تَــوَحُّـد !

[[ اللــيـــث ]]

تذوقت طعم اليتم بموت أمي ، أفنت زهره شبابها في تربيتنا حتي هزلت
خارت قواها ، من بعد أب معتقلً ، قضي نحبه بالمعتقل بجريمه الرأي .
صرت متشردًا ، أبحث عن مأوي ، أتضور جوعًا بين أناس ضربهم الفقر بعصاه
الغليظه مثلي لم أجد لديهم من بقايا .. لم يرحمني جوعي المسعور الذي يسكنني
ينشب مخالبه و أنيابه الحاده في أحشائي بلا رحمه ، شعور لا يدركه الا من كان على
شاكلتي من المحرومين ، وسط ليل حالك الظلم والظلام .


تسوقني قدماي المتسوله الي صندوق القمامه العمومي ، حيث يتحلق حوله كلاب المدينه الضاله
يبحثون فيه عن ضالتهم مثلي ، أقترب من أحدهم ، أربت علي ظهره ، أداعبه حتي أمن لي ..
يرقبني الآخرين عن كثب في توجس وريبه .. حتي الفوا بعدها وجودي بينهم .. أتشجع ..
أقترب أكثر لآخذ نصيبي من بواقي أصدقائي الأوفياء .. ينمو الود ما بيننا مع الايام
ألتمس فيهم ما أفتقده في غيرهم


تسوقني مقاديري الي طريق المؤسسات الخيريه ؛ علني أجد ما يشبع جوعي
ويحفظ لي ما تبقي من كرامه ، والتمس أبجديات الحياة للمعرفه ..
لكن وااأسفاه أقرأ عباره لن تمحي من عقلي ماحييت
" كثره المعرفه والعلاقات يورثا الحزن والكآبه "
وأحمد ربي لحذوي نصف الكآبه الاول دون غيره.

تصحبني الذكري الي أصدقائي الأوفياء شركائي بصندوق القمامة
تتوطد أواصر التعاطف والوفاء .. يروون في شجن وحزن عن مطاردتهم ،وأعتقالهم
أو رميهم بالرصاص في الطريق العام ، بسبب خطورتهم علي المجتمع وأمنه ، ووقايته من داء السعار .

يحكي لي أحدهم قصته مع كلاب القصر العالي .. بعدما شاهدهم عبر أسوار القصر الحديديه
وهم يزدردون طعامهم في أواني مزخرفه نظيفه برعايه مدربهم ينهشون في اللحوم وصدور
واوراك الطيور المطهيه في نهم ظهرًا ، ويعبون من أقداح الحليب صباحًا .. يصحبهم حارسهم
الأمين الي مدرستهم بسياره القصر الفارهه ..

يستطرد صديقي الوفي في الكلام عن واقعه مطاردة حراس القصر له مع أصدقاؤه ..
وهم يتلصصون عمن بالداخل ، ويعودوا خلسه ، يبحثوا في صندوق قمامه القصر عن ما يقتاتون به
تذهلهم المفاجأه الكبري للوليمة الشهية من أرجل ، وأجنحه الطيور التي التهم صدورها
واوراكها كلاب القصر .. أطرق برأسي ، أتذكر مندهشًا كيف تتطابق فرحتي مع فرحه صديقي
وتلهفي علي التهام أرجل وأجنحه الطيور ، التي نادرًا ما أستطيع شراؤها.

تصبح فجأةً قضيه أصدقائي هي قضيتي عينها ، أثور من أجلهم حتي الموت
تتوافد الحشود الغاضبه والجائعه تهدر بأصوات ترج أركان القصر ، يضج مضجع ساكنيه
تلتقط الكاميرات صوره كامله للحشد المسعور الجائع ، يعلو نباحهم، وأصرخ معهم

تأتي أوامر سيد القصر للحراس غاضبه :
[ ألقوا بكل هؤلاء الكلاب في المعتقل ]

....

( إنتهى )

[أثير الفكر]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قصة ويالها من قصة

رغم قصرها إلا أنها مثقلة بالمشاعر الإنسانية واللا إنسانية بوقت واحد

هكذا هي الأرستقراطية العمياء ، ماولدت إلا لتلوك ضمائر الإنسانية وتبصقها

مخلفة وجودًا يسبح في النعيم وآخر يغرق في الجحيم

وتحت سماء واحدة تعددت الذنوب !

لا أرى الله لقلمك عثرة =)

[غاسا آليرو]

يااااه!
سرد بسيط، معبأ بالمعاني!
قصصت الواقع بشكل مختصر ومركّز
ما كان هذا ما جاء الإسلام بإقراره، فقد خالط أعظم البشر -عليه الصلاة والسلام-الفقراء، بل وانتسب إليهم!
رحمنا الله ورتق فتقنا ..