تحت أقدام الأمهات

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي تحت أقدام الأمهات




    نزل من بطنها صارخاً فهلل من هلل وأدمع من أدمع، ومعه نزلت الأوجاع والآلآم فأنشرح صدرُ الأُم
    وكيف لا وقد حمَلت به بعد حرمان طويل من الذُرّية، فأترابُها وصلّنَ لسن اليأس، أما هى فقد كان
    يدخل عليها المساء فيجدها رافعتاً كفيها وبصرها للسماء تتضرع لله تعالى تسأله الذرية
    فلم تُرزق قبله ولن تُرزق بعده ،لأن الزوج آتاه يقينه ففارق الحياة وجنينه فى الشهر الرابع
    تاركاً ورائه معاشاً بالكاد يفى بمتطلبات الحياة الضرورية ومنزل فسيح أتم بناؤه قبل وفاته بما يربوا عن سنة
    وهرولت الأيام وكبُر
    حسن ورزقه الله الفطنة فتخطى مراحل التعليم، والأُم معه تتخطى الصعاب ، وتهيئ له الراحة
    والهدوء للتحصيل والنجاح، فوصل إلى المرحلة الجامعية فألتحق بكلية الهندسة قسم " الكترونيات " فجدّ واجتهد
    وحصّل وانفرد بالمقدمة فتخرج بتقدير جيد جداً ولندرة التخصص التقفته احدى شركات الإتصالات للعمل بها براتب
    مجزى، ففرحت الأم فرحا عارماً وهى تلمس حلم حياتها بيدها ، وبما أنه لا فرحٌ يدوم ولا سرور بدأ يظهر على الأُم
    أعراض "
    الخَرَف " بالإضافة إلى أمراض الشيخوخة فقعدت عن الحركة ، فكان حسن يستيقظ مبكراً من نومه يُجهّز
    الإفطار ويفطر مع أُمه ويضع على منضده صغيرة بجوار سريرها الحاجات الضرورية من مشرب ومأكل ، ثم يغادر
    إلى عمله بعد أن يعطى مفتاح المنزل لجارته كى تطمئن على الأم بين الحين والآخر، وبانتهاء عمله يعود مسرعاً
    ليجهز الغداء ويقوم على خدمة أُمه فكان يغسل ملابسها وكان يقوم على استحمامها ،وكان يُنهى يومه بأن يتناول
    العشاء معها ويجلس بجوارها يسامرها حتى تنام ثم يُقبل قدميها وكفيها ثم ينام . وكان حينما يُسأل : لماذا لا تتزوج ؟
    لتقوم زوجتك بهذا العمل بدلاً منك ؟ كان يقول : ولماذا أحرم نفسى من هذا الثواب.

    لا يبقى حالٌ على وضعه فزادت أعبائه فى العمل فقرر الزواج ، فرزقه الله زوجةً صالحة تراقب الله تعالى فى زوجها
    وفى أُمه ، فكانت تقوم على خدمة الأم من الألف إلى الياء، فكانت الأم حينما يحُطُّ ذهنها تدعوا الله قائلاً :
    اللهم ارزق زوجة ابنى ولداً باراً صالحاً مثل حسن! وتجرى الأيام وتحمل زوجة حسن وفى الشهر السادس من
    الحمل تتذوق نفس حسن الموت فيفارق الحياة ، فما كان من الأم إلا أن زاد خَرَفُها ، وصارت الزوجة تبكى حتى
    تمرر دمعُها ، وأسرعت الأيام ووضعت الزوجة وليدها ، وكانت الأم على سريرها تضع رأسها على قائمته قائلةً :
    أين حسن فتُجيبها ارملته ، حسن مسافر ، ويذهب الليل ويأتى الصباح وتستيقظ الأم وتتيمم وتصلى ثم تُسند
    رأسها على قائم السرير وتسأل عن حسن ، فتجيب الأرملة : إنه مسافر فتسكت الأم .

    وفى ذات صباح استيقظت الأم على غير العادة نشيطة منيرة الوجة مستبشرة ذاكرتُها حاضرة، ونزلت من على سريرها
    وسندّتها أرمله ابنها إلى الحمام فأغتسلت ثم خرجت ثم صَلّت العصر وجلست على السرير فداعبت حفيدها الصغير
    قرابة الساعة، فما إن رأى الجيران هذا الحال منها حتى التفوا حولها ، فأخذت تتفقد الوجوه ، فقالت أرمله ابنها :
    لماذا لا تسألينى اليوم عن حسن ؟ فقالت : لأنى عرفتُ مكانه ، قالت الأرملة : وأين مكانه قالت: حبيبى حسن فى
    الجنه ، فقد رأيته البارحة فى منامى يرمح ويمرح فى الجنة والحور العين يحلّقنه ،وكما الأمير يختار منهن ما يشاء ثم سكتت ثم أسندت رأسها على قائم السرير ثم فارقت الحياة وهى مبتسمة.

    " قصةٌ من الواقع "
    ._. إنتهت ._.




    التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 3-5-2015 الساعة 10:02 PM سبب آخر: سلمت يمناك وننتظر إبداعك القادم

  2. 3 أعضاء شكروا Yonko Akagami على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: تحت أقدام الأمهات

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أهلاً مجدداً بفيّاض الكلم ^_^

    قصة بديعة صورت التضحيات بأوضح الصور

    تضحية الأم الرءوم وهبت فأجزلت وأدبت فأحسنت فكان جزاءها برٌّ غير مشروط

    وتضيحة الابن البار من فكر في أمه قبل نفسه وأعطى من جهده

    وتضحية الزوجة الصالحة من حفظت زوجها في ماله وبيته ونفسها وخدمت بإخلاص أمه وولده

    سلمت يمناك من مبدع تسخر الحروف في المعروف

    شكراً لك مع وردة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...