مصادر التشكيك في الاحاديث..!

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    Neveto
    [ ضيف ]

    افتراضي مصادر التشكيك في الاحاديث..!







    ملاحظة : أتمنى قراءة المقال كاملاً فنحن بأمس الحاجة إليه خاصة في هذا الوقت !!

    من بلايا السياق التخلفي، والمرحلة التراجعية في حياة الأمة، ان يُلحق بالدين النقيصة، وان يُنسب للشرع المجيد، كل تراجع وهوان ! وكما تحررت أوربا من سيطرة الدين عليها، وتبينت الحق،، كذلك يجب على أمتنا قفو ذلك، كما تقول جمهرة العقلانيين والتنويريين الصحافيين والمهرجبن والفنيين، هذه الأيام وقبلها
    ((
    كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ))


    وبات جهالُ أمتنا (أوصياء) على إسلامنا، ومنظّرين لخطوط نهضتنا ومقوماتها،،،،!
    ومن ذلك حملتهم على السنة وبعض القضايا الحديثية، وضرورة إخضاعها للعقل و(المكتشفات) الحديثة ،،،!
    وتجاهلوا((
    من يطع الرسول فقد أطاع الله ))
    وقوله((
    وما اتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا ))
    وصح قوله عليه الصلاة والسلام : ((
    ألا إني أوتيت القران ومثله معه )) أي السنة ،،،!
    ومدرسة التشكيك، امتداد لمدرسة عقلانية قديمة، ابتدأت بطوائف (المعتزلة)، وانتهت او تطورت برفاعة طهطاوي والأفغاني ومحمد عبده في العصر الحديث،،،! ولا يزال تتوالد من حين لآخر،،،!!كالداعية الغزالي والترابي ود. عدنان ابراهيم واشباههم ،،،؟ وليس اهل السنة ضد العقل، أو أنهم (متحجّرون)، كلا،،! بل إنهم عقلانيون بحدود، فهم لا يطلقون له العنان، ولا يجعلونه يستقل بنفسه عن نور النص، وسطوع النقل، لعلمهم (بانعدام) التعارض بينهما، وآيات العقل والتفكر والتأمل مشهورة في القران بجلاء عجيب،،،! لكن المجازفين هنا، تمادوا به وقدسوه، الى درجة محاكمة النصوص النقلية، والتعويل على العقل بلا ضوابط دقيقة، فوقعوا في الحرج، من حيث رد النصوص، أو الاضطراب المنهجي المسيئ،،،!


    ولذلك اذا تأملتَ مصادرَهم وصنوفَهم، وجدتهم كالآتي :

    1/ عقلانيون مبالغون: يقدسون العقل تقديسا مطلقا، يجعلهم يرفعونه فوق حده، متجاوزين به النقل والنص، فإن عارضه شئ، احتكموا اليه وليس الى النقل، وتلك جناية كبرى، أنى لها ان تكون،،؟! لأنه بالبساطة، ربنا خالق العقل، والموحي بالنقل، فكيف يتعارضان،،؟! إنما التعارض في عقول البشر، وسوء الحكم والتفقه،،،!! لانه لا يمكن لنص صحيح، أن يتعارض مع عقل صريح، وعلى هذه المسالة، بنى شيخ الاسلام ابن تيمية، وألف كتابه الذائع ( درء تعارض العقل والنقل ) وفيه قال تلميذه شمس الدين ابن القيم رحمه الله، في الكافية الشافية :

    واقرأ كتابَ العقل والنقل الذي// ما في الوجود له شبيه ثاني !!


    وممن تورط في هذا المسلك بعض أئمة الكلام، كالفخر الرازي والغزالي والجويني، قبل ان يتوب بعضهم، فمثلا الرازي كان يقدم العقل على النقل، ووضع شروطا تعجيزية في قبول الأدلة النقلية، وهو من اشتهر قوله:


    نهايــــةُ إقــــــدام العقـــول عقالُ // وأكثر سعي العالمين ضـــلالُ

    وأرواحنا في وحشة من جسومنا// وحاصل دنيانــــــا أذى ووبالُ
    ولم نستفد من بحثنا طولَ عمرنا// سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا !!


    2/ تجديديون منحرفون: يزعمون تجديد علوم الشريعة والارتقاء بها، فضلوا السبيل، ووقعوا في المحاذير، من ليّ النصوص او ردها، او مصادمة ظواهرها القاطعة، او التوسع في المصالح والاستحسانات،،،،! نحو: جمال البنا، وتخريفاته التجديدية المشهورة،،،،! من نحو: تجويزه نكاح المسلمة للمسيحي، تجسيدا لمبدأ المواطنة، واباحته القبلات بين الجنسين، وزعمه أن الحجاب خاص بمنطقة الجيب والصدر فحسب، في تخريفات متنوعة،،،!!

    3/ صحفيون مخلطون: بدراية وبغير دراية، يحاكمون الأفكار، ويجعلون من أنفسهم سلطة تحكم وتقرر، تبيح وتمنع، وأكثر طروحاتهم قص ولصق، لا تنتمي الى ميادين الأفكار، والتأصيل العلمي المتين،،،! وإنما تخليط، وشئ من التهويل والتخويف والتخريف والتدجيل، حتى تصيب أهدافهم، من نحو محاكمة النصوص، ونقد الأحاديث، وليس فيهم مشتغل بالعلم، فضلا عن ان يكون من منسوبي السنة والآثار،،،! بل هو الانتفاخ الصحفي،،،!
    وإنه لمن عجائب الحياة، ان تصبح السنن كالكلأ المباح، والمتاع المشاع، لكل ناطق وناعق،،،!! ولذلك لا يؤمن هؤلاء الا بما يمليه سادتهم من فلاسفة الغرب وعلمائه، فان صادقوا على صحة الأحاديث بالمعامل التجريبية، صدقوا وأذعنوا، والا عاندوا واستهزأوا،،،! ومن اعتراضاتهم: احاديث الذباب، وشرب ألبان الإبل وابوالها،،! وبرغم مصادقة بعض المعامل عليها، إلا أن بعضهم لا يزال في ريبة،،،!

    4/ إسلاميون منهزمون : خدرتهم المنجزات الغربية، واحسوا بالهزيمة الفكرية والذاتية، فأرادوا مواصلة الدعوة متكيفين، بتجديد منهزم، وسلوك فاتر، وحَراك سقيم، يتنافى وعزة الاسلام، وأنف العقيدة والكرامة،،،! من نحو من يسمونه رائد التنوير، رفاعة الطهطاوي واتباعه، الذين انماعوا في التسويغ والترويج للفكر الغربي، بطريق انهزامية ومسفة،،،،!

    5/ كتاب متحاملون: ذوو انحراف خطير، او تلقٍ مشوش، او فكر هابط، او قراءات مسبقة، اعتمدت على الفكر الشيوعي او العلماني او القومي ، او أخدان لروايات ساقطة، وقصص ماجنة، صنعت منهم أضدادا لدينهم ولأمتهم ، فيأتون ليجعلوا من أقلامهم حكما على الأحاديث، وان لهم القدرة في النقد والتحليل،،،! وينضاف الى ذلك معاداتهم لبعض الاسلاميين، الذي يجعلهم ينظرون بعين العمى او الغشاوة امام ما يطرح،،،!!
    ومقدماتهم فنية او سياسية او تربوية، او تهريجية، ولا علاقة لهم بالعلم الشرعي ومسائله، وتحقيقه،،،!

    6/ متحدثون مأجورون: من خلال قنواتهم وبرامجهم، التي أخذت على عاتقها إقصاء الاسلام والفضائل، ونشر السفه والرذائل، وبث السموم والشبهات المزعزعة للإيمان والعقائد من نحو معارضة بعض الأحاديث للعقل البشري، وعدم ذكر ذلك في القران، او الترويج أن الايمان بالقران كاف،،،!! متجاهلين جل احكام الشريعة التفصيلية كانت في السنن، وليس في القران كصفة الصلاة والزكاة والحج والصيام والمعاملات ودقائق الحدود وشبهها ،،،!
    ومن المؤسف كل هذه الأصناف تحتضنهم قنوات فضائية معروفة، تغذيهم وتشتريهم، ليمارسوا عملية الهدم والتضليل والتلبيس، بسم الاسلام والعدالة، وفقه الشريعة،،! والحقيقة أنه لا عدل ولا فقه ولا شريعة، فهم يختارون ما يريدون، ويثبتون ما يريدون، إلى أن يبتكروا إسلاماً جديدا، يتناغم والهوى الغربي،،،!!

    وهذه الأصناف قد حذر وتنبأ صلى الله عليه وسلم بهم في قوله :
    ((
    ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني، وهو متكئ على أريكته فيقول :
    بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه
    وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله
    )). رواه الترمذي وغيره.

    وقوله ((
    ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ))

    .. والله الموفق،...


  2. #2

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    أهلاً أخي نيفيتو وحمدا لله على سلامتك .. لا يخفى على أحد بأن قطع عنق القاتل مؤلم له ولمن يشهده
    وكذلك قطع يد السارق ، وجلد الزاني أو رجمه لكن الأكثر إيلاماً أن تنتشر جرائم القتل والسرقة ويفقد المجتمع أمنه
    وينتشر الزنا ، فيخون الأزواج زوجاتهم ، وتخون الزوجات أزواجهن ، ولا يأمن المسلم على عرضه ، وتختلط الأنساب فلا يعرف الآباء أبناءهم
    مثلما يحدث الآن في أمريكا وأوروبا التي تكثر فيها جرائم القتل والسرقة والزنا واختلاط الأنساب ، في ظل قوانينهم الوضعية الوضيعة
    وصدق الله القائل : "
    ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون "

    من مكاني هنا لا أدافع عن الدولة بقدر دفاعي عن حدود الذي أصبح كل ناعق خرفٍ يتحدث بظلم الإسلام وعدله !
    وقاحةٌ ما بعدها وقاحة .. جمهور هؤلاء هم الاغبياء ممن يعتبرون انفسهم مثقفين وكأن شهادة الجامعة مقياس
    ان الرجل متعلم او مثقف !!! هناك الاف ممن يحملون الشهادة الجامعة لا يعرفون ضعيفا ولا صحيحا ويظنون كل مدور
    رغيفا وعلمائهم هذا الزنديق عدنان إبراهيم او غيره كعمرو خالد او الجفري او خالد الجندي او مصطفى حسني ... إلخ !

    صدق من قال مَن رام جنة من غير نهلهِ .. فهو أضل من حمار أهلهِ !!

    والله المستعان

    حياكَ الله مجدداً بيننا ..

    فــي آمــان الله

  3. #3

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
    حياك الله أخي الكريم !

    أفهمُ من الموضوع بتفضيل النقل على العقل حتى وإن كان النقل مخالفا ومناقضا للعقل والواقع !
    ^ من الصّعب أن أعتنق هذا المبدأ :|
    ولكن الموضوع مهم ومفيد جدا وخاصة تبيين خطورة بعض تلكـ الأصناف المذكورة ..

    جزاك الله خيرا , وبالتوفيق لكـ ~

  4. #4
    Neveto
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    وصفك لعدنان إبراهيم بالزنديق في مكانه ، أضل الآلاف من الشباب العربي المسلم ذوي الثقافة الشرعية القليلة ، وجرأهم على إعلان كفرهم على الملأ ، وقد قرأت اليوم لأحد المدمنين على خطبه يقول على صفحته منكراً حد الرجم على الزاني : " لو كان هذا شرع جاء به محمد فأنا أشهدكم أني كافر بمحمد ، ولو أنه شرع جاء عن الله فأنا كافر بالله " ، وقد سبق أن سمعت القول نفسه من شاب آخر ممن يستمعون إليه ،وكنت أحسبه من الطيبين ، وقد حاورت عدداً من المفتونين به ولاحظتُ أنهم يرددون أفكاره نفسها ، فهم يشكون في الأحاديث النبوية ، ويرفضون كل ما لم يدخل عقولهم القاصرة ، ويرفضون السنة النبوية كمصدر من مصادر التشريع ، ويقولون حسبنا القرآن ولا داعي للسنة ، ويهاجمون الصحابة ويسبونهم ويهينونهم ، ويشوهون التاريخ الإسلامي فيعدون فتوحات الراشدين والأمويين توسعية واقتصادية وليست لنشر الإسلام ، ويعتزلون صلاة الجماعة في المساجد بحجة أن القرآن لم يأمرهم بهذا ، وقد أنتج بهذا الفكر الذي نشره شباباً مهزوزين مهزومين مفتونين بالغرب وحضارته فاقدي الثقة بدينهم وبسنة نبيهم و بنبيهم الذي عجز في نظرهم أن يحسن تربية أصحابه ، وهو يخدع الشباب بادعائه أنه سني من غزة ، مع أنه يردد أفكار الشيعة نفسها ويثني عليهم ، و أنه يتقاضى راتباً من إيران ، مقابل الإمامة في مسجد في فيينا بنته إيران ، وقبل مدة استمعت إليه وهو يعلن أسفه وندمه على جرأته على الصحابة وخصوصاً عبد الله بن عمر ، وقال لقد هاجمتهم بقصد التقريب بين السنة والشيعة ، لكنه عاد إلى سيرته الأولى في نشر الكفر والضلال

    أسأل الله أن يقصم ظهره ، ويكشف زيفه ، وأن يعصم الطيبين من ضلالاته.

  5. #5

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    موضوع مهم يحتاجه كثير من الشباب اليوم، مع ما يتهافت إلى الأذهان من سموم الإعلام وقيء الأقلام؛ حول التشكيك في كثير من الأمور التي هي من أصول الدين الثابتة بالنص.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Solid.Gx مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
    حياك الله أخي الكريم !

    أفهمُ من الموضوع بتفضيل النقل على العقل حتى وإن كان النقل مخالفا ومناقضا للعقل والواقع !
    ^ من الصّعب أن أعتنق هذا المبدأ :|
    ولكن الموضوع مهم ومفيد جدا وخاصة تبيين خطورة بعض تلكـ الأصناف المذكورة ..

    جزاك الله خيرا , وبالتوفيق لكـ ~
    أخي -الله يحفظك وينير دربك-، من أصول اعتقاد أهل السنة : "أن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح" وإن وجد التعارض بينمها فلابد من وجود خلل إما في سقامة بعض العقول أو ضعف في المنقول..

    وإن أردت التفصيل فانظر في كتاب مسماه : (درء تعارض العقل والنقل)

  6. #6

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خيرًا على ما خطّت يمينك.

    إنما مثل أولئك الذين يشككون الناس في أصول دينهم، ويريدون أن يصنعوا لهم دينًا جديدًا يسمونه "الإسلام المعتدل" (وكأن الإسلام عدة أديان وليس دينًا واحدًأ!)، إنما مثلهم كمثل أهل الكتاب من قبلهم ممن حرّفوا كتاب الله واخترعوا للناس قوانين وشرائع من عند أنفسهم وأهوائهم ونسبوها إلى الله. أما هؤلاء الذين في عصرنا، فلم يستطيعوا تحريف الكتاب لتكفل الله بحفظه، فهم تارة يؤولون آياته إلى غير معناها، وتارة يرفضون ويتهكمون بالسنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة ينقضون الإجماع الذي انعقد عليه أمر المسلمين منذ قرون متطاولة، وإذا جادلتَ الواحد منهم لم تجد فيه لا معرفةً بعلم ولا فقه ولا تفسير وسنة، وليس له عقلٌ مع ذلك يداري عنك رؤية ما فيه من حمق وجهالة.

    ليتَ شعري في أولئك الذين يدّعون تقديم العقل على النقل، وما في أفواههم ودعوتهم إلا أقوال وأفكار "نقلوها" عمّن سبقهم. ولو كان لهم عقول يعقلون بها أو أبصار يقرؤون بها، لعلموا وأدركوا أن كل شبهة تُطرح اليوم وكل طعن في السنة أو أحاديث منها قد سطّر في الرد عليه من سطّر ممن يذب عن السنة من أهل الحق من العلماء، وذلك منذ قرون، فاقرؤوا إن شئتم ما صنّف من كتب السنة (والدفاع عنها) في القرن الثالث الهجري وقبله وبعده، وصولاً إلى عصر ابن تيمية وابن القيم وما ألفاه من كتب ورسائل كثيرة في الرد على شبهات على أهل الضلالات والبدع، إلى أيامنا هذه. فالحمد لله الذي يسّر لهذه الأمة في كل قرن من يحفظ لهم أمر دينهم، ولكن أغلب أهل الأهواء والبدع لا يفقهون، ولا يُتعبون أنفسهم بالقراءة والسماع إلا لمن يوافق قولُه هواهم.

    وهنا أحب أن أوجه كلمة نصح صغيرة إلى الشباب الذين يقع في قلوبهم شيء عند سماعهم أن شيئًا في القرآن أو السنة يتعارض مع العلم أو العقل، فأقول - وبالله الاستعانة - ما يلي:

    1- أنزل الله القرآن، وأنزل من الإعجاز فيه أوجهًا شتى، من بينها الإعجاز العلمي، غير أن القرآن لم ينزل ليكون موسوعة علمية (وأعني بالعلم هنا العلم الدنيوي). وقد بالغ بعض من أهل هذا العصر - ممن نظن فيهم خيرًا - في تحميل بعض الآيات ما لا تحتمل من معاني، ليطابقوا ما ظنوه حقًا مما ورد إليهم من العلم الحديث. وهم في ذلك يقعون في مغالطات شنيعة منها:

    أ- أنهم يعتبرون ما توصل إليه العلم الحديث حقائق كونية ثابتة، ويحاولون مطابقتها بما ورد من آيات وأحاديث ليزيدوا من قوة وثبوت هذه الأخيرة، وذلك أشبه من يستشهد بقول فتى صغير غير راشد لإثبات كلام عالِم حكيم عاقل. فكلام الله هو ما نال أعلى درجات اليقينية من بين أنواع الأخبار التي يعلمها البشر، أما العلم الدنيوي اليوم فهو ينقض ما جاء به بالأمس، وقد يأتي في الغد ما ينقض به ما كان يقوله اليوم (كما كان القدماء يظنون أن الأرض ثابتة وأن الضوء يخرج من العين إلى الأشياء، ثم نُقض ذلك، فلا شيء يمنع أن نرى في المستقبل ما نظنه اليوم من حقائق علمية ثابتة تُنقض وتُستبدل ويُسخَر منها). فمن أشنع ما قد يحصل اليوم أن يحاول البعض تأويل آية على غير معناها لتحتمل تصديق "حقيقة علمية"، ثم تُنقض هذه "الحقيقة العلمية" بعد زمن فيظن الناس بالقرآن أنه يتضمن الكذب والخطأ!

    ب- أن كثيرًا من الملحدين والزنادقة يستغلون جهل بعض المسلمين وعدم تثبتهم من المصادر، فيسرّبون إليهم أخبارًا وتلفيقات لا أساس لها من الصحة، لكي يسخروا منهم لاحقًا، ويبدؤون هذه الأخبار بـ "اكتشف العلماء حديثًا" أو "اكتشف العالِم الفلاني"، فتنتشر بين المسلمين انتشار الهشيم، بل وقد يصل الأمر إلى أن يتبناها بعض من يكتبون ويؤلفون في باب الإعجاز العلمي في الإسلام، وهو لا يدري بكذبها، وهذا قد حصل ليس مرة أو مرتين بل مرارًا وتكرارًا للأسف ومع كتّاب مشهورين، فلا حول ولا قوة إلا بالله.


    2- إن العقول متفاوتة، وكثير منها قاصر، ولا يكاد يكون فيها كامل، لذا كان طريق الإيمان مفتوحًا لجميع الناس على اختلاف عقولهم، فالجاهل والبسيط يؤمن بالله الذي يطعمه ويسقيه ويرزقه ويشفيه، والعالم والفطن يؤمن بالله الذي رزقه العلم والفهم والذي مكّنه من رؤية دقائق وأسرار خلقه وبدائع صنعه، وهكذا. وليس مِن صاحب عقل نبيه وفطن إلا وله سقطات وزلات، لذا أمرنا الله بالاتباع والانقياد التام في أصول الدين، وسمح لنا بالاجتهاد والقياس في الفروع. قال الله تعالى: ((وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر))، وقال: ((من يُطع الرسول فقد أطاع الله))، وقال عزّ من قائل: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)). والخطاب هنا حتمًا لعامة المسلمين، وليس فقط للصحابة رضوان الله عليهم، فإذا فهمنا ذلك عرفنا أن من المحال أن يأمرنا الله بطاعة نبيه ثم لا ييسر لنا وسيلة مضمونة توصل إلينا كلام نبيه عليه الصلاة والسلام بطريقة يمكن التمييز فيها بين ما صحّ نسبته إليه مما لم يصحّ. وهذه الطريقة هي علم الإسناد والرجال والجرح والتعديل وسائر علوم الحديث التي تنقي الصحيح والحسن من الضعيف والموضوع، والعلماء الكبار الذي تعبوا وقطعوا المفاوز والوديان في سبيل هذا العلم العظيم والحفاظ على السنة المشرفة.


    أكتفي بما ذكرتُ بعد أن استرسلتُ وأطلتُ أكثر مما كنت أنتوي.


    التعديل الأخير تم بواسطة Hercule Poirot ; 24-10-2014 الساعة 07:24 PM

  7. #7

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    حياكَ الله أخي الحبيب بوارو وجزاك الله عنا خير الجزاء ولا حرمك الله الأجر والثواب ..
    وأنت يا عمر حمداً لله على سلامتك لم تلبث أن زرتنا حتى تختفي مجدداً ولا حول ولا قوة إلا بالله !
    ...
    أخي الحبيب بوارو .. دررٌ نثرتها هنا لو قرأها المشكك لإستطاع إستنتاج ما يبحث عنه
    إنما هو لهثٌ وراء بعض المنتسبين لعلماء الإسلام وبينهم وبين العلم أشواطٌ كثيرة وحسبنا الله ونعم الوكيل
    القصد من وصف الإسلام بهذه الأوصاف إنما هو تمييع أحكام الإسلام وسلبُها من عقول الناس
    حتى يبقى مثاليات يستحيل تطبيقها ، وبالتالي سلب الناحية العملية من الإسلام وإبقاؤه نظريات غير قابلة للتطبيق
    وبذلك يحقق الغربيون ما سعوا لأجله من إخراج الإسلام من حياة المسلمين ، والقضاء عليه في نفوسهم .
    ...
    ليس كل ما لا يقبله العقل من الأحاديث موضوع لأن ما لم يدركه العقل في زمان يمكن أن يدركه في زمان آخر
    وما لم يفهمه عقلك يمكن أن يفهمه عقل آخر ، فمثلاً صدق الصحابة والتابعون ومن بعدهم قول رسول اللَّهِ صلَّ الله عليه وسلم :
    "
    إذا وقع الذباب في شرابأحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحية داء وفي الأخرى شفاء "
    دون أن تدرك عقولهم لحقيقة وجود الداء في جناح ووجود الدواء في الآخر التي أثبتها العلم في عصرنا
    ولو أنهم كذبوا بالحديث لأنه لم يدخل عقولهم لوقعوا في الخطأ !



    همسة : تفلسف كما شئت ، وأطلق لعقلك العنان أنى شاء ، ولكن لمصلحتك احذر أن توصلك فلسفتك
    أو هواك أو عقلك، أو تقليد غيرك أو حبك للمخالفة إلى معتقد يخلدك في جهنم .

  8. #8

    الصورة الرمزية عاشقة ران ب

    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المـشـــاركــات
    59
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مصادر التشكيك في الاحاديث..!

    دائما متميز في الانتقاء
    سلمت على روعه طرحك
    نترقب المزيد من جديدك الرائع
    دمت ودام لنا روعه مواضيعك

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...