استيقظ الحاضرون ببطء وانزعاج بادٍ على صيحات كاتب المحكمة وهو يعلن صعود القاضي إلى منصته، وخروج المحلفين من غرفة التداول. لم يعد يدري أحد عدد الأيام التي قد مرّت والحضور طريح على مقاعد القاعة، انطراح أهل الكهف في رقدتهم، انتظارًا للقرار الذي سينتج عنه اجتماع المحلفين، ولمعرفة البريء ممن تبقى من المتهمين ومعرفة أي عنق سيقطعه سيف الجلاد. انتفض النعاس من عيون الحاضرين بغتة، ولم يكن ذلك من هيبة القاضي ولا من الشوق لسماع خلاصة المحلفين، ولكن لأن السيّاف، الذي اعتصر ما تبقى من قطرات صبره واستنفدها، قد استغنى عن سيفه وأدخل إلى قاعة المحكمة مقصلة أصيلة حادة اشتراها من مزاد لبيع بعض مقتنيات الثورة الفرنسية.
استلم القاضي ورقة الخلاصة من كبير المحلّفين، وبدأ يتلو أسماء المتهمين الذين أثبتت براءتهم في المرافعات الست.
(اعذرونا على سوء التواقيع وبساطتها، فالعين بصيرة واليد قصيرة ^^")
وهج البنفسج
أثير الفكر
Samer
تشيزوكو
Jomoon
بوح القلم
ثم كان من بين المتهمين من سحرت ألباب المحلفين وعقولهم ببيانها، واستأسرت تصويتهم بخطها وكلامها، فكان أن نالت أعلى متوسط للتصويت في مجموع الجولات التي شارك فيها (وذلك من بين المتهمين الذي شاركوا في جولتين فصاعدًا)، فاستحقت بذلك تكريمًا زائدًا، مقدمًا خالصًا من هيئة المحلفين مع التهنئة بالبراءة.
وأخيرًا، وبعد أن تحرر المتهمون المبرؤون من قيودهم وأغلالهم، لم يبقَ في قفص الاتهام إلا رجل واحد، ألا وهو غاسا آليرو، يتجرع في غصة مرارة الفرص الضائعة التي أهدرها في مناكفة المحلفين بدل استرضائهم. فساقه الجلاد إلى المقصلة سوقًا، وهو يتحرّق إلى سفك دمه شوقًا...
ولمّا أودع الجلاد عنق غاسا في فتحة المقصلة، واستعد لشد الحبل المتين، الذي سيرسل روحه إلى يوم الدين، صاح غاسا في استسلام اليائس البائس: "فهمت، فهمت، سأفعل كما تريدون... أرجوكم توقفوا..."
فأشار القاضي للجلاد بيده ليتوقف، وظن أن غاسا يريد الاعتراف بجريمته بعد أن أبى وتمنّع عن ذلك من قبل.
فقام غاسا واعتدل، وذرف دمعة يتيمة تعبّر عن حاله الأليمة، وقال: "أرجوكم، سأعترف بأني قتلتُ الضحية، بحكم أني وودتُ لو أفعل ولكن لم أفعل حقًا. سأعترف لكم بما تريدون، وأرضى بالحكم الذي تصدرونه بحقي. لكن أعفوني من عقوبة الإعدام هذه. لو كان في غير هذا الوقت لما باليتُ، ولكن... (يتلعثم قليلاً ثم يسترد رباطة جأشه) ولكني استفدتُ من الأيام التي قضيتها في سجن الاتهام فذاكرتُ لمادة الخيمياء، وهو أمر لم أفعله قط مع هذه المادة، والآن أشعر أني أستطيع اجتياز اختبارها بنجاح، والاختبار سيكون غدا، فكيف لي أن أُعدم هاهنا ممدّدا" وخنقته العَبرة فلم يُكمل...
فأجهش الناس بالبكاء، وصاح ذوو الشهامة والوفاء، وولولت النساء، وضرب العجائز الأرض بعصيّهم في استياء، حتى رقّ له ولهم قلبُ صاحب القضاء، فنادى كاتبه صاحب الريشة العصماء، وأمره بتحويل الحُكم رغم اعتراضات الجلاد الجوفاء...
وهكذا تحول حُكم الإعدام إلى عقوبة من شطرين، فالشطر الأول أن يضع المتهم الصورة التالية في توقيعه في المنتدى لمدة أسبوع كامل:
والشطر الثاني من العقوبة، هو تعويض للمتهمين الآخرين مما أصابهم من ضرر وتشهير لقاء تهمة بجريمة لم يرتكبوها، لذا قرر القاضي منح كل من المتهمين الستة المبرئين طلبًا على غاسا آليرو تنفيذه، ضمن إطار المنتدى. بمعنى آخر، على غاسا تنفيذ 6 طلبات، كل طلب من أحد المبرئين الستة، وقد يكون الطلب خفيفًا أو ثقيلاً حسب رغبة صاحب الطلب. الطلبات يمكن أن تكون أي شيء تقريبًا، بشرط أن تكون بحدود المعقول ونتيجتها ظاهرة وعامة لجميع أعضاء المنتدى، ويمكن أن تكون خارج قسم اللغة العربية أو داخله. أمثلة عن الطلبات: كتابة موضوع، كتابة رد في موضوع معين، مشاركة في فعالية، رسم، تصميم، إلخ.
وهكذا خرج غاسا آليرو من قاعة المحكمة منكسر النفس مطأطئ الرأس، وخرج بقية الناس إلى حال سبيلهم.
وقبل الختام، قرر كاتب المحكمة نيابة عن المحكمة وأعضائها الموقرين، أن يشكر كل من شارك وساهم كثيرًا أو قليلاً في فعالية الجلاد، فشكرًا للمتهمين السبعة على مشاركاتهم وحججهم التي أمتعونا بها وسحرونا بجمالها، وشكرًا ثانية لوهج البنفسج على فواصل وبوستر الفعالية، وحظًا أوفر لعالم الأحلام للمشاركة في المرات القادمة (بعد أن تغيبت عن الفعالية بسبب المرض)، وشكرًا لهيئة المحلفين ممن صوّت في جولات المحكمة، ونخصّ بالذكر الذين أسهموا بتحليلات مفصلة لأقوال المتهمين ودفاعاتهم، نذكر من بين المميزين منهم في ردودهم:
Draogonier
Rimu Pie
سميد
وهج البنفسج
الفتاة المشاغبة
أثير الفكر
تشيزوكو
وغيرهم...!
سيحصل كل من المشاركين السبعة والمحلفين المميزين على 5 نقاط إضافية في لوحة النقاط للموسم الثاني من عام 2015.
المفضلات