أعادت لي مشاهدة أنمي "الدراج الجبان" وانزلاقي صباح اليوم في شارعنا المائل بعض الذكريات المنعشة ^^
كان المنحدر الصخري بجانب بيت جدي أولَ ما ظهر من بين ضباب الذاكرة ..
عُبِّد هذا الطريق ليتسنّى لجدي زيارة أقاربه في الجهة الأخرى من الجبل
ولكن تسوية السبيل أدّت لمنحدرٍ تبلغ زاويته 55-60 درجة وبطول ثلاثين مترًا تقريبًا
ليكون ساحة نزالٍ لنا نحن الصبية ويصبح بلوغ أعلاه امتحان تحمّلٍ معتبر.
فيما عدا هذه المهرجانات الجماعية
كنت أفضل صعوده في الصباح لوحدي مع دراجتي التي لم يسمح لي والداي بإخراجها من الفناء في المدينة وأجازا لي ذلك هاهنا
أرمي بحذائي في زقاق أنبابيب الغاز لأنتعله أمامهم حين أعود
وأنطلق حافيًا إلى مغامرتي
كان الوصول للقمةٍ يستهلك كل جسدي الضئيل، ولكنني كنت أجرُّ دراجتي معي أيضًا
وما إن أصل إلى رأس الطريق، حتى أُدير دراجتي وأعتمرها للنزول -أو السقوط- بسرعة الشُهُب، وأتدحرج بالطبع منفصلًا عنها بينما تستلقي على جانب الطريق وأكمل أنا الشقلبة
لا أعلم سر المتعة في تلك اللعبة الحمقاء
ولكنني كنت أكررها مرارًا باستمتاعٍ حقيقي!
ذات الاستمتاع كنت أعيشه في ليالي الصيف البهيجة حين تقرر عائلتي قضاء سهرةٍ في حديقة (أبو خيال) ذات الطبقات الشبيهة بكعكات الزفاف
المغامرة التي تراهنت عليها مع أبناء خؤولتي كانت شبه مستحلية وأقرب للانتحار، ولكن تجربتها لمرةٍ واحدة أودت بنا لإدمانها
المغامرة كانت -كما سبقها- أن نقوم بالقفز من طبقةٍ لأخرى، مع أخذ الجدران الحجرية المائلة والمغطاة بالطحالب بعين الاعتبار ..
كانت التجربة الأولى مخيفة، فرعب السقوط لا يساوي شيئا إن قارنته بانعدام الإضاءة في الطبقات السفلى، أي أنّك لا تكتفي بالقفز من مسافةٍ طويلة، بل تجهل أيضًا ما ستحط عليه!
جنون الصبى وضخ الأدرينالين قد انقطع عن دماغي تمامًا الآن
ولكن آخر معاقلي فيه كانت لعبةً فرضها عليّ وأخواتي السأم وملل الألعاب التقليدية التي تبدأ بـ"الغميضة" وتنتهي بـ"الأركان"
أسميناها: (حبة حلاوة) تشبيهًا بشكلها المبتكر
وفكرتها هي: لفّ أحدهم -كنتُ ذلك الشخص- في فراشٍ سميك، وربط طرفي هذه الشرنقة بإثنين من شراشف الصلاة، ثم رمي هذا الشخص الملفوف من أعلى الدرج ^___^
.
.
.
.
طفولة رقيقة!
المفضلات