||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 63
  1. #41

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    فصل رهيب! نقف على أطراف أصابعنا نترقب التتمة!



  2. #42

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كودو خالد مشاهدة المشاركة
    ماشاء الله تبارك الله !

    هذا الفصل أجمل الفصول وأقواها !

    في انتظار التتمة


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    فصل رهيب! نقف على أطراف أصابعنا نترقب التتمة!


    شكرا جزيلا.. يسعدني ذلك..


    في الواقع لم أكن قد أكملت الفصل الأخير بعد، ولكنه اكتمل الآن.. ويبدو أنني لم أوفّق في تخمين طوله ^^"

    ربما كان عليّ أن أجعله أربعة أجزاء ^^"

    ولكني وعدتكم بالفصل الأخير لذلك ترقبوا غداً بإذن الله فصلاً أخيراً طويلاً جداً :")

  3. #43

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    وقف الكولونيل ليموتسكي أمام المارشال سولت الحاكم العسكري لمدريد والذي بدا منذهلاً مما سمعه من الكولونيل.. ورويداً رويداً اختفت ملامح الدهشة من وجهه لتحل محلها ملامح الغضب والغيظ الشديدين..

    في الواقع كان
    الإمبراطور نابليون قد أمر سابقاً بحلّ دير الديوان، ولكن الفرنسيين أبطأوا في تنفيذ القرار كي لا يزيدوا الأمور تأزماً.. فالعلاقة بين الدير والفرنسيين لم تبدُ مشجعةً منذ البداية.. ولكن أن يصلوا إلى هذا الحد بعد كل التسامح الذي قابلهم به الفرنسيون!! وجد المارشال سولت أن هذا أمرٌ لا يُغتفر أبداً..

    صرّ على أسنانه بقوة وقال: "لا شك بأن من يقتل جنودنا كل ليلة هم أولئك الأشرار.. لا بد من
    معاقبتهم وتنفيذ قرار الإمبراطور بحل ديوانهم.. والآن خذ معك ألف جندي وأربعة مدافع وهاجم دير الديوان واقبض على هؤلاء الرهبان الأبالسة..!!!"





    سار
    بخطواتٍ بطيئةٍ رتيبة.. أراد حقاً أن يسرع ولكن بعد كل ما لاقاه اليوم ها هو الآن يصعد طريقاً منحدراً بشدة..! ساقاه متشنجتان بشكلٍ رهيب وبالكاد يتمكن من تحريكهما.. ولكن لا بأس.. لا شك أنه سيحصل على راحةٍ رهيبة بعد كل هذا التعب.. سيستلقي في فراشه لأسبوع ولن يقوم بأي مجهودٍ من أي نوع.. كان ألان يسلي نفسه بهذه التخيلات لعلها تنسيه مشقة الصعود، وأوهام المخاوف..

    لم تبد لطريقه
    نهايةٌ واضحة.. كان فقط يصعد ويصعد.. صعوداً شعر أنه يمتد بلا نهاية.. كانت الغيوم السوداء قد بدأت تتجمع في السماء الحالكة.. مخفيةً ضوء القمر الذي كان ألان يستنير ويستهدي به.. كان الآن لا يكاد يرى سوى مواضع خطواته.. خطواته الثقيلة التي بالكاد يثبتها في مكانها مقاوماً الرياح المشتدة.. خطواته التي طالت كثيراً..

    بدأ يتسلى بعدّ خطواته المنهكة: واحدة.. اثنتان.. ثلاثة.. أربــ....

    اصطدم وجهه
    بقسوةٍ بحاجزٍ صخري صلب.. ارتدّ للخلف من شدة الصدمة.. تحسس وجهه وأنفه بألم.. ما هذا؟ ماذا الآن؟ مدّ يديه متحسساً الظلام أمامه.. الطريق مسدود..! إنه يتوقف هنا..!! ما معنى هذا؟؟ كيف يتوقف الطريق هنا؟؟ هل كانت رحلته الشاقة كلها بلا معنى؟؟

    وقف في
    مكانه بيأس وذهول.. تهب الرياح القاسية على أكوام بؤسه.. لم يعرف ماذا يفعل بعد الآن أو كيف يتصرف.. انهار جالساً.. وشعر بالدموع تتجمع في مقلتيه.. ماذا يفعل الآن وإلى أين يذهب؟ لماذا بعد كل هذا التعب، ينتهي بلا شيء؟؟

    كان لا يزال جالساً منهاراً عندما تنبّه فجأةً لصوت
    صفير الهواء القوي المنبعث من جانبه.. بدا كما لو أن أحدهم كان ينفخ في قربةٍ مجوفةٍ ضخمة.. التفت إلى جواره بارتياب.. صحيحٌ أن الرياح قويةٌ جداً هنا على هذا الارتفاع.. ولكن الصوت كان قادماً من الجبل نفسه..!

    نهض من مكانه
    بتردد.. توجه بخطواته نحو الجبل وهو يمد يديه أمامه حتى لا يفاجئه الاصطدام به.. ولكن يديه لم تلامسا شيئاً.. بل استمرت خطواته بالتقدم حتى شعر برطوبة الهواء من حوله، وبارتداد الرياح نحوه، وبازدياد الظلمة أكثر من السابق حتى..

    بقي يقلب الوضع في رأسه.. الشيء
    الوحيد الذي كان من الممكن إدراكه.. هو أنه الآن يقف داخل كهفٍ معتم..!




    كانت خطواتهم تهز
    الأرض من قوتها.. بدأت المنازل تنير وبدأت الرؤوس تطل من النوافذ.. فإلى أين يتجه ألف جندي فرنسي مدججين بالسلاح والمدافع في ليلةٍ أوشكت على الانتصاف؟؟

    استمر الجيش بالتقدم حتى صار أمام الدير
    مباشرة.. توقف الجنود.. أمسكوا أسلحتهم متأهبين.. تقدم الكولونيل ليموتسكي للأمام بثبات.. وقف ونادى بأعلى صوته: الجيش الفرنسي..!! سلموا أنفسكم..!!

    وكانت الإجابة التي تلقاها هي
    رصاصةٌ صفرت بجوار أذنه مباشرة..! توالى بعدها إطلاق النار من قبل جنود الدير..!

    لم يحتج
    الكولونيل وقتاً ليتخذ قراره.. فقد أشار لجنوده أن أطلقوا.. وفعلاً بدأ إطلاق النار العنيف والمتبادل بين الطرفين..

    الجنود
    الفرنسيون كانوا يقاتلون بأقصى طاقتهم.. تتمثل أمامهم صور إخوانهم وأحبائهم القتلى.. فيتابعون الإطلاق والتقدم بقوةٍ أكبر.. يسقط منهم من يسقط.. فيسارع رفاقه بحمله وإسعافه.. ولكن لا يتوقفون أو يجبنون مطلقاً!

    دي ليل كان معهم كذلك.. يقف وسطهم غير عابئٍ بالنيران الكثيفة من حوله.. كان يرى صورة دانييل في كل طلقة يطلقها.. يناديه في سره.. أنْ هذه لأجلك..!

    على الطرف الآخر كان
    حراس الدير يقاتلون باستماتةٍ كذلك رغم إثخان جراحهم.. ما الذي كانوا يدافعون عنه؟ وما الأمر الخطير الذي يختفي خلف نوافذ الدير الزجاجية؟

    الرهبان
    في الداخل ملأهم القلق.. بدأ كلٌّ منهم يتخذ لنفسه ساتراً يحميه من الرصاص المنهمر.. النوافذ بدأت تتحطم.. والإصابات من الطرفين بدأت تزداد.. رأى الكولونيل ليموتسكي الأمر بدأ يطول فنادى بأعلى صوته: أحضروا المدفع..!!

    وبدأ
    المدفع يتقدم ثقيلاً مخيفاً.. أخذ حراس الدير بالتراجع.. والفرنسيون بالتقدم.. أكثر فأكثر.. الطلقات صارت تزداد في محيط المدفع.. لا يجب أن يدعوهم يستخدمونه..!

    سقط
    الجندي الذي كان يعدّ المدفع.. وسالت دمائه تحت عجلاته.. سحبه رفاقه بسرعة.. واستلم أحدهم مكانه دون تردد.. كان قد علم أن الرصاصة التالية ستستقر في جسده حتى قبل أن يحدث ذلك بالفعل.. بدا المدفع الرمادي مصبوغاً بالأحمر الآن.. ولكنهم لم يتوقفوا..

    تجمع
    الجنود حولهم يحمون ظهورهم في أخطر مكانٍ في أرض المعركة الآن.. لم يتوقف عمل جنود المدفع لحظة رغم الإطلاق الكثيف عليهم.. يحمل أحدهم المشعل.. يغمره الآخر بالزيت.. يشعله الثالث.. يقربه الرابع من المدفع.. وعندما أوشك على تلقيمه.. ألقى حراس الدير أسلحتهم.. وأعلنوا استسلامهم..!




    عبر الكولونيل
    ليموتسكي وعشراتٌ من جنوده بوابات الدير الكبيرة.. كان حراس الدير قد أُخذوا جميعاً أسرى تمهيدا لتقديمهم لمجلسٍ عسكري.. كما تم القبض على رهبان الدير جميعاً.. ولكن الكولونيل أمر بأن يظلّوا في الدير تحت الحراسة إلى حين انتهاءه وجنوده من التفتيش..

    كان الدير عبارةً عن
    قاعاتٍ كثيرةٍ فخمة.. مملوءةٍ بالكراسي الهزازة والسجاجيد الفارسية والصور والمكاتب الكبيرة.. وكانت الأرضيات مصنوعةً من الخشب المصقول المدهون بالشمع.. كما أن شموعاً مخلوطةً بماء الورد كانت موقدةً أمام صور الرهبان باعثةً شذاها العطر في كل أنحاء الدير.. مما جعله يبدو كقصرٍ من قصور الأساطير..

    وقف
    الرهبان بصمت وخشوع يراقبون الجنود الفرنسيين يقلبون المكان رأساً على عقب دون أن يتمكنوا من العثور على ما يريب..

    بينهم وقف كبيرهم الراهب
    ماثيو.. كانت عيناه تكادان تفيضان بالدمع.. تحدث بتأثر بصوته الهادئ: أيها الكولونيل.. إننا لا ندري حقاً سر تهجمكم هذا علينا.. لقد كنا ندافع عن أنفسنا فقط! إن كان بلغكم شيء عنا فهو بلا شك محض إشاعات باطلة! لا يمكن لي أو لأي من أتباعي الذين أثق بهم كما أثق بنفسي، لا يمكن لأي منا القيام بالأعمال الشنيعة التي تتهموننا بها..!

    بدا
    عدم الاقتناع على وجه الكولونيل.. ولكنه لم يعقّب.. لقد فتشوا الدير شبراً شبراً ولا أثر لما يريب إطلاقا..! هل يعقل أنهم أخطأوا في حكمهم؟ لا لقد رآهما..! اللذان هاجماه كانا من حراس الدير بلا شك..! هل يمكن أن يكون قد أخطأ..؟

    شعر الكولونيل بالأمور
    تختلط في رأسه الآن.. لم يملك إلا أن ينادي في جنوده: لقد انتهت مهمتنا هنا.. استعدوا للمغادرة..!

    وقف الجنود
    مذهولين.. لا يمكن..!! أقاتلوا وفقدوا رفاقهم من أجل لا شيء؟ ألن يثبت على هؤلاء الأبالسة قتلهم لرفاقهم وأحبائهم..؟

    أشدهم ذهولاً وقهراً كان
    دي ليل.. لم يصدق أنهم سيغادرون بهذه البساطة..! وماذا عن رفاقهم القتلى؟ وماذا عن نضالهم للدخول؟ وماذا.. وماذا عن دانييل..؟؟ لقد وعده بالانتقام..!!

    لم يرد أن يغادر هكذا ببساطة..
    ولكن ما عساه يفعل؟ أطرق برأسه نحو الأرض بألم.. لتباغت رأسه فكرة مفاجئة..! رفع بصره بسرعة ونادى الكولونيل: اسمح لي حضرة الكولونيل! إن مهمتنا هنا لم تنته بعد..!

    التفت الكولونيل إليه.. كان يفهم مشاعره جيداً فقال:
    دي ليل.. لقد فتشنا الدير كله ولم نجد ما يريب.. هذا هو الواقع..

    ولكن
    دي ليل أجاب بثقة: أرغب بفحص أرضية هذه الغرف.. فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها..!

    استطاع
    الكولونيل أن يلمح بطرف عينيه نظرات الرهبان القلقة.. فالتمعت عيناه بالحماسة والأمل وقال: لك ذلك دي ليل! الأمر بين يديك..!

    تقدم الضابط
    دي ليل ونادى في الجنود: ارفعوا السجاجيد..!

    وفعلاً تم رفع السجاجيد الفارسية
    الفاخرة وإلقاؤها جانباً..

    ثم عاد
    دي ليل يأمر الجنود: أحضروا الماء..!

    فجُلبت دلاءٌ مملوءةٌ به.. أمسك
    دي ليل بأحدها وسكب محتوياته أرضاً قائلاً: هكذا أريدكم أن تفعلوا.. صبوا الماء بكثرة على أرضيات الغرف.. الأرضيات اللامعة المشمعة..!

    وبدأ الجنود يسكبون
    الماء في الغرف غرفةً تلو غرفة.. وعيون الجميع ترقب الماء المنسكب.. الغرفة الأولى.. الثانية.. الثالثة.. وفوجئ الجميع بمرأى الماء قد ابتلعته أرضية تلك الغرفة..!

    صفّق دي ليل بيديه فرحاً وقال: إنه هو! إنه
    باب! انظروا جميعاً! انظر حضرة الكولونيل!

    اقترب الكولونيل
    يمعن النظر.. فإذا به يرى بالفعل حدود الباب قد ظهرت.. وقد تربعت فوقه حلقةٌ صغيرة وضعت بمكر إلى جانب رجل مكتب الراهب ماثيو..!

    أقبل الجنود المتحمسون
    يكسرون الباب بأعقاب بنادقهم.. يراقبهم الراهب ماثيو ومن معه بوجوهٍ تعلوها الصفرة والغبرة.. وبمجرد أن تحطم الباب تماماً.. طفت رائحة الموت داخل الغرفة..





    وقف
    ألان مكانه في مدخل الكهف المظلم.. يشعر بالرياح تعبره.. تخلل جسده كما خصلات شعره.. وتعود له مجدداً.. إنه حقاً كهف..! هل الكنز موجودٌ هنا؟ لو يتمكن فقط من الإبصار قليلاً..

    وتحققت
    أمنيته فوراً.. فقد كشفت الغيوم الثقيلة خلال حركتها عن خطٍ رفيع من نور القمر تسلل عبرها بخفة.. ليمتد ويمتد حتى ينعكس على جانب من الجبل.. وينساب بين صخوره وكهوفه..!

    النور الباهت الذي عم جنبات الكهف كان أكثر من كافٍ ليتمكن ألان من إبصار ما حوله.. كان كهفاً واسعاً.. لا مغاور عميقة فيه.. أرضيته خاليةٌ تماماً إلا من بعض الصخور المدببة.. ولكن ما شد انتباه ألان وجعله يفغر فاه من الدهشة هو المنظر الذي رآه على جدران الكهف..!

    اقتربت خطوات
    ألان من الجدران ببطء.. إذا.. هذا.. هذا هو الكنز..! إنه يقف أمام الكنز مباشرة.. يحدق فيه بعينيه.. مدّ يده للأمام فاختفى نور القمر فجأة.. أجفل ألان.. شعر بحواسه تتنبه وكأنه استيقظ للتو من حلمٍ بعيد.. التقطت أذناه صوتاً لم يكن قد انتبه له قبل الآن.. صوت زمجرةٍ قريبة..!

    توجه نحو
    مدخل الكهف بارتياب.. شاهد نوراً غريباً وضئيلاً ينبعث من أسفل حافة الجبل.. اقترب من الحافة بحذر.. أطل برأسه.. فارتجفت كل أوصاله..!

    ففي ضوء
    المشعل الضخم المضيء.. استطاع أن يراهم واقفين أسفل الجبل.. ثلاثة فرسانٍ سود.. بصحبةٍ كلابٍ سوداء كبيرة.. كان يلتفتون حولهم.. يفحصون الأرض جيداً.. التقط أحدهم فانوساً قديماً.. اقتربوا جميعاً منه.. أمعنوا النظر فيه.. ثم نظروا نحو الجبل..

    اقتربوا من حيث كان يقف أحد الكلاب
    نابحاً بإصرار على الشجيرات الشائكة.. أزاحوها قليلاً ليظهر أمامهم الطريق المنحدر..
    وفجأةً رفعوا رؤوسهم لتلتقي أعينهم بعيني
    ألان في لحظة مرعبة شعر ألان بقلبه يكاد ينخلع خلالها.. لا.. من المستحيل أن يكونوا قد تمكنوا من رؤيته في هذا الظلام..!

    كانوا الآن يتحدثون فيما بينهم.. تركوا الكلاب في
    أسفل الطريق.. أزاحوا الشجيرات الشائكة من أمامهم.. وبدأوا يحثّون خطاهم صعوداً لأعلى الجبل..

    بالكاد تمكن
    ألان من التراجع للوراء بعد أن شلّ الرعب حركته.. لقد حاصروه تماما..! عاد بخطواته المهزوزة إلى الكهف.. يلتمس بعض الأمان.. الأمان الزائف..




    وقف الكولونيل
    ليموتسكي وجنوده ينظرون بذهول إلى السلم المؤدي إلى باطن الأرض، والذي ظهر لهم عبر الباب المكسور..

    استعاد الكولونيل حواسه بسرعة، وأسرع بتناول
    شمعة كبيرة طولها أكثر من متر كانت تتربع أمام صورةٍ لأحد كبار رهبان الدير.. وقف ينظر إلى السلم..

    ابتلع ريقه ومدّ قدمه
    لينزل فشعر بيدٍ تربت على كتفه بهدوء.. التفت ليُفاجأ بالراهب ماثيو ينظر إليه بلطف ويهمس بخشوع: بني.. لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدماء القتال.. إنها شمعة مقدسة..!!

    استشاط الكولونيل
    غضباً وأزاح يد الراهب بعنف وهتف: بل إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء! وسنرى من النجس فينا.. ومن القاتل السفاك!

    ولم يملك الراهب إلا أن
    يتراجع للخلف ببطء وقد خلا وجهه من أي تعبير.. فانطلق الكولونيل هابطاً السلم يتبعه رجاله بأسلحةٍ متأهبة..!

    لمَ تبدو الأوقات أبطأ عند الانتظار..؟ شعروا بأن السلم لا ينتهي مطلقاً.. وبأن كل درجةٍ يهبطونها كانت تستغرق دهراً.. كانوا يقظين متأهبين متوترين.. اختلطت مشاعرهم وهم ينتظرون ما سيلقونه في آخر السلم.. وأخيراً وصلوا الدرجة الأخيرة.. وفغروا أفواههم من الدهشة..!

    وجد الكولونيل وجنوده أنفسهم وسط
    قاعةٍ كبيرة مرعبة.. عرفوا من النظرة الأولى أنها قاعة محاكمة!

    كان يتوسط القاعة
    عمودٌ من الرخام.. به حلقة حديدية ضخمة، ربطت بها سلاسل من أجل تقييد المتهمين بوحشية.. وأمامها منصة للقاضي وأعوانه..

    وقفوا يتأملون القاعة
    بذهول.. حتى التفت دي ليل فجأة ليقول: هناك المزيد من الغرف..!

    أولئك الذين دخلوا الغرف التالية
    لم ينسوا ما شهدوه هناك طوال حياتهم..!




    دخل الجنود
    ببطء إلى الغرف التالية يتقدمهم الكولونيل ليموتسكي.. أول شيء استقبلهم كان صندوقاً كبيراً أشبه بالتابوت، يقف بطريقة مريبة وسط الغرفة..

    تقدمت خطوات الكولونيل بهدوء حتى صار
    أمام التابوت مباشرة.. كانت أنظار جنوده مثبتة نحوه الآن.. مهما كان المرء جريئاً فهو لا يملك إلا أن يرتبك في مثل هذه المواقف..!

    أخذ نفساً عميقاً.. مدّ يده
    أخيراًَ نحو الصندوق.. حرك قفله ببطء.. فإذا بالغطاء يُفتح نحو الخارج بقوة، وإذا بالكولونيل يكاد يفقد توازنه عندما سقطت محتوياته المندفعة عليه..!

    بالكاد تمكن الكولونيل من استجماع نفسه بعد هذه
    المفاجأة.. نظر إلى الشيء الساقط عليه ليتعرف ماهيته.. وما إن أدركت عيناه حقيقة الشيء الذي تنظران إليه حتى سرت القشعريرة في جسده كله.. فما كان ينظر إليه، لم يكن سوى عظامٍ بشرية متهالكة..!!

    بقي يحدق
    مشدوهاً لا يصدق ما يراه.. شهقات الجنود المصدومة تعالت من خلفه.. تقدم دي ليل نحو الكولونيل دون وعي تقريبا..

    همس برعب: ما الذي
    بالضبط كان يجري داخل هذه الغرف؟؟

    نظر الكولونيل إلى
    العظام الساقطة مجدداً.. هذه جمجمة وهذا قفص صدري.. وعظام لذراعين لا تزال مثبتة في أغلالها..! إنه إنسان.. إنسانٌ حُبس هنا واقفاً حتى الموت..! ولكن كم مر من الزمن على موته ليستحيل هكذا عظاماً دون أن يلتفت له أحد..؟

    شعر
    بالألم والقهر يغزو فؤاده.. أي قلبٍ يملك أولئك المجرمون؟؟

    نادى أحد الجنود فجأة: سيدي هناك
    المزيد من هذه التوابيت..!

    التفت الكولونيل حوله يتأمل أركان الغرفة
    المظلمة.. الكثير من التوابيت المصفوفة عمودياً وأفقياً.. أكلهم مجرد عظام..؟

    استجمع شتات نفسه وأفكاره مجدداً.. ثم أعلن لجنوده: لينطلق كلٌ منكم إلى
    تابوت.. أقل ما يستحقه هؤلاء الأموات منا هو دفنهم بطريقة مشرّفة..!

    ورغم معرفتهم
    بالرعب الذي ينتظرهم داخل التوابيت فقد انطلق الجنود بسرعة ودون تردد، كلٌّ إلى تابوتٍ مختلف..

    الكثير منها كان يحوي
    عظاماً متفتتة.. بعضها كان فيه جثثٌ متحللة أو متعفنة.. كان الجنود بالكاد يكبتون صرخاتهم ويتمالكون شعور الغثيان الذي يصيبهم عندما يبصرون هذه المناظر المروعة ويشمون الروائح الكريهة المصاحبة لها..

    أحد الجنود صرخ فجأة: سـ.. سيدي!! سيدي!!!

    بدا صوته
    مرتجفاً وكأنه لا يقوى على وصف ما يشاهده.. التفت إليه الكولونيل متسائلا: ما الأمر؟ ما وراءك الآن؟

    بالكاد استطاع
    الجندي فتح فمه وإخراج صوته ليقول: إ.. إنه حي..!!!

    وفي لمح البصر كان الكولونيل وجنوده قد
    تجمعوا كلهم عند تابوت هذا الجندي.. بداخله أطل جسد شابٍ فاقد للوعي.. مكبلٍ بالأغلال..

    تحسس الكولونيل
    نبضه.. إنه في الرمق الأخير ولكنه حي بالتأكيد..! صاح بمن حوله: أخرجوه!

    حطم الجنود أغلال الشاب وأخرجوه من تابوته.. غطوه بمعاطفهم.. أسعفوه قدر ما استطاعوا.. أسرع أحدهم صاعداً ليجلب بعض الماء للشرب..

    نادى الكولونيل برجاله بقوة: هنالك
    أحياء! إنه يومكم يا رجال! انطلقوا!

    وهكذا انطلق الجنود
    بهمةٍ وحماسةٍ أكبر يفتشون عن الحياة بين أنقاض الموت..!




    استطاع الرجال إيجاد بعض
    الأحياء الآخرين.. رجالاً ونساءً وحتى أطفالاً..! بعضهم كان في الرمق الأخير.. وبعضهم كان واعياً وبقي يتأمل منقذيه لا يكاد يعي حقيقة أنه قد نجا.. أما بعضهم الآخر فكان قد جن من شدة التعذيب.. كان مشهداً تشيب له الرؤوس.. وتذوب له الصخور..

    كان الجنود
    يسترونهم بمعاطفهم.. يسقونهم الماء.. ويسعفونهم ما استطاعوا.. لم يريدوا إخراجهم إلى النور فجأة حتى لا تتأذى أبصارهم..

    أولئك الذين كانوا
    يدركون أنهم قد نجوا فعلاً كانوا يجهشون بالبكاء، وينهالون تقبيلا على أيدي وأقدام الجنود الذين أعادوهم للحياة مجدداً.. لينهار بعض الجنود باكين معهم.. كانت الصخور لتبكي في مثل هكذا موقف فكيف بالبشر..؟

    أخيراً أنهى الجنود فتح كل
    توابيت هذه الغرفة.. لينتقلوا بعدها إلى الغرف التالية.. لم يعلموا أن ما شاهدوه هنا لا يعد شيئا بالمقارنة مع ما ينتظرهم في الغرف والقاعات الأخرى..!

    كانت الغرف الأخرى مليئة
    بآلات التعذيب التي تقشعر لهول مرآها الأبدان.. منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري..

    كان هناك صناديق في حجم
    رأس الإنسان تماماً.. يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة.. وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس السجين بانتظام.. في كل دقيقة نقطة.. وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب.. ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت..!

    عثر الجنود كذلك على الكثير من الآلات الأخرى المليئة
    بالسكاكين والكلاليب.. الفزع والرعب الذي سكن قلوبهم لمرآها، ولتخيُّل الوحشية التي تُستخدم بها، لم يكونوا قد شعروا به من قبل إطلاقاً..!




    شيئاً فشيئاً
    أخرج الجنود المساجين إلى العالم الخارجي.. لا يدري أحدٌ كيف تنتشر الأخبار بهذه السرعة..! أولئك الذين كانوا قد تجمعوا ليشهدوا معركة دخول الدير.. وأولئك الذين لامست أسماعَهم قصصُ التعذيب المريعة هنا.. كانوا قد ازدادوا الآن ليصبحوا معظم سكان مدريد تقريباً!

    تجمع الناس
    بالآلاف ليروا بأم أعينهم آلات التعذيب الرهيبة المدفونة في الدير.. أدركوا جميعاً وكأنما هم يفكرون بعقلٍ واحد أن أسطورة سر الليل كانت بالفعل حقيقة.. حقيقة وحشية أنشأها هذا الدير المجنون..!

    لا توجد قوةٌ قادرة على إيقاف
    جموح آلافٍ من الشعب الثائر.. أمسكوا بالراهب ماثيو.. قادوه بعنف وهو يستغيث بالجنود الفرنسيين.. تأملهم الكولونيل ليموتسكي وهم يسحبونه لقبو تعذيبه.. فكر في نفسه: كم استغاث بك ضحاياك بهذه الطريقة وتجاهلتهم.. فات أوان الاستغاثة الآن..!

    وقُتل الراهب ماثيو..! قُتل بنفس الطريقة والآلات التي قَتل بها آلافاً من ضحاياه.. كانت نصف ساعة فقط تلك التي قضى فيها الشعب الثائر على حياة ثلاثة عشر راهباً ثم أخذ ينهب ما في الدير..!

    وقف الضابط
    دي ليل يتأمل السكان الثائرين.. والناجين المرتجفين.. لا يكد يصدق أن كل هذا حدث في ليلةٍ واحدة.. بالأمس فقط رحل دانييل عن هذه الدنيا.. واليوم ها هو قد انتقم له.. رفع بصره نحو السماء.. كان البدر يطل بخجل من بين الغيوم المتراكمة..

    دانييل.. هل كان يتأمل البدر كما يتأمله هو الآن ليلة مهاجمته..؟ دانييل.. لتلقِ نظرةً على العالم من حيث أنت.. لقد انتقمنا جميعاً لأجلك..!

    شعر كما لو أن حملاً ثقيلاً قد
    انزاح عن كاهله.. شعر برغبةٍ في بكاء دانييل مجدداً بعدما لم تعد تسكنه من مشاعر سوى الأسى والحزن عليه..

    ولكن لا.. ليس بعد.. ما تزال هناك
    مهمةٌ عليه أن ينجزها.. التفت إلى الكولونيل ليرى التعابير نفسها مرتسمةً على وجهه.. إنه لا يزال في أوج تركيزه وعمله.. لن يرتاح حتى ينهي المهمة المتبقية لديه..!




    جلس
    ألان على الأرض الحجرية الباردة.. يروح عقله ويجيء في دوامات وحلقات مفرغة.. مشاعر كثيرة مختلطة لم يشعر بها سابقاً سكنته.. شعر بأنه لم يعد يعي ما يجري حتى..

    - ركّز.. ركّز.. ركّز..!

    هكذا بقي يحدث
    نفسه بصوتٍ مسموع.. أراد أن يفكر بشيء ما على الأقل.. أي شيء! فقط لو يتحرك دماغه وجسده..!

    حاول السيطرة على أعصابه المتهالكة.. بالكاد تمكن من استجماع ذهنه المنهار..
    إنه هنا.. وحيدٌ في كهفٍ بمدخلٍ واحد.. طريقه الوحيد للهروب هو الطريق نفسه الذي يتقدم خلاله مطاردوه..! وحتى لو تمكن من تفاديهم بطريقةٍ أو بأخرى.. فتلك الكلاب المتوحشة تنتظره في الأسفل..!

    كبح رغبته العارمة في الإجهاش في البكاء..
    قد يسمعونه إذا بكى..! نهض أخيراً ليقف على قدميه المرتجفتين.. فقط لو يجد مكاناً للاختباء..! كانت هنالك صخورٌ يمكنه الاختباء خلفها.. ولكنهم سيجدونه بسهولةٍ بالتأكيد! فهم هنا للبحث عنه بعد كل شيء..!

    دارت عيناه في محجريهما.. فقط لو يجد
    حلاً! لو يتمكن من التفكير بشيء ما.. أي شيء..!

    بقي يتجول في الكهف المظلم على غير هدى.. تعثرت قدمه فسقط أرضاً
    ليخدش ركبته بشدة.. أمامه على الأرض شاهد قطراتٍ تتساقط بصمت.. لماذا؟ لماذا هو يبكي؟ لقد صمّم على عدم البكاء! فلماذا تنساب دموعه وحدها الآن..؟

    كافح بشدة الغصة المؤلمة التي تخنق حلقه.. مسح
    دموعه المتواصلة بكمه.. عليه أن يفعل شيئاً.. أي شيء..!

    أجل.. أي شيء.. أي شيء.. أي شيء..!!

    عبرت ذهنه فجأة
    فكرةٌ خاطفة.. ربما يتمكن من الاختباء خلف إحدى الصخور المتواجدة في الطريق المنحدر.. سيصلون الكهف.. سيفتشونه.. وسيرحلون مع كلابهم إن عاجلاً أو آجلاً! بإمكانه البقاء مختبئاً..! هم لن يبقوا هنا للأبد!

    أنعشه هذا الخاطر قليلا.. استجمع شتات نفسه وتوجه نحو مدخل الكهف بسرعة.. وما إن أطل برأسه حتى رأى نور المشعل وقد صار في مرمى بصره..! شعر بقلبه يسقط من مكانه ليستقر بين قدميه..! لقد تأخر كثيراً..!




    تراجعت خطواته الصغيرة ببطء.. تلفّت حوله
    برعب وكأنما يبحث عن مخرج ينبثق من أعماق الظلام المحدق به.. بدأت هالاتٌ ضعيفةٌ من نور المشعل تتسلل إلى الكهف.. بدأت أصوات خطواتهم المقتربة تلامس مسامعه.. بقي يتراجع وعيناه محدقتان بمدخل الكهف حتى لامس ظهره جداره.. شعر وكأن الجدران كانت تهتز مع أوصاله المرتجفة..

    عليه أن يختبأ خلف صخرة ما..! أي صخرة..!

    الخطوات تقترب.. النور يزداد..

    ألقى ببصره نحو
    صخرة تكاد تلتصق بجدار الكهف.. حرك قدميه نحوها.. ولكن شيئاً ما في عقله اللاواعي قاده نحو صخرةٍ أخرى بقرب المدخل..! إنه مهربه الوحيد.. ومهما كان المنطق الذي يتبعه فقد أدرك عقله أن الأمان الأكبر سيكون بقربه..

    قفز خلف
    الصخرة الضخمة المجاورة للمدخل.. وفي اللحظة نفسها تقريباً أُضيء الكهف بنورٍ ساطع قادم من المشعل الضخم الذي دلفه..!

    التصق
    ألان بالصخرة حتى كاد يصبح جزءاً منها.. أطل الجسد الضخم الأسود إلى داخل الكهف أخيراً.. وتبعه اثنان آخران.. مرت لحظاتٌ مرعبةٌ من الصمت.. لم يكن ألان يسمع فيها سوى صوت حفيف أرديتهم المتطايرة مع الرياح.. ولم يكن يرى سوى ظلال تراقص لهبهم..!

    ألقى نظرةً نحوهم
    بطرف عينه.. كان قد صار خلف ظهورهم الآن.. وكم أرعبه رؤيتهم يحدقون بجدران الكهف.. الـ.. الكنز..!! لقد وجدوه..!!





    شعر
    ألان وكأنه تلقى صفعةً مفاجئة.. لقد نسي أمر الكنز تماماً.. الكنز الذي حفظ سرا لقرون.. تم اكتشافه الآن.. بسببه..! لأي درجةٍ يمكن أن يكون أحمقاً..؟

    شعر بالرياح
    الباردة تزداد قوة.. تنخر حتى أعماق عظامه.. لتزيد ألمه ألماً..

    كان
    الفرسان الثلاثة قد اقتربوا من الجدران الآن.. وأخذوا يتفحصونها بحذر.. تكلم أحدهم أخيراً مسبباً انخلاع قلب ألان وقال: يا للهول..! هل كان هذا هنا طوال القرون الماضية..؟

    أجابه آخر: لقد تمكنوا منا بالفعل..! ولكن لعبتهم
    انتهت الآن.. فها نحن هنا وسنحيل كل هذا إلى رماد..!

    تحدث ثالثهم بصوت مخيف: لا تنسيا كيف وصلنا إلى هنا..
    أحدهم هنا.. وأغلب الظن أنه طفل..

    ساد
    الصمت فجأة وبدأ الثلاثة يلتفتون حولهم بارتياب.. كاد ألان يدخل الصخرة من شدة التصاقه بها..!

    بدأوا
    يتحركون ببطء.. يقرّبون مشعلهم من كل ركن.. ويضيئون كل شبر.. ويفتشون خلف كل صخرة..!

    ضغط
    ألان بيديه على صدره محاولاً كتمان صوت خفقانه الذي أحسه قد أضحى مسموعاً..

    بدأ
    نورٌ يقترب منه.. صوت خطواتٍ تدنو.. رياحٌ باردةٌ تنخر عظامه.. بدا الزمن متوقفاً من شدة بطئه.. دموعه متحجرةٌ في مقلتيه..

    تقترب
    الخطوات أكثر فأكثر.. اللهب يتراقص بشدة.. صوت الرياح المترددة في الكهف الأجوف يزيد المشهد رعباً.. يغمض ألان عينيه ويهمس قلبه من بين أعماق اليأس: أبي..!!

    وعمّ
    الظلام فجأة..!

    ما.. ما الذي حدث..؟ لم يدرك ألان ما الذي يجري.. وكأن العالم قد توقف فجأة.. لم يفهم ما يحدث إلا عندما سمع همهمات الفرسان العصبية.. يسبون الرياح ويبحثون عن قداحتهم البارودية..

    إنـ.. إنها فرصته..! إنها فرصة حياة جديدة..! إما الآن أو أبداً..!

    وهكذا فقد حركته
    غرائزه المتشبثة بالحياة.. هب واقفاً مستتراً بالظلام.. حرك قدميه متخفياً بالأصوات المختلطة.. وأطلق ساقيه للريح خارجاً من الكهف.. هابطاً الطريق المنحدر.. ومختبئاً داخل تجويف صخري ضيق مخفي بين صخور الجبل..!

    استطاع أن يلمح
    آثار الضوء تصدر من الكهف مجدداً.. أجل سيبقى هنا حتى يرحلوا بكلابهم تلك..! لا شك أنهم سيظنونه قد رحل سابقاً.. لا شيء لديهم ليفعلوه هنا..! سيغادرون قريباً بلا شك..! أجل.. لا شيء لديهم هنا.. لا.. لا شيء..

    عبرت ذهنه صورة
    الكنز.. والفرسان.. والمشعل.. اعتصر فؤاده ألماً.. رفع بصره نحو هالات النور مجدداً.. هل سيدمَّر الكنزُ بسببه..؟؟






    لم يدرِ كم مرّ من
    الوقت وهو في مكانه يحدق بهالات النور المنبعثة من الكهف.. ما الذي يفعلونه؟ أتراهم يتفحصون الكنز..؟

    وخز
    عذاب الضمير آلمه بشدة.. عليه أن يفعل شيئاً ما.. ولكن ماذا بيده أن يفعل..؟ تذكر كلمات والده: "إنه أغلى من حياتنا".. غزا الألم صدره الآن.. هو حقاً لا يستطيع عمل شيء.. وأيضاً.. هو لا يريد أن يموت هنا!!

    ولكن.. والده.. والعم فنسنت.. لقد خاطروا بأنفسهم من أجل الكنز..! ومن قبلهم الآلاف لطوال أربعة قرون..!

    داهمته كلمات والده مجددا: "عندما أنقذ جدك الأكبر الكنز كان في مثل عمرك تقريبا"..
    جده الأكبر.. رالف.. كيف تمكن من حمل مسئولية كبيرة كهذه..؟ كيف كان يشعر وقتها..؟ أكان يشعر بكل الخوف والرعب واليأس وعذاب الضمير الذي يشعر هو به الآن..؟؟ لا.. لماذا كان عليه أن يشعر بعذاب الضمير..؟ لقد أنقذ الكنز! لم يتسبب في تدميره كما يفعل هو الآن..!

    ما الذي سيظنه به والده والعم فنسنت لو عرفوا بذلك..؟ كيف أفسد الأمر بعد أن أدرك حقيقته وأهميته..؟ بعد أن أدرك انتماءه لتاريخٍ قديم.. لفصولٍ ضائعة.. ولبقايا حياةٍ خرجت من تحت الرماد..؟


    بقي تائهاً في
    عذاب صراعه.. يتقدم عقله ويتأخر في مكانه.. ما أخرجه من عالمه الداخلي ذاك كان تغييراً حدث في المشهد الثابت الذي كان يطالعه طوال الوقت.. هالات النور المنبعثة من الكهف.. اخترقها جسم أسود.. أحد الفرسان الثلاثة كان منحنياً عند مدخل الكهف الآن.. ركز ألان بصره.. فرآه ينثر البارود أرضاً..!

    الأمر حقيقي..! سيُحرقون الكنز..! سيدمرونه الآن..! الآلاف الذين حموه.. جده رالف.. العم فنسنت.. والده.. إنه يخذلهم جميعاً..!!

    سكنت هذه الأفكار كل جوارحه.. إنه لا يريد أن
    يموت.. حقاً لا يريد ذلك.. لماذا إذا يخرج الآن من مخبئه وينطلق مسرعاً باتجاه الكهف..؟

    هو يعلم
    يقيناً أنه لا يملك شيئاً ليفعله.. ولكن لو كان هناك أمل بإنقاذ الكنز.. أي أمل ضئيل.. فهو سيؤمن بإمكانية تحققه..! هذا كل ما يفهمه.. هذا كل ما يريده.. أهذا ما كان والده يسميه بالتضحية..؟ ربما يفهمه قليلاً الآن.. مع أنه حقاً.. لا يريد أن يموت..!





    وقف الفرسان الثلاثة
    السود يتأملون الكهف للمرة الأخيرة.. كل شيءٍ معد.. البارود منثورٌ في أماكنه المناسبة.. ولم يبق عليهم سوى إشعاله بالنار.. لينتهي كل شيء..

    كم مرّ من
    الزمن وهم يحاولون إنهاء هذا الأمر..؟ أربعة قرون..؟ لماذا لا يزالون قادرين على المقاومة..؟ لماذا لم يختفوا بعد..؟ لم يتركوا أي وسيلة ممكنة لإخفاء هذه الفصول من التاريخ.. فلماذا لم يختفوا إلى الآن..؟

    نظر حامل
    المشعل إلى البارود الأسود المفترش للأرض.. نظر إلى بقاياهم المتربعة في الكهف والتي تصر على التجذر هنا رغم السنين.. هو سينهيها الآن..! علّهم ينتهون حقاً..!

    مدّ
    مشعله الضخم.. قربه من البارود.. الآن.. عندما يختلط اللهب بالسواد سينتهي كل شيء..!

    لمح فجأة في لحظةٍ خاطفة ظلاً
    أسود أشبه بقطٍ كبير.. يدنو منه.. يقفز عليه.. ويُسقطه أرضاً على ظهره..!

    علا صوت أحد زميليه صارخاً فجأة: من أين أتى هذا؟؟

    نظر إلى الجسم المتكور فوقه.. إنه
    طفل..! أهو صاحب الآثار في منزل فنسنت..؟

    مد يده مناولاً
    مشعله لزميله.. وأخذ يزيح هذا الجسد المتشبث به.. بالكاد تمكن من رفعه من ثيابه.. ليواجه ملامحه.. فيتصلب جسده.. ثم يلقيه بعيداً بقسوة..!

    مجدداً..! هذه الوجوه وهذه الملامح.. إنه حقاً يكرهها! كانت عيناه الرماديتان تلتمعان إصراراً وغضباً.. وتحتهما سيلٌ من الدموع المنهمرة..!

    كلهم هكذا.. يملكون نفس هذه النظرات المتحدية رغم الألم.. لهذا يكرههم..! كان الفتى ينهض متألماً الآن.. ودون أن ينظر نحوهم.. يسرع مترنحاً نحو البارود يفرّقه بيديه وقدميه باهتياج.. دنا أحد رفيقيه منه.. ركله بقدمه بقوة..

    تأوه الفتى
    بألم.. اصطدم بالجدار بعنف.. ثم ارتدّ ساقطاً على الأرض..!

    اقترب
    الفارس الأسود من الجسد الصغير الملقى أرضاً دون حراك.. حركه بقدمه.. فانقض الفتى فجأة على ساقه متشبثاً بها ليُفقده توازنه مجدداً ويسقط معه أرضاً..!

    استشاط الفارس
    غضباً.. ركله مجدداً.. هذه المرة نهض الفتى واقفاً على ساقيه المرتجفتين.. الدماء تقطر من جبينه.. دموعه لم تتوقف.. لمعان عينيه لم يبهت.. وصوته يصرخ بإصرار من بين شهقاته الباكية: لن أدعكم تدمرون الكنز..!!

    لماذا..؟ لماذا هم هكذا..؟ يجب أن يموتوا..! يجب أن يختفوا..! مدّ الفارس يده إلى داخل رداءه.. أخرج مسدساً عتيقاً.. وجّهه نحو الفتى.. ليست هذه طريقتهم.. ولكنه حقاً لا يحتمل نظرتهم تلك.. لا يحتملهم..!

    التفت بناظريه إلى زميليه فأشارا له
    بالإيجاب.. ليس وحده من لا يطيق هذه النظرة المتحدية التي لا تزال تطل من العينين الدامعتين رغم مواجهتهما للسلاح..

    يجب أن ينتهي..!

    شد بإصبعه على الزناد.. وعلا صوت
    الرصاص..




    سقط
    الجسد أرضاً.. سالت الدماء الحمراء..

    ووقف
    ألان ينظر بدهشةٍ إلى حامل البندقية الواقف بمدخل الكهف..! كان ضياءٌ ضئيلٌ من نور الفجر قد بدأ يتسلل إلى المكان مبدداً عتمته الرهيبة.. دلف شخصان آخران إلى الكهف.. هاجما الفارسين الأسودين المذهولين.. وطرحاهما أرضاً..!

    لم يصدق
    ألان ما تراه عيناه.. لم يعِ عقله ما يحدث حوله.. عبْر النور الضئيل لمح رجالاً أكثر في الخارج.. أحدهم اقترب منه.. بأكتافٍ عريضة.. وشعرٍ رمادي كث.. وعينين رماديتين لامعتين.. ويدٍ يمنى مقطوعة..!

    حدّق
    ألان بالرجل بعدم فهم.. اقترب الرجل أكثر حتى صار أمامه مباشرة.. جثا على ركبتيه.. ومن خلال عينيه الدامعتين وصوته المتحشرج همس: ألان..!

    كان صوتاً
    سحرياً خلّص ألان من كل آلامه وأوجاعه.. حرره من قيوده وبؤسه.. أنهى مخاوفه ويأسه.. فانهار في حضن والده منتحباً..!






    دقائق
    طويلةٌ مرت لا تحمل صوتاً سوى النشيج والبكاء.. كان ألان قد دفن وجهه في صدر والده الذي كان يحتضنه بقوة..

    عندما شعر
    ألان أخيراً بالراحة والأمان يسكنان خلايا جسده.. رفع وجهه نحو والده متسائلاً: كـ.. كيف عرفت...؟

    أومأ الوالد برأسه بألم وقال: لقد أنقذني هؤلاء الجنود
    الفرنسيون.. وفوراً أخبرتهم عن أمرك.. وصلنا بسرعةٍ على ظهر الخيول.. لم نعثر لك على أثر في منزل فنسنت أو عند البحيرة.. لذلك توقعت هذا المكان.. كنت قد اطلعتُ سابقاً على محتويات اللفافة.. لم أعرف مكان الطريق تحديداً ولكني عرفت الجبل..! وهنا كان سهلاً معرفة مكانكم من صوت نباح الكلاب المرتفع..!

    رفع
    ألان بصره نحو الرجال المتجمهرين في الكهف.. بالفعل.. إنهم يرتدون زي الجنود الفرنسيين.. لقد كانوا يشيحون بوجوههم الباكية عنهما بألم.. شعر بالامتنان لهم من كل قلبه..

    لمع في ذهنه
    أمرٌ أخر فجأة.. العم فنسنت..! نظر إلى والده بقلق وسأل: و.. والعم فنسنت..؟

    أشاح الوالد بوجهه جانباً
    بحزن.. ففهم ألان ما جرى ولم يعقب.. سالت دموعه بغزارةٍ أكبر الآن.. لم يرغب الوالد أن يحدّث ابنه عن الطريقة الفظيعة التي مُزِّق فيها جسد فنسنت..

    أحاط ولده بذراعيه..
    وبكى معه بصمت..

    وقف الكولونيل
    ليموتسكي والضابط دي ليل وبقية الجنود يراقبون المشهد الفاطر للفؤاد.. لم يعد الكولونيل يقوى على المشاهدة أكثر.. خرج من الكهف.. استنشق عبير الصباح العليل.. وشعر بكل همومه تخرج مع زفراته..

    نظر إلى ضوء
    الشمس الذي بدأ يظهر بخجلٍ في الأفق.. لقد أنهى مهمته أخيراً.. ابتسم لأول مرة منذ أيام.. وهمس معترفاً ببساطة: لأجل المظلومين والمعذبين.. ولأجلك فرنسا..!

    في الكهف.. كان الوالد يمسح شعر
    ألان برقة وحنان.. خاطبه بصوتٍ اختلطت فيه السعادة والألم: لقد كنت شجاعاً يا بني.. أنا حقاً فخورٌ بك.. لقد أنقذت الكنز..!

    نظر
    ألان حوله في الكهف.. كان نور الصباح الآن كافياً ليشاهد بوضوح رفوف الكتب المجتمعة بالآلاف على الجدران الصخرية..!

    همس
    ألان: أهذا هو الكنز؟

    أومأ الوالد مجيباً: أجل بني.. لقد
    أُنقذت قبل أربعة قرون من النيران الحاقدة التي التهمت كل شيء.. هذه بقايا تاريخنا وتراثنا وعقائدنا وعلمنا.. نحن نموت ألان ولكن هذه الكلمات لا تموت.. ولهذا سنبقى.. وسنعيش.. في كل كلمةٍ سُطرت فيها..!

    ربما كانت هذه الكلمات
    أكبر من أن يستوعبها ألان.. ولكنه شعر وكأنه يستطيع الفهم.. إنه حقاً يشعر بالفخر..!

    ربت الوالد على رأسه وكرر مجدداً: أنا حقاً فخورٌ بك
    ألان..!

    هز
    ألان رأسه نافياً.. رفع وجهه المضاء بنور الشمس وقال: لا تناديني ألان..

    اسمي
    عبد الله..!!




    خاتمة

    لم يعد
    والد ألان -والآلاف معه- بحاجةٍ إلى الإغلاق على نفسه في القبو لأداء صلاته..

    لم يعد بحاجة إلى إخفاء
    مصحفه العتيق في صندوق محكم الإغلاق أسفل سريره..

    لم يعد بحاجة إلى تغيير
    اسمه وهويته.. إلى تجنب الحديث بالعربية أو حتى الوقوف باتجاه القبلة..

    فبعد
    أربعةٍ قرونٍ من القتل والملاحقة والتعذيب الذي مارسه بحقهم رهبان دير ديوان التفتيش، تحرر الأندلسيون المورسكيون أخيرا..!


    التعديل الأخير تم بواسطة تشيزوكو ; 20-9-2014 الساعة 05:00 PM

  4. #44

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||



    وهكذا نكون قد وصلنا أخيراً إلى نهاية هذه الرواية القصيرة..

    وبقي لنا فقط بوح الكاتب :")

    ربما تكونون قد لاحظتم الواقع المختبئ بين سطور الرواية.. الحقيقة أنه أكثر بقليل مما خمنتم ^^

    أحد مشاهد الرواية هو مشهدٌ حقيقي في مجمله.. وهو ما أوحى إليّ بهذه الرواية كلها..

    وهذا المشهد هو مشهد اقتحام الجنود الفرنسيين لدير ديوان التفتيش وإنقاذهم الأندلسيين، ثم مقتل الرهبان على أيدي الشعب الثائر.. >>>>> أضفت الكثير من الرتوش والتفاصيل للمشهد بالطبع ^^"

    بل إن أسماءً ثلاثةً وردت في هذا المشهد هي أسماءٌ لشخصيات حقيقية باستثناء التفاصيل الكثيرة التي اخترعتها لهم XD

    هذه الأسماء هي:

    المارشال سولت: الأمر الحقيقي عنه هو أنه الحاكم العسكري لمدريد وهو من أمر بمهاجمة الدير..

    الكولونيل ليموتسكي: الأمر الحقيقي عنه هو أنه قائد الهجوم على الدير، وهو من أخبر المارشال بأمرهم بعد أن تعرّف عليهم عندما هاجموه ليلاً..

    دي ليل: الأمر الحقيقي عنه هو أنه ضابط شارك في الهجوم على الدير واقترح فكرة البحث تحت الأرضيات..

    تفاصيل تعذيب الأندلسيين المورسكيين حقيقية أيضاً، بل ما وضعته هو ألطف بكثير من الحقيقة :"(

    هذا المشهد كله مرويٌّ على لسان الكولونيل ليموتسكي (الحقيقي طبعا XD ) في مذكراته الشخصية..

    في الرابط التالي تجدون مقالاً يحوي معلومات أكثر عن الأندلسيين الموريسكيين ومعاناتهم، كما يحوي مشهد اقتحام الدير من مذكرات الكولونيل :")

    http://quran-m.com/quran/printarticles/2887

    ملاحظة: استمروا في إعادة تحميل الصفحة إذا لم تعمل من أول مرة ^^"

    وأخيراً.. سعيدة حقاً بكل من مرّ وعقّب وأبدى رأياً أو حتى اكتفى بالقراءة..

    ممتنة لكم بصدق.. وأطمع في رؤية انتقاداتكم وملاحظاتكم وتعقيباتكم حول الفكرة والأسلوب وكل شيء ><

    سعدتُ بتواجدي معكم هنا.. ألقاكم على خير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. :")


    التعديل الأخير تم بواسطة تشيزوكو ; 17-7-2017 الساعة 02:31 PM سبب آخر: تحديث الرابط

  5. #45

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    يا سيدة الألق أنتِ

    لله دوك و و الله لولا الوسن لعقبت على كل حرف هنا

    لي عودة بعد الاستيقاظ من النوم

  6. #46

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    "عمل رائع"
    هذا ما التمسته من الردود هاهنا
    حقيقة لم أقرأ سطرًا مما كتب لسببن أولاهما الانشغلات والثاني
    أن صُرِفت عن الروايات فلم أعد أجد لها صدىً أو وقعًا أو حتى قبولًا في نفسي
    لكن مع هذا قد أقرؤها يومًا -وأضيفها لأطنان ما يجب علي قراءته هنا-
    فيكفي أنها عن تاريخنا ومن الواقع-وهذا ما أصبحت أجد له القبول فأحسن القصص الواقعية
    بدلالة "سورة يوسف وما قاله المفسرون عن هذه الأمر"..
    ويكفي أنها ذيلت باسم..
    تشيزوكو
    تحياتي،

  7. #47

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    رهيييييييييييبة!

    نهاية ما كانت لتخطر على بال، وامتزاج لأطراف القصة المتفرقة بطريقة ناعمة وهادئة لا مثيل لها...

    تاريخ الأندلس تاريخ صار شبه مطموس في أيامنا هذه، خاصة الحقبة التي تلت سقوط آخر ممالكها غرناطة وتعرض المسلمين الأندلسيين بعد ذلك للتهجير والتنكيل والتعذيب والقتل. أكثر من في الغرب (باستثناء أهل إسبانيا) لم يسمعوا باسم الأندلس قط في حياتهم، بل ويظنون أن العلوم التي تلقوها وتابعوا تطويرها حتى خرجوا من ظلمات العصور الوسطى إلى ما هم عليه من التقدم العلمي اليوم، يظنون أنهم نقلوها عن الإغريق (اليونانيين)، والحق أنهم نقلوها عن العرب المسلمين الأندلسيين والمغاربة، ولم يتعلموا اليونانية قط في تلك الحقبة، بل تعلموا اللغة العربية ودرسوا في الجامعات العربية الأندلسية، ونقلوا علوم العرب إلى لغتهم، وكذلك كُتب القدامى من اليونانيين وغيرهم نقلوها من ترجمة العرب لها إلى العربية. وأوضح أدلة على ذلك الأرقام العربية التي يعرفها ويستخدمها معظم سكان العالم اليوم، ونظام الحساب العربي العُشري، ولباس التخرج الجامعي/المدرسي مع القبعة ذات السطح المربع، وهي ثياب عربية (عباءة) كان يلبسها الأوروبيون الذين يدرسون في جامعات أندلسية ويضعون فوق القبعة الكتاب الذي درسوه كناية عن إنهاءهم له (اليوم أخذنا عنهم ذلك التقليد دون أن نعرف أننا نحن كنا الأصل فيه!)، والقائمة تطول... وأنا خرجتُ عن موضوع ردي الأصلي .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    أهنئك أختي على هذه الموهبة الفذة. حقيقة هناك بضع نقاط بقيت غامضة في هذه القصة بالنسبة لي، وبما أن الكاتبة ما زالت موجودة بيننا نستغل الفرصة . ما سبب اعتداء جماعة الدير على الجنود الفرنسيين وإثارة الشبهات حول أنفسهم؟ واسم فنسنت هل هو مرتبط في الواقع بهذه الأحداث فعلاً؟ وأخيرًا، كيف عرف الضباط الفرنسيون بأن مهمتهم لم تنتهِ وعرفوا بأمر الكنز ومكانه من رجل معذّب كان على حافة الموت؟

    دام قلمكِ مبدعًا، وأرجو أن نرى لكِ رواية أخرى قريبًا إن شاء الله.



  8. #48

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    يا سيدة الألق أنتِ

    لله دوك و و الله لولا الوسن لعقبت على كل حرف هنا

    لي عودة بعد الاستيقاظ من النوم

    سأكون بانتظارك ♥


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساعة التخدير مشاهدة المشاركة
    "عمل رائع"
    هذا ما التمسته من الردود هاهنا
    حقيقة لم أقرأ سطرًا مما كتب لسببن أولاهما الانشغلات والثاني
    أن صُرِفت عن الروايات فلم أعد أجد لها صدىً أو وقعًا أو حتى قبولًا في نفسي
    لكن مع هذا قد أقرؤها يومًا -وأضيفها لأطنان ما يجب علي قراءته هنا-
    فيكفي أنها عن تاريخنا ومن الواقع-وهذا ما أصبحت أجد له القبول فأحسن القصص الواقعية
    بدلالة "سورة يوسف وما قاله المفسرون عن هذه الأمر"..
    ويكفي أنها ذيلت باسم..
    تشيزوكو
    تحياتي،

    شكرا جزيلا لك ومرحبا بك متابعا جديدا.. مع أنه كان من المفترض أن يظل موضوع الرواية غامضا حتى نهايتها حتى تزداد الإثارة.. ^^"

    سأكون بانتظار عودتك بعد القراءة..



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    رهيييييييييييبة!

    نهاية ما كانت لتخطر على بال، وامتزاج لأطراف القصة المتفرقة بطريقة ناعمة وهادئة لا مثيل لها...

    تاريخ الأندلس تاريخ صار شبه مطموس في أيامنا هذه، خاصة الحقبة التي تلت سقوط آخر ممالكها غرناطة وتعرض المسلمين الأندلسيين بعد ذلك للتهجير والتنكيل والتعذيب والقتل. أكثر من في الغرب (باستثناء أهل إسبانيا) لم يسمعوا باسم الأندلس قط في حياتهم، بل ويظنون أن العلوم التي تلقوها وتابعوا تطويرها حتى خرجوا من ظلمات العصور الوسطى إلى ما هم عليه من التقدم العلمي اليوم، يظنون أنهم نقلوها عن الإغريق (اليونانيين)، والحق أنهم نقلوها عن العرب المسلمين الأندلسيين والمغاربة، ولم يتعلموا اليونانية قط في تلك الحقبة، بل تعلموا اللغة العربية ودرسوا في الجامعات العربية الأندلسية، ونقلوا علوم العرب إلى لغتهم، وكذلك كُتب القدامى من اليونانيين وغيرهم نقلوها من ترجمة العرب لها إلى العربية. وأوضح أدلة على ذلك الأرقام العربية التي يعرفها ويستخدمها معظم سكان العالم اليوم، ونظام الحساب العربي العُشري، ولباس التخرج الجامعي/المدرسي مع القبعة ذات السطح المربع، وهي ثياب عربية (عباءة) كان يلبسها الأوروبيون الذين يدرسون في جامعات أندلسية ويضعون فوق القبعة الكتاب الذي درسوه كناية عن إنهاءهم له (اليوم أخذنا عنهم ذلك التقليد دون أن نعرف أننا نحن كنا الأصل فيه!)، والقائمة تطول... وأنا خرجتُ عن موضوع ردي الأصلي .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    أهنئك أختي على هذه الموهبة الفذة. حقيقة هناك بضع نقاط بقيت غامضة في هذه القصة بالنسبة لي، وبما أن الكاتبة ما زالت موجودة بيننا نستغل الفرصة . ما سبب اعتداء جماعة الدير على الجنود الفرنسيين وإثارة الشبهات حول أنفسهم؟ واسم فنسنت هل هو مرتبط في الواقع بهذه الأحداث فعلاً؟ وأخيرًا، كيف عرف الضباط الفرنسيون بأن مهمتهم لم تنتهِ وعرفوا بأمر الكنز ومكانه من رجل معذّب كان على حافة الموت؟

    دام قلمكِ مبدعًا، وأرجو أن نرى لكِ رواية أخرى قريبًا إن شاء الله.




    ما سبب اعتداء جماعة الدير على الجنود الفرنسيين وإثارة الشبهات حول أنفسهم؟
    ذُكر في الرواية أن الجنود الفرنسيين كانوا يحققون في أمر سر الليل، ولهذا أرادوا إخافتهم والتخلص منهم..


    واسم فنسنت هل هو مرتبط في الواقع بهذه الأحداث فعلاً؟
    لا ^^"


    وأخيرًا، كيف عرف الضباط الفرنسيون بأن مهمتهم لم تنتهِ وعرفوا بأمر الكنز ومكانه من رجل معذّب كان على حافة الموت؟
    ربما لم يكن موضوع الكنز ليهمّ الجنود الفرنسيين كثيرا.. وربما لم يذكره والد ألان حتى.. كل ما هنالك هو أنهم بعد سماع قصة والد ألان ( لم يكن على حافة الموت بالمناسبة.. فلم يمض وقت طويل على إمساكهم به ^^ ) أرادوا القبض على من تبقى من الرهبان وإنقاذ حياة طفل :")

    +

    المعلومات التي أضفتها جميلة جدا.. حضارة الأندلس موضوع شيق ومؤلم في آن واحد..


    حقا أشكر متابعتك وتعقيباتك على الرواية جزاك الله خيرا

  9. #49

    الصورة الرمزية الفتاة المشاغبة

    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    المـشـــاركــات
    2,982
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    السلام عليكم
    ما أشد خجلي منك يا أخية و من جمال الحروف التي تسطيرنها
    ارتويت من شراب كلماتك رغم أنني لم أظهر و بقيت صاتتة حتى النهاية
    و يا لهما من قصة و يا لها من ارتواء
    لغة بسيطة سلسة مفهومة مزينة بعبق شتى من البلاغة و الوصف
    نسجت أحرف من ذهب بارك الله فيك و بارك لك في هذا القلم

    سعيدة بتواجدكم في القصة أو الرواية الأولى التي أطرحها هنا ^^

    وفي الواقع عنونتُها برواية قصيرة لأنها أطول من القصة وأقصر من الرواية ^^"

    لم أجد ما أقول تبخرت كلماتي أمام جزيل عطائك
    دمت ذخرا لهذا القسم

  10. #50

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتاة المشاغبة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    ما أشد خجلي منك يا أخية و من جمال الحروف التي تسطيرنها
    ارتويت من شراب كلماتك رغم أنني لم أظهر و بقيت صاتتة حتى النهاية
    و يا لهما من قصة و يا لها من ارتواء
    لغة بسيطة سلسة مفهومة مزينة بعبق شتى من البلاغة و الوصف
    نسجت أحرف من ذهب بارك الله فيك و بارك لك في هذا القلم



    لم أجد ما أقول تبخرت كلماتي أمام جزيل عطائك
    دمت ذخرا لهذا القسم
    وعليكم السلام ورحمة الله.. أهلا بالغالية سكون ♥

    كم تسعدني زيارتك وقراءتك للرواية :")

    أسعدك الله.. شكرا من القلب لجمال كلماتك :"")

    دمت على خير ما تحبين ♥

  11. #51

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    الحق أني و حتى اللحظة هذه لا أجد ما أسطره هاهنا

    أمن جمال الحبكة و الأسلوب

    أم من الفكرة و الربط الفائق في الروعة بين الأحداث

    أم من المنطلق المبدع الذي انبثقت منه هذه الكلمات

    الرواية من بدايتها ساحرة ، وسمو فكرتها و أصالتها زادتها سحرًا على السحر

    هنيئًا لكِ هذه الموهبة و حماك من أسكن الإبداع فيك

  12. #52

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    الحق أني و حتى اللحظة هذه لا أجد ما أسطره هاهنا

    أمن جمال الحبكة و الأسلوب

    أم من الفكرة و الربط الفائق في الروعة بين الأحداث

    أم من المنطلق المبدع الذي انبثقت منه هذه الكلمات

    الرواية من بدايتها ساحرة ، وسمو فكرتها و أصالتها زادتها سحرًا على السحر

    هنيئًا لكِ هذه الموهبة و حماك من أسكن الإبداع فيك

    أهلا بعودتك رواتي ♥

    شكرا جزيلا لك ^^

    كلماتك شهادة أعتز بها :")

  13. #53

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    تشيزو العزيزة...
    يا للروعة.. أذهلتني بحق...
    أسلوبكِ السلس المبهر الذي أحببته مذ أول قصة أقرأها بقلمكِ.. الحبكة والفكرة الأكثر من رائعين.. الأحداث التي تجعلك تحبس أنفاسك من فرط التشويق والحماس كلها ساهمت في هذه التحفة الفريدة...
    لا يمكنني قول سوى أبدعتِ حقًا...
    وفقكِ الله...

  14. #54

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوجه المبتسم مشاهدة المشاركة
    تشيزو العزيزة...
    يا للروعة.. أذهلتني بحق...
    أسلوبكِ السلس المبهر الذي أحببته مذ أول قصة أقرأها بقلمكِ.. الحبكة والفكرة الأكثر من رائعين.. الأحداث التي تجعلك تحبس أنفاسك من فرط التشويق والحماس كلها ساهمت في هذه التحفة الفريدة...
    لا يمكنني قول سوى أبدعتِ حقًا...
    وفقكِ الله...
    شكرا جزيلا لك ^^

    أسعدتني كلماتك :")

    سعيدة بقراءتك للرواية واستمتاعك بها.. أسعدك الله :")

  15. #55

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    أذهلتِني يا فتاة *______*
    حجر ليوم واحد!!! *0*
    متابعة صامته الآن تكشف عن نفسها XD

    .
    .
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حجز ليوم واحد =_="" تباً لي..
    أُعذرييييييييييني على التأخير غاليتي ><""
    انشغلتُ بالكثيــــــر ولم تسنح لي الفرصة لقراءة الفصل الأخير حتى الآن :""(
    والآن.. صدمتِني *-*
    أنا أعشـــــــــــــــق الروايات والأنيميات التأريخية
    أمّا هذه *_* حطمت كل توقعاتي!!
    أبدعتِ في السرد! لم أرَ أحداً من قبل قد اعتنى بسد الأحداث وترك الوصف أجاد فيها أكثر منكِ
    ما شاء الله عليكِ غاليتي مبدعة والقصة رهيــــــــبة *////*
    خصوصاً الفصل الأخير! طوييييييييل جداً وأحداث القصة المقبورة أخيراً اتضحت للعيان
    أعجبني الكولونيل ليموتسكي كان أكثر شخصية أثرت فيَّ :""")
    ولا أنسى والد آلان، كان له دور البطولة بعد آلان مباشرةً! حمداً لله انه لم يمت *_*
    تسلسل الأحداث وتتابعها ونهاية كل فصلٍ كانت مشوقةً ومُحمّسةً غامضة!
    حقاً.. لا أدري ما اقول بعد أن قرأتُها
    لا أقول شيئاً بعد هذا سوى أن
    أتحفينا بالمزيد من كتاباتِ قلمكِ الياقوتية
    أدامكِ الله بخيرٍ وسعادة~
    التعديل الأخير تم بواسطة Michelle Kris ; 22-10-2014 الساعة 04:58 PM

  16. #56

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Michelle Kris مشاهدة المشاركة
    أذهلتِني يا فتاة *______*
    حجر ليوم واحد!!! *0*
    متابعة صامته الآن تكشف عن نفسها XD
    بانتظارك ميشا :")


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كودو خالد مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله تبارك الله !

    نهاية رائعة لرواية ممتعة !

    استمتعت بكل حرف من أحرف هذه الرواية !


    شكرًا جزيلًا على ما سطرت ..

    العفو.. كل الشكر لك على متابعتك وتشجيعك..

    سعدت حقا بإعجابك بالرواية..

    جُزيت خيرا..

  17. #57

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    تمت العودة~

  18. #58

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Michelle Kris مشاهدة المشاركة
    أذهلتِني يا فتاة *______*
    حجر ليوم واحد!!! *0*
    متابعة صامته الآن تكشف عن نفسها XD

    .
    .
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حجز ليوم واحد =_="" تباً لي..
    أُعذرييييييييييني على التأخير غاليتي ><""
    انشغلتُ بالكثيــــــر ولم تسنح لي الفرصة لقراءة الفصل الأخير حتى الآن :""(
    والآن.. صدمتِني *-*
    أنا أعشـــــــــــــــق الروايات والأنيميات التأريخية
    أمّا هذه *_* حطمت كل توقعاتي!!
    أبدعتِ في السرد! لم أرَ أحداً من قبل قد اعتنى بسد الأحداث وترك الوصف أجاد فيها أكثر منكِ
    ما شاء الله عليكِ غاليتي مبدعة والقصة رهيــــــــبة *////*
    خصوصاً الفصل الأخير! طوييييييييل جداً وأحداث القصة المقبورة أخيراً اتضحت للعيان
    أعجبني الكولونيل ليموتسكي كان أكثر شخصية أثرت فيَّ :""")
    ولا أنسى والد آلان، كان له دور البطولة بعد آلان مباشرةً! حمداً لله انه لم يمت *_*
    تسلسل الأحداث وتتابعها ونهاية كل فصلٍ كانت مشوقةً ومُحمّسةً غامضة!
    حقاً.. لا أدري ما اقول بعد أن قرأتُها
    لا أقول شيئاً بعد هذا سوى أن
    أتحفينا بالمزيد من كتاباتِ قلمكِ الياقوتية
    أدامكِ الله بخيرٍ وسعادة~
    كم أنا سعيدة بردك عزيزتي ميشا :")

    يسعدني أن وجدتِ القصة مشوقة وغامضة.. أول مرة أكتب في هذا التصنيف ^^"

    شكرا جزيلا لكلماتك اللطيفة ^^

    سعيدة بك حقا :")

    دمت على خير ما تحبين ♥

  19. #59

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    يا الله ياتشيكي لقد أدهشتني وأذهلتني جداً جداً


    مع أني دخلت وأنا متأكدة أن ما سأراه سيكون رائع ومذهل بما أنك من كتبه


    لكني لم أتوقع هذا الإبداع وهذا الأسلوب الراقي والسياق السلس ...


    أنت مبدعة بمعنى الكلمة كما أن الموضوع الذي اخترته كان راقي


    فهو يتحدث عن فترة مظلمة في التأريخ ... محاكم التفتيش التي انتشرت في إسبانيا والبرتغال

    حتى أننا نرى أحفادهم اليوم خجلون مما فعل أسلافهم من فضائع



    فقد قدم 30 مؤرخًا من مختلف أنحاء العالم مشروع قرار إلى البابا حول إمكان اعتذار الكنيسة الكاثوليكية عن محاكم التفتيش وجرائمها بحق المسلمين..




    وكذا الرئيس البرتغالي جورج سمبابو بدوره اعتذر عن جرائم أجداده بحق العرب في أثناء محاكم التفتيش، لكن اعتذاره كان في ندوة التراث العربي فبدا وكأنه اعتذار سري !!


    لكن من الأمور التي يجب أن نفخر بها أن المسلمين في الأندلس لم يتزحزحوا عن معتقداتهم رغم كل التعذيب وعمليات الكثلكة وأبرز مثال لهم الموريسكوس


    فقد تكثلك المسلمون بالظاهر فقط ، ولكنهم فعليًّا يمارسون الشعائر الإسلامية فيما بينهم سرًّا، يتزوجون على الطريقة الإسلامية، يرفضون شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، ويتلون القرآن في مجالسهم ويقومون بنسخه وتداوله فيما بينهم، بل إنهم أدخلوا عددًا من الكاثوليك الإسبان في الإسلام وعلموهم اللغة العربية والشعائر الإسلامية.


    جميل أنك أظهرت الكتب والتراث الإسلامي ككنز يتوارثه الأجيال ويضحون من أجله بكل غالٍ ونفيس


    ويكفي أولئك الرهبان وصمة العار التي جللتهم حتى باتوا لا يستطيعون كشف أراشيفهم الكنسية !! ولم تنتقص تلك الحقبة من تأريخنا الإسلامي بل سطرت أروع التضحيات وأجلّ مواقف البطولة والثبات فرحم الله مسلمي الأندلس وغفر لهم


    ما شاء الله لم تتركي شيئاً إلا وتطرقتي له وأدخلت ما ذكر عن تلك الحقبة كـ " اللفتنانت دي ليل " وكذا " رفع السجاد وصب الماء وتبينت باب أرضية كأنها قطعة من أرض الغرفة تفتح بواسطة حلقة صغيرة " " عثر على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً توضع فيه الرأس المعذبة ببعد ربط الأيدي والأرجل ويقطر على رأسه من ثقب في أعلاه ماء بارد بانتظام وقد جن من جراء ذلك الكثير ويبقى المعذب حتى الموت "وكذا قول الكولونيل لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، " في سياق الرواية بأسلوب محبب غير ممل فزدتها تشويقاً وإثارة ورعبا


    ويبدو أن محاكم تفتيش الأمس عادت اليوم وإن لم تسمى باسمها ، تجند كل طاقاتها لإبادة المسلمين والمؤمنين بدين الله وتتخذ كل وسيلة لتشويه صورة الإسلام أمام الناس ، باستهتار للحق وامتهانٍ للحقيقة وتزوير للفضائل فها نحن نرى أهل السنة وقد تكالبت عليهم الأمم من فرس ونصارى ويهود وكل ذنب أعوج فأضحى كل مسلم ملتزم إرهابي وغدا كل شريف فوضوي فإنا لله وإنا إليه راجعون


    وكأني أقرأ إحدى الروايات الفرنسية فلك الأسلوب ذاته حتى وكأنها تحكى من وجهة نظر فرنسية .. وكأنكِ سلطت من الضوء ..الكثير على جنود فرنسا ؟!


    لكنك أبدعت عليها بأن أظهرتِ الرهبان ومكاتب التفتيش وكأنها جماعات سرية تقوم بطقوس مرعبة تحمل اسم سر الليل ذكرتني بالكاتب دان براون وكيف يصور الجماعات السرية والطوائف الغريبة الأطوار


    فجمعت روايتك بين الأسلوب الفرنسي السلس وأفكار دان براون اللامعة وخرجت لنا رواية رائعة ساحرة تسلب الألباب وتقتحم الأفئدة أنا مسرورة أني قرأت رواية بهذا الجمال سلمت وسلمت أناملك المبدعة

    لكِ أجمل
    وردة

  20. #60

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    ^

    سعدتُ جدا لقراءتك وتعقيبك عزيزتي بوح ^^

    ما شاء الله معلوماتك التاريخية وافرة.. تبدين من محبي التاريخ

    شكرا جزيلا لكلماتك اللطيفة.. أسعدك الله :")

    أتمنى أن نقرأ لك رواية قريبا كذلك ^^

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...