اسكني .. بـ وطن !!

[تباشير الفجر]

بسم الله القريب الودود

طيب ..

فلنتكلم يا صاحبي عن الغربة
أخبرني أحدهم ذات يوم .. أن الغربة فكرة
كما أنَّ الوطن فكرة
في عائلة .. نصف الأبناء فيها مغترب
أقول لك يا صاح
تعددت الأسباب
والوجع واحد
الكلمة ذاتها أكلت من قلبي
يرددونها .. فأضحك
وأغني .. أغني ألف أغنية
يا زريف الطول وقف تاقلك .. رايح الغربة وبلادك أحسنلك
أغني : طعم البعاد صبار ... والغربة ليل بهتان
وأصدح .. في بيتنا
بصوت يطالب الجميع بجهاز تحكم من بعد لإسكاته
وأقول لك .. الغربة أكلتني كلي !

أقولها .. وترتجف الدمعة .. فالعمر يا صديقي يوم أو يزيد

كم الكلمات التي أخبؤها لإخوتي يسبب لي الهلع
وفي كل مرة .. تتوالد كبكتيريا
وفي كل مرة .. تبني لها حصنا .. قلعة
سأخبرك .. أن في قلبي جبن ما
فلأكن صريحة : أخاف الفقد !!
الفقد لا يعني الموت فقط
وإن كان الموت شبحا بلا لون .. ولا هيئة
لربما .. ستغصب الغربة من حبيب ضحكة
تسرق .. إلتماعة في العين
أو .. فمهم ذو ضجيج الكلمات الحلوة
متن النص يا صويحبي حزين
لكن نتجاوز الحزن .. نقفز أول حاجز
هوووب
حاجزا ثانيا .. نلتف على الدمع
ننبطح من تحت تعبيسة
وأتساءل .. ما بالي ولسباق الحواجز
ما بالنا يا جميل المبسم .. وللدمعات التي تفر من العينين
أخبرك .. أنني منذ اللحظة أفتقد أمونة
أفتقد أن تناديني : لباب .. لبلب .. لولو
أو حتى أن تشتمني
تلك الفتاة ذات الأشبار القليل
سلبت حشاشة القلب .. وأحب ضحكتها
بعد الحول بإذن الله .. ستأتينا
قد كبرت .. فما عادت تغفو في الحضن
ولن أستطيع حملها
ولن أقهقه وأنا أسمعها تحلف من أجل الحلوى
وستنطق السين جيدا
ولن تقلب الحاء خاء
!!

أترى هذه التفاصيل .. الغربة تسكنها
ولتتمتع بشيء من كل هذا الوجد .. والعشق
عليك .. بشيء من الإنتظار !!
من أين لي بقلب يحتمل كل هذا الحب
لم لا يكون لكل منا عدة أفئدة
نهبها لهم مع بصيلات النرجس
مع الهدايا وحلوى العيد
وعلب المعمول !!
فلنقل .. أن العائلة فكرة ... السعي للرزق فكرة
تحصيل العلم فكرة
كيف .. نطمئن أن فكرتنا عن الفكرة هذه سليمة
أو كانت هي الدرب السليم

في كل مرة يا صاح .. ينخلع القلب
ونشتاق

# على هامش النص
بعض الأماكن حبيبةٌ للرجوع إليها كـ هُنـا !

[تشيزوكو]

نصّكِ مؤلم وأكثر من راائع :""(

يا زريف الطول وقف تاقلك .. رايح الغربة وبلادك أحسنلك

:""(


تلك التفاصيل هي ما نعشق ونحب.. وهي ما نفشل عن التعبير عنه عند الفقد..

هي التي تبني في قلوبنا ألف ألم وألم.. هي التي نعرف بعدها أن الحال لن يعود أبدًا كما كان.. وأن تلك التفاصيل التي لطالما تجاهلناها لشدة اعتيادنا عليها كانت هي أعز ذكرياتنا..

أتدرين ما المخيف أكثر من هذه المشاعر؟ إنه الاعتياد عليها!

فكرة اعتياد فقدهم.. اعتياد العدد الجديد لأفراد العائلة.. اعتياد الغربة.. تشعرني بالرعب!

فقدهم مؤلم.. وحقيقة أن هذا الألم قد يُنسى تسبب ألمًا أكبر..

أتساءل كيف سيغدو الحال إذا انضممنا نحن إلى قافلة المغتربين.. أسيغدو الاعتياد أسهل أم أصعب؟

هل سنصل أيضًا إلى درجة الاعتياد؟ اعتياد الغربة؟ وهل سنبدأ يومًا باعتبار تلك الغربة وطنًا؟

ربما ننسى يومًا.. ولكن هذا حقًا مؤلم..

الغربة مدرسة.. والحياة مدرسة.. وأمنياتنا بتجميد الزمن مستحيلة.. ويومًا ما -منقادين مع سنن الكون والحياة- سننسى.. وسنبتسم مجددًا..!


اعذريني فقد ثرثرتُ كثيرًا بلا معنى ^^"

ولكني أحببتُ كلماتكِ حقًا ~♥

دمتِ ودام إبداع حرفك :")

[بوح القلم]

الغربة ؟!!

قد غدت نغم ألحان العاشقين وتراتيل ثبات الخائفين

أو ربما ! إن تسائلت مجدداً ..! هي قارب نجاة ينشده البائسون

هي تؤلم الروح ؟ نعم ! لكن هذا البشري مكيف على حمل الألم

لكنها تبقى أهون من مشاهد الموت على طرقات الحياة وأزقتها

مؤلمة لكنها أرحم من سياط الظلم والتشريد في الحر والبرد دون رأفة حتى بجدد المواليد

تؤلم الغربة حينما نحيا بين جموع لا تفهم لغتننا أو تدين بديننا

لكنها تؤلم أكثر عندما نتجرعها بين جموع تفهم لغتنا وتدين بديننا

لن يعتاد محب غربة أبدا لكن كيف النفس وعاش الذكريات

سلمت تباشير وسلم قلمك

شكرا لك مع وردة

[مها آغاسا]

خواطر رائعة
و صور جمالية مبهرة
و كلمات تتجسد بها تلك المعاناه المبكية
و مضمونها إمتزج بين الحرمان، اليأس، التعب و الحجود المفرط ..
[ تباشير الفجر] ، ذائقة نثرية فذّة و إنتقاء راقي للمعاني المُحزنة
سلمت يداك، هنا حقاً تذوقت الأدب
دمتِ بود