فتاةٌ بشنب

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: فتاةٌ بشنب

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي فتاةٌ بشنب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .....


    تسربت السنون من بين يديه؛ فتخطى أعتاب الأربعين ولم يتزوج ،يعمل أستاذاً للبلاغة بإحدى الجامعات ولأنه عاشقاً للغة العربية فلا ينبس إلا الفُصحى ، وفي ذات مساء - وهو مغادرٌ الجامعة بعدما فرغ من محاضرته لطلاب قسم الدراسات العليا – خطفت بصره فتاةً – تتحدث مبتسمةً عبر هاتفها المحمول ترتدي نظارة بعدسات مقعرة سميكة ،متوسطة الطول ، مستديرة الوجه ، قمحية اللون تضع معطفاً أبيض على ساعدها الأيسر- تلج بوابة كلية العلوم ، نزل من سيارته فسأل فرد الأمن عنها فأجابه قائلاً : إنها "
    معيدة " بقسم الرياضيات بالكلية وتُدعى " زينب " ، فرجع إلى سيارته يتمتم سجعاً " زينب ذات الشنب "

    وفي بحر أسبوع تجمعت لديه جميع المعلومات عنها وفي ذات صباح دخل عليها مكتبها
    بالقسم فعرّفها بنفسه وأمهر كلامه قائلاً:
    وأريد الزواج منكِ
    فذُهلت من طلبه ، لدرجة أنها لم تنبس بحرف فهب واقفاً ثم قال :
    أمامكِ فسحة من الوقت أسبوع وسوف أكون هنا لأخذ الرد
    ثم غادر ، فظلت الفتاة باقي يومها مابين الاستفاقة من مفاجأة الأمر ومابين التفكير
    وفي الصباح فاتحت والدها في الموضوع ،فقال:
    وماذا ترين؟ ، قالت : لا أدري ، ولكن الأمر والنهي لك
    فأخذ ما لديها من معلومات عنهوخلال ثلاثة أيام جمع عن العريس المعلومات الكافية ، وجلس مع ابنته فقال:
    أنا لا أري فيه عيب والقرار لكِ ، فقالت : ما فيه الخير يقدمه الله

    وجاء العريس في ميعاده ، فقالت له : تفضل يا دكتور
    ، وفي المساء كان جالساً مع أبيها في بيته ، وفي نهاية الجِلسة تم الإتفاق علي " الخطوبة " بعد أسبوع
    و" العرس " بعد شهرين ،وعُقد القران.

    وفي ذات مرة ذهب لمقابلتها في ساحة كلية العلوم كالمعتاد، فلم يجدها ،فسأل عنها زميلاتها في القسم فقلنْ:
    لم تحضر اليوم ، وبينما يتحدث معهنْ، دُهشنْ من نُطقه بالفُصخى فتجاذبنْ معه أطراف الحديت ، فباغتته إحداهن قائلة :
    ماالذي جذبك في " زينب " ، فقال :
    شنبُها
    ثم انصرف .فحملقن في بعضهن ثم ضَحِكنْ .

    وفي اليوم التالي حضرت زينب إلى الكلية ؛ التي امتلأت بخبر " شنب زينب "
    فلاحظت الغمزات واللمزات من الجميع وعلمت بما كان من زوجها ، فحنقت ورجعت إلي البيت منهارةً تبكي
    وقالت لأبيها :
    لن اتزوج هذا الرجل!! فقال: ماذا حدث ؟
    فقصت له الموضوع ، فقال :
    ما تجدينه مناسبًا لمصلحتك ففعليه !


    وخلال أسبوع وصل خطاب للدكتور من محكمة الأسرة بقضية خُلع ورد شرف، فذهب إلى المحكمة
    فلم يجد "زينب " فقد وكّلت محامي ، فوقف المحامي أمام القاضي وقال بأعلى صوته :

    سيدي القاضي ، موكلتي مخطوبةٌ من هذا السيد ، ولم يعقد قرانها بعد وقام السيد بالتشهير بها في كل مكان يذهب إليه، وسبب هذا ضررٌ معنوي ونفسي لوكلتي . لذلك نطلب الطلاق ونصر عليه .

    ثم أشار القاضي للدكتور بالكلام فقال:

    سيدي القاضي ، ما قاله المحامي عارٍ تماما من الصحة ، فبالإضافة للعور اللغوي فيما نبس به
    فهو يتجنى عليّ ، لقد تهيمت بزوجتي بما حباها الله بشنبٍ يبرق ثغره حينما تتبسم وحين تنبس ...



    فقاطعه المحامي قائلاً :شنب ماذا يا أبا شنب ؟!!


    فنظر الدكتور إلى القاضي قائلاً : ماذا يقول هذا العيي
    فقال القاضي :
    وجّه كلامك لي ولا داعي للتجريح
    فتنهد وأطبق كف في كف وقال :
    أنا مُتمسك بزوجتي.
    نظر القاضي إلى المحامي ؛ الذي قال :
    موكلتي لا تطيقه، ولو كان أخر رجل لن تقبله أبدًا

    تنهد القاضي ثم قال :
    حكمت المحكمة حضورياً بتطليق الزوجة ، وعلى المحامي وموكلته الرجوع إلى المعجم .. رفعت الجلسة .



    .....
    فــي آمـــان الله

  2. 6 أعضاء شكروا Yonko Akagami على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...