أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ وكالتَّيْسِ في قِراع الخطوبِ .. مختارات (1)

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ وكالتَّيْسِ في قِراع الخطوبِ .. مختارات (1)



    أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ
    وكالتَّيْسِ في قِراع الخطوبِ ..



    يتداول الناس هذه الرِّواية حول الشاعر العباسي ( عليّ بن الجَهْمِ )

    حين قدم على الخليفة المتوكِّل قدوم الأعراب ، فأنشده هذين البيتين

    مادحًا إيَّاه بالوفاء وبالشَّجاعة ، وكان من المتوقع أن يغيظ هذان البيتان

    المتوكل فيأمرَ بسجنه أو بقتله إلا أنَّه عرف حُسْنَ مَقصده فأمَر له بدارٍ

    حسنةٍ على شاطئ دِجلة فيها الخدم والجواري وأسباب الحضارة

    فطلع عليه بعد مدَّةٍ بقصيدته المشهورة :


    عيونُ المَها بين الرُّصافة والجِسْرِ
    جلبنَ الهوى من حيثُ أدري ولا أدري


    أعَـدْنَ ليَ الشَّوْق القديم ولم أكن
    سلوْتُ ولكنْ زدْتُ جَمْرًا على جَمْرِ

    خليليَّ ما أحلى الهوى وأمَرَّهُ

    وأعلمَني بالحلو منه وبالمُرِّ

    وما أنا ممَّن سار بالشِّعر ذِكْرُهُ

    ولكنَّ أشعاري يسير بها ذِكْري

    وللشِّعر أتباعٌ كثيرٌ ولم أكن

    له تابعًا في حال عُسْرٍ ولا يُسْرِ

    وما الشِّعر ممَّا أستظلُّ بظلِّهِ

    ولا زادني قدْرًا ولا حطَّ من قدري

    فقال المتوكل : لقد خشيت عليه أن يذوب رقَّة ولطافة

    ...

    إلا أنَّ كثيرًا من النقاد يشككون في هذه الرواية ، لأن في متن القصة ما يُكذِّبُها ، وفي حياة الشاعر ما يدلُّ على

    أنه مدح الواثق قبل المتوكل ، وأنَّ ابن الجهم نشأ نشأة حضريَّةً خالصة ، فقد ولد في بغداد ، وأبوه من أهل الحلِّ

    والعقد ومن ندماء الملوك والسَّلاطين ، وقد حرص على تأديب ابنه بآداب القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة المطهَّرة

    والثقافة العربيَّة الخالصة ، فنشأ متديِّنًا فاضلًا واتَّصَل بإمام أهل الّسُّنَّة في زمانه أحمدَ بنَ حنبل رحمه الله

    وجرَّد لسانه للردِّ على أهل الملل والنِّحَل الضَّالَّة ؛ مما ألَّبَ عليه الخصوم الذين استطاعوا أن يوغروا صدر الخليفة

    عليه ، فأمربسجنه بعدما كان ذا حظوةٍ ومكانةٍ مرموقةٍ لديه .. يقول في سجنه :


    سُجِنتَ فقلتُ ليس بضائري ... حبسي وأيُّ مهنَّدٍ لا يُغمَدُ

    وبعد أن أُطلِقَ سراحُه من السجن عانى من النفي والتعذيب والصَّلب ، فأخذ يُكثر من زيارة القبور ويقول :


    يشتاق كلُّ غريبٍ عند غربته
    ويذكُر الأهلَ والجيران والوَطنا


    وليس لي وطنٌ أمسيْتُ أذكُرُهُ
    إلا المقابَر إذ صارت لهم وطنا


    لم يجد الشاعر أمامه في نهاية المطاف إلا أن يتطوَّع مجاهدًا

    في سبيل الله فاستشهد في معركة ضدَّ الرُّوم بعد أن أبلى فيها البلاء الحسن .


    قلت لصديقي : ألا يمكن أن تكون تلك الرواية المكذوبة للنَّيْل من شخصية الشاعر وإظهاره بمظهر الأعرابي الجلف الجاهل ؟

    نظر صديقي إليَّ مليًّا وقال : بلى . وقد تكون للنَّيْل أيضا من شخصيَّة المتوكِّل ناصر السُّنَّة وحامي حَوْزة الدِّين .



  2. #2

    الصورة الرمزية Miaka Yuki

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    3,204
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ وكالتَّيْسِ في قِراع الخطوبِ .. مختارات (1)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عندما رأيت عنوان موضوع تذكرت القصة سمعتها قبل عدة أيام لاأذكر أين سمعتها..
    وأنه كان يعيش في بيئة صحراوية أعتقد ولما حضر وقال هذه الخليفه قال أظن ضعوه في بيئة متحضره -بغداد- فرجع بشعر يرق عذوبة ..صراحه لاأذكر بالتحديد التفاصيل -_-
    جيد بأني قرأت هذا الموضوع ..حتى أعلم القصه ماهي بالتحديد..جزيتم خيرا وبارك الله فيك أخي.

  3. #3

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ وكالتَّيْسِ في قِراع الخطوبِ .. مختارات (1)

    حياكم الله .. نعم هي كما قلتِ :") .. أحسن الله إليكِ وأثابكِ

  4. #4

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ وكالتَّيْسِ في قِراع الخطوبِ .. مختارات (1)

    باركك الله أستاذي ، لكني قرأت أنه قد خرج من حلب متوجها إلى الغزو، فخرجت عليه خيل من كلب قبل بلوغه لمقصده فقاتلهم، وقتل .وأكيد للأمر روايات متعددة لكنه أمتعنا بجميل أبياته فرحمه الله ... وأكثر ما أعجبني هذا البيت وما أنا ممَّن سار بالشِّعر ذِكْرُهُ ولكنَّ أشعاري يسير بها ذِكْري سلمت وشكراً لك ... مع وردة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...