من المواقف الأخرى التي حصلت بعد عودتي بأشهر قليلة من المهجر...
لم أكن أفقه من العربية شيئاً، فقد تعلمت اللغة الإنجليزية أولاً، كانوا يحاولون تعليمي لكني كنت أرفض، حصل أن استيقظت صباحاً في منزل العائلة باحثة عن أمي، و سمعت عمتيَّ تبكيان، و تستعملان هاتف المنزل بشكل غير طبيعي، كانتا تتحدثان مع الطرف الآخر و هما تبكيان!
لم أكن أفقه ما تقولانه، و كنت أسخر و أضحك عليهما بينما أراقبهما بخلسة من خارج غرفة جدي و ابن عمي معي ~
ثم حينما جائت أمي كانت تبكي أيضاً
لم أفهم شيئاً ~
فجأة اكتض المنزل الكبير!
و رحلنا إلى الطابق العلوي
دون أن نفهم شيئاً ~
بعد فترة نادني شخص ما للنزول و الذهاب إلى المجلس ~
حينما ذهبت إلى هناك، وسط أعمامي رأيت غطاءً أبيض اللون، والناس تبكي، و أنا لا أفقه شيئاً، حينما أزالوا الغطاء رأيت جدي -رحمة الله عليه-
جدي توفي!
بكيت أمام جثمانه بحرارة!
فقد عرفت أنني مدللة جدي الوحيدة
و أنه لا يرفض لي طلباً
كنت أتسلل إلى غرفته وقت غداءه لأتناول الخيار و الخضروات الأخرى معه، في حين أنه يمنع جميع أحفاده الأخرين من ذلك ~
و كنت كلما طلبت شيئاً نفذه لي
فحينها كنت الفتاة الصغرى لأبي الذي يحبه جدي كثيراً ~
و كنا في ترقب المولود القادم ~
المهم …
بعدها بأشهر رزقت أمي بمولود أسماه أبي على اسم جدي ~
رحمك الله يا جدي و جعل قبرك روضاً من رياض الجنة ~
المفضلات