~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 65
  1. #21

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تشيزوكو مشاهدة المشاركة
    سأكون بانتظارها بشغف ^^

    سعيدة بك :")

    +

    تسعدني حقا متابعتك للكنز ^^

    هل أنا حقاً سريعة XD ربما لأنها كانت شبه مكتملة من البداية وأنا إنسانة عديمة الصبر XD

    اليوم سيكون الفصل الأخير وسأكون بانتظار إطلالتك متى ما تمكنت من ذلك :")

    +

    متشوقة حقا للتتمة.. وأتحفينا ببعض رسوماتك بين الفينة والأخرى :")
    وسعيدةٌ بكِ للغاااااية يا مبدعة
    هههههههههههه أجل أجل كنتِ سريعةً في طرحها XDDD
    اهاااااا هكذا إذاً 0.0 ههههههههه هذا من حقكِ فلو كنت أكملت الكتابة لفعلت نفس الشيء XDDD
    يااااااااااه آخر فصل اليووووووووم 0
    إذاً سأكملها اليوم!!! /////////////
    حقاً متشوقة لمعرفة ما سيحصل *W*
    +
    إن شاء الله البارت القادم سيزيد من الحماس إلى أبعد الحدود *W*
    وبالنسبة للرسومات بإذن الله فكرت بالأمر
    سأرسم لقطاتٍ من أحداث التشابترات بين الحين والآخر على اسلوب السكيتش السريع للتلوين
    أما الرسم فسيكون كما العادة :""")
    وبإذن الله ستعجبكم
    دمتِ بودٍ غاليتي~

  2. #22

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    Master Peace
    شكراً لك أخي هذا من ذوقك :""")
    ههههههههههه أجل أفضل جزء هو القراءة في الظلام *W*
    أجل أنا أيضاً فكرت به فالمدارس والجامعات ستبدأ عند الأغلبية ولا أُريد أن أشق عليهم
    + سأكون مشغولة بالمانجا بشكل أكبر فوق الكتابة سيقل كثيراً XDDD
    والجزء الرابع بعد يوم إن شاء الله فترقبوه :""")

  3. #23

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~





    //
    ..
    "مَتى سيتوقّفُ عَقلِي عَن نسجِ صورِ طَيفَيهِما حَولي..؟
    سَئِمَ رأسِيَ الإنتِظار حَتَّى عَودةِ ذِكرياتِي إلى هذا العَقلِ المَخفِيِّ بَين عِظامِ جُمجُمَتِي المُنجمِدة..
    سأَبدأُ تِلكَ الرّحلةَ الآن.. تِلكَ الّتِي رأَيتُ مُخطّطَها قَبل أيّام.. لِذا إستعِدَّ يا سِلاحِيَ الحبيب ويا رصاصاتِيَ المُستدِيرة..
    فهُناكَ أشخاصٌ بحاجةٍ إلى التخلُّصِ مِنْ حَياتِهِم خِلالَ هَذهِ الرِّحلةِ الطويلة"
    قُلتُ وأَنا مُبتسمٌ لاعِقاً شِفاهِيَ وعَينايَ الحادّتَانِ إرتعدَتْ مِنهُما الصُقورُ أُغلِقَتا شَيئاً.. فَشيئاً..
    //
    ..
    إلى القَصرِ دَخلتُ أَسيرُ نَحوَ غُرفَةِ المَعيشَة..
    تِلكَ الّتي مرَّتْ بِضعةُ أَيَّامٍ عَلى دُخُولِي فِيها.. حَيثُ فِيها خارِطةٌ غَريبةٌ مَخفيَّةٌ، وراءَ مَكتبةٍ إِمتلأتْ بِكُتُبٍ فَلكيّة..
    عَليها العالَمُ مَرسُومٌ وفِيها وَرقةٌ خُتِمَ عَليها إسمي..
    وَرقةٌ أُخرى سَحبتُها مُتناوِلاً حِبراً مِنْ عُلبةِ الدّماء الحَمراءِ، مُعلِناً عَنْ بِدايةِ حَربِ عَقلِي مَعَ تِلكَ الورقةِ البيضاءِ..
    مُنذُ أيّامِي فِي السجنِ وقَد أُطلِقَ عليّ اسمُ المُجرِمِ العبقرِيّ،
    أَمضَيتُ ساعاتٍ أُفكِّرُ وأَحسُبُ حِساباتٍ لِكُلِّ الإِحتِمالاتِ فتوقّفتُ عِندَ نُقطةِ النّهاية..
    مَاذا لَو حَصَل أَمرٌ وَفشلتْ خُطّتِي أَو كانَتْ هَذهِ الخرِيطةُ لامعنى لَها..؟
    //
    ..
    بَحثتُ عَنْ هذا الشّخصِ الّذي رأيتُهُ في مَنامِي فإتّضَحَ لِي مِنْ أحدِ الكُتُبِ حَيثُ وَرقةٌ فِيهِ مَكتوبٌ عَلى أَسطُرِها "إِليَّ تَعالَ يا دارك.. أَنا فِي إنتظارِك.. الدكتور: مايرفاير"..
    مَن هذا لو سَمحتُم..؟ مايرفاير..؟ بَحثتُ عَنهُ عَلى شَبكةِ المَعلوماتِ فإذا بِهِ هُناك..! نَفسُ الشّخصِ الّذي رأيتُهُ فِي مَنامِي..
    كَتَبَ نَظريّاتٍ وأَدلى بِرأيِهِ لِلعالَمِ واليومَ سَيُعقَدُ مُؤتمرٌ عِلميٌّ يُناقِشُ إِحدى نَظريّاتِهِ الّتي فَسّرَ بِها الّسفرَ عَبر المجرّاتِ بِلا آلآت..
    إِليهِ سأذهبُ..!
    قُلتُ فِي نَفسِي، فَأسرعتُ صَوبَ غُرفَتِي وبدّلتُ ثِيابِي مُرتدياً نظّارةً وقُبّعةً تَمويهاً كَي لايعرِفَنِي أحد..
    //
    ..
    وأنا فِي طَريقي على درّاجتِيَ النّاريّةِ في دَربِي ماضياً، فكّرتُ مَليّاً..
    بأنّني سيتحتّمُ عليَّ نِسيانُ كُلٍّ شَيءٍ حينَ يبدأُ فَجرُ الغَدِ بالشُرُوق..
    سَتفتَقِدُ المَدينةُ المُضيئةُ طوكيو صَوتَ كُراتِيَ المُستديرةِ وكذا صداها..
    لا يُهِمُّ ما سَيواجِهُنِي خِلال رِحلَتِي هذهِ، فأنا مَنِ إِختارَ السَّيرَ عَلى طَريقِيَ الخاص..
    حتّى لَو كانتِ المخاطرُ تُحاصِرُني، فأَنا أَعلمُ بأَنَّ عَزيمَتِي وإِصرارِي.. لَنْ يخذلاني..
    فعليَّ مُواجَهةُ مَصيريَ الّذي سَينكشِفُ بِهِ غطاءٌ كَسا ما اختفَى مِن ذاكِرتيَ المُحطّمةِ بحجارةٍ مِنَ الرِّياحِ العاصِفَة..
    بهُدوءٍ ركّنتُ درّاجتِيَ الناريّةَ السوداء، وتوجّهتُ صَوبَ بوّابةِ المكان الّذي سَيبدأُ فِيهِ المُؤتمرُ بعدَ حِين..
    //
    ..
    وَقعُ خُطاي وَالصّدى فِي الأرجاءِ زمجر..
    لَمْ يتعرّف عليَّ أحدٌ فقد إتّخذتُ مجلِسي فِي الزاويةِ المُعتمةِ حَيثُ أَنتمِي..
    بدأ المُؤتمرُ والنّقاشُ كانَ قويّاً حقاً حَيثُ كانَ الجميعُ يَنوِي إِثباتَ مُعتقدِهِ الخاص، كانتْ أَوّلَ مَرّةٍ لِي فِي مُؤتمرٍ وأَوّلَ مرةٍ أُشاركُ فِي نِقاش..
    أَجل، أَدليتُ بِنقاشٍ حَولَ ما وجدتُ مِن أُمور تتعلَّقُ بِهذا المَوضُوعِ فَلمْ يرُدَّ أحدٌ عَلى نِقاشي إلاّ تِلكَ العالِمةُ المدعُوّةُ بـ ماليسّا كريستابيل..
    حيثُ قالت:"إِنْ كَانَ ما قُلتَهُ صَحيحاً فتفضّل إلى المِنصّةِ لأنّنا نُريدُ تأكيداً.. يا سيِّد..؟"..
    صمتٌ عمَّ القاعةَ بِأسرِها، سيعرِفُ الجَميعُ بأَنَّ القاتِلَ الأَسودَ بَينَهُم.. "دارك روبرت ميريوفا"
    رَددتُ بِهُدوءٍ خَالِعاً قُبّعتِي ونظّارتِي فَهلعَ الجَميعُ وصُعِقتْ تِلكَ العالِمة..
    //
    ..
    رَفعتُ يَدِي وأَنا أَسيرُ صَوبَ المِنصّةِ قائِلاً:"لاحاجةً للهَلَع.. فأنا لا أَحمِلُ سِلاحِي مَعي إلاّ للضّرُورةِ المُلِحّة.."
    وَصلتُ وأَخذتُ القلمَ الضّوئِيَّ ذاك وبَدأتُ أَشرحُ ما فَهِمتُ مِنَ الخارِطةِ الّتي عَثرتُ عَليها وما استنتَجتُ مِمّا وَردَ فِيها
    فَهدأ الجَمِيعُ وبَدأَتْ عُيوُنُهُم تَكشِفُ عَنْ إِنبهارِها بإستنتاجاتِي تِلك..
    "هَذا مَا لَديّ.. والإثباتُ سأُكشِفُ عَن صِحّتهِ أَو عَدمِهِ حِينَ أَعودُ مِن هَذهِ الرِّحلة"
    قُلتُ بِهُدوءٍ والهمسُ بدأَ صَداهُ يَعلُو فإبتسمتُ قائِلاً: "والآن يا آنستِي كريستابيل.. أودُّ أَن أسألكِ عَن شَيءٍ ما"،
    "ما الأمر..؟" رَدّتْ بصوتٍّ مَصدومٍ خافِتٍ فأجبتُ:"أَكانَ هَذا كافِياً لإقناعِكِ..؟"
    //
    ..
    إبتسمَتْ بِخوفٍ قائِلةً:"صدمَنِي ذكاؤك.. فَقد أَقنعتَ كُلَّ الحُضورِ هُنا بِتفسيركَ الخاص لِهذهِ النظريّة"
    إِبتسمتُ فَعلى قَدمَيها وَقفَتْ مُصفّقة.. ماذا..؟؟ ماذا تفعلين!!
    فجأةً.. وَقفَ الجَمِيعُ مُصفِّقاً وكان المُؤتمرُ مَعروضاً مُباشرةً عَلى التّلفاز..
    لَكِن ما الفائِدةُ مِنْ عِلمي بالأمرِ فَقد فاتَ الأوان.. وأَوقَعتُ نَفسِي فِي موقِفٍ مُحرجٍ الآن..!
    إِرتديتُ نظّارتِي مُحاوِلاً إِخفاءَ وَجهِيَ المُحرج وَسِرتُ إلى خارِجِ المِنصّةِ
    فرأيتُ حُرّاسَ الأَمنِ قَد طَوّقوا القاعةَ وَكذلِكَ الساحةَ الخارِجيّة.. "أَلم أَقُل بِأنّنِي لا أحمِلُ سِلاحاً.."
    قُلتُ بِصوتٍ ناعِسٍ مُستخِفٍّ وأَنا أَخرُجُ مِنْ هُناكَ عائِداً إِلى قَصرِي لِأحزِمَ حَقائِبي بَعدَ أَن إستفدتُ مِن المَعلوماتِ الّتِي طُرِحَتُ هُناكَ فِي المؤتَمر.. وَفِي طَريقِ عَودَتِي إِذا بِي أَرى..
    //
    ..
    "آندي..؟ كُنتُ عَلى علمٍ بأَنّك لَنْ تَترُكَنِي وشأَنِي يَوماً واحِداً.." قُلتُ وَعينايَ مِنَ الحِدَّةِ قَد نُحِتَتْ..
    فردَّ وعُلبةٌ محفورٌ عَليها إسمي فِي يدِهِ "مِن لانس، والآن لاتُزعِج فَترةَ راحتِي مُجدداً!"
    إستدارَ ورَحلَ تارِكاً إيّايَ أَنظُرُ إلى تِلكَ العُلبة..
    "مِن لانس..؟"
    قلتُ فِي نَفسِي فَسرتُ صَوبَ مُتنزّهِ "النُجوم اللامِعة"
    فاتخذتُ مَجلِسِي تَحتَ ظِلِّ الشّجرةِ الكَبيرةِ تِلكَ الّتِي حَفرتُ عَليها ذِكرياتِي مَعَ أَبي وأُمّي فِي طُفولَتِي..
    أَمامِي مَنظرُ غُروبٍ هادئٍ وطَيرٌ صَغيرٌ حطَّ عَلى كَتِفِي وَأنا فِي ذاكَ الجوِّ أَقرأُ الرِّسالةَ أَمامَ بُحيرةٍ بِلونِ السماءِ أَمستْ..
    //
    ..
    "دارك.. لا أَدري لِمَ خالَجَ فُؤادي هذا الشُّعور.. ولكِنّكَ راحِلٌ لِفترةٍ، أليسَ كذلكِ..؟ إِنْ وصلتَ رِسالتِي هَذِه، فأَرجو منكَ طَلباً.. حِينَ تَعُود.. أَخبِرنِي بِكُلِّ شَيء.. أُريدُ عِلمَ ومعرِفةَ الكَثيرِ عَنك.. وبالتحديد.. خُطّتك.. وطريقُكَ الّذي سِرتَ عَلَيه.. تَحيّاتي.. لانس"
    لِماذا.. لِمَ يُعامِلُ وحشاً عَلى أَنَّهُ مَلَك.. وكَيفَ عَلِمَتْ نَفسُهُ بأمرِ رَحيلِي..؟ أَمرٌ مُحيِّر..
    حِينَ أَعودُ مِن رحلَتِي سأَتحقّقُ مِنْ أَمرِهِ بِنفسي وذاتِي.. إستلقَيتُ قَليلاً تحتَ الظلِّ الشّجرةِ العالِية..
    حيثُ إخترقَتْ أَشعّةُ الشَمسِ فتحاتٍ بَينَ أَوراقِها مُتسللةً إلى وَجهِيَ البارِدِ
    وَنسيمُ الهَواءِ قُربَ البُحَيرةِ الساحِرةِ عانَقَ جَسدِي كما لَو أَراد حَملِي إِلى الفضاءِ الواسِع مُحلِّقاً مَعِي..
    غَفوتُ وأَفقتُ بَعدَ فترةٍ فإستشعرَ جَسدِي بِيدٍ عَلى كَتِفي..
    //
    ..
    "مَساءُ الخَير" قالَها..
    "لانس؟! ماذا تَفعلُ قُربِي وكَيف عَثرتَ عَليّ..؟" قُلتُ وعَينايَ إتّسعتا وفَمِي فُتِحَ إستغراباً حينَ أجابَ ضاحِكاً:
    "على أَنفِكَ وَرقة!"
    أَبعدتُها بِهُدوءٍ وأَنا أُخفِي هذا الإحراج، تباً..
    "آتِي دائماً إلى هُنا لِأرتاحَ بَعد العَمل" أَكملَ فرددتُ قائلاً:"حَسِبتُ بأَنّني الوحيد.. كَيف عَلِمتَ بِأمرِ رَحيلي..؟"
    //
    ..
    "إذاً فأنتَ راحِل..؟ أَهُناكَ سببٌ أَم لِتغييرِ الجوِّ فحسب؟" قالَ مُتسائلاً بِثُقل،
    ردّ صوتٌ مِنْ أَعماقِي:"أَمرٌ خاص.. سأَرحلُ فَجر غدٍ وَعودتِي مُرتبطةٌ بِنجاحِي فِي الرِّحلةِ أَو عدمِه"..
    قطَعتُ كلامِي ووَقفتُ مُتّكِئاً لأُكمِلَ كلامِي وأَرى وَجههُ رُبّما لآخِرِ مرّة..
    "لا تتشبث بِي.. لانس، أَنا مُجرِمٌ وَأنتَ ضابِطُ أَمن.. أَنا لِي أَهدافٌ وَأَنتَ كَذا.. نحنُ العكسُ تماماً فلا نتلائمُ أبدا.. لا تهتمَّ لِإمري كَثِيراً، إِعتدتُ طوالَ حَياتِي عَلى البُعدِ والعُزلة، فأمرٌ كالإهتمامِ فجأةً صَدمَنِي حقّا.. طِباعِي تَغيّرتْ قَبلَ وقتِها ولَم أُرِد هذا قطعا.."
    //
    ..
    "لاعَليكَ يا دارك"..
    على كَتِفي وضعَ كفّهُ فأكملَ:"عِدنِي أَن تُخبِرنِي بكُلِّ شَيءٍ حِينَ تعود.. قبل السّنةِ الجدِيدةِ، صحيح؟"،
    "أَجل.. أَعِدُك" بِهُدوءٍ قُلتُها فمدَّ يَدهُ مصافِحاً إيّايَ وعُدتُ أَدراجِي..
    نَحو القَصرِ الأسود، حينَ هَبطَ الظلامُ على المَدينةِ كاسِياً إيّاها بفراشِ العتمةِ الأَبديّة..
    نَحوَ غُرفَتِي ذهبتُ ومَلابِسي حَزمتُ وإنطلقتُ أُرتِّبُ كُلَّ شَيءٍ مُوضِّباً حَقيبَتِي وَمعِي كُلُّ ما أَحتاج..
    //
    ..
    رَميتُ جَسدِيَ البارِدَ عَلى الفراشِ الأَسود الخامِلِ ، أُفكِّرُ في الغَدِ وَكيفَ سَيكون..
    كيفَ البدءُ وكَيف الإنهاء.. أَمِنَ المُحتملِ وُقوفِي عِندَ مُفترقاتِ الطُرُقِ..؟ أَم سيكونُ بإمكانِي إختراقُها بِخفّة..؟
    أَمِنَ المُحتملِ عودةُ ذِكرياتِي ومَعرفَتِي لِحقِيقتِي وماضِيَّ إلى عَقلِي.. أَم سَتترُكُنِي فِي الأَجواءِ أَسهُو..؟
    لِمَ لانس تعلّقَ بِي هَكذا، وَلِمَ شَغلَ تَفكِيري طيلةَ هَذهِ الفَترة.. لِمَ كَانَ يُعطِيني.. بَريقَ سعادةٍ طفيفاً فِي يومِيَ الأَسودِ هَذا..؟
    أَمِنَ المُحتملِ تعَلُّقِي بِهِ كَمثلِ مَن يتعَلَّقُ بِحبالِ آمالِهِ رافِضاً تَركَها حَتّى لَو رَجفَتْ خُيوطُها وإحتكّتْ بِحجارةِ اليأس..؟
    //
    ..
    كلا.. مُحال.. لَنْ أَتقبَّل شَخصاً بَريئاً قَد أُؤذيهِ بِيديَّ هاتَين..
    لا أحدَ يَعلمُ مَشاعِريَ المَدفونة.. لا أَحدَ يَعلمُ كَم أَنّنِي.. لا أَزالُ أُريدُ قَلبِي المَيِّتْ..
    فكّرتُ وفكّرتْ.. وإِذا بِتلكَ العالِمةِ جالَتْ فِي فِكرِي وَحامَتْ.. تُشبِه أُمِّي.. شَبهاً لا مَثيلَ لَه..
    وَجهُها الأَبيض، شَعرُها الأَسود، عُيونُها البُنِّية..
    إِنّها صورةٌ لِطَيفِ أُمِّي.. كَم إِشتقتُ لَكِ.. أُمّاه.. كَم إشتقتُ لكَ.. أبَتاه.. أَفكارٌ تَلتها أَفكار.. وَغرِقتُ نائِماً كالعادة.. فِي بَحرِ دُموعِي الدامية..
    إِنّهُ الفجر.. الرابِعةُ صباحَ يَومِ رَحيلي.. عَن طوكيو..
    //
    ..

    الى هنا ينتهي الجزء الرابع =w=
    في الجزء القادم
    ستبدأ رحلة بطلنا دارك في محاولة استرجاع ذكرياته
    وسيظهر لنا شخصٌ جديد مقرب الى دارك 3:
    من هو؟ وما قصته؟
    أحداث جديدة ومقززة دموية قادمة لكم XDDD
    الجزء الخامس تحت عنوان
    ..//|*|~بِدايةُ رحلتِي.. بَين البحر واليابسة~|*|//..
    الى لقاء آخر~
    دمتم بود~


  4. #24

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    جميييييل جدا

    ولكن يبدو أن هنالك نقطة فاتتني أو أنني لم أفهمها جيدا ^^"

    ما هي هذه الخريطة التي تتحدثين عنها؟؟ لا أذكر أني قرأت شيئا عن إيجاده لخريطة ما.. ^^"

  5. #25

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تشيزوكو مشاهدة المشاركة
    جميييييل جدا

    ولكن يبدو أن هنالك نقطة فاتتني أو أنني لم أفهمها جيدا ^^"

    ما هي هذه الخريطة التي تتحدثين عنها؟؟ لا أذكر أني قرأت شيئا عن إيجاده لخريطة ما.. ^^"
    شكراً لكِ غاليتي :"""")
    ههههههههههههههههههههههه سأُوضح نقطة هامة XDD
    القصة يغلب عليها الغموض بشكل او بآخر فلا تتعجبوا من بعض الامور التي قد لا تفهمونها 3:
    أمّا بالنسبة للخارطة، ذكرتُها في هذا الجزء تحديداً كي نبدأ الرحلة في الجزء القادم
    هذه الخارطة وجدها دارك خلف المكتبة في غرفة المعيشة في منزله قبل ايام
    ذكرتها في هذا الجُزء:

    "إلى القَصرِ دَخلتُ أَسيرُ نَحوَ غُرفَةِ المَعيشَة..
    تِلكَ الّتي مرَّتْ بِضعةُ أَيَّامٍ عَلى دُخُولِي فِيها.. حَيثُ فِيها خارِطةٌ غَريبةٌ مَخفيَّةٌ، وراءَ مَكتبةٍ إِمتلأتْ بِكُتُبٍ فَلكيّة..
    عَليها العالَمُ مَرسُومٌ وفِيها وَرقةٌ خُتِمَ عَليها إسمي.."

    هذا الجُزء بالتحديد غامض، ولكن اكتشف بطلنا بأن الدكتور مايرفاير
    هو الذي رسم الخريطة وكتب الرسالة القصيرة على الورقة التي وجدها معها
    وأيضاً لم يعرف من هو سوى أنّه بحث عن كُتبهِ الفلكية التي كانت في المكتبة كذلك
    فلم يعرف ويستنتج الا أنّ والداه يحبان كتبه أو شيئاً من هذا القبيل ^^
    وهو بدأ يتبع هذه الخارطة ليعرف من هذا الشخص تحديداً :""")
    الأجزاء القادمة ستحكي أكثر عن هذه الرحلة التي سيذهب فيها دارك
    وبعدها بضعةُ اجزاءٍ هادئة ثم النهاية حين سيتعرف دارك على هذا الشخص اكثر -w-
    لن أقول أكثر من هذا لزيادة التشويق =w=
    ان شاء الله سيكون الجزء القادم بتاريخ
    27/9/2014

  6. #26

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~



    الجُزء الخامس..//|*|~بِدايةُ رحلتِي.. بَين البحر واليابسة~|*|//..
    //
    ..
    إِنّهُ الفجر.. الرابِعةُ صباحَ يَومِ رَحيلي.. عَن طوكيو..
    رِسالةٌ تركتُها عَلى بابِ قصرِ عَتمتِيَ الذابل مُوضّحاً فيها مُبيّناً أَنَّ جُثمانِيَ الحيَّ لن يكونَ مَوجُوداً لِمُدَّة..
    حَقيبتِي قَد حزَمتُها وبدرّاجتِيَ النّاريّةِ إنطلَقتُ مُتّبعاً خريطَتِيَ السوداء فِي رحلتِيَ الطويلةِ عَبر هذا العالمِ الغارقِ فِي آمالهِ السوداءِ البيضاء.. خارِجَ طوكيو على الساحِلِ أَقِفُ، إلى عُمقِ المُحيطِ الخارطةُ تُشيرُ..
    بِسحريَ المُعتمِ قارباً صَنعتُ فانطلقتُ فِي أَجواءِ ذاك الفجر الضّبابيِّ إلى حَيث أَشرتُ سابقاً..
    //
    ..
    خِلالَ أربعِ ساعاتٍ إذا بِي أَصلُ نَحو مُرادِي.. ولَكن.. إلى أَينَ تُشيرُ الخارطةُ لو سمحتُم..؟
    المحيطُ حقاً شاسِع، والمكانُ حَيثُ توقفَ المُؤشّرُ لا يابسةَ فِيهِ ولا غَيرُها..
    إتّخذتُ قَرارِي وزيَّ الغطسِ ارتديتُ فَنحو أَعماقِ المُحيطِ الباردِ أشارَ لِي قَلبِيَ المَيِّت.. كَثيرةٌ هِيَ الأَحياءُ الّتي ها هُنا تَعيش، وقد..
    إلتصقتْ بِي سمكة..
    نَزلتُ إلى أعماقِ الأعماقِ حَيثُ حُطامُ سَفينةٍ تطفوا على اللاشَيء، باردةٌ قاحلةٌ سَوداءُ داكِنة، رَسَتْ قَدمايَ عَلى خَشبِها وبدأتُ أبحثُ.. وأبحثُ وأبحث.. بدا لِيَ الأَمرُ كأنَّ الزمنَ توقّف.. كَيف سأجِدُ ما أبحثُ عنهُ فِي هَذهِ السفينَةِ العِملاقة..؟
    //
    ..
    فجأةً..
    إِذا بِي أَرى لَمعاناً برقَ نَاحِيَتِي، إقتربتُ مِنْ مَصدرِهِ لِأَرى صُندوقاً إكتسى بالفضةِ غِلافاً.. فُتحتُهُ وكانَ حقاً ثَقيلاً.. لَكِن، عَجيبٌ أَمرُه.. لا قُفلَ يَحجُبُهُ عَن ناظِريَّ ولا مِفتاحَاً..
    فِي لحظةِ صمتٍ رأيتُ وأَنا أبحثُ داخِلهُ ذاكَ الجُزءَ مِنَ الحجرَ الزُمُرُّديَّ الّذي ذُكر فِي الخارِطة! تمعّنتُ فِي شَكلِهِ وإذا بِي أَلمحُ كِتابةً مَحفورةً عَليه، إلاّ أَنّ عَينيَّ لَمْ تتمكّنا مِنْ قراءتها فالعتمةُ كَانَت هِيَ السائدةُ فِي أَعماقِ ما كانَت قدمايَ وطأته..
    //
    ..
    إلى أدراجِي أردتُ العودةَ لِأُنهِيَ مُهمّتِي فالأُوكسجينُ شارَفَ عَلى النّفادِ فأَنا هُنا
    لساعةٍ كامِلة.. لوَهلةٍ إعتقدتُ أَنّهُ مِنَ المُحالِ كونُ هَذا اليومِ هادِئاً ساكِناً.. وصحَّ إعتِقادي..
    فإذا بِقدمّيَّ تشبكُهُما مجسّاتُ برمائيٍّ ضَخمٍ إسودّت عَيناهُ وبَرقتْ لِوهلةٍ وأَنا أُحاوِلُ إخفاءَ الزّمردةِ الّتي بدأ بَريقُها بالسُّطوع..
    بيديَّ أمسكَ وعلّقنِي فِي هواءِ الماءِ حَاولتُ إستخدامَ سِحرٍ عَليهِ ولَكِن بِلا جَدوى خاصّةً وأَنَّ كِلتا يديَّ قد قُيِّدتا.. وصفّارةُ نفادِ الأُوكسجينِ ترِنُّ بِصداها فِي هذا المُحيطِ المُعتم..!
    //
    ..
    تَوقّفتُ عَنِ الحراكِ فالألَمُ بدأ يتسرّبُ ناحيةَ عَظامِي وذاك الوَحشُ يكادُ يسحقُ قدمَيَّ وَمِعصمَيَّ بكُلِّ قُوة.. فِي ثوانٍ قَليلة..
    إذا بِهِ يَتوقّفُ وإنتهزتُ الفُرصةَ فَقد أرخَى دِفاعاتِهِ كُلّها، سَيفيَ أخرجتُهُ مِنْ غِمدِهِ ومجسّاته السّوداء قطعتُها مُهشِّماً إيّاها إلى أَشلاءٍ صَغِيرة..
    الدِّماءُ إنتشرَ عِطرُها وتحوّلَتْ تلكَ البُقعةُ إلى بِركةِ مياهٍ مُدمّاة..
    بدأتُ لا أشعُرُ بِمعصميَّ ولكِنَّنِي كَسرتُ هذا الجِدارَ مُلتقِطاً الزُّمرُّدةَ منطلقاً بأَقصى سُرعةٍ نَحوَ قارِبِيَ الصغيرِ ذاك، ولحظةُ وُصولِي كانَتْ أَن هَبّت الرِّياحُ عَلى وَجهِي فأخذت رِئتايَ تلتقطانِ الأَنفاسَ عَسى وَلو أُعيدُ بعضَ أَوتارِ صَوتِي للعمل.. نظرتُ إلى الساعةِ فإذا بِها تُشيرُ إلى ما لم أتصوّر.. الثالثة ظُهراً..؟!
    أَتوقّفَ الزمنُ أم نامتِ الغَفوةُ عَلى جِفنَيَّ لساعات.. لا أَدري ما جرى..
    //
    ..
    تناولتُ بَعض الطعامِ مُحاولاً سَدَّ جُوعِي وقرقرةَ مَعِدَتِي فلا شَيءَ فِي مَعدتِي بالتأكيد.. نظَرتُ ناحيةَ الزُّمرّدةِ فإذا بِها لا تزالُ تُشِّعُ ببريقها السّاحِرِ ذاك..
    "نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى"
    هذا المكتوبُ غيرُ مَفهوم.. ما القصّة، لا أعلم.. إلى جُزُرِ القمر طريقيَ التّالي، هَذا مَا يَجُولُ خَاطِرِي فِي الوَقتِ الآنيّ..
    //
    ..
    القاربُ لا يتحرك..!
    إلى خَلفي نَظرتُ لأَرى الوَحشَ ذاك مُجدداً يترقّبني وَيرمِقُنِي بِعَينَيهِ السّوْدَاوَينِ مُمسِكاً القَارِبَ شَادّاً إيَّاهُ نَحوَهُ مُحاوِلاً إِعَاقَتِي! بَدأَ يُحطّمُ القَارِبَ وَأَنا مُمسِكٌ بِسِلاحِي وَالرّصَاصَاتُ تَنهَمِرُ عَلَيهِ إِلّا أَنّهَا لَم تَخدِشهُ فِي الأَعمَاقِ، فَالصّرخاتُ تَحتَاجُ سيفَاً وَدِمَاءً..
    مِنْ غِمديَ الفَاحِمِ سَحَبتُ سَيفِي مُنطَلِقاً صَوبَهُ جَارِحَاً إِيّاهُ جَاعِلاً صَوتَ أَنِينِهِ ذَاك كَمَنْ لَا يَعرِفُ العَزفَ عَلى وترِ الرّبَابَة.. تَعذِيبٌ مِنّي أَذقتُهُ وَصَوبَ قَلبِهِ فَجّرتُ غَضَبِي وَقُوّتِي فَانْتَهَى بِهِ الأَمرُ أَشلاءً مُقطّعَةً وَأَحشَاءً..
    //
    ..
    بَدأَتْ جَوهَرتِيَ الزّرقَاءُ المُعلّقةُ فِي رَقَبتِي تُشعُّ فَهدَأَ لُهاثِي وارتَاحَ صَدرِي فَأَمسكْتُ بِها مُتذكِّراً اللّحظَةَ حِينَ أَعطتهَا لِي أُمِّي..
    حِين كُنتُ فِي الخَامِسةِ مِن رَبيعي كَطِفلٍ إِذا بِها تُنادِيني أَنْ "تَعَال يَا بُنيّ" فَجريتُ نَحوَها فِي حِضنِها الدّافِئِ جَلستُ فَعانَقتنِي مُقبّلةً جَبِينِي وَحَول رَقبتِي وَضعَتْ تِلكَ القِلادةَ قَائِلة:
    "هَذا إِرثُ العَائِلة.. قِيلَ فِي أَساطِير أَنّها تَحوِي قِوىً خَارِقَة سَتتمكّنُ مِن جَلبِ السّعادَةِ لِصاحِبِها الّذِي سَتصِلُ لَهُ يوماً ما.. وحَسبَ نُبُوئَةٍ تَناقَلنَاها أباً عَن جَدٍ واحِداً تِلوَ الآخَر فَقالَ لِي أَبَتِي بِأَنّكَ أَنتَ صَاحِبُ النُّبُوئَةِ يَا دَارك.. حَافِظ عَلَيهَا جَيِّدَاً يا حَبيبي"..
    //
    ..
    إِنْطَلقتُ لِأُكمِلَ رِحلَتِيَ الّتِي اسْتَغرقَتْ مِنّي بِضعَ أَيامٍ خَالجَنِي فِيها شُعورُ الوَحدَةِ حَيثُ أَنا وَحِيدٌ فِي هَذا المُحِيطِ الشّاسِعِ المُنجمِدِ البَارِد..
    خِلالَ هَذهِ الأَيّامِ المُنصَرِمَة، بَدأتُ أُواجِهُ أَحلامَاً أُخرَى يَظهرُ فِيها ذَاك العَالِمُ.. بِالإضافَةِ لأَبِي وأُمِّي.. أَكانَ السّببُ تِلكَ الزُّمرّدَةِ الخَضرَاءِ..؟
    لَا أَدرِي.. لَا أَدرِي..
    //
    ..
    وَصلتُ..
    وارتَعدَ الجَمِيعُ جَرّاءَ رُؤيَتِي هُناك، "أَأنا مُخِيفٌ لِهذهِ الدّرجَة؟" إبتَسمتُ مُتَمتِماً فِي دَاخِلِي وَمشيْتُ بِهدُوءٍ وَسُكُون.. هُناك كَانتِ السّماءُ صَاحِيةُ والجوُّ حَارٌ ساحِليّ..
    لَم أَعتَد عَلى هَكذَا جَوِّ فِي حَياتِي، لَكن يَبدو الأَمرُ مُمتِعاً رُغمَ هَذا.. كَانتِ الغَابَةُ التِي سَأذهَبُ إليهَا بَعيدَةً طَويلةَ الطّرِيقِ، وَخُيوطٌ نَسجَتها أَشعّةُ الشّمسِ تَلوّنَتْ بِألوانِ الغُروبِ عَلى وَشكِ التّلاشِي تَحتَ غِطاءِ العَتمَةِ اللّيلِيّة..
    //
    ..
    لِحُسنِ الحَظِّ.. كَانَ لَدى أَبتِي مَعارِفُ وَمِنهُم رَئيسُ شَركَةِ فَنادِقَ عَالمِيّة..
    هُناكَ دَخلتُ فَإذا بِالجُمهُورِ يَفزَعُ.. مِن بَعيدٍ لوّحَ لِي السّيدُ تايلر فَذهبتُ نَحوهُ مُصافِحاً إيّاهُ..
    "دارك، إفتَقدتُك"
    قَالها بِابتِسَامةٍ فصُعقَ مَن كَان فِي الطّابقِ السُّفلِيّ مَوجُود..
    رَددتُ قَائِلاً: "أَليسَ مِنَ الغَريبِ قَولُك هَذا فِي العَلَن؟؟ إِفتقدتُكَ يَا عَمِّي"
    صَعقةٌ تَلتِ الأُخرَى وَكِلانَا يَضحُكَ عَلى حَالِ البَقِيّة..
    //
    ..
    نَحوَ غُرفتِيَ المَحجوزةِ قَادَنِي ثُم شَرحَ لِلجميعِ بِإعلانٍ مَا كَانَ قَد جَرى، هَذا عمّي تايلر، إِنّهُ الشّخص الوَحيدُ المُتبقّي بِجانِبي..
    هُوَ الوَحِيدُ الّذِي صَدّقَنِي حِينَ قُلتُ بِأَنّني أَشعُرُ وَكأنّني لًستُ مَن قَتَل والِدَيّ.. لَم أخبركُم عَن هَذا الأَمرِ مُسبَقاً وَلكنّنِي حَقّاً أَشعُرُ.. بِأنّنِي لَم أَقتُل وَالِدَيّ ذَاك الأَحدَ المُنصرِم فِي تِلكَ السِنينِ الغَامِضَة..
    حَقائِبي جَانِباً وَضعتُها وَحمّاماً دَام سَاعةً أَخذتُهُ فَاستَرخَتْ عَضلاتِي.. عِظامِي.. وَأَعصابِي لِوَهلة..
    خَرجتُ بَعدَها، بَدّلتُ مَلابسي مُستعداً لأَخذِ تَذكرةٍ لِلدُّخُولِ إِلى قِطارِ النّوم.. عَلى الجَانبِ ذَاك التّقوِيمُ الإلكترُونيّ، اليَوم بَعد ثَلاثِ سَاعاتٍ سَينتَهي فِيهِ الخَامِس عَشر مِن دِيسمبَر، حَيثُ انطَبقَتْ عَقارِبُ السّاعةِ عَلى التّاسِعَة..
    //
    ..
    الدكتور مايرفاير.. أَمامِي.. فِي غُرفةٍ سَوداءَ.. أُراقِبهُ حَيثُ قَدمَايَ إنتَصبَتا خَلفَ الجِدارِ.. فِي يَديهِ عُلبةٌ وَضعَ فِيها شَيئاً أَحمرَ وَأَسوداً.. فِي وَجهِي صَوّب السِلاحَ وأَطلقَ مُخدِراً..
    عَلى الأَرضِ سَقطتُ مغشيّاً عليّ.. لا أَتحرّكُ.. بَدأَ يحرِقُ أَمامِي صُورةَ أَبي وأُمّي.. وَأَنا عَاجزٌ عَنِ الحَراكِ.. لَا أزالُ طِفلاً.. فِي الخَامسةِ مِن عُمرِي.. صَرخاتٌ وبُكاء.. لِوهلَة..
    أحسَستُ بِأنّ قَلبِي كَان يَحترِقُ..
    //
    ..
    مِن فِراشي انتفضْتُ والعَرقُ يَتصببُ مِنّي.. حُلم..؟ لَا بَل كَابُوس.. حَمداً لله أَنّه لَيس حَقِيقةً.. لِمَ تُراودُنِي هَذهِ الكَوابِيس.. أُريدُ الوُصولَ إِلَيهِ.. قَبلَ أَنْ يَجِيءَ مَا لَنْ أَتمكّنَ مِن دَفعِهِ.. أَو تَحمّلَ عَواقِبهِ..
    //
    ..
    إنطَبقَتْ عَقارِبُ السّاعةِ عَلى السّابعةِ حِين نَظرتُ صَوبَها..
    حَماماً دَافِئاً أَخذْتُ، ثُمَّ إلى الإفطارِ التَجأتُ.. حَقيبَتِي حَملتُها واضِعاً دَاخِلها بَعض الطّعام.. الحِبال.. وَسيفي الأَسود الفَاحِم..
    مِن غُرفتي خَرجتُ نَحو غُرفةِ السيّد تايلر تَوجّهتُ شَاكِراً إيّاهُ مَعروفهُ مُقدّماً لَهُ مفاتيح غُرفتي تلك.. وَالآنَ.. عَليَّ الإنطِلاقُ نَحوَ هَدفِي.. غَابة الأفَاعِي..
    //
    ..
    كَان الطّريقُ طَويلاً..
    فَعلى أَقدامِي مَاشياً ذَهبتُ، حَتى بدأتْ هَلوسَاتٌ تَجرِي فِي عَقلِي تُخبِرُنِي بِأَنّنِي لَنْ أَصِلَ إِلَيها مُطلقاً.. عَلى جِذعِ شَجرةٍ كَبيرةٍ اتّكأتُ مُحدّقاً.. فِي سَماءِ دِيَسمَبر الدّافِئ هُنا.. كنتُ أقشعِرُّ بَرداً فِي هَكذا وَقتٍ مِن السّنَة..
    جَدولٌ أَمامِي خَريرُهُ امتَزجَ بِنسمَاتِ الهَواءِ.. طُيورٌ فَوقي تَقفزُ عَلى أَغصانِ الأشجارِ.. تَغريدُها كَان سِمفونِيّةً عَذِبةً.. مَوجةُ هَواءٍ بَاردٍ تُداعِبُ خُصلاتِ شَعري وأَنا غارقٌ فِي ذاك المَنظرِ السّاحرِ أَنعمُ بِحنينٍ لَا آملُ أَن أَخرُجَ مِنهُ بتاتاً.. بتاتاً..
    //
    ..
    مِن موضِعِي نَهضتُ مُكمِلاً طَريقِي، طُولٌ شَاسِعٌ لِطريقٍ وَعِرٍ كَهذا.. حَقاً يَعرِفُ القُدمَاءُ أَينَ يُخبّئُونَ كُنوزَهُم وَأَبحَاثَهُم غَير المُثمّنةِ وَلا المُسعّرَة.. نَظرتُ نَاحِيةَ بُوصَلتي المُطوِّقة لمِعصَمِي فَكانَتْ السّاعةُ تَرتجِفُ مُهتزَّةً مُتوقِّفةً عِندَ الخَامِسَة مَسَاء ذَاك اليَومِ المُريبِ، فَالبوصَلةُ.. لَا تَعملُ..
    //
    ..
    الغَابة وَصلتُ لَها، عَتمتُها الخَاشِعةُ لِأَشِعّة الغُروبِ كانَت مُلتفَّةً حَولَ ضَبابٍ لُطِّخَ بِالرّمادِ.. الأَشجَارُ مُحترِقَةٌ دُونَ نَارٍ.. وَالحَشَائِشُ سَوداءُ فَاحِمةٌ كَأنَّ الزّمنَ انتَقمَ مِنها وانصَرمَ مُتوقفاً عَلى حَضرتِها.. حَفيفُ الأشجَارِ كانَ مُوحِشاً حقّاً.. لَو لم أكُنْ أَنا، لَرُبما مَاتَ خَوفاً آخرُون.. سَيفِي سَحبتُهُ مُخرِجَاً إيَّاهُ مِنْ غِمدِهِ الفَاحِمِ، مُستعِدّاً لِلهُجومِ القَادِمِ..
    //
    ..
    أَضحتْ الأَرضُ حَولِي بِلون شَعرِ رَأسِي.. سَوادٌ لُطِّخَ بِالدّماء، وأفاعٍ مُهشّمةٌ عَلى الأَرضِ.. كَان المَنظرُ يَليقُ بِي أَكثر مِن أَيّ وَقتٍ مَضى، أَحببتُه.. أَحببتُ هَذهِ الدّمَاء.. وَصلتُ أَخِيراً.. إلى هَدفِي.. ضَريحٌ مَهجورٌ قَديم اتّخذَ مِن الظُلمةِ كِساءً.. كُل شيءٍ مُحطّمٌ، مُهشّمٌ، مُكسّرٌ، مُفتّت.. تَنكسِرُ بعضُ أَشعّةِ الشّمسِ مِن السقفِ فَتسقُطُ عَلى الأَرضِ الرّمادِيّة.. تِمثَالُ أَفعَى كُوبرا عِملاقَة أَمامِي وَيحتَضِنُ ذَيلُها تِلك الزّمرُّدةَ الخَضراءَ مُلتفاً حولها..
    //
    ..
    بِخطَواتٍ بَاردةٍ هَادِئَةٍ تَقدّمتْ قَدمايَ صَوبَها، فَحِينَ لَحظةِ اقتِرابِي.. تَهشّم تِمثالُ الأَفعَى وَتكسّر كَاشفاً بَاطنها حَيثُ كَانتْ.. كُوبرا حَقيقيّة!
    إلى الخَلفِ تَراجعتُ بِضعَ خُطواتٍ وَسِلاحِي أَخرجتُ مُنتصباً فِي وَضعيةِ استعدادٍ.. هَاجمتنِي وَهاجمتُها وَتبادَلنا ضَرباتٍ خَفيفةٍ تَمهِيداً لِلعاصِفَةِ الّتي سَتتلُو الهُدوء..
    لَم تُفلِح الرّصاصَاتُ فَقد كانتْ تَصُدُّهَا بِبراعَةٍ وَتتفَادَاهَا كَما لَم يَتوقّع عَقلِي، سَيفيَ أَخرجتُ وَبدأتُ أَستعدُّ لِلهُجومِ.. الزُّمردةُ لَا تَزالُ مُطوَّقةً بِذيلِها، حَدّقَتْ مُطوّلاً فِي عَينيَّ البَارِدتَينِ حَيثُ لم أُحِسَّ بِخوفٍ مِن مَظهرِها المُرعبِ ذَاك وَلا ارتَجفَتْ مُقلتَايَ حِينَ لَحظَةِ خُروجِها مِن غِطاءِ عَتمتِها بَعد كُل تِلك السّنينِ السّاكِنَة..
    //
    ..
    أَخرجَتْ أَنيَابَها حِينَ فَتحت فَمها استِعرَاضاً أَمامِي مُختزِنةً دَاخِلها سُمّاً سَتغرِسُهُ فِي أَعمَاقِي فِي لَحظةٍ شَاءتها، فَحيحُها عَالِ الصّدى امتَلأ بِمشاعِرها وَرغبتِها فِي سَفكِ دَمِي..
    بِبرودٍ انتَصبتُ مُحرّكاً سَيفي يميناً وَشمالاً مُشيراً لَها بِيدي مُستخفاً أَن "تَعالَي وَاقترِبي يَا حُلوَتي".. إِنقَضَّتْ عَليَّ مُهاجِمةً إيّايَ بِسُرعةٍ فَتخَطّيتُها، فَسُرعَانَ مَا فَاجأَتنِي بِالتِفَافِها حَولَ جَسدِي وَأَنا انْتَصَبتُ مُندهِشَاً جَرّاءَ سُرعتِها الصّوتِيّة تِلكَ..!
    //
    ..
    وَجهِي قَابلَ وَجهَهَا وَعيْنَانَا مِنْ حِدّةِ النّصلِ أَمسَتَا بِقسَاوَةٍ اشتدّتْ معالمُ وجْهَينا وَثقةٌ ترقُصُ لها العُيُونُ خوفاً إِنْ رأَتها.. قيّدتْ حَركتِي وشلّتها مُحاوِلةً عَصرَ جسَدِي بقوّتِها..
    ضاق تنفّسي وشحّ الهواءُ مِنْ حُنجرَتِي، رأسها قرّبتهُ مِنْ عُنُقِي لِغرسِ أَنيابِها فِيه.. فاجأتُها بضربةٍ بِرأسِي فكّتْ عَنِّي قَيدَها وأَطحتُها أرضاً بعدها..
    //
    ..
    أَنفاسِيَ التقَطتُها فحاولتْ سحقِي مَرّةً أُخرى..
    فقيّدتُها بسحرِيَ الأَقوى وبسيفي بدأتُ عمليّةَ تعذِيبٍ ففي فمِها غرستُهُ ببُطئٍ قاتلٍ وهشّمتُ أنيَابَها الطّوِيلَة السّامّةَ مُكسِّرَاً مُحَطِّمَاً إيّاها فَصرخَاتٌ تَلتْهَا صَرخات وَالدِّمَاءُ تَتقطّرُ عَلى الأَرضِ كالأَمطَارِ..
    ثُمَّ فِي جَسَدِهَا مَرّرتُهُ مِنْ فَمِها لِتَتعَالَى أَصوَاتُ أَنِينِهَا.. أبعدتُ سِحريَ الأسودَ المطوِّقَ لَها وبدأتُ أُقطّعُها إلى أَجزاءٍ وأَشلاءٍ فَتَناثَرَتْ الدّمَاءُ مَمزوجةً بِالأَحشاءِ مَكسُوَّةً بِالتُرابِ وَالفَحْم..
    //
    ..
    الزُمرُّدةَ التقطتُ وحِينَ اقتربَتْ لوهلةٍ مِنْ توأَمِها أَشعّتا بِضياءٍ يسحقُ البَصر وَالنّظر.. ببعضِهِما التَصقَتا وَاكتملَتْ العِبارةُ قَليلاً:
    "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا بابُ فتحِهِ الّذي يدور،.))..
    ما كُلُّ هذا..؟ والعباراتُ لم تكتمل بعد.. أَوشكَ الظلامُ عَلى كِساءِ هَذا اليوم.."
    //
    ..
    بسُرعةٍ خَرجتُ مُتّصِلاً بالسَّيِّدِ تايلر مُبيِّناً لَهُ أَنَّنِي عائِدٌ إِلى الفُندُق.. سَاعتِي انطبقَتْ عَقارِبُها عَلى السّابِعةِ والمَسافةُ طَويلةُ وأَنا مُرهق.. حِين نظرتُ إِلى أَنوارِ المدِينَةِ تبرُقُ أَمامِي..
    عَلى الأَرضِ سَقطتُ مغشيّاً عَليّ..
    //
    ..

    وانتيهنا -w-
    أتمنى أن حماستكم ازدادت مع نهاية هذا الجزء =w=
    في الجزء القادم مغامرة بطلنا تستمر
    وسينكشف جزءٌ من حقيقةِ دارك المُبهمة المعالم
    الجزء السادس تحت عنوان
    ..//|*|~السفاحُ الحنون..؟ وَتستمرُّ الرحلة~|*|//..
    إلى لقاءٍ آخر~



  7. #27

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    أنهيت 3 أجزاء و اليوم أرى الخامس *^*

    كنت سأرد بعد الثالث و لكن قرأته على السرير قبل النوم

    الشرطي الذي حقق مع دارك عشقته XD

    لسبب ما أشعر بأني أشاهد أنمي *^*

    و الوصف حابس للأنفاس ، مبدعة أنت يا فتاة ، سأقرأ الجزئين الجديدين بحول الله اليوم أو غدًا و سأوافيك باكتشافاتي

  8. #28

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    أنهيت 3 أجزاء و اليوم أرى الخامس *^*

    كنت سأرد بعد الثالث و لكن قرأته على السرير قبل النوم
    ههههههههههههههه لا عليكِ لا عليكِ غاليتي XD
    أجل *W* الجميع عشق لانس وهو جوهر الرواية كلها .w.
    لسبب ما أشعر بأني أشاهد أنمي *^*
    0//////0 أنمي؟! اتمنى لو كان كذلك، آآآه سيكون الأمر رائعاً *///^///*
    و الوصف حابس للأنفاس ، مبدعة أنت يا فتاة ، سأقرأ الجزئين الجديدين بحول الله اليوم أو غدًا و سأوافيك باكتشافاتي
    أشكركِ يا غاليتي على إطرائكِ هذا وأسعدني مروركِ مجدداً كثيراً :""")
    وأنا منتظرة لاكتشافاتكِ -w- أتحفوني بها فأنا أنتظر
    ودمتِ متألفةً عزيزتي :""")

  9. #29

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    الجزئين غامضين و لم يتضح شيء حتى الآن

    ولكن شيئًا استوقفني:

    - أيمكن أن دارك لم يقتل والديه *^*

    أرجو ذلك

    أيضًا ذاك الشرطي رغم طيبته إلا أني أشك فيه XD

    فكرة المؤتمر و موقف رحيله رائعة و الرسالة التي تركها جبارة ().()

    العبارة التي خرجت بعد اتحاد الزمردتين راقت لي و عشقتها :"""")

    أكملي يا عزيزتي فكلي شوق إلى القادم ^,^

  10. #30

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    الجزئين غامضين و لم يتضح شيء حتى الآن
    الرواية كلها غامضة من بدايتها إلى الجزء الأخير حيث سأكشف الستار عن حقيقة دارك -w-
    ومن الممكنِ أن تستنتجوا بعض الأُمور من الجزء القادم :"""")
    ولكن شيئًا استوقفني:

    - أيمكن أن دارك لم يقتل والديه *^*

    أرجو ذلك

    أيضًا ذاك الشرطي رغم طيبته إلا أني أشك فيه XD
    هيهييي هذا أيضاً سيُكشف قريباً فاصبروا علي -w-
    خُصوصاً لانس وعلاقته الغريبة بدارك، أعتقد أنّ العلاقة ستصفعكم وستكشف بعد أَن يعود دارك من رحلته 3:
    فكرة المؤتمر و موقف رحيله رائعة و الرسالة التي تركها جبارة ().()
    وماليسّا كريستابيل ستشهدون أحداثاً جديدةً حولَها كذلك :""")
    والرسالة بقيتُ أعصر دماغي 5 دقائق حتى خرجت تلك العبارة XD
    حمداً للهِ أنّها أعجبتكِ
    العبارة التي خرجت بعد اتحاد الزمردتين راقت لي و عشقتها :"""")
    حمداً لله
    هذه العبارة خصوصاً لم أُغيّرها عن الاسلوب السابق في الكتابة على أمل أن لا تُفسد نسج الرواية XD
    أكملي يا عزيزتي فكلي شوق إلى القادم ^,^
    بإذنِ الله سيخرج لكم الجزء القادم في بداية أول أيام اكتوبر :""")
    عَلى أمل أن تستمتعوا به وبقراءته

  11. #31

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~




    ألف شكرٍ على ختم التمييز~!! */////*
    بإذن الله القادم سيكون اروع ومشوقاً اكثر فتابعوا مَعي!
    ألقاكم مع الجزء السادس بتاريخ
    1/10/2014

  12. #32

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~


    عُذراً على التأخير فقد واجهتني بعض الأُمور
    من ضمنها المرض ومشغالٌ أٌخرى =_=""
    على كُلِّ حال
    لن أُطيل عليكم فتفضلوا :"""")


    //
    ..
    بعد حين.. إستيقظتُ لأَرى الشُرطةَ يُحيطون بِي وجَسدي يستندُ إلى جِذعِ شجرةٍ كَبيرة.. لا يزالُ عَقلِي مُخدّراً وبَصري مُغوشّاً.. رأسِي أَمسَكهُ كَفِّي وعينايَ أُغلقتُها.. بَعد لحظاتٍ استَعدتُ وَعيي وإليهم وجّهتُ نظري فَبدأ أَحدُهم بالكلامِ ناطِقاً: "دارك؟ في غابة الأفاعي كُنت؟! أَمجنونٌ أَنت! لِمَ جَسدُكَ تكسوهُ الدِماءُ هكذا؟!"
    //
    ..
    تأَفّفتُ بضجرٍ قائلاً: "أَنا بخير.. لستُ مَجنوناً والأَمرُ يخُصُّنِي فِي ما أَفعلُ وأَين تقودُنِي قَدمايَ هاتان.. أَنا عائدٌ إلى الفُندق.. رجاءً اترُكونِي.."، نَهظتُ مِن الموقِعِ حَيثُ كنتُ جالِساً فقال آخر: "وَجدكَ أحدُ أَهالِي المدينةِ مِمّنْ لايعرفون هُويّتك كان طَبيباً عالجك.. قالَ بأنّكَ تُعاني مِنَ مرضٍ مُزمِن وحِين رآكَ ظنَّ واعتقدَ بأنّكَ مَيت! وتُحاوِلُ إقناعنا بالعكس؟!"، "اتركوني وَشأني!.. اشكُروهُ نِيابةً عَنّي، لَكن اتركُونِي لِمَا تبقّى.."
    //
    ..
    بَعيداً مَشيتُ وَلكنَّ دُواراً قوياً مسَّ رأَسِي تلكَ اللحظة.. إلى الفُندقِ سِرتُ بصعوبةٍ وبُطئ وَصوبَ غُرفةِ عَمِّي توجّهتُ.. إنتفضَ عَمِّي جرّاءَ مَظهَرِيَ المُرعبِ والدِّماءُ تتقطرُ مِنْ ثِيابِي.. "ماذا جرى يا بُنَيّ؟!" قالها بِصوتٍ نُسختْ طبقَاتُهُ مِنْ صَوتِ أَبتِي فردّ لِسانِي قائِلاً:"قِصّةٌ طويلة وَمُغامرةٌ جَديدة.. ذهبتُ إلى غابةِ الأفاعِي هذا النّهار.."، رَبّتَ عَلى كَتِفي بِحنانٍ مُسلِّماً إِيّايَ مفاتيحَ غُرفتِي قائلاً:"كُنْ حذِراً فأَنا لا نيَّةَ لِي فِي خسارتِك فأَنتَ بِمثابةِ ابنٍ لِي يا دارك، هيّا، خُذِ المصعد إِلى غُرفتِكَ وقِسطاً مِنَ الراحة أَدخِل إلى نَفسِك".. كَم أُحبُّه.. رددتُ بِصوتٍ خَافتٍ وأَنا أنحنِي مُبتسِماً:"شُكراً جَزيلاً لَك عَمّاه"..
    //
    ..
    غَرِقَ جَسدِي في تابوتٍ مِن المياهِ امتلأ.. أَمزح، كُنتُ آخذُ حمّاماً دافِئاً لِأُريحَ أعصابِي المُهترئة وجَسديَ المُمزّق.. إلى السريرِ بَعدها تَوجّهتُ راجِياً لِنفسِي نَوماً عَميقاً مُريحاً.. لكن.. جَرى العَكس، كابوسٌ آخرُ عَن الدكتور مايرفاير.. حِينَ انتفضتُ مِن مَكاني أَشارتِ الساعةُ نحوَ الثامِنةِ صَباحاً.. حمّاماً أَخذتُ وفطورِي تناولتُ ثم حقيبتي حزمتُها.. وبِرفقةِ عمّي رحلتُ.. عَبر صَحراءِ افريقيا والمُحيطِ ذَهبنا نَحو اورُبا.. بَقينا فِي فُندقٍ آخرَ لِعمِّي، غُرفةٌ مَعزولةٌ في الطابقِ العُلويِّ حُجزت تَحتَ اسمِي فانطَلقتُ صَوبها أحنُّ إلى سَريريَ الأسود.. فِي قَصريَ المُهشّم..
    //
    ..
    عُصفورٌ صَغيرٌ يطرقُ نافذةَ غُرفتِي.. أَفقتُ ففتحتُ النافِذةَ لِيحُطَّ عَلى كَتِفي.. عَلى رأسِهِ رُسمت مَلامحُ السعادةِ والبهجة.. تمنّيتُ لو بإمكانِي جَنيُ لحظة.. مِن تلكَ السعادَة.. واختتمتُ ببسمةٍ خافتةٍ عَلى شِفاهِيَ الذابلة..
    //
    ..
    لَمْ يمضِ وَقتٌ كَثيرٌ عَلى نِهايةِ إفطارِي.. بَعد حِينِ لحظة.. استشعرتُ رائِحةً غَريبة.. شيءٌ ما يحترق! هَرعتُ إلى الخارجِ فإذا بِي أَرى الجَميعَ يَستصرِخُ فِي الأسفل يَجري.. يجري.. ويجري.. نَزلتُ السلالِمَ بِأقصَى سُرعةٍ فَإذا بِي أَرى عَمِّي يَصرُخُ أَثناءَ مُكالمةٍ هاتفيّةٍ سَمِعتُ مِنها "لِمَ التأخير؟! الغُرفةُ تحترقُ ونَزيلٌ فِي الدّاخلِ لا يزال!!".. لَمستُ كَتِفهُ راكِضاً وَجريتُ بَين النيرانِ المُحترقة.. شابٌ فِي حالةِ رعبٍ عَنيفٍ مِمّا يَجرِي والنارُ تلتفُّ حولهُ كصيّادٍ وَفريسه.. وَرُبما هو خائِفٌ مِنّي.. حَملتُهُ راكِضاً بِسُرعةٍ عَسى أَن نخرُجَ بِسلامة.. أَصابتني النيرانُ المُلتهبة بحروقٍ طَفِيفةٍ لَكِن خَرجنا عَلى الأَقل..
    //
    ..
    وضعتُهُ جانِباً ثُم أتبعتُ "لَم أَنتهِ بَعد!" وَجريتُ أُحاوِلُ إطفاء النارِ المُشتعِلةِ.. انهارَتْ قوايَ فَجثى جَسدي على الأَرضِ بَعد خُمودِ تلكَ النيران..
    أَفقتُ لِأَرى جَسدي مُضمّداً وَأَنا فِي فِراشِي نَائمٌ وَعمِّي بِجانِبي يُمسِكُ يَدِي ويشُدُّ عَليها بِقوّة.. شَددتُ عَلى يَدِهِ بِدورِي فامتلأتْ عَيناهُ فَرحاً "حمداً لله!" قالَها حِينَ ارتَسمَت البسمةُ عَلى شِفاهِي.. نَهضتُ فحدَّثَنِي عَمَّا جَرى وَبادَلنِي عِباراتِ شُكرٍ ثُمَّ انصرَفَ لِيُكمِلَ عَمله..
    //
    ..
    لَمْ أُرِد أَنْ يتِمَّ عَرضِي عَلى التِلفازِ بصفتِي بطلَ اليوم! رِسالةٌ أَرسلتُها إلى لانس أُخبِرُهُ فِيها عَمَّا جَرى اليوم ثُمَّ نهضت.. وَغَدائِي تَناولت.. فخَرجتُ مُسرِعاً حَيث الساعةُ الآن تُشيرُ إلى الثانِيةِ ظُهراً.. هَذهِ المرّة كانَتْ مَحطّتِي عَلى سَفحِ جَبلٍ حَيثُ قَلعةٌ راسِيَة..
    //
    ..
    مُوحِشة.. قاحِلة.. اسودّتِ الدُنيا حَولَها ودَاخِلَها.. مِنْ بَعيدٍ نَعَقَ الغُرابُ ونسنستِ الرياحُ عَاصِفةً بالأَشجارِ تَحتكُّ بِها فَإذا بِصَوتِها الدّاوي يَعلُو عَلى أَوتارِيَ السّمعيّة ساحِقاً لَها.. لِوهلةٍ آلمَتنِي أُذُنايَ ثُمَّ أَكملتُ خُطايَ دَاخِلَ القَلعة..
    //
    ..
    غُرفةٌ كَبيرةٌ خاليةٌ فارِغةٌ اتّخذَ الصدَى عالي الطبقاتِ دَربهُ إِليها.. طَاوِلةٌ صَغِيرةٌ فِي وَسطِ اللاشَيءِ انتصبَتْ مُتحجِّرةً عَلى سِيقانِها وَرأسُها تجمّدَتْ عَليها تِلكَ الزُّمرُّدةُ الخَضراءُ.. نَحوَها تقدّمتُ.. وكُلّ خُطوةٍ أَخطوهَا عَادَلتْ مِئةَ سنةٍ جَرياً.. أشعّةُ الشّمسِ تُعلِنُ انسِحابَها كُلّما اقتربْتُ مِنَ الطاوِلة قليلاً وَكانَ المكانُ.. يُصبِحُ أكَثر ظَلاماً.. وَعتمة.. إِلاَّ أَنّنِي لم أخَفْ ولم أَرتجِفْ.. وتابعتُ السَّيرَ حَتّى انطبقَتِ العَتمَةُ عَلى بِلاطِها..
    //
    ..
    لَمستُها وإِذا بِي أُصعَقُ قَليلاً.. ففاجأنِي صَوتٌ بِلا فَمٍ قائِلاً:"أَخيراً.. شخصٌ أَتى بَعدَ مُضيِّ هَذهِ السنينِ المِئة.. عَجباً عَجباً.. وَحدكَ دُونَ رَفيقِ دَرب؟ ألنْ تَشعُرَ بالوَحدةِ أَو الأَلمِ عِندَ نِهايةِ الطرِيقِ الّذي تَسيرُ إِليهِ حالياً..؟" ظَهرَتْ امرأَةٌ تَطفو.. أَشبحٌ هِيَ أَم مَاذا؟! "وأَنتِ تكونِينَ مَن..؟" رَددتُ بِصوتٍ شابَتهُ الثِّقةُ فرَدَّت أَن: "جُرئتُكَ رَائِعة.. أُدعى يورا، أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. دارك روبِرت مِيريوفا" صُعِقت! أَنَّى لَها مَعرِفَتِي وَمعرِفةُ اسمِي؟! استجمَعتُ قِوَايَ وقُلتُ مُخرِجاً سَيفِي:"يورا إِذا.. سَلِّمِيني الزُمُرُّدةَ حالاً" فأَبَتْ وقالَتْ:"بَعد الإِختِبارِ.." واختفتْ..
    //
    ..
    أَسدٌ مُتوحّشٌ اكتَسى بِجلدِ الفَهدِ تُغطّي ظَهرهُ أَجنِحةٌ سَوداءُ فاحِمةٌ كانَ مِنَ الطولِ والضخامةِ حَيثُ أَنيابُهُ أَطولُ مِنّي.. عَيناهُ كَقمرٍ لُوِّثَ بالدِّماءِ َلُعابُهُ سالَ مِنْ فَمِهِ كالصَيَّادِ المُتلهِّفِ المتعَطِّش لإلتهامِ فَريسَتِهِ وشُربِ دِمائِها..
    //
    ..
    خُطوةٌ أَخذها الوحشُ ناحِيَتِي بقُوَّةٍ هَزَّتِ الأرضَ حِينَ لحظةِ إخراجِي لِسيفِي مِن غِمدهِ الأَسودِ بَل عَرينِهِ الأبيض.. إنطلَقنَا فَهاجَمنِي وَراوغتُهُ بِقفزةٍ عاليةٍ وَما إنْ حَاولتُ ضَربهُ بِسِلاحِي إذا بِهِ يُباغِتُنِي بِحركةٍ سَريعةِ جاعِلةً ذِراعِي تَنزِفُ.. إستقرّتْ قَدمايَ عَلى الأَرضِ فاستَخدمتُ قِوايَ السِّحريةَ مُحاوِلاً حَرقَ طَرَفِهِ ذاكَ بِنيرانٍ مُهشَّمةٍ.. إلاّ أَنَّها لَم تُؤثِّر فِيه.. جَرَّبتُ المُعاكِسَ وَرميتُهُ بِالصقيعِ فَبدأَ يصرُخُ مُتألِّماً.. صُراخُهُ الدّاوِي ذاكَ هَزَّ أُذنَيَّ فغطّيتُهما بسُرعةٍ لَكِنَّهُ استمرَّ مُحاوِلاً تَعذِيبي..
    //
    ..
    إنتَهتْ صَرخاتُهُ فإذا بِهالَةٍ حَمراءَ تَلتفُّ حَولَهُ مُحيطةً بِجسدهِ العِملاقِ ذاك.. بَقيتُ أُراقِبُهُ حِين القِتالِ علّنِي أَجِدُ نُقطةَ ضَعفِهِ عَدى الجَليدِ.. لَكنَّ الحظَّ لَم يُحالِفنِي هَذهِ المرَّة.. بِقوَّةٍ هَاجَمنِي فجُرِحَتْ ذِراعِيَ اليُسرى.. هَكذا لَن أتمكَّنَ مِن استخدامِ السِّحرِ بِيُسر..! هاجَمتُهُ نَاحِيةَ خاصِرتهِ فَإذا بِهِ يستصرِخُ ألماً.. أَطلقتُ عَليهِ رَصاصاتٍ فَآلمتهُ أخيراً وَبِسَيفيَ استأنَفتُ مُستهدِفاً خاصِرتهُ مُجدداً فَزادَ طُول النَّصلِ حَتى خُروجِهِ مِنَ الطَرفِ الآخر.. صَرخاتٌ عَاليةٌ اقتلَعَ عَصفُها الأَشجارَ..
    //
    ..
    بَعدَ حِينٍ مِنَ القِتالِ بدأَ الوَحشُ يَلهثُ وأَنا بِدَورِي.. لكِنْ لَستُ فَريسةً سَهلةَ المضغِ..! عَادتْ يَدِيَ اليُسرَى إِلى الحراكِ فقيَّدتُ فَمهُ لِئلّا يُزعِجنِي بِصُراخِهِ وبدأَتْ أَطعنُ أَطرافَه الأَربعةً حَتّى مَزَّقتُها إِرباً.. إِرباً.. بَدأَ يتلوّى واشتَعلَ قَلبُهُ أَلماً.. لَمْ أَرأف بِهِ وفكّرتُ فِي إذاقَتهِ بَعضَ تَعذيبٍ أَو ما شابَهَ ذلِك.. أَمامَ عَينِهِ انتَصبتُ وسَيفِي فِي عَينِهِ اليُمنَى غَرستُ.. فصرخاتٌ تَلتها صَرخاتٌ كِلتاهُما صامِتتانِ لا يُسمَعُ مِنهُما شَيء..
    //
    ..
    بَدأتُ أَقطعُ لِسانَهُ وأَسنانَه.. ذَيلَهُ وَأَنيابَه..حَتَّى انتَهى بِهِ الأَمرُ عاجِزاً عَن شَيءٍ سِوَى التَّلوِّي.. إختتمتُ بطَعنِهِ بِبُطئٍ شَديدٍ وإِخراجِ الطَّعنَةِ بِبُطئٍ أَشدّ فاغتسَلَ جَسدهُ بالدِّماءِ وَصُراخُهُ لا يُجدِي نَفعاً.. استمرَّ التعذيبُ رُبعَ ساعةٍ عَلى هَذهِ الطَعناتِ فَفُرِشَتِ الأَرضُ ببساطٍ أَحمرَ قاتِم.. إنتَهيتُ فمَزَّقتُ ناحِيةَ قَلبِهِ إِلى أَشلاءٍ وَأخرَجتُ قَلبهُ مُقطِّعاً ما اتصلَ بِها مِن شَرايينَ وأَورِدة..
    //
    ..
    صَمتٌ اقتحمَ البِلاطَ بِلا أسلحة.. ويورا تَنظُرُ لِي بِتعجُّبٍ مُصفّقة.. "أَخفتَنِي حَقاً.. قِواكَ سَيطرتَ عَليها لَيس كالسَّابِق".. لَيسَ كالسابق..؟ "وَهَل التَقينا سابِقاً؟" رَددتُ قائلاً.. فأجابَتنِي بابتسامةٍ "أجل.. أَنا مَن قَتلتَها بَعد أَبوَيكَ يا ما.. أَقصِد يا دارك".. صَمتٌ وَعلاماتُ تعجُّبٍ واستفهام تصطفُّ فوقَ رأسِي.. "ما..؟" رددتُ بصوتٍ شابَهُ الاستِغراب فَردّت أَن "لا عَليكَ فَستعرِفُ عَمّا قَريبٍ.. إِنْ حالفكَ الحظُّ فِي نِهايةِ المطاف.. َتعالَ اقترِب".. تتصرَّف بِغرابة..
    //
    ..
    اقتربتُ مِنها فأَعطتنِي الزُمُرُّدةَ والتصقَتْ بِشقيقتَيها فَبرقَ النورُ مُجدداً ثُمَّ بَعدَ حِينٍ اختفَى فَظهرتِ العِباراتُ أَن "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا فتحُ بابهِ الّذي يدور،. ستنطلقُ الأضواءُ في دربِكَ، مُنوِّرةً لكَ مسلكك، ولاحاجةَ للقلق، فالرُعبُ قد زالَ وإنطلَق،.)).. عُدتُ إلى الفُندقِ فانطَبقتْ عَقارِبُ الساعةِ عَلى السابِعةِ مَساءَ ذاكَ اليومِ المُعتِمِ المُظلم.. السّماءُ مُلبّدةٌ بالغُيومِ الداكِنة.. والرياحُ تَعصِفُ سِمفونيّتها القاتِلة..
    //
    ..
    دَخلتُ غُرفَتِي وأَخذتُ حمّاماً دافِئاً فلسعَتنِي بَعضُ الجُروحِ والحُروق الّتي لَم يَتبقّى الكثيرُ على التِآمِها.. وأَنا مُسترخٍ بدأتُ أُفكِّرُ فِيما قالَتهُ يورا.. ما الّذي تَعنيهِ بـ " لا عَليكَ فَستعرِفُ عَمّا قَريبٍ.. إِنْ حالفكَ الحظُّ فِي نِهايةِ المطاف..".. عَقلِي عاجِزٌ عَنِ التفكيرِ فِي هَذا.. خَرجتُ بَعدَ ساعةٍ وجَثيتُ عَلى فِراشِي فإذا بِرسالةٍ تَصِلُنِي مِن لانس.. فَتحتُها مُسرِعاً فَما كانَ فيها أَن "شاهدتُ ما جرى اليوم.. حقاً قُمتَ بِتصرُّفٍ رائِعٍ لَم أتوقّعهُ أَبداً مِنك.."..
    //
    ..
    إستدعانِي عَمِّي بَعدَ فترةٍ مِنَ الوقتِ قاربتْ نِصفَ ساعةٍ فَذهبتُ إِليهِ مُسرِعاً.. طرقتُ البابَ وَدخلتُ فَشكرنِي عَمِّي عَلى فِعلتِي هذا اليوم وَبدأنا نتبادلُ أَطرافَ الحَديثِ عَن رِحلَتِي وَما جَرى فِيها.. حِينَ أُكلِّمُ عَمّي أَتذكرُ حَديثي مَع والِدي فِي طُفولَتِي.. حَنانُهُ أَنسانِي عُزلتي.. ووحدَتِي.. فَكانَ قَلبي وأَبِي كالشَّيءِ الواحِد.. حَمداً للهِ أَنَّ لِي عَمّاً يُذكرُنِي بِكَ يا أَبتِي..
    //
    ..
    لَم نَشعُر بالوقتِ كالعادةِ وَسهِرنا الليلَ نتحدَّثُ.. فاستيقظتُ تَمامَ التّاسعةِ صَباحاً، حمّاماً سَريعاً أَخذتُ وإفطارِي تَناولتُ ثُمَّ حِين أَخذتُ هاتِفِي.. إذا بِرسالةٍ وَصلتنِي تَقولُ "كَيفَ حالُ رِحلَتِكَ يا دَارك..؟ أَسرِع فأَنا لا أُحبُّ الإنتظار.. مايرفاير"
    //
    ..

    وإلى هُنا ننتهي *W*
    أتمنى أنّ هذا الجُزء أصابكم بالدُوار! أقصد أعجبكم << كففففف XDDD
    في الجُزء القادم:
    تستمر رحلة بطلنا وستصلُ إلى نهايتها
    نزالٌ حامٍ بينهُ وبين أرواح الملك آرثر وفُرسان الطاولةِ المستديرة ستشهدونهُ كذلك !
    تُرى.. هل ستُكللُ مساعي بطلنا بالنجاح..؟
    أم سيحصلُ أمرٌ يوقفهُ في طريقه..؟
    الجزء السابع تحت عنوان
    ..//|*|~سأواجهُ الآن البطل الأسطوري~|*|//..
    إلى لقاءٍ آخر~


  13. #33

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    رهيييييييييييييييييييييييييييب

    حاااااااااااااااااااابس للأنفاس ، أبدعتِ يا فتاة ~.~

    لمحت خطأ نحويًا و آخر إملائي فقد كتبتِ "ظ" بدلًا من "ض " و لكني نسيت أينهما *\\\\\\*

    غير ذلك الفصل جبااااار تبارك الله


    +

    إذًا دارك لم يقتل والديه

    أبدعتِ أبدعتِ أبدعت و أجدتِ تبارك الله

    +

    كل يوم أدخل الموضوع لأتأمل بالبوستر و أخرج " تصميمك جبار "

    زيدينا زادكِ الله من فضله ^.^

  14. #34

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    لي عودة لإكمال الثرثرة XD XD

  15. #35

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    رهيييييييييييييييييييييييييييب

    حاااااااااااااااااااابس للأنفاس ، أبدعتِ يا فتاة ~.~
    يااااااااااه الحمد لله أنّهُ نال إعجابكِ *W*
    لمحت خطأ نحويًا و آخر إملائي فقد كتبتِ "ظ" بدلًا من "ض " و لكني نسيت أينهما *\\\\\\*

    غير ذلك الفصل جبااااار تبارك الله
    حقاً 0_0""
    كيآآآآآآ أُعذريني على هذا الخطأ المطبعي سأبحث عنه وأًصححه لاحقاً XDDDD
    +

    إذًا دارك لم يقتل والديه
    أجل أجل أجل!!
    وهناك أمرٌ آخر لطيفٌ عن دارك في الطريق :"""")
    أبدعتِ أبدعتِ أبدعت و أجدتِ تبارك الله
    ياااااه أشكركِ غاليتي على اطراااائكِ أخجلتِ تواضُعي >///////////<
    +

    كل يوم أدخل الموضوع لأتأمل بالبوستر و أخرج " تصميمك جبار "

    زيدينا زادكِ الله من فضله ^.^
    *////////////*
    البوستر أنا أيضاً أحببته مع أنَّ أغلب أعمالي في التصميم لا تزالُ في منتصف الطريق >////<
    بإذن الله سأعود في ثالث أيام العيد مع الجزء السابع
    +
    سأًُحاول قدر المستطاع رسم لقطاتٍ من أحداث الأجزاء ووضعها حسب الترتيب :""")
    لي عودة لإكمال الثرثرة XD XD
    هههههههههههه عودي عودي يُعجبني تواجدكِ حقاً غاليتي! 0w0

  16. #36

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~


    أستميحكم عذراً على التأخير
    السبب: المرض + العيد XDD
    لن أُطيل أكثر فتفضلوا معي~ 3:



    الجُزء السابِع..//|*|~سأُواجِه الآن.. البطلَ الأُسطورِيّ!~|*|//..
    //
    ..
    استيقظتُ تَمامَ التّاسعةِ صَباحاً، حمّاماً سَريعاً أَخذتُ وإفطارِي تَناولتُ ثُمَّ حِين أَخذُ هاتِفِي.. إذا بِرسالةٍ وَصلتنِي تَقولُ "كَيفَ حالُ رِحلَتِكَ يا دَارك..؟ أَسرِع فأَنا لا أُحبُّ الإنتظار.. مايرفاير"
    //
    ..
    نَبضَاتُ قَلبي فِي تَسارُعٍ دَائِم.. شَعرتُ بِقلبِي يَنبض! جَانبٌ مِنّي يرتجِفُ خَوفاً مِمّا قرأتُ والآخرُ سَعيد.. شَعرتُ لوهلةٍ بِأنَّ لِي نِصفَين.. أَنّى لَهُ مَعرفةُ بَريدي..؟! كَيف وصلتني رِسالتُهُ وَهوَ فِي مجرةٍ أُخرى..؟! أهو يُراقِبُني..؟! علاماتُ الإستفهامِ والتعجُّبِ ارتسمتا بوضوحٍ عَلى عَينيَّ المُحمرّتين..
    //
    ..
    أَغلقتُ هاتفي وجلستُ على حافةِ سريري وأستشعرتُ ناحيةَ قلبي.. إنّهُ ينبض! كيف.. كيف؟! والرسالة، كيف وصلت؟ ولماذا منه خصيصاً؟.. لا أعلم.. لا أعلم.. صفعتُ وَجهِي لأستفيقَ مِن هَذهِ الحَالِ ويَهدأ نبضُ قَلبِيَ الميِّت قليلاً.. حَزمتُ حقائِبي وغادرتُ مَع عمِّي نحوَ أميركا.. البلدُ الذي لا ينام، اليوم هُو الرابع والعشرون من ديسمبر والساعةُ أوقفتْ ذراعيها على الحاديةَ عشرة صباحاً..
    //
    ..
    إلى مُستنقعٍ أسودَ فِي غاباتِ الآمازُون كانتْ تُشيرُ الخَارطة.. تَابعتُ سَيرِي بخطواتٍ هادئةٍ جريئة خطوتُ في تلكَ العَتمةِ الداكِنة.. الغربانُ تُرسِلُ أصواتها وصَداها ينتشرُ بَينَ أوراقِ الأشجارِ مُصدِراً بِدورهِ حفيفاً يكسِرُ القلبَ خوفاً.. حُطامُ الأشجارِ المُفحمة بالأسود المُطرّزةِ بالرماد كانَ يَبدو جَليّاً.. في كُلِّ ثانيةٍ يرتطمُ غصنٌ على الأَرضِ المُتكسِّرةِ تلكَ والصدى يتلوهُ صَمتُ وَسكونٌ خاشعٌ مُقشعرٌ للبدن..
    //
    ..
    أخطو خطواتٍ نحوَ هَدفِي.. المُستنقعُ الأَسود، حيثُ يُفترضُ بي مُواجهةُ شخصٍ هُناكَ للحصولِ على القطعةِ الرابعةِ من الزُمردة فتتبقى الحلقةُ الأخيرةُ فقط! رياحٌ عَصفت بالأَغصانِ فهشّمتها وكسرتْ بصداها عَتمةَ حاجزِ الصمتِ بين السكونِ الهادئِ وأَوتاريَ الصوتيّةِ المُقشعِرّة.. بدأتِ المياهُ السِّحريةُ أَمامِي فِي ذاك المُستنقعِ تتحركُ بانعدام الإنسجامِ كَونها تَلظَّى داخِلَ قِدرٍ لا نارَ تحتَهُ..
    //
    ..
    نَفَساً عَميقاً سَحبتُ وزَفرةً طَويلةً باردةً زفرت.. شعرتُ بالراحةِ لوهلةٍ ثُمَّ تقدّمتُ ناحيةَ المُستنقعِ بهدوء.. بكأسِيَ الفضّيةِ أَخذتُ جُرعةً مِنْ مِياهِها السحريّة مُرتشفاً إيّاها فأحسستُ بتجمُّدِي داخِلَ إحساسٍ غريبٍ أبقانِي مُتسائِلاً عَن أَسرارِ الهُدوءِ وسطَ الضجيج العارِم.. وخفايا بقائِكَ صامِتاً والجميِعُ يحاوِلُ اختبارَ صبرِكَ القاتِم..
    //
    ..
    بدأَتْ قَطراتٌ مِنَ المُستنقعِ تتراقصُ خارِجَه قافِزة.. والرياحُ تعصِفُ سمفونيةً مُقشعرةً للجلدِ وهي ترتطِمُ بجسديَ الباردِ وخصلاتِ شعريَ الشائكة.. إلاّ أنّنِي لم أُحرِّك ساكِناً ولا تزتزحتُ إنشاً واحداً.. بقيتُ واقِفاً فِي مكانِي أَنتظِرُ لحظةَ الهُدوء.. صامِتاً كُنتُ والمشهدُ الغريبُ الّذي كان يُقدم عروضَهُ الفاخِرةَ أمامِي انتَهى فَعادَ إلى سُكونِهِ القاتِل وَصوتٌ عَميقٌ بدأ يُحدِّثني..
    //
    ..
    "شجاعةٌ وتحمُّلٌ رائع.. أَثرتَ إعجابِي يا هَذا" قالَها بِصوتٍ باردٍ جَسورٍ فرددتُ أن:"أُدعى دارك.. أظِهر نَفسكَ للعيان".. كانَ عَقلي قد شكَّ فِي كَونِي سأُواجِهُ وَحشاً ضارياً مرةً رابِعة، لَكِنّ ما فاجأَنِي هُو ظُهورُ الملكِ آرثر مُحاطاً بفُرسانِهِ المُدرّعين.. رياحٌ تركّبتْ وسطَ البُحيرةِ فَعصفتْ بدوامةٍ هائجة، ومِن تَحتِها سَيفُهُ الأُسطورِيُّ فاستقرَّ فِي راحةِ يَدِه.. "والآن.. لِتبدأ المعركة!"
    //
    ..
    بِحركاتٍ خفيفةٍ سريعةٍ باردةٍ بدأ الفُرسانُ هُجومَهُم كأنّهُم يَقومُونَ بإحماءِ جَسدِهم بعدَ رُكودِها فِي قِدرٍ مِنَ العُمقِ في الظلامِ كان.. بِدورِي قُمتُ بمُهاجمتِهِم وبِسَيفيَ الأسودِ مزّقتُ أَيديهِم تمهِيداً للقادم.. كانَت سُرعتُنا تعصِفُ الأشجارَ مُقتلعةً إيّاها مِن مَواضِعِها المتحجِّرة.. والرِّياحُ اشتدّتْ كُلّما ارتَطمَتْ بَوارِقُنا بِبعضِها..
    //
    ..
    يَجِبُ أَن أَعترف.. إنّهُم أَقوِياء، لَيسوا سيئينَ أبداً.. دارتِ المَعركةُ تَحتَ أَجواءٍ غائمةٍ مُعتمة، فانتصبتِ الغُيومُ السّوداءُ فَوقَ رُؤوسِنا تنفضُ فِراشَها فَهطلَ الغَيثُ مُسوِّداً صَفوَ المَعركةِ بِسمفونيّتهِ الباردة.. طالَ النّزالُ وحتّى خارَتْ قِوايَ كُلُّها تبقّى فَقط رأسانِ يَرقُصانِ على ساحةِ المَعركة.. أَنا وآرثر..
    //
    ..
    كِلانا ينهتُ تَعباً وإرهاقاً.. فَبخطواتٍ قويّةٍ حَاولَ كِلانا إثباتَ صَبرهِ وقُوّتِه، الحماسُ ارتسمَ عَلى وَجهِي خِلالَ هذهِ المعركةِ الحارقة.. فبضرباتٍ قَويةٍ كُنّا نُهاجِمُ بَعضنا والدّماءُ تتقطرُ على الأرضِ حتّى خِلنا أنَّ الأمطارَ المُتساقطةَ كانتْ دِماءً.. فاجأَنِي بحركتهِ الخفيفةِ وسُرعتهِ الخاطفةِ فأَلحقَ ضرراً بِذراعِيَ اليُسرى، إِنّهُ عَلى مَعرفةٍ بنقاطِ ضَعفِي فلنْ يكونَ بإمكانِيَ استخدامُ سِحري إلى ثلاثِ ساعاتٍ أُخرى..
    //
    ..
    مِنْ موضِعي نَهضتُ مُسلّماً زِمامَ الأُمورِ إلى سَيفي وِذراعِيَ اليُمنى فَإذا بِنا نستأنِفُ القِتالَ بكُلِّ ما نملِكُ مِنْ قِوىً جَسديّة بِسيوفِنا الصارِمةِ القاتِلة.. كانَ عليَّ الإعترافُ بِأنَّ الملكَ آرثر هُو أَقوى مَنْ واجهتُهُ فِي مُعتركِ حَياتِي هَذِه.. وَهكذا استمرَّ القِتالُ حتّى تغلّبَ عَلينا الضّمأُ والتعبُ فنالَا مِنّا وَأخذا مِن قُوّتِنا غَداءً يلتذّانِ بِه..
    //
    ..
    أخرَجنا أَخيراً كامِلَ قِوانا وَبِطعناتٍ قويّةٍ كاسرةٍ للروحِ هاجمنا بَعضنا والتقَمنا مِنَ الأَلمِ مَا قَد يُشعرُ أرواحَنا بالرّاحة.. تهشّمتْ حَول ساحةِ المعركةِ نيرانُ الغضبِ واقتُلعتِ الأشجارُ كُلُّها.. بدأتْ طاقةُ خصمِي تَخورُ وتنطمِرُ فانتهرتُ الفُرصةً واضِعاً قِوى جَوهرتِيَ الزرقاء في مُهنّدِيَ الأسودِ وبسُرعةِ الضوءِ انطلقتُ بقوةٍ ناسِفاً قَلبهُ مُحطَّماً إيّاهُ إلى أَشلاءَ فَجثى على الأرضِ قِطعةً مِنَ اللحمِ والدماءِ الممزوجةِ بالرمادِ الأسود..
    //
    ..
    عَلى رُكبتَيَّ جَثيتُ مُحاوِلاً التِقاطَ أَنفاسِي فَقدَ أَخذَ إلَيَّ التّعبُ طَريقهُ مُتغلغلاً.. فانتَصبتُ بَعدَ فترةٍ واقِفاً أَنظُرُ إلى الخرابِ الّذي حلَّ بِهذا المكانِ قاتِم السواد.. سِرتُ نَاحيةً البُحيرةِ فاقتربَتْ مِنِّي قِطعةُ الزُّمرُّدةِ الرابعةِ مُتَّحِدةً معَ ما كُنتُ أَحمِلُ فِي يَديَّ وهِيَ القطعُ الثلاثُ الأُخرى فارتسمتْ سحاباتٌ مِنَ الأَنوارِ ثُمَّ اختفَتْ كاشِفةً عَن: "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا فتحُ بابهِ الّذي يدور،. ستنطلقُ الأضواءُ في طريقك، وتنوّرُ لكَ مسلكك، ولاحاجةَ للقلق، فالرُعبُ قد زالَ وإنطلَق،. والآن بعد أن فتحناه، سيتبيّنُ الطريقُ الّذي بنيناه، لتسيرَ عليهِ إلى أن تصلَ إلى مبتغاك، وتنطلقَ إلى حيثُ تريدهُ قدماك))".. على الرّغمِ مِنْ أنّها القِطعةُ الأَخيرة.. إلاَّ أَنّنِي لا زِلتُ أَشكُّ فِي هَذهِ العِباراتِ وما ينتظِرُني مِن أُمرٍ أخيرٍ عِند صخرةِ النهايةِ فِي شمالِ جَبلِ فوجي..
    //
    ..
    عُدتُ أدراجِي حَيثُ ينتظِرُني عَمِّي فِي الفُندق، عبر نَهرِ الأَمازون انطلقتُ بقاربٍ جارتْ سُرعتهُ سرعةَ فهدٍ صيّادٍ يَعدُو عَدوَ الرياحِ لِيحظى بطعمِ فريستهِ اللذيذة! وصلتُ إلى المَدينةِ بَعدَ فترةٍ مَضتْ وانقضتْ خِلالَ هذا اليومِ الطويلِ فاستقبلنِي عَمِّي وأرهَقنِي نُعاسٌ شَديدٌ استملكَ جَسدِي جاعَلاً مِنِّي عَبداً لَهُ فقدِ انتَصرَ عليَّ في المعركةِ الّتِي يخسرُ الجميعُ ضِدَّها "النوم"..
    //
    ..
    أَفقتُ مِنْ نَومِي ففتحتُ عَينيَّ فِي غُرفةٍ لَم تبدُ لِي كالّتي نمتُ فِيها أَمس.. غُرفةٌ اسودّتْ مَعالِمُها فِلم أَرَ شَيئاً ولَم تتّضِح لِعينَيَّ ذرّة.. لَمْ أَدرِ حَتّى إِنْ كَانتْ لِهذهِ الغُرفةِ بوابةٌ أو ما شابَه، بدايةٌ مَجهولة ونِهايةٌ كذا.. فأنا لا أَشعُرُ بشيءٍ.. كأَنّ جسدي قد وُضع تَحتَ تخديرٍ كامِل..
    //
    ..
    صوتٌ لقطراتٍ صغيرةٍ باردةٍ لَها رائحةُ دِماء تقطّرتْ على الأرضِ وانسكَبتْ.. بدأتُ أستشعِرُ الرِّياحَ تَهُبُّ بشِدَّةٍ وقساوةٍ بارِدَةٍ على جَسديَ الّذي أحسستُ بِهِ مُخَدّراً لِسَببٍ أجهَلُه.. أَأنا مَيت..؟ أَغلقتُ عَينَيَّ بجفنَيَّ الشاحِبَينِ مُحاوِلاً نِسيانَ هَذا الشُعورِ القاسِي المرير مُتمَنِّياً أَنْ يكونَ مُجردَ وهمٍ يَنسُجُهُ فِكرُ عقليَ البائِس الكَئيب.. فَتحتُ عَينَيَّ وإِذا بِي أستطِيعُ تَحريكَ جَسدِي أَخيراً لكِنَّنِي لا أَزالُ عالِقاً فِي المكانِ ذاتِه..
    //
    ..
    تقدّمتُ بخطواتِي وأَنا أَمُدُّ ذِراعِي إلى الأَمامِ مُحاوِلاً التحسُّسَ بشيءٍ ولَكِن كُلَّ ما أَحسستُ بِهِ هوَ أَنَّنِي أَسيرُ فِي طَريقٍ لا نِهايةَ لَهُ أبداً.. فِي تِلكَ الظُلمةِ الحالكَةِ إذا بِي أَرتطِمُ بشيءٍ لم تتحسَّسهُ يَدِي وكأَنّها اختَرقتها! صَرختُ بِصوتٍ عالٍ "نار!" فاستَجابَتْ يَدِي أَخيراً وأَنا أُبصِرُ قَليلاً مِمَّا أَمامِي..
    //
    ..
    صورةُ والِديَّ العِملاقةُ أَمسَتْ فِي ناظِري.. مهلاً لحظة! هذهِ الصورةُ لا تُوجَدُ سِوى فِي غُرفةِ المَعيشة! أأنا أَهذِي أَم هَذا قَصري؟! خَطَوتُ بِضعَ خطواتٍ وقدمايَ ترتجِفانِ مِنْ المَنظرِ أَمامِي حَيثُ ذكرياتِي في الصُورِ المُمزّقةِ مرميَّةٌ عَلى الأرضِ وأَنا أَسمعُ قَطراتِ الدم تلكَ في تَساقُطٍ مُتسارِع.. بَحثتُ عَن قابسٍ لِأُنيرَ المَكان فمشيتُ مُتلمِّساً الجِدار.. وأَنا أتحسَّسُ المِقبض إذا بِجسمٍ غريبٍ يَرتطِمُ بِجسدي جاثِياً عَلى الأَرض.. فتحتُ الأَنوارَ لِيتراءى لِي وَجهُه.. لحظة واحدة.. لانس؟!



    وهكذا نصلُ الى ختام جزئنا السابع -w-
    على أمل أنّ النهاية ستقتلكم حماساً XDDD
    في الجزء القادم
    عودةُ دارك من رحلته
    تُرى هل وُفق في استعادة ذكرياته
    أم انقلب مجرى الأحداث؟!
    تابعوا لتعرفوا -w-
    الجزء الثامن تحت عنوان
    ..//|*|~مأساةٌ تلاها دفئٌ واستغراب~|*|//..
    إلى لقاءٍ آخر~

    التعديل الأخير تم بواسطة Michelle Kris ; 17-10-2014 الساعة 09:12 AM

  17. #37

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميد مشاهدة المشاركة
    وعليكم سلام
    في البدايه اعتذر عن تاخيري بفك الحجز ( شويت ظروف )
    المهم ما اقول الا ما شاء الله و تبارك الرحمن الرحيم
    قريت الجزء الاول وزاد حماسي للقراءة باقي الفصول
    بدايه مرعبه خصوصا ان كنت مع الخيال xd
    بصراحه ما تخيلت يكون فيك ميول اجراميه اختي ميشا
    سرد بتلذذ على نغم اهات عذاب ضحايا اعطى صوره شريره
    متاكد انك بيوم راح تتفوقين على زعيم الاشرار xd
    الله يسعدك ويحفظك
    ولي عوده للتعليق على الفصول الاخرى
    واكرر اعتذاري عن تاخير
    ~

    أهلاً وسهلاً بعودتك جنرال :""")
    ولا داعِيَ للإعتذارِ أبداً ولكَ كل الوقتِ للقراءة ^_^
    هههههههههههههه لالا بالعكس انا اجرامية بحته XDDD
    جانبي الشرير الخبيث لا يظهر الاّ في الروايات *W*
    وبارك الله فيك على الإطراء :"")
    وبإذن الله سننتصر على الزعيم ونسرق عرشه لنتربع عليه XDD
    ومرحباً بكَ جنرال في أيّ وقت :""")
    دمتَ بود~

  18. #38

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    قلبي توقف =___=

    يا فتاة أنا بالكاد أستوعب ><""

    كيف وصل إلى بيته و ما علاقة لانس ؟

    ثم ماحصل في الشجار و رحلة الأمازون أيعقل أن يكون كل ذلك حلم ؟

    @_@

    حتى الآن لازلت أعاني من الصدمة و الشكر لكِ XD XD XD

    ولكن استمتعت كالعادة و لم ألمح خطأً هنا حتى همزات الوصل

    أتطلع للفصل الثامن و المانجا بشغففف

    +

    ارسمي لنا الشخصيات XD XD

    تحديدًا لانس و العم و والدا دارك :"$

    بي شغف لرؤيتهم ^^"

  19. #39

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~

    قلبي توقف =___=
    بسمِ الله! ماذا ستفعلينَ في الجزءِ القادمِ إذاً XD
    يا فتاة أنا بالكاد أستوعب ><""

    كيف وصل إلى بيته و ما علاقة لانس ؟

    ثم ماحصل في الشجار و رحلة الأمازون أيعقل أن يكون كل ذلك حلم ؟

    @_@

    حتى الآن لازلت أعاني من الصدمة و الشكر لكِ XD XD XD
    ههههههههههههههههه تباً لي ولصدماتي XDDD
    + أجل سيتبين لكِ في الجزءِ الثامنِ ما حصل :3
    ولكن استمتعت كالعادة و لم ألمح خطأً هنا حتى همزات الوصل

    أتطلع للفصل الثامن و المانجا بشغففف
    الحمد لله أنّني تخلصت منها والفضلُ لكِ غاليتي لتنبيهي عليها دائماً :""")
    +

    ارسمي لنا الشخصيات XD XD

    تحديدًا لانس و العم و والدا دارك :"$

    بي شغف لرؤيتهم ^^"
    سأفعلُ بإذن الله
    وأَنا كذلك أتطلعُ لأُريكم كيف يبدون :$
    شُكراً جزيلاً لكِ غاليتي

    الجزء الثامن بعد دقائق~


  20. #40

    الصورة الرمزية Michelle Kris

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المـشـــاركــات
    1,709
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~|بينَ البراعمِ والتويجات دماء | في روايةِ الروحِ المُظلمة || Darken Soul |~


    عُذراً على التأخير! ><""
    لكن الجزء طويل -w-
    أتمنى أن تستمتعوا به :"")
    +
    تمت إضافة أول رسمة خاصة بالجزء *^*
    ان شاء الله الاجزاء القادمة كذلك ستحوي رسماتٍ خاصة بها :"")


    الجُزء الثامِن..//|*|~مأساةٌ تلاها دِفئٌ واستغراب~|*|//..
    //
    ..
    بَحثتُ عَن قابسٍ لِأُنيرَ المَكان فمشيتُ مُتلمِّساً الجِدار.. وأَنا أتحسَّسُ المِقبض إذا بِجسمٍ غريبٍ يَرتطِمُ بِجسدي جاثِياً عَلى الأَرض.. فتحتُ الأَنوارَ لِيتراءى لِي وَجهُه.. لحظة واحدة.. لانس؟!
    //
    ..
    فتحتُ عَينيَّ لأستفيقَ مِنْ كابوسٍ لَم أَشهد لهُ مثيلاً ولا نظيراً.. كان قَلبِي يَخفقُ بسرعةِ الأُسودِ فكادَ ينكسِرُ مُتحطِّماً لِأشلاء مِن رماد.. وَضعتُ يداً عَلى جَبينِي وَالأُخرى أَمسَكتْ بِقمِيصيَ الدّامِي ناحِيةَ قَلبي فِي مُحاولةٍ فاشِلةٍ لِأُخلِّص نَفسِي مِنْ كُلِّ تلكَ الأَفكارِ الّتي اجتاحَتْ عَقلِي تِلكَ اللحظَة.. صَوبَ ساعةِ الحائطِ وجّهتُ نَظرِي فَكانتِ السادِسة والنصف صباحاً.. نهضتُ مُباشرةً وانطلقتُ نحوَ الحمّامِ فغطستُ فِي حوضٍ شبهِ باردٍ عَسى أَنْ يستيقظَ جَسدِي مِنْ غَفوتِهِ وتتجمّد أَفكارِي قَليلاً.. خَرجتُ بَعدَ ساعةٍ وانتهيتُ مِنْ حَزمِ أَغراضِي للرِحلةِ الأَخيرة..
    //
    ..
    سَلّمتُ عَلى عَمِّي واتّجهتُ صَوبَ طائرةٍ خاصّةٍ جَهّزها لِي بِنفسِه.. عُدتُ إلى طوكيو أَخيراً وَجبلُ فوجِي كَان المَكانَ حَيثُ اتّجهت نحوَهُ قدمايَ مُباشرة.. كانَ التاريخُ قد صادَفَ الخامِسَ والعِشرينَ مِن شهرِ دِيسمبر والساعةُ انطبقتْ عَقارِبُها على الخامِسةِ مساءً..
    //
    ..
    أَحسستُ بالراحةٍ وأَنا أَصعدُ الجَبل ومَنظرُ الثلوجِ المُتراكِمةِ على القمّةِ يلوحُ أَمامِي والدُّنا تعصِفُ برداً ناحِيةَ جَسدِي.. لَمحتُ المَنظرَ حَيثُ أنا وَاقِفٌ بِمُفردِي والنّاسُ كالنِمالِ يبدونَ فِي الأَسفل.. إستَدرتُ ناحِيةَ القِمَّةِ حَيث وطأتْ قَدمايَ البُقعةَ المطلوبة.. إِلتقطتُ الزُّمردة المُلتحمةَ مِنْ حَقيبَتِي ِليبدأَ بالإشعاعِ حالاً بذاكَ اللونِ الأخضرِ شديدَ اللّمعان.. فإِذا بالأرضِ تهتَزُّ بِشِدَّةٍ لِتُخرِجَ مِنْ باطِنِها مِنصَّةً حجرِيَّةً قديِمة..
    //
    ..
    إقتربتُ ناحِيتها واضِعاً الحجرَ الزُمُرُّديَّ خاصّتِي في المكانِ المَطلوبِ فإذا بالعِباراتِ تصطفُّ واحِدةً تِلوَ الأُخرى: "((نحلمُ ونبحثُ في العقول، والأحلامُ لاتفهمُ مانقول، ولا نستطيعُ إلاّ أن ننسى، في عالم أحلامِ المأسى،. ستستمِرُّ الأحلامُ بالظهور، والأفعالُ تقومُ بما في ذِهننا يجور، والطريقُ لا يشعُّ إلاّ بالنور، الّذي علينا فتحُ بابهِ الّذي يدور،. ستنطلقُ الأضواءُ في طريقك، وتنوّرُ لكَ مسلكك، ولاحاجةَ للقلق، فالرُعبُ قد زالَ وإنطلَق،. والآن بعد أن فتحناه، سيتبيّنُ الطريقُ الّذي بنيناه، لتسيرَ عليهِ إلى أن تصلَ إلى مبتغاك، وتنطلقَ إلى حيثُ تريدهُ قدماك))" واكتملتْ أَخيراً:"(( بِصُحبةِ رَفيقِك ))"..
    //
    ..
    صَدمةٌ أَوقفتنِي فِي مَكانِي صامِتاً.. إِشتدّتِ الرّياحُ فأطاحت بي أَرضاً.. جَثيتُ عَلى رُكبتَيَّ مُحطماً وَعينايَ اتّسعتا حدَّ الجُنون.. وَعقلِي سينفجِرُ كالبالون.. نُورٌ ساطِعٌ بَرقَ أَمامِي فأُغمِي عَليَّ جرّاء الصدمةِ خائرَ القِوى.. فَتحتُ عَينَيَّ لِأستشعِرَ الأَلمَ حَيثُ اختفَتِ الزُّمُرُّداتُ عائِدةً إِلى حَيثُ كَانَت.. ثُمَّ أَحسستُ بِألمٍ حادٍّ فِي رأسِي كأنَّ أَحداً ما أَجرى لِي غَسيلاً لِدماغِيَ المُتجمِّد..
    //
    ..
    نَهضتُ وقد اكتَسى وَجهِي بِعلاماتِ الغضبِ والاكتئابِ الحاد.. عاوَدتُ السَيرَ نَاحيةَ قَصرِي حَيثُ حَفرتُ لِمشاعِري قَبراً أَضعُها فِيهِ وإلاّ لَماتَ الجَمِيعُ جَرّاءَ خُروجِ الوَحشِ فِي داخِلي.. كَان صُعودُ الجَبلِ سَهلاً إذاً لِمَ أَشعُرُ بِأثقالٍ عَلى كَتِفَيَّ مُستقرُّها الآن..؟ جَلستُ تَحتَ ظِلِّ شَجرةٍ مُحدِّقاً ناحيةَ الغُروبِ أَمامِي والدِّماءُ تتساقطُ مِن مُقلتَيَّ بِحُرقةٍ شَديدة..
    //
    ..
    أَمامَ عَينيَّ جَدولٌ يجرِي فِيهِ الماءُ مُسرِعاً.. ذهبتُ ناحِيتَهُ فاغتَرفتُ بيديَّ غُرفةً ورميتُها عَلى وَجهِي كَي أَستفيقَ قَليلاً مِن هَذا الّذِي أَراهُ أَمامِي.. حَشائِشٌ وَرياحينٌ وَعِطرُ الزُهورِ المُختلط بِعبيرِ القدّاحِ وَنسيمِ الهواءِ الباردِ ذاك الّذي ارتطَمَ بِجسدي.. نَحنُ فِي الشِتاءِ إِذاً ماذا أَرى؟! صَفعتُ وَجنتِي قائِلاً "عُد إلى رُشدِك!".. هَكذا صَرختُ وأَنا أَضرِبُ جِذعَ الشجرةِ بيَدِي وَندفاتُ الثلجِ قد كَستْ كِليهِما.. وَقفتُ فإذا بِألمِ رأسِي يَعودُ وذِكرياتٌ مِن طُفولَتِي تَستعِيدُ عافِيتها.. أَنا أعلمُ بِأنّها الذِّكرياتُ ذاتُها ولكِنَّ أَلمَ رأَسِي غَيرُ طَبيعيٍّ إطلاقاً.. فِي حالتِيَ المُزريةِ تِلكَ حاولتُ السَير وأنا لا أَدرِي أَكُنتُ أَخطو بشكلٍ مُستقيمٍ أَم كان جسَدي يتهاوى على صفحاتِ الثلجِ الأبيضِ ذاك..؟
    //
    ..
    فِي الواقِع.. كُنتُ قَد جَثيتُ عَلى رُكبتَيَّ وأنا لا أَشعُرُ بِعصبٍ يتحرّكُ مِنْ جَسدِي.. رَأسِي يكادُ ينفجِر، لا أُريدُ سماعَ أَيِّ صوتٍ إِطلاقاً.. نَظرتُ صَوبَ السّماءِ الأُرجوانيّةِ المُلبّدةِ بالسُحبِ السوداءِ الداكِنة بعَينينِ تعصّبتا بِشكلٍ أَعمى وجسَدِي قد فَقدَ الإِحساسَ رُبّما..
    //
    ..
    فِي تِلكَ اللحظاتِ المُزرية، إذا بِي أَرى طائراً صَغِيراً التَهمهُ صَقرٌ جارِحٌ كَما التَهمنِي الغَضبُ فجأةً فبدوتُ أحمَقَاً وجبَةً سائِغَةً يتلَذّذُ بطعمِها غضبِي المُنفجِر.. نَهضتُ بَعدَ استِجماعِي لِقِوايَ وحاولتُ إكمالَ طَريقِي.. سِرتُ مُنتصِبَ القامةِ أَخيراً.. لَيتَ الدّهرَ يأخذُني إلى حَيثُ أشتَهِي ويترُكَني فِي هُدوءٍ ورخاءٍ واطمِئنان.. لكِنَّ الدهرَ ليسَ هكذا، فالدهرُ لا يترُكُ أحداً بِسلامٍ وأمانٍ حَتّى يُحطِّمَهُ جسديّاً ونفسِياً ويترك الدموعَ تسيلُ على وجههِ فالدهرُ يفعَلُ بالنَّاسِ ما يشتهِي..
    //
    ..
    أَنا مُرهق.. أُريدُ الوُصولَ إلى قَصرِي بأَقصى سُرعة.. أَسيرُ فِي طَريقِ عودتِيَ الحزين مُتأمِلاً فِكرِيَ المسكِين.. لَقَد سَئمتُ السَّيرَ حقَّاً.. لَم أعُد أتحمَّلُ السيرَ خُطوَةً أُخرى علَى قَدمَيَّ هاتَين.. رَكِبتُ مِزلاجَيَّ السوداوَينِ وانزلقتُ عَلى الجَليدِ بِسُرعةِ البرقِ إذ يُجاريهِ الرعد..
    //
    ..
    كانَ الثّلجِ يُغطِّي المكانَ ويأسُرُهُ فِي بَحرٍ مِن البياضِ اللّامُتناهِي.. وأنا فِي تِلكَ اللحظاتِ الغريبَةِ مُتقلِّبَةِ المِزاج شَعَرتُ بالرِّياحِ تَعصِفُ بِجسدِي وفَقدتُ السيطَرَةَ على حَركاتِي.. لَمْ أَلحظ نفسِي إلاّ وهِيَ مُتهاويةٌ على الأرضِ جاثِية، وكاحِلي ملوِيٌّ بِشِدَّة.. حاوَلتُ مُعالجَةَ هذا الألمِ لكنَّنِي كُنتُ مُنهارَ القِوى تمَاماً.. نظَرتُ إلى السماءِ مِن هَذا السَّفحِ العظيمِ الّذي سقطتُ فِيهِ فرأيتُ الشَّمسَ تنوِي الرَّحيلَ وتركَ القمرِ ليُتِمَّ مهمَّتهُ فِي إنارَةِ هذا العالمِ الأسودِ الدّاكِن..
    //
    ..
    نَهضتُ مُستجمِعاً قوّتِي خالِعاً حَقيبتِي مُلقِياً بِها أرضاً.. بالطبعِ لَن أَصِلَ الليلةَ إلى قَصرِي فاتّخذتُ قَراراً بالتّخييمِ عَسى وَلو أَرتاحُ مِن صَرخاتِ الضوضاءِ فِي طوكيو وتَستقرّ أَفكارِي فِي أماكِنِها وَيعودُ عَقلِي إلى الواقِعِ المَرير.. حلَّ الليلُ وأَنا جالِسٌ فِي عُزلتِي قُربَ تِلكَ النِّيرانِ الحمراءِ المُلتهِبةِ أتأمَّلُ روعةَ القَمرِ وسِحرَ النُجوم.. كانَ الجوُّ بارِداً لكِنَّ المشهدَ أَمامِي كانَ دافِئاً للغاية..
    //
    ..
    بقيتُ أَتأمّلُ ما تراءى لِناظِري لِمُدّةٍ طالَ الأمدُ فِيها.. حَذبتُ بذِراعَيَّ قدمَيَّ ناحيةَ جِذعِي وَدَفنتُ رأَسِي أَعلاهُما.. أَنا وحيد.. لَا أَظُنُّنِي سَأرى ذِكرياتِي عائِدةً إِليّ.. كَيف لا وأَنا القاتِلُ الأَسودُ الّذي عاشَ طُفولتهُ فِي أَحضانِ العُزلة.. والآنَ سَأعودُ إلى صَيدِ المُجرِمين تَحتَ هَدفِي بِتخليصِ الكونِ مِنْ أمثالِ مَنْ عِشتُ فِي السجنِ مَعهُم.. هَكذا استمرّتْ أَفكارِي وانتشرتْ بَينَ النُجومِ حَتّى استسلمتُ للإرهاقِ فدخلتُ خَيمتِي بَعدَ إِخمادِي للنيرانِ الهائِجةِ وغفوتُ إلى نومٍ عَميق..
    //
    ..
    إستيقظتُ فِي اليومِ التّالي على بَريقِ الشَّمسِ اللّماعِ يتغلغَلُ الخَيمةِ إلى عَينَيَّ حيثُ أزاحَ جفنَيَّ وجعلَني أنهضُ بِبُرود فِي هذا الصَّباحِ الكئيبِ هُوَ الآخَر.. غَسلتُ وجهِي وتناولتُ بعضَ التُّفاحِ الأحمرِ فنهَضتُ لِأُعيدَ خَيمَتي إلى حَقيبتِها وهَمَمْتُ بالرَّحيلِ مِنْ هُنا أَخيراً.. لَقدْ زالَ الألمُ عَنْ كاحِلي فسِرتُ على قدَميَّ عائِداً لِأُقابِلَ قَصرِيَ الحزين ..
    //
    ..
    كُنتُ قَدْ ركّنتُ درّاجتِي النّاريةَ حِينَ عُدتُ أَمس إِلى طُوكيو فِي مَوقفٍ لِأَعودَ بِها.. فَحينَ وَصلتُ كَان الزّمنُ حَيث فيهِ الطُيورُ تستفيقُ مِنْ نَومِها.. رَكِبتُ الدّراجةَ عَلى عجلٍ وكان النّاسُ فِي المَدينةِ خائفِينَ مِن عَودتِي المُرّة.. لقدَ عادَ دارك روبرت ميريوفا إلى طوكيو، عادَ قاتِلاً عَديمَ الرحمةِ قاسِيَ القلبِ مُتعطِّشاً لِدماءِ ضحاياه القادمين.. تعرّفَ الجميعُ مِمّنْ رآنِي على هَيئتِي بِلمحِ البصرِ ولم يعرِفوا إِنْ كانوا قَد سَمِعوا خَبراً أسوأ مِن عَودةِ القاتِلِ الأسودِ إليهمِ أم لا..
    //
    ..
    وَطأتْ قدماي مَقبَرةَ أحلامِي البائِسة أخيراً، قَصري الأَسود الّذهبِي! دخَلتُ حديقَةِ القصرِ ورَكَّنتُ درَّاجتي فِي المرأبِ قبلها.. كانَتِ الحديقَةُ مُغطَّاةً بالثُلوجِ البيضاءِ النَّاصِعَة فَلمْ تكُن مُناسِبةً لِعودَتيَ الحزينةِ البائِسة.. تجوَّلتُ فِي الحديقَةِ البيضاءِ تِلك وذهبتُ صَوبَ زهرَتِي السوداء الّتي تسخَرُ الآنَ مِن فشلِيَ فِي رحلتيْ بِكل تَأكِيد..
    //
    ..
    وَصلتُ إليها فرأيتُها تُشِعُّ ببرِيقِها الأسودِ اللَّماعِ فارِشةً تُويجاتِها كأنَّها فِي الرَّبيعِ لا الشتاء.. أمسَكتُ بِساقِها الأحَمرِ حَيثُ أشواكها السَّوداء الحادّةُ جاذِباً إيّاها ناحِيتي فبدأتُ أُحدِّقُ فيها وعَينايَ تَشتعِلانِ غضباً وسعادَةً بِرُؤيتِها، لا أَدري كَيف ولكِنني كُنتُ مُتقلِّبَ المزاجِ حِينها.. قَبَّلتُ تويجاتِها السوداء بَعدَ استِنشاقِي لِعطرِها الجَذَّابِ ذاكَ قُبلَةً فَرَّغتُ فِيها كُلَّ غضبِي وألمِي داخِلَها فكانتِ المقبرةَ ذاتها الّتي عَنيتُها سابِقاً.. ترَكتُها مُبتعِداً عَنها وذهبتُ عِندَ النّافورةِ الأَزليّة مُمرِّراً يدَيَّ فِي مِياهِها البارِدةِ الّتي لَمْ تتجَمَّدْ بَعد وبدأتْ يَدايَ تَخْدَران مِن شِدَّةِ بُرودَتِها والآلامُ تتسارَعُ إلى قَلبي مُعلِنَةً أنَّهُ ساحَةُ إنفِجارِها القادِم..
    //
    ..
    بَقيتُ هُناكَ فِي الحديقَةِ آخُذُ أنفاساً عَميقَةً عَلَّني أرتاحُ قليلاً مِن هذهِ الآلامِ الحزينة.. تأمّلتُ بِعُمقٍ جمالَ الثلجِ المُتساقِطِ بخِفَّةٍ على الأرضِ كالريشِ النَّاعِم حِينَ يسقُطُ مِنْ جسَدِ الطُيُورِ فِي الأعالِي.. هَكذا بَقيتُ حوالَي رُبعِ ساعَةٍ هُناكَ فِي الحديقَةِ الخَلفِيَّة.. ثُمَّ باشَرتُ بالنُهُوضِ ذاهِباً إلى داخِلِ القَصرِ الفارغ.. مَشَيتُ فِي إستِقامَةٍ وفَتحتُ بابَ القَصرِ الحَزينِ بيَدَيَّ النحيلتَين الشاحِبَتين مُستعداً لِتفريغِ أحزانِي داخِلَه..
    //
    ..
    ما أنْ وطأتْ قَدمايَ الأرضَ حَتَّى هَبَّتْ مَوجَةٌ مِنَ الرِّياحِ البارِدة تغلغَلَتْ بينَ خُصلاتِ شَعرِيَ الأسودِ وجعَلَتْ جَسدِي يرتعِشُ برداً مِن شِدَّتِها.. أَلقَيتُ تحيّةَ الوداعِ عَلى أحزانِي فِي القصرِ مُخبراً إيّاها بأَنْ تتجَوَّلَ فِي القصرِ لِتترُكَ قلبِي وشأنَ.،. نفضتُها مِن قلبِي بأنفاسٍ عمِيقَةٍ مُتتالِيةٍ زفرتُها حَيثُ شعرْتُ بالّراحَةِ أكثَرْ.. فتَركَتني ببُرودِ ومَشاعِرِ الوحشِ السابِق عائِداً إلى رُشدي وطبيعَتي كَما كُنتُ قبلاً بارِداً غيرَ مُهتَمِّ لِأيِّ شيء.. لِأيِّ شيء..
    //
    ..
    تَجوَّلتُ فِي أَرجاءِ القصرِ الذابِلِ فِي صفحاتِ الدهرِ القاتِلة.. مرّ وَقتٌ لَمْ أَتجوّل فِيه هُنا، كَثيرةٌ هِي الغُرفُ الّتِي هَجرتُها.. دَخلتُ فِيها واحدةً تِلوَ الأُخرى وَكانتِ الدُنيا قَد مَاتتْ فِيها كُلّها.. أَخيراً وَصلتُ إِلى غُرفةِ أَبويَّ الّتي لَم أَتقرَّبْ مِنها بَعد وَفاتِهِما.. أَخذتُ المِفتاحَ وبِصُعوبةٍ فَتحتُهُ إِذ أَنَّنِي أَعلمُ عِلمَ اليقين.. بِأَنَّ دُموعاً قد انهَمرتْ على وَجنتَيَّ مُذ أَمسكتُ بقَبضةِ الباب..
    //
    ..
    كَانتْ غُرفةً دافِئةً رُغمَ أَنَّ لا مِدفئةَ فِيها.. صورَةُ أَبِي وأُمِّي الموضوعَةُ عَلى الرفِّ كَانت لَطيفة.. فَتحتُ أَلبوم الصُّورِ عَلِّنِي أَستعيدُ بَعضَ ذكرياتٍ قَد نَسيتُها.. حينَ فَتحتُ القُفل.. تراءَتْ لِي صُورةٌ ثُلاثيّة لَنا حِينَ وِلادَتِي.. قلّبتُ الصفحاتِ حَتّى ارتسمتِ البسمةُ عَلى وَجهِي لِرُؤيتِهِما أَخيراً.. كُنتُ قد نسيتُ شكلَ وَجهِهِما المُضيءِ تقريباً، حَمداً للهِ أَنّ هذهِ الصُور.. لا تَزالُ مَوجودة.. حِينَ وَصلتُ إِلى الصّفحةِ الأَخيرة، إِذا بِبطاقةٍ بَيضاءَ ترمِي نَفسَها على الأَرضِ فجأة.. إلتقطتُها بِيدي وَإِذا بِي أَرى اسمِي مَكتوباً عَليها.. فتحتُ البِطاقةَ لتترتّبَ أَمامِي الحُروفُ مُبيِّنةً ما جاءَ فِي نَصِّها..
    //
    ..
    ((نَعلمُ أَنَّكَ ستفتحُ هَذا الأَلبومَ يَوماً ما، عَزيزنا دارك.. لقد قدّمتَ لَنا بِهذا أَفضل حَياةٍ تمنَّيناها وكُنتَ أَفضل ابنٍ قَد نتمنّاهُ يوماً.. نُحبُّك.. والِداك)).. حُزنِي وبُكائيَ الصامِتانِ جرّاءَ هَذهِ الأَسطُرِ القَليلةِ كادا يفطِرانِ عَقلِي إلى نِصفَين.. جَثيتُ عَلى سَريرِهِما الدّافِئِ وأَلمُ صَدري يَكتُمُ أَنفاسِي.. ماذا أَفعلُ لِمَعرفةِ مَنْ أَبعدكُما عنِّي..؟ ماذا أفعل..؟ ماذا أَفعل..؟
    //
    ..
    أَخذتنِي غَفوةٌ أَفقتُ مِنها بَعدَ فترةٍ فانطلقتُ صَوبَ الحمّامِ كَي أُريحَ أَعصابِي وَجسدِي فِي مياهٍ دافئةٍ فأَنتهِي لِأَرى عَلى التِّلفازِ أَنَّ مُؤتمراً عِلميّاً قَد بدأَ لِتوِّه.. بدّلتُ ثِيابِي وذهبتُ مُسرِعاً نَحوهُ فَدخلتُ وَإِذا بِي أَراهُم قَد بدأوا النِّقاش.. نَظرَ الجميعُ ناحِيَتِي فَهلعُوا فَرفعتُ يدَيَّ أَنْ لا سِلاحَ مَعي.. إلتَقطتُ أَنفاسِي أَخيراً فإذا بِعَينيَّ أَفتحُهُما لِأَرى تِلكَ العالِمة.. ماليسّا.. تَلاقَتْ أَعيُنُنا فابتَسمَتْ قائِلةً: "عُدتَ أَخيراً"..
    //
    ..
    تعرَّفتُ على بعضِ الحاضِرينَ مِمَّنْ لَمْ يَهلعُوا لِرؤيَتِي إِذ أَنَّهُم كانُوا مَعِي فِي المُؤتمرِ السابِق.. كانَ هَؤلاءِ يَنظُرونَ ناحِيتِي فَعلِمتُ مَطلبهُم.. مَاذا جَرى فِي الرِّحلة..؟ صَعدتُ المِنصَّةَ وأَلقيتُ كَلماتِي فِي الهواءِ قائِلاً: "عُذراً عَلى المُقاطعة.. مِمَّا لا شكَّ فِيهِ هُو تساؤلُكم الحادُّ حَولَ كَونِي نَجحتُ فِي رِحلتِي أَم لا؟ حَسناً.. لقَدْ فشلتْ"..
    //
    ..
    صُعِقَ الحُضورُ جرّاءَ العِبارةِ الأَخيرة فتابعتُ حَتّى أَنهيتُ كَلامِي أَن: "كانَ السّببُ فِي الخِتامِ واضِحاً جلِيّاً.. كُنتُ وَحيداً فِي رِحلَتِي تِلك، وَكان مِنَ المُفترضِ أَن أَصحبَ رَفيقاً مَعِي للعُبور.. هَكذا اختُتِمتِ المسأَلة، شُكراً لإِصغائِكُم".. تنازَلتُ عَنْ مَجلِسي وأَخذتُ أَنسحِبُ مِنَ المنصَّةِ شَيئاً فَشيئاً.. خَرجتُ مِنَ القاعة وأَنا أَنظُرُ ناحِيةَ السّماءِ فَخجلتِ الشّمسُ واتّخذَتْ مِنَ العتمةِ غِطائها فأَتى القَمرُ..
    //
    ..
    "دارك، تمهّل!" مِنْ وَرائِي تَردّدَ صَوتُها فاستدرتُ لِأَرى ماليسّا تنهتُ مُحاوِلةً أَخذَ بَضعَ أنفاس.. تنهّدتُ بضحكةٍ خفيفةٍ قائِلاً: "أَكُنتِ تتبعينني؟" فأجابتْ بصوتٍ مُتقطعٍ: "أَجل، كُنتُ أَودُّ إخباركَ بشيءٍ قَبل رَحيلِكَ ولكِنَّ الشّجاعة لم تُسعِفنِي حِينَها".. نَظرتُ لَها باستغرابٍ مُنتظِراً لَفظَها لِما فِي قَلبِها فنَطقتْ قائِلةً: "رِحلتُكَ لَنْ تكونَ هَباءً مَنثوراً، أَنا واثِقةٌ بِأَنَّكَ تَفهمُ مقصدَ كَلامِي يا دارك.. شُكراً لكَ على كُلِّ مُخاطرتِكَ بحياتِكَ لأَجلِ إثباتِ صِحّةِ ما تَناقشنا بِشأنِهِ لِفتراتٍ طِوالٍ ماضِية".. كَلِماتُها عَذبةٌ مُلحّنةٌ كما كلِماتُكِ يا أُمِّي.. وجّهتُ نَظرِي صوبَ عَينيها المُختبِئتينِ خَلف تِلكَ النّظاراتِ اللامِعةِ قائِلاً: "أَشكُركِ جَزيلَ الشُكر، آنِسة كريستابيل"، "عَفواً.." أجابت على مهل..
    //
    ..
    نَظراتُها كانتْ تُوحِي لي بالمزيد، "أَمِنْ مُشكِلة؟" سأَلتُ قائِلاً فأجابتنِي بابتسامةٍ تملؤها الدُّموعُ أَنْ: "بلِّغ تَحيّاتِي لِلسيدة آليستيا إِنْ زُرتَ قَبرها يَوماً مّا".. صَدمةٌ وَصمتٌ عَميقٌ اجتَاحَ المكان.. أَنَّى لَها مَعرِفةُ والِدتِي؟! سَألتُها باستِغرابٍ وَفُضولٍ شَديد: "مُنذُ مَتى وُأنتِ تَعرِفينَها؟" فأجابتْ وَهِيَ تُجفِّفُ دُموعَها الساخِنة: "قَد يَبدو الأَمرُ غَريباً بَعضَ الشَّيءِ إلاّ أُنَّ والِدتِي صَديقةُ طُفولَتِها وَزميلتُها لِعشرةِ سِنين"..
    //
    ..
    تَبدِو كَتوأمِها الروحيِّ لا صَديقتها.. هذا ما تردَّدَ فِي ذِهني في تِلكَ اللحظةِ الصّادِمَة.. أَومأتُ لَها بإيجابٍ قائِلاً: "قد نَويتُ زِيارةَ قَبرَي والِدَيّ غداً، أَأنتِ مُتفرِّغة؟".. رأَيتُ الدُّموعَ تترقرقُ راقِصةً فِي عَينَيها فأَومأَت بدورِها قائلةً: "أَحقاً بِإمكانِي الذَّهاب..؟" فأَجبتُ بِإيماءٍ مُوافِقاً "سأَلتقِي بكِ في الخامِسةِ مساء الغدِ هُنا إِذا".. إنحنيتُ مُودِّعاً إيّاها فانحنَتْ بِدورِها كأَميرةٍ لا هُدوءَ لِمثيلاتِها..
    //
    ..
    سِرتُ فِي طَريقِي نَحوَ مُتنزَّهِ النُّجومِ اللامعةِ وأَنا أَشعُرُ بِقلبِي ينبِض، كانَتْ أَوَّلُ امرأَةٍ أُحادِثُها بَعدَ أُمِّيَ الغالِية.. وَصلتُ بعدَ فترةٍ مِنَ السَّيرِ مَضتْ حَيثُ دَخلتُ لِأرى أنَّ المكانَ أصبَحَ مُختلِفاً كثِيراً، رأيتُ الألعابَ والإلكترونيَّات تخترِقُ جِدارَ الطبيِعَةِ حيثُ اقتُلِعَتِ الأشجارُ فَحلَّتْ مَحلَّها الألعابُ الغَريبَةُ تِلك.. خَشيتُ أنَّهُم قَد قَضَوا عَلى مَكانِ راحَتي الّذي أقصِدُهُ لِلتَّمتُّعِ بالطَّبيعَةِ الخَضراءِ السّاحرةِ فِي جَوٍّ مِنَ الهُدوءِ فأَسرَعتُ كأنِّي أعدُو وأسِيرُ فِي آنٍ واحِد، وحِينَ وَصَلتُ رأيتُهُ سالِماً مُعافاً لَمْ يَمسسهُ ضرر..
    //
    ..
    جَلَستُ مُثَبِّتاً ظَهري عَلى جَذعِ الشَّجرةِ الكبيرَةِ حَيثُ أشعُرُ بالإسترخاءِ كُلَّما اتّكأتُ عَليها.. أبصرتُ البُحَيرةَ الزرقاءَ أمامِي ورأيتُ انعِكاسَ النُّجومِ فيها كالمَصابيحِ الصَّغِيرَة الَّتي يُحِبُّها الأطفالْ، كانَ المكانُ يَعُجُّ بالنَّاسِ وصَرخاتُ مَرَحٍ الأطفالِ داخِلَ الألعابِ لا يَصِلُ البُقعَةَ الَّتي أجلِسُ قُربَها..
    //
    ..
    تَوقَّفتُ قَليلاً وأنا أنظُرُ بِحِدَّةٍ وبُرودٍ إلى العَدَم والفَراغِ كأنَّهُما مُجرِمانِ أكرَهُهُما حَتَّى المَوت.. فِي تِلكَ الأثناءِ واللحظاتِ الصّاخِبة، لَم أشعُرْ سِوى أَنَّ يَداً تشُدُّ السُّترَةِ الَّتي أرتدِيها.. إستدرتُ ناحيةَ يَمينيْ لِأرى طِفلَةً صَغيرَةً بِعُمرِها الرَّبيعيِّ، شقراءُ الشَّعرِ ناصِعةُ البياضِ زرقاءُ العَينَين تَرتَدِي فُستاناً زَهرِيَّ اللَّونِ زاهٍ كالورد.. أصابَتنِي نَوبَةٌ مِنَ العفوِيَّةِ والحنانِ حِينَ تراءتْ لِي براءَةُ وجهِها ذاك كأنَّني أَرَى ملاكاً أَمامِي، نَطقَتْ بِصوتٍ رقيقٍ هادِئ: "عُذراً سيِّدي، أَبإمكانِكَ مُساعدتِي؟"..
    //
    ..
    إنحنيتُ مُقترِباً مِنها قائِلاً: "بالطبع، ما اسمُكِ يا صَغيرتِي؟" فردّتْ بِفرحٍ قائِلةً: "أُدعى كايتي"، "وأَنا دارك، أَخبِريني كَيف أُساعِدُكِ؟" أَجبتُها بهُدوءٍ عَميقٍ مَعَ ابتِسامةٍ طَفيفةٍ فأجابَتْ بِدورِها: "فقدتُ أَثر والِديّ، أُريدُ العودةَ إليهِما"، شَعرتُ بالأَسى تِجاهَ هذِهِ الطِّفلَةِ المِسكينةِ وكَيفَ أنَّها أضاعَتْ والِدَيها، بدأتُ أفقِدُ بُرودي فأَمسيتُ لطيفاً فِي تِلكَ اللحظةِ القَصيرَةِ مُمسِّداً على شَعرِها الذَّهبِيِّ قائلاً:"لا تقلَقِي، سنجِدُهُما.. تعالَي مَعي"..

    //
    ..
    قُلتُها وأنا مادٌّ يداً إِلَيها وعلى وجهِي نُحِتت ابتِسامَةٌ سَعيدةٌ، فقَفزَتِ الطِّفلَةُ فَرِحاً فأعطتنِي يدها، أَمسكتُ بِها وسِرنا صوبَ رِجالِ الأمْنِ الموجُودينَ لِهكذا أُمور.. كانَتْ كايتي تَنظُرُ لِغزلِ البناتِ وعَيناها تتلألأن ناحِيتهُ فاشتريتُهُ لَها فشكرتنِي ونطقت اسمِي بطريقةٍ مُضحكةٍ فتبسّمتُ بِعفوِيَّةٍ وفَرَحٍ لَم أشعُر بِهما مِن قبلُ أبداً.. وهَكذا أكمَلنا طَريقَنا ووَصلنا إلى رِجالِ الأمْنِ المُرتعِدينَ خوفاً مِن رؤيَتِها مَعِي.. "أَلم يَبق سِوى الأَطفال؟ أُتركها وشأنها أيُّها القاتِلُ الأَسود" قالَ أحدُهُم فتجاهلتُ الأَمر ورددتُ ببرودٍ متحجِّرٍ: "هذهِ الطفلةُ أضاعتْ والِدَيها وَطلبَتْ مِنِّي مُساعدتها" صُعِقَ رجالُ الأَمنِ فقالَ آخر بتردُدٍ: " حَسناً أعطِني معلوماتٍ عَن والِديها كَي نَبحَثَ عَنهُما"..
    //
    ..
    بَعدَ فترةٍ وقبلَ وُصولِ والِدَي كايتي إلى حَيثُ نَحنُ واقِفانِ عانَقتنِي كايتي مُحوِّطةً ذِراعَيها الصَّغيرتَينِ حَولَ عُنُقِي قائلةً: " أشكُرُكَ مِن أعماقِ قلبي سيِّد دارك، لَن أنسى لَكَ مَعرُوفكَ هَذا أبداً"، فعانقتُها بِدوري هامِساً: "هذا واجِبي"
    //
    ..
    إنتصبتُ واقِفاً ورِجالُ الأمنِ لا يُصدِّقونَ ما يتراءى أمامَهُم وكَيفَ أَنَّ القاتِلَ الأَسوَد لَديهِ هَذِهِ المشاعِرُ كُلها، أنَّى لِوحشٍ امتِلاكُ المشاعرِ هَكذا..؟ إلاّ أَنَّني فِي الحقيقَةِ لَستُ وحشاً كَما يظُنُّ الجميعُ على الإطلاقْ.. بعدَ ثوانٍ معدودَة، وصلَ والِداها راكِضَين مُعانِقَينِ إيّاها عِناقاً قَوِيَّاً وأَجهشتْ والِدتُها بالبُكاءِ فَرَحاً فَقدْ عادَتْ إليهَا ابنتُها.. هَمَمتُ بالرَّحيلِ والانسِحابِ كَي لا يَرانِي والِداها فيُصدمانِ إِذ يعرِفانِ أنَّني مَن ساعَدها.. فحينَ ابتعَدتُ قالَتْ والِدتُها لِرجالِ الأمنِ أنْ: "شُكراً لَكم عَلى هذا الصّنيع" فردّت كايتي قائِلةً ببهجةٍ وسُرورٍ: " لَولا السَّيدُ دارك ماكُنتُ قَد عُدتُ يا أُمِّي!" توجّهتِ الأَنظارُ ناحِيتي وأَنا أَختفِي بَين الزِّحام..
    //
    ..
    تلاشتِ ابتِسامَتِي وبهجتِي لحظةَ انبِعاثِ ذاكَ الصوتِ الّذي يتَرَدَّدُ فِي أُذني كُلَّما سَمِعتُه، كانَ حَتماً صوتَ إطلاقِ نيران.. رَكَضتُ مُسرِعاً والصَّوتُ يترَدَّدُ فِي أُذني حتى وُصولِي، كان زُقاقاً ذا مَدخَلٍ واحِدٍ ومَمرِّ ضيِّقٍ يُؤدِّي إلى الشَّارعِ الآخر.. إستطعتُ دخولَهُ وراقبتُ ما يَجرِي خَلفَ جِدارٍ يكادُ يتهشَّم.. ثلاثَةُ رِجالِ شُرطة مَعَ سَيَّارتينِ خلفهُم يحمِلونَ السِّلاحُ صوبَ مُجرِمٍ يشُدُّ على رهينَتِهِ مُوجِّهاً السِّلاحَ نحوَه.. بدأ الطرفانِ يتحدَّثان خِلالَ وَضعِي لِرصاصةٍ داخِلَ سِلاحيْ..
    //
    ..
    كاد رِجالُ الشُّرطةِ يفقِدونَ صوابَهُم جَرَّاء هَذا فلا عضَلة بإمكانِهم تحريكُها ولا أَسلِحَتهم يستطيعونَ إفلاتَها.. خَرجْتُ واقِفاً خلفَ المُجرِمِ دونَ أنْ يَشعُرَ أحدٌ بِوجودي أو بِتحَرُّكي حَتّى، وجَّهتُ سِلاحي خَلفَ ظهرِهِ مُستعِدَّاً لِإطلاقِ رصاصَتيَ المـُستدِيرة.. أطلَقتُ النَّارَ فَسقطَ جُثَّةً هامِدةً على الأرضِ لِيتحرَّرَ الرَّهينَةُ أخِيراً إلاَّ أَنَّ الشُّرطَةَ صُعِقواْ حِينَ رأواْ وَجهي فقَد مَضى وَقتٌ طَويلٌ عَلى لِقائِي بِأَمثالِهِم.. إبتَعدتُ عَنِ الزَّقاقِ فَتبِعَني أحَدُ رِجالِ الشُّرطَة شادّاً على كَتِفي بِقُوَّةٍ قائِلاً: " لِماذا فَعلتَ ذلِكَ يا دارك؟!"
    //
    ..
    إستدَرتُ ناحيتَهُ فواجهتُ عَينيهِ مُحدِّقاً فيهِما بِحِدَّةٍ وأَنا أَجذِبُ ياقتهُ بِقوَّةٍ قائِلاً: "مِنَ الأَفضلِ لَو تَقولُ شُكراً عَلى تَخليصِنا مِنه، لا تتدخَّل فِي شُؤونِي ثانيةً".. أَبعدتُ يَدِي عَنهُ فسَقطَ على الأرضِ مُرتعِشاً.. ركضَ إليهِ أحدُ الآخَرَينِ وتَبِعَنِي آخَرُ قائِلاً: "دارك، مهلاً!" توقَّفتُ مُستديراً نَحوَهُ بِصمتٍ فأكملَ كلامَهُ أَنْ: " ماذا فَعلتَ بِه؟"، رَددتُ ببُرودٍ قائِلاً: "لَم أَفعَل شَيئاً سِوى قَولِ الحَقيقة"، فصعقنِي ردُّهُ أَنْ: "دارك.. تغيّرتَ بَعدَ الرِّحلة"..
    //
    ..
    سارَ مُعاكِساً اتجِّاهِي تارِكاً إِيّايَ فِي صَمتٍ حائِراً.. مَنْ أَنتَ؟ قالها عَقلِي يائِساً.. أَزحتُ وَجهِي إلى النّاحِيةِ الأُخرى وعُدتُ إِلى حَيثُ قَصرِي وَزهرَتِي ينتَظِرانِ تربُّعِي عَلى العَرش.. تشابكتِ الأَفكارُ فِي عَقلِي والكلِماتُ الّتي نَطقها تغلغلَتْ فِي أُذُنِي حَتّى اشتدَّ وقعُها فبدأَتْ تُزعِجُنِي.. أَنَّى لَهُ مَعرِفتِي وأَنا لا..؟
    //
    ..
    الفجرُ ضبابِيٌّ غائِمٌ ماطِرٌ حِينَ أَفقتُ مِنْ نَومِي.. كَان الجوُّ جَميلاً رغمَ هذا كُلِّه، نَهضتُ فأَخذتُ حَمّاماً سَريعاً وتوجّهتُ نَحوَ الحَديقةِ لِأرى زَهرَتِيَ السَّوداءَ الجَميلةَ فشَعرتُ بِجَوِّ قارِصِ البردِ فِي الخارِج وأحسَستُ بِأنَّ الثَّلجَ كَوَّنَ لِي صُورَةً بَيضاءَ عَنْ جَمالِ هَذا البُرودِ إِذ كَوَّنَ شَخصِيَّةَ قاتِلٍ مأسُورٍ فِي جَليدٍ جَعلَ مِنهُ مَلِكاً وحِيداً بِلا مَلِكة، ولَيسَ هُناكَ مِنْ داعٍ لِملِكَةٍ فأنا مَلِكٌ فَقدتُ المشاعِرَ الدَّافِئةَ..
    //
    ..
    جَلَستُ مُتّكِئاً على أحَدِ أطرافِ النَّافورَةِ البَرَّاقةِ فِي تِلكَ الحَديقةِ الباهِتة، بدأتُ أنظُرُ إلى انعِكاسِ صورَتِي عَلى صَفحاتِ مِياهِها المُتجَمِّدةِ فَكانَتْ مِرآةً مَصقولة.. كُنتُ أَشعُرُ بِبُرودَةَ الطَّقسِ فِي ذاكَ الجَوِّ فقَدْ أحسَنَتْ فِي وَصفِ حالَتي المُتدَهوِرة.. نَظرتُ نَاحِيةَ زَهرَتِي الفاحِمة فرَأَيتُها قَويَّةً مُنتصِبَةَ القامَةِ لَم يُؤثِّر عليهَا الطَّقسُ ولا أَزالَ جَمالَ ألوانِها فلا تَزالُ بَرَّاقةً كَما عَهِدتُها.. نَهضْتُ مِنْ مَوضِعي وسِرتُ مُتَّجِهاً نَحوها، فَبدأْتُ أشعُرُ بِرَوعَةِ قُوَّتِها وصُمودِها ذاك كأنَّني أُريدُ أنْ تَكونَ هِيَ مُلهِمَتي وسَبيلَ صَفاءِ أفكارِي ..
    //
    ..
    داعبتُ تُوَيجاتِها النّاعِمة السُّود بِيديَّ البيضاءِ الثَّلجِيَّة فكانَتْ ألوانَاً مُتضادَّةً تَماماً، كُنتُ أشْعُرُ بالرَّاحَةِ وأنا أُلاعِبُ هَذِهِ التُّويجات وَهذهِ الأَشواك وكأنَّها ألعابُ أطفالٍ لا غَير.. إِرتَجفَتْ مَشاعِري وهَبَّتْ عاصِفةٌ عاطِفيَّةٌ هائِجَة حِينَ تراءى لِعينَيَّ لِأوَّلِ مَرَّةٍ مَنظَر الزَّهرَةِ وَقَدْ سَقطَتْ لِلتَوِّ تُويجَةٌ مِنها عَلى الثُلوجِ المُتراكِمة الَّتي تَغطِّي الحَشائِشَ المَيِّتة.. هَذِهِ اللَّحظة، جَعلَتْ أنفاسِي تضِيق وبَدأتُ أشعُرُ بِغصَّاتٍ مِنَ الأَلمِ تَجتَاحُ صَدرِي فِي مِنطَقةِ قَلبي غَيرِ الموجود، لِماذاَ هَذا الشُّعورُ فجأةً يا تُرى؟
    //
    ..
    بدأتُ أَتشعِرُ الأَلمَ كَما لَم أشعُر بِهِ قَطُّ فِي حَياتِي كُلِّها، على رُكبتيَّ جَثَيتُ ويَدي عَلى صَدرِي قَدِ استقرَّتْ تَشُدُّ سُترتِي أَلماً.. سائِلٌ أَحمَرُ قاتِمُ اللونِ يُلَوِّثُ مَوجاتِ الثَّلجِ الأَبيضِ أَمامِي، دَم..؟ أَجل، هَذا دَمِي! وَلكِن كَيف؟! ولِماذا؟! نَظرتُ ناحِيةَ الزّهرةِ فسَقطَتْ تُويجَةٌ أُخرى مِنْ عَرشِها مِنها وَعادَ هَذا الشُعورُ يَهُزُّ قَلبي المـَعدُوم مُجدَّداً، تقلَّبتُ عَلى نَدفاتِ الثلجِ مُحطَّماً وقَلبِي كَان يَشتعِلُ أَلماً..
    //
    ..
    إِختَفى هَذا الشُّعورُ بَعدَ حِينٍ فَذهبتُ ناحِيتَها مُتعجِّباً وعلاماتُ استِفهامٍ تحومُ فَوقَ رَأسِي.. إِلتقطتُ التُّويجَتينِ وَذهبتُ ناحِيةَ قَصرِي بَعدَ أَنْ تراءى ذاكَ الشُّرطِيُّ فِي خاطِري، سأُجيبُ عَنِ الأَسئلةِ تتابُعاً.. بَحثتُ عَبرَ صَفحاتِ الإنترنت فِي مراكِزِ الشُّرطةِ عَنْ أَيِّ دَليلٍ قَد يَقودُنِي إِلَيه، فكانَ مَنزِلُهُ قَريباً بعضَ الشّيءِ مِنْ الموضِعِ حَيثُ أَنا..
    //
    ..
    وَصلتُ فرأَيتُهُ واقِفاً خارِجَ المنزِلِ باتِّجاهٍ يُعاكِسُنِي مُحدِّقاً ناحيةَ السّماء.. إِنتصَبتُ خَلفهُ مُحوِّطاً عُنُقَهُ بِكفَّيَّ عَلى مَهلٍ فَقالَ بِعدَ ضِحكةٍ خَفيفةٍ: "أَليسَ مِنَ الأَفضلِ لَو أَخبرتَنِي قَبلَ مَجيئِكَ لِأَستقبِلكَ يا دارك؟"، أَبعدتُ يديَّ عَنهُ فاستدارَ ناحِيتِي حِين قُلتُ: "كَيف عَلِمتُ أَنَّهُما يدايَ تَحديداً؟" فَردَّ ضاحِكاً أنْ: "صِدقاً يا دارك؟! أَلا تعلمُ أَنَّهُ لا تُوجَدُ يَدانِ فِي الدُّنيا بِأسرِها بِهذا البُرودِ سِوى يَداك؟"..
    //
    ..
    نَظرَنا صَوبَ أَعيُنِنا بِصمتٍ فقالَ مُستبِقاً الأَحداثَ: "تُريدُ الحديثَ مَعِي بِأمرٍ مّا، أَليسَ كذلِك؟"، "أَجل" رَددتُ فتقدَّمَنِي نحوَ مَنزِلِه ناطِقاً: "إذاً تَفضّل مَعِي فِي غُرفةٍ هادئة".. تَبعتُهُ بِصمتٍ فَجلسنا فِي غُرفةٍ كَبيرةٍ اجتاحَ الصّمتُ والسُّكونُ مُعضَمَ مَساحتِها، بَدأتُ الحِوارَ قائلاً باستِغرابٍ وَفُضولٍ: "أَتعرِفُنِي؟ وإنْ كُنتَ كَذلك، فَمن أَنت..؟"
    //
    ..
    إتَّسعَتْ عينا ذاك الشُّرطِيِّ بِدهشَةٍ وكأنَّني قُلتُ أمراً لَمْ يَكُن عليَّ قولُه، نَطقتُ بتعجُّبٍ مُستفسِراً:"أقُلتُ شَيئاً غريباً؟"، أجابَ عَليَّ بِصوتٍ كُلُّه إستفسارات وعلاماتُ إستِفهامٍ وتعجُّب :" أنتَ تَمزَح، صَحيح؟!"، أَومأتُ لَهُ بالنَّفِي فَفتَحَ لِي فَمَهُ بإستغرابٍ أكبر وقَال مُجيباً بتعجُّبٍ قوِيٍّ على سُؤالِيَ الأولِ أَنْ:" بالطَّبعِ أعرِفُك! أنا لانس يا دارك!!"
    //
    ..

    وانتهينا أخيراً =w=
    آمل أنكم استمتعتم بالقراءة :""")
    في الجُزء القادم، ستنكشفُ حقيقةُ لانس وعلاقته بدارك أخيراً *w*
    وستنكشفُ حقيقةٌ أٌخرى ذُكرَ بعضُها في هذا الجزء :"")
    الجُزء التاسِع تحت عنوان
    ..//|*|~ذكرياتٌ تعود، وقَلبِي يتمزّق~|*|//..
    إلى لقاءٍ آخر~


    التعديل الأخير تم بواسطة Michelle Kris ; 16-10-2014 الساعة 08:38 PM

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...