المستمع عاقل ...

[Yonko Akagami]

سمته ولباسه مغايران لمخبره ومنطقه ، ولأنه نادراً ما تراه يتكلم أحياناً يمر اليوم واليومان لا ينبس* بحرف
لذلك أطلق عليه أهل قريته " المجنون "، نال قسطاً وافراً من التعليم فأنهى دراسته الجامعية في تخصص الفلسفة
يحمل خُرْجين صغيرين ، الأول منهما مخصص لأغراضه من ملبس ومأكل ومشرب ، والثاني مخصص للكتب

والشيء العجيب أن هذا الخُرج* لايزيد عدد الكتب به عن خمسة ، فإذا اشترى كتاباً جديداً رمى واحداً من الخمسة
وإذا أُعطي كتابان قذف بكتابين من الخُرْج، ونادراً ما تراه متواجداً في مكان مسقط رأسه أسبوعاً مكتملاً، فهو دائم
التجوال شمالاً وجنوباً صيفاً وشتاءاً يطوي البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وفى إحدى جولاته الصيفية وصل إلى
الساحل، وذهب إلى شاطئ البحر، فسار راجلاً ، إلى أن تَعِبَ، فحط خُرجيه على الشط بالقرب من أحد الباعة
وجلس إلى أقصى مدىً للأمواج فأخرج ،رغيف خبزٍ جاف، فأخذ يقرض فيه ، وإذا بمجموعة من الأطفال
يلحقونه ويهتفون " المجنون– المجنون " وإذا بشاب في بدايات العقد الرابع ينهرهم ويأمرهم بالانصراف
وبقي هو والشاب وجهاً لوجه

فقال للشاب : تفضل جزءاً من الرغيف ، فقال الشاب : شكراً
قال الشاب : ما اسمك ؟ قال : ينادونني بالمجنون
وبادله السؤال وأنت ما اسمك ؟ قال الشاب ضاحكاً : أنا العاقل
وأشار المجنون بيده نحو البحر والتفت إلى العاقل قائلاً: سوف يأتي يوم ويختفي هذا البحر
العاقل : كيف ؟ المجنون : سوف تتحرك إحدى الصفائح التكتونية* نحو الأخرى
وسوف تتغير المعالم الجغرافية لكثيرٍ من البلدان ، العاقل : ما تقوله هذا جنون !

المجنون : لا أيها العاقل هذا خيال ، تخيل معي أن هذه المحاورة التي بيني وبينك الآن كانت منذ مئتي سنة
وقلتُ لك إن الإنسان سوف يترك حيزه الحيوي ويصعد إلى القمر أو ينزل تحت سطح البحر ، بماذا كنت سترد عليّ

العاقل: سؤال محير! المجنون : ستنعتني بالمجنون ، أيها العاقل ، من حقي أن أتخيل ، فالخيال مثل الرأي
قد يصيب وقد يخطئ، المهم أن نتخيل ، فالفكرة خيال والإبداع فكرة ، فدعونا نفكر دعونا نبدع دعونا نتخيل
العاقل :من الذي لقبك بالمجنون ، المجنون : أُناسٌ ليس لديهم خيال !

._. إنتهت._.

ينبس : لَمْ تَصْدُرُ عَنْهُ أَدْنَى كَلِمَةٍ لَمْ يَنْبِسْ بِبِنْتِ شَفَةٍ
الخُرج : وِعاءٌ من شعَرٍ أو جلدٍ ، ذو عِدْليْن ، ويوضعُ على ظهرِ الدابَّةِ لوضع الأَمتِعة فيه
الصفائح التكتونية : هي النظرية العلمية التي تصف الحركات الكبرى لغلاف الأرض الصخري.

[قصاصات حلم]

لأنه غريب فهو مجنون!
لأنه لا يسير وفق التيار بغباء فهو مجنون!
أهو المجنون أم أن من نعته بالمجنون هو المجنون حقاً!
بعيداً عن الخيال هذه المرة، تتسم القصة بالواقعية، و المنطقية ~

و ما لي إلا أن أقول عجباً للبشر

حفظكَ الله ^.^

[بوح القلم]

وعليكم السلام ،،

قصة بديعة أسرتني بسياقها وكأنني أقرأ قصة من قصص الزاهدين

من كانوا يلقبون بالمجانين لكن أقوالهم كانت حكم ومواعظ وأطلق عليهم أعقل المجانين كبهلول وسعدون وغيرهم

أذكر أني قرأت مرة قصة سعدون المجنون والعابد عندما مر على عابد وهو يدعو الله عزوجل و يبكى والدموع منهمرة على خديه و هو يقول:

ربى لا تدخلنى النار إرحمنى وارفق بى يا أرحم الراحمين ، لا تعذبنى بالنار فإنى ضعيف ليس لى قوة على تحمل نارك فأرحمنى .

ضحك المجنون بصوت مرتفع _ فألتفت إليه العابد قائلآ : ماذا يضحكك آيها المجنون ؟ قال كلامك أضحكنى . قال العابد وماذا يضحك فيه ،

قال المجنون لأنك تبكى خوفآ من النار . قال العابد أيها المجنون ألا تخاف الله _ قال المجنون بلى إنى أخاف الله ولكن خوفى ليس من النار ،

تعجب العابد وقال _ إذا لم يكن من النار فمما تخاف ؟ قال المجنون إنى أخاف من مواجهة ربى وسؤاله لى لماذا يا عبدى عصيتنى !

فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنة وأجيبه بلسان كاذب .

كلمات تعجب كيف يتفوه بها مجنون .. عندما أقرأها أعجب كيف كان مجانين ذلك العصر وكيف هم عقلاء هذا العصر

سلمت يمناك استمتعت جداً بالقراءة وبت أترقب قصصك بشوق

شكراً لك مع وردة

[تشيزوكو]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

جميل جدًا ^^

أسلوب أدبي متفرد، وعِبرة جميلة

العاقل في مجتمع المجانين يُعَدُّ مجنونًا..!

أتساءل إن كان العلم وأفكاره يُعدّان من الخيال..

أعتقد أن مفهوم "الفكرة" أو "الإبداع" أعمق من أن يُصنَّف كخيال

بورك قلمك..

[Yonko Akagami]

لأنه غريب فهو مجنون!
لأنه لا يسير وفق التيار بغباء فهو مجنون!
أهو المجنون أم أن من نعته بالمجنون هو المجنون حقاً!
بعيداً عن الخيال هذه المرة، تتسم القصة بالواقعية، و المنطقية ~

و ما لي إلا أن أقول عجباً للبشر

حفظكَ الله ^.^

هكذا نظرتنا نحن البشر، لا نرى أبعد مما تخطوه أقدامنا.
سلمك الله.

وعليكم السلام ،،

قصة بديعة أسرتني بسياقها وكأنني أقرأ قصة من قصص الزاهدين

من كانوا يلقبون بالمجانين لكن أقوالهم كانت حكم ومواعظ وأطلق عليهم أعقل المجانين كبهلول وسعدون وغيرهم

أذكر أني قرأت مرة قصة سعدون المجنون والعابد عندما مر على عابد وهو يدعو الله عزوجل و يبكى والدموع منهمرة على خديه و هو يقول:

ربى لا تدخلنى النار إرحمنى وارفق بى يا أرحم الراحمين ، لا تعذبنى بالنار فإنى ضعيف ليس لى قوة على تحمل نارك فأرحمنى .

ضحك المجنون بصوت مرتفع _ فألتفت إليه العابد قائلآ : ماذا يضحكك آيها المجنون ؟ قال كلامك أضحكنى . قال العابد وماذا يضحك فيه ،

قال المجنون لأنك تبكى خوفآ من النار . قال العابد أيها المجنون ألا تخاف الله _ قال المجنون بلى إنى أخاف الله ولكن خوفى ليس من النار ،

تعجب العابد وقال _ إذا لم يكن من النار فمما تخاف ؟ قال المجنون إنى أخاف من مواجهة ربى وسؤاله لى لماذا يا عبدى عصيتنى !

فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنة وأجيبه بلسان كاذب .

كلمات تعجب كيف يتفوه بها مجنون .. عندما أقرأها أعجب كيف كان مجانين ذلك العصر وكيف هم عقلاء هذا العصر

سلمت يمناك استمتعت جداً بالقراءة وبت أترقب قصصك بشوق

شكراً لك مع وردة

أشكر مرورك أستاذتي الفاضلة، تبدو لي القصة مريبة بعض الشيء أو أني لم أفهمها جيدًا !
الله سبحانه وتعالى يقول ( وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) والنبي صلى الله عليه وسلام عشرات الأحاديث يستعيذ بها من النار
فكيف الإنسان لا يخاف من النار ومن عذاب الله، مروركم أنار الموضوع ._.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

جميل جدًا ^^

أسلوب أدبي متفرد، وعِبرة جميلة

العاقل في مجتمع المجانين يُعَدُّ مجنونًا..!

أتساءل إن كان العلم وأفكاره يُعدّان من الخيال..

أعتقد أن مفهوم "الفكرة" أو "الإبداع" أعمق من أن يُصنَّف كخيال

بورك قلمك..

وفيكم بارك الله

[بوح القلم]

لا .. لا أعتقد أنها قصة حقيقية فهي من القصص الكثيرة التي صاحبت سيرة هارون الرشيد كقصتك هذه

ولا أقصد أن نبني أحكامنا عليها فحتى الصلاة والصيام لا تجب على المجانين ما بالك بأقوالهم ^_^

حتى العقلاء كانوا يوزنون بميزان لاتباع أقوالهم هذا حسن الحديث وهذا ضعيفه هذا موثوق الرواية وهذا ضعيف الحفظ بغض النظر عن مدى ورعهم أو تقاهم فأمور التشريع كانت تؤخذ بموثوقية وتدقيق

أما هذه القصص فهي من تأليف القصاص لا أعتقد أنها حقيقة واقعة والله أعلم

انظر لقصة أخرى من قصصه أنه مر بهارون الرشيد عندما نذر أن يحج ماشيا ففرشت الأرض أمامه بأغلى أنواع السجاد

لكنه تعب من السير فقال (( الركوب على الخنافس خير من المشي على الطنافس )) فقال له المجنون وهو ينظر إلى كل هذا السجاد الثمين


هب الدنيا تواتيكا أليس الموت يأتيكا ؟
فما تصنع بالدنيا وظل الميل يكفيكا
ألا يا طالب الدنيا دع الدنيا لشانيكا
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا



أورتها قصة كقصتك .. لكلام المجنون المتفكر أن يفكر مجنون هكذا ! وهي دعماً لقصتك أي أن هناك من سبقك بهكذا قصص حتى لا يتعجب أحد من جعل بطل قصتك مجنوناً ^_^
في نفسك : لو أطفئت تلك العضلة التي تسمى لسان لم نحتج لدعمك ^_^


و أن يستحي العبد من أن يراه الله على معصية هذا ما كانت عليه أخلاق الزهاد في ذلك العهد الحياء من الله يسبق الخوف من ناره ولذلك ارتجلوا هذه القصص

قرأت مرة أن أبو حامد الخلقاني دخل على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فأنشده هذه الأبيات:


إذا ما قال لي ربي
أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي
وبالعصيان تأتيني
فما قولي له لما
يعاتبني ويقصيني

فأمره الإمام أحمد بإعادتها، فأعادها عليه، فدخل الإمام أحمد داره وجعل يرددها وهو يبكي.


إذن هناك من يسبق حياءه من الله خوفه من ناره ولا أعني أنه لا يخاف النار

كثير عذبوا بالنار ليتركوا إيمانهم فازدادوا إيمانا ولم تخفهم النار .. لكن أن يسبق الحياء الخوف هذا ما لا نستطيعه نحن بل هو لمن كان قلبه كله لله
أما أنا فأستعيذ من النار طوال الوقت ولا يفوتني الذكر بعد صلاتي الفجر والمغرب " اللهم أجرني من النار 7 مرات " أبداً


وأكيد أنك قرأت عندما يأتي الدجال بجنة ونار ويدعي الربوبية فلا يستطيع الوقوف في وجهه إلا من كان قوي الإيمان جداً

حتى لا يزعزع الإيمان في قلوبنا خوفا من نار الدجال ونفتن به وندخل جنته فتكون نارا علينا إلى يوم القيامة أعاذنا الله وإياكم من فتنة الدجال لكن صاحب الإيمان القوي هو مؤمن بالله لأنه الله لا يخشى نار الدجال فيدخلها بقلب مطمئن فتكون جنته

أما نحن المسلمين العاديين من نخشى النار كثيراً ربما أكثر من خشيتنا الله أمرنا أن لا نختبر قوة إيماننا وأن نتجنب فتنة الدجال بغلق الأبواب والوقاية منها مقدما بحفظ سورة الكهف أو عشر آيات من أولها وعشر من آخرها

كما إن الذي لا يستحيي من الله لا يتورع عن فعل المعاصي متناسياً النار وعذاباتها "إِن مما أدرك النَّاس من كلام النبوة الأولى : إِذَا لم تستحي فاصنع ماشئت "

أنا أعتذر مقدماً قلت لن أتورط بنقاش مستقبلا لكني ببساطة لا أستطيع ^^" فلا تغضب مني أردت إيصال وجهة نظري وحسب ^_^


أعلم أعلم لا تخبرني بذلك إنها مجرد قصة من الخيال وستقول أنا ما ورطني مجددا معها لكنك أيضاً نظرت للقصة التي أوردتها أنا على أنها حقيقية

فما هي إلا قصص كقصتك أوردها القصاص في الزمن الماضي للتأثير على المستمعين ولا أعتقد أبداً بصحتها

[Yonko Akagami]

أي إزعاج عفا الله عنا وعنكِ، على العكس تمامًا أستمتع بالنقاش معك، وكما قلت في البدايةِ أني لم أفهم القصةَ جيدًا إذًا
مرورك وحده وتعقيبيك على الكلام الذي أوردته في الرد سابق شرفٌ لي، وبعد الإستماع والقراءة لردك لا أجد ما أقول سوى
غفر الله لنا ولكِ وللجميع، وأحسن الله حالنا، أين نحن منهم هؤلاء!

ولتمري على مواضيعي وما لا يعجبكٍ منها فلا بأس كلٌ لدينا وجهة نظره وكلٌ منا يقرأ على كيفية فكره ومعتقده
جزاكِ الله خيرًا على المرور الذي يثلج الصدر ^_^ << أعجبني هذا الفيس فاسمحي لي باقتباسه

[مهند.]

إيصالك للفكرة جميل عبر قصة

سردك مذهل تشد القارئ حتى لو لم يجذبه المحتوى ..هذه هي الروعة في القراءة

مع ذلك شعرت وكأن الحوار بين العاقل والمجنون كان قصيرا لو أطلته قليلا ..

شكرا لك بالتوفيق

[غاسا آليرو]

من الذي لقبك بالمجنون؟

أُناسٌ ليس لديهم خيال !