تنزعني هذه الدهشة كل عام
ها أنت تنتصب أمامي
تداري رعشة الصباح
وتعزف حلوق الديكة خلفيةً مناسبةً لحضورك
لطالما مرقت أمام منزلنا بذات الهيئة
لم تغيّرك السنون
ولم تضف أيّ تجاعيدٍ إلى ملامحك الخالدة
وجه الشباب هذا
والذي يحترف الابتسام وتحمله معك أينما حللت
ورائحة البهجة التي تنفحها حولك
أيّ سحرٍ أزليٍّ شربت ترياقه؟
تسمع همهمات أرواحنا:
" أقرِضنا شيئًا من روحك!
أدِم المكوث بيننا
واغمرنا بلطفك!"
تنسلُّ خلسةً ما إن ترى الضحكات تشق طريقها إلينا
تماما كما فعل شقيقك الناسك بالأمس!
وتتوارى خلف جدران الحياة المتداعية
...
تتكئ عليك عجوزٌ هرمة
وهي ترمق أحفادها المشاكسين بشغف
ويهمس قلبها:
"عُد مرّةً أخرى! وأخرى ...
واحضر زفاف ذلك الطفل حين يكبر!"
تمر بجوار صبيّ ينفض غبار الركام اللاهب
ويتنشق ليجرع دموعه
يهتف بك بشمم حين يلمحك:
"في المرة القادمة سنكون هناك!"
ليشير إلى قبّتين ترتدي إحداهما الذهب
وتسدل الأخرى على هامتها السواد ..
تعتريك الدهشة حين ينكر أحدهم وجودك
في حين أنك كنت تملؤ سلال حلواه للتو
وتجدل ضفائر طفلته
تكاد ابتسامتك -والتي لا تملك ولا نملك سواها- تشحّ
ويتماهى الأسى ويخفق في أجفانك
ارم عنك هذا!
فأنت تدين لنا بزيارةٍ قريبة
وقبل أن ترحل ...
تذكّر أنّك "عيد" لأنّك "تعود" ^،^
المفضلات