .. "


    علا صوت الطبيب " إلي أين .. اللعبة لم تبتدئ بعد .. "


    صاح يوري " اذهب يوبا .. خذ هذا الرواق "


    ركض يوبا مبتعدًا في قلق .. يخفق قلبه بشدة من كثرة الصياح خلفه و سيطرة فكرة أن يتأذى أحدهم ..

    أكمل طريقه .قابلته أروقة كثيرة و ممرات عديدة فلم يدرك أيُّ واحدة يختار



    " أي واحد اعبر منه؟ .. لا شك أن في الأمر خدعة ما .. قد يوصل رواق ما لمكان آخر تمامًا .. تلك الخدع البصرية .. أجل النظارات الحمراء تلك ستنفع .. "


    وضعها فتغيرت خارطة المكان و أخذ الطريق التي ارتسمت له للأسفل .. و إنما لم يسلم من الأرواح التي لاحقته ..


    أوسعوه ضربًا .. فسقط عليه من السماء من سقط و لفه بطوق بارد من لف و شتتوه تمامًا ..

    و رغم الاصابات استمر وصولا للقبو الدامس ..



    زاد ألمه الروائح الكريهة المنبعثة و كأنه في مصلحة حفظ جثث معطلة الثلاجات .. وطأت قدماه الأرض في ذلك الظلام فاصطدم بأجسام لم يفهمها .. ثم اتضح أنها جثث ملقاة في كل مكان .. جثث ممزقة دامية .. اعتراه الرعب لكن لم يمنعه هذا من التصرف فعلى ذمته أرواح عديدة .. رش البنزين المخلوط بمواد كيمياوية - والذي أحضره معه- في المكان و على الجدران ليحرقه و رمى الحجارة الكريمة التي تبث حقلا مغناطسيًا و قبل أن يهم في اشعال النار قامت الجثث متتابعة .. معها الاشباح السود منبثقة من حيث لا يدري ترمقه بأبشع النظرات تسعى نحوه في مشية الزومبي ..

    ارتمى عليه اقربهم فأوقعه ارضًا محطمًا عظامه فبقي في مكانه عاجزًا يتأوه .. ثم وقف عند رأسه أحدهم .. خفض رأسه و تفرس فيه بعينين حمراوين


    " ألم تقل لك أمك يومًا ألا تحشر أنفك فيما لا يعنيك ؟.. "


    رغم عجزه أشعل النار فالتهبت بسرعة و التهمت كل شيء حتى الطبيب فتعالى الصياح و بقي في مكانه يراقبها تأكل كل شيء ..


    كاد يخنق بذلك الدخان و مع هذا حافظ بكل قوة على قواه ليخرج الجوهرة الأخيرة من صندوقها الأسود

    فتحه لتمتص تلك النار و الجثث و الدخان .. و أخيرًا سبب أزمة المشفى - الطبيب الساحر - .. تشبث بالأرض يعوي ولم ينفعه شيء .. فها هو سجنه ينتظره .. لتتحول الجوهرة إلى سوداء مرقعة بالأبيض ‼



    اختفت الجثث ودماءها و عادت الجدران و كأنها جديدة .. رمق يوبا المكان بعين تمكاد تغمض ثم ابتسم عندما راقب الشمس تلج من النافذة الصغيرة جدا و التي رغم قلت أشعتها إلا أنها بعثت الدفئ و الأمان في المكان .. ثم أسدل الستار على عينيه






    || في الطابق الخامس ||


    سقطت ساتو بعد آخر محاولة لها في ابعاد المسوخ عنها و راحت سايا تركض نحوها لتنقذها فوقف في وجهها شبح مكشرًا عن أنيابه .. ما كاد يقترب ليمزقها حتى تجمد في مكانه .. ثم ذاب شيئًا فشيئًا و تبعه أصحابه .. أما تلك المومياء فقد تحولت إلى تراب منثور سقط على ساتو فلوثها و كأنها كانت تلعب بالفحم ..


    يوري هبط من طفوه و عاد كام كان قبل 50 عام .. إلى تمثال .. ثم تبدد و تناثر كتلك الرمال السحرية البراقة في الجو و اخترقته أشعة الشمس التي تسللت فجأة من النوافذ قذرة الزجاج الذي اكتسب لونًا غامقًا..
    " ما الذي جرى هنا ؟ "


    " إنه يوبا .. لقد نجح "


    تعالت ضحكاتهما ثم رددت ساتو " دعينا ننزل إليه هيا "


    " هيا بنا .. لكن .. "


    " لكن ماذا ؟ "


    " يوري .. لم يتسنى لي وداعه حتى .. "


    " لا تقلقي عزيزتي .. كم تاق لهاته اللحظة . إنه في مكان افضل .. دعينا نذهب ليوبا "


    " هيا بنا .. "


    أخذتا ذاك الرواق الذي أشار إليه يوري قبل أن يرحل .. و راحتا عشوائيا تنزلان إلى أن وصلتا الردهة ثم أخذتا الطريق إلى القبو على حسب ما تمليه ذاكرتهما ..


    وصلا بعد مدة فأدهشتهما رائحة الدخان .. و الأدهى .. يوبا الممدد على الظهره إما في سبات مؤقت .. أو أبدي ‼

    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 21-8-2014 الساعة 05:06 PM

  7. #7

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    واقتربت البداية من نهايتها .. و آن وضع النقاط على الحروف

    كنتم مع خاتمة الفصل الخامس و غدًا سيشرف السادس و الأخير

    أتمنى أن تفتح الحجوزات .. و قبل أن نضع الفصل الأخير سأراجع الفصول السابقة لتعديلها XD

    دمتم برعاية المولى

  8. #8

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    جميل للغاية لكن المشكلة أن لدي مشاكل مع هذا الخط
    لا يوجد أفضل من arial عندما يكون "3" و"غامق"
    هكذا
    "لا إله إلا الله" وضاح تمامًا على عكس هذا الخط أو الذي أكتب
    به فحجمه بثلاثة سيئ "لا إله إلا الله"
    هنا جميع الخطوط بترتيب الصندوق أيهم أجمل؟ الأول بكل تأكيد
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله
    لا إله إلا الله

  9. #9

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    الأمر سيان مع مواضيعك و ردودك

    فلدي مشاكل مع اللون الأحمر =.=


    على العموم لو كنت متابعًا للموضوع لتنبهت إلى أن الخط المستخدم هو أريال العريض

    فقط هذه الجزئية مختلفة فقد جعلته الخفيف بدل العريض

    ولا أرغب بتعديله لكوني أراه مناسبًا و أستثقل تعديله مرة أخرى

  10. #10

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    ماهذا الإفتراء؟
    مواضيعي لا أكتب بالأحمر بها
    .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
    ثم ما مشكلة الأخمر الذي ستخدموه هنا بالفعل؟

    أعلم ذلك منذ أن اقترحت عليك هوب
    وكل شيء تغيير

  11. #11

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    O____O

    أثير وسيناري لن أسامحكما إذا قتلتما أحدهم T_____T

    تمنيت أن يكون لسايا دور أكبر من الصراخ XD لماذا حتى عندما تحصل الفتيات على دور البطولة لا تكون البطولة من نصيبهن؟ :P

    أبدعتما حقا.. لا أملك كلاما أعبر به عن روعة هذا الجمال..

    توقعت المزيد من الرعب والأكشن داخل المصحة خصوصا عند الفتاتين.. ولكن القصة والتشويق يبقيان مذهلين *_____*

    بانتظار الخاتمة بفارغ الصبر.............. ولا تقتلا أحدا -____-

  12. #12

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !



    -فجر جديد بنكهة أخرى :


    بقيتا تتأملانه تخشيان لمسه ، تتدافع العبرات على وجنتيهما في حسرة .. لم تدركا ما تفعلانه سوى النظر إليه و البكاء ..


    غارقتين في النحيب على عينيهما غشاوة الدموع سمعتا صوتا رقيقًا هامسًا " ما .. ما هذا .. أنا أتألم هنا و أنتما واقفتان هـ ..هنا . .ساعداني ! "


    " يوبا .. أنت حي .. "


    "أرجوكماا .. الحديث عن الحياة والموت لاحقًا "










    لم يمكث إلا شهرًا في المشفى رغم كسوره التي ما اقتنع الأطباء بأنه قد سببها سقوطه من سطح منزله و هو يحاول تركيب سياج .. لكنه خرج رغم كل شيء ..


    همست سايا في غبطة " هواء البحر منعش .. أليس كذلك ؟ "


    " إنه منعش و بإمكانه بلع الكثير من الأسرار .. كالتايتانيك .. "


    رددت ساتو في استهزاء من يوبا" ما الذي تقصده .. يبدو أن ما يوجد داخل جمجمتك قد اتلف أيضًا "

    "
    ساتو توقفي عن ازعاجي .. انظرا .. لقد حبسوا في هذا الحجر .. "



    " ما هذا الحجر الغريب .. يا إلهي هل هاته البقع البيضاء تتحرك ام ان السواد هو ما يتحرك "


    " أسئلتك مجنونة ساتو .. احذري في حمله لو فقط خدش ستبدأ كل ذلك من جديد .. هاته إلى صندوقه و دعينا نرمي به إلى قاع البحر "


    " طبعًا لن نرغب في تكرار التجربة .. ارمه بعيدًا "


    " إذًا وداعًا أيتها الأرواح الشريرة "


    " هاااااه الوداع .. لكن أتدرون .. ما حدث لنا .. يمكن أن يكون فلمًا رائعًا ... أو رواية ما "


    " باشرت هلوستك ساتو .. "


    " صدقًا .. سيكون جيدا لنارتيرزثيا أيضًا يوبا .. "


    " هل أنت جادة ؟ .. أرجوك أنا أحتاج لفترة راحة قد تدةم عامًا .. "


    " إذا لن يعود النادي .. أرحتني .. "


    " لا عزيزتي سيعود .. رغمًا عنك .. و ينتظرك الكثير "


    " ههاااااه .. لما أنت ترتاح و انا أعمل "


    " لأني أنا المكسور هنا و ليس أنت .. "


    تنهدت في غضب " شيطان أنت .. هااااااااااااه .. أتمنى أن تكون حيًا حين يجد أحدهم الحجر و يكسره "


    رددت سايا في غنج مداعبة شعر صديقتها " يا لك من فتاة لئيمة ساتو "




    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 22-8-2014 الساعة 07:36 PM

  13. #13

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    المكان : أرخبيل هاواي
    الزمان : 2046 م




    الرمال البيضاء كبشرة الرضع الناعمة ممتدة إلى بعيد و الأشجار الخضراء المتطاولة تقف في حنان تتأمل البحر الازرق في موعد رومنسي لعناقه مع السماء المبسوطة إلى ما لا نهاية و ما بعدها بينما النسائم تلعب جنب من قرر إما المشي هنا أو البحث عما يهيم عادة في البحار دون الابتعاد عن الشاطئ ..


    لوح لشقيقه بينما همَّ في القفزات الدورانية المتتالية على الرمال الملساء " هااي ، نوا .. أنظر لشقلبتي .. آآآآ .."


    أسرع نحوه في نوع من الارتباك بعدما سقط " آههـ .. كريس .. ما الأمر ما بك ؟ "


    " هذا مؤلم جدًا .. لقد اصطدم كاحلي بشيء ما "


    تمتم محاولًا رفعه عن الأرض " لعله مجرد حجر .. انهض و دعني أتفقد سلامة رجلك "


    "اجل ربـ ... انتظر انتظر ! هذا الشيء ليس حجرًا على الأرجح ؟ " أفلته نوا بعدما فرَّ منه عودة للأرض يحفر و من عادته النبش في الأرض كأنه مستكشف أو عالم آثار ..


    أبعد الرمال عنه تمامًا و أخرجه يتأمله في زهو بين يديه " هااه .. إنه صندوق أسود .. لقد وجدت كنزًا نوا "


    أدخل يديه في جيبه ينظر إليه في ازدراء " كم أنت سخيف كريس ، أي كنز في صندوق صغير .. عمرك 15 سنة .. أنت أكبر من هاته التخيلات "


    "أنت غريب جدًا ، بمجرد أن بلغت الـ18 أصبحت لا تحتمل بففففف .. لنفتحه و نرى ... إنه عالــق تبًا .. افتح لأجلي نوا .. أرجوووك "


    خطفه في حنق "هاته أيها الضعيف .. "


    حاول فتحه لكنه علق بقوة و إنما لم يستسلم


    ردد كريس كلماته في تهكم و شقاوة واضحتين " أنت أكبر و تعلم أن الإخوة يحملون الصفاة الوراثية ذاتها .. يعني لست الضعيف الوحيد هنا .. أليس كذلك "


    " كريس أغلق فـ .. هاااه لقد فُتح ‼ "


    " واااااااو حجر جميل . إن .. إن أشكاله البيضاء تتحرك .. انظر "


    " إنه حجر غريب .. توقف لا تلمسه يبدو هـ.."


    " لكني من وجدته .. اعطني إياه نوا .. "


    " كريس قلت لك لا تلمسه إنه هـش ستـكـ .. آآآآآ .. أيها الأبله لقد كسرته "




    " بل أنت من ضغطت عليه .. أحمـ .. "






    أفلت الشمس و كأن العالم قد لعقه لسان أسود .. تحول كل شيء لظلام حالك .. و ساد اللامعنى و اللاوجود ‼


    يومض من بعيد بعيد في اللامكان شعاع أحمر .. يتقطع برتابة و في كل مرة تتضح تلك العبارة و يشتد لمعانها .. [ تمّ إعادة اللعبة من جديد ] ‼




    [ تمت بحمد الله يوم 1 / 10 / 1435 من شهر شوال]



  14. #14

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    هكذا أقول لي عودة بإذن الله لكن قريبة..
    لا أعتقد
    +
    سيتم الإرسال لياسر .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

  15. #15

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    خاتمة رائعة جدا جدا ♥

    أستطيع أن أتخيل مقدار الجهد المبذول في إخراج هكذا رواية.. خصوصا وأنها تعاون مشترك بين كاتبتين رائعتين ^^

    ولكن جهدكما لم يذهب سدى فهذه الرواية الرائعة والبديعة ولدت نتيجة كل أيام التعب ذات الذكريات الجميلة بالتأكيد ^^

    أبدعتما حقا أثير + سيناري.. من النادر أن أستمتع برواية كما استمتعت هنا..

    شكرا جزيلا لكما.. أحببت الرواية حقا ♥

  16. #16

    الصورة الرمزية غاسا آليرو

    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المـشـــاركــات
    481
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    اكتملت ؟!!

    سيتم قتلي من طرف رواتي

    لنا عودة

  17. #17

    الصورة الرمزية الاميرة لين

    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المـشـــاركــات
    1,041
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    سابقا ....

    حجز لحين الانتهاء من القرائه
    ماشاء الله .. تبارك الرحمن
    رواية حقّا مُمتعة
    أظن أنها قد تكون رواية الرّعب الوحيدة الّتِِي أعجبتني نِهايتها
    ....... فغــالـبا ما تنتهي روايات الرُّعب بِمِيتَةٍ بَشِعة لأبطالها جميعا او لأحدهم علي الأقل
    .
    .
    .
    .
    .
    .

    بالتأكيد لن أستطيع التعقيب علي كل الفصول لكني سأعقب علي ما لفت نظري فيها
    :

    1- لم ترقني فكرة الاسماء الغير عربيه لأنني أعتقد أن الروايات المحتويه علي مقطوعات أدبيه أو التي يطول بها الوصف لا تتناسب معها تلك الاسماء
    .........

    2 - حق يقة انا لم اسمع عن الويجا الا من خلال هاته الرواية
    . .... لكن من خلال بحثي وقرائتي عنها تراءى لي انها لعبة شركيه - والعياذ بالله - حقيقة انا لا أعلم حكمها ا لديني في الرواية لكني أري فيها شبهة ، والابتعاد عنها اسلم . ........

    3- فكرة كتابة التاريخ في بداية الجزء الثاني من الفصل السادس
    الزمان : 2046 م
    اظن انها ستكون افضل لو كانت مثلا : [ بعد العديد من الاعوام] ، أو [ بعد مرور أكثر من 20 عاما] أو شئ من هذ ا القبيل ( مجرد وجهة نظري لا أكثر )

    4 - كن ت أفضل التعرض للشخصيات قليلا لنعرف القليل عن حياة يوبا أو نعرف أكثر عن سايا و ساتو

    5 - ا يضا تمنيت لو كانت سايا لتعرف
    - ولو قليلا - من العم ريو عن قصته كأن يلمح لها أ و ان تري العم ريو يخبرها شيئا عن انقاذ صديقه في حلمها بعد موته ........

    6 - ك نت انتظر مزيدا من الصراخ من طرف سايا وساتو ويوبا
    ( أظن أيضا أن أي فتي في وقف يوبا كان ليفعل الأفاعيل حتي ولو كان اشجع الشجعان.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" /> )

    ومن اكثر ما ابهرني
    :
    1 - را قتني جدا حبكة الرواية
    ...... فقد كانت متقنة جدا تبارك الله ...........

    2- اعجبتني جدا جدا الوصوفات المميزة للاهوال والاحداث والتي تجعل المرء يعيش المشهد كأنه شخص فيه
    ...........

    3- طولها
    ..... فأنا من عشاق الروايات الطويله التي لا تصيب قارئها بالملل ......

    4- العديد والعديد من المشاهد التي كانت عكس توقعاتي والتي تنم عن مهارة كتابها
    ..... فأنا لا احب الروايه التي يمكن للقارئ توقع نهايتها ........
    .
    .
    .

    في النهاية اقول
    :
    رواتي
    , سيناري
    بارك الله جهودكما
    ......ابهرتني الرواية واتمني رؤية المزيد والمزيد لكما
    كما اتمني ألا يكون ردي ثقيلا عليكما وبالنسبة للانتقادات اتمني ألا تزعجكما فهي مجرد وجهة نظر يمكنكم تجاهلها

    التعديل الأخير تم بواسطة الاميرة لين ; 29-8-2014 الساعة 12:05 PM سبب آخر: فك الحجز :)

  18. #18

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    المشكلة أني كلما ماطلتُ في الكتابة قلّت شهيتي لها، لذا سأكتب الآن قبل أن ينضب كل ما كنت أريد قوله.

    بدأت القصة عندما وصلتني دعوة من رواتي على بريد المنتدى لدخول الموضوع ومتابعة الرواية >> يبدو أن الأخ ناوي على قصة طويلة... اجلسوا وأحضروا كمية كبيرة من الفشار والعصير، أو اهربوا ما دام ذلك في مقدوركم!

    أخبرتُ رواتي أن قصص الرعب ليس من اختصاصي ولا مما يستهويني، ليس لأنها تخيفني... بل لأنها لا تخيفني، والرعب والإثارة هو مادة قصص/أفلام/ألعاب الرواية، فإذا انعدم الأثر المطلوب من هذه المادة لم ينتج عن القراءة/المشاهدة إلا الملل والنعاس. ولكن إذا دُعيتم فلبّوا، فلبّيت الدعوة رغم ذلك عسى أن تكون هناك وليمة مخفاة بين السطور.

    ولما بدأتُ في الوليمـ... أعني في قراءة الرواية، كنت أستغرب لماذا اختارت الكاتبتان نمط الرعب محورًا للقصة، وكنت قرأتُ من قبل لي أن قصص الرعب من هواياتها، لكن يبدو من نشاطها في المنتدى أنها تضع بصمة في كل مكان، أما سيناري فكنتُ أتساءل إن كان لرمزيتها ذات الفتاة الملوثة بالكاتشب علاقة بالأمر.

    والآن أنتقل إلى الرواية ذاتها، لكن سامحوني إذا أخطأت أو خلطت بين بعض الأحداث، فالفاصل الزمني بين قراءة أجزاء القصة قد يساعد على النسيان. المهم، بدأت القصتين بداية هادئة مع فتاتين شابتين تربطهما صداقة قوية، ومن ثم تعريف بالشخصيات الجانبية التي لم يلعب أغلبها سوى دورًا بسيطًا في بداية القصة. النقطة الجيدة أنه لم يُزج بالقراء في بيت من الأشباح والشياطين والعفاريت من أول صفحة. ثم يتلو ذلك حديث عن حاسة سادسة وإنذار قوي بالخطر ورغبة جامحة في العودة سريعًا إلى المنزل مما يجعل القارئ يرتاب أن ذلك المكان سينفجر حالما تغادره البطلة أو تُخسف به الأرض أو يتبخر فجأة بلا سابق إنذار. لكن لحسن الحظ، كانت فاتحة المصائب أمرًا معقولاً نسبيًا مقارنة بما ذكرتُ آنفًا، ألا وهو وفاة رجل عجوز مقرّب كثيرًا من البطلة، في وسط ظروف قلة اهتمام بالأمر من قبل المحيطين بها.

    والآن أعرّج على صفة والديّ البطلة في القصة. كان سلوك الأم مناسبًا ونموذجيًا، لكن أحسستُ - وهذا محض رأي شخصي - أن شخصية الأب تنقصها الواقعية. لو أردتُ الحكم عليها، فهي شخصية تناسب أكثر شخصية شاب مراهق، لهذا فهي تنفع لأخ مراهق علاقته مع أخته نزال ومشاكسة، ولا يقيم وزنًا لرأيها ولا لمشاعرها. يصعب عليّ تصوّر والد يفكر بهذا الأسلوب المذكور في القصة، فهناك فرق بين أنانية شخص بالغ متزوج (وله ابنة في سن الشباب)، وبين أنانية شاب طائش. نصيحتي لمن يريد كتابة قصة فيها هكذا شخصيات، أن يبحث عن مثل هذه الشخصيات في واقعه، ويدرسها ويراقب عن كثب، ثم ينسج شخصيته بناءً على ذلك.

    سأختصر من هنا فصاعدًا وأذكر أهم النقاط فحسب، فالوقت قد بدأ ينفد مني، ولستُ بالسريع في صب الأفكار في أقداح الحروف والكلمات (لكن لا شك أني ثرثار بحق!). النقطة الأخرى أشرتُ لها من قبل في ردي السابق، وهي الأسلوب البلاغي الوصفي المميز المنتشر في القصة، أستغني عن إعادة ذكر رأيي فيه مجددًا بردّي السابق. لعل السيئة الوحيدة فيه كانت غياب استخدام الفواصل (علامات الترقيم) في الجمل الطويلة (خاصة في الجزء الأخير من الرواية)، بحيث كان يحتاج القارئ أن يحبس ثاني أكسيد الكربون في رئتيه طويلاً ليستطيع قراءة الجملة في نفس واحد (تعبير مسروق من مدرّس لغة عربية قديم). لا تهملا في استخدام علامات الترقيم، فهي تسهّل الفهم على القارئ وغيابها كغياب حواجز الأمان من جانبي الطريق.

    احتوت الرواية على كثير من الأحداث المتسارعة (الأكشن)، سواءً في الجزء الأول حين كان الأصدقاء القدامى يواجهون الأرواح الشريرة ويتصارعون معها، أم في الجزء الآخر حيث أبطال العصر الحالي يخوضون جزءًا من تجربة مماثلة. بدت لي بعض الأحداث سريعة وتحتمل المزيد من التأني في الوصف، أو ربما أنا الذي - بقراءته السريعة - يتجاوز السرعة المسموحة على أوتوسترادات القراءة.

    بدا عنصر الحزن والرغبة بالانتقام واضحًا في النصف الأول من القصة، لكن في النصف الثاني، تغير الوضع مع دخول يوبا، وانتقلت البطولة (أو جزء كبير منها) من الفتاتين إليه، وصار دورهما ميلودراميًا أكثر، وإذ بالسيناريو القديم الشهير تُعزف: "سندخل معك مهما قلت ولا يهمنا ما يحصل لنا... لكن عند أول شيء مفزع صغير يبدأ الانسحاب المبكر يرافقه أسطوانة صراخ وزعيق يكاد يصل صداها إلى سابع طبقة من طبقات الأذن الداخلية للقارئ!". ربما ارتأت الكاتبتان أن الأحداث في هذا الجزء تناسب أن يتولاها الذكور أكثر من الإناث، وهي وجهة نظر قد تكون معتبرة، لكن كان ينقص هذا الجزء تعريف أكبر بالبطل يوبا وبخلفتيه وقدراته قبل أن يدخل خضم المعركة ويُظهر حركات ويستخدم أسلحة لم يُشمّ رائحة لذكرها من قبل في الرواية.

    وقبل أن أختتم ثرثرتي، أحب أن أنبّه (بلطف) إلى أهمية الاعتناء بسلامة النص من الأخطاء اللغوية، ولا أعني هنا الأخطاء العارضة فلا يكاد يسلم شيء منها إلا كتاب الله، وإنما أعني الأخطاء المتكررة. من ذلك، استخدام بعض الكلمات العامية مثل "هاته"، واستخدام فاصلة الأرقام "," بدل فاصلة الحروف "،" في مواضع كثيرة من الرواية، وهي ملاحظة قد لا تكون ذات شأن، ولكن لديّ حساسية شخصية من الخلط بين الفاصلتين.


    أخيرًا، أحب أن أهنئ الكاتبتين على صبرهما ومثابرتهما في إكمال رواية بهذا الأسلوب وهذا الحجم وهذا المحتوى. مستوى الرواية عالٍ، وبما أنه (أول؟) عمل مشترك بينكما وقد انتهى بهذا الشكل فأنا أشجعكما على المضي قُدمًا في الطريق الروائي وصقل مهارتكما فيه. ربما يبدو أكثر كلامي أعلاه نقدًا أو ذكرًا للنقاط السلبية، ولستُ بالكاتب حتى يحق لي أن أحكم على كتابة غيري، لكن هي مجرد ملاحظات صغيرة عابرة قد يكون فيها الجيد والسيئ. لم أُشر إلى النقاط الإيجابية بالتفصيل كما أشرتُ إلى السلبية، لأن الأولى أكثر وأعمّ، ولله الحمد.


    والآن أترككم في سلام، فعادة ما يصيب النحس المواضيع التي أكتب فيها ردًا فتظل مهجورة بعض الوقت. .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />



  19. #19

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    مكاني

  20. #20

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | قِصَّة مِن وَحي الأعضِآءء ~ عَلَـــے حَــآفَـة ـآلـقُـبُور .. } !

    أرى بالأعلى ردًا متخمًا بشيء أعشقه ( للأسف من عشاق النقد و لو كانت طرفًا في من وُجه إليه )

    سأعقب على ردك أيها الفاضل
    هيركول بحول الله خلال سويعات :") >> يحتاج إلى جلسة مع كوب من الشاي

    وحتى ذلك الوقت دمت بحفظ الله و رعايته


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...