وعليكم السلام ،،
قناع أنا لا أعلم أسباب نظرتك السودوية للبشر لكنك بأقوالك هذه تخالفين ما علمناه في شرعنا
وعنوانك يدل على رفعة البشر ومضمونك يهين وجودهم
فلقد كرم الله بني آدم وفضلهم على كثير من خلقه وأنت تتمنين لو أن التربية تتم على يد ... ماذا ؟ زرافة ؟
قال تعالى {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}
قال السعدي في تفسير هذه الآية : "هذا من كرمه تعالى عليهم وإحسانه، الذي لا يقادر قدره، حيث كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام؛ فكرمهم بالعلم والعقل، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء، وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة". فهذه الآية تفيد تكريم الإنسان مطلقاً، البرُّ والفاجر، والمطيع والعاصي.
أما المأزق التي تعيشه الإنسانية اليوم هو مأزق التفرقة بين البشر، والكيل بينهم بمكيالين، على الرغم من المواثيق الدولية
التي تنص على احترام إنسانية الإنسان، فثمة فجوة عميقة بين تلك المواثيق وواقع الناس فإن تلك المواثيق الدولية
لم تضمن لكل إنسان كرامته وحريته، فما زال كثير من الناس يموتون تحت القهر والعبوديةويعانون أشد أنواع التعذيب والتنكيل،
ولا غرابة في ذلك، فإن تلك القوانين لا يمكن لها أن تضمن شيئاً من الكرامة والحرية في عالم لا يتوفر فيه للضمير الإنساني قاعدة أخلاقية.
وهل في الواقع من مغزى لهذا الضمان في ضمير المستبدين والطغاة والمستعلين على الناس، يعذبون كل من
أراد أن يتنسم عبق الحرية المغصوبة، ويقتلون كل من سعى لاسترداد كرامته المسلوبة..إن تلك القوانين لا تغني مطلقاً من الحق شيئاً
ما لم يكن لدى الضمير الإنساني سبب معين لكي يحترم كرامة الإنسان، وما لم يكن لديه في هذا النطاق ضوء سماوي يستمد منه نوره،
فإن أي "إعلان دولي لحقوق الإنسان" يكون من قبيل الأدب المجرد. إن القرآن يأتينا بهذا الضوء الذي يحوط الإنسان، ويجعله محترماً
في عيني أخيه الإنسان، إنه يأتي بهذا السبب السامي الذي يفرض احترامه مهما كان لونه، وجنسه، وقوميته، واعتقاده.
وهو يضع لفلسفة الإنسان هذا الأساس الإيماني: {ولقد كرمنا بني آدم}.
فهذه الآية القرآنية تعطي للإنسان كل عظمته، وكل مكانته، وكل حجمه في الضمير الإسلامي، وإنما ينتج حجمه من هذا (التكريم) الأساسي،
حيث لم يعد الإنسان نقطة صغيرة في عالم المادة الحية، نقطة صغيرة تافهة، إذا قيست بمقاييس المادة
تلك التي تعد الكرة الأرضية ذاتها نقطة صغيرة تافهة، تستطيع قنبلة ذرية واحدة أن تمحو منها مائتي ألف نسمة كما حدث في هيروشيما.
فحجم الإنسان في نظر الإسلام ينتج عن التكريم الإلهي الذي خصه الله به، عندما نشهد في حديث القرآن عن الخلق سجود الكون لآدم،
ثم طرد الله لإبليس؛ لأنه رفض السجود له، ونحن ندرك كم يكون هذا الأساس مهماً لتشييد بناء إنسانية عالمية،
مهماً في اللحظة التي لم تعد تستطيع فيها الإنسانية خلاصاً من مأزقها، حيث أقحمتها إرادة القوة، إلا عن هذا الطريق:
طريق القرآن الذي يهب للإنسان حريته وكرمته وألوان اختياره جميعاً.
أما عن ترك الأولاد دون إرشاد فحتى لو كان ولد على الفطرة فيحتاج لمعلم يرشده ويقومه ومن أفضل من والديه
ولا يجوز أن نطلق على البشر نفايات أو أن نهين جنساً اصطفاه الله للعبادة قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
أما عن أفعالهم المشينة وأخطائهم فلم نوكل بذلك فلهم رب إن شاء عذب أو إن شاء غفر
ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لو لم تذنبون لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم).
هذا من رحمة وجود الله أنه - جل وعلا - قدر على عباد وجود الخطايا ، ثم يتوب عليهم سبحانه إذا تابوا إليه، فلا ينبغي للعبد أن يقنط.
ولا ييأس، بل يبادر بالتوبة ؛ كما قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا )
يعني للتائبين. فهو قدر الذنوب ، وقدر المغفرة - سبحانه وتعالى-، فلا ينبغي للعبد أن ييأس بل ينبغي له البدار بالتوبة والاستغفار ،
وحسن الظن بالله ، ولو فعل ما فعل من الذنوب، لكن عليه أن يجتهد في المحافظة ، والحذر ، والله يتوب على من تاب - جل وعلا -.
وما يجعلنا بشر هو أخطائنا فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون فلسنا ملائكة منزهين أو أنبياء معصومين
فمنا المحب ومنا المبغض ومنا المضحي ومنا الأنانين وهناك صفات تتصارع في دواخلنا بين الخير والشر وهذا ما يجعلنا بشر
في أمان الله
المفضلات