الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامية ||

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    الصورة الرمزية beautiful bird

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    8,189
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Book Icon الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامية ||





  2. الأعضاء الذين يشكرون beautiful bird على هذا الموضوع:


  3. #2

    الصورة الرمزية beautiful bird

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    8,189
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامي


    الحمد لله حمداً يبلّغني رضاه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى سائر أنبيائه و رسله، وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه المخلصين، ومن اتّبع هداه إلى يوم الدين ...



    فإذا كان كل عصر من العصور له سماته وخصائصه , فان المنهج العلمي هو السمة البارزة من سمات عصرنا الحاضر ، ومن نعمة الله علينا – نحن المسلمين – في هذا العصر، أن تكثر الدراسات العلمية المتعلقة بآيات القران الكريم والسنة المطهرة في مجالات الحياة وبصورة عامة : طبية ...فلكية ...نباتية ...حيوانية .
    ولا عجب في ذلك فإن القران الكريم يقوم على العلم، ولا تتناقض أية آية من آياته مع أية حقيقة علمية ثابتة، وهذا الجانب العلمي له أثر وبالغ الأهمية لدى مثقفي عصرنا الحاضر فقد أولوه من الاهتمام أعظمه، بعد تلك الفترات المظلمة التي كان المسلمون فيها مقلدين لكل ما جاء به الغرب من نظريات صحيحة أو غير صحيحة !!
    و لا بد لنا أن نشير هنا إلى أن الإسلام طريق هداية جاء لإنقاذ البشرية الحائرة وهدايتها إلى سواء السبيل وهذا ما اعترف به كبار علماء الغرب وقديما قالوا : الفضل ما شهدت به الأعداء .


    اضع بين ايديكم موضوعي هذا وقد حاولت جاهدة بأن لا يكون طويل ممل او قصير مخل .



    شاع مصطلح الإعجاز العلمي في عصرنا، للدلالة على أوجه إعجاز القرآن والسنة التي كشفت عنها العلوم الكونية ونظراً لجدة البحث في حقل الإعجاز العلمي في القرآن - بالنسبة لغيره من حقول الدراسات القرآنية - فسوف نقدم في هذا البحث تأصيلاً لهذا العلم بغية إعانة المشتغلين في هذا الحقل على ارتياد آفاقه.

    ونبدأ بتعريف الإعجاز:
    فهو في اللغة: مشتق من العجز. والعجز: الضعف أو عدم القدرة، وهو مصدر أعجز بمعنى الفوت والسبق. والمعجزة في اصطلاح العلماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة . وعرف الزنداني الاعجاز فقال : ( انه اظهار صدق الرسل – عليهم الصلاة والسلام – باظهار امور على ايدبهم بعجز البشر عن معارضتها)

    وإعجاز القرآن: يقصد به إعجاز القرآن للناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الإتيان بمثله. ووصف الإعجاز هنا بأنه علمي نسبة إلى العلم. والعلم: هو إدراك الأشياء على حقائقها أو هو صفة ينكشف بها المطلوب انكشافاً تاماً والمقصود بالعلم في هذا المقام: العلم التجريبي.
    اذن فهو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .
    أو هو إبراز الحقائق القرآنية التي أشارت إلى الحقائق الكونية المتعلقة بالآفاق والأنفس، والتي جاء العلم الحديث موافقاً لها.



    التفسير العلمي: هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية، فهو التفسير ( الذي يحكّم الاصطلاحات العلمية في عبارات القران , ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والاراء الفلسفية منها )
    وقد عرف الدكتور صلاح الخالدي التفسير العلمي بقوله: ( هو النظر في الايات ذات المظامين العلمية ، من الزاوية العلمية ، وتفسيرها تفسيرا لاعلميا ، وذلك بالاستعانة بالعلوم والمعارف والمكتشفات الجديدة في توسيع مدلولها وتقديم معناها )

    وعرفه الدكتور زغلول النجار : ( محاولة بشرية لحسن فهم دلالة الاية القرانية ان اصاب فيها المفسر فله اجران وان اخطا فله اجر واحد )

    وعرفه الدكتور عدنان زرزور : ( الاستناد الى حقائق العلم التجريبي – ونظرياته – في شرح ايات الطبيعة والانسان – ادم وبنية – والتي وردة في القران الكريم في سياقات شتى ، ومواضع متعددة )


    والاعجاز العلمي : هو بذل الجهد واستفراغ الوسع لفهم الآيات المتعلق بالآفاق والأنفس من خلال
    ( إخبار القران الكريم أو السنة النبوية بحقيقة اثبتها العلم التجريبي ، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول
    صلى الله عليه وسلم )
    وعرف الزنداني الإعجاز العلمي بقوله : ( ويمكننا ان نعرّف الإعجاز العلمي في القران والسنة بأنه : إظهار صدق الرسول محمد بما حمله الوحي اليه كم علم الهي ، ثبت تحققه ، ويعجز البشر عن نسبته إلى محمد أو إلى أي مصدر بشري في عصره )

    وعرفه الدكتور زغلول النجار : ( يقصد به سبق هذا الكتاب العزيز بالاشاره الى عدد من حقائق الكون وظواهره التي لم تتمكن العلوم المكتسبة من الوصول الى فهم شئ منها الا بعد قرون متطاولة من تنزل القران الكريم)


    وعرفه الدكتور صلاح الخالدي : ( ان نعتبر تلك المضامين والابعاد والاشارات والحقائق العلمية لتلك الايات ، وجها من وجوه الاعجاز القراني ونسميه الاعجاز العلمي ونضيفه الى وجوه الاعجاز الاخرى )


    اذن فالاعجاز العلمي محاولة لفهم الاشارات العلمية في القران الكريم ( واعجازه العلمي ليس في اشتماله على النظريات العلمية التي تتجدد وتتبدل وتكون ثمره للجهد البشري في البحث والنظر ، وانما في حثه على التفكير ، فهو يحث الانسان على النظر في الكون وتدبره ، ولا يشل حركة العقل في تفكيره ، او يحول بينه وبين الاستزاده من العلوم ما استطاع الى ذلك سبيلا . وليس ثمة كتاب من كتب الأديان السابقة يكفل هذا بمثل ما يكفله القران )


    الفرق بينهما: أن الإعجاز العلمي قطعي الدلالة، بينما التفسير العلمي ظني الدلالة.


    للإعجاز العلمي في القران والسنة أوجه من أهمها :

    اولا : التوافق الدقيق بين ما في الكتاب والسنة ، وما اكتشفه علماء الكون من حقائق وأسرار كونية لم يكن في إمكان بشر أن يعرفها وقت نزول القران .

    ثانيا : تصحيح الكتاب والسنة لما شاع بين البشرية في أجيالها المختلفة من أفكار باطلة حول أسرار الخلق .

    ثالثا : إذا جمعت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة المتعلقة بالكون وجدت بعضها يكمل الأخر ، فتتجلى بها الحقيقة ، مع أنَّ هذه النصوص نزلت مفرقة في الزمن ، وفي مواضعها من الكتاب الكريم ، وهذا لا يكون الا من عند الله الذي يعلم السر في السماوات والارض .

    رابعا : سن التشريعات الحكيمة ، التي قد تخفى حكمتها على الناس وقت نزول القران ، وتكشفها ابحاث العلماء في شتى المجالات .

    خامسا : عدم الصدام بين نصوص الوحي القاطعة التي تصف الكون واسراره – على كثرتها – والحقائق العلمية المكتشفة – على وفرتها – مع وجود الصدام الكثير بين ما يقوله علماء الكون من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات ، ووجود الصدام بين العلم ، وما قررته سائر الاديان المحرفة والمبدلة .





    إن موضوع الإعجاز العلمي محفوف بالمخاطر لوترك الحبل فيه على الغارب، ليتحدث فيه من شاء بما يشاء، وقد ينقلب على أصحابه؛ خاصة أن بعض الدراسات انطلقت من غير ضوابط، يقودها الحماس فكان لا بد من ضوابط، تكبح جماح الفكر والخيال والسعي وراء النظريات والفرضيات، وهي كثيرة، ومنها:

    أولاً : حسن فهم النص القراني الكريم وفق دلالات الالفاظ في اللغة العربية ، ووفق قواعد تلك اللغة واساليب التعبير فيها ، وذلك لان القران الكريم قد انزل بلسان عربي مبين . على ان لا يخرج باللفظ من الحقيقة الى المجاز الا بقرينة كافية ، وعند الضرورة القصوى ، ومن هنا فلا يمكن اثبات الاعجاز العلمي بتاويل النص القراني .

    ثانياً : فهم اسباب النزول والناسخ والمنسوخ – ان وجد – وفهم الفرق بين العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمفصل من ايات هذا الكتاب الحكيم .

    ثالثاً : فهم الماثور من تفسير المصطفى صلى الله عليه وسلم والرجوع الى اقوال المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم الى الزمن الحاظر .

    رابعاً : جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بالاية القرانية الكريمة ان وجدت .

    خامسا : جمع النصوص القرانية المتعلقة بالموضوع القراني الواحد ورد بعضها الى بعض ، بمعنى فهم دلالة كل منها في ضوء الاخر ، لان القران الكريم يفسر بعضه بعضا ، كما يفسر الصحيح من اقوال رسول الله r ولذلك كان من الواجب توظيف الصحيح من الاحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بموضوع الاية المتعامل معها كلما توافر ذلك .

    سادساً : مراعاة السياق القراني للاية المتعلقة باحدى القضايا الكونية دون اجتزاء للنص عما قبله وعما بعده ، مع التسليم بان من طبيعة القران الكريم ايراد العديد من الحقائق المتتابعة والتي قد لاتكون بالضرورة مرتبطة ببعضها البعض كما هو الحال في ايات القسم المتعددة باكثر من امر من الامور .

    سابعاً : مراعاة قاعدة : ان العبرة هي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، والاقتصار على القضية الواحدة في المقام الواحد ، دون تكديس للايات المستشهد بها حتى يتضح جانب الاعجاز العلمي في كل منها .

    ثامنا : عدم التكلف ومحاولة لي اعتاق الايات من اجل موافقتها للحقيقة العلمية ، وذلك لان القران الكريم اعز علينا واكرم من ذلك ، لانه كلام الله الخالق وعلم الخالق بخلقة هو الحق المطلق ، الكامل الشامل ، المحيط بكل علم اخر ، وهو العلم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

    تاسعاً : الحرص على عدم الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي لا تخدم قضية الاعجاز العلمي للاية او الايات القرانية الكريمة من مثل المعادلات الرياضية المعقدة ، والرموز الكيميائية الدقيقة الا في اضيق الحدود للازمة لاثبات وجه الاعجاز .

    عاشراً: عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة كالذات الالهية ، والروح ، والملائكة ، والجن ، وحياة البرزخ ، والقبر ، قيام الساعة ، والبعث ، والحساب ، والميزان ، والصراط ، والجنة ، والنار وغيرها ، والتسليم بالنصوص الواردة فيها تسليما كاملا انطلاقا من الايمان بكتاب الله وسنة رسوله ، ويقينا راسخا بعجز الانسان عن الوصول الى مثل هذه الغيبيات المطلقة .

    حادي عشر: التاكيد على ان الاخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا مغايرة كاملة ، وانها لا تحتاج هذه السنن الدنيوية الرتيبة ، فهي كما وصفها ربنا عز وجل امر فجائي منه (
    كن فيكون) وصدق الله العظيم اذا يقول : (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:187)
    وعلى الرغم من ذلك فان الله عز وجل من رحمته بنا قد ابقى لنا في صخور الارض ، وفي صفحة السماء اعداد كثيرة من الشواهد الحسية التب تقطع بضرورة فناء الكون وبحتمية الاخرة ، وان الاشارة الى تلك الشواهد الكونية لا يمكن ان تفسر بمحاولة التعرف على موعد الاخرة ، لان الاخرة من الغيبيات المطلقة التي لا يعلمها الا الله ، ولانها لن تتم من السنن الكونية المشاهدة في هذه الحياة .

    ثاني عشر: توظيف الحقائق العلمية القاطعة في الاستشهاد على الاعجاز العلمي للاية او الايات القرانية الواردة في الموضوع الواحد او في عدد من الموضوعات المتكاملة ، وذلك في جميع الايات الكونية الواردة في كتاب الله فيما عدا قضايا الخلق والافناء ، والبعث ، والتي يمكن فيها نوظيف الاية او الايات لبقرانية الكريمة ، للارتقاء باحدى النظريات المطروحة الى مقام الحقيقة مع التاكيد على ان الحقيقة العلمية لا تبطل مع الزمن ، ولكنها قد تزداد تفصيلا وتوضيحا باجتهاد العلماء جيلا بعد جيل ، وان المعرفة العلمية اذا وصلت الى مستوى الحقيقة فهي لا تتغير لكنها قد تزداد ايضاحا مع الزمن ، وذلك لان حقائق العلوم المكتسبة جزئية ، لانها تعبر عن جزئية محددة ، ومن طبيعة العلوم المكتسبة النمو المطرد مع استمرار مجاهدة العلماء في توضيح ما سبقت معرفته من حقائق دون الغائها .

    ثالث عشر: ضرورة التمييز بين المحقق لدلالة النص القراني والناقل له مع مراعاة التخصص الدقيق في مراحل اثبات وجه الاعجاز العلمي في الاية القرانية الكريمة ، لان هذا مجال تخصصي على اعلى مراحل التخصص لا يجوز ان يخوض فيه كل خائض ، كما لا يمكن لفرد واحد ان يغطي كل جوانب الاعجاز العلمي في اكثر من الف اية قرانية صريحة بالاضافة الى ايات اخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة ، خاصة ان هذه الاية تغطي مساحة هائلة من العلوم المكتسبة التي تمتد من علم الاجنة الى علم الفلك وما بينها من مختلف مجالات العلوم والمعارف الانسانية ، الا اذا ردت كل قضية الى محققها من المتخصصين بوضوح واثبات كاملين .

    رابع عشر: التاكيد على ان ما توصل اليه المحقق العلمي في فهم دلالة الاية الكريمة ليس منهى الفهم لها ، لان القران الكريم لاتنتهي عجائبة ولا بخلق على كثرة الرد .

    خامس عشر: اليقين بان النص القراني الكريم قد ينطبق على حقيقة علمية ثايته ، لكن ذلك لن ينفي مجازا مقصودا ، كما ان الاية القرانية الكريمة قد تاتي في مقام التشبيه او المجاز وتبقى صياغة الاية دقيقة دقة فائقة من الناحية العلمية وان لم تكن تلك الناحية العلمية مقصودة لذاتها ، لان كلام الله الخالق هو الحق المطلق الذي لا ياتية الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

    سادس عشر : الاخذ في الاعتبار امكانية الانطلاق من الاية القرانية الكريمة للوصول الى حقيقة كونية لم يتوصل العلم المكتسب الى شئ منها يعد ، ، وذلك انطلاقا من الايمان الكامل بان القران الكريم هو كلام الله الخالق في صفائه الرباني اشراقاته النورانية ، وانه كلام حق مطلق ، ولو وعى المسلمون هذه الحقيقة لسبقوا غيرهم من الامم في الوصول الى العديد من حقائق الوجود ، وعلى الرغم من هذا التاخير فلا يزال الباب مفتوحا ليتسابق اليه المتسابقون من اهل العلم في هذا المجال .

    سابع عشر : عدم التقليل من جهود العلماء السابقين في محاولاتهم المخلصة لفهم دلالة تلك الايات الكونية في حدود المعلومات التي كانت متاحة لهم في زمانهم ، وذلك لان الاية الكونية الواردة في كتاب الله تتسع دلالتها مع اتساع دائرة المعرفة الانسانية في تكامل لا يعرف التضاد حتى يضل القران الكريم مهيمنا على المعارف الانسانية مهما اتسعت دوائرها ، وهذا من اعظم جوانب الاعجاز في كتاب الله .

    ثامن عشر : ضرورة التفريق بين قضية الاعجاز العلمي والتفسير العلمي ، فالاعجاز العلمي يقصد به اثبات سبق القران الكريم بالاشارة الى حقيقة من الحقائق الكونية او تفسير ظاهرة من ظواهره قبل وصول العلم المكتسب اليها بعدد متطاول من القرون ، وفي زمن لم يكن لاي من البشر امكانية الوصول الى تلك الحقيقة عن طريق العلوم المكتسبة ابدا . واما التفسير فهو محاولو بشرية لحسن فهم دلالة الاية القرانية ان اصاب فيها المفسر فله اجران وان اخطا فله اجر واحد ، والمعول عليه في ذلك هو نيته . وهنا يجب التاكيد على ان الخطا في التفسير ينسحب على المفسر ، ولا يمس جلال القران الكريم ، وانطلاقا من ذلك فلابد من الحرص على توظيف الحقائق العلمية القاطعة والتي لا رجعة فيها في كل من القضيتين .
    ولكن لما كانت العلوم المكتسبة لم تصل بعد الى الحقيقة في كثير من الامور فلا حرج من توظيف النظريات السائدة المقبولة المنطقية في التفسير العلمي للقران الكريم ، اما الاعجاز العلمي للقران الكريم فلا يجوز ان يوظف فيه الا القطعي الثابت من الحقائق العلمية التي لا رجعت فيها وذلك في جميع الايات الوصفية .

    تاسع عشر : اليقين في صحة كل ما جاء في القران الكريم ، لانه كلام الله الخالق ، المحفوظ بحفظ الله على مدى الزمان والى ان يشاء الله والمحفوظ في نفس لغة وحيه – اللغة العربية – فلا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وعلى ذلك فلا يمكن لحقيقة كونية ان تصطدم بنص قراني ابدا ، فاذا حدث وبدا شئ من ذلك فلا بد من وجود خلل ما ، اما في صياغة الحقيقة العلمية او في فهم الدارسين للنص القراني الكريم .

    عشرون : يجب تحري الدقة المتناهية في التعامل مع القران الكريم واخلاص النية في ذلك والتجرد له من كل غاية شخصية او مكاسب مادية .







    أولا : ان القران الكريم الكريم انزل الينا لنفهمه ، والايات الكونية فيه لايمكن فهمها فهما صحيحا في اطار اللغة وحدها – على اهمية ذلك وضرورته – انطلاقا من شمول الدلات القرانية ومن كلية المعرفة التي لا تتجزأ .

    ثانيا : ان الدعوة بالاعجاز العلمي لكل من القران الكريم والسنة النبوية المطهرة اصبحت هي الوسيلة المناسبة لاهل عصرنا – عصر العلم والتقنية – الذي فتن الناس فيه بالعلم ومعطاته فتنة كبيرة . وفي ضل هذا التقدم العلمي والتقني المذهل نبذ اغلب اهل الارض الدين وراء ظهورهم ونسوه وانكروا الخلق والخالق ، كما انكروا البعث والحساب والجنة والنار وغير ذلك من الغيبيات ، وعلى ذلك فلم يبق امام اهل عصرنا من وسيلة مقنعة بالدين الاسلامي الحنيف قدر اقناع الاعجاز العلمي في كتاب الله وفي سنة خاتم انبيائه ورسله .

    ثالثا : ان كلا من الاسلام والمسلمين يتعرض اليوم لهجوم شرس في جميع وسائل الاعلام بغير حق والقائمون على تلك الوسائل من غلاة الغرب الذين ينكرون سماوية الاسلام ، وربانية القران الكريم ، ونبوة خاتم المرسلين r او ينكرون الدين كلية في وقاحة وبجاحة سافرة . واهم الوسائل وانجعها للرد على هذا الهجوم هو اثبات الاعجاز العلمي لكتاب الله وسنة رسوله r بالكلمة الطيبة والخحة الواضحة البالغة والمنطق السوي .

    رابعاً : ان العالم اليوم يتحرك باتجاه كارثة كبرى ، وقودها تطور علمي وتقني مذهل ، يطغى اصحابة ويغريهم بافناء وابادة غيرهم في غيبة الوعي الديني الصحيح والالتزام الاخلاقي والسلوكي اللذين يرعيان حق الله وحقوق الاخوة الانسانية حق رعايتها . والمخرج من ذلك هو الدعوة الى الدين الحق ومن اوضح وسائل الدعوة اليه هو ما في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله r من اعجاز علمي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار يقنع المنبهرين بالعلم ومعطياته في زمن تفجر المعارف العلمية الذي نعيشه كما لم يقنعهم اسلوب اخر .

    خامسـاً : ان في اثارة قضية الاعجاز العلمي لكل من القران الكريم والسنة النبوية استنهاضا لعقول المسلمين واستثارة للتفكير الابداعي فيها وتشجيعا بقضية العلوم والتقنية التي تخلفت فيها الامة تخلفا كبيرا ، فاخذت الهوة تزداد بيننا وبين الغرب يوما بعد يوم .





    حثَّ القران الكريم في كثير من آياته الناس على النظر والتدبر ، وأمرهم بالنظر في هذا الكون وما فيه من آيات بينه ، وبان يقودهم هذا النظر إلى الإيمان بالله سبحانه وتوحيده وعبادته من خلال عدة آيات يمكن اعتبارها أساساً وأصلاً للإعجاز العلمي:

    منها قوله تعالى: (
    سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصلت:53، وكأنَّ القران يدعونا الى الاكتشاف العلمي والوصول الى العلم التجريبي الذي بدأه المسلمون في الحضارة الإسلامية ، ثم أخذه الغربيون عن المسلمين ، واستخدموه بتوسع ، وكأنه أساس الثورة العلمية التي نعيشها .

    ومنها قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) النمل:93
    وصدق الله . ففي كل يوم يري عباده بعض آياته في الأنفس والآفاق ويكشف لهم عن بعض أسرار هذا الكون الحافل بالأسرار ... وفي أنفسهم اثر الإيقاع العميق " وما ربك بغافل عما تعملون"

    ومنها قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )(ص: 87-88)
    ومنها قوله تعالى: (لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ )الأنعام:67

  4. #3

    الصورة الرمزية beautiful bird

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    8,189
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامي






    اولا : الطب وعلوم الحياة
    واختار لكم منها :
    العلاج بالألوان من وحى القرآن

    مزج الله عز و جل جسم الإنسان بعناصر و موجات كهربية و إشعاعات تتجانس مع الأشعة الكونية و الموجات الكهرومغناطيسية و الذبذبات اللونية و لكل شخص إشعاعات خاصة تختلف في طول الموجة و التردد و عدد الذبذبات عن غيره تماماً كالبصمات، و كل إنسان يرسل حوله إشعاعات خاصة به و يستقبل من الآخرين إشعاعات أخرى، فإذا كانت متقاربة نتج عن ذلك تفاهم و محبة قوية و إذا كانت متنافرة نتج عنها العكس و قد يكون هذا تفسيرا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف).
    هل للألوان تأثير على مزاجنا و تفكيرنا و سلوكياتنا ؟!


    نعم ! فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، و تحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر و الأحمر و الأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، و عندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية و الجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية و بالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا و مزاجنا و سلوكنا.
    هل للألوان تأثير على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين؟


    لا ! بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها لأن للألوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم؛ لذلك استخدم الصينيون القدماء الألوان في علاج الأمراض كما استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم و قتل البكتريا و بالتالي المحافظة على الموميات.

    وتنقسم الألوان إلى قسمين:

    الألوان الموجبة : و تمتاز بتفاعلها الحمضي و إشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم و الاكزيما
    (وقديماً كانوا يلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة)
    و تحت الأحمر في فقر الدم و السل، و الأسود يعطي الإحساس بالإكتئاب و مثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الإكتئاب و فتح الشهية، و الأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي و الكبد حيث أن هذا اللون له تأثير نفسي فهو يسر النظر و يريحه قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل " صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " ..
    و قد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجاماً مع البيئة و خصوصاً للطلبة لهذا تدهن الفصول الدراسية باللون الأصفر ..

    الألوان السالبة : تمتاز بتفاعلها القلوي و تأثيرها المهدئ كالأزرق فإنه يخفض ضغط الدم و تصلب الشرايين و النيلي ينشط الذاكرة و البنفسجي يمنع العدوى و البمبى مهدئ لذا يستخدم في غرف النوم كما أنه يستخدم في مراكز علاج الإدمان .. و الأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة . هذا وقد ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم فما هو سر هذا اللون؟!

    لقد ورد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن:
    (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) .. الآية76
    و قال تعالى : (
    عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) الإنسان21 ..

    يقول أحد علماء النفس : " إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة و بالسرور و الكآبة ، بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة .. و يسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى، و كذلك الملابس ذات الألوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي ، أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار .. و اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الأحمر الذي يشعره بالدفء و توصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون الأخضر .. لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين و الممرضات" ..
    و أذكر هنا تجربة تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار - لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ.

    و اللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .. و هو لون إيجابي بنسبة 100% ..
    لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة .









    ثانــــــيا : الفلك وعلوم الفضاء
    واختار لكم منها :
    حقائق كونية ... تتجلّى في كتاب الله


    يسرد كاتب المقالة بدايته قائلا :
    بدأت قصتي مع هذا البحث عندما قرأت مقالة لأحد الكتّاب يهاجم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. هذا الكاتب لم يرُق له أن يكون كتاب الله معجزًا من الناحية الكونية والعلمية. فهو يستغرب من أي حقيقة كونية يتحدث عنها القرآن تكون بعيدة عن المنطق المألوف. ويقول: إن كتّاب الإعجاز العلمي يفسرون الآيات كما يحلوا لهم ويحمّلون النصوص القرآنية غير ما تحتمل من الدلالات والمعاني والتأويل.

    وسبحان الله! وبعدما قرأت هذه المقالة، وكعادتي تحوّلتُ إلى بعض المواقع العلمية لمتابعة أخبار الفضاء وجديد الاكتشافات، وبينما أقلب صفحات الإنترنت ظهرت لي مقالة غريبة بعنوان (الكون الناشئ يتكلم)!! وظننتُ بادئ الأمر أن هذا عنوان قصة من قصص الخيال العلمي أو قصيدة شعر أو قصة قصيرة، ولكن وجدتُ بأن هذا الخبر يبثه أحد أشهر مواقع الفضاء في العالم www.space.com وصاحب هذا الاكتشاف الجديد هو أحد علماء الفضاء وهو البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا.

    لقد أثبت هذا العالم في بحثه أن الكون عندما كان في مراحله الأولى أي في مرحلة الغاز والغبار والحرارة العالية، أصدر موجات صوتية. وقد ساعد على انتشار هذه الأمواج وجود الغاز الكثيف الذي يملأ الكون والذي عمل كوسط مناسب لانتشار هذه الأصوات. هذا الاكتشاف هو نتيجة لدراسة الإشعاع الميكرويفي لخلفية الكون في مراحله الأولى بعد الانفجار الكبير.

    وقلت من جديد: سبحان الله! لماذا لا يُبدي صاحبنا كاتب الهجوم استغرابه لأمر كهذا؟ وهل يملك الكون لسانًا وحنجرة ليتكلم بهما؟ وليت هذا الكاتب يعلم بأن القرآن تحدث بصراحة عن هذا الأمر! بل سوف نرى أكثر من ذلك، فقد تحدث القرآن عن أشياء أكثر دقة وبعبارات مباشرة وواضحة ولا تحتاج لتأويل، سوف نأتي الآن بأقوال هؤلاء العلماء الماديين من أفواههم، ونرى في كتاب الله تعالى حديثًا عنها، ليكون هذا إعجازًا كونيًا مذهلاً؟

    أمواج صوتية تُسمع من بدايات الكون جاء في هذا الخبر العلمي الذي نشرته العديد من المجلات المتخصصة والمواقع العلمية على لسان كاتب المقال وبالحرف الواحد(1):

    "The universe expanded rapidly after the Big Bang, during a period called inflation. Later, it continued to expand at a slower rate as it cooled enough for gas to condense and form stars. All this time, density variations contributed characteristics to the sound that Whittle’s team has determined.”

    وهذا يعني:
    (لقد توسّع الكون بسرعة بعد الانفجار الكبير، خلال فترة تدعى التضخم. فيما بعد، تابع الكون توسُّعه بشكل أبطأ مما أدى إلى تبرد الغاز وتكثـفه وتشكيله للنجوم. كل هذا الوقت، ساهمت تغيرات الكثافة في تشكيل خصائص الصوت المحدد من قبل فريق ويتل). نرى من خلال تصريحات العلماء واكتشافهم أن الكون في مراحله المبكرة أي عندما كان في مرحلة الغاز الحار، وعندما بدأت النجوم بالتشكل من هذا الغاز الكوني، أصدر الكون صوتًا استمرّ حتى أصبح عمر الكون مليون سنة، وقد أمكن تحديد مواصفات هذا الصوت واتضح بأنه هادئ ومطيع، وبعد ذلك بدأت النجوم بالتشكل .

    لقد وجدتُ في هذا الكشف الكوني الجديد إجابة عن تساؤل شغلني لفترة طويلة في محاولة لفهم معنى قوله تعالى عن الكون في بدايات خلقه: (
    ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت: 11). فقد قرأت تفاسير القرآن ووجدتُ أكثرهم يؤكد بأن كلام السماء هنا هو كلام حقيقي.
    فهذا هو الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ يقول في تفسير قوله تعالى: (
    قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين) (وقال أكثر أهل العلم : بل خلق الله فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد تعالى .

    ذبذبات كونية هادئة:
    ولكن هذه الحقيقة العلمية هل هي حقيقة فعلاً، أم أنها نظرية وتوقع؟ وكما نعلم لا يجوز لنا أبدًا أن نقول في كتاب الله عز وجل برأينا دون يقين وتثبّت. لذلك فقد تطلّب هذا الأمر مني جولة واسعة في عالم الأخبار العلمية الجديدة ووجدتُ بأن جميع وسائل الإعلام الغربية قد تناولت هذا الخبر، وبالطبع لم يعارضه أحد لأنه مدعوم بالمنطق العلمي والعملي.


    شكل رقم 1

    شكل رقم (1) الترداد الصوتية التي أطلقها الكون في مراحله الأولى. يمثل الخط الأفقي تردد الأمواج الصوتية، أما المحور العمودي فيمثل مستو الصوت. كما نرى من خلال هذا المنحنى عدم وجود نتوءات حادة. بل بل هومنحنى هادئ يدل على كون مطيع لخالقة غير متمرد على أمره. ونتأمل معنى دقة البيان القرآني عندما حثنا عن كلام الكون ي مراحله الأولى أي مرحلة الغاز أو الدخان: (ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:11).

    والذي يتأمل القوانين الرياضية التي أودعها الله تعالى في الدخان أو الغاز يجد ومن خلال ما يسمى بهندسة ميكانيك السوائل أن أي غاز عندما يتمدد ويكبر حجمه يصدر عن هذا التمدد موجات قد تكون صوتية. وذلك بسبب التغير في كثافة الغاز وحركة جزيئاته واحتكاكها ببعض مما يولد هذه الأمواج.

    وهذا ما حدث فعلاً في بداية نشوء الكون عندما كان دخانًا، فالتوسع والتمدد أدى إلى احتكاك وتصادم مكونات هذا الحساء الكوني الحار، وإطلاق هذه الأصوات التي تشبه حفيف الشجر. حتى إن بعض العلماء قد رسموا خطًا بيانيًا يمثل هذه الذبذبات الكونية ، ويوضح المخطط البياني المرفق أن الذبذبات كانت غير عنيفة بل أشبه بالفحيح.

    إن هذه الآية تتحدث بوضوح شديد عن كلام للكون وهو في مرحلة الدخان، ولكن لماذا سمى الله تعالى تلك المرحلة المبكرة من عمر الكون بالدخان؟ إن هذه الكلمة هي الأقدر على التعبير عن حقيقة الكون في ذلك الزمن. فالكون كان ممتلئًا بالغاز الحار جدًا بالإضافة إلى الغبار الكوني، وكان هذا الغاز يشبه الغيوم . وبالفعل نجد أن العلماء استطاعوا رؤية غيوم من الغاز حول أحد النجوم البعيدة جدًا على حافة الكون المرئي، ويؤكدون أن النجوم تتشكل من غيوم الغاز هذه .

    دقة كلمات القرآن:

    إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات (غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة..) اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)! أليست هذه الكلمة تدلّ على الغاز، وكذلك تدلّ على الحرارة، وأيضًا فيها إشارة إلى ما يشبه الغيوم؟ ليت هؤلاء العلماء قرءوا القرآن ووفَّروا على أنفسهم هذا الجهد في اختيار المصطلحات العلمية، لأن القرآن أعطانا التعبير الدقيق مباشرة فهو صادر من خالق هذا الكون وهو أعلم بأسراره!

    ولكن من الأشياء الغريبة والملفتة للانتباه والتي يصرح بها العلماء اليوم ما يقوله البروفيسور ويتل في خبر علمي :
    "the cry from the birth of the cosmos can be heard".
    أي (يمكننا سماع البكاء الناتج عن ولادة الكون).

    وتخطر ببالي آية تحدث فيها البارئ تبارك وتعالى عن بكاء السماء فقال: (
    فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِين) (الدخان: 29). ولكن الأعجب من ذلك أن هذه الآية التي تتحدث عن بكاء السماء وردت في سورة الدخان!!

    وهذا الخبر العلمي يعطي إمكانية حدوث الصوت والبكاء وغير ذلك مما لم نكن نفهمه من قبل. وهذا يؤكد أن كل كلمة في القرآن هي الحق، بل لماذا لا يكون هذا الصوت الكوني هو امتثال لأمر الله تعالى؟ فجميع العلماء يؤكدون أن توسع الكون وتمدد الغاز فيه أحدث هذه الأصوات ونتج عن هذا التمدد النجوم التي نراها اليوم. إذن المرحلة الثانية بعد مرحلة الغاز أو الدخان هي مرحلة النجوم، هذا ما يراه العلماء يقينًا.


    شكل رقم 2

    شكل رقم (2) صورة لأحد النجوم محاط بسحب من الدخان. ويبدو كلمصباح المنير. فلولا هذا المصباح الكوني لم نستطع رؤية الغاز والغبار حوله. وصدق الله تعالى عندما سمى هذه الأجسام البراقة بالمصابيح فقال: (
    وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ).
    فتأمل!

    من الدخان إلى المصابيح ولكن ماذا عن المرحلة التالية للدخان في القرآن؟ ماذا يخبرنا كتاب الله تعالى؟ لو تأملنا الآية التي تلي آية الدخان مباشرة نجد قول الحق ـ عز وجل:

    (
    فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) (فصلت: 12).

    وكما نرى الآية تتحدث عن تزيين السماء بالنجوم، وهذا ما يقوله العلماء اليوم بالحرف الواحد كما رأينا!
    المصابيح الكونية فجميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئًا بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخانًا ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:
    لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات: (وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات...)؟
    لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخانًا؟

    ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجــوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟
    هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صورًا رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبل بواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!! لذلك أطلقوا عليها اسمًا جديدًا وغريبًا وهو (المصابيح الكاشفة) أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) (فصلت: 12).

    ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقًا وعلميًا وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.

    لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: (متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى)، يقولون بالحرف الواحد:
    “Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe”.

    وهذا معناه: (بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر).
    وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن
    أحد هؤلاء العلماء يقول : "they act as the brightest flashlights"

    ومعنى هذا الكلام : (إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعانًا).

    إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقًا تامًا بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!

    حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟


    شكل رقم 3


    شكل رقم(3): المراحل التي اكتشفها العلماء حديثا لنشوء وتشكل النجوم من الدخان. فجميع العلماء يؤكدون أن المرحلة التالية للدخان هي مرحلة تشكل المصابيح أو النجوم شديدة اللمعان. وهذا ما أخبرنا به القرآن عندما تحدث عن الدخان أولا (وهي دخان). ثم تحدث في الآية التالية مباشرة عن النجوم اللامعة: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ )، فهل جاء هذا الترتيب بالمصادفة أم هو بتقدير الله سبحانه وتعالي القائل: ( ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم).

    إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم:

    (
    سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ . أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) (فصلت: 53 ـ 54)

    وجوه متعددة لإعجاز الآيات:
    في الآيتين السابقتين عدة معجزات لا يمكن إنكارها، وسوف نناقش هذه المعجزات دون أي تأويل، بل سنبقى في المعنى المباشر والواضح للآيات. وسوف نرى أن هذه المعاني شديدة الوضوح، وبما يتناسب مع الاكتشافات الكونية الحديثة.

    1 ـ فالآية الكريمة تتحدث عن مرحلة مبكرة من عمر الكون في بدء الخلق، عندما كان الغاز الحار يملأ الكون، وهذا ما نجده في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ).

    2 ـ لقد عبرت الآية أيضًا عن حقيقة الكون وقتها بكلمة واحدة هي: (
    دُخَانٌ)، وهذه الكلمة تعبر تعبيرًا دقيقًا عن حقيقة تلك المرحلة من عمر الكون واختصرت الجمل الكثيرة التي يطلقها العلماء للتعبير عن تلك المرحلة بكلمة واحدة فقط. وهذا إعجاز مذهل للقرآن الكريم في دقة كلماته وتوافقها مع العلم الحديث والحقائق اليقينية.

    3 ـ تحدث القرآن عن قول السماء في ذلك الوقت وطاعتها لخالقها، وقد يستغرب البعض من هذا الأمر، فكيف تتكلم السماء؟ ولكن الأبحاث والاكتشافات الجديدة أثبتت إمكانية إصدار الأمواج الصوتية من الكون في مرحلة الدخان أو الغاز.

    4 ـ لقد حددت الآية المرحلة التي تكلمت فيها السماء، وهي مرحلة الدخان، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم. فهم وجدوا بأن الكون في مرحلة الغاز الحار والغبار أصدر موجات صوتية نتيجة تمدده.

    5 ـ المنحنيات البيانية التي رسمتها أجهزة الكومبيوتر لكلام الكون جاءت متناسبة مع قوله تعالى: (
    أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فهذه المنحنيات لم يظهر فيها أية نتوءات حادة أو عنف أو تمرد، بل كما أكد العلماء كان صوت الكون هادئًا وشبهوه بصوت الطفل الرضيع!

    6 ـ يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق تماما مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان(9).

    7 ـ إننا نجد في قول الله تعالى: (
    وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثًا عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع.

    8 ـ لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى:
    (
    قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ . ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) (فصلت:9 -12)





    ثالثــــــا : الأرض وعلوم البحار
    واختار لكم منها :
    عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا

    روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
    "لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا".

    الحالة الراهنة لشبه الجزيرة العربية
    أرض العرب المقصودة في كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي شبه الجزيرة العربية، التي تقع ضمن حزام الصحراء الممتد بين خطي عرض 15ْ، ْ30 شمالي خط الاستواء وجنوبه.
    هذه الخريطة مستوحاة من الخريطة التي وضعها الفلكي وعالم الرياضيات اليوناني بطليموس
    للجزيرة العربية في القرن الثاني قبل الميلاد
    (المصدر: مجلة الثقافة العالمية العدد 65
    )



    والرطوبة النادرة والجفاف الشديد هما أبرز السمات المميزة للمناطق الصحراوية بصفة عامة، فقد تشهد بعض الجهات الداخلية وخاصة الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية سنوات بطولها دون أن تتلقى قطرة مطر واحدة
    (دكتور صلاح الدين بحيري «جغرافية الصحارى العربية» ص 12،13.)، وهذا بدوره يكون له أثر على الغطاء النباتي والزراعي، حيث ينتشر اللون الأصفر ـ لون الرمال القاسية الملتهبة ـ ولا يستثنى من ذلك إلا بعض المناطق الساحلية التي تسقط عليها بعض الأمطار، والواحات المتناثرة بالقرب من الآبار والعيون.

    وقد وصف المولى ـ عز وجل ـ بعض أرض العرب وصحرائها، حين قال في كتابه الكريم على لسان سيدنا
    إبراهيم ـ عليه السلام: (
    رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ) (إبراهيم: 37)
    وهو وصف يدل على حالة الجدب والقفر والجفاف الذي تعيشه شبه الجزيرة العربية منذ عهد إبراهيم الخليل -عليه السلام.
    فإذا كانت هذه هي السمات العامة لمعظم أراضي شبه الجزيرة العربية، فكيف يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنها ستصبح أرض مراع وأنهار في آخر الزمان؟! لاشك أن معنى الحديث غريب وعجيب، يصعب على العقل فهمه أو تفسيره.

    والمعنى الظاهر للحديث: أن صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج ـ أي المراعي ـ والأنهار، في آخر الزمان قبل قيام الساعة، وقوله: «حتى تعود» يدل على أنها كانت كذلك في وقت سابق، وأنها ستعود إلى حالتها الأولى، وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها..

    فالحديث في الواقع يتضمن حقيقة ونبوءة وإعجازا خبريًّا وآخر علمياً.
    فالحقيقة : أن شبه الجزيرة العربية كانت في الماضي أرضا ذات مراع وأنهار، ثم طرأت عليها الحالة الصحراوية الراهنة..
    والمعجزة الإخبارية: أن الأنهار والمسطحات الخضراء ستعود ثانية إلى شبه الجزيرة العربية في آخر الزمان قبل قيام الساعة..
    وقد استغرق هذا الحديث أربعة عشر قرنا من الزمان لكي يفهم على هذا الوجه الصحيح، حدث ذلك بعد التقدم الهائل في علوم الجيولوجيا والتاريخ المناخي والفلك وغيرها، وبعد العديد من أعمال الحفر والتنقيب بصحراء شبه الجزيرة العربية، والتي تثبت لغير المسلمين ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والإعجاز العلمي في هذا الحديث، وسنعرض لهذه الحقيقة العلمية التاريخية والأبحاث والاكتشافات التي تؤكدها، كما سنعرض الدلالات العلمية التي تقيم الحجة والبينة بنبوة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مَن علم هذا وعرفه.

    الحقيقة العلمية: شبه الجزيرة العربية في الماضي "أرض ذات مراع وأنهار"
    تؤكد المكتشفات العلمية الحديثة ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث المعجز، من أن شبه الجزيرة العربية لم تكن صحراء بالمعنى المتعارف عليه حاليا، بل كانت أرضا خضراء تتدفق فيها الأنهار، وتترقرق في بعض نواحيها البحيرات الواسعة، وتنهض في ما أصبح بادية بعد ذلك ـ مدن على حظ كبير من التقدم الزراعي والحرفي.
    شبه الجزيرة العربية في الماضي







    رابعا : العلوم الإنسانية والحكم التشريعية
    واختار لكم منها : من أوجه الإعجاز العلمي في الصيام

    يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيراً سلبياً على صحتهم، وينظرون إلى أجسامهم نظرتهم إلى الآلة الصماء، التي لا تعمل إلا بالوقود، وقد اصطلحوا على أن تناول ثلاث وجبات يومياً، أمر ضروري لحفظ حياتهم، وأن ترك وجبة طعام واحدة سيكون لها من الأضرار والأخطار الشيء الكثير كنتيجة طبيعية للجهل العلمي، بطبيعة الصيام الإسلامي وفوائده المحققة وفي هذه المقالة سنلقي الضوء على أوجه الإعجاز العلمي في الصيام.

    ||| الوجه الأول: الوقاية من العلل والأمراض |||

    أخبر الله سبحانه وتعالى أنه فرض علينا الصيام وعلى كل أهل الملل قبلنا، لنكتسب به التقوى الإيمانية التي تحجزنا عن المعاصي والآثام، ولنتوقى به كثيراً من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية، قال تعالى: (
    ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [ البقرة 183] وقال صلى الله عليه وسلم " الصيام جنة" أي وقاية وستر
    (الحديث رواه مسلم 2/807 رقم 163، وأحمد 2/283، والنسائي 4/163).
    وقد ثبت من خلال الأبحاث الطبية بعض الفوائد الوقائية للصيام ضد كثير من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية،
    منها على سبيل المثال لا الحصر:


    1- يقوي الصيام جهاز المناعة، فيقي الجسم من أمراض كثيرة.

    2- الوقاية من مرض السمنة وأخطارها، حيث إنه من المعتقد أن السمنة كما قد تنتج عن خلل في تمثيل الغذاء، فقد تتسبب عن ضغوط بيئية أو نفسية أو اجتماعية، وقد تتضافر هذه العوامل جميعاً في حدوثها، وقد يؤدي الاضطراب النفسي إلى خلل في التمثيل الغذائي، وكل هذه العوامل التي يمكن أن تنجم عنها السمنة، يمكن الوقاية منها بالصوم من خلال الاستقرار النفسي والعقلي الذي يتحقق بالصوم نتيجة الجو الإيماني الذي يحيط بالصائم، وكثرة العبادة والذكر، وقراءة القرآن، والبعد عن الانفعال والتوتر، وضبط النوازع والرغبات، وتوجيه الطاقات النفسية والجسمية توجيهاً إيجابياً نافعاً.

    3- يقي الصيام الجسم من تكون حصيات الكلى.

    4-يقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه، وبين أنسجته، من جراء تناول الأطعمة.

    5- يخفف الصيام ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية، وخصوصاً عند الشباب، وبذلك يقي الجسم من الإضرابات النفسية والجمسية، والانحرافات السلوكية، وذلك تحقيقاً للإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" إذا التزم الشاب الصيام وأكثر منه وذلك لقوله النبي صلى الله عليه وسلم " فعليه بالصوم" ( أي فليكثر من الصوم المتواصل ) كما لا يتعرض إلى أخطار هذا النوع من الصيام. وهذا البحث يجلي بوضوح الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم " فإنه له وجاء" من وجهين:



    الأول: الإشارة إلى أن الخصيتين هما مكان إنتاج عوامل الإثارة الجنسية، حيث أن معنى الوجاء أن ترض أنثيا الفحل ( خصيتاه ) رضاً شديداً، يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعة منزلة الخصي وقد ثبت أن في الخصيتين خلايا متخصصة في إنتاج هرمون التيستوستيرون (Testosterone) وهو الهرمون المحرك والمثير للرغبة الجنسية، وأن قطع الخصيتين (الخصي) يذهب هذه الرغبة، ويخمدها تماماً.

    الثاني: إن الإكثار من الصوم مثبط للرغبة الجنسية وكابح لها، وقد ثبت في هذا البحث هبوط مستوى هرمون الذكورة ( التيستوستيرون)، هبوطاً كبيراً أثناء الصيام المتواصل، بل وبعد إعادة التغذية بثلاثة أيام، ثم ارتفع ارتفاعاً كبيراً بعد ذلك، وهذا يؤكد أن الصيام له القدرة على كبح الرغبة الجنسية مع تحسينها بعد ذلك، وهذا يؤكد فائدة الصوم في زيادة الخصوبة عند الرجل بعد الإفطار.



    6- الصيام يقوي جهاز المناعة ويقي الجسم من تكون حصيات الكلى.


    ||| الوجه الثاني: { وأن تصوموا خير لكم } |||

    بعد أن أخبرنا الله سبحانه وتعالى، وأخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم أن الصيام يحقق لنا وقاية من العلل الجسمية والنفسية، ويشكل حاجزاً وستراً لنا من عقاب الله، أخبرنا جل في علاه أن في الصيام خيراً ليس للأصحاء المقيمين فقط، بل أيضاً للمرضى والمسافرين، والذين يستطيعون الصوم بمشقة، ككبار السن ومن في حكمهم، قال تعالى(أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) [البقرة: 184] أي فضيلة الصوم وفوائده .
    وذلك لعموم اللفظ في قوله تعالى:
    (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ).
    وقد تجلت هذه الفوائد واستقر خبرها في زماننا هذا، لمن أوجب الله عليهم الصيام، ولمن أطاقوه من أهل الرخص، الذين يستطيعون تناول وجبتي الفطور والسحور كالأصحاء.

    بعض الأمراض الخطرة التي كان يخشى عليها من الصيام:
    كان وما زال الأطباء يعتقدون أن الصيام يؤثر على مرضى المسالك البولية، وخصوصاً الذين يعانون من تكوين الحصيات، أو الذين يعانون من تكوين الحصيات، أو الذين يعانون من فضل كلوي فينصحون مرضاهم بالفطر وتناول كميات كبيرة من السوائل.

    وقد ثبت خلاف ذلك، إذ ربما كان الصيام سبباً في عدم تكون بعض الحصيات، وإذابة بعض الأملاح، ولم يؤثر الصيام مطلقاً حتى علي من يعانون أخطر الأمراض الجهاز البولي، وهو مرض الفشل الكلوي مع الغسيل المتكرر .

    **كان يعتقد أن الفقدان النسبي لسوائل الجسم، وانخفاض عدد ضربات القلب، وزيادة الإجهاد أثناء الصوم يؤثر تأثيراً سلبياً على التحكم في منع تجلد الدم، وهو من أخر الأمراض، وقد ثبت أن الصيام الإسلامي لا يؤثر على ذلك في المرضى الذين يتناولون الجرعات المحددة من العلاج .
    **ثبت أن الصيام لا يشكل خطراً على معظم مرضى السكر، إن لم يكن يفيد الكثيرين منهم .

    فوائد أخرى تجنى بالصوم:

    1- يمكن الصيام آليات الهضم والامتصاص في الجهاز الهضمي وملحقاته، من أداء وظائفها على أتم وأكمل وجه، وذلك بعدم إدخال الطعام والشراب على الوجبة الغذائية، أثناء هضمها وامتصاصها.
    كما يتيح الصيام راحة فسيولوجية للجهاز الهضمي وملحقاته، وذلك بمنع تناول الطعام والشراب لفترة زمنية، تتراوح من 9 - 11 ساعة بعد امتصاص الغذاء كما تستريح آليات الامتصاص في الأمعاء طوال هذه الفترة من الصيام.
    وتتمكن الانقباضات الخاصة (Migrating Motor Complex ) بتنظيف الأمعاء، من عملها المستمر دون توقف.

    2- يمكن الصيام الغدد الصماء ذات العلاقة بعمليات الاستقلاب، في فترة ما بعد الامتصاص، ومن أداء وظائفها، في تنظيم وإفراز هرموناتها الحيوية على أتم حال.

    3- ينشط الصيام آليات الاستقلاب أو التمثيل الغذائي في البناء والهدم للجلوكوز والدهون، والبروتينات في الخلايا، لتقوم بوظائفها على أكمل وجه.

    4- أما إذا اقتصر الجسم على البناء فقط، وكان همه التخزين للغذاء في داخله، فإن آليات البناء تغلب آليات الهدم، فيعتري الأخيرة - لعدم استعمالها بكامل طاقتها -، وهن تدريجي، تظهر ملامحه عند تعرض الجسم لشدة مفاجئة، بانقطاع الطعام عنه في الصحة، أو المرض، فقد لا يستطيع هذا الإنسان مواصلة حياته، أو مقاومة مرضه .

    5- يحسن الصيام خصوبة المرأة والرجل على السواء.

    6- يستفيد الإنسان من العطش أثناء الصيام استفادة كبيرة، حيث يساعد في إمداد الجسم بالطاقة، وتحسين القدرة على التعلم، وتقوية الذاكرة .

    7- تتهدم الخلايا المريضة والضعيفة في الجسم عندما يتغلب الهدم على البناء أثناء الصيام، وتتجدد الخلايا أثناء مرحلة البناء .

    8- كذلك فإن أداء الصيام الإسلامي طاعة لله وخشوعاً له، ورجاء فيما عنده سبحانه من الأجر والمثوبة، لعمل ذو فائدة جمة لنفس الإنسان وجسمه، حيث يبث في النفس السكينة والطمأنينة، وينعكس هذا بدوره على آليات الاستقلاب فيجعلها تتم في أوفق وأيسر وأنفع السبل، مما يعود بالنفع والفائدة على الجسم.
    إن الصيام كاقتناع فكري وممارسة عملية، يقوي لدى الإنسان كثيراً من جوانبه النفسية، فيقوي لديه الصبر، والجلد، وقوة الإرادة، وضبط النوازع والرغبات، ويضفي على نفسه السكينة والرضا والفرح... وقد أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه " (1) متفق عليه.

    9- ثبت بالدليل العلمي القاطع أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الآداء العضلي وتحمل المجهود البدني، بل بالعكس أظهرت نتائج البحث القيم الذي أجراه الدكتور أحمد القاضي وزملاؤه (دليل جديد على الإعجاز العلمي لحديث " صوموا تصحوا " وأية (
    وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ) بالولايات المتحدة الأمريكية أن درجة تحمل المجهود البدني وبالتالي كفاءة الآداء العضلي قد ازداد بنسبة 200% عند 30% من أفراد التجربة، و7% عند 40% منهم، وتحسنت سرعة دقات القلب بمقدار 9%، كما تحسنت درجة الشعور بإرهاق الساقين بقمدار 11%.( د. أحمد القاضي - معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث - بنماسيتي - فلوريدا - الولايات المتحدة)


    وهذا يبطل المفهوم الشائع عند كثير من الناس من أن الصيام يضعف المجهود البدني، ويؤثر على النشاط فيقضون معظم النهار في النوم والكسل.

    |||
    الوجه الثالث : يسر الصيام الإسلامي وسهولته |||



    تشير الدراسات العلمية المحققة، في وظائف أعضاء الجسم، أثناء مراحل التجويع، إلى يسر الصيام الإسلامي وسهولته، تحقيقاً لقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [ البقرة:185] وفي تفسير الآية قال الرازي: إن الله تعالى أوجب الصوم على سبيل السهولة واليسر، وما أوجبه إلا في مدة قليلة من السنة، ثم ما أوجب هذا القليل على المريض ولا على المسافر (التفسير الكبير للرازي 2/82 ط3 دار الباز).
    كما يتجلى يسر الصيام الإسلامي في إمداد الجسم بجميع احتياجاته الغذائية، وعدم حرمانه من كل ما هو لازم ومفيد له، فالإنسان في هذا الصيام، يمتنع عن الطعام والشراب فترة زمنية محدودة، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وله حرية المطعم والمشرب من جميع الأغذية والأشربة المباحة ليلاً، ويعتبر الصيام الإسلامي بهذا تغييراً لمواعيد تناول الطعام والشراب فحسب فلم يفرض الله سبحانه الانقطاع الكلي عن الطعام لمدد طويلة، أو حتى لمدة يوم وليلة، تيسيراً وتخفيفاً على أمة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وقد تجلى هذا اليسر بعد تقدم وسائل المعرفة والتقنية في هذا العصر.

    فقد قسمت المراجع الطبية التجويع إلى ثلاث مراحل: مرحلة مبكرة، ومتوسطة، وطويلة الأجل.

    وتقع المرحلة المبكرة بعد نهاية فترة امتصاص آخر وجبة ( أي بعد حوالي 5 ساعات من الأكل ) وحتى نهاية فترة ما بعد الامتصاص والتي تتراوح مدتها حوالي 12 ساعة، وقد تمتد إلى 40 ساعة عند بعض العلماء، في هذه الفترة يقع الصيام الإسلامي كما يقع في فترة امتصاص الغذاء، وهذه الفترة من الانقطاع عن الطعام آمنة تماماً بالمقاييس العلمية، فالجلوكوز هو الوقود الوحيد للمخ، والدهون لا تتأكسد بالقدر الذي يولد أجساماً كيتونية بالدم أثناء هذه الفترة، كما لا يستهلك البروتين في إنتاج الطاقة بالقدر الذي يحدث خللاً في التوازن النتروجيني في الجسم. مما حدا ببعض العلماء أن يسقط فترة ما بعد الامتصاص من مراحل التجويع أصلاً، وهذه الحقيقة تجعل الصيام الإسلامي متفرداً في يسره وسهولته عكس مراحل التجويع الأخرى.

    من خلال عرض الحقائق السابقة، ندرك أن مدة الصيام الإسلامي والتي تتراوح من 12-16 ساعة في المتوسط، يقع جزء منها في فترة الامتصاص، ويقع معظمها في فترة ما بعد الامتصاص، ويتوفر فيها تنشيط جميع آليات الامتصاص والاستقلاب بتوازن، فتنشط آلية تحلل الجليكوجين، وأكسدة الدهون، وتحللها وتحلل البروتين، وتكوين الجلوكوز الجديد منه، ولا يحدث للجسم البشري أي خلل في أي وظيفة من وظائفه، فلا تتأكسد الدهون بالقدر الذي يولد أجساماً كيتونية تضر بالجسم، ولا يحدث توازن نتروجيني سلبي لتوازن استقلاب البروتين، ويعتمد المخ البشري، وخلايا الدم الحمراء، والجهاز العصبي، على الجلوكوز وحده للحصول منه على الطاقة بينما التجويع أو الصيام الطبي - القصير والطويل منه - لا يقف عند تنشيط هذه الآليات، بل يشتد حتى يحدث خللاً في بعض وظائف الجسم.

    يعتبر الصيام الإسلامي تمثيلاً غذائياً فريداً، إذ يشتمل على مرحلتي البناء والهدم، فبعد وجبتي الإفطار والسحور، يبدأ البناء للمركبات الهامة في الخلايا، وتجديد المواد المختزنة، والتي استهلكت في إنتاج الطاقة، وبعد فترة امتصاص وجبة السحور، يبدأ الهدم، فيتحلل المخزون الغذائي من الجليكوجين والدهون، ليمد الجسم بالطاقة اللازمة، أثناء الحركة والنشاط في نهار الصيام .

    لذلك كان تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على ضرورة تناول وجبة السحور، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
    تسحروا فإن في السحور بركة "متفق عليه.

    وذلك لإمداد الجسم بوجبة بناء يستمر لمدة 4 ساعات، محسوبة من زمن الانقطاع عن الطعام، وبهذا أيضاً يمكن تقليص فترة ما بعد الامتصاص إلى أقل زمن ممكن، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على تعجيل الفطر حيث قال: "
    لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " متفق عليه وتأخير السحور فقد روى عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قيل: كم كان بينهما ؟ قال خمسون آية" (متفق عليه)
    وهذا من شأنه تقليص فترة الصيام أيضاً إلى أقل حد ممكن، حتى لا يتجاوز فترة ما بعد الامتصاص ما أمكن، وبالتالي فإن الصيام الإسلامي لا يسبب شدة، ولا يشكل ضغطاً نفسياً ضاراً على الجسم البشري، بحال من الأحوال.

    وبناء على هذه الحقائق يمكننا أن نؤكد أن الذي يتوقف أثناء الصيام، هو عمليات الهضم والامتصاص، وليست عمليات التغذية، فخلايا الجسم تعمل بصورة طبيعية، فخلايا الجسم تعمل بصورة طبيعية، وتحصل على جميع احتياجاتها اللازمة لها، من هذا المخزون بعد تحلله، والذي يعتبر هضماً داخل الخلية، فيتحول الجليكوجين إلى سكر الجلوكوز، والدسم والبروتينات إلى أحماض دهنية وأحماض أمينية، بفعل شبكة معقدة من الإنزيمات، والتفاعلات الكيمائية الحيوية الدقيقة، والتي يقف الإنسان أمامها مشدوهاً معترفاً بجلال الله وعلمه، وعظيم قدرته وإحكام صنعه. فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم أن في الصيام وقاية للإنسان من أضرار نفسية وجسدية؟ ومن أخبره أن فيه منافع وفوائد يجنيها الأصحاء؟ بل ومن يستطيع الصيام من المرضى وأصحاب الأعذار !! ومن أخبره صلى الله عليه وسلم بأن الصيام سهل ميسور، لا يضر بالجسم ولا يجهد بالنفس؟ ومن أطلعه على أن كثرة الصوم تثبط الرغبة الجنسية؟ وتخفف من حدتها وثورتها خصوصاً عند الشباب !! فيصير الشباب آمناً من الاضطرابات الغريزية النفسية، ومحصناً ضد الانحرافات السلوكية !! وخصوصاً أنه نشأ في بيئة لا تعرف هذا الصيام ولا تمارسه.



    1. الأثر البالغ الذي تتركه في قلوب المسلمين، والذي يترجم بزيادة اليقين عندهم لدى رؤيتهم هذه الحقائق الباهرة؛ لأنها وردت على لســان النبي الأمي محمد r وهكذا فإنها خير مشجع للتمسك بالقرآن والسنة والاهتداء بهما.

    2. الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبي أمي في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي كما أنه لا توجد في المجتمع وكذا البيئة التي عاش فيها أي أثرة من علم في تلك الميادين الكونية؛ ولذلك فهذا الإعجاز يعتبر مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله

    3. الرد العملي المقترن بالبرهان الساطع على أن الدين الإسلامي هو دين العلم حقاً؛ حيث لم يستطع أحد إلى الآن أن يثبت وجود تعارض أية دلالة كونية واردة في القرآن الكريم مع ما استقر من الحقائق العلمية اليوم، بل على العكس كم من القضايا العلمية التي صححها القرآن لعلماء العلم التجريبي ثبت مصداقيتها .

    4. إن الإعجاز العلمي يعتبر خير مشجع لهمم المسلمين كي يساهموا بنشاط في خدمة العلم التجريبي - بحثاً واسكتشافاً- مسترشدين بالإشارات العلمية الواردة في القرآن الكريم.

    5. كما أن هذا الإعجاز العلمي يعتبر من أنجع الوسائل للدعوة إلى الله في الأوساط العلمية، والذي يتتبع أسباب دخول كثير من الناس في الإسلام - ممن كانوا نصارى أو بوذيين أو يهود ـ يجد بحق أن فريقاً منهم قد ابتدأ سيره إلى الحق؛ والذي انتهى به لإعلان شهادة الحق؛ من خلال معاينة لطائف الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

    6. يساعد الإعجاز العلمي كثيراً من الشاردين عن الإسلام والغافلين عن عظمته في الرجوع إلى دينهم والاعتزاز بالانتساب إليه، حيث يرون العلماء من غير المسلمين يسلمون؛ بسبب اطلاعهم على عظمة القرآن وتوافقه مع الحقائق الكونية في الآفاق والأنفس.





    ينقسم العلماء في هذا الموضوع إلى فريقين
    فريق: يجيزه ويدعو إليه ويرى فيه فتحاً جديداً وتجديداً في طريق الدعوة إلى الله وهداية الناس إلى دين الله.

    وفريق: يرى في هذا اللون من التفسير خروجاً بالقرآن عن الهدف الذي أنزل القرآن من أجله، وإقحاماً له في مجال متروك للعقل البشرى يجرب فيه ويصيب ويخطئ. واليك رأى الفريقين وحججهم باختصار:




    أما مجيزوا الإعجاز العلمي وهم الكثرة فيمثلهم الأمام محمد عبده، وتلميذه الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد أبو زهرة ومحدث المغرب أبو الفيض أحمد بن صديق الغمارى، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطى، صاحب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن. وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له شروطاً تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتخرصون في تفسير القرآن بغير علم، ومن هذه الشروط:
    1- ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلابد من:
    اااااااااااااااااااا- أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي.
    اااااااااااااااااااا- أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها.
    اااااااااااااااااااا- أن تراعى القواعد البلاغية و دلالاتها. خصوصاً (( قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا
    بقرينة كافية )).



    2- البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي


    3- أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر، بل تجعل هي الأصل: فما وافقها قبل وما عارضها رفض.


    4- أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص، أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسر بها القرآن، لأنها عرضة للتصحيح والتعديل – إن لم تكن للإبطال – في أي وقت.




    أما المانعون من الإعجاز العلمي فيمثلهم في هذا العصر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمـود شلتوت والأستاذ سيد قطب، ود. محمـد حسين الذهبي. وحجتهم في المنع، يقولون:

    1. إن القرآن كتاب هداية، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم، ودقائق الفنون، وأنواع المعارف.

    2. إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.

    3. إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع مناهج التفسير المقبولة والمعتمدة.
    4. ثم يقولون: أن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون، وهذا الدليل هو ما روى عن معاذ أنه قال: " يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير، ثم ينقص حتى يعود كما كان فأنزل الله هذه الآية : (
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) [البقرة 189]. أي أن الله لم يرد عليهم ردا علمياً بل رد عليهم ردا شرعياً ببيان الهدف منها


    ولكن هل تكفى هذه الحجج لرفض التفسير العلمي ؟؟:
    إن كون القرآن الكريم كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث، فقد تحدث القرآن عن السماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، وسائر الظواهر الكونية، كما تحدث عن الإنسان، والحيوان والنبات، ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس.
    أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن.
    أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر، والتمحل، والتكلف فإن التأويل بلا داع مرفوض. وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة.
    وأما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية (
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) فهو بحاجة إلى أن يثبت وإلا فهو معارض بما رواه الطبرى في تفسيره عن قتادة في هذه الآية قال: سألوا النبي لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون (
    هيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء والله أعلم بما يصلح خلقه ".
    وروى عن الربيع وابن جريج مثل ذلك. ففي هذه الروايات التي ساقها الطبرى: السؤال هو: لم جعلت هذه الأهلة ؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص. ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي.





    وفيه نقول الخلاصة: إن التفسير العلمي للقرآن:
    مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تصبح حقيقة
    ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية.
    ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً.
    ومرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع أخر أو في صحيح السنة.
    وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة، وحدود الشريعة والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله.
    ومقبول - أخيراً- ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب، فكتاب الله أعظم وأجل من أن يكون ذلك.





    موســــــوعــــة أبحـــــــاث الاعجــــــــــاز العلمــــــــــــــــــــــي


    1
    الطب وعلوم الحياة
    Medicine-and-Life-Sciences
    هنـا

    2
    الفلك وعلوم الفضاء
    Astronomy-and-Space-Sciences
    هنـا


    3
    العلوم الانسانية والحكم التشريعية والبشارات
    Humanities-and-the-legislative-and-governance-Bisharat
    هنـا

    4
    الأرض وعلوم البحار
    Earth-and-Marine-Sciences

    هنـا



    1- القران الكريم .
    2- السنة النبوية .
    3-موقع الإعجاز http://www.eajaz.org .
    4- موقع ملتقى أهل الحديث http://vb.tafsir.net .





  5. #4

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامي

    وعليكم من الله السلام ورحمة منه تعالى والبركات

    تبارك الرحمن ...
    قرأت الرد الأول ولي عودة بإذن الله لأكمل ما تبقى ..


    ثانيا :
    ان الدعوة بالاعجاز العلمي لكل من القران الكريم والسنة النبوية المطهرة اصبحت هي الوسيلة المناسبة لاهل عصرنا – عصر العلم والتقنية – الذي فتن الناس فيه بالعلم ومعطاته فتنة كبيرة . وفي ضل هذا التقدم العلمي والتقني المذهل نبذ اغلب اهل الارض الدين وراء ظهورهم ونسوه وانكروا الخلق والخالق ، كما انكروا البعث والحساب والجنة والنار وغير ذلك من الغيبيات ، وعلى ذلك فلم يبق امام اهل عصرنا من وسيلة مقنعة بالدين الاسلامي الحنيف قدر اقناع الاعجاز العلمي في كتاب الله وفي سنة خاتم انبيائه ورسله .
    الحرية " ضمن ما شرعه الله " هى أصل الإبداع و العصبية لا تؤدي إلا للإنغلاق ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كعامة الناس فهو مؤيد بالوحى ولا يضاهيه فى دلك كل علماء الإسلام مجتمعين فبالله عليكم كيف للخلق أن يلموا بعلم الخالق سبحانه وتعالى بل سبحانه هو من يستعمل عبده النقي التقي في إيصال العلم الذي ينفع الناس فى دنياهم ولنجاتهم يوم القيامة وربما استمل الفاسق فإن الله لينصر هذا الدين ولو بفاسق !!

  6. #5

    الصورة الرمزية Miaka Yuki

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    3,204
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامي

    السلام عليكم
    جزيت خيرا ..قرأت مقتطفات من الموضوع وإن شاء الله لي عوده..
    جزيت خيرا على المجهود

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المـشـــاركــات
    24
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامي

    جممميل جدا الموضوع جزاك الله خيراً ، لي عوده مع قراءته بإذن الله : )

  8. #7

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الإعجاز العلمي في القران الكريم || زوايا جديدة يكشف عنها || مشارك في مسابقة الـــنـــور الإسلامي


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    مذهل مذهل بل مذهل جداً جداَ !!!
    حقاً بحر من العلم والمعرفة والإيمان المطلق بوحدانية الله ..
    الكم الهائل من الإعجاز هنا لم أستطع تقبله في وقته
    وكان لزاماً أن أقرأ الموضوع وأكمله على فترات ..
    إنه بحر واسع من المعرفة المبرهنة بالحجج القاطعة والمنطقية
    وسبحان الله ما أعظمه وأجلّ قدره، ما نحن إلا كائن حقير في كونه الفسيح ...

    راق لي كثيراً ترتيب الفقرات وانتقاؤها ..
    كما وكان مميزاً جداً من ناحية اختيار الإعجازات
    التنسيق مريح للعين والتصاميم خلابة جداً ()
    وددتُ لو تمكنتُ من رؤية الأشكال الثلاثة لمراحل بداية الكون :/
    الصور لا تظهر لي وبضع صورٍ أخرى في الموضوع، أتمنى إعادة رفعها من فضلك ^^
    لكن الموضوع فقط بحاجة إلى تدقيق جداً ..
    لوجود الكثير من الأخطاء الإملائية وكذلك أحرف ناقصة أو مزادة على بضع كلمات
    ربما أُعزي هذا الأمر لسرعة الكتابة أو ضيق الوقت، لكنه برأيي يحتاج مراجعة فقط
    لكن بحق حقائق كثيرة تبيّنت لي هنا وأثرت من معرفتي جداً
    ممتنة لعدد الثواني التي قضيتها وأنا أقرأ كل حرف في هذا الطرح العظيم
    وممتنة لجهودك الجبارة في إخراجه بهذه الحلة الرائعة
    جزاكِ الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك ()
    التعديل الأخير تم بواسطة Hope Tear ; 20-8-2014 الساعة 08:52 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...