حسن الظن بالله ( في قصصهم عبرة )

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي حسن الظن بالله ( في قصصهم عبرة )







    الليلة ليلة صيف اشتد فيها الهجير وترصعت السماء بنجومها اللامعة وساد السكون أرجاء المكان

    وقف شاب في مقتبل العمر قرب إحدى النوافذ تطالعة صورة شاب معذب قد ألمت به الفواجع وأنهك الحزن ووطأت الذنب محياه

    كانت عيناه شاخصة إلى السماء ترجو إلهاً لا ينام ورباً عالماً بما أخفى الأنام

    "
    اللهم أني أشهد نجوم السماء التي أناجيها بأسراري وأزهار الحدائق التي شهدت أحزاني بأني سأعترف لهم بجرمي وأخبرهم أني مسبب فاجعتهم

    أني أنا من سحق زهرتهم وبعثر وريقاتها على أطراف الطريق

    إلهي أنت أعلم بحالي وتعلم أني لم أتقصد الأمر لم أكن مسرعاً بطيشٍ أو لاهياً بأرواح العباد

    لكن فكري قد شتته آهة ألم عميقة خلفي التفتّ فرأيت والدتي مغمى عليها فطاش عقلي

    وبدل أن أبطئ السرعة أخطأت وضاعفتها فكانت غلطتي تعادل حياة ،

    فاستبد بي الخوف على والدتي من جهة وربما أكون قد قتلت الفتاة من جهة أخرى والسجن بانتظاري

    وأمي الراقد في الخلف والتي يجب أن أوصلها بسرعة إلى المشفى وإلا خسرتها إلى الأبد

    في أثناء تواجدي في المشفى أحضروا ضحيتي ، وهناك قابلت ذويها

    واسيت حزنهم وكأن لي الحق بذلك أحسست بنفسي من أهل النفاق فأنا أشاركهم الحزن والبكاء مع علمي بأنني سببه لكن يعلم الله أن حزني صادق

    لكم تألمت وأنا أرى لوعة أبيها وأسمع نحيب أمها ، رباه فلتجب ابتهالاتي وارحم بحالي فقد أصبح ليلي موصول بنهاري
    قد غادر الكرى عيوني ولم أذق للنوم طعماً إلا لحظات تقطع بكابوس عن الحادث ، رباه أنا راضٍ بهذا إن كان ثمناً لبقاءها على قيد الحياة

    إلهي رفقاً بتلك الوالدة التي تنتظر عودتي لآتيها بدوائها إلهي لا تجعلني سبب موت هذه الصبية أللهم شافها يا شافي الأمراض وعافها يا رحيم بالعباد
    "

    قاطع رجاءه ونحيب صمته بكاء يأس وأسى لم يلتفت فهو يعلم الجواب "
    لقد ماتت "

    فكان الناظر إليه يخاله يصرخ مستنجداً وذلك مما يراه في تلك العيون المعذبة من أسى ورعب

    للحظات توقف قلبه عندما تراكض الأطباء إلى العناية المشددة التفت إلى "
    جمال " والد الصبية " آية " وكلمه في شرود

    "
    ماذا حدث " وهو شبه متأكد من الإجابة " لقد توقف قلبها وسمعنا صفير الجهاز " .

    مشى كالمخدر ونظر من خلف الزجاج فشاهد الأطباء يصدموها بذلك الجهاز الكهربائي إذن لم يقطع الأمل رباه

    والتمعت عيناه ببريق أمل ورجاء وناشد نفسه "
    يجب أن نحسن الظن بالله فهو عند ظن عبده يجيبه إذا دعاه "

    رجع إلى والد الصبية وربت على كتفه قائلا : "
    ما هذا يا رجل لم هذا القنوط وليكن أملك بالله فهو عند ظن عبده

    فأيقن أن رحمته ستشملك فإبنتك لا زالت على قيد الحياة فقم نتوضأ ونصلي لله ركعتين ونسأل الله لها الشفاء
    "

    ساعد الرجل على الوقف وتركه يذهب ليتوضأ وعندها رن هاتفه النقال إنها والدته

    "
    أهلاً أمي هل أنتِ بخير ؟ "

    "
    نعم أنا بخير لكن أينك بني لقد انتصف الليل "

    "
    آه يا أمي أتذكرين إبنة صديقي التي أخبرتكِ عنها ؟ لقد ساءت حالتها وأنا الآن مع والديها لربما احتاجا إلى مساعد ، كيف تشعرين أنتِ هل تشكين من شيء هل تشعرين بالتعب "

    "
    مهلك يا فتى أنا بخير اتصلت لأطمئن عليك فقط ، والآن علمت سبب تأخرك وإني لأشفق على تلك العائلة ، هل هناك ما أستطيع المساعدة به "

    "
    نعم أماه أسألكِ الدعاء لها ، فلو رأيت حالهم لبكيت دماً بدل الدموع لو سمعت نحيب أمها عندما تدعوها بـ زنبقتي

    زنبق قد ذبلت كل وريقاته وبدل قطرات الندى كانت دماء، وكأنما الزنبق كأس للدماء لا للندى
    "

    "
    ماهذا يا فتى هل هذا قنوط ما يستتر بين الأنين ؟ حذار بني من القنوط فهو الطريق إلى الهوان "

    "
    كلا أماه أعوذ بالله أن أكون من القانطين ، لكن حزني من تكلم ليس قلبي ، فلتعذري جزعي وقلة صبري .. والآن أستودعكِ الله "


    شارك وائل جمالاً الصلاة ثم رفع يديه بالدعاء والإبتهال وكله يقين برحمة الله وأن لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

    مرت الدقائق بطيئة لم يفه الإثنان بكلمة فكان جمال واقفاً عند الزجاج الفاصل بينهم وبين الفتاة

    والشاب وائل مكتوف اليدين على بعد أربع خطوات منه وفجأة فتح الباب وخرج الطبيب يمتلئ وجهه بشراً ونظر إلى جمال

    "
    الحمد لله لقد تجاوزت ابنتك مرحلة الخطر وعادت دقات قلبها تنبض بانتظام وتنفسها أصبح طبيعياً لقد اقتربنا من خسارتها لكن ربك أرحم الراحمين "






    الخاتمة


    لم تسع الأرض وائلاً لقد استجاب الله لابتهالات قلبه ودعوات لسانه

    شفيت الفتاة وعفا عنه ذويها وغفروا له ما حدث

    لما رأوه منه من أدب وخلق ودين وكذا بره بوالدته وخوفه عليها

    فلم لا يغفروا له وقد شافا الله ابنتهم واستجاب لدعائهم فهو الكريم القائل "
    والعافين عن الناس " وشكراً لله قد عفوا عنه لكنه يعلم أن ما نجاه هو حسن ظنه بالله









  2. #2

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حسن الظن بالله ( في قصصهم عبرة )

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    تبارك الرحمن .. الله يعطيكِ ألف عافية أستاذتي الكريمة :")

    لنا عودة .. وذكروني إن تأخرت فحجوزاتي في هذا المنتدى كفيلةٌ بطردي من هنا xD


  3. #3

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حسن الظن بالله ( في قصصهم عبرة )

    شكراً لك أستاذي قد زادني شرفٌ بديع مرورك ....ومثلك لا يحتاج لتذكير فأنت لها .... سأنتظر التعقيب .....حماك الله

  4. #4

    الصورة الرمزية عاشقة ران ب

    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المـشـــاركــات
    59
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حسن الظن بالله ( في قصصهم عبرة )

    بارك الله فيك على الموضوع
    تسلم اناااملك

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...