حلّت كارثةٌ في العالم مؤذنةً باقتراب
نهايته!

ففي خضم الحياة اليومية ودون أية مقدمات، شاهد البشرُ العالمَ فجأة - وفي أجزاء من الثانية- في
دمارٍ تام!

بدت المباني محطمة.. والأرض متشققة.. كل شيءٍ كان منهارًا!

ولكن الأغرب هو ما حدث بعد ذلك.. فقد بدأ الناس يصطدمون بأشياء غير مرئية، ويسقطون في حفرٍ غير موجودة..! وفي خلال دقيقةٍ أو اثنتين،
اختفى الدمار تمامًا وعاد كلُّ شيءٍ إلى طبيعته..!

في الواقع فإن
الكارثة التي حلّت ليست دمارًا أصاب العالم، بل اختلالاً في الأشعة والصور ثلاثية الأبعاد التي تراها العين البشرية!

وبسبب هذا لا يرى البشر الأمور على
طبيعتها.. فكل شيءٍ يبدو مفككًا ومدمرًا ولا يستطيع المرء أن يخطو خطوةً واحدة في هذا العالم المزيف!

ومع أن الكارثة لم تستمر لأكثر من
دقائق معدودة فقد خلّفت العديد من الضحايا، ولم يتمكن أحد من إيجاد تفسيرٍ لها.. وبدأ العمل على إيجاد حلٍّ لمقاومة هذه الكارثة في حال تكرر حدوثها..

وبالفعل فقد تم ابتكار تقنية تعيد تنظيم الأشعة والصور ثلاثية الأبعاد، وعادت
الكارثة كذلك بالفعل!

استمرت لوقتٍ أطول هذه المرة، والتقنية التي تم تطويرها لم تعمل إلا في نطاقٍ
ضيقٍ جدًا..

أدرك البشر هنا أن عالمهم
سينتهي.. فهم لا يعلمون متى سترجع الكارثة.. ومتى سيعود العالم إلى دماره هذا مجددًا... وإلى الأبد..

.

.

.

.

.

لا.. هذا ليس جزءًا من فيلم خيالٍ علميٍّ غير منطقي.. بل هو
الحلم الذي راودني ذات ليلةٍ هادئة وهانئة..! XD

هذا حلمٌ واحد فقط من الأحلام
الغريبة التي تزورني! فعلى عكس ما ذُكر في الفقرة الأولى، فأنا أتذكر أحلامي، وغالبًا ما تكون عجيبة..!

وجعلني هذا أملك الكثير من
التساؤلات حول هذه الأحلام.. وبما أنني بحثت عن أجوبةٍ لتساؤلاتي، فقد عدتُ إليكم محمّلةً بها لأتشاركها معكم





من أوائل الأمور العجيبة التي تحدث في عالم الأحلام، هي أن موضوعاتٍ معينة
تتكرر كثيرًا.. ليس فقط للشخص الواحد، بل حتى أنها تتكرر في أحلام الكثيرين..!

فما هي هذه الأحلام الأكثر شيوعًا..؟




الضياع

هل سبق وحلمت أنك ضائع؟ تبحث عن منزلك ولا تجدك؟ أو ربما عالقٌ في مكانٍ ما ولا تستطيع إيجاد طريق خروجك؟

لا تقلق فهذا الحلم شائع

يقول علماء النفس بأن رؤيتك لهذا الحلم تدل على أنك واقعٌ في
حيرة من أمرك، ولا تستطيع اتخاذ قرارٍ ما..




الاختبارات

مهما كانت السنوات التي تفصلك عن عمر المدرسة، فإنك ستعود لتحلم بها.. بل إن أكثر من يحلمون باختبارات المدرسة هم من تركوها منذ فترة طويلة..!

وللأسف فإنك في هذا الحلم، عادة ما تفشل في اختبارك لسببٍ أو لآخر..

يقول علماء النفس بأن هذا الحلم يدل على مواجهتك
لتحديات معينة في حياتك..

والمشاعر التي ستصاحبك في حلمك توازي تلك التي تشعر بها في الواقع..





المطاردة

من أكثر الأحلام شيوعًا، ومن أكثرها رعبًا كذلك T__T

تهرب وتجري ويلاحقك شيءٌ ما أو شخصٌ ما ولا تستطيع الفرار منه..

قد تخونك سرعتك، وقد تصل إلى نهاية مسدودة، وقد يختفي صوتك فلا تعود قادرًا على طلب المساعدة..

مهما كانت الكيفية التي رأيت فيها هذا الحلم، فإنه يبقى حلمًا مرعبًا بالفعل..!

يقول علماء النفس بأن هذا الحلم يدل على أنك تشعر
بتهديد من نوع ما.. أو ربما تكون تشاهد ببساطة حدثًا قد مرّ بك بالفعل..!




سقوط الأسنان

من أكثر الأحلام وقعًا على النفس.. يستيقظ الإنسان منها يتحسس أسنانه ويحمد ربه أنها لا تزال في مكانها XD

حلم مخيف وصادم، رؤية أسنانك تتساقط.. وفي يدك ربما..!

يقول علماء النفس بأن هذا الحلم هو إشارة على
قلقنا المفرط وهمومنا التي نحملها..




السقوط والغرق

هل حلمت يومًا بأنك تغرق؟ أو بأنك تهوي من مكانٍ مرتفعٍ جدًا؟

حسب ما يقول علماء النفس فإن هذه الأحلام تشير إلى افتقارك
للدعم أو الأمان..

قد تكون قد وصلت إلى مرحلةٍ ما من الاستسلام في حياتك، عبّر عنها عقلك اللاواعي عن طريق مشاهدتك لهذا الحلم..





ضياع الفرص

أنت في عجلةٍ شديدة من أمرك لتلحق موعدًا ما، وهو موعدٌ في غاية الأهمية..

وتحدث أمور لا يتصوّرها عقل فقط حتى لا تتمكن من اللحاق بموعدك هذا..!

هل سبق ورأيت شيئًا كهذا في منامك؟

إذا كانت إجابتك بنعم فلعلّك تكافح لاتخاذ
قرارٍ ما حسب ما يقوله علماء النفس..





فقد التحكم بالسيارة

ما أكثر ما يزورني هذا الحلم XD

تفقد التحكم في مكابح السيارة، أو تنزلق السيارة من تلقاء نفسها، أو تضطر لقيادتها رغم أنك لا تحسن ذلك..

كل ما يتعلق بهذا الأمر أو يدور حوله هو مؤشرٌ – كما يقول علماء النفس – على أنك لا تمتلك القوة الكافية
للسيطرة على طريقك.. أو أنك على الأقل، تعتقد ذلك..




التحليق

للأسف، لم أشاهد نفسي أحلّق في منامي من قبل >< فماذا عنكم؟

الحلم بقدرة المرء على الطيران هو من الأحلام الشائعة بين الناس..

يقول علماء النفس بأن الطيران في الحلم يمثل
طموحاتك..

ولذلك فإن طريقة تحليقك والمشاعر المصاحبة له في منامك تدل على طموحاتك الواقعية..

أهي تسير بشكلٍ جيد؟ أتواجه صعوبات؟ أتخشى تحدياتٍ ما؟





في الواقع فإن حلمك يقول الكثير عنك وعن أفكارك..

لماذا؟ ببساطة لأنه عبارة عن أفكارك ذاتها، ولكن كما يعكسها عقلك اللاواعي

ومع ذلك فقد نرى أحيانًا أحلامًا عجيبة نثق تمامًا بأنها لا تعكس شيئًا من أفكارنا! فمن أين جاءت إذًا؟





في الواقع هنالك أمورٌ أخرى قد تؤثر على أحلامنا غير أفكارنا وعقلنا اللاواعي.. على سبيل المثال:
الأصوات

قد تحلم بصوت جرس الإنذار ينذرك بأن هنالك حريقًا، وتهرع باحثًا عن مخرج، وفي الواقع فإن الصوت الذي تسمعه في حلمك هو صوتٌ حقيقي، قد يكون صوت منبهك!

إن الأصوات التي تسمعها وأنت نائم، تكون عادة منخفضةً كفاية لكيلا توقظك، ومرتفعةً كفاية
لتشاركك أحلامك





الروائح

إذا كانت والدتك تطهو طعامًا شهيًا أثناء نومك، فليس أمرًا مستغربًا أن تحلم بهذا الطعام!

لا هذا ليس تخاطرًا، بل إن الرائحة دخلت أحلامك وشاركتك إياها

وقد أجريت دراسة في ألمانيا عام 2008 على مجموعة من النساء، تم تعريض مجموعة منهن أثناء النوم لاستنشاق روائح زهور لطيفة، واستنشقت أخريات رائحة بيض فاسد، وتبين أن اللواتي استنشقن روائح زكية كانت أحلامهن
لطيفة، وعلى النقيض عانت اللواتي استنشقن روائح سيئة من كوابيس وأحلام مزعجة..




وضعية النوم

تختلف الأحلام حتى بتغير نمط ووضعية النوم!

بل إن الباحثون يقولون بأنك إن استيقظت في منتصف الحلم لسببٍ ما، ثم عدت للنوم بالوضعية نفسها فإنك قد تستطيع
إكمال حلمك..!




الجوع

ستحلم بما
تحرم نفسك منه!

فإن كنت تتبع حمية غذائية ما تمنعك من تناول أطعمة معينة، فإنك قد تحلم بتلك الأطعمة!

نفس الأمر ينطبق على المقلعين عن التدخين.. فمهما مرّ من زمنٍ على إقلاعهم فإنهم قد يعودون ليحلموا بتدخين سيجار!




ما قبل النوم

ما الذي فعلته قبل نومك؟ هل شاهدت فيلمًا مرعبًا؟ لا تستغرب إذًا أن تشاهد حلمًا مرعبًا كذلك ^^

بل حتى قراءتك لكتاب أو تحدثك مع الآخرين قبل النوم قد يحتل جزءًا من أحلامك..

لذلك احرص على أن يكون ما تفعله قبل نومك ذا طابعٍ
إيجابي لتحظى بأحلامٍ سعيدة




الأدوية

بعض أنواع الأدوية تؤثر على الأحلام..

فقد يساعدك بعضها على تذكر أحلامك، بينما يتسبب بعضها الآخر
بكوابيس فظيعة!




حالتك النفسية

لا عجب أن تحلم بحدائق غنّاء إن نمت سعيدًا..

ولا عجب أن تحلم بعواصف إن نمت قلقًا..!

بل إنك قد تشاهد أحلامك بالأبيض والأسود إن كنت مكتئبًا..!


والواقع أن هنالك نسبةً معتبرةً من الناس اليوم يحلمون بالأبيض والأسود.. وقد تصل نسبتهم إلى 12%..

ولكنهم كانوا أكثر من ذلك سابقًا.. لماذا؟
لأنهم عاصروا التلفاز الأبيض والأسود



إذا
فأحلامنا لا تأتي من الفضاء الخارجي XD بل هي وليدة أفكارنا ونتاج خبراتنا..

بل حتى وجوه الأشخاص الذين تراهم في أحلامك هي وجوهٌ حقيقية!

فلا يمكن لدماغك
اختراع وجوه جديدة، وإن اعتقدت بأنك لا تعرف أصحاب هذه الوجوه فربما هذا لأنك نسيتهم..

فالعقل يخزن صورًا حتى لأولئك الذين
لمحتهم سريعًا في طريقٍ ما..!

فنحن نرى
مئات الآلاف من الوجوه طوال حياتنا.. لذلك قد لا تنتهي هذه الوجوه مطلقًا..





والواقع أن
الأحلام ليست مجرد صورٍ تعرض، لا أهمية لها..

بل إن عقلنا الباطن يتابع
التفكير خلال نومنا، ونرى تفكيره هذا على هيئة أحلام..!






هناك من يقول بأن تلك النظريات التي تتحدث عن تفسيرات
نفسية للحلم، هي نظريات غير صحيحة..

وأن الأصح هو أن العقل اللاواعي يتابع
التفكير والعمل الذي كان يقوم به العقل الواعي وقت اليقظة..

وإن كنتُ عن نفسي لا أرى تعارضًا بين الأمرين ^^"

إن دماغك يتابع التفكير أثناء النوم، ولكن ليس بطريقةٍ عاديةٍ البتة..!

فمقدرة العقل
اللاواعي قد تفوق في بعض جوانبها مقدرة العقل الواعي..

فعلى سبيل المثال، يستطيع العقل اللاواعي أن يتعامل مع
عشرين مليون بت في الثانية، في حين أن العقل الواعي لا يستطيع أن يتعامل مع أكثر من 20 – 40 بت في الثانية فقط..!

وأثناء النوم يتحرر العقل اللاواعي من وصاية العقل الواعي، وتظهر قدرته الفائقة على تجميع المعلومات أثناء اليوم وملاحظة أدق التفاصيل، وسرعته الفائقة في التحليل..!

وهكذا يحاول العقل اللاواعي أن
يعين العقل الواعي أثناء النوم، فيقدم له حلولاً مبدعة لمسائل استعصت عليه أو يحذره من أمور قد غابت عنه..!

وهذا يفسر مئات الاختراعات والابتكارات والاكتشافات الإنسانية التي توصل إليها الإنسان بعقله اللاواعي أثناء النوم بعد أن عجز عقله الواعي أن يفعل ذلك أثناء اليقظة..!

فعلى سبيل المثال:




كان الكيميائي "فريدريك أوجست كيكول" قد عجز عن الوصول إلى تركيب
البنزين رغم محاولاته الكثيرة..

فاستسلم ذات يوم لإغفاءة قصيرة قرب المدفأة، ومن فرط انشغاله بتلك المعضلة رأى
ذرات البنزين يطارد بعضها بعضا..!

فتتراجع الذرات الأصغر للتوجه إلى الخلفية، ثم فجأة تحولت تلك الذرات إلى أفاعٍ وأطبقت إحداها بفمها على ذيلها، وبسرعة انتبه من غفوته، واكتشف التركيب الحلقي لمركب البنزين..!







وحدث الأمر ذاته مع "إلياس هاو" مخترع
ماكينة الخياطة في القرن الثامن عشر..

فعندما عجز عن تحديد موضع الفتحة في الإبرة، حلم بأشخاص يرمون رماحاً ولكل رمح فتحة في أعلاه على شكل العين فاستيقظ وأدرك المكان الصحيح لوجود الفتحة في
إبرة الخياطة أثناء تصميمه لها..!



الشاعر الإنجليزي "صامويل تيلور كولريدج" يدعي أن قصيدته الشهيرة "
قبلاي خان" قد أُمليت عليه عندما كان في غفوة! (غفوة أفيون XD )

وقد كانت تصل لأكثر من
مائتي بيت! وقد حاول كتابتها فور استيقاظه، إلا أن زائرًا قطع عليه عملية الكتابة، فنسي بقية القصيدة، ولم يبقَ منها سوى الأبيات القليلة المعروفة..!

وبالمناسبة فإن رأيي الشخصي في هذه القصيدة هو أنها – مع الاحترام للسامعين – في غاية السخافة..! -_____-



هذه ليست الحالات الوحيدة، فابن سينا والبيروني وآينشتاين ومكتشف الأنسولين، كلهم مروا بتجارب مشابهة واستفادوا من
أحلامهم في تقدم علمهم واختراعاتهم..!

وكذلك في مجال
الأدب فإن مؤلف رواية جيكل ومستر هايد، ومؤلفة رواية فرانكنشتاين، قد استقيا أفكار روايتيهما من أحلامهما التي زارتهما..!


إذًا لا تتجاهل أحلامك! فقد تساعدك لتصبح مشهورًا XD




إن النوم بشكل عام يساعد الإنسان على حل المسائل المعقدة..

ففي إحدى الدراسات عام 2004 تم تقسيم مشاركين في الدراسة عشوائياً إلى مجموعتين لحل لغز أو معضلة رياضية، فوجدوا أن أفراد المجموعة التي سمح لها أن تأخذ
قيلولة في منتصف المسابقة استطاعوا أن يحلوا اللغز بنسبة 60%، مقارنة بالمجموعة الثانية التي استمرت بدون قيلولة وكانت نسبة نجاحهم 25% فقط..


ولهذا فإنه من المفيد جدًا أن تأخذ قسطًا كافيًا من
النوم قبل موعد اختبارك.. فعقلك سيتابع الدراسة وحده XD


من المعروف أن أولك الذين يحظون بقسطٍ كافٍ من النوم يحققون نتائج أفضل في اختباراتهم من أولئك الذين لم يغمض لهم جفن.. ولعلّ هذا هو أحد الأسباب