نحن أمانة بعنقكم .. هل تفهمون هذا ؟؟!!!!
بدون مقدمات: اسمع أيها الأب واسمعي يا أم وافهم حديثي جيدا يا من تنوي الزواج:
أمتي قد اكتفت من الشباب التائهين، الفاسدين المفسدين، الحمقى والمخبولين، هم باختصار عالة على أمتي !
ازدحمت عيادات الطب النفسي والعقلي بسببكم، عقد نفسية من تصرفات أب أو أم، عقد من عنف أسري، وساوس،و اكتئاب، هستيريا،و انهيارات عصبية، بسبب الاسرة، يكفي!
...
إن كنت تريد الزواج للمتعة وإشباع روحك فقط فهذا حق حلال كفله لك الشرع ولكن..يجب أن تعلم وتدرك جيدا أن الزواج
مسؤولية
ومسؤولية عظيمة جدا ..!
فهل سألت نفسك.. هل أنا كُفُؤ لأتزوج؟
هل أنا مُهَيّأ لأن أكون أبا ؟!
هل بإمكاني أن أربي شخصا؟
أم أنك ستترك الأمر للحظ؟ وستنهج أسهل مناهج التربية : الضرب، وتقول اليوم أتزوج وغدا يفرجها الرب؟!
إنها أرواح بشر تلك التي تتساهل بشأنها وتغامر بها..!
حين تكون أبا فإن بين يديك فرد من أفراد هذه الأمة..
أنت
أنت المسؤول عنه!
أنت مسؤول عن تفقده، تربيته، وتوجيهه، إرشاده والإجابة على تساؤلاته، واحتوائه ومساعدته..
لن تلد فراخا من الدجاج يأكلون ويشربون ثم يذبحون وينتهي الأمر..
ابنك الذي ستلده ربما لو لم تربه على منهج سليم (والمربي هو الله أولا وأخيرا) يكون معول هدم للإسلام..!
ربما ينشأ فاجرا، أو تاجر مخدرات، أو إعلامي مفسد، يتخطى فساده حدود مجتمعه وينشر فكرا فاسدا للعالم لأنه نشأ عليه ونهل منه دون موجه ومرشد.. فيُعصى الله في الأرض بسببك..!
ابنك الذي تتركه لتربيه الخادمة وتربيه قنوات فضائية ومواقع الكترونية وثقافات أجنبية سيعيش ضنكا وتعاسة وضيقا بسببك ، و قد يصلى نارا بسببك والعياذ بالله..!
هل علمت ما معنى أن تكون مسؤولا عن روح آدمي؟
أرأيت لماذا يجب أن تهتم وتفكر بشأن مستقبلك مع أبنائك؟
.......
والدة السيدة مريم عليها السلام.. حين شعرت بحركة جنينها في بطنها أتذكرون ماذا تمنّت وبماذا فكّرت؟!
ربما لو كانت واحدة من نسائنا اليوم لفكرت في طفل جميل يملأ عليها المنزل، يزيل عنها الضجر، يساعدها، ويكبر ويشتري لها ، ويذهب بها هنا وهناك...
أو فتاة لطيفة تُلبسها أجمل الفساتين وتُصفف شعرها، وتلعب معها، وتداعبها وتسمع منها كلمة ماما، ومن ثم تساعدها وتغسل المواعين عوضا عنها ..
لكن امرأة عمران كان لها هدف عظيم:
" إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم " آل عمران
كانت ترجو الله وتسأله أن يكون ابنها خادما لله ولبيته !
هذه نيّتها وهذا حلمها وهذا هدفها ومبتغاها ..!
هل فكرت نساؤنا وهن حبلات لماذا يردن الولد؟
ولأي شيء ستعده؟
أو فكر أزواجهن؟
إن ما أراه أمام عيني من نماذج آباء وأمهات لا يوحي أبدا أن هذا التفكير قد دار بخلدهم للحظة..!
فتلك صديقة نهيتهاعن الأفلام الخليعة فقالت" أمي وهي أمي تشاهدها على مرأى ومسمع منا، إنك تعظمين الأمر فقط"
وتلك تنزع حجابها بأمر من أبيها ! نعم أبوها الذي يفترض أنه غيور عليها..!
وأم تشتكي من ابنتها المعقدة التي ستفسد عليها بقية بناتها وتشجع بناتها بعدم الاستماع لها والاستمرار في التبرج ! لأجل أن يعيشوا حياتهم..!
أما ذاك الأب فلن أنساه..! الذي ابتسم منشرحا مسرورا وهو يزف إليّ خبر تعلق ابنه بفتاة !
وتابع حديثه: أخيرا ولدي البارد صار مثل أبناء الناس وصار يحب وتتحرك فيه المشاعر !
أردت أن أقول حُق له البرود فهذا الشبل من ذاك الأسد لكني بلعت جملتي واستبدلتها بسؤال تعجبِيّ: أنت تعلم بهذا؟ وهل يعلم هو بأنك تعلم؟
فضحك مني ساخرا: أنا الذي أناديه حين أرى صديقته من النافذه تنتظره واقفة !
- اضحكوا يا جماعة يبدو أن الأمر مضحك وأنا لا أعلم - !!
وأب آخر يتزوج وينجب ثم يقضي حياته متسكعا في الشوارع مستريحا مستمتعا في بيوتِ... في بيوتٍ غير بيته..
وأبناؤه؟ ألم يفكر بهم؟ أو حتى بنظرتهم إليه؟ ألم يستشعر لحظة أنه قدوة!
أو آخر يقضي يومه كله في العمل لجمع المال؟
و زوجته؟ وأبناؤه؟؟
لــــــمـــــــاذا لمــــــــــــــــــــــــــــاذا تتزوجـــــــــــــــــــون إذن وتنجبـــــــــــــــــــون؟؟!!!!
إنها أمانة بعنقكم أفلا تعقلون؟
رجاءً، قبل أن تتزوج أو قبل أن تنجب، أو حتى بعد أن أنجبت:
اقرأ في كتب التربية، وفي كتب حاجات الأبناء، وانظر في علم نفس الأطفال، والمراهقين، والشباب..!
اقرأ عن وسائل التوجيه والإرشاد، وطرق التربية الصحيحة واطلع على الحديثة، اقرأ واقرأ وتعلم...
أخيرا:
هنيئا لمن يتزوج منكم ؛ لينجب صلاح الدين..!
دمتم في حفظ الله.
يالبى ران
************************************
المفضلات