~ // مسرحية من الوريث // ~ اكتملت

[بوح القلم]

مساؤكم طيب وصباحكم مبهج سادتي يا كرام

سأقدم لكم اليوم مسرحية آمل أن تؤنسكم مشاهدها ...

جهزوا الفشار واحجزوا مقاعدكم فالتذاكر على وشك النفاد ...

شخوص المسرحية

الأشقاء الثلاثة : محمد الأول ، محمد الثاني ، محمد الثالث

صاحب الناقة : رجل بدوي

الزوج : رجل من الفقراء المتسولين

الكهل : رجل تظهر عليه النعمة ويبدو من أهل الوجاهة

القاضي : هو القاضي نبهان إبن القاضي لقمان الذي كان يعرفه الأشقاء الثلاثة

قصة المسرحية : تراث

كتابة المسرحية : بوح القلم

عدد المشاهد : ثمانية

المشهد الأول

( ثلاثة أبناء يجلسون حول سرير والدهم المحتضر)

محمد الأول : ( يمسك بيد والده ) ماذا هناك يا أبي لم طلبت حضورنا ؟

محمد الثاني : هل تريدنا أن نحضر الطبيب ؟

محمد الثالث ( بهمس ) : لا أعتقد ذلك وإلا كان استدعى أحدنا فقط وليس ثلاثتنا

أشار محمد الأول بإصبعه نحو فمه إشارة مفادها أن ( انصتوا )

الوالد : ( بصوت ضعيف ) أبنائي أشعر أن ساعة موتي باتت وشيكة لذلك وصيتي ..

( تبدل صوته إلى حشرجة .. سعال .. ثم تمتمة ) محمد ابني ومحمد ابني ومحمد ليس ابني

مال رأسه إلى الجانب وسقطت يده من يد ابنه ثقيلة بعدما خرجت الروح

المشهد الثاني

غرفة مضاءة بقنديل زيت مفروشة ببسط مغطاة بالديباج عليها مساند من الريش

فتحت ستارة في الجانب الأيمن ودخل الأشقاء الثلاثة

محمد الأول : أخواي .. ما رأيكما ؟ وماذا قصد والدنا بوصيته ( محمد ابني ومحمد ابني ومحمد ليس ابني )؟

الثاني : ربما قصد ( محمد الأول ابني ومحمد الثاني ابني ومحمد الثالث لقيط ؟)

الثالث: ( يبتسم بتهكم ) ولم لا يكون ( محمد الأول ابني والثالث ابني ومحمد الثاني لقيط )؟

الأول : ( بغضب ) هذا يكفي .. لقد أنهكتنا الأيام الماضية ولن ينفعنا الشجار فلنفكر بحل معقول لهذا اللغز

الثالث يتقدمهما ويجلس : ما رأيكما أن نذهب إلى القاضي يكشف لنا سر هذا اللغز ؟

الثاني : فكرة سديدة أيها الثالث أنا موافق

الأول : وأنا موافق

جميعهم بصوتٍ واحد إذن على بركة الله

المشهد الثالث


حقل قمح ، طريق مستقيم والأشقاء الثلاثة في وسطه قد أوقفهم رجل يرتدي ملابس البدو

الرجل : السلام عليكم معشر الشباب

الأشقاء : وعليكم السلام أيها العم

الرجل متسائلاً : هل رأيتم ناقتي ( ثم استفاض بالشرح ) لقد عقلتها بشجرة وذهبت أحضر الماء من تلك البئر

( يشير لبئر بعيدة غير مرئية للناظرين ) ولما رجعت وجدتها وقد تفلتت من عقلها واختفت فهل مررتم بها في طريقكم ؟

محمد الأول : هل ناقتك عوراء ؟

صاحب الناقة : أجل أجل

محمد الثاني : هل ناقتك عرجاء ؟

صاحب الناقة : أجل أجل

محمد الثالث : هل ناقتك بتراء

صاحب الناقة : أجل أجل

الأشقاء بصوت واحد : لا والله ياعم لم نرها

صاحب الناقة : ويحكم أيها اللصوص السارقون أريد ناقتي منكم وإلا شكوتكم إلى القاضي

محمد الأول : نحن ذاهبون إلى القاضي فرافقنا إن شئت

ومشى الأربعة











المشهد الرابع

أرض وعرة والأشقاء الثلاثة مع صاحب الناقة واقفون بقرب بئر يستقون الماء

فتقدم منهم رجل فقير يرتدي ثوب سمل فيه من الرقع بعدد الغرز

الرجل : السلام عليكم

الجميع : وعليكم السلام

الرجل : هل مررتم بزوجتي إمرأة متوسطة الطول ونحيفة

( نظر إليه الشبان الثلاثة نظرات متفحصة )

محمد الأول : هل زوجتك تحمل طفلاً

الزوج : أجل أجل

محمد الثاني : هل شسع نعلها مقطوع

الزوج : أجل أجل

محمد الثالث : أليست ثيابها بالية من الخيش

الزوج : بلى

الأشقاء الثلاثة : لا والله ما رأيناها

الزوج : كيف ذلك أيها البائسون وقد أعطيتم الوصف كاملاًً

إما أن تدلوني أين هي زوجتي أو أشكوكم إلى القاضي

الأشقاء معاً : نحن ذاهبون إلى القاضي إن شئت فتعال معنا

ومشى الخمسة












المشهد السادس


منطقة صحراوية والأشقاء الثلاثة مع صاحب الناقة والزوج يجلسون حول سفرة طعام ممدودة

تقدم كهل يسألهم

الكهل : هل رأيتم عبداً هاربا ؟ ( يجيب نظراتهم المتسائلة ) إنه عبدي .. أبق

( نظر الثلاثة لبعضهم بتسائل إن كان استنتاجهم للشواهد التي مروا بها صحيح أو أنهم سيفتحون على أنفسهم بابا آخر للمسائلة )

فتغلب الفضول على التعقل !!

محمد الأول : هل عبدك كسيح ؟

الكهل : أجل أجل

محمد الثاني : هل ملابسه بأزرار مذهبة ؟

الكهل : أجل أجل لقد سرق مني ثوباً كنت أدخره للمناسبات

محمد الثالث : هل يحمل معه عصا ؟

الكهل : أجل أجل

الأشقاء معاً :: لا والله ما رأيناه

الكهل بغضب : خسئتم يا لئام أتعينون عبدي على الفرار ؟ لأشكونكم إلى القاضي

محمد الثالث : نحن ذاهبون إلى القاضي إن شئت فتعال معنا

ومشى الستة معاً










نكتفي اليوم بهذا القدر آنساتي سادتي فلقد تعبت من الكتابة ونفدت مني الأفكار ^^"

طبعاً لصياغة آخر مشهدين ... فإلى الملتقى

[Jomoon]

وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

جميل بوح
تشوقت حدي
واستمتعت بمسرحيتك
معرفتهم بالتفاصيل بدقة شي عجيب
اريد التكملة فلا تتأخري
★
أعجبتني صياغتك للأحداث
وسلالة الأفكار
ووصفك الرائع
بارك ربي بكِ
وزادكِ من فضله
في حفظ المولى،،
ملاحظة:التقييم لم أكمله خطأً أقصد لا تتأخري وفقك ربي,

[قصاصات حلم]

حجزت المقعد الثالث هنا قبل امتلاء المكان بالمشاهدين ~

طرحك لطيف بوح و مثير للاهتمام
و ما سر تسمية الوالد أبناؤه كلهم باسم محمد؟
و من هو محمد الذي ليس ابناً للرجل الراحل؟
و كيف تمكنوا من معرفة أوصاف الضائعين الثلاثة، و هل من الممكن أن تكون تخمينات نتيجتها النهائية الزج في السجن، لا أكاد أطيق صبراً لمعرفة ما سيأتي لاحقاً

أحببت سهولة المشاهد و سلاسة مضيها، وألفاظك المختارة بعناية ~

آمل أن تكملي المسرحية قبل أن أنهي فشاري XD

حفظك ربي

[بوح القلم]

كودو

جمون

وقصاصات

يا أهلا بزهور القلم وغصنه الشذي

أنرتم بحضوركم عيني قبل مسرحي وتربغتم على عرش فؤادي بحضور زادني حبورا وسرور

على الرأس والعين سيد كودو

بالمناسبة قصاصات آمل أنك لم تقضي على ما تبقى من فشار

أنتظروني

[بوح القلم]

أهلاً ومرحباً بكم وطاب كل يوم هو لكم يا أحبة

سأطرح اليوم المشهد السابع من مسرحية من الوريث

فتابعو معي واستمتعوا من أجلي




المشهد السابع



ديوان فسيح يجلس في صدر مجلسه رجل كهل قد جاوز الأربعين وهو القاضي نبهان

والأشقاء الثلاثة مع المدعين الثلاثة واقفون بين يديه

القاضي : ما تكون قصتكم تكلموا بوقار وأفصحوا باختصار


يتقدم صاحب الناقة بتأني

صاحب الناقة : سيدي القاضي لقد سرق هؤلاء الثلاثة ناقتي

القاضي ( يتوجه إلى الأشقاء الثلاثة بنظره ) : هل سرقتم ناقته ؟

يجيب الثلاثة بصوت واحد : لا ... نقسم أننا لم نرى ناقته

( يعود بنظره إلى صاحب الناقة )

القاضي : كيف تقول أنهم سرقوا ناقتك هل رأيتهم ؟

صاحب الناقة : كلا يا سيدي لم أرهم بعيني لكنهم أعطوا وصفاً دقيقاً لها .. كيف ذلك إن لم يكونوا قد رأوها ؟

القاضي : حسناً ما قولكم ؟

محمد الأول : عندما مررنا بشجيرات وجدناها أُكلت من جانب وتُركت من الآخر فعلمت أن من مرت بها عوراء

تأكل من جانب عينها السليمة وتترك جانب عينها السقيمة

محمد الثاني : وأما كيف عرفت أنها عرجاء فعندما مررنا بآثار خفها وجدنا ثلاثة واضحة والرابع غير واضح

كأنها تخشى من الضغط عليه فعلمت أنها عرجاء

محمد الثالث : وأما كيف علمت أنها بتراء فكما هو معلوم أن قذارة الناقة تكون مبعثرة

لآنها تبعثرها بذيلها وهذه القذارة كانت بخط مستقيم فعلمت أن هذه الناقة مقطوعة الذنب

القاضي موجهاً كلامه لصاحب الناقة : سمعت كلامهم وعلمت جواب سؤالك فانصرف لشأنك ولا تريني وجهك

الزوج وهو يتقدم بين يدي القاضي : أنا يا حضرة القاضي لي عندهم مظلمة زوجتي .. زوجتي يا حضرة القاضي هربت مع ابني وهم من خبأها عني

القاضي : هل لديك شاهد على ما تقول

الزوج : بالتأكيد يا حضرة القاضي فلقد أخبروني بما تلبس وما تحمل وليس الأمر كناقة البدوي إذ كيف لهم أن
يعلموا وصفها دون رؤيتها ( وقص على القاضي كل ماذكروه من أوصاف الزوجة )

أشار القاضي للأشقاء وقال :

القاضي : ما جوابكم ؟ أنت .. ( وأشار إلى محمد الأول ) كيف علمت أنها تحمل طفلاً ؟

محمد الأول : نظرت إلى أثار أقدام مررنا بها فوجدت أن أحد الأثرين أعمق من الآخر فعلمت أنها تحمل طفلاً

هز القاضي رأسه مقتنعاً بحجته ثم أشار لمحمد الثاني وقال وأنت ؟ كيف علمت أن شسع نعلها مقطوع ؟

محمد الثاني : من الآثار يا سيدي فأحد الأثرين واضح لثبات النعل فيه والآخر سحب سحباً فعلمت أن شسع نعلها مقطوع فتخشى رفعه حتى لا يسقط من رجلها

تمتم القاضي لنفسه (مقنع جداً) ثم أشار للثالث وقال :

وأنت ؟ كيف علمت أن ثيابها بالية فهذه لا تترك أثراً

محمد الثالث : أنت مخطئ بهذا يا سيدي فثياب الخيش تكون قاسية خشنة وثيابها قد تركت خطوطاً على مسارها فعلمت أنها من الخيش وبالية لأنها تتدلى منها خيوط ترسم أثراً خلفها

درس القاضي وجوه الأشقاء وقرأ الصدق في محياهم نظر إلى الزوج وقال :

سمعت كلامهم وعرفت جواب سؤالك .. إذهب أيها الرجل وابحث عن زوجتك في مكان آخر

تقدم الكهل وقال سيدي القاضي أنا أسحب شكواي فمما سمعته وشهدته هنا أيقنت أنهم لم يشاهدوا عبدي ولا عرفوه !

لكن فضولي تعاظم وأستميحكم سيادة القاضي بسؤالهم عن تفسير معرفتهم بأوصاف عبدي ؟

تنحنح القاضي وقال : ( مخاطباً الإخوة ) لقد سحب الرجل شكواه ولستم مضطرين أن تجيبوا مطلبه

قال محمد الأول : لا مانع سيدي القاضي

القاضي : إذن ؟ كيف عرفت أنه كسيح ؟

محمد الأول : لقد رأيت آثار أقدامه ! كان بينهما فجوة متقاربة من الكعبين متباعدة عند الأصابع

يسحب إحدى قدميه سحبا فيطيل أثرها .. فعلمت أنه كسيح

محمد الثاني : وأنا وجدت أثر زر في إحدى تلك الآثار المتقاربة المتباعدة يبدو أنه سقط فطبع رسم النقش على الزر

في الأثر وكان نقشاً واضحا لا زوائد فيه فعلمت أنه لزر من الذهب

محمد الثالث : ولا داعي لأخبرك كيف علمت بأمر العصا فأثرها واضح بين خطواته

وعمق ما تركت من أثر يدل على أنه يستند عليها فعلمت أنه يحملها دوماً معه لتعينه على السير

القاضي (وقد أعجب بنباهتهم وارتاب بسبب حضورهم إليه وماهية قضيتهم) :

أبنائي أطلب منكم البقاء في ضيافتي بعد أن يفض مجلسي لنتجاذب أطراف الحديث
( متمتماً لنفسه ) ولأراقب تصرفاتكم وأتبين حقيقة أمركم





يتبقى لنا المشهد الثامن والأخير فاتركوا له بعض الفشار

[بوح القلم]

شكراً كودو يسعدني إعجابك بها ^_^

قد لا تصدق إن أخبرتك أنني إلى الآن لا أعلم من هو الوريث ؟

لكنه سيظهر نفسه في النهاية أليس كذلك

شكراً للمرور

[Jomoon]

أهلاً بوح
وأخيراً انزلتي مشهداً
بشوق لـ التكملة
فعجلي علينا,
★
سلسة وماتعه-yes0" class="inlineimg" />
ربي يبارك في روائعكـِ
في حفظ المولى،،

[يالبى ران]

<<لزيزة!

دائما أرى المواضيع بعد نهايتها ومرور وقت عليها فآسف ، أما هذا فوددت أني تأخرت عنه !
لا أحب التشويق والانتظار !!
ممتعة و سلسة وطريفة ، بلغة - ماشاء الله - رصينة !

أنتظر النهاية ، لتُتِم لنا المتعة !


******************

[بوح القلم]

المشهد الثامن


بستان فسيح حوى أنواعا كثيرة من الفواكه والإخوة الثلاث يقفون متفرقين متفرجين لما حواه ورجل يتقدم نحوهم حثيث الخطى

وكان القاضي قد استضافهم لعدة أيام بعد أن قصوا عليه حكايتهم وطلبوا منه الفصل في أمرهم فطلب مهلة حتى يبت في القضية

ووهب كل واحد منهم جزءا من هذا البستان ووقف مراقباً لهم ولكل أمر يستطيع به كشف حقيقة أمرهم




تقدم الرجل من محمد الثاني ( وكان الأقرب منه ) وقال : هل أنت مالك هذا البستان يا سيدي ؟

محمد الثاني : نعم أنا مالكه

الرجل : يا سيدي أنا رجل فقير لكنني فلاح جيد ولي عائلة كبيرة فاجعلني أعمل لديك كي أعيلهم

محمد الثاني (يدقق النظر في الرجل للحظات )ثم يتناول فأساً من الأرض ويلقيه نحو الرجل

لم يستطع الرجل أن يتفادى الفأس فأصاب قدمه

الرجل ( متألماً) لم فعلت هذا يا سيدي ؟

محمد الثاني : لا عمل لك عندي أيها الرجل فخذ ما تستطيع حمله واذهب إلى عيالك




تقدم الرجل من محمد الثالث وقال بعد أن ألقى التحية : هل أنت صاحب هذا البستان يا سيدي ؟

محمد الثالث : نعم هو لي

الرجل : هلا جعلتني أجيرك يا سيدي فأنا رجل فقير لكنني جيد في تقطيع الأشجار

نظر إليه محمد الثالث ملياً ثم مد يده للمصافحة وما أن صافحه الرجل حتى أخرج بعض الدنانير

وأعطاها للرجل قائلاً : خذ هذه الدنانير واذهب لحال سبيلك أيها الرجل فلن ينفعني أجير محتال




تقدم الرجل من محمد الأول وقال بعد التحية والمصافحة : بستان جميل

محمد الأول : نعم .. فعلاً هو جميل

الرجل : هل هو ملك لك

محمد الأول ( يتحدث بملل ) : بل وهب لي اليوم

الرجل ( يتقدم ملتمساً ): سيدي أنا رجل فقير معيل لا أملك مالاً ولا دار

ولي عيال كثيرة فهل تهب لي عملاً أعتاش منه ومأوى لي ولأهلي

نظر محمد الأول إلى الرجل ملياً والتزم الصمت مفكراً وبعد برهة قال :

خذه أيها الرجل فإني أهبك نصيبي من هذا البستان بما فيه !




تعجب القاضي مما رأى وسمع فجمع الأخوة الثلاث والرجل السائل


نظر القاضي إلى محمد الثاني وسأله قائلاً : فسر لنا لما ضربته بالفأس ثم قلت له إنه كاذب

محمد الثاني : نظرت إليه فوجدته يعامل ثيابه بحذر كأنه يخشى أن تتلوث فعلمت أنه يكذب وأنه ليس بفلاح ..

الفلاح يقدس الأرض ويتعامل مع الوحل وكأنه وسام يزين ثيابه ويتعامل مع الفأس وكانه جزء من جسده

ولو كان فلاحاً لأمسكه أو تفاداه لكن عندما رميته إليه خاف منه وارتبك ولم يستطع إمساكه أو تفاديه

فعلمت أنه كاذب ولن ينفعني فلاح كاذب

هز القاضي رأسه متفهماً ونظر لمحمد الثالث وقال : وأنت لما صرفته بعد المصافحة ؟ ولم وصفته بالمحتال ؟

محمد الثالث : نظرت إليه فرأيت ليونة في عضلاته لاتكون لمن يقتطع الأخشاب ويحملها !

وعندما صافحته وجدت يداه طريتان ناعمتان وما ادعى من عمل يورث خشونة في اليدين وصلابة في الجسد

فعلمت أنه محتال وأنه لم يقطع خشباً في حياته

( وافقه القاضي معجباً بالرؤية المتبصرة ) ونظر إلى محمد الأول وفال :

لم وهبت نصيبك لرجل معدم لا تعرفه ولا تعرف عنه أي شيء ؟

محمد الأول : لما نظرت إلى الرجل لاحظت أنه يعامل ثيابه بحذر كأنه يخشى أن تتلوث فعلمت أنه ليس من الفلاحين

ورأيت ليونة في عضلاته ونعومة في يديه فعلمت أنه لم يعارك الحياة ولم تعركه بقسوتها

وأحسست بكلامه نبرة كبرياء وأنفة فعلمت أنه من علية القوم

ورأيت ظلاً يغشي بريق عينيه فعلمت أنه كان من أرباب النعمة ثم افتقر ..

يشعره السؤال بالمذلة وتجبره الحاجة للسؤال ... فوهبته ماهو أحوج إليه مني

(أعجب القاضي بكرمه ونظر إليه متفكراً أومأ براسه موافقاً لفكرة مرت بخاطره )

ثم أشار للرجل أن تقدم ثم سأله قائلاً : من أنت وما هي قصتك ؟

فأجاب الرجل : أنا كنت من كبار التجار وأبي من قبلي كان من كبار التجار سافرت إلى بلاد الهند

ووضعت في صفقة كل ما أملك واستدنت فوقها من بعض أصحابي لأحضر بضاعة إن بيعت ستغنيني مدى العمر

لكن سفني غرقت وخسرت كل شيء وأخذ الدائنون ما تبقى من دكاكين وعقارات حتى بت مفلساً لا أملك زاد ليلة

ولي عائلة كبيرة يصعب علي إعالتها وأنا لا أعرف أي عمل غير التجارة وكلما ذهبت أطلب عملاً لا يرتضي أحد استكرائي لديه

لأنهم يظنون أنني لا أقوى على العمل وأن ربيب النعمة لا طاقة له بقسوة العمل ..

كنت قد يئست عندما جاءني اليوم رجلاً وأخبرني أنك وهبت بستانك الفلاني لثلاثة إخوة غرباء لا علم لديهم بالأرض

ولا يعرفون شيئاً عن الفلاحة أو عن أعمال الفلاحين وربما لو ذهبت إليهم طالباً العمل عندهم سيوافقون ...

ضربني الأول بالفأس ثم أعطاني قوتاً يكفي عيالي ويلات الجوع لفترة ...

وصافحني الثاني ثم أعطاني مالاً يكفيني مؤونة مدة

أما الثالث فقد قتلني بكرمه فلا طاقة لي بسداد دينه ما حييت فقد وهب لي نصيبه من البستان

دون سؤال عمن أكون أو إن كنت صادقاً أو من الكاذبين




أعجب القاضي بفراسة الإخوة ونباهتهم وقوة بصيرتهم ثم نظر إليهم وقال :

محمد الثاني ومحمد الثالثأنتما شقيقان ومحمد الأول أنت لست إبناً للرجل الذي رباك

(نظر محمد الثاني وأخيه إلى محمد الأول بارتباك ) وقالا : مستحيل هذا الأمر سيدي القاضي

فمحمد الأول كانت له مكانة خاصة عن والدنا وكان يستشيره في أي عمل يقوم به ولا يخرج عن رأيه أبداً

حتى أننا كنا نغار من شدة اهتمام والدنا به

القاضي : من الطبيعي أن تكون له مكانة خاصة عند والدكم فوالدكم رجل وفيّ لسيده ووليّ نعمته

محمد الثاني : ماذا ؟ وما دخل محمد الأول بوليّ النعمة ؟

القاضي : له كل العلاقة ! سأقص عليكم حكاية قديمة عمرها 25 عاماً

( كان هناك أحد الأمراء اعتزل رفاهية القصور واختار الريف سكناً له و كان والدكم يعمل فلاحاً عنده

ووالدتكم كانت تعمل طاهية في ذلك المنزل .. وكان الجميع يعيش حياة هادئة هانئة ..

وفي إحدى الليالي هجم أنصار أحد الأمراء المعارضين على منزل الأمير وقتلوا كل سكانه

وصل والدكم وزوجته إلى منزل الأمير ووجدوا المذبحة قد انتهت وقد قتل الجميع .. !

لكن زوجة الأمير كانت لا تزال على قيد الحياة وكانت حاملا في شهرها التاسع وقد دخلت في المخاض

فلما حاول والداكما إسعافها رفضت وقالت أنها ستلد الآن وقد لا تعيش بعدها

ويجب عليهما أخذ وليدها وتخبئته فإن علم قتلة أبيه بأمره قتلوه ودلتهم على صندوق ممتلئ بالذهب

توفيت زوجة الأمير بعد الولادة وأخذ والداكما الوليد والصندوق وهربا

وبعد بضعة أيام ولد لهما توأمان فاستبشر والدكما كثيراً بهذا الغلام وقرر أن لايفرقه عن بنيه

كان قد سماه محمد .. فسمى ولديه على اسمه كي لا يعرف من بينهم ويعامله الجميع كما أخويه

هذه قصة والدكم مع محمد الأول

محمد الثالث : لكن هذا لا يفسر كيف عرفت أن محمد الأول هو المقصود ..!

فجميعنا بعمر واحد ولا نشبه بعضنا أو والدينا فكيف عرفت ؟

القاضي : لقد عرفت ذلك من تعاملكم مع ذلك الرجل أنت وشقيقك قد تعاملتما معه من وجهة نظر رجل كادح تسري في عروقه دماء فلاح يقدس الأرض

أما محمد الأول فقد تعامل معه بكرم أمير تسري في عروقه دماء الأمراء الكرام

كما أن نفسه الأبية أبت عليه أن يقبل هبة دون وجه استحقاق فعلمت عندها أي دماء تسري في عروقه

لقد أخفى والدكم أمره حتى لا يعلم به قتلة والده لكن الآن وقد زال الخطر أراد والدكم أن يرجع الحقوق لأصحابها ويرجع الأرث لوريث الأمير

تقدم محمد الأول من القاضي بعد أن زال الذهول عنه وقال : سيدي القاضي أنا أرفض هذه القصة

فنظريتك لا تثبت أنني ابن الأمير والوريث المنشود فكم من كريم أنجب بخيلاً وكم من قوي أنجب ضعيفاً

حتى وإن كانت حقيقية فوالدي هو من رباني والمال هو لمن نماه لا لمن وهبه إذن فهو إرثي وإرث إخوتي بالتساوي

سأرجع نسبي لأصله ما إن يتوفر لي برهان قاطع بما تقول وليس فرضيات قد تصيب وقد تخطئ

وإلى ذلك الوقت يكون والدي هو من رباني وما يربطني بإخوتي هو رابط الرضاعة وهو بقوته كرابط النسب

وأسدل الستار


آمل أنكم قد استمتعتم ولم تخيب الخاتمة توقعاتكم

[يالبى ران]

اللــــــــــــــــــــــه الله
جميــــــــــــــــــــــــــــلة !
الأجمل منها هو عقل يجمع ذكاء محمد الأول ومحمد الثاني ومحمد الثالث !! والقاضي أيضا !!

اطمئني ..
لم تخيب الآمال أبدا ..
صحيح أني توقعت النهاية مضحكة أو طريفة ، لكن هذه النهاية الهادئة المؤثرة أجمل وألطف مما انتظرت
أتساءل حقا .. إن كان تفسير القاضي صحيحا ، إن كان لأصول المرء هذا الأثر رغم نشأته في بيئة مختلفة تماما !

أمتعتنا فسلمت أناملك وبورك قلمك



******************

[بوح القلم]

شكرا لك عزيزتي

سعيدة جدا أنها أعجبتك ^_^

ومسررة بحجم الكون لجمال مرورك ورقة حروفك

سلمك ربي

[بوح القلم]

حقاً ؟ آه الحمدلله

كم أنا سعيدة أنها أعجبتك كودو

ويسعدني أكثر استمتاعك بقراءتها ^_^

شكراً لك للمتابعة والمرور

حماك الله

[Jomoon]

ما شاء الله رائعة
مسرحية جميلة بفصولها
استمتعت بها كلها
قرأتها بلهفة حتى النهاية
واقتنعت بـ النهاية
واعجبت بنباهتهمـ
والسؤال المحير القاضي كيف ربط بالأحداث السابقة وتذكرها؟!
بس أحلى أن تترك التسائل
بارك ربي بك بوح
في حفظ المولى،،

[بوح القلم]

أهلاً بالغالية جمون

أبهجني إعجابك بها عزيزتي

وبالتأكيد القاضي سيربط بين الأحداث ويذكرها

أتذكرين هو كان يشك بدوافعهم للحضور إليه لما رأى ذكائهم وقام بمراقبتهم عن كثب ليرى أفعالهم ورداتها

ممتنة عزيزتي للمتابعة والمرور

شكرا لك مع وردة

[علوي سنان]

وعليكم السلام ورحمة الله

مرت لحظات عجزت فيها عن وصف شعوري وانا استمتع بتذوق كل كلمة وكل حرف في المسرحية

دخولي كان بالصدفة بسبب الاخت Jomoon

في البداية لم اقراء حتى عنوان المشاركة فقط أحببت ان أرى مستوى النشر في مسومس لان لي فتره طويله لم ادخل

ما إن قراءة الى المشهد الثالث حتى انسجمت مع القصة بشكل لا يتصور
تخيلت الأشخاص الأماكن طريقة الكلام الزمان المكان كل شئ كنت أتخيله وانا أقراء
وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على "قدرت الكاتب في ايصال الفكرة بأقوي صوره وكلمات منتقاه بعناية وأسلوب سهل الفهم"

ومـــــــــــــــــــــــــا ان انتهى المشهد السادس وكتبتي "نكتفي اليوم بهذا القدر آنساتي سادتي فلقد تعبت من الكتابة ونفدت مني الأفكار ^^"
حصل لي مثل شخص كان في حلم جمييييل ثم يأتي شخص يسكب ماء في وجهه ويصحيه.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

في المشهد السابع :
كان مشهد تفسير الغموض وبطريقة جدا ذكيه ارتحت منه كثيراً
ولكن الكاتب فتح باب اوسع وجعل المشاهد يحترق شوقا للفصل الخير
فالثلاثة اذكيا ورابعهم القاضي
"اموت واعرف التكمله.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />"

قد لا تصدق إن أخبرتك أنني إلى الآن لا أعلم من هو الوريث ؟

تبا كدت اجن .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
انسجمت من اول وفي الاخير لا تعرفي من الوريث ؟!!


المشهد الثامن :
المشهد الثامن كان الأروع بلا منازع تأثرت جداً به

حتى الكلمات كانت جداً منتقاه وتعبر على المعنى فمثلا"الفلاح يقدس الأرض ويتعامل مع الوحل وكأنه وسام يزين ثيابه ويتعامل مع الفأس وكانه جزء من جسده "
انا من منطقة ريفيه وعندما قراءة مثل هذه الجملة أحسست بمعناها


المشهد الثامن كلللللللله ابداع ماشاء الله
النهاية اكثر من مميزه

وأسدل الستار

حقا استمتعت بارك الله فيك
وان شاء الله من اليوم ساتابع كل الروايات التي هنا ان شاء الله

حقا استمتعت لدرجه لم ارد ان تنتهي القصه

[الوجه المبتسم]

وعليكم سلام من الله ورحمة...
راقت لي فكرة تحويل قصة موجودة لمسرحية..
سلمتِ يداكِ على كلماتكِ الرقيقة التي تنساب بهدوء وجمال وإبداع.. أسلوبكِ في الطرح ممتع وسلس ويجذب القارئ..
في الواقع،، ظننت أن هذه المسرحية تعود لقصة سمعتها منذ زمن.. وبتفاصيل شبيهة لها في المقدمة.. لكني فوجئت عندما أكملتها للنهاية.. وأحببتها أكثر من الأخرى ^.^
حفظكِ الله وأمتعنا بقراءة المزيد من إبداعاتكِ...

[بوح القلم]

وعليكم السلام ورحمة الله

مرت لحظات عجزت فيها عن وصف شعوري وانا استمتع بتذوق كل كلمة وكل حرف في المسرحية

دخولي كان بالصدفة بسبب الاخت Jomoon

في البداية لم اقراء حتى عنوان المشاركة فقط أحببت ان أرى مستوى النشر في مسومس لان لي فتره طويله لم ادخل

ما إن قراءة الى المشهد الثالث حتى انسجمت مع القصة بشكل لا يتصور
تخيلت الأشخاص الأماكن طريقة الكلام الزمان المكان كل شئ كنت أتخيله وانا أقراء
وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على "قدرت الكاتب في ايصال الفكرة بأقوي صوره وكلمات منتقاه بعناية وأسلوب سهل الفهم"

ومـــــــــــــــــــــــــا ان انتهى المشهد السادس وكتبتي "نكتفي اليوم بهذا القدر آنساتي سادتي فلقد تعبت من الكتابة ونفدت مني الأفكار ^^"
حصل لي مثل شخص كان في حلم جمييييل ثم يأتي شخص يسكب ماء في وجهه ويصحيه.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

في المشهد السابع :
كان مشهد تفسير الغموض وبطريقة جدا ذكيه ارتحت منه كثيراً
ولكن الكاتب فتح باب اوسع وجعل المشاهد يحترق شوقا للفصل الخير
فالثلاثة اذكيا ورابعهم القاضي
"اموت واعرف التكمله.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />"





تبا كدت اجن .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
انسجمت من اول وفي الاخير لا تعرفي من الوريث ؟!!


المشهد الثامن :
المشهد الثامن كان الأروع بلا منازع تأثرت جداً به

حتى الكلمات كانت جداً منتقاه وتعبر على المعنى فمثلا"الفلاح يقدس الأرض ويتعامل مع الوحل وكأنه وسام يزين ثيابه ويتعامل مع الفأس وكانه جزء من جسده "
انا من منطقة ريفيه وعندما قراءة مثل هذه الجملة أحسست بمعناها


المشهد الثامن كلللللللله ابداع ماشاء الله
النهاية اكثر من مميزه




حقا استمتعت بارك الله فيك
وان شاء الله من اليوم ساتابع كل الروايات التي هنا ان شاء الله

حقا استمتعت لدرجه لم ارد ان تنتهي القصه

سيد علوي !

حقا أبهجني ردك اللطيف ^_^

وأنا أيضاً أعيش الأحداث عند كتابتها وكأنني أحد شخوص المسرحية

ولكم سرني استمتاعك بالقراءة وهذا مقصدنا

على الرحب سيدي أهلا بك

وشكرا للمرور مع وردة

[بوح القلم]

وعليكم سلام من الله ورحمة...
راقت لي فكرة تحويل قصة موجودة لمسرحية..
سلمتِ يداكِ على كلماتكِ الرقيقة التي تنساب بهدوء وجمال وإبداع.. أسلوبكِ في الطرح ممتع وسلس ويجذب القارئ..
في الواقع،، ظننت أن هذه المسرحية تعود لقصة سمعتها منذ زمن.. وبتفاصيل شبيهة لها في المقدمة.. لكني فوجئت عندما أكملتها للنهاية.. وأحببتها أكثر من الأخرى ^.^
حفظكِ الله وأمتعنا بقراءة المزيد من إبداعاتكِ...

يا أهلا بالوجه المبتسم ^_^

مرورك أضاف نسمة ودٍ ورقة للموضوع

سرني أنك أحببتها

وشكراً لمرورك مع وردة

[kaw Matsuda]

السلام عليكم ورحمة الله

أخبارك آنستي ؟
عسى أنكِ كنتِ وستكونين بخير حال ^^

ما شاء الله مذهلة مذهلة جدًا .. استمتعت بقراءتها كثيرًا
ظننت أن بعض فصولها قد مرت علي سابقًا ثم أدركت أنها مختلفة عن تلك التي أعرفها
ربما أحكيها لجدتي العزيزة فهي تحب الحكايا من هذا النوع ^^

سأكون متلهفة لقراءة مسرحية أخرى من قلمك >> إنسانة طماعة

في أمان الله .

[بوح القلم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله أكون دوما سعيدة برؤيتكم المبهجة

آه نعم أصل المسرحية تراث أسمعها مذ كنت طفلة

فكرتها كانت تعجبني لكن أحداثها كانت مبهمة فأخذت أصل الفكرة ونسجت عليها أحداثي الخاصة ^_^

سلامي للجدة مع تمنياتي أن تستمتع بما ستروين لها .. يبدو أن الأدوار ستنعكس بينكما أنت من ستحكي وهي من ستسمع ^_^

بإإذن الله وشكرا للمرور مع وردة