#فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 12 من 12
  1. #1

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    |[ بسم الله الرحمن الرحيم ]|

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أسعد الله أوقاتكم و مسَّكها بكل عبير زكيٍّ و أريج فواح

    # هي قصة أو أشباه قصة ، أو لاشيء منهما ، لكن بوضعية ما قد تحسب عليهما .

    أسميتها :
    أمل و ألم ~

    و كلي أمل و رجاء أن تمروا عليها مرور الكرام ،
    إما نقدًا أدبيًا أو تبصيرًا ، فنحن بحاجة لأن يستقيم القلم من تعطله ،،





    يتبع ~

  2. الأعضاء الذين يشكرون أثير الفكر على هذا الموضوع:


  3. #2

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    ‏‏دقات متفرقة أصدرها جهاز القلب معلنًا عن حالة السكون التى استوطنت القلب الموصول بالجهاز ..


    صوت قطرات محلول نقى شفاف تتردد من بين الثوانى بانتظام ..


    أنبوب محلول أحمر تدلى من جهاز مُعلق بجانب السرير الأبيض ..




    وهدوء احتوى الغرفة مرافقًا لأنفاس هادئة تتردد من بين شفتي النائمة على السرير ،


    استقرت باقة من زهور الأوركيد البيضاء بين يديها وهي تقترب من المسند الصغير بجانب الفراش ..


    انسلت يدها من حول الباقة تاركة إياها لتستقر بهدوء ، لتلتفت ببطء نحو الفراش الأبيض ..


    خصلاتها الرمادية تبعثرت بعشوائية فوق الوسادة البيضاء ، ولم يسلم وجهها الساكن من تمرد بعضها .







    “مرحباً أمي .. كيف هي أحوالك اليوم؟”


    خاطبتها بسعادة ..
    كانت على يقين بأن كلماتها لن تصل لمسامعها، حالها كحال مشاعرها التي استحالت الوصول إلى قلبها ..


    “لن تصدقي ما حدث لنا اليوم! كانت صدقيتي نهى تحدثنا عن مستجدات علـ….”


    ابتلعت حروفها حين لاحظت تلك العينين المتراخيتين تترقبها بنظرات الشفقة المعتادة من طرف الباب الذي نسيت إغلاقه .. بادرت بابتسامة هادئة لم يفترض بها أن تظهر من خلف النقاب لولا أن تقوس عينيها أظهرها .. ابتسم لها الطبيب ابتسامة حزينة بدوره وهو يدخل لغرفة المريضة [هاجر] .. أو كما كان مكتوبًا على البطاقة المعلقة بجوار باب الغرفة ..




    بغض النظر عن حقيقة أن والدتها فاقدة للوعي منذ الأشهر الأربعة الماضية، ومهما كان ما تتفوه به لها .. فستكون عاجزة عن استقبال أي من كلماتها أو حتى مشاعرها .. لكن ..


    سألته بصوت يكسوه التفاؤل “إذن، كيف حالها للآن؟ هل من مستجد؟ أو هل هناك ما يمكن أن أقــ….”
    قاطعها بنبرة جادة، محطمًا في مخيلتها كل قوارب التفاؤل التي كانت تعوم فيه


    “تعلمين أنها ليست قادرة على استيعاب أي مما تقولينه!”


    اكتفت بصمتها هذه المرة وغضت بصرها عن عينيه؛ لأنها خشيت أن تقرأ الحقيقة فيهما ..


    انسحب الطبيب خارجًا وتركها وحيدة تشكو لخيبتها ما جرى ..


    استسلمت لجسدها الذى أبى الذهاب ، و طاوعت رغبة لحوحة بداخلها فى سحب الكرسى القريب لتلاصقه بالفراش ، جالسة إليه بهدوء ، و أنظارها لاتزال تحتوى هذا الكيان المستلقي أمامها .








    ألقت بناظرها على جسد والدتها المهمل .. أمعنت النظر في وجهها، في عينيها اللتين لطالما اتسمتا بنظرة غاضبة تشع سخطًا مهما كانت الأحوال؛ هما الآن مغلقتان في سكون، شفتاها اللتين ما تلبث أن تفرج بينهما حتى تطلق لهما العنان ليتشكلا بأقبح السباب والشتام؛ هما الآن جافتان ساكنتان .. كان لمنظهرها هيبة حتى في حالتها تلك .. اشتعلت في قلبها جذوة حقد تجاهها، أشاحت بناظريها في محاولة لإخمادها لتسقط على كفيها.
    تلك الأصابع النحيلة ذكرتها بالرسالة التي خطتها وذكرتها بتلك الليلة ….


    ::::


    [ قبل أربعة أشهر ].


    الظلام بدأ ينقشع بنور خافت، ليتحول تدريجيًا إلى لون سماوي ضارب للسواد، الأصوات تعلو رويدًا، وخيوط الفجر الأولى بزغت لتشعر العالم بالانتعاش .. يوم جديد أتى .. وألم أتى، واختناق أتى!


    هاهي هاجر تستيقظ بعد أن داعب النور عينيها، تحرك جفنيها بتثاقل، ثم تغلقهما بقوة في محاولة بائسة لإكمال الاستلذاذ بالنوم .. هاجر سيدة في خريف الأربعين، ترملت بعد أن غرق زوجها بقاربه، وتركها مع أطفالها الستة بمفردهم .. !


    استيقظت من سريرها بتكاسل بعد أن تمرد النوم وأعلن عصيانه لها موليًا، زفرت بشدة ثم أكملت سيرها ..


    من الغرفة المجاورة ..


    الرضيع بدأ يصرخ وسلمى تستيقظ فزعة تركض إليه، تأفأفت منى ، وأخفت أمل رأسها تحت الوسادة حتى تقلل من شدة الصوت .. ياله من صباح صاخب !
    ..


    نضال وحمزة يستيقظان بعد أن علا الصراخ، وقع أقدام والدتهما يقترب شيئًا فشيئًا ونضال أصبح منزعجًا، فهو على يقين أنها لن تأتي مبشّرة بخير .. !
    فُتح الباب بشكل عنيف، وارتطم مقبضه على الجدار المجاور له من داخل الغرفة .. إنها غاضبة!
    رمقتهما بشزر، وما إن انهالت عليهما بأقبح الشتائم!


    “يا هذان! ألم تستيقظا بعد! أشنِع بهذا الكسل! .. وبالمناسبة، لمَ لم أجد كل الأغراض؟ أخالكما تريدان النوم مع الكلاب الضالة في الخارج! .. اذهبا الآن لشراء ما تبقى، فهذا آخر تحذير ..”


    ثم انغلق الباب بقوة رج بها قلبيهما .. لم ينبسا ببنت شفة، وحمزة الصغير فغر فاهه محاولاً تصديق ما سمعه! ..


    ..


    صباح اليوم كباقي صباحات ‘العائلة’ .. مظلم بشروق شمسه، صاخب وقت الهدوء، الهواء فيه يخنق، وشعاع الشمس يجلب العمى .. تغير الصباح فجأة بدفعة واحدة وفي أشهر قلائل!


    “يا لهذه الفوضى! المنزل مقرف، متخم بذرات الغبار مكتم لأنفاسي .. أين منى المتمردة التي لم تنظف هذا؟ وأين أمل التي لم تباشر بعد بغسل ملابسكم العفنة .. أطفال كسالى! .. حسبي أن أراكم تعانون في هذه الحياة لتتعلموا!”


    وتوالت عبارات التقريع مزلزلة قلوب أطفالها الستة الذين ما عادوا يرون في الحياة حياة!


    ارتمت على كرسيها القديم المهترئ، وأخذت ترتشف كوب القهوة السوداء .. شعروا بشيء من الراحة؛ فالآن وقت سكونها، ستتوقف من طرح الأوامر بشكل متسلسل، أو على الأقل ستكون بحدّ معقول! ..


    حركت خصلات من شعرها بتململ، وتمتمت لنفسها من غير تحريك للشفاه ..


    “الأيام أصبحت ثقيلة .. وصرت أقسو عليهم كثيرًا، لكن هذا التعامل مُجدٍ مع أطفال كثر وغير مهذبين .. فلقد تُركت في هذه الدنيا وحيدة ومع أعباء أثقل من استطاعتي على حملها، وحين أتأمل حالي أدرك أن التصرف بحقارة وقسوة ليس بذلك السوء .. في الواقع إنها الطريقة المثلى التي تقودني للعيش بكرامة .. لا أن أقتات على الفُتات!”
    عدلت من جلوسها، ثم تابعت
    “نعم فالقسوة هاهنا مطلب ومحال أن أتنازل عن هذا القرار .. لأجعلهم يتعلمون، وهاك بعض المتعة في المراقبة ..”


    أصبحت تعيش وحيدة في منزل يعجّ بالبشر، تلاشت الحوارات بينها وبينهم، تخاطب الهواء كل يوم فيلتصق كلامها بجزيئاته ويتحرك منفصلاً عن بعضه ثم ينعدم .. فالأوامر وتوالي عبارات التهزيء المقرفة هي الكلمات الوحيدة التي تخبرهم أنها مازالت قادرة على الكلام ..


    تقوقعت مشاعرها، ولم تبقَ سوى ملامح البؤس والسخط التي لا تفارق مُحاياها .. شحُب لونها وذبلت نضارتها، وصارت تتقيأ البؤس الماحق متمثلاً في كَرِيه العبارات ..


    ..


    الثانية بعد منتصف الليل ..


    أنوار الغرفة مطفأة كما العادة، وشعاع القمر الخافت يتوارى تحت ستار النافذة الثقيل .. لا شيء سوى الظلام الحالك يلف المكان مُظهرًا السواد الممتد إلى المالانهاية ..
    استيقظت بعد أن نخر البرد عظامها فقد نسيت ضبط جهاز التكييف سلفًا، سحبت غطاءها وتشرنقت به، وهمّت بمواصلة النوم ..
    تيار الهواء المنبعث من فوق رأسها ببضعة أشبار حرك ستار النافذة الوحيدة في الغرفة، تسللت على إثره خيوط شعاع القمر منعكسة على زجاج الساعة فعينيها تباعًا، فتحتهما استجابة لتوالي هذه الانعكاسات، ونظرت إلى الساعة المُضاءة عقاربها “هف، إنها الثانية!”، تقلبت في مخدعها يمنة ويسرة، مضت بضع دقائق ثم رفعت رأسها .. تمرد النوم الآن أيضًا!


    أشعلت مصباحًا صغيرًا في الجهة التي تقابل النافذة، نظرت إلى الستار الذي مازال يتحرك بإيقاع متزن .. “ضوء القمر ساحر” ..
    مشت باتجاه النافذة بخطى هادئة، رفعت الستار عن الزجاج المغلف بطبقة رقيقة من الغبار .. كادت أن تقذف بشتائمها بسبب هذا الإهمال غير المُبرر، لكنها انتقلت ببصرها لمصدر النور والبهاء .. “القمر مكتمل الليلة” هذا النور الذي يخرق السواد بقوة لمعانه، طاغٍ عليه رغم حجمه الصغير مقارنة باتساع الأفق .. أُسِرت عند هذا الجمال، سرحت بتفكيرها، واكتسى قلبها شيئًا من السعادة التي كانت تفقدها لأشهر متواصلة!


    تراجعت للخلف قليلاً، أخذت ورقة وقلمًا، غيرت مكان المصباح المضاء ليكون بقرب نور القمر، وأخذت تخطّ بأناملها ..


    ["اللهم انتقهم من كل أبنائي الذين لم يتعلموا في هذه الدنيا سوى العقوق"، "أتمنى أن أراكم تتعذبون في حياتكم قبل مماتكم"، "أرجو أن أراكم يومًا تعانون مع غيري لتدركوا قيمتي حينها" ..


    تلك هي الترانيم الصباحية التي تتردد على مسامعكم حتى أصبحت أشبه بالطقوس اليومية التي أمارسها عليكم ..
    كنت أرى الخوف في نظراتكم تسبق انصياعكم، الهلع لأوامري ووعيدي العالي الذي يبث رعبًا في نفوسكم ..
    وبالرغم من علمي بصعوبة ما تمرون به بسببي لكني لم أفكر حقًا ولم أقلق يومًا حول تأثير ذلك العويل في نفوسكم، فقد كنت منشغلة بالقلق على نفسي وعلى الضمير الذابل الذي بدأ يتلاشى في داخلي تجاهكم ..


    رغم كل إجرامي بكم، كنت مؤمنة يقينًا بأني الضحية بينكم!
    رأيت نفسي الأرملة الوحيدة المنسية .. وتناسيت أنكم الأيتام الضائعون بيني من جهة وبين ضنك الدنيا من جهة أخرى ..
    رأيت في نفسي التائهة الوحيدة مع مسؤوليات كبيرة، وتناسيت وحدتكم والمسئوليات المثقلة التي ألقيت بها على كاهلكم ..


    والدكم قد أحبكم كثيرًا، وكان يرى معكم سعادة كبيرة .. ولن تتصوروا كم من الآمال الكبيرة قد عقد فكره عليكم .. لطالما تحدث بالساعات دون ملل عن قدراتك الكتابية العالية يا سلمى .. وذكر لي كثيرًا كيف أنك يا أمل ستكونين الطبيبة الأولى بلا منازع .. كان يسر كثيرًا بتبادل الحديث معك يا نضال حول أسرار البحار، وكان يشعر بالفخر حين يرى اهتمامك بمواضيعه .. أراد بشدة أن يأخذك يا منى لشراء الفساتين الجديدة التي أحببتها .. كان ينتظر نهاية العام بشغف ليقتني لك يا حمزة تلك السيارة التي تريدها، وتلعب بها مع أقرانك الذين يمتلكون اللعبة ذاتها .. ورغم أنّ الفرصة لم تسنح له للتعرف عليك أكثر يا حسام إلا أنّ سعادته بوجودك في الدنيا لم يضاهيه شيء ..


    كان يتكفل بكل شيء يخصكم، كل شيء .. فحين رحل، رحل بسرعة، رحل قبل أن يخبرني ما العمل وما الذي يتوجب علي فعله من دونه ..
    فأردت أن أكون مثله، أن أعوضكم فقدانه، أن أعقد عليكم آمالًا كبيرة وأثق بكم .. خشيت أن يكون فراقه فجوة لطموحكم تمنعكم من التقدم وتحقيق شيء مما أراد ..
    فلذا عمدت القسوة في تعاملي معكم، ظننت أن تلك هي الطريقة المثلى لدفعكم على تناسي والدكم الراحل وتحفيزكم .. كان هذا همًا كبيرًا وثقلًا زائدًا على كاهلي ..
    لكن جنون التفكير ذاك لم يثمر سوى بالفشل .. تماديت كثيرًا وفشلت أخيرًا ..


    قد لا أكون أما رحيمة .. ولا صديقة وفية .. ولا حتى مربية ناجحة .. وربما لن تنفع في حالتي قصيدة أعذار متسلسلة .. ولن يوجد عذر يبرر أفعالي تجاهكم ..
    لكن بجدية وبصدق عميق أعتذر لكم ..


    أنا آسفة يا سلمى لأني لم أبادر يوماً بالاطلاع على خواطرك الأدبية كما اعتاد والدك أن يفعل ..
    أمل أنا آسفة لتوبيخي العنيف لك حين تتدنى علاماتك مع علمي أنني السبب الرئيسي لذلك ..
    نضال قد أصبح البحر وأسراره من أكبر الكوابيس التي تطارك، وأنا آسفة بني لأني لم أعرك اهتمامي يومًا .
    منى لكونك لم تنعمي بأي من الحلي الجميلة خلال سنوات، أنا جدًا آسفة يا صغيرتي ..
    انتهى العام ولم تحصل على هديتك يا حمزة، آسفة لأني لم أدّخر لك مالها ..
    حسام طفلي آسفة لعدم منحك الحب الكافي، وجعلك تفقد حنان والدَيك بدل أن أعوضك فقدان والدك ..


    لا أتوقع منكم تقبل عذري أو مسامحتي .. ولن أعاتبكم على ذلك .. لكني أتمنى بجدية أن أطوي الماضي خلفي وأفتح صفحات جديدة .. صفحات يغمرها الحب ويفيض منها حنان خالص لكم .. وسأسعى لذلك بشدة مهما كلفني الأمر، ومهما طال الدهر .. وسأظل أنتظركم، وأنتظر عفوكم ..
    وحتى ذلك الحين .. أنا أحبكم ..


    ::::



    “وأنا أحبك يا أمي” قالتها سلمى بعد أن فرغت من قراءة الأسطر الأخيرة من الرسالة، كفكفت مدامعها وأمسكت بها تقرؤها مجددًا..


    “لم أفكر يومًا أني سأغفر أفعالها تجاهنا، ولم أعتقد أبدًا أنها ستبوح ببضع عبارات تذيب جليد أعماقي وتغمرني بهذا الدفء ..
    لكنني ألمح الصدق في عباراتها .. وكنت أتمنى لو قالتها هي لنا، فأمحو تمامًا كل كلام بذيء تلقيناه من تلك الشفتين ..


    كنت مخطئة حينما ظننت أن كل شيء بيننا تلاشى إلى الأبد، لكن الحب المغروس فينا حطّم كل الظنون .. فما إن يُسقى سيزدهر”


    رغمًا عنها أيضًا .. تحركت يدها بهدوء لتحتوى يد والدتها الممدة إلى جانبها بسكون .. مستشعرة دفئها ..
    أيكون هذا الشعور هو معنى السلام .. الأمان .. الإستقرار ..!!
    هي الآن .. و فقط بتلك اللحظة التى تشد على يدها فيها .. تدرك معنى الحياة !!


    أهذه هى الحياة التى ينعم بها الأبناء ؟!
    أو ، أهذه هى الحياة التى يتطلع اليتامى لها ؟!
    هي فقط تدرك أن هذا الشعور الذى يستوطن بداخلها الآن .. يستحق !


    يستحق كل ما مضى ، و يستحق الحرب التى خاضتها مع نفسها طوال الأربعة أشهر الماضية .. هي الآن ، تدرك معنى الحياة ..


    دقات تضطرب ،

    رنين جهاز القلب يتسارع ،

    أصوات الدقات تتداخل معلنة عن حالة اضطراب ،

    جهاز القلب رنينه غدا مزعجًا .. إنه صفير الخطر !



    أغمضت عينيها بينما تكتم نفسًا عميقًا لا تستطيع تحريره ، و قلبها انقبض بانتظار رأفة الله ، انسلت أصابعها لتتشابك مع أصابع والدتها ، شادةً عليها ، تستمد منها الشجاعة التى تحتاجها الآن ..


    الآن .. بتلك اللحظة الحرجة !
    لا تصدق أن تلك الخفقات الهائجة تنبع من داخلها ، مترجمة خوفها.. لأول مرة .
    دافعةً إياها للإعتراف بتلك الحقيقة التى أنكرتها طويلاً ..


    هي تريدها إلى جانبها
    تريد أن تبدآ معًا .. طريقًا جديدًا .. حياة جديدة ..
    صفحةً جديدة !!


    يدها تتشابك مع يدها أكثر


    و رنين جهاز القلب يزداد علوًا..


    لتشد على يدها أكثر ، و تكتم أنفاسها أعمق ..


    هرولت الممرضة عبر الباب ، مسرعة نحو جهاز القلب ، ليسرع الطبيب بعد أجزاء من الثانية التالية نحو طريحة الفراش ، متفحصًا إياها بعينين ثاقبتين ..


    يدها لاتزال تحتوى يدها
    و أصابعها لا تزال تعانق أصابعها
    أنفاسها لاتزال مخنوقة بصدرها




    ما الذى يجرى معها ؟!


    " الحياة تسرى بعروقها .. شئ يدفعها للإستيقاظ "


    رنين جهاز القلب عاد ينتظم .. و صدرها عاد يهدأ ..
    لتحرر هي نفسًا عميقًا ، و ترتخى عضلاتها المشدودة ..
    تاركةً أصابعها ترتخى أيضًا من بين أصابعها .. و لكن .. !!!


    ...


    أصابعها .. تشد على يدها !!


    ~ تمت ~

    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 16-10-2014 الساعة 12:13 AM

  4. #3

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    أتت الفدية بسرعة ولمّا نستمتعْ بالتعذيب!

    لي عودة بعد القراءة إن شاء الله.



  5. #4

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    ما هذا يافتاة كمية أبداع ما شاء الله
    دمعت عيني و تحمست
    مشاعر مدفونة تفجرت
    ربي يوفقك„
    استمري

    ربي يبارك فيك وفي قلمك„
    في حفظ المولى،،

  6. #5

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    وعليكم من الله السلام ورحمةٌ منه تعالى وبركاته

    يا مرحباً بالمبدعة .. تبارك الرحمن كعادت إطلالتك لا تقل تميزاً وإبداعاً عن السابق بل في إزدياد وإبهار ماتع

    قصةٌ وأي قصة با للهول .. قصة حقيقةً فاقت تلك التي قرأتها قبل يومين التي كانت بعنوان : " رحيلٌ وأي رحيل ؟! "

    على الأقل هذه أعطتنا تفائلاً بعد الحزن العميق الذي عايشناه أثناء القراءة .. راقت لي بحق ، وأتمنى أن أرى المزيد من بوح قلمك !

    ما شدني في هذه القصة أو لنقل الفدية xD إمساك التلابيب سهلٌ جد ومتتابع ولا يجد القارء أي وقت للشرود أثناء القراءة

    أم الخطاب هنا فتبارك الرحمن أبدعتِ بوصفه ، كأنها قطعة شعرية رغم قصرها إلا أنك أفلحت بوصفها بطريقة طبيعية عميقة


    لم أفكر يومًا أني سأغفر أفعالها تجاهنا، ولم أعتقد أبدًا أنها ستبوح ببضع عبارات تذيب جليد أعماقي وتغمرني بهذا الدفء ..
    لكنني ألمح الصدق في عباراتها .. وكنت أتمنى لو قالتها هي لنا، فأمحو تمامًا كل كلام بذيء تلقيناه من تلك الشفتين ..
    كنت مخطئة حينما ظننت أن كل شيء بيننا تلاشى إلى الأبد، لكن الحب المغروس فينا حطّم كل الظنون .. فما إن يُسقى سيزدهر
    تصوير وضع الأم في المشفى كان بديعاً ، وصفٌ بطريقة جميلة حزينة ، ما جذبني أيضاً هنا .. وبما أنك من المطلعين على الروايات

    بأن بعضها يسرد لك الصورة بشكل كثيف مما لا يدع لك مجالاً للتصور والخيال ، ولكن هنا وجدت إكتفاءً بكلمات بسيطة معبرة وبصورة كافية

    تجعلك تبحر في عالمٍ آخر .. وبالختام لم أرى تعبيراً أصدق من هذا الإلتحام بين الأم وبنتها

    بوركت أناملك وجزاكِ الله الخير الكثير ...


    ~
    ~
    ~

    فــي آمــان الله

  7. #6

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    قصة مؤثرة وحزينة... واللطيف أن نهايتها أفلتت من براثن التراجيديا بأعجوبة، مع أن الكاتبة من تعرفون.

    أسلوب الوصف الجميل هو الطاغي، وهو ليس مسرفًا ولا مقترًا، وتسانده الاستعارات والمجازات وغيرها من الصيغ البلاغية التي رقيت بالنص أكثر. من أكثر ما أعجبني من ذلك:

    ابتلعت حروفها حين لاحظت تلك العينين المتراخيتين تترقبها بنظرات الشفقة المعتادة من طرف الباب الذي نسيت إغلاقه
    تشبيه الأجفان المرتخية بالباب الذي نُسي إغلاقه تشبيه بليغ جدًا.

    أحداث القصة تترك أثرًا عميقًا في النفس، حتى أن المرء قد يتساءل: ماذا كان ليحدث لو أن الأم لم تكتب تلك الرسالة قبل دخولها في الغيبوبة، أو لم تعثر ابنتها على تلك الرسالة؛ أكانت البنت ستزور أمها في المشفى آنذاك، وهل كانت يدها شبه الميتة ستجد يدًا تدفئها بغمر الحب والحنان وترجو لها أسرع شفاء وإفاقة؟

    شيء أثار فضولي بعدما انتهيتُ من القراءة، ما سبب وقوع الأم في الغيبوبة؟ سبب لم يُذكر في القصة، أو قد ذُكر وفاتتني قراءته؟

    هناك ملاحظات طفيفة أودّ ذكرها، وهي عن أخطاء قد بهتت بجانب بهاء القصة وجمال أسلوبها، لكن طالما باب النقد موجود، أرجو ألا يكون هناك مانع من أن أطرقه.

    أولاً لاحظتُ كلمتين من الكلمات الدارجة في النص، وهما "تهزيئة" و"تعيير". يمكن أن ينوب عن الأولى "استهزاء" أو "تهكم"، وعن الثانية "ضبط"، فالتعيير في اللغة الفصحى هو وصف الشخص بصفة عار، كما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: "أعيّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية".

    ثانيًا، واو العطف تلتصق بالكلمة التي تليها ولا تنفصل عنها بأي حال من الأحوال، مثلها مثل الفاء وحروف الجر الموحدة كالباء والكاف واللام.

    وأخيرًا، أودّ أن أشكر أختنا أثير على فديتها الفريدة. لا تنسي ذكر اسم سجينكِ أو سجينتكِ في موضوع الفعالية بعد استئذانهـ/ـا.




  8. #7

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    قصة مؤثرة وحزينة... واللطيف أن نهايتها أفلتت من براثن التراجيديا بأعجوبة، م
    ع أن الكاتبة من تعرفون.


    نعم إنها عاشقة قتل الشخوص القصصية XD


    أسلوب الوصف الجميل هو الطاغي، وهو ليس مسرفًا ولا مقترًا، وتسانده الاستعارات والمجازات وغيرها من الصيغ البلاغية التي رقيت بالنص أكثر. من أكثر ما أعجبني من ذلك:

    ابتلعت حروفها حين لاحظت تلك العينين المتراخيتين تترقبها بنظرات الشفقة المعتادة من طرف الباب الذي نسيت إغلاقه


    تشبيه الأجفان المرتخية بالباب الذي نُسي إغلاقه تشبيه بليغ جدًا.


    ^_^

    أخجلت أحرفنا المتواضعة

    أحداث القصة تترك أثرًا عميقًا في النفس، حتى أن المرء قد يتساءل: ماذا كان ليحدث لو أن الأم لم تكتب تلك الرسالة قبل دخولها في الغيبوبة، أو لم تعثر ابنتها على تلك الرسالة؛ أكانت البنت ستزور أمها في المشفى آنذاك، وهل كانت يدها شبه الميتة ستجد يدًا تدفئها بغمر الحب والحنان وترجو لها أسرع شفاء وإفاقة؟

    هداك الله حنونة أنا

    شيء أثار فضولي بعدما انتهيتُ من القراءة، ما سبب وقوع الأم في الغيبوبة؟ سبب لم يُذكر في القصة، أو قد ذُكر وفاتتني قراءته؟
    أممم لم أذكره صريحًا ، اعتبرتها غيبوبة فجائية نتيجة الإرهاق النفسي :"$



    هناك ملاحظات طفيفة أودّ ذكرها، وهي عن أخطاء قد بهتت بجانب بهاء القصة وجمال أسلوبها، لكن طالما باب النقد موجود، أرجو ألا يكون هناك مانع من أن أطرقه.

    بالطبع لا مانع و أهلًا به ^^

    أولاً لاحظتُ كلمتين من الكلمات الدارجة في النص، وهما "تهزيئة" و"تعيير". يمكن أن ينوب عن الأولى "استهزاء" أو "تهكم"، وعن الثانية "ضبط"، فالتعيير في اللغة الفصحى هو وصف الشخص بصفة عار، كما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: "أعيّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية".
    أممممم هل استهزاء تقوم مقام " التوبيخ " ؟

    أنا عنيت بها التوبيخ اللاذع " ديدن الأمهات
    e067" class="inlineimg" /> " + ياللهول أيعقل أن تكون كلمة عامية *0* ؟

    و عن تعيير غفر الله لي ، هذه الكلمة دارجة على لساني و لطالما وبختني والدتي عليها XD

    ومع هذا لا أتوب ، سأعدل الكلمتين بحول الله




    ثانيًا، واو العطف تلتصق بالكلمة التي تليها ولا تنفصل عنها بأي حال من الأحوال، مثلها مثل الفاء وحروف الجر الموحدة كالباء والكاف واللام.
    >_____<
    سأعدل هذه أيضًا ( أقتلني >> هذه المرة الأولى التي أسمع فيها بهذه المعلومة ) XD



    وأخيرًا، أودّ أن أشكر أختنا أثير على فديتها الفريدة. لا تنسي ذكر اسم سجينكِ أو سجينتكِ في موضوع الفعالية بعد استئذانهـ/ـا.


    العفو أخي الكريم ^_^

    استمتعنا في ضيافتكم قهوتكم ذات نكهة فريدة و فشاركم لا يقاوم >> لجذب المساجين طوعًا XD

    راسلت أحدهم - من أكثر الأقلام ألقًا - تبارك الله و أنا أنتظر رده



    Jomoon
    رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    ما هذا يافتاة كمية أبداع ما شاء الله
    دمعت عيني و تحمست
    مشاعر مدفونة تفجرت
    ربي يوفقك„
    استمري♡
    ربي يبارك فيك وفي قلمك„
    في حفظ المولى،،


    يااااه جومون ، منذ زمن لم أرى لكِ ردًا في مواضيعي

    أسعدكِ الله على لطف كلماتك

    مرورك و حده سعادة

    دمتِ بود غاليتي


    يا مرحباً بالمبدعة
    .. تبارك الرحمن كعادت إطلالتك لا تقل تميزاً وإبداعاً عن السابق بل في إزدياد وإبهار ماتع

    قصةٌ وأي قصة با للهول .. قصة حقيقةً فاقت تلك التي قرأتها قبل يومين التي كانت بعنوان : " رحيلٌ وأي رحيل ؟! "

    على الأقل هذه أعطتنا تفائلاً بعد الحزن العميق الذي عايشناه أثناء القراءة .. راقت لي بحق ، وأتمنى أن أرى المزيد من بوح قلمك !


    حياك الله أخي ^^

    أووه أحزنتك تلك

    كانت البهارات تراجيدي لذا يلزمني وضع قليل من العبرات ^^"

    ما شدني في هذه القصة أو لنقل الفدية xD إمساك التلابيب سهلٌ جد ومتتابع ولا يجد القارء أي وقت للشرود أثناء القراءة

    أم الخطاب هنا فتبارك الرحمن أبدعتِ بوصفه ، كأنها قطعة شعرية رغم قصرها إلا أنك أفلحت بوصفها بطريقة طبيعية عميقة


    سعيدة أن ارتقت إلى ذائقتك ^_^

    وسلمت على كريم مرورك ^^
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 16-10-2014 الساعة 06:36 AM

  9. #8

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    جميل لي عودة بعد القراءة ~
    ولكن أليست هذه رواية ؟! إذا كانت كذلك .. فما هو الفرق بين
    قسم اللغة العربية وقسم قلم الأعضاء ؟!

  10. #9

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

    حكاية في منتهى الروعة ♥

    الوصف الدقيق للمشاعر والأحداث أخاذ وواقعي جدا..

    ربما فقط تهت قليلا مع الضمائر في خاتمة القصة، ولكنها مع ذلك أضفت جوا رائعا من التلاحم بين الأم وابنتها ♥

    أبدعتِ كالعادة رواتي :")

    لا تتأخري علينا بالمزيد ^^ أتمنى لك تجارب سجنٍ لغوي عديدة XD

  11. #10

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    مرحبًا سوليد ^^

    هذه قصة قصيرة وليست رواية

    وعن الفرق بين اللغة و القلم سأجيبك بناء على معرفتي

    هما وجهان لعملة واحدة :$

    متشابهان في كل شيء و زاد اللغة بالسماح بالمنقول و الدروس في صفحته الرئيسية ، أما قسم الشظايا فهو كالقلم ( مايخطه الأعضاء بأنفسهم ) ^,^

    أنتظر عودتك ~

    تشيزوكو

    يا أهلًا بك غاليتي ، شرف لنا تواجدك ، و سعادة لا تقابلها سعادة أن راقتك السطور ، و عذرًا على تتويهك بالضمائر فلم أجد شيئًا غيرها الأضعه ( أظنك تهت في - ها - )

    أسعدكِ الله يا أخية :$

  12. #11

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~

    أهلا بصاحبة القلَم الأخاذ والخلاق بما يخطه وينثره هنا وهناك =)
    " ألم " وَ " أمل " .. يبدو لي عنوانا مناسبا لهه الأقصوصة
    هل ( الألم والأمل ) مثل (الخير والشر) أو مثل (النور والظلمة) ؟! هل هما وجهان لعملة واحدة ؟!
    لا يمكننا أن نعرف أو ندركـ أحدهما بدون وجود الآخر ؟! لا أدري صراحة !!
    ولعلّ اجمل شيء في هذا الثنائي هو احتواءه على محسّن بديعيّ جميل
    للغاية هو " الجناس " , بسبب تغيّر ترتيب حروفهما الثلاثة ~

    أكثر شيء يعجبني ويذهلني في كتاباتك الروائية والقصصية هو أسلوبك في الوصف !!
    وصف المشاعر , أو وصف الأماكن والجمادات !! راااااائع بحق ومن أروع ما قرأت .
    تلك الأمّ لم ترق لي أبدا وعِبتُ عليها تجرّدها من مشاعر الأمومة وجهلها لأبجديات التعامل
    مع الأبناء ! وبالطبع وجهة نظرها القائمة عى القسوة في المعاملة لتقوية أبناءها
    وتكوينهم خاطئة تماما ولا أساس لها من الصحّة !! ولكن تغيّر شعوري تجاهها بشكل تدريجي
    لما كنت أتقلب بين أسطر اعترافها بأخطاءها وتقصيرها تجاه بناتها وأولادها وهذا يعني بأنّ
    ضميرها مازال ينبض ومازال موجودا ! وبالمناسبة هذه نقطة في صالحك =)

    فالروائي أو القصصيّ الناجح والفذ هو من يتلاعب بمشاعر القرّاء ويجعلهم ينغمسون تماماً
    مع أحداث ومجريات القصة , وهذا ماحدث لي !! فأنا قد اندمجت مع القصّة لدرجة أني شعرت
    بسعادة عارمة تختلج كياني عندما قرأتُ بأنّ الأمّ قد استفاقت من غيبوبتها وشدّت على يدِ ابنتها :*
    مع أنّ القصة يغلب عليها الطابع التراجيدي النفسي إلا أن النهاية كانت رائعة ومشرقة للغاية !

    وبالختام لم أرى تعبيراً أصدق من هذا الإلتحام بين الأم وبنتها
    بالفعل وهذا ما لمحته في تلك الخاتمة المبهرة , كل معاني الالتحام بين الأمّ وابنتها !
    -
    فالتعيير في اللغة الفصحى هو وصف الشخص بصفة عار
    " التعيير " من " المعايرة " وهي كلمة شائعة جدا في الوسط العلمي وتحديدا وسَطُ التجارب الكيميائية !
    فنقول مثلا " تعيير الدم " بمعنى تحليله وتحديد زمرته , أظن بأنها كلمة حديثة أو دخيلة .. يعني هذه الكلمة
    هي مصطلح علمي تقني أكثرمن كونه أدبي , والله أعلم !
    -
    واو العطف تلتصق بالكلمة التي تليها ولا تنفصل عنها بأي حال من الأحوال، مثلها مثل الفاء وحروف الجر الموحدة كالباء والكاف واللام.
    هههه , أنا دائما أكتب الواو ملاصقة للكلمة التي بعدها وأظن بأني على خطأ !!!
    شكرا على المعلومة =)
    -
    ربما فقط تهت قليلا مع الضمائر في خاتمة القصة، ولكنها مع ذلك أضفت جوا رائعا من التلاحم بين الأم وابنتها ♥
    وأنا أيضا , واضطررتُ أن أقرأ الخاتمة 3 مرات حتى أستوعب فحواها وأدرك بأنّ الأم قد تعافت واستفاقت من الغيبوبة .
    -
    شكرا جزيلا لكِـ على إمتعانا بهذا الفيض القصصيّ , يعني وأنتِ مسجونة وفي أسوء الظروف خرجتِ لنا
    بهذا الكمّ من الإبداع xD .. وفي انتظار كل جديد منكـ , وقبل لا أنسى البوستر جميل ! توقعت أن يكون"بوسترا سكرابزيا "
    بما أنك مهتمة مؤخرا بأسلوب السكرابز الذي لا أفقه فيه شيئا :$
    شكرا مرة أخرى ,كلّ التوفيق لكـِ ~
    التعديل الأخير تم بواسطة S O L I D ; 19-10-2014 الساعة 06:23 AM

  13. #12

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: #فدية أسيرة " ألمٌ و أمل " ✽

    هلا بصاحبة القلَم الأخاذ والخلاق بما يخطه وينثره هنا وهناك =)
    " ألم " وَ " أمل " .. يبدو لي عنوانا مناسبا لهه الأقصوصة


    و أهلًا بك هاهنا في زنزانتي السابقة XDDD

    هل ( الألم والأمل ) مثل (الخير والشر) أو مثل (النور والظلمة) ؟! هل هما وجهان لعملة واحدة ؟!
    لا يمكننا أن نعرف أو ندركـ أحدهما بدون وجود الآخر ؟! لا أدري صراحة !!
    ولعلّ اجمل شيء في هذا الثنائي هو احتواءه على محسّن بديعيّ جميل
    للغاية هو " الجناس " , بسبب تغيّر ترتيب حروفهما الثلاثة ~
    أنت شخص متذوق ^^

    وإن كنت وضعت العنوان هكذا - على السريع - بعد تنسيق الموضوع

    لكن أن تخرج له معانٍ بهذا الشكل لهو أمر رائع بحق !!


    أكثر شيء يعجبني ويذهلني في كتاباتك الروائية والقصصية هو أسلوبك في الوصف !!
    وصف المشاعر , أو وصف الأماكن والجمادات !! راااااائع بحق ومن أروع ما قرأت .

    ربما لأني لا أقرأ إلا هذا النوع من الكتابات القصصية

    قبل أن أشتري الرواية أنظر في كم الحوارات و الكلام الآخر ، فلو وجدت الوصف أكثر كمًا و جاذبية

    أقتنيها من فوري بعد تصفحها بشكل سريع


    تلك الأمّ لم ترق لي أبدا وعِبتُ عليها تجرّدها من مشاعر الأمومة وجهلها لأبجديات التعامل
    مع الأبناء ! وبالطبع وجهة نظرها القائمة عى القسوة في المعاملة لتقوية أبناءها
    وتكوينهم خاطئة تماما ولا أساس لها من الصحّة !! ولكن تغيّر شعوري تجاهها بشكل تدريجي
    لما كنت أتقلب بين أسطر اعترافها بأخطاءها وتقصيرها تجاه بناتها وأولادها وهذا يعني بأنّ
    ضميرها مازال ينبض ومازال موجودا ! وبالمناسبة هذه نقطة في صالحك =)


    جيد أن وصل مارميت إليه
    فالروائي أو القصصيّ الناجح والفذ هو من يتلاعب بمشاعر القرّاء ويجعلهم ينغمسون تماماً
    مع أحداث ومجريات القصة , وهذا ماحدث لي !! فأنا قد اندمجت مع القصّة لدرجة أني شعرت
    بسعادة عارمة تختلج كياني عندما قرأتُ بأنّ الأمّ قد استفاقت من غيبوبتها وشدّت على يدِ ابنتها :*
    مع أنّ القصة يغلب عليها الطابع التراجيدي النفسي إلا أن النهاية كانت رائعة ومشرقة للغاية !



    التعيير " من " المعايرة " وهي كلمة شائعة جدا في الوسط العلمي وتحديدا وسَطُ التجارب الكيميائية !
    فنقول مثلا " تعيير الدم " بمعنى تحليله وتحديد زمرته , أظن بأنها كلمة حديثة أو دخيلة .. يعني هذه الكلمة
    هي مصطلح علمي تقني أكثرمن كونه أدبي , والله أعلم !
    -
    وللأسف علقت بلساني و قلمي

    هههه , أنا دائما أكتب الواو ملاصقة للكلمة التي بعدها وأظن بأني على خطأ !!!
    شكرا على المعلومة =)


    أنا أيضا , واضطررتُ أن أقرأ الخاتمة 3 مرات حتى أستوعب فحواها وأدرك بأنّ الأم قد تعافت واستفاقت من الغيبوبة .
    -
    أحتاج إلى عقاب آخر إذًا


    شكرا جزيلا لكِـ على إمتعانا بهذا الفيض القصصيّ , يعني وأنتِ مسجونة وفي أسوء الظروف خرجتِ لنا
    بهذا الكمّ من الإبداع xD .. وفي انتظار كل جديد منكـ , وقبل لا أنسى البوستر جميل ! توقعت أن يكون"بوسترا سكرابزيا "
    بما أنك مهتمة مؤخرا بأسلوب السكرابز الذي لا أفقه فيه شيئا :$
    شكرا مرة أخرى ,كلّ التوفيق لكـِ ~
    العفو أخي :"$

    +

    لم أجد سكرابزًا مناسبًا وقتها و كان الوقت وقت النوم لذا صممت بالباترن و الستوكات XD

    وافر العرفان على المرور المتألق


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...