كلٌ يرى الناس بعين طبعه ! .. الجولة الثالثة " في قصصهم عبرة "

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية يالبى ران

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    639
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي كلٌ يرى الناس بعين طبعه ! .. الجولة الثالثة " في قصصهم عبرة "

    [h=2]أخذت تقلب الورقة التي تحمل رقم جوال خالد .. آه بدأ صوت وداد يقرع مسمعها من جديد(سمر إنه شاب وسيم رقيق خلوق.. يبحث عن زوجة جميلة مثلك.. يبحث عن الأنوثة التي ترتسم على محياكِ..[/h][h=2]صدقيني ياسمر سيقلب حياتك الجحيمية إلى جنة وسعادة.. سينسيك بحنانه وحبه نار زوجة أبيكِ القاسية..[/h][h=2]وسيعود بك وكأنك في أحضان أمك الحنون.. صدقيني جربي مرة واحدة وستصدقينني مع أول همسة منه .. لقد حدثته عنك.. إنه يحبك ويريدك جربي.. جربي..)[/h][h=2]تنهدت سمر وهي تستعيد كلام وداد.. أمسكت رأسها وأخذت تضغط عليه هل فعلا أتصل وأجرب واخون وصية أمي لي قبل موتها.. تأملت وجهها في المرآة.. أخذت تلمس قسماته.. فعلا انا جميلة.. نظرات المعجبين تدور من حولي لكني اعيش العذاب بصنوفه .. لن أضيع جمالي استحق ان اعيش السعادة مثل غيري ..[/h][h=2]أمسكت الجوال وهي وترتجف.. بدأت تضغط على الأرقام..[/h][h=2]ألو..[/h]أ.. أ أنا سمر ..
    .................................................. ..........................



    كانت خلف النافذة واقفة .. ومن جزئها المكشوف ناظرة .. تراقب الحائرة سمر وتترقب حركاتها بلهفة وحماس ..
    هذه هي عادة " فهدة " زوجة أبيها ..
    لكنها ما إن سمعت من سمر " كلمة ألو" إلا وتهلل وجهها وانشرح صدرها وبابتسامة ماكرة قالت في نفسها: أخيرا وقعتِ.. الآن صرنا سواسية ياحلوتي.. فأريني كيف ستجرؤين على إخباره هههـ
    خطت فهدة خطوات للأمام مبتعدة عن غرفة سمر.. وهي تعود بذاكرتها ساعات للوراء ..
    في الليلة الماضية ..
    حين كانت تقف امام مرآتها تتزين بمساحيق التجميل وتتلاعب يمنة ويسرة بشعرها الطويل وفي أذنيها السماعات تحدثه بصوت ناعم يجعل القلب يميل، مرّت سمر من امام غرفتها مصادفة وسمعتها وهي تقول:
    هل أشتقت إلي حقا؟
    هههه بالأمس كنا معا..
    لا لا إن سألتني فأنا لن أشبع أبدا من حضنك الدافي ياعيني
    ليتني أقضي لحظات عمري كلها معك..
    جعلتك تنتظر طويلا امام الباب حسنا لا تحزن.. لن أتأخر عليك أكثر ..
    ممم نعم عُد حتى العشرة أو .. قل عشر مرات أعشقكِ حتى أكون عندك..

    فتحت باب غرفتها لتجد سمر ماثلة أمامها ..ذاهلة شاغرة فاها ..
    علمت فهدة انها قد سمعت ما قالته لحبيبها .. علمت انها قد كشَفَت امر طلعاتها الليلية .. التي كانت تبررها بزيارة الصديقات..
    نظرت إلى سمر بحدة وقالت: إياكِ أن تخبري أحدا بما سمعت.. وإن وصل خبر إلى نايف سترين ما أفعل بكِ..
    نظرت إليها سمر باستخفاف وقالت: خائنة ! وفوق هذا تتكلم وتتبجح!!
    لم تحتمل فهدة كلماتها و التي رأتها وقاحة من سمر فأجابتها بصفعة على وجهها لعلها تكون أبلغ ..
    ضحكت سمر ساخرة وقالت: كلامك وصفعتك لن تخيفني .. إن لم تنتهِ عن فعلتك هذه فسأضطر إلى إخبار زوجك .. (قالتها سمر تهديدا .. أملا في اخافتها وايقافها.. حرصا على شرفها وعفافها)
    لكن فهده تجاوزتها قائلة: قد حذرتك وافعلي ما شئت يا ابنة نايف..

    ذهبت تفكر في مكيدة لها تجبرها على الصمت.. تفكر في قيد لتلك العنيدة.. وفي غطاء يستر فعلتها عن زوجها..

    في عصر اليوم التالي .. زارتهم في بيتهم صديقة سمر “ وداد" .. فتاة بدا من هيئتها وحديثها انها من اسرة فقيرة .. قررت فهدة ان تجعل منها وسيلة لتحقيق خطتها.. ومساعدا لنصب فخاخها..
    واتخذت من مال زوجها الوفير معينا ومغريا..
    انتهزت فرصة جلوسها وحدها في الصالة بينما كانت سمر في المطبخ.. وعرضت عليها صفقتها : خدمة بسيطة ستقدمينها لي مقابل "عشرة آلاف ريال" .. بل ربما تكونين سببا في سعادة صديقتك
    هذا ما قالته فهدة لوداد..
    طار عقل وداد حين سمعت بالمبلغ"عشرة الاف" تكون ملكها وحدها ..!!
    استفسرت أكثر عن الأمر.. أعطتها فهدة الورقة التي تحمل رقم خالد وأخبرتها بالمطلوب.. وأخيرا قررت وداد أن تخون صديقتها مقابل سبعة الآف ريال مقدما.. وثلاثة بعد أن تتأكد فهده من تمام العملية و وقوع سمر ..
    سارت فهده في طريقها الى غرفتها وهي تستعيد تلك اللحظات الممتعة تبتسم نشوة وطمانينة .. مشت تحدث نفسها: ما شاء الله عليك يا فهدة عرفت كيف تخرسين فمها .. هاهي الآن تحدث خالد .. ولئن هددت بالإخبار هددنا ..
    تبا.. تأخرت كثيرا عن حبيبي الليلة بسبب تلك الصغيرة..

    ........................

    كان الليل قد أسدل ستاره وغطى الأرجاء بظلامه .. والناس فيه بين نائم قرير العين.. وحائر قلبه وعقله معلقين ..
    سكونه وطوله سعادة لمن به يستمتع .. وسمٌ قاتل لمن تجتاحه أفكاره فيه و يتوجع ..
    كحال سمر.. التي يمر عليها الليل بطيئا جدا يذكرها بماضيها.. يذكرها بمعاناتها التي عاشتها والآمها التي أحستها .. فيه تُجري دمعاتها التي عن اعين الجميع وارتها.. وتطلق زفراتها كدخان منبعث من نار تلهب صدرها..
    إلا أن هذه الليلة مرت مغايرة لسابقاتها على سمر ..
    أمضت ليلها تتحدث في هاتفِها.. مرتاحة البال هادئة عواطفَها ..
    لكنها أصبحت على قرع مزعج لبابها ..!
    لم تخف منه لم تتذمر بل ابتسمت متعجبة .. فمنذ متى تعلم أهل هذا البيت قرع الأبواب والاستئذان؟!!
    لم يمهلها الطارق أن تعيش دور الفتاة المحترمة – من قِبل الأهل- وتقول تفضل .. حتى صرخ بها: لماذا تغلقينه بالمفتاح هيا افتحي...!
    تبسمت بأسى وقامت من على سريرها تجر خطاها حتى تستقبل أولى مفاجآت اليوم..
    ما إن أدارت المفتاح حتى دُفع الباب في وجهها.. لترى أباها ثائرا.. قد بدا الغضب في عينيه الحمراوين .. سألها بصوته المبحوح: أين فهدة؟؟
    لمَ لم تعد حتى الآن؟؟
    تنهدت سمر بعد أن ابعدت يده عنها وهي تحدث نفسها: أأخبره اين زوجته وماذا تفعل في ثنايا الليل.. هل يمكن لذا الجسد الضخم والقلب الصخر أن تحركه الغيرة إن علم ؟ هل تسري في عروق هذا الكائن ما يسري في عروق الرجال هل ينبض قلبه بما تنبض به قلوب الآباء؟
    ترددت قليلا قبل ان تفتح فاها وتنطق بشيء مما بداخلها املا ان ينفذ عبر جدران قلبه:

    يا أبي..

    زوجتك لا تريد منك المال.. الذي تلهث خلفه نهارك وليلك

    فهدتك لا تحتاج لكل هذه الخزائن ولا تسعد بصفقاتك او تهتم بأسهمك التي دفعنا ثمنها حرمانا وجفافا..

    أبي نحن نحتاج الى وجودك بيننا .. نحتاج الى حنانك .. إلى شيء من عطفك..
    لماذا هي خارج المنزل برأيك؟

    ألم تفكر لحظة واحدة؟؟؟؟

    قاطعها أبوها وهي في اوج حماسها قائلا: "كفى"
    ثم أشاح بوجهه عنها وانسحب من غرفتها بهدوء..!
    ظلت سمر في مكانها حائرة! متعجبة من ردة فعل والدها .. لم يعاقبها على كلامها ..؟!
    لم يوقعها ارضا .. لم يضربها ..! أيعقل أن هذا نايف؟ أهذا والدها حقا؟؟! أتراه فهم ما قالته..!
    شعرت بشيء من الراحة يغشى قلبها .. ذاك القلب المقفر والكهف الموحش المظلم..
    تسلل إليه أخيرا شعاع من أمل .. من نور .. !


    ...


    بعد ساعة من صلاة الفجر ومع شروق الشمس عادت فهدة إلى بيتها ..دخلت غرفتها لتفاجأ بنايف جالسا على الاريكة شاردا بذهنه يفكر ..!! شعرت ببعض القلق ..يفترض انه الان في العمل ..! قالت لنفسها: لا بأس أقول عند الصديقات وسيصدق..
    كان نايف يتذكر سؤال سمر :
    " لماذا هي خارج البيت برأيك"
    ويفكر.. أحقا غيابه عن البيت جعل زوجته تلجأ إلى صديقاتها ليلا ونهارا بحثا عن السعادة و جلاء للسآمة .. حتى وصل الأمر للمبيت خارج البيت.. !! ألهذه الدرجة أشغله عمله عن تفقد أهله.. !

    رفع رأسه اليها ببطء .. وقال بنبرة حزينة: يبدو ان ماقالته سمر صحيح!

    التفتت اليه مشدوهة حين سمعت منه فهدة هذه الكلمات .. خفق قلبها خوفا وايقنت ان تلك الفتاة قد كشفت امرها لزوجها .. لكنها تعجبت.. لماذا هو هادئ الى هذا الحد ؟! نايف العصبي الثائر دائما يتحدث بكل هذا الهدوء وبعد علمه بأمرها !!
    طردت الخوف من قلبها حين تذكرت ما أعدته لهذه اللحظة وابتسمت بمكر وهي تحدث نفسها: لا بأس يا سمر .. لم أعتقد انك تملكين كل هذه الوقاحة .. لكنك الخاسرة .. حتى وان كنت على قارعة الطريق أظننت ان هذا النايف سيرحمك ههه .. لم اكن انوي اخباره لكنك ياعزيزتي اضطررتني والآن ينسى امري ويخرج جام غضبه عليكِ "ايتها الصغيرة"..

    ....

    سمر .. كانت على سريرها مسترخية .. تسترجع ما مر بها في الساعات الاولى من هذا اليوم .. ابتسمت برضا وهي تحدث نفسها مغتبطة:
    كأنك قابلت امك وأباك ياسمر..
    أخذت تسترجع تفاصيل الحوار الذي دار بينها وبين صديقة امها الراحلة :
    ألو..
    _أ .. انا أنا سمر.. .. ياماجدة..
    _اجابتها الاخيرة بلهفة: يااا عين ماجدة اشتقت اليك كثيرا
    _ اعذريني لاتصالي في هذه الساعة المتأخرة لكني احتاج اليك ليس لي الآن غيرك يا "امي"..
    سقطت من عين سمر دمعات .. سألت نفسها: اقلت لها أمي؟ لا ادري ان كان هذا النعت كبيرا عليها..
    لن اجد في العالم كله مثلك يا امي لكن..
    ماجدة هي الشيء الوحيد الذي تركْتِه لي والذي يشبهك الى حد بعيد ..
    كما كنت الجأ اليك في اصعب المواقف فأنا الآن ألجأ إليها.. ومع هذا
    فحنانها غيض من فيض حنانك الذي فقدته..
    وطيبتها ورأفتها قطرة من بحر سكن قلبك .. لكن القدر فطمني منه قبل ان أشبع..

    لكن لا تقلقي يا امي..
    انا بخير لأجلك ..
    مازلت اذكر وصيتك امي.. لن ادنس روحا احببتها .. قلتِ أن الاهواء ستجرك إلى الوراء.. قلت أن البطل من يقهر ظروفه القاسية لا من يتخذ منها مسوغا لأفعاله..
    وهكذا أنا.. سأقف امامها كالجبل الراسخ .. لأنك كنتِ دائما ترينني بطلة ..
    لا تقلقي يا امي.. أبي سيعود كما كان سابقا .. القلب الطيب الذي رضيته .. ورضيته ابا من بعدك لرضاكِ..


    دُفع الباب بقوة فجأة مقاطعا تفكير سمر ومعكرا لجوها الوردي الصافي..
    ابتسمت لوالدها الذي كانت تفكر به قبل لحظات حين رأته واقفا امامها .. لكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة لرؤية الغضب المشتعل في عينيه..
    نظرت الى ساعتها قلقة: ياويلي أخرته عن عمله.. كان علي ان استعد قبل نصف ساعة..
    توجهت الى خزانتها قائلة له: امهلني فقط دقائق..
    أجابها بقبضة لقميصها ضيقت على رقبتها وجرتها الى الخلف خطوات..
    نظرت اليه بطرف عينها متعجبة .. !
    سألته بعد ان ابتلعت ريقها بصعوبة : مم ماذا تفعل؟؟
    _ ماذا؟؟ بل ماذا فعلت انتِ؟؟؟
    علا صوته أكثر وصرخ بها: أي حماقة ارتكبتِ؟؟
    مجنونة.. ساقطة.. افعلي كل شيء الا شرفي..
    حررها من قبضته ليوقعها أرضا ..
    وسمر تنظر في ذهول إليه!!
    تشعر بركلاته تضرب في جسدها وترى سوطه ينهال بالضرب عليها .. تتردد في مسامعها كلمات والدها "ساقطة..***** .. و..شرف" ولا تدري ما الأمر..! ولا تفهم مما يحدث شيئا ..
    ومن خلفه وقفت فهدة تتفرج بالمشهد من بعيد .. وابتسامة نصر تشق وجهها .. صخرة في صدرها تنتعش لرؤية الفتاة مضرجة في دمائها.. تطرب لسماع صرخاتها وأناتها.. وشيطان داخلها يشجع ويصفق..!..
    ...
    لم تكن المرة الاولى التي تجلد فيها سمر أو تضرب .. ولا اول مرة تهان فيها وتشتم.. لكنها تلقت اليوم أضعاف ما رأته وتلقته سابقا .. قد مُزق جلدها تمزيقا .. وشُوه وجهها وجسدها تشويها.. كسرت ركلاته عظمها وأشعلت كلماته بالقهر قلبها .. بقيت على حالها الرثة هذه اسبوعا .. حبيسة في غرفتها .. لا أم تمسح دمعها ولا تداوي جرحها .. ولا أخت تجالسها وتؤنس وحشتها .. بل ولا طعام ولا ماء يقوي جسدها إلا ان تتكرم عليها زوجة ابيها مرة كل يوم او يومين بفتات وقطرات ..
    وبعد مرور اسبوع طُرِق باب غرفتها ذات يوم .. نظرت سمر الى الباب تنتظر دخول زوجة ابيها لتسمعها أفظع عبارات الاهانة والسخرية .. او لترمي لها كسرة خبز تمتن بها عليها ..
    انتظرت ثوان بعد الطرق ولم يدخل احدا .. قالت متعجبة : تفضلي ..
    كان الداخل آخر شخص توقعت سمر رؤيته .. فمنذ وقت طويل لم يلتقيا.. لماذا هو الآن هنا ..! ولماذا يزورها في بيتها لأول مرة بعد مرور تلك السنوات !!
    ماااجـــــــــــدة !! نطقت بها سمر بصوت عال وعلى وجهها الذابل الميت ارتسمت ابتسامة صادقة من قلبها صادرة ..
    أما ماجدة فقد وقفت ذاهلة دهِشَة لرؤيتها سمر في هذه الحالة المستعصية .. أكل الرعب قلبها وهي ترى حبيبتها صفراء ذابلة .. لم تعلم من امرها شيئا .. لم تعتقد أنها في حالة سيئة الى هذه الدرجة ..
    سألتها: ماذا بكِ ماذا حصل؟
    فأجابت سؤالها بسؤال حيرها : لماذا قررت المجيء؟!!
    _ اتصلت على هاتفك عدة مرات وفي كل مرة اجده مغلق مغلق .. ارسلت لك ولم تجيبي .. ذهبت الى جامعتك ولم اجدك فلم يبق لي غير المنزل .. وبالكاد سمحوا لي بالدخول بعد ان رجوتهم وازعجتهم .. وكأنك في سجن هنا .. فتحت لي تلك المراة -نسيت اسمها- بابك وقالت: لك نصف ساعة فقط وبعدها اخرجي حتى لا اضطر الى طردك...!
    أفهميني سمر ما الذي يجري؟؟؟
    ولماذا كل هذا ؟؟؟
    روت لها سمر ما حدث معها من الألف حتى الياء.. من شهادتها لخيانة زوجة ابيها إلى ضربها واتهامها بالمثل.. وهي الاخيرة تحتاج الى من يفهمها ويجيب على تساؤلاتها ..
    علمت ماجدة من خلال ما سمعت انها اتهامات باطلة من زوجة ابيها .. لم تستطع ان تصمت وتقف عاجزة متفرجة .. هذه ابنتها .. هذه امانة في عنقها .. هذه وصية صديقتها .. سقطت من عينها دمعات حارة ملتهبة كلهيب القهر في صدرها .. قهر الظروف التي لم تستطع حماية ابنتها منها .. قهر الواقع الذي يريها حبيبتها متهالكة ويريها نفسها وهي عاجزة ضعيفة .. لم تغادر غرفة سمر إلا بعزم يدب في اعماقها لمساعدتها .. خرجت من منزلهم قبل انتهاء نصف الساعة متوجهة الى مقر عمل نايف!!!


    وهناك دخلت عليه ماجدة وهو لها منكر ناسٍ .. عرّفته نفسها وذكّرته بزوجته الراحلة فلان قلبه واستكان .. وأرخى لها الآذان .. فذَكرت له ما فعل مع ابنته.. وذكّرته بفعلته سابقا مع زوجته .. حين ملأ الشيطان قلبه شكًا .. وكاد أن يطلقها إفكًا .. ويومها اكتشف انها بريئة وعض اصابع الندم لاتهامها بالخطيئة ..
    واليوم تفعل الشيء نفسه لم تعتبر لم تتُب؟! .. كدت ان تقتل نفسا بغير ذنب مرتكب..!
    لم تسألها .. لم تسمع منها حرفا .. وانهلت عليها ضربا.. لم تترك فيها طَرَفًا .. فأين عقلك الذي يميزك عن المجنون.. شككت بابنتك و وثقت بامرأة تخون.. !
    "كلٌ يرى الناس بعين طبعه".. كما أن الكذاب لا يصدق غيره.. فالخائن الساقط يظن الآخرين مثله.. ويفكرون تفكيره..

    عد إلى ابنتك واسمعها .. وقوّمها في مسيرها كن معها .. ولو شعرت بانحرافها لا تضربها .. بل بحنانك قوّمها.. وامهلها .. تعد لك مستقيمة ..
    إعلم أن للأبوة مكانة عظيمة
    وانت لها بعد موت سميرة أب وأم .. فعلى سعادتها وراحتها قم .. فهي وحيدتك واميرتك ولا تنسى في لحظة انها " ابنتك" ..
    ....
    لم يفهم نايف كل ما سمعه !!
    غَزَت التساؤلات عقله ..
    واكمل عمله بعد خروج ماجدة بذهن مشغول .. يفكر في كلماتها وكلمات سمر من قبلها تلك التي تتردد على مسامعه بين حين وآخر..
    قبل الفجر ركب سيارته واتجه عائدا إلى بيته ..
    قبل وصوله بأمتار لاحظ سيارة تقف عند باب بيته..! اقترب اكثر ليرى زوجته تحت ذراع رجل تحيط بها .. يمشيان هُوَيْنًا إلى باب منزله..!!
    ارتخت عضلاته.. تباطأ نبضه.. فتح باب سيارته و وقف يحدق بهما تكاد عينه أن تخرج من مكانها..!
    و وقفا هما عند عتبة الباب..
    رأته أمامها فهدة حين التفتت!! رأته وهو ينظر إليها .. ويراها معه..!
    التقت عيناهما ..وحينها بدأ الضباب ينقشع عن عينه وعقله شيئا فشيئا..
    فهم من نظرتها كل ما كان يحدث وهو غافل .. استيقظ على هذا الكابوس من غفلة طويـــــلة الأمد..
    مرت على ذهنه كلمات ماجدة التي سمعها قبل ساعات ولم يفهمها .. انجلت عنه كل التساؤلات.. وبقي مرار الحقيقة يغصصه وينغزه ..
    خطا نحوها تاركا مكانه وتاركا فيه كل شعور يربطه بتلك المرأة..
    تجاوزها غير مبال بها.. تفكيره عقله قد انحصر في شيء واحد فقط .. إلى الغرفة التي في الأعلى .. نظر إليها بعينين دامعتين وهو يردد :سمر.. سمر..
    دخل غرفتها بوجه غير الذي خرج به آخر مرة رأته .. وبقلب ينبض بالحب والحنان لا بالدرهم والدينار ..
    عاد الى ابنته كأب .. لا كجلاد وذئب ..
    احتضنها .. قبلها.. بكى ندما واسفا .. لعل هذه الدمعات ان تغسل قلبها .. او تبرئ جرحها .. او تضيء وجهها ..
    عادت الحياة تنبض في زهرته الذابلة وابتسمت ابتسامة راضية .. وقالت :
    ألم أقل لك يا امي سيعود ابي القلب الطيب الذي رضيته ورضيته من بعدك أبا ..
    لقد عاد..








    (ا.هـ)
    التعديل الأخير تم بواسطة يالبى ران ; 13-12-2014 الساعة 10:44 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: كلٌ يرى الناس بعين طبعه ! .. الجولة الثالثة " في قصصهم عبرة "

    بسم الله ما شا الله

    قررت قراءة قصص الفعالية وابتدأت بهذا الجمال


    راااااااااااااااااااائعة بمعنى الكلمة بوركتِ أي ران ^^

    فهدة هذه تذكرني بالمثل العامي :

    "
    واللي على راسه بطحة يحسس عليها " .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    ليس في هذا السياق فقط بل غيره الكثير ، ما أكثر سوء الظن الذي نراه عيانًا بيانًا

    بل ونقع فيه والله المستعان


    صحيح مستواكِ تطور كثيرًا تبارك الرحمن

    وإن كنت قد لاحظت أن كل ما يمس القضايا الاجتماعية تكتبينه بأسلوب كالسياط

    دمتِ ودام الخير لك ~

  3. #3


    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    المـشـــاركــات
    20
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: كلٌ يرى الناس بعين طبعه ! .. الجولة الثالثة " في قصصهم عبرة "

    مشكوووووووووووووووووووووووووووور

    العاب سيارات

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...