~~ [ الـتـفـائــل ] ~~ .. و .. ~~ [ الـتـشـائــم ] ~~ مختارات (7)

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Etoile Icon ~~ [ الـتـفـائــل ] ~~ .. و .. ~~ [ الـتـشـائــم ] ~~ مختارات (7)



    ~~ [
    الـتـفـائــل ] ~~


    .

    .


    ما من شاعر جسَّد نزعة التَّفاؤل في الشِّعر العربيِّ وجعلها فلسفته في الحياة
    مثل ما جسَّدها الشَّاعر المهجريُّ
    إيليا أبو ماضي على الرّغم من أنَّ هذا الشَّاعر
    لم يَسْلم من مطاردة السُّلطات بسبب كتاباته
    الوطنيَّة والسِّياسيَّة منذ ريْعان شبابه
    وعايَش حياة البؤس
    والفقر ردحًا طويلًا من الزَّمان ، كما أنَّه عانى من الغربة المُرَّة سنواتٍ طوالًا ..

    لقد دأب
    إيليا أبو ماضي يدعو في شعره إلى التواؤم والتَّناسُق والتَّكامُل بين جمال النَّفس البشريَّة
    وجمال الطبيعة بكلِّ مظاهرها ، فالنَّفس
    النقيَّة الصَّافية الجميلة المُفعمة بالأمل تستطيع أن توقظ
    الشُّعور بالجمال في
    أعماقها فتحسَّ به في كلِّ ما يحيط بها ولا ترى فيه إلا أحسن ما فيه .. يقول :


    أيــُّـهـــذا الشَّـــاكي ومـابـــكَ داءٌ كـيـف تـغـدو إذا غَـدوْتَ عَـليـلا
    إنَّ شرَّ الـجُـنـاةِ في الأرض نَفْسٌ تـَتـوقَّى قـبـْلَ الـرَّحيـلِ الرَّحيـلا
    وترى الشَّوْكَ في الورُود وتَعـمى أنْ تـرى فـوْقها الـنَّـدى إكـليـلا
    هـو عِـبْءٌ عـلى الـحـيـاة ثـقـيـلٌ مَن يـَظـنُّ الـحيـاة عِبـْئًـا ثقيـلا
    والَّـذي نَـفْــسُـهُ بـغـيــْـرِ جَـمــالٍ لا يرى في الوجودشيئًا جميلا
    فـتـمـتـَّعْ بـالـصُّـبـْح ما دُمْتَ فيـهِ لا تـخَـفْ أن يـَزولَ حـتَّى يـَزولا
    أيــُّهــذا الشَّــاكي ومــا بــكَ داءٌ كُـنْ جمـيـلًا تـرَ الـوجودَ جمـيلا


    وهو في قصيدته الأخرى [ قلتُ ابتسم ] يردُّ على أولئك الشَّكَّائين البَكَّائين المتبَرِّمين
    الذين ينظرون إلى الحياة بمنظار
    أسود ، ويُراكمون الهمو م والأحزان على نفوسهم
    فتغدو كالطَّوْد الشَّامخ
    الجاثم فوق الصُّدور لا تطحن إلا صاحبها ، فلنستمع إليه يحاور
    أحد هؤلاء
    المتسخِّطين الذين يُحَوِّمُ اليأس في نفوسهم ، ويأخذ بهم الشُّؤم كلَّ مأخذ :


    قـالَ : السَّـمـاءُ كـئـيـــبـةٌ وتـَـجـهَّـمـا قلتُ : ابتسِمْ يكفي التَّجهُّمُ في السَّما
    قـالَ : الـصِّبـا ولَّى فـقـلتُ له : ابتسِمْ لـن يـُرجِـع الأسفُ الـصِّــبـا الـمُـتَــصَــرِّمـا
    قـالَ : الـعِـدا حَوْلي عـَلتْ صَيـْحاتـُهـم أَ أُسَــرُّ والأعـداءُ حَـوْلـيَ في الـحـِــمـى ؟
    قـلتُ : ابـتـسِمْ لم يـَطـلـبـوكَ بِذمِّـهِمْ لــوْ لـمْ تَـكُــنْ مـنـْـهُـمْ أجَــلَّ وأعْـظــمــا
    قــالَ : الـلَّـيـالي جَـرَّعـتْـنـي عَـلْـقَـمًا قـلـتُ ابـتـسِـمْ ولـئِـنْ جـرَعْـتَ الـعَـلْقَـما
    أتـــراكَ تـغــنـَـمُ بــالــتَّــبـَـرُّم دِرهــمًـا أم أنــتَ تـخْـسَرُ بـالـبَــشاشـةِ مَـغْـنَــمـا
    يـا صـاحِ لاخـطَـرٌ عـلى شَفَـتَـيـْـك أنْ تـَـتَــثـَـلَّـمـا ، والــوَجْــهِ أنْ يـــتــحَــطَّـمـا
    فاضْحَكْ فإنَّ الشُّهْبَ تضحكُ والدُّجى مُــتـــلاطـِــمٌ ولــذا نـُـحـِــبُّ الأنـْـجـُــمــا


    قلت لصديقي : وإنَّ الفألَ الحسَنَ من منهاج النُّبوَّة ، فقد كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم
    يُحبُّ الفَأل
    الحسَن ويكره الطِّيَرَةَ ، ويُحبُّ الأسماء الحسنة ، ويُعجبه التَّيَمُّنُ في شأنه كلِّه
    قال : صدقت .

    .
    .

    .. دمتم سعداء متفائلين ودامت لكم المحبة في قلوب أهلكم وأحبابكم ..

    .
    .

    ~~ [
    الـتـشـائــم ] ~~

    .
    .


    في مقابل التَّفاؤل عند إيليا أبي ماضي نجد التَّشاؤم عند الشَّاعر العباسيِّ
    عليّ بن العبَّاس بن جُريْج ، المعروف بـ (
    ابن الرُّومي ) هذا الشَّاعر السَّاخر
    والهجَّاء السَّليط
    اللِّسان ، والوصَّاف المصوِّر البارع في التَّحليل النَّفسي
    وفي توليد المعاني وابتكارها ابتُلي بابتلاءاتٍ جعلته يميل إلى
    التَّطيُّر
    والتَّشاؤم والعزلة وتوقُّع المصائب قبل وقوعها ، والنَّظر بمنظار الرِّيبة
    والشَّكِّ والتوجُّس إلى
    الحياة والنَّاس ، وربَّما كان من أسباب ذلك
    وفاة
    زوجته وأولاده الثَّلاثة الصِّغار في حياته ، وغَصْبُ داره واحتراقُ
    بعض ممتلكاته فلم يُعرَف عنه أنَّه
    مدح خليفة غير الخليفة المتوكِّل
    على الرّغم من أنَّه عاصر
    ثمانية من الخلفاء العباسييِّن ..

    رُوي أنه مات
    بِسُمٍّ دسَّه له أحد الوزراء المتنفذين خوفًا من سُخريته
    وهجائه ولسانه
    السَّليط الذي لم يدَّخِر فيه وصف وجهه بقوله :


    شُغِفْتُ بالخَرَّدِ الحِسانِ وما يـَصْلحُ وجهي إلا لـذي وَرَعِ
    كي يعبد الله في الفلاة ولا يَشهَدَ فيها مَشاهِدَ الجُمَعِ


    وربَّما كان من أروع شعره على الإطلاق - على كثرة روائعه - رثاؤه لولده
    الأوسط
    محمد في قصيدته التي يقول في مطلعها مخاطبًا عينيْه :


    بُكاؤكما يشفي وإن كان لا يـُجْدي فـجُـودا فـقـد أوْدى نَظـيـرُكُما عِندي
    ألا قـاتـَـل اللهُ الـمـنـــايـا ورمْـيــَـهـا من القَـوْم حَـبـَّاتِ القلوب على عَمْدِ
    تَوخَّى حِمامُ المَوْت أوْسَط صِبْيتي فـلـلَّـهِ كيـف اخـتـار واسِطـةَ الـعِـقْـدِ
    طـواه الـرَّدى عـنِّي فأضحى مَزارُهُ بـعـيـدًا على قُـرْبٍ قـريـبًا على بـُعْـدِ
    لقـد أنجزَتْ فيه المنـايـا وَعِـيـدَهـا وأخْـلـفَـتِ الآمـــالُ مـاكـان مـن وَعْــدِ
    ألـحَّ عـلـيـه الـنَّــزْفُ حـتَّى أحـالـهُ إلى صُـفْرَة الجاديِّ عن حُمرَة الـوَرْدِ
    وظلَّ على الأيـْدي تَسَاقَـط ُنفْسُهُ ويَذوي كما يَذوي القضيـبُ من الرَّنْدِ
    عجبـتُ لقلبي كيف لم يَنـْفـطِر له ولـو أنَّـه أقسى من الـحـجَـرِ الـصَّلْـدِ
    وأولادُنا مـِـثْـــلُ الــجـــوارح أيــَّهــا فـقـدناهُ كان الفاجـعَ الـبَـيِّـنَ الفَـقْـدِ
    أعيـنيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثَّرى بـأنـْفـسَ مـمَّـا تُسْـألانِ من الـرِّفْــدِ
    مُـحـمـَّدُ مـا شَيْءٌ تـُوُهـِّمَ سَلـوةً لـقـلـبيَ إلا زاد قـلـبـي من الـوَجْــدِ
    أرى أخـويْـكَ البـاقـيـيـْنِ كِليـْهِـمـا يـكـونـان للأحـزان أورى مـن الـزَّنـْـدِ
    إذا لـعـِبـا في مَـلـعـبٍ لـك لـذَّعـا فـؤادي بمِـثـْل النَّار عن غيـْر ما قَصْدِ

    ...


    قلتُ لصديقي : أليس ابن الرومي هو القائل في الحكمة :


    صـديـقُـكَ من عَدُوِّكَ مُستفادٌ فلا تَسْتَـكثِـرَنَّ من الصِّـحابِ
    فـإنَّ الـــدَّاءَ أكــثـَـرُ مـا تـــراه يَحولُ من الطعام أو الشَّرابِ
    إذا انـقلبَ الصَّديقُ غدا عَدُوًّا مُـبِـيـنًـا والأمـورُ إلى انْقلابِ


    قال صديقي : بلى .. وله في وصف شمس الغروب قصيدة ماتعة رائعة فاقرأها


    [ لأنَّني أُشْغَل كثيرًا وقد أنسى ..
    فأرجوكم أن تُذكِّروني بقراءتها حتى لا أحْرَجَ مع صديقي ..
    لأنَّ من عادته أن يسألني عمَّا يطلبه منِّي ، ولكم جزيل الشكر
    .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" /> ]


    .
    .

    .. ما أحلى التفاؤل ! وما أقبح التشاؤم ! دمتم في خير وسعادة ونعم من الله تعالى ..


    .
    .


    رُبَّ شيءٍ ظَنَنتَ بِهِ خَيرًا .. لكنَّ شَرَّهُ مستورٌ ومحجوبُ





  2. #2

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ [ الـتـفـائــل ] ~~ .. و .. ~~ [ الـتـشـائــم ] ~~ مختارات (7)

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أتفائل بالخير بكل جوارحي رغم ابتئاسي وانتكاسي والاسى ...

    وأمقت كل تشائم وتطير لكن شاعرك الثاني معذور لما ألم به من فواجع ونقم فالشعر شعور ومشاعر

    فتفيض الحروف بما امتلأ القلب من مشاعر إن كانت وردية تفائل القلب أو سوداوية تشائم فترجمه البنان

    سلمت أستاذي ودام حرفك الندي معلما

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...