||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 63
  1. #21

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    عظيم .. كلنا هنا نتعلم و نطمح للوصول لنجم الأدباء في المستقبل و إن كنت عن نفسي أطمح لشيء غير الأدب ^^

    غير أني أمارسه كهواية و صقل للغة فقط :$

    أغدقي على القلم يا حبيبة فأنتِ ذات قلم واثق صاخب تبارك الله

    و أريد رؤية رواية للقصة الأولى بالفعالية XD

    للصديقين المتألقين

  2. #22

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    ^^^

    أجل أذكر أنك أحببتِ تلك القصة ^^" لا أدري حقا إذا كان بإمكاني إطالتها ^^"

    أتمنى حقا أن أصبح كاتبة يوما :") مع أن كل شيء في حياتي يسير بعيدا عن هذا الاتجاه XD

    +

    هل هناك من يتابع القصة بصمت؟ تحدثوا لأراكم XD

    فخورة حقاً بكل من يتابع مهما كان عددهم قليلاً.. وسأستمر بوضع الفصول حتى لو تابع الرواية شخص واحد :")

    دقائق وأضع الفصل التالي إن شاء الله

  3. #23

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    شد الوالد على ذراعي ألان مجددا وسأله للمرة الثالثة: هل فهمتَ ما قلته لك جيداً؟

    هز
    ألان رأسه بضعف وهو يردد: نعم فهمت ولكن..


    • بدون لكن! إن الأمر جد مهم!


    شعر
    ألان برغبةٍ بالبكاء.. إنه حقاً لا يفهم شيئاً من كل هذا.. ارتخت يدا والده وقال: بني.. ألان.. استمع إليّ أرجوك..

    توقف قليلاً عن الحديث.. أخذ نفساً عميقاً ثم تابع: لم تكن هذه هي الطريقة التي حلمت بإخبارك بها.. أعترف.. هذا هو الأسوأ.. أنا أب سيء.. ولكن حبيبي
    ألان.. ما يحدث الآن هو أكبر مني ومنك.. إن التاريخ يُكتب ألان! وقد تضيع فصولٌ كاملةٌ منه إن أخطأنا التصرف!

    لم يفهم
    ألان كل ما قاله والده.. إلا أنه شعر بمدى جدية وخطورة الموضوع.. لم يُذهب هذا خوفه.. ولكنه على الأقل جعله يحاول التغلب عليه..

    تابع والده: لا أستطيع أن أشرح لك كل شيء دفعةً واحدة.. ولكني أريدك أن تذهب إلى منزل
    فينسنت..

    أشاح بوجهه جانباً واستطرد: على الأغلب لن تجده هناك.. لقد عرفتُ من أصدقائي أنه كان
    مراقَباً مؤخراً.. لذلك أردتُ القدوم.. لم أتوقع أن يكون الأمر بذلك السوء.. أردت القدوم بنفسي ليس لأساعده فقط.. بل ليساعدني أيضاً..! ليساعدني على إخبارك..! ولكن... يبدو أن الأمر أخطر مما ظننت.. أخطر بكثير..! لقد تأخرنا كثيراً.. ربما لن يمكننا إنقاذ العم فينسنت الآن.. ولكن.. على الأقل....

    عاد يركز نظراته في عيني ولده: هنالك شيء مهم في منزله عليك أن تحضره..! إنه شيء مهم جدا.. إنه
    كنزٌ حافظنا عليه لقرون.. أولئك الأشخاص سيدمرونه لو وجدوه.. علينا أن ننقذه ألان! أتفهمني؟؟ علينا أن نحمي الكنز!

    هز
    ألان رأسه بتلقائية بينما عشرات الأسئلة تتراقص في ذهنه.. كيف يمكنه أن يكون فجأةً جزءاً من أمرٍ خطيرٍ كهذا..؟ ما الأمر الذي عليه معرفته بالضبط؟ ما الذي عناه والده بإنقاذ العم فينسنت؟ ما الذي جرى له؟ ولماذا كان مراقَباً؟ ومن هم ذوو الملابس السوداء أولئك؟ ألهم علاقةٌ بسر الليل وحوادث الاختفاء التي حدّثه عنها كارلوس؟ أكان لقاء والده الليلي مع أصدقائه أولئك من أجل هذا الأمر؟ لماذا يجتمعون سراً؟ ولماذا قد يراقبهم أحدهم؟ هل العم فينسنت منهم؟ وما قصة هذا الكنز تحديداً؟

    إنه حقاً لا يفهم كل ما قيل.. والوقت لا يتسع لشرح كل شيء.. ولكن
    والده يثق به..! إنه يشعر ولأول مرة كما لو أن الجدار الفاصل بينهما كان مجرد وهم! فتح فمه أخيراً وتكلم قائلاً: هل يجب أن أذهب وحدي؟ لماذا لا يمكنك المجيء معي؟


    • لأن أولئك الأشخاص قد يعودون مجدداً.. على أحدهم أن يبقى للمراقبة..



    • وإذا حاولوا العودة ماذا ستفعل أنت؟



    • ...........


    أرعبه صمت والده وتخيل
    الأسوأ.. حاول إبعاد تلك الخيالات السوداء عن تفكيره.. وسأل مغيّراً الموضوع: ما هذا الكنز الذي عليّ إيجاده؟


    • إنها لفافةٌ قديمة..



    • لفافة؟؟



    • نعم.. وهي مهمةٌ جداً.. لا شك أنك ستجدها في مكانٍ أمين.. عمرها يقارب الأربعمائة عام.. ستتعرف عليها بسهولة..


    بدا
    ألان مندهشاً.. أربعمائة عام؟؟!!

    قرأ الوالد الدهشة في عيني صغيره فقال: لأنها مهمة حافظنا عليها إلى اليوم.. إنها أغلى من حياتنا.. تذكر هذا
    ألان.. عندما تجدها اذهب بها إلى البحيرة.. وأنا سأوافيك هناك.. وكن حذراً بني..

    قرأ
    ألان بين كلمات والده أنه يدعوه للانطلاق الآن.. خفق قلبه بشدة وامتلأ بالرهبة.. همس متردداً: هل.. هل تعتقد أني قادرٌ حقاً على القيام بأمرٍ مهمٍ كهذا؟

    افترَّ ثغر الوالد عن ابتسامة عريضةٍ وقال: لا يملك الوالد إلا أن يثق بولده.. أتعرف؟
    عندما أنقذ جدك الأكبر هذا الكنز قبل أربعمائة سنة كان في نفس عمرك الآن.. لقد أسميناك باسمه تيمناً بشجاعته.. واثقٌ أنك تستطيع القيام بذلك.. هيا انطلق ألان.. ولا تنس.. ألقاك عند البحيرة..

    تراجع
    ألان بضعة خطوات.. أخذ نفساً عميقاً.. ثم استدار أخيراً وانطلق جارياً نحو منزل فينسنت.. ودار حينها بخاطره سؤالٌ ملح طفا فوق بقية الأسئلة عديمة الأجوبة.. كيف بالضبط سُمي على اسم جده الأكبر؟؟ هو واثقٌ تماماً أن أياً من أجداده لم يكن يحمل اسم ألان..!





    وقف الكولونيل
    ليموتسكي أمام مكتبه.. يمسك قلماً بيده.. ويضع إشاراتٍ متفرقة على الخريطة الماثلة أمامه.. كان ذهنه في أشد حالات تركيزه وظهر ذلك جليا في تعابير وجهه المقطبة بشدة.. لذلك لم ينتبه لصوت طرقات الباب أو فتحه.. أو حتى للصوت الذي ينادي باسمه..

    - كولونيل
    ليموتسكي..

    - ............


    كرر المنادي بصوت أعلى هذه المرة:
    كولونيل ليموتسكي!

    انتبه الكولونيل فجأة من تركيزه.. وبدا كما لو عاد فجأة من عوالم عميقةٍ غامضة.. نظر أمامه في غير فهمٍ للحظات.. ثم استعاد حواسه بسرعة وقال: آه..
    دي ليل.. لم أنتبه لقدومك..


    • تبدو منشغلاً حضرة الكولونيل..



    • لا.. ليس كثيراً.. دي ليل.. ألم أقل لك بأنه يمكنك العودة لمنزلك؟ لقد كان يوماً شاقاً عليك كثيراً..


    • لا بأس سيدي أنا بخيرٍ الآن..


    بدا في رده بعض الخجل.. عزاه الكولونيل إلى انهياره أمامه هذا الصباح.. كان مندهشاً من تماسكه الشديد.. فقد كان ينظر بحزم بالرغم من أثر احمرار عينيه الملتهب.. ويتحدث بثبات بالرغم من حشرجة صوته الدفينة! ولا تتجلى أقصى معاني الثبات.. إلا في أشد حالات الألم..! خمن الكولونيل أن سر ثبات دي ليل وأن ما يشغل باله الآن هو رغبته بالانتقام بالتأكيد..

    وقد كان تخمينه في محله.. فقد ألقى
    دي ليل نظرةً على الخريطة الماثلة أمام الكولونيل وسأل باهتمام: هل هذه هي الأماكن التي تمت مهاجمة رجالنا فيها؟

    أعاد الكولونيل نظره إلى
    الخريطة وعاد إليه تركيزه بسرعة وتمتم: أجل.. أجل..


    • إنها أماكن متفرقة..



    • أجل ولكنها لا تبعد كثيراً عن بعضها.. انظر.. هنا هوجم دانييل ليلة الأمس..


    انقبض قلب دي ليل عن ذكر اسم صديقه.. هتف فجأة: أتفكر في إرسال الرجال إلى هناك؟ أرجوك.. اسمح لي أن أكون منهم!

    لم يرد عليه الكولونيل واستمر في تحديقه في الخريطة.. فالخطط التي كان يرسمها في ذهنه كانت
    مختلفة تماماً..






    كان
    ألان يجري حيناً ويبطئ في خطواته حيناً آخر.. مشتتاً بين رغبته في الإسراع وخوفه من إثارة الانتباه.. ماذا سيقول كارلوس لو عرف بما يمر به الآن؟ لطالما تمنيا القيام بمغامرةٍ مثيرة.. ولكن جلَّ أمانيه الآن هو أنه لم يتمن هذا يوماً!

    لاح أخيراً له في الأفق المنزل الضخم لعائلة
    فينسنت.. فحث خطاه أكثر.. متى كانت أول مرة شاهد فيها العم فينسنت؟ لا يستطيع ألان تذكر هذا فالعم فينسنت كان موجوداً دائماً في حياته منذ وعاها! يذكر كيف كان يداعبه ويلعب معه.. يتناقش معه في أمور الحياة المختلفة.. يذكر صدمته عندما عرف مكانته وعائلته.. فعائلته كانت رائدة العلم والاقتصاد في البلاد طوال قرون.. ربما لا يعرف الجميع اسمها.. ولكن أولئك الذين يعرفون ما وراء الأمور.. يعرفونهم بالتأكيد..

    لقد تشرب
    ألان منذ صغره مفهوم "الوالد الروحي".. وهذه الحقائق عن عائلته جعلته يغدو مثله الأعلى! لذلك وبالرغم من أنه لا يراه كثيراً، العم فينسنت حقاً يعني له الكثير..

    هو اليوم عجوزٌ
    وحيد.. ماتت زوجته منذ سنوات طوال.. ويعيش ابنه الوحيد خارج البلاد.. هل يشعر بالتعاسة؟ هل سيجده في هذا المنزل عندما يصل؟ ما الذي جرى بالضبط للعم فينسنت؟؟

    عندما وصل بخيالاته إلى هنا كان يقف أمام باب المنزل
    مباشرة.. بوابةٌ خشبيةُ ضخمة.. بمطارق ذهبية لامعة.. لم يشعر ألان بنفسه إلا وهو يمسكها ويطرقها لتصدر ضجيجاً هائلاً أفزعه.. فرفع يده عنها بسرعة وارتباك وأخذ ينظر حوله بتخوفٍ وقلق.. ما الذي يفعله؟! قال والده بأنه ليس في المنزل! عليه أن يدخل بنفسه..

    ابتلع ريقه ومد يداً
    متوجسةً نحو الباب.. دفعه بيده فتحرك! إنه مفتوح..! استمر ألان بالتقدم ودفع الباب حتى صار مشرعاً على مصراعيه.. أول مشهدٍ طالع ألان من داخل المنزل.. كان بركة الدماء الكبيرة التي كانت تسيل تحت قدميه مباشرة..




  4. #24

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    << من المتابعين الصامتين المتكلمين

    أولئك الذين لم يبدؤوا قراءة هذه الرواية لا يدرون ما يفوتهم!

    ما زال الغموض والإثارة يسيطران على أجزاء جيدة من القصة، مثل هوية الفرسان السود الذين اقتحموا منزل فينسنت، وعلاقة الصراع الإسباني-الفرنسي بالقصة وسر الليل، والكنز نفسه بطبيعة الحال. أجزاء أخرى صارت واضحة أو يمكن استنتاجها، مثل عائلة فينسنت التي هي صلة الوصل بين الحقبتين الزمنيتين، وأمر آخر:
    هل أنا محق في ظني أن والد آلان الحقيقي هو العم فينسنت وقد سلمه لأبيه الحالي لحمايته ورعايته وللحفاظ على الكنز وسره؟ وهل يعني هذا أن اسم رالف الأصلي كان ألان أيضًا؟


    أسلوب وصف القتل والدماء فريد من نوعه. في كل مرة، نرى تحفة جديدة تمثل الأمر وكأنه مفتاح يوضع في قفل بينما هو سيف يُغرس في قلب إنسان. سترنا الله مما هو قادم .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />





  5. #25

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    ^
    ^ ذاته شك الاخ بوارو ما يدور بعقلي ><"

    أما عن الاسلوب و الغموض و ما اكتنف هذا الفصل من الجمال فلا تعليق و لا تعقيب على فرادته

    تبارك الله .. و مع هذا أحتاج إلى إعادة القراءة مرة أخرى لأحفظ الاسماء XD

    و سيتم استبدال المميز بالقلم فأنت تستحقينه ^^

  6. #26

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    وعليكم من الله سلام ورحمة وغفران...
    كما توقعت حقًا.. جمال فاق حدود الخيال...
    اللغة بسيطة وراقية.. والأسلوب بديع ومثير.. راقا لي كثيرًا...
    الأحداث في أوج التشويق.. أرجو أن تحتمل قلوبنا وقت الانتظار
    بورك في مسك قلمكِ.. ولا حُرِمنا من إبداعكِ...
    بانتظار القادم...

  7. #27

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    << من المتابعين الصامتين المتكلمين

    أولئك الذين لم يبدؤوا قراءة هذه الرواية لا يدرون ما يفوتهم!

    ما زال الغموض والإثارة يسيطران على أجزاء جيدة من القصة، مثل هوية الفرسان السود الذين اقتحموا منزل فينسنت، وعلاقة الصراع الإسباني-الفرنسي بالقصة وسر الليل، والكنز نفسه بطبيعة الحال. أجزاء أخرى صارت واضحة أو يمكن استنتاجها، مثل عائلة فينسنت التي هي صلة الوصل بين الحقبتين الزمنيتين، وأمر آخر:
    هل أنا محق في ظني أن والد آلان الحقيقي هو العم فينسنت وقد سلمه لأبيه الحالي لحمايته ورعايته وللحفاظ على الكنز وسره؟ وهل يعني هذا أن اسم رالف الأصلي كان ألان أيضًا؟


    أسلوب وصف القتل والدماء فريد من نوعه. في كل مرة، نرى تحفة جديدة تمثل الأمر وكأنه مفتاح يوضع في قفل بينما هو سيف يُغرس في قلب إنسان. سترنا الله مما هو قادم .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    ^
    ^ ذاته شك الاخ بوارو ما يدور بعقلي ><"

    أما عن الاسلوب و الغموض و ما اكتنف هذا الفصل من الجمال فلا تعليق و لا تعقيب على فرادته

    تبارك الله .. و مع هذا أحتاج إلى إعادة القراءة مرة أخرى لأحفظ الاسماء XD

    و سيتم استبدال المميز بالقلم فأنت تستحقينه ^^
    كم أنا سعيدة بمتابعتكما وتعليقاتكما..

    بعض الأمور تكشّفت في هذا الفصل وبعضها لا..

    بالنسبة لتوقعاتكما فلن أرد عليها مباشرة حتى لا أفسد متعة المتابعة

    ولكن سأذكّركما بنقطتين ذُكرتا في الرواية سابقا: ألان يكاد يكون نسخة مصغرة عن والده + قال والد ألان: "لا أرغب حتى أن أناديه ألان بعد الآن" أي أنه حتى "ألان" ليس اسماً حقيقياً!

    وللتشويق: سيتم ذكر المزيد عن موضوع الاسم في الفصل القادم بإذن الله

    +

    رواتي شكرا جزيلا لك على ختم القلم ♥ أسعدك الله :")



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوجه المبتسم مشاهدة المشاركة
    وعليكم من الله سلام ورحمة وغفران...
    كما توقعت حقًا.. جمال فاق حدود الخيال...
    اللغة بسيطة وراقية.. والأسلوب بديع ومثير.. راقا لي كثيرًا...
    الأحداث في أوج التشويق.. أرجو أن تحتمل قلوبنا وقت الانتظار
    بورك في مسك قلمكِ.. ولا حُرِمنا من إبداعكِ...
    بانتظار القادم...
    مرحبا بك هنا عزيزتي أسعدني تواجدك وكلماتك حقا ^^

    لن أتأخر عليكم بإذن الله

  8. #28

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كودو خالد مشاهدة المشاركة
    متابع صاااامت
    تسعدني متابعتك حقا.. وسأكون بانتظار ملاحظاتك وانتقاداتك متى سنحت لك الفرصة


    +

    دقائق وينزل الفصل التالي وهو أطول من سابقه ^^

  9. #29

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    سرت رجفةٌ شديدةٌ في جسد ألان من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه! شعر بأن ساقيه قد صارتا خاويتين فجأة فسقط على ركبتيه وكفيه، لتتشبع ثيابه بالدماء وليتطاير بعضٌ منها على ذراعيه ووجهه!

    وببطء رفع يديه المرتجفتين.. نظر إلى كفيه المصبوغين
    بالأحمر.. شعر بالغثيان.. وبفقد القدرة على التنفس.. أغمض عينيه بشدة.. أنا الآن في المنزل! أجل أنا الآن في المنزل! أمي قادمةٌ لتوقظني الآن.. سأتناول إفطاراً شهياً! وسأطلب منها أن تسمح لي بشرب العصير مع الإفطار فأنا لم أشربه بالأمس.. أجل.. سأفعل هذا! أجل!

    عاد انتظام تنفسه تدريجيا.. ولكنه عندما فتح عينيه كان الواقع
    المرعب ما يزال كما هو.. إنه جالسٌ وسط بركة من الدماء.. الدماء البشرية! جحظت عيناه وأوشك على الصراخ.. ولكن شيئاً ما منعه.. شعر بذكرياته التي كانت قد توقفت فجأة تعود إليه مجدداً.. أجل.. العم فينسنت.. والده المنتظر عند البحيرة.. الكنز.. الأمر الأكبر منا.. التاريخ..!

    لم يكن هنالك من ترابط.. ولكنه في مهمة! إنه على الأقل يذكر هذا! مهمة وثق
    والده به لأجلها! بالكاد استطاع الوقوف.. بالتأكيد هذه الدماء لا تخص العم فينسنت! حاول جاهداً تصديق هذا.. أجل.. إن كان الفرسان السود أولئك هم مجرمو الليل، فكارلوس تحدث عن حوادث اختفاء لا قتل!

    ساعد هذا على بث
    الثقة في قلبه مجدداً.. وبدون أن ينظر تحت قدميه.. قاد خطواته بسرعة عبر بركة الدماء ليستقر داخل المنزل.. أراد حقاً الارتماء على الأرض والتقاط أنفاسه.. ولكن والده ينتظره! عليه ألا يتأخر!

    حاول مسح يديه بأي شيء حتى لا يترك أثر
    الدماء حيثما لمس.. وقرر البدء بالبحث فوراً! كان المنزل كبيرا مكونا من طابقين.. توجه ألان مباشرةً للطابق الثاني.. إذا أراد العم فينسنت إخفاء شيء مهم فلا شك أنه سيخفيه هناك..

    كان يتحرك وهو لا يكاد يبصر سوى ما أمام قدميه
    مباشرة.. أراد فقط أن يُنهي الأمرَ بأسرع ما يمكن.. العديد من الأبواب كان عليه فتحها.. ومجموعةٌ من الغرف كان عليه دخولها.. لم يتوقف قلبه عن الخفقان بشدة.. ولم يَعُد ذهنُه من عند والده المنتظِر.. عليه أن يسرع!

    دلف أخيرا حجرةً
    كبيرة بدت كحجرة عمل خاصة للعم فينسنت.. كانت تحوي مكتباً خشبياً ضخماً وعدة خزائن ودواليب.. تقدم بحرص.. حاول فتح إحدى الخزائن فوجدها مغلقة بإحكام.. نظر حوله مجدداً.. توجه نحو المكتب الكبير وبدأ يفتش أدراجه بسرعة.. وجد أخيراً سلسلة تحوي مفاتيح كثيرة.. أسرع بها نحو الخزانة ليجربها..

    كان يستغرق وقتاً ليتمكن من إدخال المفاتيح في
    القفل.. فيداه كانتا لا تتوقفان عن الارتجاف.. وقد أدهشه هذا كثيراً فقد ظن أنه قد هدأ أخيراً..

    كان متوتراً ومتعجلاً ليجد هذا
    الكنز وليُنهيَ الأمر برمته ليعودوا بعدها إلى البيت! ليت هذا ينتهي بسرعة!

    تمكن أخيراً من
    فتح الخزانة.. كانت تحوي أوراقاً وكتباً وأدواتٍ منوّعة.. ولكن عينيه تعرفتا فوراً على الدُرج المخفي أسفلها.. في الواقع هناك درجٌ مماثل في خزانة والده.. هل سبب تكتم والده وأماكنه السرية تلك له علاقة بكل ما يحدث الآن؟

    أبعد هذا عن تفكيره بسرعة..
    هذا ليس وقته..! فليُنهِ الأمر ويغادر المكان..! بعد أن جرب عدة مفاتيح فُتح الدرج أخيراً.. وهناك.. شاهدها.. لفافةٌ كبيرة ذات لون باهتٍ للغاية..





    بقي يحدق فيها لبعض الوقت..
    لقد وجدها حقاً! وجدها بسرعة! أجل.. لا شك أن الأمور ستسير بسهولةٍ الآن.. لقد وجد الكنز..!

    بالكاد تمكن من مدّ يده لتناول
    اللفافة.. إنها كنزٌ حُفظ لقرون..! كيف ما تزال سليمة؟ لا شك أن العم فينسنت -أو أحد أسلافه- قد وضع عليها مادةً ما ليحفظها.. فهم عائلة علمٍ بعد كل شيء!

    حمل
    ألان اللفافة بحذرٍ شديد.. لقد انتهى الأمر.. إنها معه! أراد إغلاق الدرج مجدداً ولكنه لمح ورقةً صغيرةً ملقاةً في ركنه.. تناولها بيده.. كانت مهترئةً وباهتة اللون كثيراً.. لا شك أن عمرها من عمر اللفافة تقريباً!

    نظر إليها متفحصاً وكم أدهشه أن رأى فيها
    رسومات طفل!

    كان في الورقة
    رسمٌ لرجلٍ وطفلٍ صغير.. يمسكان بأيدي بعضهما وعلى وجهيهما ابتسامةٌ كبيرة.. تحت صورة الرجل كان قد سُطِّر اسم فينسنت.. وتحت صورة الطفل سُطِّر اسم رالف.. كان الفتى في الصورة يحمل في يده الأخرى لفافةً كالتي يحملها ألان الآن تماماً!

    بقي
    ألان يتأملها في حيرة.. هل هذا الطفل المدعو رالف هو من رسم هذه الصورة؟ إنه يحمل هذه اللفافة نفسَها!

    تذكر فجأةً ما أخبره به
    والده قبل قليل.. "عندما أنقذ جدك الأكبر هذا الكنز قبل أربعمائة سنة كان في نفس عمرك الآن".. أجل.. إن جده الأكبر يُدعى رالف! لابد أنه هو!هو أنقذ اللفافة وهي الآن عند عائلة فينسنت..! لا بد أنه أحضرها له! ألهذا يُعدّه والدُه "والداً روحياً"؟

    لمح فجأةً
    أثراً قديماً بالكاد يُرى على الورقة.. فبخطٍ خفيف كان قد شُطِب اسمُ رالف وكُتب مكانه اسمٌ آخر.. وبمجرد أن قرأ ألان الاسم.. شعر بالعالم يدور من حوله!





    كيف يمكن
    لكلمةٍ واحدةٍ أن تكشف كل شيءٍ فجأة؟ وكأنما هي كلمة سر تفتح الأبواب المغلّقة لتنساب المعلومات سيلاً إلى الدماغ.. أمسك ألان رأسه بين يديه وعيناه تحدقان في الفراغ أمامه.. أجل.. إنه يفهم الآن!

    تردد صوت
    والده في رأسه: "لا أريد حتى أن أناديه بألان بعد الآن!".. "لقد أسميناك باسمه تيمناً بشجاعته.."

    نظر إلى
    الاسم المسطر بخفةٍ على الورقة مجدداً.. إذاً هذا هو اسمه!

    إنه حقاً
    يفهم الآن.. يفهم سرية والده وأصدقائه.. والعم فينسنت.. يفهم من هم ذوو الملابس السود.. ولماذا تحدث حوادث الاختفاء.. لقد حاولوا جاهدين محو فصولٍ كاملةٍ من التاريخ.. ولكن حتى هو سمع بهذه الفصول قبلاً! إذاً.. هو ينتمي إلى هذه الفصول..!

    نظر إلى
    اللفافة مجدداً.. ما عساه أن يكون هذا الكنز يا ترى؟ مهما يكن الأمر هو واثقٌ الآن تماماً أنه في غاية الأهمية!

    عجيبٌ كيف يمكن
    للحقائق المتكشفة أن تغير الإنسان! صحيحٌ أن ألان لم يفهم كل شيء بعد.. وصحيحٌ أن معلوماته حول الموضوع شحيحةٌ للغاية.. ولكنه شعر بأن كلمات والده "التاريخ يُصنع الآن" تسكن كل ذرةٍ في جسده!

    بدا أكثر
    ثقة.. وأكثر إدراكاً للأمور.. اهتز وجدانه عندما وعى حقيقة وخطورة المهمة الموكلة إليه.. عليه أن يذهب بهذه اللفافة إلى والده! أهذا هو ما كان والده يحاول إخباره به طوال الوقت؟؟

    لم يستطع الانتظار لرؤية
    والده.. أسرع بإعادة كل شيءٍ كما كان.. حمل اللفافة بيده بحرصٍ شديد.. وغادر المنزل مسرعاً.. كان يجري بأقصى طاقته متوجهاً نحو البحيرة.. لمح دماء متناثرة في الطريق.. لقد سلك مع والده طريقا آخر في قدومهما لذلك لم يريا هذه الدماء..

    خلف شجرةٍ كبيرة لاحت بركة أخرى من
    الدماء.. اقترب منها بحذر.. ليرى يداً ملقاةً في وسطها..

    لم يكن منظر
    اليد المقطوعة المفزع هو ما جمّد ألان وشلّ حركته.. بل رؤيته للخاتم الفضي في بنصرها.. والذي أكد له أن اليد التي ينظر إليها.. هي يد والده..!





    بقي يحدق في
    اليد لدقائق مرت ببطء شديد.. ثم إنه رفع بصره عنها وتابع سيره ببساطة..! لم يشعر بنفسه وهو يتمتم: البحيرة.. أبي ينتظرني عند البحيرة!

    كانت هذه هي الحقيقة
    الوحيدة التي يستوعبها.. بدا كما لو أن عقله قد أزاح الصورة المرعبة التي رآها للتو جانباً.. واستمر بتصديق قناعته السابقة.. والده عند البحيرة!

    تابع سيره وكأنما قوةٌ خفيةٌ تسيّره.. وكأنما كان يطفو خارج حدود الزمان والمكان.. لم ير شيئا من معالم الطريق.. ولم يدرِ كيف صار أمام
    البحيرة مباشرة..!

    وببساطة جلس تحت شجرةٍ ضخمة.. اتكأ على جذعها.. وانتظر
    عودة والده كما وعده..!

    بماذا كان يفكر وهو جالسٌ بلا حراك يحدق في مكانٍ ما أمامه؟ في الواقع لم يبد أنه يفكر في شيء.. بدا فقط كما لو أن عقله قد تجمد كما جسده.. كل ما يفقهه الآن هو أن عليه
    انتظار والده..!

    وهكذا رغم الجوع والبرد والوحدة.. انقضت
    ساعةٌ كاملة وهو جالسٌ في مكانه دون حراك..!





    شيئاً فشيئاً شعر
    ألان بالغشاوة تنزاح من أمام ناظريه.. لتحل محلها الحقيقة المرة.. تلك اليد.. لقد كانت لوالده..!

    بدأ تنفسه يضطرب.. وأوصاله ترتعش.. ثم ما لبث صوته أن أخذ يعلو تدريجيا دون أدنى تحكم منه:
    آآه.. آآآآه.. آآآآآآآه..!!

    كوّر نفسه على الأرض التي ابتلعت
    صرخاته الباكية.. لماذا يحدث كل هذا؟! ما الذي جرى لوالده؟! هل...... لا! لا بد أنه لا يزال بخير..! هم فقط..... قطعوا يده! أو.. ربما سرقوا خاتمه ووضعوه في يدٍ أخرى..!

    بقي يقلّب في ذهنه كل الاحتمالات التي تؤدي إلى أن والده
    بخير.. كان يريد أن يتعلق بأصغر قشة أمل.. أمل بانتهاء هذا الكابوس..
    مهما يكن الأمر.. فقد أدرك
    ألان أخيراً أن والده لن يوافيه عند البحيرة مهما طال انتظاره..!

    نظر إلى
    اللفافة الملقاة إلى جانبه.. بدت ضبابية وهو يراها من بين دموعه.. ها هي.. مجرد لفافة عادية ملقاة على العشب! أتستحق حقاً كل هذا؟؟

    تذكر
    والده وهو يقول بأن اللفافة "أغلى من حياتنا".. شعر بالغصة في حلقه تزداد.. لماذا؟؟ لماذا هي أغلى من حياتنا؟؟ ما الأمر الخاص في هذه الورقة المعمرة لقرون؟؟

    وفي قمة يأسه.. أزال الشريط الذي يربط اللفافة
    وفتحها بقوة.. وارتسمت معالم الدهشة على وجهه.. عندما شاهد ما حوته اللفافة.. كانت خريطةً مرسومةً بدقةٍ شديدة..!





    نظر
    ألان إلى اللفافة المفتوحة أمامه مشدوهاً.. خريطة..؟ أهذا هو الكنز؟ إلى أين توصل هذه الخريطة تحديدا..؟

    وأدرك فجأةً أن ما يمسكه الآن
    بعنف هو كنزٌ حُفظ لقرون.. فأجفل مُبعداً يديه عنها بارتباك.. لتعود أطرافها للالتفاف على نفسها مجدداً..

    والده خاطر لأجل هذه اللفافة.. لقد ائتمنه عليها..! لا شك أنه سيعود قريباً..! أجل سيعود..! وعندها عليه أن يسلمه اللفافة آمنة..!

    هدّأه هذا الخاطر قليلاً.. مسح دموعه بكمه ثم اقترب من البحيرة.. هالته الصورة التي طالعته هناك.. كان يبدو مخيفاً بوجهه الشاحب والدماء الجافة عليه.. شعره كان أشعث أكثر من أي وقتٍ مضى.. والدموع السائلة من عينيه صارت حمراء بفعل الدماء التي جرت فوقها..! وعيناه كانتا محمرتين ومنتفختين بشكلٍ مريع.. مدّ يديه إلى الماء الصافي معكِّراً صورته المرعبة.. ملأ يديه بالماء مراراً غاسلاً وجهه ويديه.. نظر إلى صورته مجدداً.. لا تزال مريعة.. ولكن الدماء اختفت على الأقل..

    تذكر فجأةً الاسم الذي قرأه في الورقة القديمة.. أجل.. إنه الآن يدافع عن أمرٍ
    هام.. هامٍ جداً..! عليه أن يتحرك..!

    ولكن..
    إلى أين يذهب تحديداً؟؟ إنه وحيدٌ في هذا المكان الموحش.. تكوم على نفسه ليمنع ارتجافه.. ماذا يفعل؟ وإلى أين يذهب؟ كان ينظر حوله بتوتر وارتباك.. لمح اللفافة المستلقية على العشب.. هتفت كل حواسه فجأة: الخريطة..!!

    أسرع بالتقاط
    اللفافة مجدداً وعاد ينظر إلى الخريطة بتفحص.. إنه لا يعلم إلى أين ستقوده بالضبط.. ولا يعلم ماذا سيجد عند وصوله إلى حيث ترشده.. ولكنه على الأقل مكانٌ يذهب إليه..! مكانٌ يحوي شيئاً ما لا يدرك كنهه حتى الآن..!

    استطاع أن يعرف أن المكان الذي تؤدي إليه
    الخريطة لا يبعد كثيرا عن موقعه الحالي.. تفحصها بحذرٍ شديد.. ثم رفع بصره عنها لينظر حوله بتمعن.. أخذ نفساً عميقاً.. وأعاد الكرة ثانيةً وثالثة.. ثم أطلق ساقيه أخيراً وجرى نحو أعماق الغابة..

    في مكان آخر.. وقف مجموعةٌ من الرجال
    بملابس سوداء تغطيهم تماماً.. وقفوا ينظرون حولهم في أرجاء المنزل الكبير.. كانت هنالك العديد من الآثار الواضحة لأقدامٍ وأيدٍ صغيرة ملوثة بالدماء.. تحولّت أنظارهم إلى أحدهم فجأة وكأنهم ينتظرون كلمته.. صمت قليلاً.. تنهد بعمق.. ثم قال: أحضروا الكلاب..!




  10. #30

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    أموت وفي نفسي شيء من هذا الاسم الخطير الذي فتحت له معرفته كل الأسماء المغلقة وظل مع ذلك في ضباب وغشاوة عما يحدث من حوله! .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    آمل فقط ألا يكون الاسم المخفي هو فان غوخ! xD


  11. #31

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    أموت وفي نفسي شيء من هذا الاسم الخطير الذي فتحت له معرفته كل الأسماء المغلقة وظل مع ذلك في ضباب وغشاوة عما يحدث من حوله! .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    آمل فقط ألا يكون الاسم المخفي هو فان غوخ! xD

    الاسم لن يُكشف إلا في الفصل الأخير ^_____^ هو عرف منه ما كان يخفيه والده طوال الوقت.. وما حقيقة الفرسان السود..

    ما لم يعرفه هو التفاصيل التي تُعتبر شحيحة حول هذا الموضوع بالإضافة إلى ماهية الكنز..

    أعتقد أن كل شيء سيتضح مع الفصل الأخير إن شاء الله ^^

    بالمناسبة بقي فصلان فقط ><

  12. #32

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    نسيتُ نهائيًا أنها رواية قصيرة >__<

    آمل ألا نفتقد أسلوبك ورواياتك بعدها طويلاً!



  13. #33

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    نسيتُ نهائيًا أنها رواية قصيرة >__<

    آمل ألا نفتقد أسلوبك ورواياتك بعدها طويلاً!



    شكرا جزيلا لك.. سأبذل جهدي في الكتابة إن شاء الله..

    غدا بإذن الله سأضيف الفصل ما قبل الأخير..

  14. #34

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    تبارك الرحمن .. مصدوم مذهول مما قرأت هنا >_< .. لا أصدق ، أبدعتي يا فتاة

    الأحداث مشووقه .. الممتع في هذه الرواية الإسلوب السردي ولغتها المتماسكة وتناغم أحداثها كأنك تشاهدها لا تقرأها !
    ~~ حماسية .. متشوقٌ للنهاية بفارغ الصبر ، وفقك الله وأهنئك على هذه الرواية القصيرة الممتعة ..

    لا تتأخري بالفصل القادم :/ << شحاد ومشارط كمان .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />


  15. #35
    Neveto
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، رائعة الرواية وحماسية أيضاً ، بنظري الرواية مقبولة نوعاً ما ، لكن الرواية ***** تماما من الحبكة اللغوية والألفاظ الجميلة وهذا أسوأ ما فيها وأيضاً وصف الشخصيات و مشاعرهم كان ضحلا بعض الشيء فكثير من الأحيان لم أستطيع شعور الموقف الذي تمر به الشخصية !!

  16. #36

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [ اللــيـــث ] مشاهدة المشاركة
    تبارك الرحمن .. مصدوم مذهول مما قرأت هنا >_< .. لا أصدق ، أبدعتي يا فتاة

    الأحداث مشووقه .. الممتع في هذه الرواية الإسلوب السردي ولغتها المتماسكة وتناغم أحداثها كأنك تشاهدها لا تقرأها !
    ~~ حماسية .. متشوقٌ للنهاية بفارغ الصبر ، وفقك الله وأهنئك على هذه الرواية القصيرة الممتعة ..

    لا تتأخري بالفصل القادم :/ << شحاد ومشارط كمان .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    شكرا جزيلا لك ^^ بإذن الله سأضع الفصل غدا ^^


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Neveto مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، رائعة الرواية وحماسية أيضاً ، بنظري الرواية مقبولة نوعاً ما ، لكن الرواية ***** تماما من الحبكة اللغوية والألفاظ الجميلة وهذا أسوأ ما فيها وأيضاً وصف الشخصيات و مشاعرهم كان ضحلا بعض الشيء فكثير من الأحيان لم أستطيع شعور الموقف الذي تمر به الشخصية !!
    شكرا جزيلا لمرورك ومتابعتك ولانتقادك ^^ ماذا تقصد بالحبكة اللغوية؟ طالما أن اللغة متماسكة وسليمة فهذا هو المطلوب، أما الأسلوب فهو يختلف من كاتب لآخر.. أفضّل في كتابتي الأسلوب السردي البسيط والمباشر بدلا من التركيز على الوصف الجمالي.. صحيح أن التركيز على الوصف الجمالي يجعلها تحفة فنية ولكنه غالبا يؤثر على سرد الأحداث، بينما الكتابة السردية المباشرة ربما تفتقر جماليات الوصف ولكن الأحداث ستكون أفضل.. وفي النهاية لكل أسلوب جماله الخاص ولكل كاتب أسلوبه الخاص

  17. #37

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    لمن ينتقد الأسلوب

    بالعكككككس .. أحسست بالأجواء سلاسة و جمال من نوع خاص - تبارك الرحمن -

    الفصل حابس للأنفاس و وصفك لحالته النفسية لما أى اليد مددددهشة >> شريرة يا أنت XD

    الحق أقول .. من بين الروايات الانترنتية لم أقرأ شيئًا بجمال هذه تبارك الله

    من حيث الحبكة و اللغة و السلامة من الهفوات و العثرات ،، تبارك الله تبارك الله

    أهنئك على هذا النتاج و سأفضفض براحة في آخر فصل بحول الله

    أتعشم في أن يعود الجهاز من جلسة الإنعاش التي سأرسله إليها XD

    دمتِ برعاية الله ^^

  18. #38

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اها .. إذا الرواية لم تعجبك يا هذا .. أرى بأنك لم تقرأها أصلاً ، بما أن ردك منقول حرفياً من مكانِ ما ..

    وها هو الرد الأصلي








    ...

    تلتقط الردود من هنا وهناك .. وإن كنت تريد ما أشعر به ، هو أنك لم تقرأ الروايةَ أصلاً !!
    وإن عدتم عدنا !!

  19. #39

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    لمن ينتقد الأسلوب

    بالعكككككس .. أحسست بالأجواء سلاسة و جمال من نوع خاص - تبارك الرحمن -

    الفصل حابس للأنفاس و وصفك لحالته النفسية لما أى اليد مددددهشة >> شريرة يا أنت XD

    الحق أقول .. من بين الروايات الانترنتية لم أقرأ شيئًا بجمال هذه تبارك الله

    من حيث الحبكة و اللغة و السلامة من الهفوات و العثرات ،، تبارك الله تبارك الله

    أهنئك على هذا النتاج و سأفضفض براحة في آخر فصل بحول الله

    أتعشم في أن يعود الجهاز من جلسة الإنعاش التي سأرسله إليها XD

    دمتِ برعاية الله ^^
    شكرا لك رواتي >< أسعدك الله :")

    كلماتك شهادة أعتز بها :")

    وبالسلامة لجهازك XD

    +

    دقائق وأضع الفصل التالي ^^.. وسيكون طويلا بعض الشيء لأنه الفصل ما قبل الأخير :")

  20. #40

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    شعر بجسمٍ حادٍ ودقيقٍ كالإبرة يخترق ظهره.. فانطلقت رغماً عنه صيحةٌ قوية لم يسمع غيره صداها.. كان محبوساً في تابوت ضيق.. لا تزال ذراعه تؤلمه حيث حُرقت بالزيت المغلي بعد قطع يده عنها حتى لا يموت نزفاً.. هم لا يريدونه ميتاً.. ليس الآن على الأقل.. فكيف سيعذبونه لو كان ميتاً؟!

    والآن يُضاف إلى الألم المروّع في ذراعه، ألمٌ آخر أفظع منه تسببه هذه
    الإبر التي تُغرز عبر التابوت في مواضع مختلفة من جسده..
    ومع كل إبرة.. كان يشعر وكأن جسده
    يحترق.. وكأن آلافاً من الشظايا تدخل كل خليةٍ في جسده.. فتنطلق صيحةٌ حادةٌ تشقُ حلقَه والظلامَ من حوله.. أهذا هو طعم الموت؟؟ لا أحد يسمع صوته.. لا أحد يعلم مكانه.. وذهنه يدور في مكانه لا يكاد يعي أو يفكر إلا بشيءٍ واحد.. ألان..!!






    كان
    ألان يتحرك بين أحراش الغابة بحذر شديد.. رغب حقاً بالإسراع والجري.. ولكنه لا يعلم ما الذي يمكن أن يخرج له من بين الشجيرات الشائكة..

    كان يقلب عينيه بين
    الخريطة القديمة والأحراش من حوله.. لولا الجبل العالي الذي يبرز وسط الغابة لضلّ طريقه حتماً.. ولكنه لن يضيع الآن.. كيف لا والجبل هو وجهته؟؟

    كان من الواضح أن الخريطة تشير إلى مكان ما في
    الجبل.. أو ربما عليه؟ لن يعرف حتى يصل إلى هناك.. أمرٌ ما كان يجعل قلبه منقبضاً طوال الوقت.. أهو خوفه مما يمكن أن يظهر له في أية لحظة؟ أم هو رهبته من المجهول الذي لا يعلم ماهيته؟ أو هو والده الذي اختفى لمكانٍ ما تاركاً إياه وحيداً في وجه مصيره؟

    لماذا ما يزال يتبع هذه
    الخريطة وهو لا يدري إلى أين ستقوده حتى؟ ما الأمل الذي يمكن أن يجده في جبل مقفر وسط أحراشٍ مهجورة؟

    فقط المزيد والمزيد من الأسئلة.. ولا إجابات.. مرّ من أمامه فجأةً
    ثعبانٌ كبير.. رآه لثوانٍ فقط.. ثم اختفى كما ظهر.. احتوى الرجفةَ التي سكنته.. وابتلع الغصةَ التي خنقته.. فرك عينيه بباطن كفه قبل أن تنزل دموعه حتى..! عليه فقط أن يتابع..

    كان يسمع أصواتاً
    مخيفة بين الفينة والأخرى ولكنه لم يتوقف.. خدشته الأغصان والأشواك أكثر من مرة حتى أن كم قميصه تمزق ووجنته المحمرة من التعب أدميت.. ولكنه لم يتوقف.. لهاثه يزداد والتعب يأخذ منه كل مأخذ والوقت يمر ببطءٍ شديد.. ولكنه لم يتوقف مطلقاً.. لم يتوقف إلا عندما وجد نفسه يقف أمام الجبل مباشرة..






    رفع
    ألان بصره نحو الجبل العالي وبدت قمته الآن معانقةً للسماء الفسيحة.. ألقى بنفسه على الأرض منهكاً.. تمدد على ظهره وبدأ يحدق في السماء التي تخترقها القمة الحجرية.. كان لون السماء قد بدأ يتغير الآن حيث أوشكت الشمس على الرحيل.. إذاً هذا هو المكان.. المكان الذي حُفظ سراً لقرون..

    فضوله الشديد وخوفه من حلول الظلام تغلبا أخيراً على تعبه.. فنهض جالساً وهو يحس بأن كل عضلةٍ في جسده تؤلمه.. تناول اللفافة وفتحها مجدداً.. وبدأ يتأمل الخطوط الدقيقة للخريطة.. الجزء الذي يُوصل للجبل كان سهلاًً.. ولكن الآن تبدأ المهمة الأصعب.. كان من الواضح أن الخطوط المرسومة تتجه إلى داخل الجبل من مكانٍ ما في وسطه..! ولكن كيف يصعد إلى هناك..؟ طالع الجدار الصخري الأملس الماثل أمامه ثم صرف نظره عنه نحو الخريطة.. من المستحيل أن يتمكن من تسلقه..!

    ولكن الخريطة لا تحوي تسلقاً..! بل إنها تُظهر شيئاً أشبه بطريق يقود إلى أعلى الجبل.. لم يستطع ألان أن يميز أين يقع هذا الطريق.. فيبدو أنه قد وصل الجبل من جهةٍ أخرى غير تلك الموضحة في الخريطة.. وهكذا لم يكن أمام ألان إلا أن ينهض ويدور حول الجبل باحثاً عن ضالته..




    مع أن الظلام بدأ يحل إلا أن
    دي ليل لم يرغب في المغادرة إلى منزله.. هو فقط لا يريد أن يبقى وحيداً حتى لا تحاصره الذكريات الأليمة.. كان يعرف أن الكولونيل ليموتسكي يقضي كل ليلةٍ ساهراً في مكتبه حتى قبيل الفجر.. فيم يفكر يا ترى؟ وما الأمر الذي يخطط له؟

    لا شك أنه يبحث عن
    أفضل مكانٍ يمكنهم إيجادهم فيه.. أجل.. لقد كان يدرس الخريطة بعناية شديدة.. ولكن.. لقد تجاهل طلب دي ليل اليوم عندما أصر عليه أن يجعله مع الفرقة التي ستهاجمهم..! ما الذي يشغله حقاً؟!

    لم يحب
    دي ليل كل هذه التساؤلات المتراكمة.. ولم يتقبل الغموض الذي يحيط الكولونيل به نفسه.. وهكذا قرر أن يتوجه بأسئلته إليه مباشرة..

    توجه إلى مكتبه.. أخذ نفساً عميقاً.. ثم طرق
    الباب عدة طرقات.. لم يسمع دي ليل رداً على طرقاته.. كرر الطرق مجدداً ومجدداً.. وفي النهاية فَتح باب المكتب وهو ينادي بحذر: كولونيل ليموتسكي؟

    وفي الداخل.. كانت الغرفة
    مظلمة.. والخريطة لا تزال ممددةً بعرض المكتب الفسيح.. الكثير من الأوراق كانت قد تناثرت على الأرض بفعل الرياح القادمة من النافذة المفتوحة.. الكولونيل ليموتسكي لم يكن موجوداً..

    دخل
    دي ليل الغرفة بحذر.. فتش فيها بعينيه سريعاً.. سلاحه ليس هنا! إلى أين خرج وحيداً في الليل حاملاً معه سلاحه دون أن يخبر أحداً؟ شعر بقلبه ينقبض.. اتخذ قراره سريعاً.. فحمل سلاحه هو الآخر وغادر المكان..




    كيف يستغرق مجرد
    الدوران حول الجبل كل هذا الوقت؟ هذا هو السؤال الملح الذي لم يغادر ذهن ألان طوال سيره المنهِك.. لم يتوقع أن يكون الجبل بهذه الضخامة.. لقد حل الظلام وقدماه الصغيرتان لم تعودا تقويان على المتابعة.. هل سيتمكن حتى من إبصار طريقه في هذه الظلمة الحالكة؟ تعثر فجأة بشيءٍ ما فسقط على وجهه مباشرة.. نهض متألماً ومكتئباً.. هذا يكفي.. لقد اكتفى حقاً من كل هذا..!

    التفت ليرى ماهية الشيء الذي تعثر به فوجده
    جسماً مغطى بالطين والأوراق.. حاول إزالة ما استطاع إزالته عنه.. ليتضح له في النهاية أنه فانوس قديم..! كان يبدو بحالةٍ جيدة.. فلم يكن في زجاجه إلا خدوشٌ سطحية.. فتش ألان في جيوبه وهو يأمل أنه يحمل قداحة بارود والده معه.. ولكن أمله خاب.. فيبدو أن القداحة بقيت في حقيبة والده..

    جلس مكانه
    مُحبَطاً ويائساً.. نظر إلى الفانوس مجدداً فشعر بفكرةٍ ما تلتمع في رأسه.. وشيئاً فشيئاً ازداد لمعان عينيه ليهُب واقفاً فجأة وهو يمعن النظر فيما حوله.. إن كان الفانوس هنا فهذا يعني أن أحدهم مرّ من هنا! وربما عنى هذا أن طريقه المفقود موجودٌ هنا أيضاً..!

    اقترب من الجبل وهو
    يتحسس صخوره الصلبة بيديه الصغيرتين.. شعر بأن جزءاً من الصخور كان متراجعاً للخلف بطريقة غريبة.. وبعدها اختفت الصخور فجأةً لتحل محلها شجيراتٌ شائكة.. بدأ يزيحها بيديه العاريتين بسرعة ولهفة غير عابئٍ بالخدوش الكثيرة التي كانت تصيبهما.. وأخيراً رآه.. طريقٌ صخري طويل.. يتجه مباشرةً إلى أعلى الجبل!

    سعادة
    ألان بإيجاد الطريق منحته طاقةً مفاجئة.. شعر بنبضات قلبه تتسارع وبحماسته تزداد.. رنا ببصره نحو الطريق المضاء بنور القمر.. ثم انطلق يصعده بسرعة غير منتبهٍ لأصوات النباح البعيدة التي بدأت تقترب..





    سار الكولونيل
    ليموتسكي وحيداً في طريقٍ هادئٍ كهدوء الأموات.. لقد اختار المكان بدقة.. فهذا المكان يقع بالضبط وسط بقية الأمكنة التي وقعت فيها حوادث قتل الجنود الفرنسيين..!

    لقد خمّن أن إرساله لفرقةٍ عسكريةٍ لن يجدي نفعاً.. فلا شك أن جميع من في المنطقة
    سيعلم بقدومهم.. الجميع بمن فيهم المهاجمون أنفسهم..!

    ولذلك فضّل أن يأتي
    لوحده بحثاً عن الأدلة والآثار.. كما أنه يحمل سلاحه معه تحسباً لأي طارئ فلا داعي للقلق..! كان يسير بصمت.. يحدق في الأزقة المظلمة ويفتش عن الأماكن المريبة.. كان يبدو كصيادٍ متأهبٍ للانقضاض على فريسته.. كل ما يتمناه هو أن يتمكن من الانتقام لرجاله.. وبعد هذا لا شيء يهمه..!

    مرت
    نسمة هواء عليلة غيّرت الهواء الراكد العفن لهذه الأزقة المهجورة.. شعر الكولونيل بهذه النسمة تخترق كل خلية في جسده.. إنه عبق الحياة.. عبق الأشجار والورود.. لم دارت فرنسا في ذهنه في هذه اللحظة بالذات؟ لا يريد أن يفكر حتى بأنه يفتقدها.. دائماً يقاوم هذا التفكير.. فإذا ضعف هو فمن سيثبّت رجالَه؟؟ هذا الحنين المفاجئ لفرنسا في هذه الأزقة الحالكة ذكره بدانييل.. لقد قُتل في مكان قريب من هنا.. نظر إلى الظلمة الممتدة أمامه.. تصور دانييل ملقىً على الأرض ومهاجمه يطعنه بسكينٍ في قلبه مباشرة.. سرت رعشةٌ في جسده.. حاول إبعاد هذه الصور المشؤومة عن ذهنه.. عليه ألا يفقد تركيزه..!

    ولكن في الواقع.. فقده لتركيزه في هذه الثواني القليلة كلفه غالياً جداً..!

    فقبل أن يتمكن حتى من إدراك الأمر
    قفز عليه أحدهم من خلفه بعد أن ظهر فجأة من وراء صناديق متكدسة.. كانت حركةً مفاجئةً وقوية، سقط على إثرها الكولونيل وارتطم رأسه بالأرض بقوة.. أصدر تأوهاً مكتوماً.. استجمع ذهنه بسرعة.. عضّ على شفتيه وحافظ على تماسكه.. سلاحه لا يزال بيده..!

    كان المهاجم يحاول تثبيت الكولونيل أرضاً بوضع ركبته فوق
    صدره، والضغط بالركبة الأخرى على ذراعه.. كان يريد أن يمنعه من استخدام سلاحه بأي ثمن..! ولكن الكولونيل استمر بالمقاومة المستميتة.. شعر وكأن كل ذرةٍ من قوته تتجمع الآن في ذراعه المحجوزة.. لو يستطيع فقط تحريكها قليلاً!

    شتم نفسه في سره على
    تشتت ذهنه في مثل هذا الموقف.. لقد خطط للأمر جيداً.. لطالما استطاع الثبات وحده.. لماذا الآن من بين كل الأوقات خرجت مشاعره الدفينة عميقاً؟؟ تلك النسمات التي ذكرته بفرنسا.. أجل.. هي من أضاعته.!. ولكن... هو لم ينتقم لجنوده بعد! هو لم يؤد وظيفته كقائدٍ لهم! إنهم رجاله! عليه ألا يخذلهم! لو يستطيع تحريك ذراعه قليلاً فقط!

    بدا المهاجم متوتراً وهو يحاول السيطرة على حركة الكولونيل.. مما منعه من سحب
    سكينه.. أشعر هذا الكولونيل ببعض التفوق وإن كان هو الشخص الذي في الأسفل..! بقي يحاول جاهداً تحرير ذراعه باستخدام الأخرى الحرة، وركلاتٍ قويةٍ من ساقيه.. فتح فمه لينادي علّ أحدهم يسمعه.. أهو ضعفٌ أن يستغيث القائد بهذا الشكل؟ ليس إن كان يفعل هذا لأجل جنوده! مهمته لم تنته بعد! لا يمكنه الموت هنا! ولكن حتى لو نادى أنّى لأحدٍ أن يسمعه في هذا الزقاق المهجور؟

    لمح فجأةً
    ظلاً يقترب.. تسلل بصيصٌ رفيعٌ من الأمل إلى قلبه.. فرفع صوته بالنداء مستغيثاً.. اقترب الظل كثيراً.. لمح الكولونيل شيئاً يلمع في يده.. شيئاً يقترب بسرعة.. ثم ينغرس بوحشيةٍ في ذراعه..!

    شقت صرخة الكولونيل
    المتألمة صمت الليل.. وأُفلت سلاحُه من يده.. ثبته الاثنان تماماً الآن.. وتمكن المهاجم الأول من سحب سكينه أخيراً.. ودون إبطاء رفعها عالياً وبدأ ينقض بها بقوة انتقامية.. أغمض الكولونيل عينيه وأفلتت الشتائم من بين شفتيه.. لم يرد يوماً أن ينتهي هكذا.. هل هكذا هي الحياة؟ تسير على غير ما نشتهي وتنتهي قبل أن نشعر؟ هل سيموت قبل أن ينتقم؟ قبل أن ينهي مهمته؟ قبل أن.... قبل أن يعود لثرى فرنسا؟

    كانت أجزاءً من الثانية تلك التي عبرت خلالها كل هذه
    الأفكار ذهنه.. في لحظات النهاية يعترف المرء بضعفه.. يعترف بحنينه! فقط لو اعترف بهذا أبكر..! لن يكون بمقدوره بعد اليوم أن يعبر حتى عن حبه لفرنسا.. كل ما بقي أمامه.. هو انتظار اختراق النصل لجسده..!

    علا فجأةً صوتٌ
    جهورٌ ينادي من بعيد: من هناك؟!!

    لم يشعر الكولونيل إلا بالثقل
    ينزاح عن جسده وبظلين أسودين يختفيان بسرعةٍ في الظلام..

    بقي ممدداً على ظهره
    محدقاً بالسماء لا يصدق ما حدث.. لقد.. لقد نجى..! لقد أُعطي فرصةً أخرى! لقد.. عاد للحياة من جديد....!






    بالكاد استطاع النهوض
    جالساً والألم يملأ كل أنحاء جسده.. التفت ليرى هوية منقذه..

    شاهد
    أنواراً بعيدةً تقترب.. وعندما أصبحوا في مرمى بصره عرف فيهم فرسان فرنسا الموكلين بحفظ الأمن في طرق إسبانيا.. دنوا منه قلقين ومتسائلين.. لم يستطع أن يجيبهم من فوره.. كان لا يزال يلتقط أنفاسه بعد كل ما مر به.. لقد عاش من جديد..! عليه أن يستغل هذه الحياة جيداً.. فهو لا يعلم متى يمكن أن تنتهي..! ربما كانت هذه من الحقائق المسلّمة لدى الجميع.. ولكنه يشعر الآن كما لو أنه يدرك هذه الحقيقة لأول مرة.. سمع فجأةً صوتاً مألوفاً ينادي بجزع: كولونيل ليموتسكي!!

    رفع الكولونيل بصره ليرى
    دي ليل واقفاً أمامه.. بدا مشدوهاً وقلقاً جداً.. عاد يقول بفزع: لماذا ذهبت وحدك حضرة الكولونيل؟؟ لقد كدت تفقد حياتك..!!

    رتّب الكولونيل أفكاره سريعاً..
    لا وقت لتضييعه.. لا يريد أن يندم على شيءٍ بعد الآن..! نهض ليقف على قدميه أخيراً ويقول: جئت في وقتك دي ليل.. علينا الذهاب فوراً إلى المارشال سولت..

    تفاجأ
    دي ليل وقال: ولكنك تنزف حضرة الكولونيل..! سنستدعي لك الطبيب حالاً ويمكنك غداً أن تقابل الحاكم الـ...

    قاطعه الكولونيل بقوة وحزم: هذا لا شيء! الأهم الآن هو مقابلة
    المارشال فوراً! عليّ أن أخبره بهوية المهاجمَين!!

    بدا الذهول التام على وجه
    دي ليل الآن.. بالكاد تمكن من ابتلاع الصدمة ليسأل: تـ.. تقول أنك تعرّفتهما؟؟!!

    أجاب الكولونيل: أجل.. عرفتهما من ثيابهما..

    تنهد بعمق.. تراءى له
    شبح المهاجمَين.. ثم تابع بصوتٍ يفيض غيظاً وهو يسير مغادراً الزقاق: إنهما من جنود دير الديوان..!!!






صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...