سامحيني أمي .. والتمسي لي عذرًا فما كان بيدي أن أفعل أكثر مما فعلت
فذاك البياض الذي اختمر شعرك الأسود به هو ماحملني على أن لا أخبرك بكل شيء ، كل شيء حتى تلك الأمور التي ربما تعني لك "المصير"
قلبك الملائكي ما شئت أن أشوهه بقذارة الظنون
ثم إني خشيت أن تقولي أني فرقت بينك وبين إخوتي ولم ترقبي قولي ..
يا نقية الفؤاد :
لم أكن أؤمن أبدًا أن قلبًا حملته في جوفك يمكن أن يؤذيك ، لذلك حينما كنت أرى صنائع أخي كنت أجبر نفسي على أن أقتنع بسوء ظنوني
وأني أرى من منظار لا يريني الحقائق
حبيبتي :
أتذكرين ليلة شق فيها صوتك جنح السواد ، فهرعت لأرى ما الذي حل بك ؟ ..
دموعك التي قتلتني كانت أقسى من منظر دمائك
وابتسامة مغتصبك كانت أوضح من خمارك الطاهر لي
رغم يقيني بأن ضربات يدي الصغيرة ما كانت لتؤذي ذاك المعتدي ، إلا أن جل ما كنت أفكر به هو أنينك الموجوع فقط
كنت أريد أن أريك أن ابنك يقاتل لكرامتك..
صحيح ..
وأمر آخر كنت أخفيه ولم أشأ أن تشعري به أو أن تريه خلف ذاك المعتدي..
كان يقف أخي يرتشف خمرًا بلا مبالاة ، وجهه كان بلا ملامح .. وبلا مشاعر وقد اختلط ظله بظل مغتصبك
أمي
كان ذاك هو الأقسى علي ..خشيت على فؤادك أن يهلك لو أخبرتك ، فكتمته سرًا واحتفظت به وافتعلت تلك الضربات لأخفي عنك قسوة ما رأيت !!
بت ليلتها بقلب ممتلئ بالضغينة على أخي
وكل ما كان يشغل فكري : لم فعل ذلك ؟ لم لم يسرع لانقاذك ؟!
أمي :
الحقيقة حينما أشرق الصباح ارتأيت أن أخبرك ، كنت عازمًا على ذلك حقًا ، وليتني فعلت قبل أن أرى أخي يبكي بجوارك
كان يحتضنك بشدة ، بشدة حتى أني خشيت أن يؤذيك ودموعه تروي خمارك الملطخ بدمائك منذ البارحة
كان يشجب ويصرخ ويندد ويمسح على رأسك
لا أعلم لم ؟!
ولكني تنفست الصعداء ربما لأني لم أشأ أن أؤمن أبدًا بما رأيت البارحة فليس أقسى على قلبي من أن يضلع أخي في إيذاء أمي ..
رأيتك تحتضنينه بحنان ..وعيناك تغمرانه بالرضا ..ما شئت يا أمي أن أمحي ذاك الوميض من عينيك
وتقهقر عزمي بإخبارك ..وابتلعت سري و أجبت نفسي على أن ما رأيته كان "ظنًا أسودًا "
كذلك كنت أفعل حين رأيت أخي يختلس الدخول إلى ذاك القصر ..
ذات القصر الذي بُني على أرضنا غصبًا
أمي رأيت أخي يراقص سيدة القصر ويمسك بتلك اليد الاثمة التي صفعت خدك الطاهرة عشية اغتصاب أرضنا
رأيته يبتسم لها أمي .. يبتسم بكل دناءة
وأكاد أقسم أني نسيت لوهلة أنه أخي
فكل ماكنت أراه أمامي : خيانة وليست أي خيانة
أتعلمين لم لم أخبرك أمي ؟!
حين أتيت إليك وأنا لا أكاد ألتقط أنفاسي لا أعلم لم ..
أمن فرط غيظي أم لأني ركضت لأخبركِ بما رأيت ؟!
رأيته بجانبك محتضنًا كلتا يديك وعيناه تلمعان بشيء أخاله الإصرار
كان يقسم أن قدمه لن تطأ ذاك القصر حتى يستعيده
وأنه لن يهنأ له بال حتى يراك عروسًا على أرضنا
أمي عيناه ولمعانها خانتني ..وأضعفت من عزمي وخشيت أن أكون شيطانًا مفسدًا
رأيتك تبسمين برضا ..وتحتوينه بين ذراعيك
وتهمسين :
أنت ابني
أمي :
كنت أشعر بقلبي يحتضر وأنا أرى أخي يصدح في حينا الصغير
أنه لن يهنأ حتى يرسم لك طريق السعادة
كنت أموت ألف مرة وأنا أرى إعجاب شيوخ الحي وهم يحسدونك على مثل هذا الفتى
كانت كلماتهم للإطراء على أخي تقتلني ؛ لأني يقينًا كنت أرى ذات الأخ يوميًا يركع تحت رجلي مغتصبك في دهاليز ذات الحي ،
أراه يبرم له العقود والمواثيق وأنه خادم لمطامحه أيًا كانت !!
أراه يا أمي يطعن في ظهرك.. وأسمع ضحكاته الخالية من الضمير
أتعلمين أن يده ملطخة بدمائك التي أريقت ليلة عودتك من حقلنا برصاص خائن !
أتعلمين أمي أن أخي هو من فتح الباب لأولئك الذين اقتحموا منزلنا في ذلك الليل !!
أتعلمين أمي أن أخي كان يقف خلف الباب ليضحك من سخريتهم وإهانتهم لك !
لا أعلم لم اصطنع الخوف عليك لحظة خروجهم وسبقني لاحتضانك
أمي :
ربما ترينني مذنبًا الآن بعد أن رأيت ما رأيت من أخي
عيناك تقولان كل شيء لا داعي لأن تنبسي بشفة
أعلم أن وقع الأمر قاسٍ جدًا عليك ، فآخر ماكنت تتوقعينه أن يأتي ابنك يومًا ما يمشي بجانب مغتصبك ليهددك بالخروج من دارك أو الموت
ربما إن كنت أخبرتك سابقًا بكل ما كنت أعلمه لكان أفضل لنا أجمعين
أمي :
اعذريني ولكني لم أشأ أن أصور لك ابنك كمجرم يسعى للخلاص منك بأي وسيلة
وأنك لم تكوني له سوى مطية لمصالحه الشخصية
وأن قلبه ما كان لينبض لك يومًا وقد أعماه حب الدناءة
أمي التمسي لي عذراً .. واستفيقي ها أنذا كبرت الآن
وأخي الذي أراه يحبو إلى الشيخوخة مازال على طريقه العفن
أنا أحمل في يدي مستقبلًا سيزهر لك أيامك ، سأبدأ بأخي أولًا .. ومن ثم سأزيل كل حجرة تقف في طريقك
وسأعيدك كما كنت وأكثر ، تتربعين على عرشك كعروس متألقة المحيا ومشرقة بهية
أمي :
فقط استفيقي واحتضنيني ودعيني استمد منك قوة تساعدني على نصر الحق واستعادة كل ماسلب مني ..
~*~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طابت أيامكم أهيل القلم بكل خير ..
مر وقت مذ آخر قصة مكتملة كتبتها ، الفترة الأخيرة بت عاجزة عن إكمال أي قصة لسبب أجهله =_=
ما إن أصل للمنتصف حتى تتبخر الأفكار وتتلاشى المفردات مني
حتى صار عندي 5 قصص غير مكتملة xDD
ولكن قررتُ الخروج عن المعتاد بقصة رمزية ، عسى أن يكون الترميز فيها موفقًا ومفهومًا
هذا فقط ، كونوا بخير
المفضلات