مجرد هراء.. موضوع مناسب لك في حال كان وقتك ليس ثمينًا

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية قنـاع

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    203
    الــــدولــــــــة
    جزر القمر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي مجرد هراء.. موضوع مناسب لك في حال كان وقتك ليس ثمينًا

    في الخامس عشر من أذار، الواحدة وثمان دقائق صباحًا، أكتب:


    سقطت أصابعي على المذكرة لتكتب لكم شيئًا من مخزون الذاكرة والأفكار
    لكن بؤبؤ عيني رسم زاوية على كتاب في طرف المقعد كنت قد وضعته لأقرأه
    ولذلك، وُلد في قلبي حماس للقراءة، وسوف أعود للكتابة لاحقًا.



    -


    في العشرين من شهر أذار
    بعد منتصف الليل بخمس دقائق. . أكتب:


    وجدت نفسي أسير في إحدى شوارع المدينة، بخطى سريعة وأفكار بطيئة..
    باحثة عما يحمي وعائي الطيني من قطرات الماء المنهمرة من البخار المغزول أسفل السماء
    وجدت منزلاً قديم الطراز يحتوي بابه الخارجي على مظلة مكونة من جزيئات بيضاء متقاربة
    تسمى كذلك بالسقف. . كانت مظلة أو كان سقفًا قديم الطراز كالمنزل الذي ينتمي له
    ما يميزه أن له رائحة الأجداد، تفوح منه مشاعر الحنين.. . والذكريات
    كنت متأكدة من أن هذا الحي يحوي مسجدًا.. لم آتي لزيارة هذا الحي من قبل
    ولم أكن أقصد زيارته اليوم، لكن الأمور تؤول إلى ما هو مكتوب في السماء
    لا إلى ما نقرره ونجزم بأننا سنفعله
    على كل، كنت متأكده من وجود مسجد بالجوار . . ولذا أخبرت نفسي أن الأمر لا يتطلب مجهودًا عقليًا
    إنما مجهودًا بصريًا.. قررت بذل المجهود الأخير وإذا بي أعيد بصري للواقع بعدما كان هذا البصر
    يحاول الوصول إلى بُعدٍ آخر بالتحديق بنقطة فارغة عالقة في الهواء
    وجدته . . دلفت وصليت مع صلاة الإمام، أثناء الصلاة
    رأيت دودة بيضاء تسعى أمامي
    كان مشهدًا كئيبًا، كيف لهذه الدودة أن تتواجد وحدها هنا

    لا طعام

    لا ماء

    لا ديدان أخرى

    مكان شبه مهجور
    هذا محزن، أيا ترى هل تشعر برغبة بالانتحار؟
    إننا وهي في مكان واحد، ولكن عوالمنا مختلفة، لها بُعد آخر وزمن آخر خاص بها وبباقي الأسياد الديدان
    والسيدات الدودات. . . يا ترى. . ما هي خصائص روح هذه الدودة إن قارنتها بخصائص الروح البشرية. .
    ما شكلها؟ ما قدرتها الاستيعابية؟ وما محيط المشاعر الذي بمقدورها أن تحيط به معرفة؟
    هل هذا يهمني؟ لا. . ولكن تساؤلات من هذا النوع هي تصريح لي لدخولي لهرم التأمل
    هرم أم كُرة أو مكعب هذا لا يهم. . فالمحتوى واحد والسعة تختلف
    خرجت من المسجد، انعطفت لأعود إلى تأمل نقطة فارغة عالقة في الهواء
    مشيت ومشيت.. أين أذهب؟ لا أدري. . لأمشي وحسب فلربما تدلني هذه النقطة لمكان ما
    وجدت نفسي أمام مقهى، دخلت واستحسنت طلب مشروب الشوكولا الساخنة
    ثم ظللت محتارة أمام قطع من الكعك، وقع اختياري على قطعة كعك بالشوكولا من تلك
    التي توحي مظهرها بكونها ثقيلة جدًا. . هذا جيد، تجبرني أن آكلها على مهل وبذلك ستطول مدة
    مكوثي بالمقهى مما يدل على طول الوقت الذي سأقضيه باحتساء مشروبي وأكلي لكعكتي
    وقراءتي للكتيب الصغير الذي معي. كل شي يبدو ملائمًا.

    انقضت الساعات. . لا أدري كم انقضى، وإذا بهاتفي يرن، تررن.. تررن
    نظرت إليه، ما هذا؟ ما هذا الذي يرن بجواري؟ اندمج خيالي المجرد من العادة بخيالي الاعتيادي
    بعد قليل، إذا بي أجد نفسي في دكان فسيح، أخذت الخبز والزبدة، والحليب
    أُفضّل شرب الحليب من بطون البقر بشكل مباشر، لكن ما يعيق رغبتي هو واقع مكوثي في وسط المدينة
    ومن النادر وجود مزارع قريبة في المدن. . ماذا أيضًا؟ هل ابتعت حلوى؟ لا لم أفعل. .
    وإنما قطع قليلة من البسكويت الذي يتم صنعه في هذا الدكان. . ليس بتلك الجودة
    لكن إخوتي الصغار يستلذون مذاقه، ولذا لهم ما يريدون..
    عدت إلى المنزل، نظرت إلى بابه، ما هذا المكان؟ وماذا بداخل هذه الجدران؟ ولماذا أنا هنا؟
    يا إلهي. . . . لماذا أنا هنا؟ ما الذي أفعله هنا؟
    آه
    اندمج خيالي المجرد من العادة مرةً أخرى بخيالي الآخر الممتلئ بالعادة
    دلفت إلى المنزل
    وكان شعورًا لطيفًا أن رأيت الأرواح فوق أجساد إخوتي ترقص طربًا وفرحا
    بقدوم البسكويت اللذيذ...





    "من هؤلاء؟"
    هجوم مباغت من خيالي المجرد.
    :

    انتهى







    التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 22-3-2015 الساعة 10:33 AM سبب آخر: سلمت يمناك وننتظر إبداعك القادم

  2. 5 أعضاء شكروا قنـاع على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...