||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 63
  1. #1

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||






    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    سعيدة بتواجدكم في القصة أو الرواية الأولى التي أطرحها هنا ^^

    وفي الواقع عنونتُها برواية قصيرة لأنها أطول من القصة وأقصر من الرواية ^^"

    سأطرح الرواية على شكل فصول كل بضعة أيام.. وإن شاء الله لن يطول الوقت حتى تكتمل ^^

    آمل أن تستمتعوا معي بقراءتها


    نوع الرواية: تاريخي، غموض..


    ولا تهربوا يا كارهي التاريخ فكل ما هنالك هو أن أحداثها وقعت في الماضي XD

    ولا أنسى التوجه بجزيل الشكر للغالية رواتي التي شجعتني على طرحها هنا ♥





  2. 2 أعضاء شكروا تشيزوكو على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    عام 1511 م

    عمت أصوات الضجيج الحي كله.. صوت تحطمٍ بعيد.. خطواتٌ تهز الأرض من قوتها.. وصراخ ونداءات استغاثة متقطعة.. كانت الأصوات تقترب أكثر فأكثر.. جلس على فراشه متلحفا لا يدري أكان هو من يرتجف أم أن المنزل كله كان يهتز.. فُتح باب غرفته فجأة فكاد قلبه ينخلع من مكانه.. ولكنه عاد وهمس: أ.. أبي؟

    كان والده يبدو واجما ومتوترا جدا.. وكان يمسك في يده ورقة ملفوفة بحرصٍ شديد.. اقترب من ولده.. أمسك به بقوة وقال: أنت تذكر ما اتفقنا عليه صحيح؟

    هز الفتى رأسه ببطء.. فأردف والده: ممتاز.. لقد حان الوقت لتنفيذ ذلك!

    شهق الطفل فزعاً وقال بصوت مبحوح: و.. ولكن..!

    نظرةٌ حزينةٌ كانت تلك التي أطلت من عيني والده.. قال له بأسى: أنا آسف.. أنا حقا آسف.. ولكن لا خيار لدينا.. خذ.. احمل اللفافة وحافظ عليها جيدا.. ولا تنس.. اسمك الآن
    رالف.. تذكر هذا.. رالف.. أنت تعرف أين تذهب.. هيا أسرع!

    لم يتحرك الفتى من مكانه.. بل وقف يحدق بوالده والدموع تنحدر من عينيه بصمت.. أمسكه والده وضمه إليه بشدة.. واستمر يردد: أنا آسف.. أنا أحبك يا بني.. أرجوك.. افعل ما طلبته منك.. لا تنس ذلك.. أرجوك..!

    هز الفتى رأسه بضعف وهو يحاول عبثا كبح دموعه ونشيجه.. وأخيرا.. حمل اللفافة وخبأها تحت ثيابه.. وأسرع نحو باب المنزل وغادره جاريا..

    وكلما التفت الفتى خلفه.. كان يشاهد والده.. ما زال يقف هناك.. أمام باب المنزل.. ينظر إلى ولده مبتسما.. خنقت العبرة الفتى ولكنه لم يتوقف عن الجري.. كما لم يتوقف عن الالتفات.. وبقي والده يقف مكانه مبتسما.. حتى عندما اقترب منه الدخلاء.. حتى عندما اخترقت سيوفهم جسده.. وحتى عندما سقط صريعا.. كان لا يزال مبتسما..




    عام 1809 م

    كان يسير في إحدى الطرقات الرئيسية متأملا ما يحيط به.. الباعة المتجولون.. الأسواق ملونة البضائع.. الأطفال الذين يجرون حوله.. من النظرة الأولى تبدو مدينة مثالية.. مدينة سعيدة.. ولكنه يعلم جيدا عن
    السر الذي تخفيه هذه المدينة.. السر الذي لا يزدهر إلا ليلا.. السر المرعب.. الذي جاء إلى هنا خصيصاً لاكتشافه..

    قطع أفكاره سماعه لخطوات تقترب بسرعة.. التفت ليشاهد وجها مألوفاً.. فتح الشخص القادم فمه ليتكلم ولكنه أشار إليه أن اصمت.. صمت القادم حتى دنا كثيرا من الرجل وهمس: آسف سيدي لمجيئي فجأة..


    • لا بأس.. ولكن حافظ على هدوءك فأنا لا أتجول بصفة رسمية الآن..

    • آسف جدا لمقاطعتك خارج وقت عملك..
    • قلت لك لا بأس.. فنحن هنا في مهمة بعد كل شيء.. والآن ما الذي أردت قوله لي؟
    • هناك اجتماع طارئ..
    • حادث جديد؟
    • يبدو ذلك..


    تنهد الرجل وتمتم:
    تبا للإسبان!

    ثم أردف مخاطبا زميله بلهجة آمرة وهو ينطلق مسرعاً: لا يجب علينا أن نغفل دقيقة واحدة ونحن هنا.. هيا بنا لنسرع..


    • نعم! حضرة الكولونيل ليموتسكي!





    عندما ابتعد الرجلان.. ظهر طفلان صغيران من خلف الحائط..

    فتى ذو شعرٍ رمادي أشعث وعينين عسليتين لامعتين يبدو في الحادية أو الثانية عشر من عمره.. يرافقه فتى أشقر، أخضر العينين، في مثل سنه تقريبا.. تحدث الأخير قائلا: أسمعت يا
    ألان؟ إنهما من الجنود الفرنسيين!

    هز
    ألان رأسه وتمتم: لقد شتمنا.. شتم الإسبان..

    هز الفتى الآخر رأسه منزعجا وخصلات شعره الأشقر تتطاير مع حركته تلك وقال حانقاً: هم
    يغزون بلادنا ثم يشتموننا! أي منطقٍ هذا؟؟

    قال ألان وهو لا يزال يتأمل الاتجاه الذي اختفى فيه الرجلان: هيي
    كارلوس.. ما المهمة التي كانا يتحدثان عنها برأيك؟

    نظر
    كارلوس إلى حيث كان ينظر ألان وقال: وما أدراني؟

    ثم نظر حوله بارتياب واقترب من صديقه وهمس: ربما كانا يتحدثان عن
    سر الليل..

    وقام بحركة استعراضية عندما نطق بعبارة
    سر الليل، وهو ينتظر وقع هذه الجملة المخيفة على صديقه.. ولكن ألان بدا مستغرباً فقط وسأل صديقه: أي سرٍ تقصد؟؟

    ظهرت أمارات الدهشة على وجه
    كارلوس وقال: لا تقل لي أنك لا تعرف؟؟ الجميع يتحدث بهذا حتى لو لم يقوموا بهذا علناً! ألم تسمع والدك يتحدث بهذا يوماً؟؟

    أشاح
    ألان بوجهه متضايقاً عندما ذكر كارلوس والده وقال: لا لم يفعل..

    وبدأ
    ألان يفكر في والده.. هو لم يسمعه يوما يتحدث عن هذا السر الذي يبدو أن الجميع يعرفه.. بل هو لم يسمعه حتى يتحدث في موضوع مهمٍ من قبل.. هو رجل كتوم جدا.. صحيح أنه يقضي وقتا طيبا معه.. ولكنه حتما يخفي الكثير من الأسرار.. مثل تلك الغرفة التي في القبو والتي يغلق على نفسه الباب فيها يوميا.. ومثل ذلك الصندوق الذي يخفيه تحت سريره ويغلقه بقفل حديدي.. ومثل خروجه المتكرر إلى مكان ما يرفض ذكره.. إن والده يتصرف بغموض كبير وهو لا يفهمه حتى..

    حاول إخراج والده من تفكيره.. وعاد يسأل
    كارلوس: إذاً؟ ما هذا السر الذي يعرفه الجميع؟

    شعر
    كارلوس بالإثارة وهو يقترب من صديقه ليحدثه بالسر.. وقال: إنه الشر! الشر الذي يستيقظ في الليل.. مجموعة غامضة لا أحد يعرف عنها شيئا.. تفعل أشياء مريبة في الليل! أشياء لا يعرفها أحد!

    بدا عدم التصديق على وجه
    ألان وسأل باستنكار: وما معنى هذا؟ كيف تعرف أنهم يقومون بأشياء مريبة إذا كنت لا تعرف ما هي؟؟

    صار صوت
    كارلوس أشبه بالفحيح الآن وهو يضيف المؤثرات على كلماته: أفعالهم تدل عليهم يا صديقي.. أفعالهم..

    كان
    كارلوس يحفظ تقريبا الحوار الذي دار بين والده وبين أحد أصدقاءه يوما عن سر الليل هذا.. هز رأسه ببطء.. ثم قال بطريقة والده وهو يشدد على كل كلمة يقولها: يشعر الناس بقدومهم.. يسمعون أصواتهم الهامسة ليلاً.. ويحسون بخطواتهم الصامتة.. وفي المكان الذي يظهرون فيه.. يكتشف الأهالي في اليوم التالي اختفاء أحد السكان.. أو ربما حتى عائلة كاملة.. وأولئك الذين يختفون.. لا يراهم أحد بعدها.. إطلاقاً!





  4. #3

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    *^*

    تشيكو ماهذا الإبداع تبارك الرحمن

    جميل أن أجد و جبة أحرف بهذه اللذة مع نكهة الحماس الممزوجة بخط أريال
    XD

    عمت أصوات الضجيج الحي كله.. صوت تحطمٍ بعيد.. خطواتٌ تهز الأرض من قوتها.. وصراخ ونداءات استغاثة متقطعة.. كانت الأصوات تقترب أكثر فأكثر.. جلس على فراشه متلحفا لا يدري أكان هو من يرتجف أم أن المنزل كله كان يهتز.. فُتح باب غرفته فجأة فكاد قلبه ينخلع من مكانه.. ولكنه عاد وهمس:
    أ.. أبي؟

    هذه لأسطر تشبثت بأهدابي بعنف مذ لثمتها بنظراتي

    بداية قوية تشد انتباه القارئ وفقت فيها يا غالية


    وكلما التفت الفتى خلفه.. كان يشاهد والده.. ما زال يقف هناك.. أمام باب المنزل.. ينظر إلى ولده مبتسما.. خنقت العبرة الفتى ولكنه لم يتوقف عن الجري.. كما لم يتوقف عن الالتفات.. وبقي والده يقف مكانه مبتسما.. حتى عندما اقترب منه الدخلاء.. حتى عندما اخترقت سيوفهم جسده.. وحتى عندما سقط صريعا.. كان لا يزال مبتسما..

    هل تخططين لقتلي

    هذه الأسطر جعلت عيني تكاد تفارق محاجرهما و تسقط من هول المفاجأة بل إن قلبي أصبح يخفق بشدة و أصابعي تتسابق لتكتب من فورها ردًا -_-



    متشوووووقة دعيني فقط ألتقط أنفاسي

    هذا الطابع التاريخي و الغموض المغناطيسي و الوصف المذهل و الشخصيات الخلابة و النغمة التراجيدي -
    نعم تراجيدية لقد قتلتِ الأب *^* -

    كلها كلها عااااالم آخر من الوسامة و الجمال


    ارحميني يافتاة لا أقدر على هذا الجمال .. اسبانيا و فرنسا و عشقي
    السيوف و التاريخ XD

    أظنني سأتربع هنا في أرض تحفتك و أوفر لي ماءً و زادًا لأنتظر الفصول على أحر من الجمر


    هل تصدقين مذ قرأت قصصك بالفعاليتين خاصة القلم و قسم كونان

    و أنا أحادث نفسي أن من الرائع لو تخط تشيكو رواية

    وهاهو الخاطر يتربع هاهنا بحلة الابداع

    أمتعتني بهذا الجمال و الآن أعلن للجميع عن مكان اقامتي الجديد في زاوية غرفتي حيث يتواجد كتاب
    الكنز.. صراعٌ امتد قروناً!

    و يُفتح الكتاب لتبدأ الحكاية


  5. #4

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. تبارك الرحمن
    بسيطة الأسلوب .. لطيفة الطرح وعلى الرغم من " اعتيادية " اللغة فقد استمتعت بقراءتها ..
    لا تحرمينا من إبداعك يا تشيزوكو .. كل التوفيق لكِ

  6. #5

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    التهمتُ الفصل الأول بصمت، وبانتظار الفصول التالية. نترك التعقيب لوقت لاحق.

    كان فصلاً لذيذًا ومشوقًا!

    أكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الملائكة.



  7. #6

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    تشيكو ماهذا الإبداع تبارك الرحمن


    رواتي أتعرفين.. حتى بعد طرح الموضوع شعرت بالتوتر وكدتُ أحذفه >< ولكن كلماتك جاءت كالبلسم أسعدك الله :")


    جميل أن أجد و جبة أحرف بهذه اللذة مع نكهة الحماس الممزوجة بخط أريال
    XD


    نعم قررت أخيرا تغيير الخط ^^ ولكنه ليس اريال بل ادوب ^^"


    هذه لأسطر تشبثت بأهدابي بعنف مذ لثمتها بنظراتي

    بداية قوية تشد انتباه القارئ وفقت فيها يا غالية
    ^___^


    هل تخططين لقتلي

    هذه الأسطر جعلت عيني تكاد تفارق محاجرهما و تسقط من هول المفاجأة بل إن قلبي أصبح يخفق بشدة و أصابعي تتسابق لتكتب من فورها ردًا -_-
    هههه يجب أن تكون البداية كذلك.. وسنعود لرالف لاحقا فلا تقلقي ; )

    متشوووووقة دعيني فقط ألتقط أنفاسي

    هذا الطابع التاريخي و الغموض المغناطيسي و الوصف المذهل و الشخصيات الخلابة و النغمة التراجيدي -
    نعم تراجيدية لقد قتلتِ الأب *^* -

    كلها كلها عااااالم آخر من الوسامة و الجمال


    ارحميني يافتاة لا أقدر على هذا الجمال .. اسبانيا و فرنسا و عشقي
    السيوف و التاريخ XD

    أظنني سأتربع هنا في أرض تحفتك و أوفر لي ماءً و زادًا لأنتظر الفصول على أحر من الجمر


    هل تصدقين مذ قرأت قصصك بالفعاليتين خاصة القلم و قسم كونان

    و أنا أحادث نفسي أن من الرائع لو تخط تشيكو رواية

    وهاهو الخاطر يتربع هاهنا بحلة الابداع

    أمتعتني بهذا الجمال و الآن أعلن للجميع عن مكان اقامتي الجديد في زاوية غرفتي حيث يتواجد كتاب
    الكنز.. صراعٌ امتد قروناً!

    و يُفتح الكتاب لتبدأ الحكاية

    صدقا سعيدة جدا بردك الرائع رواتي ♥ وإن شاء الله ستحمل الفصول القادمة غموضا أكبر فانتظروها ^__*

  8. #7

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [ اللــيـــث ] مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. تبارك الرحمن
    بسيطة الأسلوب .. لطيفة الطرح وعلى الرغم من " اعتيادية " اللغة فقد استمتعت بقراءتها ..
    لا تحرمينا من إبداعك يا تشيزوكو .. كل التوفيق لكِ
    نعم أفضّل الكتابة بالأسلوب البسيط عادة.. شكرا جزيلا لك..

  9. #8

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    التهمتُ الفصل الأول بصمت، وبانتظار الفصول التالية. نترك التعقيب لوقت لاحق.

    كان فصلاً لذيذًا ومشوقًا!

    أكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الملائكة.


    يسعدني ذلك.. وسأكون بانتظار تعقيبكم إن شاء الله..

  10. #9

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||



    توجه
    ألان نحو منزله وكلام صديقه لا يغادر فكره أبداً.. هل هذا حقيقي؟ أسرار غامضة تحت جنح الظلام وحالات اختفاء جماعية ومجموعة مريبة.. وماذا يمكن أن تكون هذه المجموعة؟ مجرمون؟ عصابة ما؟ ما الذي يريدونه بالضبط؟


    • لقد تأخرت..


    تفاجأ
    ألان بالصوت الذي قطع عليه تفكيره.. رفع بصره ليشاهد والده يقف أمام الباب.. لقد وصل إلى المنزل دون أن يشعر من شدة انشغال عقله.. رد ببساطة: كنت مع كارلوس..


    • حاول أن تخفف من احتكاكك بالآخرين.. ليس عليك أن تطيل البقاء معه.. أخبرتك بهذا سابقا، ألم أفعل؟


    اكتفى
    ألان بهز رأسه ودخل المنزل متجاوزا والده.. دائما يتصرف والده بهذا الشكل.. هل يريد أن يعزله عن العالم كما يعزل نفسه؟

    دخل الوالد المنزل وأغلق الباب وراءه.. قال بعد صمتٍ قصير:
    ألان.. تعال يا بني..

    التفت
    ألان وأطاع والده دون أن يُظهر أي تعبير على وجهه.. تنهد الوالد وارتخت ملامحه المتصلبة عادة وقال: ألان.. حدثني عن نفسك وعن أصدقائك وما تفعلونه.. تعال اجلس هنا..

    جلس
    ألان إلى جوار والده.. يحب والده مثل هذه الجلسات.. ولكنها في الواقع لا تفيد كثيرا.. فهو يحيط نفسه بجدار من الغموض.. جدار غير مرئي يمنع ألان من الوصول إليه..

    فكر
    ألان.. لم لا أخبره عن سر الليل؟ ربما يتحدث معي في الموضوع أكثر.. كأي والدٍ آخر..

    تنحنح قليلا ثم قال: حسنا.. أخبرني
    كارلوس اليوم عن أمرٍ سمع والده يتحدث عنه..


    • حقا؟ ما هو؟


    بدا الوالد سعيدا فهذه أول مرة يبدأ فيها
    ألان موضوعا بنفسه.. تابع ألان وقد بدأ يتحمس لرواية هذا الأمر المثير: إنه سر الليل..! مجموعة غامضة يتجولون في الأرجاء.. وكلما مروا من مكان ما حدثت حوادث اختفاء غامضة هناك! لا أحد يعرف ما.....

    توقف
    ألان عن الحديث فجأة بعد أن لاحظ النظرة المرعبة التي علت وجه والده.. تجمدت الكلمات في حلقه.. وقف والده وصاح والشرر يكاد يتطاير من عينيه: إياك أن تتحدث عن هذا الموضوع مجدداً! ولا أريدك أن ترى كارلوس هذا بعد اليوم! أفهمت؟!

    لم يحر
    ألان جوابا سوى الصمت الأليم.. فغادر الوالد المنزل ضاربا الباب خلفه بقوة..




    جلس رجل أشقر يرتدي زيا عسكريا على أريكة مريحة بجوار باب ضخم مغلق.. دخل رجل آخر بزي مماثل الحجرة.. ولما رأى زميله الجالس هتف:
    دي ليل! أراك قد عدت يا فتى! هل وجدت الكولونيل؟

    رفع الضابط
    دي ليل بصره نحو الرجل القادم وأجاب باقتضاب: أجل.. إنه في الاجتماع الآن.. فلا ترفع صوتك دانييل..


    • ما بالك مكتئبا هكذا يا رجل؟ إنهم دائماً يجتمعون للأمور المهمة ويتركوننا نحرس حولهم وكأننا لا شيء!




    • لا تكن أحمق دانييل! كل يعمل حسب رتبته.. وإذا أديت عملك جيدا قد تنجز أمرا لم كان باستطاعة من هم أعلى منك رتبة إنجازه! وأيضا لا يمكنك الاستمرار بالمزاح واللهو هكذا! ألا تعرف أن أحد رجالنا قد قُتل بالأمس؟




    • حسناً حسناً هوّن عليك.. لا داعي لكل هذا الانفعال! ولكن حقاً ما الذي نفعله هنا بالضبط؟ أنا أريد فقط العودة إلى فرنسا.. أفتقد عشب فرنسا ونهر فرنسا وهواء فرنسا ورائحة فرنسا! آه يا رجل! إن العيش في هذه البلد أو الموت فيها سواء..



    تنهد دي ليل وقال: أعرف.. أعرف هذا دانييل.. وأنا أحن إلى منزلي الصغير.. ووالدتي العجوز التي تحيك قرب المدفأة.. تبقى ساهرةً حتى أعود مهما كنت متأخرا.. لأشتم رائحة الخبز الطازج الساخن فور دخولي.. دائما يكون قد خرج للتو من الفرن عندما أعود.. وعندما أسألها كيف عرفت بموعد قدومي تحديدا تجيب ببساطة: قلب الأم يعرف!

    صمت
    دي ليل وأغلق عينيه مستعيداً صوراً من حياته صارت مجرد ذكريات قبل أن يشعر بذلك حتى.. أطلق دانييل تنهيدة طويلة وقال بألم: ستجعلني أبكي دي ليل!

    فتح
    دي ليل عينيه فجأة ونظرةٌ صارمة تطل منهما وقال بحزم: ولكنني هنا الآن لدي مهمة حقيقية.. مجرمو الليل هؤلاء.. علينا أن نجدهم! لقد أعلنوا الحرب علينا عندما بدأوا بقتل رجالنا الذين يتحرون عنهم.. أن نفقد كل يوم أحدنا هو أمر لا يغتفر! أنا لن أغفر لهم ما فعلوه برفاقنا ولا حتى ما فعلوه بأبناء جلدتهم من الإسبان! أقسم أني سأجدهم! وستشهد ذلك يا دانييل! ستشهد ذلك!




    فُتح باب غرفة الاجتماعات فجأة.. فانتصب كلٌّ من
    دي ليل ودانييل واقفَين ومؤديين للتحية العسكرية.. مر من أمامها المارشال سولت.. الحاكم العسكري لمدريد.. فازداد انتصابهما.. وبدأ كبار الضباط يتوافدون خارجين من القاعة.. وغادروا جميعا الحجرة ولم يبق سوى الكولونيل ليموتسكي يقف بهدوء إلى جوار الضابطين.. استرخى الضابطان الآن ووقفا باعتدال..

    تحدث الكولونيل قائلا: كم يسرني أن أرى اثنين من رجالي هنا.. يبدو أنكما من أشد المخلصين لقضيتنا..

    تحدث
    دي ليل قائلاً: لنا الشرف بذلك حضرة الكولونيل..


    • إذاً.. هل من أخبار جديدة؟


    كان
    دانييل هو من أجاب هذه المرة قائلا: وصلنا رسولٌ من الراهب ماثيو.. وهو يريد مقابلتك سيدي..


    • الراهب ماثيو كبير رهبان دير الديوان الإسباني.. أمر مثير..




    • ولكنه لا يكن لنا أي عداء حضرة الكولونيل..




    • أعرف ذلك.. الرهبان ذوي طبيعة سمحة.. ولكنهم يجندون حراسا لديرهم ليدافعوا عنه باستماتة.. لا.. لا تحكم على ظواهرهم يا دانييل.. علينا أن نكون دائمي الحذر.. أعتقد أنهم حلفاء لنا في هذه المرحلة فقط.. فهناك نقاط تلتقي فيها مصالحنا..



    قال دي ليل متأملاً: نحن وهم نسعى للتخلص من الشيء نفسه.. ونسعى لكشف غموض السر نفسه.. لذا قرروا التحالف معنا..

    هز الكولونيل رأسه وتمتم:
    أجل.. أجل دي ليل.. إنه سر الليل..




    أغلق
    ألان على نفسه في غرفته مبكرا هذه الليلة.. وعندما سمع صوت فتح الباب مؤذنا بعودة والده اقترب من باب غرفته.. وألصق أذنه به.. وبدأ يسترق السمع باهتمام بالغ..

    سمع صوت والدته تقول: مرحبا بعودتك.. لقد عدت مبكرا اليوم..


    • أجل.. أين ألان؟



    • لقد ذهب إلى فراشه باكرا..




    • حقا؟


    تنهد الوالد بعمق ثم قال: أعتقد أني والدٌ سيء..
    ربما ما كان علينا أن نحضر ألان إلى هذا العالم من الأساس..


    • ما الذي تقوله؟ أنت تعلم أن الأمر ليس بيدنا.. ما زال ألان صغيرا.. ومن الصعب عليك أن تخبره بالكثير من الأشياء..




    • أجل.. ربما سأخبره قريبا.. أعتقد أنه كبير بما يكفي ليعرف..



    • أوه.. هل تعتقد هذا حقا؟ أليس الوقت باكرا؟



    كانت هنالك نبرة خوفٍ في صوتها.. ولكن الوالد أجاب بثقة: لا أريد حتى أن أناديه بألان أكثر من هذا! إنه واعٍ بما فيه الكفاية ليواجه الواقع! على العموم سنتحدث في هذا الأمر لاحقا.. علي الذهاب الآن..


    • ولكنك عدت لتوك!



    ثم تابعت همساً: أهو اجتماعٌ آخر؟


    • أجل.. لا بد من ذلك.. يبدو أن هنالك معلومات جديدة..



    • هل يجب أن تذهب حقا؟


    مرت فترة من الصمت أعقبها صوت الوالد الذي يقول بهدوء: أجل.. يجب أن أذهب..
    ما حفظناه لقرون.. لن يضيع الآن..

    استطاع
    ألان أن يسمع بعدها صوت إغلاق الباب معلنا مغادرته للمنزل..

    شعر
    ألان بعبارات والده تختلط في رأسه دون معنى.. حقيقة مخفية..؟ اسم مزيف..؟ اجتماع سري..؟ قرون طويلة..؟ ما معنى كل هذا؟؟

    لم يسعفه الوقت للتفكير أكثر.. فجسده بدأ بالتصرف من تلقاء نفسه.. تسلل من غرفته بهدوء.. تأكد أن والدته لا تراه.. وغادر المنزل بلا صوتٍ تقريبا.. نظر حوله.. فلمح والده يختفي خلف أحد المنعطفات.. فانطلق يتبعه دون أن يلاحظه..

    عبر الوالد عدة منعطفات وطرق فرعية متشابكة.. وكاد
    ألان يفقد أثره أكثر من مرة.. وأخيرا توقف الوالد أمام منزل صغير.. نظر حوله.. ثم طرق الباب بخفوتٍ شديد.. أطل رأسٌ من خلف الباب لم يستطع ألان تمييزه بسبب الظلام.. همس صوتٌ ما: لقد تأخرت..


    • هل وصل الجميع؟




    • أجل..




    • معلوماتٌ جديدة؟




    • أجل..



    • إذاً لنبدأ حالاً..



    واختفى الوالد داخل المنزل.. وابتلع الصمت أصواتهم..


  11. #10

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    ما أحوالك يا فتاة ؟

    جزء لطيف ملييييء بالغموض غير أنه قصير *^*

    لكن التمست في أسلوبك شبهًا لغموض منذر قباني xD

    وهذا مديح و ليس ذمًا ، ألان أتراه يملك اسمًا آخر حقًا ؟ و هل لوالده علاقة بالجماعة السرية لذا غضب من سؤال ابنه عنها ؟

    غموضك موفق كما أسلوبك :")

    أتطلع للقادم و الذي سيكون أطول بلا شك XD

    دمت بخير :"""")

  12. #11

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    كتعويض عن قصر الفصل السابق.. فصلان معاً هذه المرة وفي نفس اليوم ^^ أتمنى لكم قراءة ممتعة




    • مرحبا بك أيها الراهب ماثيو..


    كان هذا
    الكولونيل ليموتسكي مرحبا بزائره الإسباني.. كان بالإمكان استشعار التوتر الذي يسود الجو رغم الألفة واللطف الظاهرَين في التعامل.. فقد كان هنالك اثنان من حرس الدير الخاص يرافقان الراهب ماثيو..

    تحدث الراهب بصوته الهادئ قائلا: بل شكرا لك أيها الكولونيل لأنك وجدت وقتا لهذا اللقاء..


    • لا بأس أبدا.. فأنا أعرف أن مصالحنا مشتركة.. تريد التحدث عن مجرمي الليل صحيح؟


    بدا الراهب مندهشا قليلا لدخول الكولونيل في صلب الموضوع مباشرة.. لكنه عاد إلى هدوءه بسرعة وأجاب: نعم أيها الكولونيل.. أنت شخص
    عملي جدا..


    • إذا ما الذي لديكم من معلومات يمكنكم أن تساعدونا بها؟


    هز
    الراهب ماثيو رأسه بأسى وقال: أخشى أنها ليست بالشيء الكثير.. حوادث الاختفاء تزداد ولا دليل لدينا مطلقا.. كم يؤسفني أن يحدث مثل هذا الأمر في إسبانيا الحبيبة..

    بدأ الدمع يتجمع في عيني الراهب.. ولكنه تمالك نفسه وتابع: أريد أن أعرف ما تنوون عمله في مواجهة هذا الإجرام.. سمعت أنكم بدأتم تفقدون عددا من رجالكم كذلك.. إن هذا يؤسفني حقا..

    • ليسوا مفقودين بل قتلى.. نجد جثثهم ملقاة في الطرقات حيث كان من المفترض أن يتحرَّوا عن هؤلاء المجرمين..


    • كم يؤسفني حدوث ذلك لكم وأنتم الذين تحاولون المساعدة فقط..


    بدا الألم جليا في تعابير الراهب وهو يقول: لن يلومكم أحد إذا تخليتم عن هذه القضية.. فنحن رهبان الدير مستعدون لدفع حياتنا ثمنا لجلب السلام لإسبانيا..

    نظر الكولونيل إلى الحارسين المرافقين للراهب وكاد يقول:
    طبعا فأنتم تملكون جيشا صغيرا هنا.. ولكنه تراجع في آخر لحظة وقال بدلا من ذلك: لا عليك أيها الراهب ماثيو.. نحن نرى هذا جزءا من مسئوليتنا أيضا..

    رد عليه الراهب: ممتن لهذا حقا..

    ساد الصمت قليلا في الغرفة الكبيرة.. ثم نهض
    الراهب ماثيو فجأة وقال: علي الانصراف الآن.. فليبارك الله أعمالكم..

    وخرج الراهب مع مرافقَيه بهدوء كما دخل..

    التفت الكولونيل إلى
    دي دليل ودانييل اللذين حضرا الاجتماع.. وقال: لم يقل شيئا آخر.. شعرت وكأنه كان يريد أن يقول لنا أن ندع قضايا إسبانيا للإسبان وألا نتدخل نحن الفرنسيين بها..

    ثم هز رأسه وتابع: هذا لن يحدث فهؤلاء القساوسة يعتقدون أنهم قادرون على فعل كل شيء بمفردهم ولكنهم لم يتمكنوا من معرفة شيء عن جرائم الليل هذه.. هم مجرد تماثيل تقف أمام الناس وتردد أنها هنا لإنقاذ أرواحهم دون أن تفعل شيئا من ذلك في الواقع!

    أما في الخارج فكان
    الراهب ماثيو يراجع في رأسه الحوار الذي دار بينه وبين الكولونيل.. ثم تنهد بتعب وقال لمرافقَيه: هيا يا أبنائي.. أمامنا عمل كثير..




    في غرفة مظلمة لا تضيئها سوى الشموع.. جلس مجموعة من الرجال تتراقص ظلال لهب الشموع على وجوههم فيبدون كمخلوقاتٍ أسطورية خرجت من العدم.. كانوا يتحدثون بهمسٍ كالأشباح..

    قال أحدهم: وصلتنا معلوماتٌ جديدة.. لن تصدقوا من كان التالي..

    رد عليه صوت منخفضٌ مخيف كأنه قادمٌ من أعماق الكهوف: من هو؟


    • إنه فينسنت..


    بدأ الهمس يرتفع فجأة ويتداخل مع بعضه:

    ....
    فينسنت؟

    .... تقصد عائلة
    فينسنت الشهيرة؟

    ....من كان ليصدق هذا؟

    ....هل سيكونون الهدف التالي؟

    تنحنح صاحب الصوت العميق فساد الصمت مجددا.. ثم خرج صوته البعيد قائلاً: هل المعلومات مؤكدة؟


    • أجل بالتأكيد..



    • إذاً فقد حُسم الأمر.. هدفنا التالي هو فينسنت!





    جلس
    ألان يرتجف في ظل أحد المنازل.. كان الجو باردا ومخيفا.. وقد طال اجتماع والده ذاك.. شتم ألان نفسه في سره على تهوره.. فها هو الآن وحيد وخائف في الظلام.. لا يجرؤ على الدخول خلف والده.. ولا يعرف كيف يعود إلى المنزل!

    سمع أصواتا تقترب من البعيد.. فانكمش على نفسه أكثر.. ودفن وجهه خلف ركبتيه وضمهما نحوه بشدة.. لم يرد أن يسمع أو يرى شيئا.. شعر بالدموع تتجمع في مقلتيه.. ثم أحس بدفءٍ غريب..
    دفء شخص ما يقف أمامه مباشرة ويغطيه بظله.. لم يجرؤ على رفع رأسه أو التحرك مطلقا..

    ولكنه سمع صوتاً خرج فجأةً من أعماق الصمت:
    ألان؟؟

    وعند تمييزه للصوت رفع رأسه فجأة ليرى والده يقف أمامه مندهشا..

    الشعور بالأمان الذي غمر كل ذرةٍ في جسد
    ألان فاق خوفه من غضب والده.. فانسابت الدموع من عينيه.. وتحشرج صوته بالأنين الصامت.. ثم ألقى بنفسه على والده واحتضنه باكيا..

    كان الوالد لا يزال مندهشا وقلقا.. ربت على رأس
    ألان وسأله: ما الذي تفعله هنا بالضبط؟

    ولكن
    ألان لم يجب.. ازداد القلق المرتسم على ملامح الأب وهو يسأل: هل كنت تتبعني؟

    هز
    ألان رأسه بالإيجاب دون أن يرفع وجهه لينظر في عيني والده.. سأل الوالد بقلق أكبر: وهل سمعت شيئا؟

    هز
    ألان رأسه نافيا هذه المرة.. ساد الصمت طويلا ثم أطلق الوالد تنهيدةً وقال: هيا بنا إلى المنزل..

    وهكذا فقد سارا معاً نحو المنزل بصمتٍ تام..




    عام 1511 م

    وقف رالف يلهث خلف جدارٍ متهالكٍ لمبنى مهجور.. كل ذرةٍ في جسده كانت ترتجف بلا توقف.. وكلما تذكر صورة والده المسجى أرضاً انتفض بشدة وازداد ارتجافه.. لم تعد ساقاه تقويان على حمله أكثر.. فانهار على الأرض وبدأ يبكي ويشنج بصوتٍ مكتوم..

    حاول منع صوته من الخروج ولكن صوت شهقاته بدأ يعلو أكثر.. لماذا يحدث له كل هذا؟ تمنى حقا أن يستيقظ ليجد أن هذا مجرد حلم.. ولكن لا.. لقد أصبح
    رالف الآن.. لقد أخبره والده بهذا سلفاً.. أخبره عن مصيرهم.. وعن المهمة التي سيكون عليه القيام بها.. المهمة الخاصة التي لا يمكن أن يقوم بها أحدٌ غيره..

    تحسس اللفافة تحت ثيابه.. بدأ يمسح دموعه بظاهر كفه، ولكن الدموع لم تتوقف عن السيلان..


    • توقفي.. توقفي..


    كان يتحدث إلى نفسه بصوت مكتوم ويائس.. استطاع أخيراً أن يوقف شهيقه ونشيجه.. إنه يحمل
    كنزاً عظيماً.. كنزاً ضحى والده بنفسه لأجل إنقاذه.. كنزاً سيكون عليه إيصاله بسلام إلى المكان المطلوب.. هذا ليس وقت الانتحاب.. يجب أن يتحرك..

    وبصعوبةٍ بالغةٍ وقف.. أغمض عينيه وحاول أن يزيل من تفكيره كل شيءٍ لا يتعلق
    بإيصال هذه اللفافة سالمة.. فتح عينيه وقد هدأ قليلاً.. أخذ نفساً عميقاً وعاود التحرك.. كانت ندفات من الثلج قد بدأت في التساقط في تلك اللحظات..




    عام 1809 م

    بالكاد استطاع
    ألان النوم في تلك الليلة.. فبعد أن زال عنه خوف مغامرته الليلية تلك.. بدأ خوفٌ آخر يغزو قلبه.. ما الذي سيقوله والده؟ لا شك أنه غاضب عليه كثيرا.. هل سيعاقبه يا ترى.؟.

    لذلك كان متوترا جدا عندما حل الصباح.. فتح باب غرفته ببطء.. وأطل منه برأسه أولاً.. ثم خرج يسير بهدوء وبالكاد تلامس قدماه الأرض.. وكم كانت دهشته كبيرة عندما رأى
    حقيبة كبيرة متربعة وسط غرفة المعيشة..

    بقي يحدق فيها دون فهم.. ثم أطلت أمه نحو الغرفة وقد ارتدت ثياب خروجها كاملة..

    • أوه هل استيقظت يا ألان؟ إفطارك معد.. هيا أسرع بتناوله يا عزيزي..


    كانت تتحدث بصورة طبيعية تماما.. نظر إلى ثيابها مجددا ثم إلى الحقيبة.. وبعد تردد سأل: هل.. هل سنخرج اليوم؟

    وببساطة أجابت أمه: نعم..

    مرت لحظات قصيرة من الصمت.. ثم تحدثت والدته مجدداً وقالت: حبيبي
    ألان.. أنا سأذهب لقضاء بضعة أيام في منزل جدك.. أما أنت فسترافق والدك في رحلة ربما تطول قليلاً.. لذلك كن ولداً مطيعاً اتفقنا؟

    شعر
    ألان بقلبه ينقبض.. وبالكاد استطاع إخراج صوته ليسأل: إ.. إلى أين سنذهب؟؟

    وهنا ظهر والده من خلف والدته.. بأكتافه العريضة.. وشعره الرمادي الكث.. وعينيه العسليتين اللامعتين..
    في الواقع كان ألان يكاد يكون صورةً مصغرةً عن والده..

    تحدث والده وقال: سنذهب في
    زيارة.. ولكن المسافة ستكون طويلة..

    فتحت الأم فمها لتقول شيئا ولكنها غيرت رأيها واكتفت بالصمت..

    قال الوالد مجددا: أسرع إلى المطبخ وتناول إفطارك فنحن سنخرج حالاً..


    • من الذي سنزوره؟


    صمت الوالد قليلا.. رافق ولده إلى المطبخ ثم أجابه أخيرا:
    سنزور العم فنسنت!

    وبعد أن اختفيا داخل المطبخ.. تهالكت الأم على ركبتيها وغطت فمها بيدها لتمنع صوت بكاءها الذي كتمته طويلا من الخروج..




    خرج
    ألان من المنزل برفقة والده الذي لم يكن يحمل سوى حقيبة صغيرة فوق كتفه.. كانت هذه التطورات المفاجئة قد أنسته موضوع مغامرته الليلة تماما.. كان عقله مشغولا بهذه الزيارة المفاجئة..

    هناك علاقةٌ غريبةٌ تربط عائلته بعائلة
    العم فنسنت.. مع أن عائلة هذا الأخير غنية ومشهورة.. بينما عائلته هو عادية ومغمورة.. فما الذي صنع هذه العلاقة العجيبة بين العائلتين؟؟

    كان والد
    ألان يصف العم فنسنت أحيانا بـ"والده الروحي" دون أن يفصح عن سبب ذلك.. وكانوا يزورونه أحياناً –وإن كانت تلك الأحيان قليلةً جداً- رغم أنه يعيش بعيداً خارج حدود المدينة..

    ولكن لم هذه الزيارة المفاجئة دون سابق تخطيط؟ ولماذا هو ووالده فقط؟ والأهم من هذا كله..
    لماذا بالضبط يذهبان سيراً على الأقدام؟؟!!




    طال المسير
    بألان ووالده.. كانا يقطعان طرقاً وعرةً وملتوية.. واشتد التعب بألان بعد سيرهم لساعات طوال.. فقرر والده أخيرا أن يستريحا.. جلسا تحت ظل شجرة على جانب الطريق.. وأخرج الوالد زجاجة ماء ناولها لألان الذي بدأ يشرب بتعطش شديد..

    تأمل الوالد
    ألان وفي عينيه نظرةٌ حزينة.. تحدث بعد صمتٍ دام دقائق قائلا: عزيزي ألان.. هنالك أمر خطير لا تعرفه.. ولكنك حقا يجب أن تعرفه.. أعني.. لا يمكنك الاستمرار بعدم معرفته! يا إلهي.. ما الذي أقوله..!

    بدا الوالد مشوشاً ومضطرباً وهو يمرر يده بارتباك في مقدمة شعره.. مما أثار اهتمام
    ألان وقلقه.. فهذه أول مرة يرى فيها والده بهذه الحالة..

    تحدث الوالد مجددا ولكن ببطء وبتركيز أكبر وهو يحدق في الفراغ أمامه: أنا لا أدري كيف أشرح لك الأمر تحديدا..
    فأنت كبرت على الحقيقة التي تراها دون أن تعلم أنها كلها مجرد وهم! أوه.. عزيزي ألان..

    واستدار فجأة لينظر في عيني
    ألان مباشرة: سنتحدث عندما نصل إلى العم فينسنت.. فربما تفهم الأمر بسهولة أكبر عندها.. ولكني أريدك أن تعلم جيدا أنك تبقى أنت وإن تغيرت الأسماء والظروف.. وأريدك أن تعلم أني أحبك.. أحبك حقا.. وسأبقى أحبك مهما حدث!





    • القمر جميلٌ الليلة!


    قالها
    دانييل وهو يحدق إلى البدر المكتمل المتربع في كبد السماء.. يقولون أن الدماء تنشط حين يكتمل البدر.. ابتسم دانييل لنفسه عندما فكر بهذا وتمتم: إنني أهذي..

    ثم قال بصوتٍ مرتفع وابتسامةٍ عريضة: لا بدر كبدركِ يا فرنسا! لا بدر كبدرك!

    اختفت ابتسامته فجأة وتابع سيره وحيدا في الطريق.. ما الذي يفعله هنا؟ لقد تم تجنيده ضمن ضباط الحملة الفرنسية على
    إسبانيا ولكنه لم يرغب بهذا يوماً.. كل ما رغب به هو البقاء على أرض فرنسا وتحت سمائها.. وبعدها لن يهمه شيءٌ في هذه الدنيا.. ولكن ما خفف عنه قليلاً هو وجود صديقه دي ليل إلى جانبه.. فكر دانييل بأن دي ليل وإن كان جادا أكثر من اللازم وصريحاً أكثر من اللازم كذلك إلا أنه يبقى صديقا جيدا! صديقا حقيقيا!

    وعندما وصل بأفكاره إلى هنا قرر المرور بسكن صديقه ليسهر معه الليلة ويحدثه بحنينه إلى فرنسا.. سيغضب منه حتما لمجيئه في هذه الساعة المتأخرة.. وربما يهزأ منه بلسانه السليط.. ولكنه بالتأكيد لن يطرده وسيستمع إليه بصبر.. ابتسم
    دانييل وهو يفكر بهذا ولم يلحظ الظلال الخفية التي كانت تقترب منه..





    كان
    ألان يرتجف برداً وخوفاً وهو متعلق بكم والده النائم.. لماذا ينامان هنا في هذه الأحراش؟ لقد كان في كلام والده اليوم ما يكفي من الخوف.. فلماذا يزيد ذلك الآن بالمبيت في العراء حيث البرد القارس وعواء الذئاب المرعب؟!

    وانطلق هنا عواء ذئبٍ جديد فانكمش
    ألان على نفسه أكثر وازداد تعلقه بوالده، ففتح الوالد عينيه وقال وهو يقمع تثاؤبه: ما الأمر يا ألان؟ لمَ لم تنم بعد؟ ألم تكن متعباً من السير طيلة اليوم؟


    • ا.. الجو بارد..!


    ولم يتمكن من الاعتراف لوالده بالرعب الذي يشعر به! نهض والده وقال: ولكنك ترتدي معطفاً ثقيلاً! لا بأس إذاً.. خذ هذا..

    ونزع معطفه الصوفي ووضعه حول
    ألان قائلا: هذا سيُشعرك بالدفء.. هيا نم الآن..

    واستلقى الوالد مجدداً.. نظر
    ألان إلى والده النائم بقميص خفيف.. فشد عليه المعطف أكثر.. وشعر بالدفء يغمره.. لم يكن هذا دفء المعطف.. بل كان دفئا من نوع آخر.. دفئاً نابعاً من أعماقه.. شعر ألان بالأمان.. واستلقى إلى جوار والده.. ويده متشبثةٌ بطرف قميصه..




    عندما انعطف
    دانييل في أحد الطرق الفرعية.. استطاع أن يلمح الظل الذي يتبعه.. بدأ يتوتر.. إنه لا يحمل سلاحه!

    حاول أن يسرع بخطواته أكثر.. ولكنه بدأ يسمع الوقع الخافت للخطوات المتسارعة خلفه..
    اثنان؟ أو ربما ثلاثة؟ لكنهم بالتأكيد أكثر من واحد.. ولو كانوا مسلحين بالبنادق فستكون هذه هي النهاية حتماً! انعطف مجدداً محاولاً تضييع ملاحقيه ولكنهم كانوا أقرب من أن يضيعوا فقد انقض أحدهم عليه بقوة طارحاً إياه أرضاً..

    كان المهاجم يحمل
    سكيناً ويحاول جاهداً غرزها في صدر دانييل.. وكان دانييل يصدّ الذراع الممدودة نحوه بكل ما أوتي من قوة..

    أفلتت من بين شفتيه شتائم عديدة.. ركل مهاجمه بقدمه فأبعده عنه.. ولكن ظلين آخرين هاجماه مجدداً.. ثبتاه تماماً بالأرض..

    لم يعد يقوى على التحرك.. لمح البدر المتربع وسط السماء.. تأمله للمرة الأخيرة ثم همس:
    حقاً.. لا بدر كبدركِ يا فرنسا!

    شعر بشيءٍ ساخنٍ يخترق جسده.. وأظلمت الدنيا في عينيه..




  13. #12

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    فصل مشوّق أكثر من سابقه، وقد أعجبتني فكرة التقافز الزمني بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر. أعترف أن أحداث الرواية أثارت فضولي حول تلك تلك الحقبة، فأسرعتُ أقرأ عن حملة فرنسا على إسبانيا والبرتغال وتدخلات نابوليون في أمور الحكم الإسباني.



  14. #13

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    ليس فقط مشوق بل خيالي تبارك الله

    أفكارك خلابة و غير متوقعة ..

    و هذا ملتمس من قصصك السابقة و حتى هذه

    أتطلع للقادم بشوق .

    +

    ثقافتك التاريخية يُشاد إليها بالبنان تبارك الله ~

    و أتمنى سخاء كهذا - فصلان بيوم واحد - XD

  15. #14

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    أين الفصل ؟


  16. #15

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    ^
    من تعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه...
    ومن تعجل الشيء بعد أوانه، عوقب بإشراكه في صنع بنيانه (في تأليفه يعني) .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />


  17. #16

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    ومن تعجل الشيء بعد أوانه، عوقب بإشراكه في صنع بنيانه (في تأليفه يعني)
    لا الحمد لله مكتملة

    لذا أطلب التتمة فأنا أعرف معاناة التأليف XD

  18. #17

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    فصل مشوّق أكثر من سابقه، وقد أعجبتني فكرة التقافز الزمني بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر. أعترف أن أحداث الرواية أثارت فضولي حول تلك تلك الحقبة، فأسرعتُ أقرأ عن حملة فرنسا على إسبانيا والبرتغال وتدخلات نابوليون في أمور الحكم الإسباني.


    شكرا جزيلا لمتابعتك وتعليقاتك هنا، سعيدة حقا بذلك..

    نعم هي حقبة تاريخية مثيرة من أكثر من ناحية.. سأشير إلى هذا في نهاية الرواية إن شاء الله..



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    ليس فقط مشوق بل خيالي تبارك الله

    أفكارك خلابة و غير متوقعة ..

    و هذا ملتمس من قصصك السابقة و حتى هذه

    أتطلع للقادم بشوق .

    +

    ثقافتك التاريخية يُشاد إليها بالبنان تبارك الله ~

    و أتمنى سخاء كهذا - فصلان بيوم واحد - XD

    شكرا جزيلا رواتي ^^

    حقا تسعدني كلماتك دوما ♥



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتاة المشاغبة مشاهدة المشاركة
    مكاني
    بانتظارك عزيزتي.. سعدت حقا بتواجدك هنا


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    ^
    من تعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه...
    ومن تعجل الشيء بعد أوانه، عوقب بإشراكه في صنع بنيانه (في تأليفه يعني) .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    لا الحمد لله مكتملة

    لذا أطلب التتمة فأنا أعرف معاناة التأليف XD

    أعجبني الاقتراح XD

    هي شبه مكتملة في الواقع ^^" بإمكاني إنهاؤها بسرعة فهي مكتملة في رأسي ولكن الدوامات وما تفعل ><

    سأضع الفصل حالا وربما أضع آخر غدا لأن فصل اليوم ليس طويلا ^^

  19. #18

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    شعر ألان بأن العالم كان يهتز يمنةً ويسرة.. ولكنه ما إن فتح عينيه حتى أدرك أنه هو من كان يهتز بفعل يد والده التي تحاول إيقاظه.. نهض وهو يفرك عينيه متعجبا كيف تمكن من النوم في أجواء الليلة الماضية المخيفة..

    كان الصباح قد حلّ الآن.. أراد
    ألان أن يبدي اعتراضا على هذا النهوض المبكر ولكن وجه والده القلق أسكته.. ناوله والده شطيرة من حقيبته وقال: خذ.. وهيا أسرع بالنهوض.. سنأكل ونحن نمشي..

    فتح
    ألان عينيه على اتساعهما متسائلاً: سنعاود المسير الآن..؟

    نظر الوالد إلى الطريق الممتد أمامهم ونظرة القلق لا تفارق عينيه: نعم.. علينا أن نسرع فلم يبق أمامنا الكثير..... علينا حقاً أن نسرع..






    وقف
    دي ليل مشدوهاً أمام التابوت الماثل أمامه.. لم يستطع أن يصدق عينيه.. لم يستطع أن يصدق أن دانييل الممتلئ بالمرح والمتعة كان مسجىً أمامه الآن.. جسداً بلا روح.. لم ينطق بكلمة.. لم يحرك ساكناً.. بل لم يستطع حتى التفكير بأي شيء..

    كان الضباط المتواجدون في القاعة يشيحون جميعا بوجوههم عنه بحزن.. تقدم أحدهم أخيرا وقال بعد تردد: علينا أن ننقله الآن أيها الضابط
    دي ليل..

    لم تصدر عن الضابط
    دي ليل أية حركة أو حتى همسة.. فأشاح المتحدث بوجهه عنه بأسى وأشار إلى الضباط أن انقلوه.. تقدم الضباط وحملوا التابوت خارج القاعة بينما بقي دي ليل واقفا في مكانه محدقاً في المكان الخالي الذي خلّفه التابوت..

    خلفه وقف
    الكولونيل ليموتسكي.. وفي عينيه نظرةٌ هي مزيجٌ من الحزن والرغبة في الثأر.. تهاوى دي ليل فجأة على ركبتيه وبدأ يردد دون ترابط: لقد.. لقد كان يحلم بالعودة إلى فرنسا.. كان يحن لها.. كان يأتي لي ليشكو همه دائما.. لقد كان قادما إلى منزلي.. وأنا.. كنت فقط أهزأ به.. لقد.. لقد..

    واحتبست الكلمات في حلقه.. بينما بقيت عيناه متحجرتين في مكانهما.. اقترب الكولونيل منه وشد على كتفه بقوة وهو يهمس: سننتقم له
    دي ليل.. سننتقم له..

    وكأنما كان
    دي ليل ينتظر هذه الكلمات ليتأكد حقا من موت صديقه.. فابتدأ فجأة بالنحيب المتواصل وبألمٍ شديد.. أجل.. سينتقم له بالتأكيد.. ولكن دانييل لن يشهد هذا الانتقام كما وعده.. لن يشهده أبداً..!




    عرف
    ألان أنهما قد اقتربا كثيراً من منزل العم فينسنت فقد تعرف على البحيرة الجميلة التي مرا بقربها للتو.. فكثيرا ما كان يلهو هناك في زياراتهم السابقة للعم فينسنت.. ولكن والده مع ذلك استمر في سلوك طرق ملتوية مما زاد المسافة المتبقية أكثر فأكثر..

    ومن بين أنغام الأحراش الهادئة.. انبثق فجأةً صوت بعيد كدر صفو الطبيعة المتناغم..
    كان صوت حوافر خيل قويةٍ تقترب.. التفت ألان ليرى القادم ولكن والده جذبه فجأة ليختفيا خلف الشجيرات على جانب الطريق.. التفت ألان نحو والده معترضاً ولكن النظرة المرعبة على وجه والده أوقفته مجدداً.. كم مرةً تكرر هذا حتى الآن؟ ما هو هذا الحاجز السميك الماثل بين الوالد وابنه؟ إن ألان يشعر بأن الحاجز يكاد يصير مرئيا من قوته..

    ورغم أن
    ألان لم ينبس ببنت شفة فقد أطبقت يد الوالد بشدة على فمه عندما اقترب الفارس أكثر.. استطاع ألان الآن أن يرى القادم بوضوح.. فرسٌ سوداء.. يمتطيها شخصٌ لا يكاد يظهر منه سوى السواد! فقد كان يغطي جسده ورأسه وأجزاءً من وجهه برداءٍ أسود طويل.. فبدا كمخلوق شيطاني خرج من قعر الجحيم..

    ارتجفت أوصال
    ألان بشدة.. وما كاد الفارس يجتازهم حتى مرّ آخر له نفس هيئة الأول الشيطانية تماماً.. ثم عاد الفارسان مجدداً.. تتبعهما مجموعةٌ من الفرسان السود.. كانوا جميعاً قادمين من اتجاه منزل فينسنت.. لم يبتعد الفرسان كثيراً بل ظلوا يحومون في الأرجاء..

    استطاع
    ألان أن يشعر باضطراب والده من خلال يديه اللتين استمرتا بالضغط أكثر فأكثر على ذراع ألان وفمه.. كما أن العرق كان يتصبب منه بغزارة الآن.. ابتعد الفرسان أخيراً فارتخت يدا الأب.. نظر باتجاه منزل فينسنت وتمتم بقهر: يبدو أننا تأخرنا..!




    جلس
    ألان ووالده في مكانهما بصمت.. كان الوالد مستغرقاً في التفكير.. وأخيراً بدأ يتحدث: لقد عادوا جميعاً.. لم يبق أحدٌ منهم في منزل فينسنت.. فالفارس الذي تبع المجموعة في النهاية كان يتأكد من ألا يتركوا أثراً وراءهم.. أجل.. لا يوجد أي شك في أنهم قد غادروا جميعاً..

    بقي
    ألان يحدق في والده في غير فهم.. ولكن والده تنهد وعاد يقول: ولكنهم لم يبتعدوا بعد.. ربما يعودون لتفتيش المنزل لاحقاً.. تباً..!

    بقي يمرر يده في مقدمة شعره بيأس.. بينما
    ألان يراقبه بصمتٍ مطبق.. وأخيراً التفت الوالد إلى ألان بطريقة مباغتة وقال بإنهاك يائس: هل أستطيع أن أعتمد عليك؟

    لم يعرف
    ألان سر الرجفة التي اجتاحت جسده كله عندما نطق والده بذلك..!





    عام 1511 م

    لم يعد يشعر بأطراف يديه أو قدميه.. ولكنه لم يتوقف عن السير.. بقي يحرك ساقيه.. ينتزعهما من بين الثلوج المتراكمة.. ويعود ليغرزهما من جديد.. بلا توقف.. لم يشعر يوما أن السير عملية شاقة جدا كما شعر بذلك الآن.. قرب يديه العاريتين الصغيرتين من فمه وبدأ ينفخ عليهما في محاولةً يائسةٍ لتدفئتهما.. كانت أصابعه المحمرة قد تخشبت الآن..

    مرر يده فجأة على شعره ليزيل الثلوج التي تراكمت عليه.. الثلج المتساقط بدأ
    يغشي بصره.. ولكنه لم يتوقف.. فالشيء الوحيد الذي كان موجوداً في عقله الآن: يجب أن أوصل اللفافة!

    لم يدرِ كم مرّ من الوقت وهو يسير.. ولم يدرِ كم هي المسافة المتبقية.. استمر بالسير وفقط..
    تناهى إلى سمعه فجأة صوت حوافر تقترب.. التفت بعينين جاحظتين.. أراد الجري ولكن ساقيه لم تسعفاه.. في الواقع لقد وصل إلى حدود قدرته.. وقف في مكانه لا حول له ولا قوة.. اقترب الحصان ينثر الثلج حوله مع وقع حوافره.. حصانٌ أسود.. يركبه فارسٌ لا يظهر منه سوى السواد.. بدا كالليل.. وكأنما هو جزءٌ انفصل عنه..

    أوقف الفارس حصانه عندما رأى
    رالف.. ترجل ونظر إليه بتفحص.. كان عقل رالف فارغاً الآن.. كان يلهث بشدة ويرى بخار أنفاسه البيضاء أمامه.. اقترب الرجل أكثر ثم صاح بصوتٍ مجلجل: من أين أتيت؟

    لم يجب
    رالف.. بدأ عقله يدور في دوامات: وماذا الآن؟ ماذا سيحدث لي؟ لا يمكنني الموت بعد..! اللفافة! اللفافة لا تزال معي..!

    شد الرجل يده على مقبض سيفه.. اقترب أكثر.. تحركت قدما
    رالف أخيرا وبدأ يتراجع للوراء بضعف.. سل الرجل سيفه فجأة ورفعه في الهواء بقوة.. وبدأ ينقض به على رالف..

    لم يغلق
    رالف عينيه.. بقي يحدق في السيف المقترب منه.. يستمع إلى صوت الهواء الذي يحركه.. هل سيلحق بوالده أخيراً..؟
    انطلقت فجأةً صيحةٌ مجلجلةٌ شقت الظلام:
    توقف..!!

    تجمد سيف الرجل على بعد إنشات فقط من جسد
    رالف.. التفت بحذرٍ إلى صاحب الصوت.. وعندما تعرّف ملامحَه تصلب فجأة وقال: آسف سيدي.. هل تعرف هذا الفتى؟

    رد الصوت بثبات:
    إنه ولدي!

    بُهت الفارس وتمتم: ولكني ظننته....

    ثم عاد وقال: أنا آسفٌ جداً إذاً..

    جذب لجام حصانه وامتطاه مجدداً ثم اختفى في الظلام كما أتى..

    نظر
    رالف إلى منقذه وهو لا يكاد يفهم شيئاً.. حاول تركيز بصره أكثر فرأى نفسه يقف أمام منزلٍ ضخم.. اقترب الرجل منه وجثا على ركبتيه قائلاً: أحسنت عملا يا بني.. أنت شجاعٌ جداً.. لقد أوصلتها..

    كان الرجل ينظر إلى
    اللفافة التي تطل من تحت ثياب رالف..

    بدأ
    رالف يحاول استيعاب الأمر.. نظر إلى اللافتة المعلقة إلى جانب الباب.. وعندما قرأ الاسم.. ارتخت كل عضلةٍ في جسده فجأة.. تهاوى على الأرض.. وارتفع صوته يشق الليل في بكاءٍ حاد..

    بكاءه المتواصل الأليم وأنينه المقطِّع لنياط القلوب أخبرا الرجل
    بكل القصة.. فمد ذراعيه محتضناً الفتى بقوة.. ازداد بكاء رالف أكثر فأكثر.. لقد انتهت مهمته.. وبوسعه الآن البكاء والحزن على كل لحظةٍ مر بها هذا اليوم..

    وبطرف عينه لمح اللافتة مجددا.. اللافتة التي أكدت له وصوله أخيراً.. كان قد حُفر عليها وبكل وضوح.. اسم
    فينسنت..




  20. #19

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    قلبي توقف >______<

    ما هذا يا فتاة .. تبارك الله .. تبارك الله

    الله يحميك و يزيدك من فضله .. الفصل حاااااابس للأنفاس .. مذهل مذهل

    المشهد الأخير حكاية أخرى .__.

    أتطلع للقادم بشغف <3

    >> أسلوبك و لغتك متمرسة .. أهي أول رواية لك ؟؟



  21. #20

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||الكنز.. صراعٌ امتد قروناً! || رواية قصيرة ||

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    قلبي توقف >______<

    ما هذا يا فتاة .. تبارك الله .. تبارك الله

    الله يحميك و يزيدك من فضله .. الفصل حاااااابس للأنفاس .. مذهل مذهل

    المشهد الأخير حكاية أخرى .__.

    أتطلع للقادم بشغف <3

    >> أسلوبك و لغتك متمرسة .. أهي أول رواية لك ؟؟



    شكرا جزيلا رواتي >////<

    في الواقع هي ليست الأولى، ربما كتبت قبلها روايتين أو ثلاثة.. لكنهم ليسوا بمستوى جيد ربما باستثناء آخر ما كتبته أراها مقبولة.. (ليست هذه بل أخرى كتبتها قبل سنوات ^^)

    أول رواية كتبتها كانت عمل مشترك مع أختي وكنت في الابتدائية XD

    في الواقع كان في كتابتي دائما طابع أدبي لا بأس به ولكنه مفتقر للخيال والإثارة..

    ولم أكتب منذ زمن طويل.. لذلك فصول هذه الرواية الأخيرة ربما تكون تحسنت قليلا من الناحية الأدبية عن الفصول الأولى ^^"

    كما أنه لو كانت الإثارة جيدة في هذه الرواية فالفضل في هذا بعد الله لمسومس.. الذي جعلني أكتب بمعدل لم أكتب به سابقا وبتصنيفات لم أحلم يوما أن أكتب فيها..

    فجزيل الشكر لكم :")

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...