قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 44
  1. #21

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    أسلوب فريد في القصّ الوصفي، وبطلة للقصة عجيبة غريبة، لا أدري أهي من النوع المترفّع عن توافه الحياة ومزعجاتها، أم من الصنف النرجسي الذي يريد من الآخرين أن يعطوه ويبجلوه دون أن يكون ذا قيمة مادية بذاته، أم مزيج بين الاثنين...

    متابعٌ آخر ضمن قافلة المتابعين الصامتين. استمري، حفظك الله وسدّد قلمك.



  2. #22

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (اليأس)

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    عدت أخيرًا
    e067" class="inlineimg" />

    الفصل ممتع للغاية وكالعادة وصفكِ رقيق يدغدغ الروح
    لا انثنى قلمك ^.^


    أمممم بدأت أغير نظرتي لهذه اللينا أو لنقل أن مشاعري مزدوجة إزاءها

    فتارة أشفق عليها وتارة أحنق ~~"

    موقفها مع أمها لم أحببه xD

    أما خارج الصف عندما سمعت حديث الطلاب فقد أحزنني وأثارت شفقتي تجاهها


    لغتكِ رائعة وتشبيهاتكِ أخاذة حماكِ الله أختاه ^^

    وسأقف على بعض الأخطاء التي لمحتها >> تصدقين أني أقع فيها عندما أكتب ولا أفطن لها، ولكن عندما أقرأ نصًا لغيري وأجد هذه الأخطاء فإني أنتبه لها على الفور*0*



    بينما يزال الليل قائماً،
    قصدتِ لا يزال ^^

    فهذا ضمن الأفعال الناسخة التي لا تستغني عن أداة النفي

    فنقول : ما زال >> في الماضي

    لا يزال >> في المضارع :")



    فاليأس فَتك بها إينما فتك،

    لو قلتِ ( أيما ) لكان أجمل

    كذا مر آخر الليل على لِينا نائمة
    خلته حلم عابر مر كبقية الأحلام
    ،

    لينا اسم علم والعلم معرفة فيلزم أن تطابقه الصفة في التعريف

    فنقول لينا النائمة

    أما عن حلم فهنا يجب نصبه لكونه مفعول به والصفة ستتبعه في الحركة الإعرابي لذا نقول :

    حلمًا عابرًا




    هذا المشاكس الصغير ما هو إلا المفاجئة
    التي أحضرتها أختها الكبرى للمنزل مع أخيه الصغير،
    تأففت لينا لاقتحامه غرفتها،
    و حينما استدارت وجدت والدتها تضمه
    و هي تدعوها للانضمام لهذا العناق،
    فقالت الأخيرة:
    " يا إلهي تأخرت عن المدرسة".



    ههههههههههه

    كأني بها الأنا عندما يأتي ابن أختي بعد أن يعشمونني بالمفاجأة السعيدة فأصدم به


    كان الله بعون لينا :")

    شكرًا أي قصاصات ، بي شوق للتمة أسعدكِ الله -flowers0" class="inlineimg" />

  3. #23

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot مشاهدة المشاركة
    أسلوب فريد في القصّ الوصفي، وبطلة للقصة عجيبة غريبة، لا أدري أهي من النوع المترفّع عن توافه الحياة ومزعجاتها، أم من الصنف النرجسي الذي يريد من الآخرين أن يعطوه ويبجلوه دون أن يكون ذا قيمة مادية بذاته، أم مزيج بين الاثنين...

    متابعٌ آخر ضمن قافلة المتابعين الصامتين. استمري، حفظك الله وسدّد قلمك.



    الحمد لله حق حمده
    ربما سيكشف القادم شيئا ما ~
    سأكون سعيدة إن عرفت ما النوع الذي رأيتها ^_^


    شكراً جزيلاً لمتابعتك
    و حفظكَ و سدد خطاك ~

  4. #24

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    Firstnew رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    عدت أخيرًا

    e067" class="inlineimg" />
    أهلاُ بعودتك ~

    الفصل ممتع للغاية وكالعادة وصفكِ رقيق يدغدغ الروح

    لا انثنى قلمك ^.^
    سعيدة لسماع هذا ^_^
    و قلمكِ


    أمممم بدأت أغير نظرتي لهذه اللينا أو لنقل أن مشاعري مزدوجة إزاءها
    فتارة أشفق عليها وتارة أحنق ~~"
    موقفها مع أمها لم أحببه xD
    أما خارج الصف عندما سمعت حديث الطلاب فقد أحزنني وأثارت شفقتي تجاهها


    ستلحقني لينا بساطور إن علمت ما كتبت عنها XD
    أعني... ربما لها أسبابها التي ستظهر شيئاً فشيئاَ لا تتعجلي على الحكم


    لغتكِ رائعة وتشبيهاتكِ أخاذة حماكِ الله أختاه ^^

    وسأقف على بعض الأخطاء التي لمحتها >> تصدقين أني أقع فيها عندما أكتب ولا أفطن لها، ولكن عندما أقرأ نصًا لغيري وأجد هذه الأخطاء فإني أنتبه لها على الفور*0*


    و حماك أخيتي
    هههه لا بأس كلنا كذلك
    رغم أني أراجع كثيراً لكن لسبب ما في كل مرة أجد خطأ
    و جزاك ربي خيراُ على تصحيح هذه الأخطاء


    كأني بها الأنا عندما يأتي ابن أختي بعد أن يعشمونني بالمفاجأة السعيدة فأصدم به

    كان الله بعون لينا :")


    ههههههـ أعانك ربي من مفاجئات كهذه
    فعلاٌ كان الله بعونها

    شكرًا أي قصاصات ، بي شوق للتمة أسعدكِ الله

    ^__^ التتمة في الرد التالي بإذن الله ، و أسعدكٍ

  5. #25

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    Post الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (الطَلَل) ~


    الفـــتـــــــــاة و النــــيـــــــلوفر ( الطَلَل) ~



    جري...
    لهاث...
    تعب...
    ألم...
    ارهاق..
    و دموع هاطلة...
    جميعها امتزجت في اللحظة ذاتها
    علتهم تساؤل محير لا إجابة شافية له:
    " لمَ أبكي و قد تجرَّدتُ من مشاعري؟! " ~



    كانت وِجهتها مبعثرة
    و خطاها خبط عشواء،
    حتى قوَّمت المسار لبحيرة النيلوفر
    حيث تدرك أنه المكان الوحيد القادر على احتواء مشاعرها ~



    في ظل كل المشاعر المتهالكة و المختلطة،
    كانت لينا قد وطأت الأسوار الوهمية للبحيرة
    و بدأت باستعادة شريطٍ لطالما أرادت قطعه من سلسلة ذكرياتها ~




    تتعالى أصوات السَّعادة

    الممزوجة بأصوات زخات المطر الرحيمة الهاطلة بلطف
    و أصوات تطايرِ كميةٍ من المياه المتجمعة في بركٍ طينيةٍ حديثة العهدِ
    من قبل فتاتين فرحتين بهطول رحمة الله،
    وهما تلعبان بمظلةٍ حمراءَ اللونِ
    تحوى نقوشاً جميلةً اشترتاها من بقالة قريبة…



    السَّعادة المرتسِمة في وجهَيّ كل من لينا و صديقتها سارة
    هي سَعادةٌ نقيةٌ و بريئةٌ،
    ما دُنِسَت قط أو شابتها أيُّ تعاسة،
    عاهدتا نفسيهما ألا تفترقا،
    و أن تظلا على عَقَدَ صداقة ثابت طوال السنين ~



    ما خلتا يوماً أن المظاهر من حولهما خدَّاعة،
    الشجع و الطمع و حب الذات تُعمي البصيرة السليمة،
    و بدورها حطمت ذاك العَقَد الذي حفظتاه في قلبيهما،
    و قسمتا على الوفاء عليه طوال السنين ~


    كانتا ضحية عماء تلك البصيرة،
    حينما باتت مزرعة عائلة سارة بالتدهور يوماً بعد يوم
    بعد رحيل جدها عن الحياة تنازع أبناءه الجشعين على الورث،
    فقرر والدها ترك القرية و البحث عن عمل جديد في المدينة،
    حفاظاً على أسرته الصغيرة،
    و ضمان مستقبلها،
    و هكذا و دون سابق انذار
    تفرقعت غيمة أحلامهما الجميلة
    في سماءٍ سوداءَ مجهولةِ المصير ~




    ما أسوأ لحظة الوداع!
    و ما أبغضها على قلوب كثيرٍ من البشر!!
    فيها تتباين المشاعر
    بين مشاعر حارَّة جياشة و مشاعر باردة جافة...

    بين تحسس عاطفيٌّ للحظات و بين انكارها انكاراً تاماً على أنها لا تقدم شيئاً أو تؤخر...
    و بين دموع حزينة هاطلة بغزارة و بين ابتسامة تخفي الكثير...


    أيا ترى ما هي مشاعر لينا و سارة لحظة الوداع!!





    كانت ليلةً قمريَّة،

    هادئة، صافية، ملئلئة، و نقية،
    لكنها غامضة يصحبها صمت عجيب!
    صمت يخفي مجاهيل المستقبل في دواخله،
    ذاك المستقبل الذي تخافه لينا، كما سارة و أسرتها ~




    علقت لينا ناظريها للسقف
    تنظر للظلام القابع ها هناك،
    وكأن الظلام غير حاضرٍ إلا هناك!!،
    في الحين الذي يشتغل فكرها
    بتخيل مصيرها المجهول
    الذي يوشك أن يُبتدأ في أية لحظة~



    هناك على الجهة الأخرى من الجدار
    تُرمى حُصيات تنبه لينا لوجود روح ما،
    حينما انتبهت لذلك كانت تلك اليد قد أُنهكت من رمي تلك الحُصيات،
    فحينما تبحر لينا في بحر التفكير
    يغدو رسوها صعباً للغاية،
    و شعورها بالمحيط شبه معدم...




    " ســـــــــــارة، ماذا تفعلين هنا؟ في هذا الوقت المتأخر
    كانت نبرة لينا السعيدة و الممزوجة بالحيرة
    جيدة كفاية لاخفاء ما في قلبها،
    لكنه تمثيل ما يلبث إلا أن يُكشف بسهولة
    من قبل سارة التي تجاهد كما كل مرة على اظهار وجه غير منتبه لذلك~

    "جئتُ أتأمل السماء معك، كما تفعلين دائما...
    كانت نبرتها حنون كما العادة …



    للينا مشكلة مع إلتحام جزء من جسدها
    بجزء من جسد شخص آخر،
    لذا تجد نفسها تنفر من العناق و التقبيل
    و تُشدد على ارتداء ملابس طويلة،
    و حينما تضطر فإنها تمسك بقطعة من رداء الطرف الآخر،
    إلا أن هذه المرة أمسكت بيد سارة
    و أخذتها لمكان ما ~

    سارتا قليلاً فانتبهت لينا ليدها
    و سحبتها قائلة: "أعتذر".

    أومأت الأخيرة بأن لا بأس في ذلك.





    التلة المجاورة للمنزل كانت مقصدهما،

    حيث تتضح صفحة الســـــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــاء
    كلوحة زيتية لفنان كرَّس إبداعه فيها،
    فسبحان الخالق…
    صُفَّت النجوم بطريقة خيالية
    كأنما في قصص الأحلام،
    و الشُهب أضفت بهاءً على تلك اللوحة
    تخللتها أمنيات حاولت الفتاتين تمنيها وقت نزول الشهب
    على أملِ أن تتحقق يوماً ~



    ابتدأ لينا بالحديث "سارة..."

    - ............


    - حينما تذهبين للمدينة الكبيرة عديني أن تُحضري حلوى القطن معك حينما تأتين....


    - كما تريدين


    عَلت السعادة وجه لينا:

    - لنبقى على تواصل، ارسلي لي حالما تصلين عن عنوانك الجديد ليتسنى لنا كتابة الرسائل

    فكرت سارة في الحياة المجهولة التي تنتظرها لبرهة قصيرة، ثم قالت: لا تقلقي، سأفعل.




    تأملتا السماء من جديد، لتتمنى كل واحدة للأخرى حياة سعيدة ~
    بعد الجلسة الجميلة عادتا لاحتضان غطائهما

    بمشاعر ممتزجة
    بين السعادة لقضاء وقت ممتع في جلستهما تلك
    و الحزن لأنها واحدة من آخر الجلسات لهما معاً…





    صباحاً ~
    غنَّت الطيور على لحن مضطرب،
    لم يكن ذا إيقاعٍ منظمٍ
    أو صوتٍ شجيٍّ كما اعتادت أن تكون،
    كانت خائفة تصدر انذاراً خاصاً بها
    لتنبأ بقية الطيور،
    لكأنما تنفست أحداثاً حدثت و انفعلت لها
    و تكهنت لأحداثٍ جديدة مجهولة قبل حدوثها بساعات!!



    بعدها بفترة قصيرة~
    هاجت كل الطبيعة و صبَّت غضبها السريع،
    صرصرت الرياح و قلَّعت أشجاراً من جذورها،
    دوَت البروق
    و شقت طريقها لأرضٍ ارتعشت حينما التحمت شحنات البرق الهائلة بها،
    زمجرت الرعود، فانسل أمانٌ كان ساكناً في قلوب قاطني القرية،
    تساقطت شلالات من المطر الغزير
    مصحوبة بالدعاء لأن يحفظ الربُّ القرية،
    كلٌّ حاول حماية كوخه من أن يصيبه مكروه،
    كلٌّ طوَّق أسرته لحمايتها من الهلع...

    في ظل هذا العنفوان العدائيُّ،
    اختبأت لينا تحت الفراش غارقة في عالم آخر ~



    استمر غضب الطبيعة لساعة تقريباً
    قبل أن يُنهي تفريغ ما في أحشائه و يرحل مبتعداً،
    ليعود دفء الشمس رويداً للمكان
    و يفصح عن عشرات الأرقام من الدمار الذي خلفه؛
    منازل انهارت سقوفها البالية،
    مزارع التهمت البروق مزروعاتها،
    أشجار التصقت بأديم الأرض
    و أخرى احترقت،
    خرج الرجال محاولين مساعدة المحتاج،
    و انقاذ الجريح،
    تقديم خدمة تُهدأ خوف الأرواح~




    تسارعت خطى لينا

    للاطمئنان على حال صديقتها سارة،
    و تجاوزت قوى جذب الطين لقدمها،
    فاتسخت الأخيرة بها
    و بمعالم القلق والخوف المترسمة على وجهها
    حينما وصلت لمنزل أسرة سارة الصغيرة
    كان غبار رحيلهم قد خيّم في المكان ~



    عادةً في أوقات الرحيل،
    تتوالى عبارات الوداع على المسامع
    و تنهال الدعوات بالتوفيق و السداد،
    دموع الحزن تشق وجنات البعض،
    و دموع زائفة مجبرة على النزول لدى البعض الآخر،
    و دموع ثالثة ما نزلت إلا لرؤية تساقط الدموع الأخرى ~




    لكن لم يكن لهذا الطقس حضور
    في مراسم وداع أسرة سارة التي اختفت بعيداً عن مرمى الأنظار قبيل الفجر،
    دون كلمة أو حركة ترشد الآخرين لرحيلهم~



    صعقت لينا و جرت للغابة ناحبة إلى اللامعلوم
    حيث التقت ببحيرة النيلوفر لاحقاً~

    لماذا لم تخبرني أنها راحلة؟!

    لماذا لم تخبرني أنه لقاؤنا الأخير؟!
    لماذا أخفت كل ذلك عني في ابتسامة ملاكية عذبة؟!




    أسابيع قليلة
    حولت نهارهما السعيد ذاك تحت المطر
    إلى نهار يجر أطنان حقائب السَّعادة كلها
    و يرحُل بعيداً بلا عودة،
    ليته فقط استطاع سحب مشاعر لينا معه
    و أخذها بعيداً كي لا تُقاسي معاناة الرحيل~





    ~ يـــــــــــــــــتـــــــــــــــــــبـــــــــــ ــــع ~





  6. #26

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,622
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    جميل ما شاء الله
    ربي يوفقك
    استوقفتني كلمة غضب الطبيعة
    هل يصح أن نقول هذا
    شكراً لكِ
    ربي يعااافيك
    في حفظ المولى،،

  7. #27

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    جميل ما شاء الله
    ربي يوفقك
    استوقفتني كلمة غضب الطبيعة
    هل يصح أن نقول هذا
    شكراً لكِ
    ربي يعااافيك
    في حفظ المولى،،

    آمين و يوفقك و الجميع

    أما عن كلمة غضب الطبيعة :
    لا أعتقد أنه يصح قولها، أخبرتني رفيقتي أنه لا يصح و الله أعلم و لم أجد الوقت الكافي لاستبدالها بعد

    بل الشكر لك لتنبيهي

    و في وداعته =)

  8. #28

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    I Like Icon الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (الخُطى التالية)~



    الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (الخُطى التالية)~



    انتصف اليوم و رحلَت الغيوم البيضاء بعيداً إلى اللامعلوم،
    كما ظلت لينا متجهة إلى لامعلوم آخر،
    حتى رست لذكرى عاشرتها قبل أكثر من 4 أعوام ~





    كانت نظرات مضطربة تُرمَق هنا و هناك على مائدة طعام العشاء

    في الكوخ الذي يحتضن لينا و أسرتها
    ليدفئهم من أن يصبحوا مشردين
    كما يفترض بهم أن يدفئوا بعضهم البعض بالحنان
    الذي لم يسبق و أن احتواهم جميعاً من قبل ...



    تشاحبت الأجواء شيئاً بعد شيء،
    و بات الجو جلاداً يشنق كل ابتسامة على وشك الخروج،
    الصمت عمَّ المكان لفترة قصيرة...
    بعدها انبثق شلال من حوار صاخب
    و حديث مضطرب
    من أفواه الجميع تباعاً باستثناء لينا
    التي أخرَست الأجواء صوتها ~



    انصتت لينا لكل الحوارات الساخنة الأولى،
    بعدها صرِّفت إلى غرفتها حاملة كومةً ملغومة من النحيب،
    سرعان ما سقط منها لثقله على قلبها
    فبكت بكاءً مريراً دون أن يُشعر بها أحد
    أو يحتوى أحزانها أيَّ قلبٍ حنون~



    تباينت الأصوات في الخارج حيث عائلتها
    بين صراخ و بكــــــــاء و الصــــــــمــــت،
    في الحين الذي كانت فيه لينا ترتجف
    خوفاً من مصير مجهول ينتظرها
    كما كل فرد من الأسرة في الخارج،
    و بينما كانت تحاول لملمة شتاتها بصعوبة
    غرقت في نوم عميق بمعالم مجهولة المصير ~



    صباح اليوم التالي....

    عمَّ الصمت قبل أن ينفجر بركاناً
    كان ساكناً طوال الليل داخل الكوخ،
    لكنه سرعان ما لبث
    و أن عاد صمتُ ظاهريٌّ المكان
    برحيل شقيق لينا (بيتر) عن المنزل
    كما فعلت شقيقتها الكبرى (ماريا) في اليوم السابق~




    بعدها كل شيء تغير مع مرور الوقت…


    صار والدها صعب المراس،
    سريع الغضب،
    كثير الحرص،
    قليل الحيوية عن السابق،
    و قليل البقاء في المنزل ~



    أما والدتها،
    فكثيرة النصح، كثيرة إزعاج،
    كلما رأت لينا جالسة بمفردها
    أخذتها بوابل من النصائح،
    تعيد فتح الجرح الذي أرادت لينا
    تطهيره من التعفن في قلبها دون فائدة ~



    لينا الصغيرة،
    عمدت الصمت،
    و العمل طوال اليوم،
    بإشغال نفسها هنا و هناك،
    تفكر كثيراً في رحيل أخويها،
    تتقلب في وحل من الألم،
    يتعفن جرح قلبها دون أن تجد مطهراً،
    فهو جرح بطيء الانتشار إلا أنه عميق التأثير...



    يوماً عن يوم...
    باتت لينا تفقد جزءاً من بريق عينيها
    اللتين امتلئتا بالنبض و الحياة في وقت سابق،
    ألتهم الجفاء الصادر من مشاعر الناس اتجاهها
    و عدم قدرتهم على تكفيف أحزانها
    جزءاً كبيراً من دفء باقٍ في قلبها،
    فآثرت الصمت،
    و ابتعدت عن أسرتها
    فصارت تقضي اليوم في غرفتها
    أو في الخارج بمفردها،
    قليلة الاحتكاك مع البشر،
    قليلة اللهو و اللعب...



    هل لشيء أعمق من ألم عميق وجود؟!
    أجل....
    حينما نضمخل في مستنقع من التفكير الراكد اللامنتهي،
    لعدم وجود قلب يستوطن آلامنا،
    و يحتوي معاناتنا،
    حينها يغرق الألم نفسه و ينتهي،
    فيما تتجمع فقاعات كثيرة من التفكيرعلى القلب
    و تشمِّع كل محاولة متفائلة تحاول الخروج،
    العجيب في الأمر أنك تظل على حال هكذا
    لفترة طويلة جداً
    دون الشعور بالقدرة على الامساك
    بغضن قريب و اخراج نفسك منه
    رغم وجود الغضن على مرمى بصرك!!




    مرت على لينا أيام أشبه بالكوابيس المتكررة،
    و ذلك حينما تأتي ماريا برفقة عائلتها،
    فتنزعج لينا منها كثيراً،
    لكنها تصمت و تتلوى ألما،
    و تحادث أختها بجفاء لكونها سبب كل ما حصل،
    أو تخرسها بعبارة واحدة ~






    تعالى نعيق الغربان المحلقة
    في سماء زرقاءٍ بات لونها يتحول للأحمر
    لحظة بلحظة
    ليتحول إزرقاق السماء
    لـ لونٍ بنفسجي مائلٌ للحمرة
    مريحٌ للعين، ساحرٌ للقلب،
    و زهرة النيلوفر البيضاء
    عكست حمرة السماء
    و تراقصت في مكانها
    على ألحان يعزفها نسيم عليل بارد نوعاً ما،
    يحذر من مباغتة الشتاء برقصة فجائية …



    اقتربت لينا من النيلوفر عاشقة لونه،
    متأملة مظهره،
    حينما جاء صوت من خلفها لاهثاً،
    و متعباً، و مرهقاً،
    بالكاد تلفظ باسم لينا
    و استجمع أنفاسه ليقول:
    "لينا، بالله عليك أين كنت؟! بحثت عليك مذ رحلت و لم أجدك"

    اتجهت لينا صوب الصوت
    فإذا بها الفتاة التي تحدثت عن أحجية نقصان لينا من اللعبة،
    تعجبت لينا وتسائل:
    "فيكتوريا، ماذا تفعلين هنا؟! "

    تقدمت فيكتوريا و لتسحب بيد لينا و قائلة:
    "هيا، لنذهب"

    قبل أن تسأل إلى أين و لماذا،
    كانت فيكتوريا تسحبها بقبضة قوية،
    فيم استمرت عيني لينا معلتقتين
    بالزهرة إلى أن تلاشت من ناظريها ~

    - فـكتوريا اتركيني، اتركيني و عودي أدراجك

    - فكتوريا: "لا، لن أفعل"

    - لن أذهب لأي مكان معك، اتركيني ورائك

    تجاهلت فيكتوريا عبارات لينا، لتقول لها:
    - قريباً سيحل شتاء ممطر، ألديك ما يدفئكِ؟! ألديك ما يحول بينك و بين البرد؟!

    بقيت لينا صامتة.. أضافت:
    - أتعلمين، نظن أن ليالي الشتاء باردة، ترتجف أجسادها الهزيلة باكية و خائفة في كل ليلة عاصفة، نتشائم لتساقط الأمطار طوال اليوم بل أحياناً لأيام متتابعة! لا نشتهي إلا مراقبة الشباك و عد قطرات المطر، لكن و دون أن نشعر يحتضننا الربيع بدفئه، و تنسينا جفاء الشتاء... لينا، ألا تحبين الدفء؟ ألا تنتظرين الربيع!!

    - حكاية الربيع كما حكاية الخريف و الصيف، جميعها تشبه حكاية الشتاء، نعيش في موطن لا فصول له، لا دفء فيه، برد قارص يتعلتي الشفاه، كما باطن القلب ~

    - لــيــــنا، تحرري من قيودك، غيري و انطلقي، الشتاء لا يدوم، لابد أن يحل الربيع …

    - فيكتوريا، إني أسيرة فيه، مهما خرجت من قبضته، أجدني لا أزال محـبوسة في قبضان أخرى لا تنتهي~

    - كل ما عليك فعله الآن هو إغلاق عينيك فأخذ نفس عميق، ثم فتح عينيك و النظر للأمام ~

    فعلت لينا ما أخبرتها فيكتوريا عنه،
    و دون أن تشعر أحكمت فيكتوريا قبضتها و أنطلقت بلينا للمدرسة ~





    في كل مرة توارت فيها أفكار مضطربة،
    طردتها لينا بتنهيدة طويلة،
    لكنها لم ترفع بصرها ليتسقيم نظرها،
    كانت مطرقة الوجه،
    شاحبة الملامح،
    كلما حاولت خداع نفسها بالابتسام
    أصيبت بالسوء لنسيانها كيف تبتسم بالأساس!!



    عمق الإيمان بشيء ما ينبع في المرء بسبب عمق التفكير به،
    و قوة الشعور به و تحسسه...
    بقوة أبعاد الألم في دواخل لينا
    لم تتمكن قط من التخلص منها،
    و بسبب عمق تفكيرها فيه
    وقعت في دوامة لامتناهية من الآلام الصغيرة،
    آمنت أنها لا تستحق الابتسام،
    و لا تستحق الحنان،
    لا تستحق العيش بالمشاعر،
    تجردت من الشعور بالرغبة في كل شيء،
    فقدت كل مشاعرها الظاهرية واحداً تلو آخر،
    و هي موقنة حق الإيمان أن العيش هكذا هو أفضل عيش!!



    قاطعت فيكتوريا حديث لينا لذاتها:
    - " لـــيـــنــــ ... "

    انتبهت لينا تجاوزهما لأسوار المدرسة و
    وصولهما للصف
    حيث و للمرة الأولى كان الجميع متواجداً بهدوء،
    و بصوت واحد اعتذروا لها ~



    اختلطت اللامشاعر التي تعتقد لينا وجودها
    بالمشاعر التي آمنت اختفاؤها،
    لمع بريق عينيها بالدموع
    لكنها سرعان ما كذبت على نفسها
    و قالت أنها لا تحتاج لأن تذرفه فأمسكته،
    لكنها لم تنجح في منع ابتسامتها الحقيقية من الخروج ،
    أخذت نفساً قبل أن تطلق عبارة صادقة فحواها:
    " لنذهب للعب من جديد في المرة القادمة " ~

    تبادلت الابتسامات هنا و هناك،
    نظرت لينا لفيكتوريا،
    فابتسمت الأخيرة برقة،
    فتهمس الأولى:
    " فكتوريا لنمضي... "

    بحيرة تسائلت فكتوريا:
    " إلى أين؟! لقد وصلنا للتو" ~

    - هناك ما علينا شد الرحال إليه، رحلة طويلة لا أعرف من أين تُبتدأ؟ لكن مصيرها واضح ~

    -.....؟!

    - رحلة التغيير هي كلُّ ما أريد المضي نحوه ~

    سعدت فيكتوريا بقرار لينا
    و احتضنتها بعبارات التشجيع
    والسعادة و هي تمد بيدها لـ لينا قائلة:
    - سعيدة لأجلك، أنا و كل الرفقاء الذين يهدفون للسعادة سنكون معك، سنساندك، سندعم هدفك، ثقي بي، و هاتِ يدك ~

    ترددت لينا قليلاً لتستجيب لفيكتوريا و هي تشعر بالراحة ~






    يُــــــــــتــــــــــبـــــــــع مع فصل جديد ~




    ملاحظة:
    شكر عميق لكل السعادات التي تمنح دافعاً و حماساً لأن تُسكب الحروف في سطور فارغة، رغم غرق صاحبة الحروف في كومة هائلة من الأوراق المسطرة من المنهج الدراسي، و الأعباء المتراكمة، و عقل مليء باللغة والعلوم و صخب الحياة ~



    و كما دائما أقول/ بالنقد نحسن مهاراتنا ~




  9. #29

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ما أسعدني فصلين *0* !!

    لنا عودة بحول الله :$

  10. #30

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ما أسعدني فصلين *0* !!

    لنا عودة بحول الله :$

    في انتظارك أخيتي

  11. #31

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    رااااااااااائع

    الفصلين مميزين >> عدت لمشاعري تجاه لينا

    الوصف في الفصل الأخير مبهر تبارك الله

    لغتكِ مميزة ذات إيقاع هادئ يتناسب بحق مع التيلوفر

    أنى له أن يترك هذا الأثر

    لا أذكر بأني مررت على أي خطأ فمبارك

    أنتظر التتمة بشوق ووفقكِ الباري في امتحاناتك

  12. #32

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (الدليل)~



    الفتاة و النيلوفر (الدليل) ~


    التغيير هو بوابة هائلة الحجم،
    برونزية اللون،
    بُعدُها ضبابي المعالم،
    يتفرع بعدها طرق كثيرة التشعُّب تقود لنهايات متباينة،
    أغلبها تنتهي بالفشل!!
    ما لم تحدد أي طريق تسلكه بحذر و دقة
    تسير خبط عشواء
    و تستسلم لأول عائق،
    هذا إذا ما لم تسقط قبل البدء حتى!!



    لينا الصغيرة ~
    لم تحدد أي تغيير تنشد،
    لهذا ظلت لأسابيع تبحث هنا و هناك
    عن هدف تسلكه،
    عن طريق تقطعه،
    بل عن حياة تعيشها حتى الممات وتكون راضية بعد الممات ~




    الجو بات يبرد شيئاً فشيئاً،

    و لو أنها تعيش في بيئة تكاد فصولها الأربعة تشابه فصلاً واحداً،
    لكن الشتاء متقلِّب كثيراً
    بين صمت و عنفوان،
    و هدوء و اضطراب~



    ارتدت لينا وشاحها الدافئ
    و حملت مظلتها البسيطة
    لتنطلق للمدرسة،
    على أمل أن تجد مفتاح التغيير الذي تنشده ~



    صمت عجيب في القاعة الصفية
    التي تكتنف إحدى عشرة طالباً و طالبة،
    أجساد منهارة رؤوسها على الطاولات،
    و أعين لا تتمنى إلا النوم
    لكأنما نزعت الأجواء الرعدية
    في الليلة السابقة حبال الطلاب الصوتية
    فبات التلفظ بالحرف مستحيلاً ~



    قلبت لينا بصرها في كل أنحاء المكان،
    حتى وجدت كتاباً في يد فيكتوريا
    يلهم عنوانه الجميل العقل للتفكير،
    و تشهي حروفه أي عابر ليلتهمها،
    كيف لا و الكتاب الجميل عنون بـعنوان مغريّ
    ألا و هو "طريق السعادة" ~





    السعادة،
    كلمة لطالما تجلت في عينيّ الصغيرة
    منذ 4 أعوام،
    كيف تبدو؟
    ما معالمها؟
    و ما سبيلُ الوصول إليها؟
    كلها أسئلة متكررة
    طافت بعقل لينا مراراً وتكراراً
    و لم تجد إجابة شافية لها،
    أحايين تظن أنها لا تحتاجه
    بل لا تستحقه!!
    و أحايين أخرى
    تشتهيه
    كما يشتهي طفل فتح الهدايا المقدمة إليه
    في ذكرى يوم مولده بشغف،
    لم يكن موقفها محدداً حينما قررت استعارة الكتاب
    فقلبها يريد التعرف إليه
    فيما عقلها يرغب في البحث عن تغرة فيه
    إيماناً بألا وجود للسعادة لها في الدنيا ~



    تحكي الرواية تفاصيل البحث عن السعادة،
    طريق طويل في بقاع الأرض جابها جورج
    لأجل استقصاء السعادة التي يناشدها،
    نَبَّشَ هنا و هناك،
    و التقط الكثير
    حتى ما لبث و أن اقتنع قلبه
    لطريقٍ بات يؤمن إيماناً قاطعاً
    أنها السعادة الحقيقة
    التي طالما سئم من الحصول عليها
    حتى كاد أن ينتحر!!



    هنا تبدلت مشاعر الفتاة الصغيرة - لينا -،
    و قَنِعَ عقلها بوجود مصطلح اسمه السعادة،
    شعرت أنها تريد أن تنطلق،
    تريد سير الطريق ذاتها بطريقتها الخاصة،
    صِدقاً طريق السعادة ساطعٌ أمام البشر،
    واضح لمن يُقَرَّ بوجوده و ينشُد بلوغه،
    و على الرغم من أنه جليٌّ للعيان
    إلا أنهم قرروا بأنفسهم إعماء طريقهم إليه ~





    في رحلة تأملية،
    بجوار بركة النيلوفر،
    و المحيط لَيلِيُّ التفاصيل،
    هالاته ساكنةٌ
    تجعل المرء يسبح في خيالاته الوردية
    لعوالم تحقق فيها كل الأمنيات ~
    حدقت لينا مطولاً للزهرة كما المياه،
    تنظر إلى لا شيء
    و عقلها يفتش عن نقطة أمل،
    هذه النقطة التي تختلف عن أي نقاط الأخرى،
    لأنها نقطة تنهى أعوام من الظلمة الحالكة
    و تبدأ أعواماً ذهبيةً في حياة لينا كما تترقب ~



    وسط هذا السكون،
    وصلت لينا لتلك النقطة،
    نقطة أمل سيوصلها للمراد،
    إن أرادت السعادة حقاً
    فعليها أن تجاهد للحصول عليها
    مهما ظنت أنها صعبة المنال،
    بالإرادة و العزيمة و الثقة بالرب ستُكَفِّل تمهيد طريق الوصول إليها
    إن كانت السعادة بالنسبة لها هي
    إيجاد سارة فعليها أن تخوض غماره بسائر طاقتها ~




    في ذاك الليل،

    تجلى طيف سارة أمام مرأى لينا كثيراً قبيل النوم،
    شعرت بالحرقة و الرغبة في البكاء
    و هي تفكر في رسالة سارة التي لم تصلها بعد،
    أهناك ما شغلها عن إرساله!
    أهي بخير بعد مرور كل هذه الفترة!!

    " رحماك يا رباه ، أبصر لي طريق الوصول إليها ، و طمئني عليها " ،
    هكذا دعت لينا من أعماقها ~



    و كما حام طيف سارة للينا وهي مستيقظة
    جاب أنحاءها وهي نائمة أيضاً،
    كانت ترى في منامها الرؤيا ذاتها في كل مرة،
    وهي أن سارة قد أرسلت رسالة
    تحمل بشرى سعيدة في طياتها،
    بأسلوب رقيق و ناعم،
    يرسم بسمة في شفاه لينا
    فتنبسطت أسارير وجهها و تتهلل،
    لكنها في الواقع تقلبت كثيراً
    بين مشاعرها القلقة
    و محاولة إيجاد عذر لغيابها لطويل~



    صباحاً،
    كان يوماً صافياً و هادئاً،
    داعبت موسيقى الطبيعة
    و دغدت قلب لينا التي استيقظت على إثر ألحانها العذبة،
    حيث سمعت صوت العصافير تزقزق لهواً في الخارج
    و انصتت لصوت حفيف الأشجار المتراقصة بانسجام،
    فاستيقظت مسرورة لحنانهما عليها،
    لكن قلقها سرعان ما لبث أن يطرق أبواب قلبها…



    لم تنزاح من فراشها قيد أُنمة،
    نظرت للسقف المقشر صبغه،
    الميسور حاله،
    مسترجعة المشهد
    حينما طلبت من سارة أن ترسل لها الرسائل،
    و بكل أسى لم تتلقى واحدة للآن،
    رغم انقضاء أشهر طويلة على رحيلها،
    سوى بضع إشاعات يتناقلها أهل القرية
    عن مصير العائلة المنكوب،
    فإن أرادت هي حقاً أن تجد سارة
    فعليها أن تجد دليلاً يرشدها إليها ~



    استمرت في تحديقها للسقف،حائرة،
    فقد عزمت التغيير بلا ملامح محددة،
    كيف تمضي بلا دليل؟!
    أي طريق تسلك دون وجوده؟
    ما قد يحمل الدليل؟!
    من قد يعين بعد إيجاده؟!
    و هل ستصل لينا إلى نهاية طريقها؟!
    فكما تدرك لينا تماماً
    إيجاد سارة ليست بالمهمة السهلة مطلقاً،
    لكنها مع اليقين بإيجادها لن يستحيل عليها شيء،


    فجأة... قطع فيليكس حبل أفكارها
    ليعلمها أنها ستتأخر من المدرسة،
    فقفزت من الفراش تحضر لها ~




    قبل أن تندفع لينا للمدرسة،

    صارت تتأكد من صندوق البريد
    مترقبة رسالة سارة
    كما تفعل الأمر ذاته بعد عودتها،
    و هذه المرة لم تكن كأي مرة،
    صدقت رؤياها
    و وجدت رسالة سارة التي انتظرتها طويلاً،
    قرأتها سريعاً بحماس و سعادة و صارت بها إلى المدرسة ~



    هناك،
    تحاورت لينا مع فيكتوريا
    عن الرسالة بشغف،
    و عن سعادتها لقرائته،
    فقالت فيكتوريا: " نبشي في الدليل، ففيه ستجدين إجاباتك" ~
    ماذا تنبش في الدليل؟
    بل، ما قد يكون الدليل، أرسالة كهذه تحوي الكثير؟
    أيعقل أن تجد فيه شيئاً إذا ما استطالته و بحثت في طياته!
    حتى إذا ما استطلعته، فيمَ تبحث بالضبط؟!




    لاحقاً،

    بعد المدرسة،
    توجهت لبركة النيلوفر
    حيث المتعة للعينين و راحة للقلب،
    فتحت الرسالة من جديد
    لتقرأها
    مرة فمرة،
    فمرة أخرى،
    تقف عند بعض الأسطر
    لتعيد قرائتها و تأملها،
    وفي كل مرة تعتقد أنها توصلت لشيء
    كانت تشعر بالإنشراح،
    و راحة يرسلها ربها إلى قلبها،
    ختمته و ضيق في صدرها قد انزاح،
    و طريق الوصول لسارة عانق أعظم أهدافها ~




    يُــــــــــتــــــــــبـــــــــع ~



    ملاحظات:


    • الحمد لله حق حمده أن فرج هذا الفصل، بعد إنقطاع قصير عن الكتابة بسبب الظروف ~
    • كتاب " طريق السعادة"، هو كتاب له وجود حقاً، أنصحكم باقتنائه و قرائته لأنه بحق رائع جداً لكن بعد معرفة مصير لينا ~
    • لمن ينتابه الفضول لمعرفة نبذة عن الكتاب فالرابط موجود على عنوان الكتاب سيوصلكم إلى نبذة عنه بحسب ما دونته رفيقتي، أو من الرابط التالي لموقع الكتاب الأصلي حيث النسخة الألكترونية للكتاب: path-2-happiness ~




  13. #33

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    وما أجمل أن يحظى المرء بوجبة كهذه في أول أيام الإجازة

    لي عودة بعد القراءة بحول الله :$

  14. #34

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    آمل أن تكون الوجبة لذيذة الطعم، آسرة القلب، تشهي لمزيد قادم بحول الله في أقرب وقت ~

    في انتظاركِ غاليتي ~

  15. #35

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    فصل مبهرج بألوان السعادة هذه المرة! لم أتوقع أن يعود لسارة ذكر، حتى إني كنتُ قد حذفتُها من ذاكرتي من قبل فاضطررتُ للتنقيب بعض الوقت للبحث عن رفاتها وتذكر من تكون ^^". خلا هذا الفصل من التوتر والصراعات النفسية التي كانت تمر بها البطلة في الفصول السابقة، وهذا أمرٌ مريح من جهة، ويُشعر بالشوق قليلاً إلى نكهة الفصول السابقة (أمزح! لا تقتلي جميع أصدقائها في الفصل القادم! XD). شكرًا لمتابعتك سكب هذا الحبر اللذيذ، وإمتاعنا بقراءة ما تخطه يداك، وشكرًا على تعريفنا برواية "طريق السعادة"؛ تبدو رواية لا تُفوّت وعسى أن أقرأها قريبًا.

    بانتظار الفصل القادم



  16. #36

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    عودة

    لكِ نظرة تأملية مميزة عجيبة

    أحببتُ المدخل وأعدته مرارًا حتى خشيت ألا أكمل ما بعده

    الربط بين الرواية والكتاب فكرة ذكية

    بالبداية خلطت بين جورج هذا وجورج الآخر الذي بقي 9 سنوات يبحث عن الله حتى وجده

    يجب أن تكتبي دائمًا هنا فلم أشبع بعد من الأسلوب الوصفي تبارك الله

    تفوقتِ على نفسكِ هنا فمارك

    أتطلع للقادم ~

  17. #37

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    أخي poirot ~

    فصل مبهرج بألوان السعادة هذه المرة! لم أتوقع أن يعود لسارة ذكر، حتى إني كنتُ قد حذفتُها من ذاكرتي من قبل فاضطررتُ للتنقيب بعض الوقت للبحث عن رفاتها وتذكر من تكون ^^"
    أحرص على ألا تنساها من جديد :$

    خلا هذا الفصل من التوتر والصراعات النفسية التي كانت تمر بها البطلة في الفصول السابقة، وهذا أمرٌ مريح من جهة، ويُشعر بالشوق قليلاً إلى نكهة الفصول السابقة (أمزح! لا تقتلي جميع أصدقائها في الفصل القادم! XD)
    هل يا ترى ستتوقف الصراعات عن الاحتدام حتى بعد معرفتها طريق سعادتها!!
    هههههههـ، أضحك الله سنك أخي

    شكرًا لمتابعتك سكب هذا الحبر اللذيذ، وإمتاعنا بقراءة ما تخطه يداك، وشكرًا على تعريفنا برواية "طريق السعادة"؛ تبدو رواية لا تُفوّت وعسى أن أقرأها قريبًا.

    بانتظار الفصل القادم
    بل الشكر لك لقرائتك الدائمة ^__^
    بإذن الله لن أتوقف في منتصفها، لدي الكثير و الكثير و الكثير لتدوينه =)
    و بانتظاره أيضاً فملامحه لم تظهر بصورة واضحة في عقلي حتى اللحظة T_T


  18. #38

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    أخيتي أثير ...

    عودة
    أهلاً بعودتكـ ، أنرتِ

    لكِ نظرة تأملية مميزة عجيبة

    أحببتُ المدخل وأعدته مرارًا حتى خشيت ألا أكمل ما بعده


    الحمد لله حق حمده

    الربط بين الرواية والكتاب فكرة ذكية

    بالبداية خلطت بين جورج هذا وجورج الآخر الذي بقي 9 سنوات يبحث عن الله حتى وجده


    جميل، في البداية شعرت أنه سيكون غريباً، لكن أظنه سيغدو كذلك لمن يندفع فضولا لقراءة الرواية قبل أن أنهي الحكاية، إذ لن يبقى المجهول مجهولاً و لن تكون التساؤلات بنفس مستواها *_*

    رجاء خالص، اكبحوا فضولكم T_T

    يجب أن تكتبي دائمًا هنا فلم أشبع بعد من الأسلوب الوصفي تبارك الله

    تفوقتِ على نفسكِ هنا فمارك

    أتطلع للقادم ~


    بإذن الله تعالى
    أتتصورين، أحياناً أتساءل، ألم تنتهي أوصافي بعد !^_^ ؟؟!!
    أفكر في كتابة قصص غيرها إذا كتب ربي أن تظهر، و أنشر كتاباً

    الحمد لله حتى يرضى و عند الرضا و بعد الرضا~
    هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر

    و أتطلع إليه أكثر منكِ ، يا ترى كيف سيبدو؟!



  19. #39

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (أوكسجين الحياة)~


    كيف الحال جميعاً!!
    مضى وقت طويل مذ آخر مرة حملت فيها فصلاً و لا عذر أملكه يبرر تاخري

    رغم مرور فترة طويلة على بقاء الجزء الأكبر من فصل اليوم في المسودة إلا أن طريقة إنهاءه كانت صعبة
    تكاثرت الاحتمالات التي رغبت في إنهاء الفصل، حتى استقريت على شيء لم يكن من الاحتمالات التي وضعتها أصلا!!
    ربما يكون هذا الفصل مختلفاً عن سابقه، فالوصف كان أكثر من الأحداث
    لكن الفصول القادمة بإذن الله تخفي الكثير من الأحداث ...

    أطلت في المقدمة ~
    تلذذوا ^_^



    الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر (أوكسجين الحياة)~



    انقضى كثيرٌ من الليل،
    و بقيَ ثلثه الأخير،
    صرَّحت الديوك بذلك
    بصياحها المتتابع،

    استيقظت لينا من نومها
    برأس مُثقَلٍ بالصداع
    و قلب يحمل في أحشاءه طيف سارة
    الذي أبى إلا أن يستوطنه منذ أيام!!



    الخروج من الغرفة الصغيرة لسقف المنزل،
    كالخروج من الحرب منتصراً دون أدنى إصابة
    بعد احتلال الأخوين الغرفة!!
    حاولت أقدام لينا
    تفادى دعسها للأخوين بصعوبة بالغة
    وسط الظلام

    و هذه المرة وصلت للنهاية
    بلا أصابة جسيمة واقعة ~



    حينما أدارت ببطء مقبض الباب جاء صوت من خلفها
    يقول بحزن: "ماما، عودي إلينا"
    تجمَّدت لينا الصغيرةُ في مكانها
    و أخفضت رأسها،
    قد يكونا مزعجين،
    كثير التعلق حد الخنق بها في الآونة الأخيرة،
    إلا أن وراء أقنعتهما الصباحية المتهللة
    وجهين حزينين لرحيل أمهما
    وجعين يحنان عودتها!!
    همست لينا: " كم أنت غبية يا أختي" ~






    أوشك الشتاء
    عن الغروب عن أراضي القرية،
    لِيقبِلَ الربيع ضاحكاً مسروراً،
    بات الجو يعتدل رويداً رويداً
    كما أصبح اللون الأخضر اليانع
    ينسلل من الأرض إلى أعالي الأشجار
    مصحوباً بأولى تباشير المحاصيل المنتظرة~



    تسلقت لينا الصغيرة الدرج
    بغية نشود السقف،
    حالما وصلت
    رمت بكل أثقال الحياة جانباً قدر ما استطاعت،
    و استلقت تراقب السماء التي افتقدت القمر،
    لكن كما كل ليلة شبيهة هكذه،
    يزداد ألقُ النجوم بازدياد الظلام ~



    تذكرت كم مرة
    حاولت إحصاء النجوم في صغرها،
    و العجيب في الأمر أنها كلما تَعُد مجموعة منها
    تظهر من بينها نجمة لم تشاهدها من قبل،
    فتعيد العد من جديد
    إلى أن تتعب من التكرار،
    فتتوقف عن التفكير عن عد النجوم
    و تنزل من سقف المنزل …



    حينما كبرت أكثر،
    أدركت أنه من المستحيل عد النجوم،
    لهُئُول أعدادها و تباين مواعيد ظهورها،
    رغم ذلك تدرك أن النجوم ليست موضوعة باهمال هنا و هناك،
    لكن و بسبب أنها لا تفقَهُ في الفلك شيئاً ترى النجوم كلها سواء ~



    سويعات قليلة،
    و انتشر النهار
    حاملاً وقوداً من النشاط يُسكب على القرية سكباً،
    أناسها و دوابها،
    كبارها و صغارها،
    الجميع دونما استثناء...



    من السقف،
    شاهدت لينا
    كيف تحول السكون إلى حركة
    و كيف دبَّ الحياة المساحات الشاسِعة لأراضي القرية،
    آلات تتحركُ في الآفاق،
    أجساد قوية تَعمل على نثر البذور
    و أخرى ترعى المواشي،
    كُلُّ في مزرعته منهمك في عمله،
    و إذا ما انتهى آخر باكراً
    حمل بجسده المرهق ليعين الأيادي العاملة في مزرعته أو المزرعة المجاورة
    لينهي الجميع أعمالهم الشاقة قبيل حلول الظلام ~



    على المدى الأقرب،
    يتنزه كبار السن في ممرات القرية الترابية،
    يحيون بابتسامة عريضة كل شخص يصادفونه،
    بعضهم أنهكَ طول زمانه طاقته
    فجلس أمام بابه يراقب الحياة
    مسترجعاً جمال لحظات عاشها في طفولته
    على هذه البُقعة،
    و بعضهم تراهم
    فتحسب الشباب يسري في عروقهم،
    طاقة ونشاط و قدرة سبحان الخالق أعلم بمصدرهم
    على الرغم من سلب الزمان غالب أعمارهم~



    و الأطفال أيضاً
    أضفوا لمسات على لوحة الحياة في القرية
    بانتشارهم في الساحة،
    أغلبهم لم تتجاوز أعمارهم السابعة،
    يركضون هنا و هناكَ
    و أصوات برائتهم تصدح الأجواء،
    و آخرون يرافقون أمهاتهم اللاتي يتحملنَّ دِلاءَ خشبية الصنع
    تختزن جالونات من المياه تكفي لسويعات معدودة،
    لتعود مهمة جلب المياه الشَّاقة على عاتقهن من جديد ~



    رؤية كل هذا النشاط
    يشعركَ حقاً أن الربيع هنا،
    السلام هنا،
    الربيع حلَّ قلوبهم
    قبل أن يحلَّ أرضهم الطيبة المليئة بالخيرات ~



    عَلت الأصوات المنادية باسم لينا،
    تحُثُّها على الخروج من مخبأها،
    نزلت على مهل
    متمنيَّة لو أنها تظل على السقف حتى الغروب
    لتكمل تصور منظر القرية كاملاً،
    استمعت لصوت فيكتوريا تقول: " صباح الخير" ~

    تجاوزت لينا الدرجات الأخيرة
    بقفزة مجنونة مفاجئة،
    نفضت الغبار عن يدها
    و هي تلمح ملابس النوم التي ترتديها،
    سريعاً نظرت لفيكتوريا مبتسمة
    و أجابت : "صباح السعادة"

    ثم أضافت: " فقدت الشعور بالوقت بينما كنت أتأمل الأجواء"

    - كيف فقدت الشعور بالوقت يا فتاة!! الوقت مهم و لا ثانية لنضيعها!!

    - دقائق و آتيك


    لم تهتم لينا بالإجابة
    و هرعت لغرفتها تستبدل ثيابها
    رغم أن الوقت عند لينا دقيق جداً،
    إلا أن التأمل و التفكر يفقدانها بوصلة الشعور به،
    فتغدو الساعات ثوان في توقيتها البيولوجي،
    و الأيام سويعات معدودة...







    السكوت،
    كان تعبير لينا الوحيد
    إزاء النصائح التي تكررت على مسامعها
    للمرة السابعة بعد المليون
    كما ادّعت لينا مجازاً،
    أطلقتها شفاه أمها،
    لم تكن بحاجة قط إلى أن تصغي،
    فالكلمات ذاتها،
    و اللحن ذاته،
    الأسلوب ذاته،
    و نبرة الصوت كذلك ذاتها،
    سريعاً شعرت بالضجر
    من كل هذه النصائح التي تنعتها بالغبية،
    أتقنت دور المتأخر عن موكب الوقت
    و طارت مع فيكتوريا نحو الحافلة ~



    لينا و فيكتوريا
    قررتا السفر إلى المدينة
    لإكمال الدراسة
    و عيش حياة تؤمن لهما مستقبلاً باهراً،
    أصرتا بشدة
    على تحمل مشقة الذهاب للمدينة
    لتلقي تعليم جيد
    بدلاً من البقاء في المنزل،
    فقريتهم الصغيرة
    لا تحوي مدرسة متوسطة،
    و لأنها المرة الأولى للينا
    كانت الهواجس تترائى في مخيلها تباعاً،
    بالطبع لم تنسَ لينا هدفها الأساسي
    و هو إيجاد سارة ~




    انطلقت الحافلة،
    في رحلة تستمر على الأقل ليوم و بضع سويعات،
    قبل أن تبدأ رحلة جديدة تدعى بالبحث عن موقع السكن!



    كانت القرية تبتعد،
    تصغر مساحتها في مرمى بصر من يلتف نحو النافذة الخلفية للحافلة
    التي قضى الزمان و سوء الطريق على أناقتها،
    لم تهتم لينا أو فيكتوريا للرؤية أطلال ذكرياتهما
    لكنهما بين فترة و أخرى تلصصتا النظر
    لرؤية كم صارت الحافلة بعيدة عن القرية،
    و بمجرد أن تلاشت القرية
    و صار رؤيتها مستحيلاً،
    غطت لينا في نوم عميق...



    "لين... استيقظي...لين"،

    تتابع اسمها على لسان فيكتوريا التي تحاول إيقاظها،
    فتحت الأخيرة عينيها بصعوبة
    لتسمع صوت فيكتوريا: " أخيراً استيقظت... تعطلت الحافلة بضع مرات و لم تشعري بذلك أبداً"

    نظرت لينا لفيكتوريا لثوانٍ قبل أن تستوعب الكلمات الأخيرة التي استمعت إليها،
    فقالت: " كنت متعبة للغاية، متى سنصل؟!"

    - لا يزال مشورانا طويل، توقفنا لساعتين و الآن فقط استجابت المحركات لأوامر السائق...

    - يبدو أن دربنا سيطول...

    تنهدت لينا تنهيدة قصيرة، و كانت تعابير فيكتوريا تقول بأسى: "أجل، سيطول كثيراً".



    كانت الرحلة مأساوية الوطأة،
    مضطربة الحالة،
    بين تحرك الحافلة لبضع سويعات
    وتوقفها ساعات أخرى كثيرة..
    عانت لينا من إعياء شديد،
    تبعه الأرق و فقدان تام للشهية،
    سائت حالتها كثيراً،
    فما كان منهما إلا أن تترجلا من الحافلة
    دون إكمال الرحلة بعد يومين من البقاء فيها
    دون أن تبلغا نصف مقصدهما!!



    حملت لينا نفسها بجل طاقتها المتبقية
    إلى نُزل تقليدي قديم بمساعدة فيكتوريا،
    تمكنتا من الحصول على غرفة تأويهما من النوم عاريتين في الشارع...



    مر يومان على إقامتهما في النزل،
    تحسنت صحة لينا كثيراً
    بحصولها على الراحة و النوم جيداً،
    وفي صباح اليوم الثالث،
    استفاقت لينا من نومها،
    و عادت الحيوية إلى وجهها الذي كان شاحباً
    و أوشك أن يشيب بسبب وساوسها و هذيانها المتواصل



    قضت لينا الصباح الباكر
    أمام النافذة تنظر للسماء
    في الخارج
    بينما عقلها يحاول إعادة تركيب جميع المشاهد
    التي مرت بها حتى الآن،
    بدءاً من حادثة المنزل،
    تحولها،
    رحيل سارة عنها،
    تعرفها على بركة النيلوفر،
    الصمت الذي صاحبته فعشقته،
    مروراً بقرارها للتغيير،
    و الموقف الذي جرى لها بسبب لعبة الأختباء و البحث
    و الذي بقدرة الخالق تبدل إلى أمل بمصادقتها لفيكتوريا،
    ثم قرارها القوي للبحث عن السعادة
    و الذي تابعه إيجادها لدليل يقودها إلى سارة،
    فتخرجها من المدرسة الابتدائية
    و ها هي في طريقها للبحث عن سارة فعلياً
    و الإلتحاق بالمدرسة المتوسطة
    في المدينة المجاورة التي حضرت ذاك المهرجان فيه...



    كان التفاؤل قد عاد يحوم حولها،
    و يهمس في أذنها بعباراته الرقيقة المعتادة،
    بعدما غاب عنها لفترة
    فعانت إثر غيابه بالأرق،
    ابتسمت و هي تستمع إليه يحدثها بصوتها الداخلي،
    و عاتبته بلين لاختفاءه المفاجئ،
    و أخيراً دعته برقة لئلا يغيب عنها،
    فهي في حاجة ماسة إليه لتبلغ هدفها...



    بعد تلك الدعوة،
    أخذت لينا نفساً طويلاً و
    جددت الهواء في قلبها
    الذي كان مشحوناً بالطاقة السلبية
    بسحب كمية كبيرة من أوكسجين الحياة،
    ألا هو التفاؤل...





    أنتهى الفصل

    ترقبوا القادم بإذن الله تعالى


  20. #40

    الصورة الرمزية تشيهايا

    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المـشـــاركــات
    242
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

    لم اتوقع ان هناك الكثير من الفصول صراحة صدمت ههه لست معتادة على ذلك ، رويدا رويدا علي !
    اسلوبك في الكتابة رائع لا ادري ان كانت وجهة نظري صحيحة لكنه قريب على اسلوب الشعر الحديث ! ممم اعتذر لعدم فقهي باللغة العربية سواء قواعد او آدب
    لكني احب الكتابة واحب اللغة العربية ، بعبارة اخرى لدي تقصير في الدراسه هههه

    " ليس علي البكاء، ستعودين إليّ، و ستزهرين من جديد عما قريب، لتنعمي في سباتك بينما أواجه قسوة الحياة بقوة، سأمضي، فلأي شيء أكترث؟! سأخطو للأمام مهما كان طريقي وعراً..."


    اعجبتني هذه العبارة، كل ما كتبته رائع ، لكن الجمل التي بها قوة بهذه الصورة واكثر تعجبني كثيرا
    ------

    فإن العقل اللاواعي يلعب دوراً مهماً في هذه الأحاديث

    العقل اللاواعي بالفعل يلعب دورا كبيراً لكن، ان كانت النفس متعبة فستجدين الكلام المحبط واليأس كله يذهب الى العقل الباطني يرسخ به وفي يوم غير متوقع ترين ان امامك كله فشل ! وكله حزن ! اذا اعتدت على الاجواء المفرحة والتفاؤل ورددت دوما مع نفسك انا سعيدة ، لا اكترث لشيء مهما كان ، لا اهتم لكلام الاخرين ، لا ابالي للجروح ، وكثير من العبارات التي ترفع المعنويات ستجدين ذات يوم نفسك متأملة ناضجة ، واعية ، لان كله يذهب للعقل اللاواعي دون ادراك منا ^^

    سأكمل القراءة ان شاء الله حينما افرغ من عملي ، تابعي السرد فإن القصة رائعة جدا





صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...