✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء █▌✦

[ منتدى نور المعرفة ]


النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء █▌✦





    ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة ! الميكروبات وكرامات الشهداء █▌✦
    ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة ! الميكروبات وكرامات الشهداء █▌✦
    ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة ! الميكروبات وكرامات الشهداء █▌✦


    * تحذير هام :
    لا يصلح لأصحاب القلوب الضعيفة !


    يُتبع ~
    التعديل الأخير تم بواسطة Hope Tear ; 19-12-2014 الساعة 06:31 PM

  2. 2 أعضاء شكروا Hope Tear على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء



    قلیلون هم الذین یعملون الخیر في الخفاء بصمت وهدوء ...
    من یراهم للوهلة الأولى، لا یحسبهم قادرین على شيء ...
    إلا إذا أمعن النظر فیهم، بفراسة المؤمن التي لا تخیب ...
    ورغم قلة هذا النفر، إلا أن التقدم والتطور والنماء والإنتاج، بل والإبداع كله،
    في هذه الحیاة، یكون بسبب إخلاصهم، وثمرة أفعالهم، وتضحیاتهم الصامتة ...



    وعندما نراقب المخلوقات الأخرى من غیر البشر، نجد أن كلاً قد علم صلاته وتسبیحه ...
    فالكل یعمل بصمت وهدوء وتعاون، كلٌ خلق لوظیفة معینة... یقدم لها جُلَّ طاقته ...
    وكلما تدرجنا نزولاً في السلم البیولوجي للمخلوقات، تتعمق هذه الصورة الجادة في أداء الواجب،
    حتى إذا وصلنا إلى
    عالم اللامرئیات من المیكروبات، وجدنا الأداء الأمثل ...!



    هي
    مخلوقات حیة مكونة من خلیة واحدة صغیرة جداً لا یمكن رؤیتها بالعین المجردة،
    إلا بعد تكبیرها آلاف المرات، تُقاس طولاً أو عرضاً بالمیكرون أو أجزائه
    هذه المخلوقات المجهریة مبثوثة في الكون بأعداد هائلة، ولا یوجد في ذاكرة البشر أرقامٌ تحیط بها،
    وهكذا تبقى أعدادها من أسرار قدرة الله تبارك وتعالى، إذ لا یعلم أعدادها إلا الذي خلقها ... !



    هذه المیكروبات مختلفة الأنواع والأشكال، فمنها ما یعیش على الفضلات من المواد العضویة،
    ومنها ما یتعایش مع المخلوقات الأكبر، على مبدأ المنفعة المتبادلة،
    وبعضها یتطفلُ على غیره مسبباً له المرض.


    قطعة من الجلد (اللون الأحمر) مكبرة حوالي خمسة آلاف مرة،
    وتظهر علیها بعض المیكروبات (اللون الأخضر)


    هذه الميكروبات تعیش مع بعضها على شكل مستعمرات صغیرة نسبیاً،
    والمستعمرة الواحدة ربما تحوي ما بین
    عشرة إلى عشرین ملیون ميكروب "جرثومة"،
    ومع هذا فحجمها لا یتجاوز حجم حبة العدس العادیة.


    مستعمرات جرثومیة

    ومنها ما لا یستطیع الحیاة بوجود
    الأكسجین (اللاهوائي)،
    ومنها ما یستطیع العیش في البحر المیت رغم ملوحته العالیة،
    ومنها ما یستطیع العیش في درجات حرارة عالیة،
    فیتكاثر في درجة حرارة
    ١١٣ مْ، ویموت برداً إذا انخفضت إلى ٥٥ مْ ( ٥٥ فوق الصفر)،
    ومنها ما یتكاثر في درجة حرارة
    ١٧ مْ تحت الصفر.



    هذه المیكروبات المتباینة في الشكل والطول والعرض، متنوعة أیضاً في الإمكانات والقدرات، والمتطلبات الحیاتیة،
    فمنها ما هو
    بكتیري، ومنها ما هو فطري، أو خمائر أو طُفیلیات، وأصغرها على الإطلاق هي الفیروسات.


    بكتیریا مكبرة حوالي عشرة آلاف مرة، وتظهر فیها الأسواط

    هذه المیكروبات مبثوثة في كل مكان على شكل مجموعات، بل أمم مختلفة.
    كل نوع إذا استقر في مكان، أفرز مادة كیماویة في محیط وجوده، لا تضره،
    ولكن تقتل غیره من الأنواع الجرثومیة الأخرى،
    إذا حاولت الاقتراب من محیطه، أو احتلال البقعة التي یعیش علیها.
    هذه المواد الكیماویة هي ما نسمیها بالمضادات الحیویة القاتلة للجراثیم.
    وقد عرف الإنسان هذه المواد واستفاد منها أيما استفادة،
    منذ أن اكتشف العالم الإنجلیزي "
    ألكسندر فلمنغ" سنة ١٩٢٨م في لندن أول مضاد حیوي وهو البنسلين.



    الوظیفة الكبرى للمیكروبات على اختلاف أنواعها،
    هي تحلیل المواد إلى مكوناتها الأساسیة، وإعادتها إلى الأرض، المستودع العظیم الذي لا یمتلئ.
    هذه الوظیفة لیست جدیدة ، بل قدیمة قدم الحیاة على هذه الأرض،
    فقد قدمت المیكروبات خدمة للبشریة بهدوء بالغ، بأن حللت المواد العضویة في الأزمان السابقة،
    وحولتها إلى طاقة على شكل بترول، أو غاز المیثان في باطن الأرض.
    وما زالت الخدمة مستمرة، وستبقى حتى یرث الله الأرض ومن علیها،
    لأنها سنة من سنن الله في الكون، حیث لا تستقیم الحیاة بغیرها ...!!



    والمعادن على اختلاف أنواعها، لم تسلم من المیكروبات،
    فلكل معدن میكروب معین، بل میكروبات، فهذا یؤكسد وذاك یختزل.



    لقد عرف العلماء المختصون بجراثیم التربة أيضاً، آلاف الأنواع من المیكروبات الموجودة فیها،
    لأنها المستودع الرئیسي للجراثیم، وأهمها الفطریات، والبكتیریا والطحالب، والطفیلیات، والفیروسات، وغیرها.
    بأعداد كبیرة جداً، یصعب حصرها، تصل إلى الملیارات، وتختلف من مكان لآخر، حسب الرطوبة والمواد المكونة للتربة،
    ولها أدوار یكمل بعضها بعضاً في الحیاة، وقد وجدت في أعماق متفاوتة في باطن الأرض، ولیس على سطحها فحسب.
    هذه الجراثیم تعمل على حفظ التربة، ولها أدوار حیویة جداً، لا یمكن أن تستقیم الحیاة بغیرها،
    وتتمثل في تحلیل المواد العضویة، من جذور وبقایا نباتات، وأخشاب، وأوراق،
    وأجسام الحیوانات المیتة، وكذلك الجثث البشریة، وفضلات الإنسان، ومخلفاته المختلفة.



    أما دور هذه المیكروبات، في خدمة الإنسان من خلال صناعة الحلیب ومشتقاته، من ألبان وأجبان،
    ثم المنظفات والملابس والأشربة، وصناعة المضادات الحیویة، والأسمدة، والتخلص من النفایات،
    فحدث عنها ولا حرج، فدورها كبیر جداً، وفائدة الإنسان من ذلك عظیمة.



    وفوق كل ما سبق، فإن هذه الجراثیم جنود من جنود الله العدیدة، یسلطها على من یشاء من البشر، لحكمة هو یعلمها،
    فقد سلط الله جرثومة الطاعون على بني إسرائیل، وعلى أقوام آخرین عقوبة لهم،
    یقول الرسول علیه السلام : "
    أن هذا الوجع أو السقم (الطاعون) رجز عذبت به أمم قبلكم
    ثم بقي بعد بالأرض فیذهب المرة ویأتي الأخرى ...
    " ( صحیح البخاري).



    الله تبارك وتعالى الذي خلق هذه المیكروبات وبثها، قد خلق في جسم الإنسان جهازاً خاصاً، للدفاع عنه، وحمایته من الجراثیم وغیرها.
    وبث قواته في كل جزء من جسمه..! "
    لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ..." [الرعد:11]
    هذا الجهاز ینتظم في سلكه ملیارات الأفراد من القوات، ولدیه وسائل اتصال سلكي ولا سلكي،
    ویعمل لیل نهار، بطرق تكنولوجیة دقیقة، تعجز عنها أعظم الجیوش البشریة.
    ولولا فضل الله، ثم وجود القوى المناعیة هذه على اختلاف أنواعها، لما صمد جسم الإنسان أمام هذا الكم الهائل،
    والأعداد الغفیرة، من الجراثیم، التي تعیش في أمعائه، وعلى جلده، ومجرى التنفس عنده، وتحیط به من كل جانب.



    ف
    الخط الدفاعي الأول، یتمثل بشكل رئیسي :
    في الجلد والأغشیة المخاطیة، وبعض المواد الكیماویة، الموجودة على الجلد، والدمع، والمواد المخاطیة، والشعیرات الطاردة.



    فإذا استطاعت بعض الجراثیم، التسلل إلى الداخل، فإن جیشاً من جنود
    خط الدفاع الثاني وخلایاه لها بالمرصاد.
    هذه الخلایا تصنع في نخاع العظم، وترسل إلى مراكز التدریب والإنضاج والتخصص، ثم ترسل
    إلى مواقع العمل في الجلد أو الأمعاء أو الرئتین.
    هذه الخلایا في الخط الثاني، منتشرة في كل مكان من جسم الإنسان، فكل ملم ٣ من دم الإنسان فیه حوالي عشرة آلاف خلیة.
    وهذا الرقم یمكن أن یصبح عشرین ضعفاً، خلال ساعة واحدة، إذا ما داهمت الجراثیم الغازیة الجسم.


    خلیة بلعمیة تلتقط خلایا بكتیریة وتبتلعها

    وأما
    الخط الثالث فهو اكثر دقة وتعقیداً، ویعمل في الوقت المناسب، بطریقة بدیعة منسقة ودقیقة.
    وهو عبارة عن خلایا لمفیة تسمى الخلایا البائیة، وتصل إلى مائة ملیون نوع،
    كل نوع قادر على إطلاق قذائف متخصصة، ضد الجراثیم الغازیة تسمى الأجسام المضادة.



    الأمر أشبه ما یكون بمعاهدة صامتة، غیر مكتوبة، تحترمها كل الأطراف في جسم الإنسان،
    فلا جهاز المناعة یقضي على عدوه بالضربة القاضیة، ولا تهجم الجراثیم الغازیة دفعة واحدة، لتقتل جهاز المناعة، ما دام الإنسان حیاً...
    ولكن الأمر یتغیر كلیاً عندما یموت الإنسان..!!
    فما الذي یحصل للإنسان عند الموت ؟ وما الذي یتغیر ...؟؟
    عندما نقرأ قول الله تبارك وتعالى : "
    فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِینَئِذٍ تَنظُرُونَ *
    وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِینَ
    " [الواقعة:83،87]



    ترى ما الذي حدث بعد خروج الروح من الجسد..؟ ببساطة شدیدة لقد تهدمت بالموت خطوط الدفاع الحیة، التي تقف مع الجسم في حیاته ضد غزو المیكروبات.
    فهذه الخطوط الدفاعیة هي بمثابة الحفظة والحرس المتیقظ، یحمیه من بلاء حقیقي یتربص به في كل آن وحین.
    ولكن بالموت ینهدم طرف كامل من أطراف المعاهدة، فلا یبقى ما یقف أمام الطرف الثاني، فینطلق ویفتك بالجسم ویعیث فیه فساداً،
    ولهذا عرَّف العلماء الموت، بأنه التوقف الكامل لعمل جهاز المناعة وقواته.



    يُتبع ~
    التعديل الأخير تم بواسطة Hope Tear ; 19-12-2014 الساعة 05:09 PM

  4. #3

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء

    * تحذير :
    يوجد صور عنيفة !





    وضع الدكتور محمد أحمد سلیمان ، في كتابه: "أصول الطب الشرعي" بیاناً تقریبیاً، عن درجة التحلل،
    في الجثث المدفونة في أكفان من القماش، تحت الأرض، في قبور ملیئة بالهواء (طریقة الدفن المعتادة عند المسلمین) على النحو الآتي :

    ١- بعد مضي ٢٤-26 ساعة على الوفاة تظهر بقع خضراء، في جدار البطن، مقابل الأعور، أو حول السرة.
    كما یظهر كثیر من الأوعیة الدمویة المتشعبة في جلد البطن والصدر، وتسیل مقلة العین، وتتعتم القرنیة.


    جثة في بدایة مراحل التحلل

    ٢- بعد یومین إلى خمسة أيام یظهر الزبد المدمى من الفم والأنف، وین تفخ البطن والصفن، وینتشر اللون الأخضر في كل جلد البطن والصدر.
    وتظهر النفطات الغازیة، تحت الجلد. وینتفخ الوجه والجسم كله بالغازات المتجمعة تحت الجلد، وتبرز العینان، واللسان،
    وتختفي ملامح الوجه، وتنبعث من الجثة رائحة كریهة، من الغازات المتصاعدة.


    جثة منتفخة بعد خمسة أیام من الوفاة

    ٣- بعد خمسة أیام إلى عشرة تسیل مقلة العین، ویتساقط الجلد الأخضر الهش، كما تتساقط الأظافر، والشعر،
    وتظهر الیرقات الدودیة المتعددة ، وبخاصة حول الفم والأنف، وأعضاء التناسل، ثم بعد ذلك تنحل الأنسجة،
    وتسیل في التراب تدریجیاً، حتى تبقى العظام وحدها، بعد حوالي ستة أشهر إلى سنة.
    والهیكل العظمي یتلاشى بدوره، ویعود إلى مكوناته الأساسیة ، مع مرور الزمن، إلا جزءاً صغیراً منه، اسمه عجب الذنب.
    بعد الوفاة مباشرة یبدأ التفسخ البسیط، فتظهر رائحة خفیفة، لا یدركها الإنسان ولكنها جاذبة للحشرات، وخاصة إناث الذباب ،
    فتسرع لتضع بیوضها الصغیرة ، دون أن یراها الإنسان في الفتحات الطبیعیة، التي یمكن أن تصل إلیها
    كالمنخرین والفم وزاویة العین وطیات الجلد في الرقبة ، وأحیاناً المناطق التناسلیة ...
    تضع آلاف البیوض الصغیرة، ثم لا تلبث أن تفقس، وتظهر یرقات صغیرة عدیدة بیضاء، لا یتعدى طول الواحدة ملیمتراً واحداً،
    ثم تتغذى على خلایا الجثة لتصبح حشرات بالغة، طول الواحدة سنتمتراً واحداً، ثم تضع بیوضاً جدیدة وهكذا ...،


    جثة مغطاة باليرقات البيضاء والديدان

    أجیال عدیدة من الیرقات والدیدان، بحیث أنك في لحظة ما، لا ترى إلا كومةً من الدیدان تُغطي الجثة، وتتراكم فوقها،
    بل فوق بعضها، لتتلاشى هي والمیكروبات، التي فسخت الجثة من داخلها.
    والغریب أن هذه الیرقات والمیكروبات ، التي كانت بالملیارات على الجثة وبداخلها، تتلاشى وتختفي كلیاً بعد تحلل الجثة وتفسخها.
    لأنه یأكل بعضها بعضاً، ومن یبقى أخیراً منها یموت من قلة الطعام ، فیتحلل بفعل أنزیمات خاصة ، موجودة داخل خلایاها.
    فسبحان من خلقها وهداها لوظیفتها، وسبحان من قهر الكبیر والصغیر من مخلوقاته بالموت والفناء.


    قبر عائلي على شكل غرفة تظهر فیه بقایا الجثث وقد أصبحت تراباً



    يُتبع ~


  5. #4

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء



    الشهادة منزلة رفیعة ، ودرجة عالیة، ومرتبة كریمة، وهي رفعة وشرف ومنحة من الله –عز وجل–،
    وهي اصطفاء وانتقاء، إنها منةٌ عظمى ونعمة كبرى، ینعم الله بها على من یشاء من عباده، "
    وَیَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء" [آل عمران:140].
    ولإیمان المسلمین بما أعد الله للشهید من مكانة عظیمة، انطلقت جحافل المجاهدین، وكتائب المسلمین،
    من صحابة رسول الله –صلى الله علیه وسلم– والسلف الصالح، ومن اتبعهم بإحسان،
    يجوبون أركان الأرض، مجاهدة في سبیل الله، والله یصطفي ویختار من یشاءُ من عباده المجاهدین.
    فلا غرابة أن تكون الشهادة في سبیل الله مطلباً، وأمنیة عزیزةً عند المؤمنین الصادقین، والمجاهدین المخلصین، یسعون إلیها بكل ما أوتوا ...



    والمجاهدون كُثْر ولكن الخُلَّص الذین یصطفیهم ربهم، ویختارهم إلى جواره قلیل ...
    ومن لم ینلها فعلیاً، عمل لها وتمناها، وتضرع إلى الله أن یكتبها له.
    ورسولنا العظیم یقول: "
    من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" (رواه مسلم)
    فإن كان الشهداء في هذه المنزلة العظیمة من التكریم، وهم برفقة الأنبیاء والصدیقین، أحیاء عند ربهم یرزقون،
    ولا یصح أن نقول عنهم أموات ، بنص الآیة الكریمة : "
    وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ یُقْتَلُ فِي سَبیلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْیَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ" [البقرة:154]
    فما داموا هكذا، فلا غرابة أن تظهر لهم كرامات، ویشهد لهم بذلك الصامت، والناطق، والممیز، وغیر الممیز من مخلوقات الله.



    ولكن أي شهید هو المقصود بهذه الكرامات ؟ وعن أي نوع من الشهداء نكتب ؟
    بل عن أي درجة من درجات الشهادة نتحدث؟ ...
    ولأن الشهادة منزلةٌ رفیعة، ودرجةٌ عالیة، ومرتبةٌ كریمة، بل مراتب ودرجات،
    فقد جعلها العلماء أكثر من قسم، واستخدموا لكل قسم مصطلحات معینة منها.



    أولاً: شهید الدنیا والآخرة ، أو شهید المعركة ، أو الشهادة الكبرى :
    وهذه تُطلق على الشهید، الذي یُقتل في قتال الكفار ، مقبلاً غیر مدبر، لتكون كلمة الله هي العلیا، وكلمة الذین كفروا السفلى ،
    دون غرض من أغراض الدنیا. وهم الذین وصفهم ربهم سبحانه بأنهم أحیاء یرزقون :
    "
    وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُواْ فِي سَبِیلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَل أَحْیَاء عِندَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُون" [آل عمران:169]
    وإنَّ كرامات عدم تحلل الأجساد من قبل المیكروبات والدیدان، خاصة بهذا النوع من الشهداء،
    دونما إنقاص من أجر وثواب أصحاب الدرجات الأخرى من الشهداء.



    ثانیاً: شهید الآخرة، أو شهید غیر المعركة، أو الشهادة الصغرى :
    وقد سمى رسول الله - صلى الله علیه وسلم- أهلها شهداء في أحادیثه، ولكنهم لم یقتلوا في معركة الكفار، وإنما ماتوا میتات مختلفة،
    "كمن قتل مظلوماً أو مطعوناً أو مبطونا أو بهدم أو حرق أو تردى من شاهق، أو وقصته دابة فمات، أو قتل دون ماله أو دینه أو أهله، أو مظلمته،
    أو المرأة تموت بجُمع وصاحب ذات الجنب، أو من لدغته هامّة، أو مات على فراشه، وكان قد سأل الله الشهادة بصدق،
    أو افترسه السبع، أو مات بالحمى، والمیت في السجن مظلوماً، ومن مات غریباً أو شریقاً أو مات بالسل وغیرهم." وقد ذكر
    السیوطي أنه جمعهم فناهزوا الثلاثین.



    ولضبط الشهادة، وتحدید من هو الشهید، وضع العلماء
    شروطاً للشهادة، استخلصوها من كتاب الله، وسنة نبیه –صلى الله علیه وسلم- وهي :
    أولاً : الإسلام
    ثانیاً : النیة : إخلاص النیة لله –سبحانه وتعالى–.
    ثالثاً: أن تكون الشهادة في قتال مشروع، والقتال المشروع هو في سبیل الله.
    رابعاً: أن یقتل في المعركة مقبلاً غیر مدبر :
    حيث أن الخوف حالة نفسیة ضاغطة، تربك صاحبها وتقهره أحیاناً، وتستشري في كیانه كله، النفسي والبدني.
    ولكن المؤمن یتغلب على ذلك بقوة إیمانه، لأنه یعلم أن الأجل بید الله، وان قوته موصولة بقوة لله، الغالب على أمره، القاهر فوق عباده،
    فلا یمكن لمؤمن مجاهد في سبیل الله، أن یولي یوم الزحف، خوفاً على الحیاة، لأنه یعلم یقیناً أنه إلى الله، إن كان حیاً،
    وإلى الله، إن كُتبت له الشهادة ... فكیف یفكر بالفرار من كانت الشهادة أمنیته، وها قد حانت فرصته ... ؟!
    فمن اجتمعت به هذه الشروط الأربعة، واصطفاه الله واختاره لجواره فقد فاز فوزاً عظیماً، وأصبح الشهید الحي،
    الذي ینال أوسمة الدنیا والآخرة، وسلسلة من الامتیازات والكرامات، التي یستحیل على مدارك البشر استیعابها.



    فهذا
    جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: لما حضر أُحد، دعاني أبي من اللیل، فقال :
    ما أراني إلا مقتولا في أول من یقتل من أصحاب النبي -صلى الله علیه وسلم-،
    وإني لا أترك بعدي أعز علي منك، غیر نفس رسول الله -صلى الله علیه وسلم-،
    فإنّ عليَّ دیناً فاقضه، واستوص بأخواتك خیراً، فأصبحنا فكان أول قتیل.
    ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر،
    فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كیوم وضعته..." (رواه البخاري)



    وفي
    روایة لأحمد "... فبینا أنا في خلافة معاویة بن أبي سفیان، إذ جاءني رجل،
    فقال: یا جابر بن عبد الله، والله أثار أباك عمال معاویة، فبدا فخرج طائفة منه،
    فأتیته فوجدته على النحو الذي دفنته لم یتغیر ... فواریته" (رواه أحمد)



    ومن
    روایة مالك عن عبد الله بن أبي صعصعة ، أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاریین،
    كانا قد حفر السیل قبرهما، وكان قبرهما مما یلي السیل، وكانا في قبر واحد، وهما ممن استشهد یوم أحد،
    فحفر عنهما لیغیروا من مكانهما، فوجدا لم یتغیرا، كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح،
    فوضع یده على جرحه، فدفن وهو كذلك، فأمیطت یده عن جرحه، ثم أُرسِلت فرجعت كما كانت،
    وكان بین أحد ویوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.



    ویذكر القرطبي تحت عنوان "
    لا تأكل الأرض أجساد الأنبیاء ولا الشهداء وأنهم أحیاء"، روى نقلة الأخبار
    أن معاویة لما أجرى عین الماء، التي استنبطها بالمدینة، في وسط المقبرة (مقبرة أُحد)، أمر الناس بتحویل موتاهم.
    وذلك في أیام خلافته، وذلك بعد أُحد بنحو من خمسین سنة. فوجدوا على حالهم حتى أن الكل،
    رأوا المسحاة وقد أصابت قدم حمزة بن عبد المطلب (سید الشهداء) فسال منه الدم.



    وقال
    شارح العقیدة الطحاویة: "وحرَّم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبیاء ...، أما الشهداء،
    فقد شوهد منهم بعد مددٍ من دفنه، كما هو لم یتغیر، فیُحتمل بقاؤه كذلك في تربته إلى یوم محشره،
    ویحتمل أنه یبلى مع طول المدة، وكأنه –والله أعلم- كلما كانت الشهادة أكمل، والشهید أفضل، كان بقاء جسده أطول".



    يُتبع ~


  6. #5

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء



    إننا نخلص مما سبق إلى جملة من الحقائق التي لا بد من التذكیر بها والتركیز علیها وهي :
    أولها: إن لله في خلقه شؤون لا یعلمها إلا هو، ویُصرِّفها كیف یشاء. ولا نعلم منها إلا الیسیر، رغم تقدم العلوم وتراكم المعارف.
    وكل مخلوقاته تسبح بحمده وهي طوع أمره "
    وَمَا یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّك إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" [المدثر:31]



    ثانیها: إن الشهادة اصطفاءٌ، واختیارٌ، واتخاذٌ، بل وتكریمٌ من الله تبارك وتعالى للخُلَّص من عباده المجاهدین،
    فهو وحده المطلع على نوایاهم، وعظیم تضحیاتهم وجهودهم. فهم مكرمون في الدنیا والآخرة.
    وما حفظ أجسادهم إلا غیض من فیض الامتیارات الربانیة التي أعدها لهم.



    ثالثها: شهادة المیكروبات على كرامات الشهداء هي شهادة صامتة،
    صادقة، بلیغة تصدر من أصغر ما عُرف من جنود الله لأولیائه المخلصین.
    تدلنا على تكریمه لهم وحُسن قبولهم عنده، تقدیراً لصنیعهم والتزامهم بأوامره
    "
    لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ" [الحاقة:12]



    رابعها: هذه الشهادة، بل هذا التكریم الإلهي للشهداء، هو دلیلٌ على صواب الطریق، وصحة المسیرة،
    فیجب أن یكون دافعاً لمزید من العمل والتضحیة؛ طمعاً بما عند الله تبارك وتعالى لا دافعاً إلى الركون والدعة والتباطؤ.



    خامسها: ونحن أمام شاهد وشهید. شاهد دقیق قام بواجبه طاعة لخالقه وتنفیذاً لأوامره، وشهید عظیم لبى نداء ربه دفاعاً عن دینه.
    فإن عَجَزْنا أن نكون شهداء فلا أقل من أن نُدلي بشهادة صدقٍ تُغْدِقُ مالاً ودعاءً وثناءً وتكریماً لهؤلاء، اعجاباً بما یصنعون.
    "
    وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ یَعْلَمُونَ" [يوسف:21]



    المرجع: كتاب "الميكروبات وكرامات الشهداء"، د. عبد الحميد القضاة

    ختاماً أتوجه بالشكر الجزيل للغالية
    تشيزوكو، لا حرمني الله منها ()
    كما أتمنى أن ينال الموضوع على استحسانكم، وتذكروا أن تسألوا الله حسن الخاتمة لي ولكم




  7. #6

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ( بل احياء عند ربهم يرزقون)

    الآن ينبت دمع كل مجاهد
    يبكيه في جوف الهوى شهداء

    لنظل نذكركم بكل محافل
    نحن العبيد وأنتم الأمراء

    يا شمس ما عادت لنا بك حاجة
    إنا بوجه الثائرين نضاء

    ..

    سبحان الله .. كيف وقف العلم حائر امام هذه الكرامات الالهية لاولياءه .. كذبها الملاحدة وشكك بها من في قلبه مرض ، لكن ابى الله الا ان يوصل لنا حقيقة بقاء اجسادهم ولو بعد حين .. ويا ليتنا نتعظ !!
    ما هذا كله الا لصحة مسلكهم الذي سلكوه.. اصطفاهم الله على جميع عباده الحقنا الله بهم..


    جزا الله خيرا كل من عمل على هذا الموضوع خير الجزاء جعله الله في موازين حسناتكم..

    لا ارى داع من ذكر بان الموضوع لا يصلح لاصحاب القلوب الضعيفة في نهاية لم اجد الا انه موضوع علمي راقي .. لطيف ولا يحتوي على ما يضر.. بوركتم، و في امان الله

    .
    .




    رُبَّ شيءٍ ظَنَنتَ بِهِ خَيرًا .. لكنَّ شَرَّهُ مستورٌ ومحجوبُ
    التعديل الأخير تم بواسطة [ اللــيـــث ] ; 20-12-2014 الساعة 02:36 AM

  8. #7

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ✦▌ █ وفي حضرة ذكراكَ يا شهيد، يحلو الموت ونشتهي العروج إلى الجنة !▌ الميكروبات وكرامات الشهداء

    سبحان الله العظيم..

    حقا "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"..

    جزاك الله خيرا تيرو على الموضوع الرائع..

    ختاماً أتوجه بالشكر الجزيل للغالية تشيزوكو، لا حرمني الله منها ()
    العفو :") جزيل الشكر لك على مجهودك الكبير


    +

    الليث (وبقية القراء)


    كان هناك خطأ تسبب بإخفاء مشاركتين من أجزاء الموضوع ^^"

    تم إصلاح الخلل، ونعتذر عما حدث ^^"

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...