مدخل : لَا يَشْتَكِيْ الدَّهْرُ لَا عِيَّاً وَلَا صَمَما .. وَسَوْفَ يَشْهَدُ يَوْمَاً بِالذِيْ عَلِما
....
قال الشاعر :
ايا أُمُّ هلاّ كشفتِ الحجابْ
وافصحتِ عمّا جناهُ البشرْ
إلامَ التزامُكِ صَمْتَ اليبابْ
وحتّامَ تُبْدِينَ هذا الخَفَرْ
أ صمتٌ؟ وقد حطَّ بُومُ الخرابْ
وادبرَ عيشٌ لنا واندحَرْ
هَلُمِّي وجودي بفصل الخطابْ
فقد حَلَّ داءٌ بنا وانتشرْ
قالت الارض :
انا الارضُ ابكي وما من دموعٍ
وما مِنْ مُواسٍ
لَدَيَّ اعتذرْ
فَرَشَتُ لكم حانياتِ الضلوعِ
وقلتُ هنيئاً لكم يا بشرْ
هواءٌ عليلٌ
ورزقٌ جليلٌ
وظِلٌّ ظليلٌ
وصَوبُ المطرْ
واذللتُ ظهري لكم في خشوعْ
فما من رُهابٍ وما من خطر
نَزَعْتُمْ ثيابيَ خُضْرَ الربوع
فما ثَمَّ الاّ صَحارٍ قِفَرْ
وكنتُ الجميلةَ مسكاً أضوعْ
فاحْدَثتُمُو فِيَّ شتّى الغِيَرْ
أَئِنُّ انينَ المريض المَرُوعْ
واذوي كما الشمع عندَ السّحر
هوائي سُخامٌ
وجَوِّي ضِرامٌ
ومائي حرامٌ علاهُ الكَدَرْ
لبِئسَ البنونُ جُفاةٌ كِذَابْ
عَدَوْتُمْ عليَّ كَعَدْوِ الذّئابْ
تُمَزّقُ ظهري بظفرٍ ونابْ
وما عاد يجدي لديّ العتابْ
هو الموتُ آتٍ فاينَ المَفَرْ
هو الموتُ آتٍ فاين المَفَرْ
....
مخرج : وَيَكْتُمُ النَّاسُ أَشْيَاءً أَمَا عَلِمُوا .. أَنَّ الزَّمَانَ يَرَى مَا كَانَ مُكْتَتَما
المفضلات