كما هي طبيعة النفس البشرية تبحث عن الجمال في كل شيء وهكذا كنت - وعلى الأرجح ما زلت - ، قبل خمس سنوات أصريتُ أن يكون سقف دورة المياه التابع لغرفتي مصممًا بالجبس ، وفشلت كل المحاولات في ثنيي عن هذا القرار الأحمق ، لكون الجبس عرضةً للتحطم بسبب النداوة إن لامسته من الدور العلوي حيث تقبع دورة المياه الخاصة به فوق خاصتي مباشرة
ولكنّ الأمر تم كما أريد وأرضى غروري الأحمق وقتها ، مرتِ السنوات الأربع بسلام ، وكلما نظرت إلى ذلك الجبس شعرت بالاعتزاز من منظره ..
قبل بضعة أيام خرجت من المشفى بسلام ، وأتت إليّ أختي تنبئني عن تصدعٌ في الجبس خاصتي متبعة كلامها بعبارة :
" كلها كم يوم ويطيح السقف !! "
إلا أني لم ألقِ لتلك العبارة بالًا وشعرتُ بالأسف تجاه الجبس الذي تشوّه منظره بسبب التصدع
الساعة الرابعة ليلًا :
قمتُ من النوم وتخطيت عتبات الغرفة إلى دورة المياه ، ولأول مرة أترك الأضواء دون إنارة خشية أن تسرق النوم من عينيّ
مرت بضع ثوانٍ ثم سمعتُ أصواتًا تصدر من السقف ولم أرعها بالي ، فتحتُ الباب وفي نيتي غسل يدي خارجًا على غير العادة ، ما إن تخطيتُ عتبته حتى تهاوى السقف بكامله محدثًا دويًا هائلًا ، حطم على إثره المرحاض والمغسلة وحوض الجاكوزي *^*
خررتُ من طولي وأنا أرى الحطام الذي استحال المكان عليه دون أن أصدق بأني نجوتُ من موتٍ محقق ومنحت حياةً جديدة
أتت أختي ركضًا تنتفض من الفزع - كانت قد رأتني وأنا داخلة لدورة المياه - ما إن لمحتني حتى تمتمت :
" الحمد لله ، الحمد لله "
دون أن تسكن ارتعادة جسدها
سجدتُ سجود شكرٍ بعد أن استوعبت الموقف، لأرى والدتي تمشط البيت بحثًا عن مصدر الصوت والذي ظنته كابل كهرباء قد انفجر xD
بعد أجزاء من الثانية تبعها والدي الذي أيقظه الصوت ذاته ، ثم استدار إلي :
" حصل لك شيء ؟ "
تمتمت وفي عيني دمعة
" ربي سلم "
تنهّد :
" فالله خير حافظًا !! "
ثم استدار إلى الصالة معيدًا ما قاله قبل خمس سنوات حول خطورة الجيبس وعُرضته للتصدع والسقوط ~
صورة السقف المبجل xD
http://imgur.com/veZkbe5
المفضلات