ركــن الدينْ بيبــرس [رَجُــلٌ بــِـــــأمَّـــــــة][7]

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 16 من 16

مشاهدة المواضيع

  1. #4


    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    1,155
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ورشة إكمال مشروع : رجل بأمة



    كان مما يميز بيبرس عن غيره من ملوك المسلمين في عصره ولأعوام طويلة أنه كان شديد العناية بحرمات المسلمين ودمائهم وحقوقهم بصورة أعادت للأذهان أيام الإسلام الأولى وعهود الراشدين وأيام العز والتمكين وذلك في مواقف كثيرة فقد كان لا يصبر على أذى المسلمين ومن يتعرض لهم فقد ذكروا له عندما فتح مدينة 'صغد' ووجد بها كثيرًا من أسرى المسلمين ذكروا له أنهم قد وقعوا في الأسر بسبب أهل قرة 'فأرا' وهي قرية من نواحي أرمينيا وكانوا يخطفون رجال ونساء المسلمين ويبيعونهم عبيدًا للفرنج فعندها ثارت ثورة الأسد العارمة وقرر الهجوم من فوره على أهل هذه القرية المجرمين فدمرها تدميرًا وجعل أهلها بين قتيل وأسير وأخذ ثأر المسلمين وشفى غليلهم.

    وذات يوم أثناء عودته بالجيش من إحدى الغزوات اعترضت طريقة امرأة من المسلمين فقالت له يا أيها الأمير إن ولدي قد دخل مدينة '
    صور' بالشام تاجرًا فأخذه ملك صور الصليبي فغدر به وقتله وأخذ ماله وفي الحال غير بيبرس مسار جيشه وهجم على مدينة 'صور' وأوقع بها بأسًا شديدًا فأرسل إليه ملكها يقول له ما سبب هذا؟ فقال له'لغدرك ومكرك بالتاجر فلان حتى لا تعود أنت وغيرك لمثلها'.

    وأُسِر له يومًا أمير من أمرائه هو '
    سنقر الأشقر' فأبدله بعدد كبير من الأسرى الفرنج منهم ابن ملك السيس الصليبي وسبحان الله انظر كيف انقلبت الآية فأصبح الأسير اليهودي يستبدل بمئات الأسرى من المسلمين!!

    وأعدم بيبرس الأمير عمر بن العادل الأيوبي وكان أميرًا على حصن الكرك ذلك لأنه خان المسلمين خيانة عظمى وتعاون مع التتار أعداء الإسلام وكاتبهم ودلهم على عورات المسلمين واستدعاهم للهجوم على الشام مرة أخرى ووعده التتار بأنه سيكون نائبًا لهم على الشام
    فاستفتى بيبرس الفقهاء في أمره فأفتوا بقتله فأعدمه جزاءً لخيانته للمسلمين.

    وذات مرة وأثناء حصاره لأحد حصون الصليبيين بالشام قُتل جندي مسلم فلما أراد أهل الحصن أن يستسلموا رفض عقد التسليم حتى يدفعوا دية الجندي المسلم وقال لهم :
    'أنتم قتلتم جنديًا من جيشي وأريد ديته مائة ألف دينار'.


    كان بيبرس يكره الفساد والمفسدين بشدة عكس ما يروجه المزورون للتاريخ الإسلامي الآن حيث احترفوا تزييف التاريخ وتشويه صورة القدوات والكبراء من هذه الأمة لتفقد الأمة المثال والقدوة فتقتدي بالفاسقين والمجرمين والضالين.
    أمر بيبرس
    بإراقة الخمور وتحريم الاتجار فيها في شتى نواحي مصر ومن ضبط بتصنيع الخمر سوف يقتل، كما منع الخواطئ والغانيات والمفسدات من الفاحشة وسلب أموالهم من بيع الأعراض وأمر بتزويجهن جميعًا بعد التوبة والإنابة فحفظ الديار المصرية من أفتك الأمراض: الخمر والزنا.


    الذي يقرأ سيرة الظاهر بيبرس وحياته الجهادية يظن أنه لم يكن له باع في جانب الاهتمام العمراني والحضاري وهذا يخالف الواقع تمامًا فقد كان معنيًا ببناء السدود والقناطر على الأنهار وتمهيد الطرق وفتح الأسواق لترويج التجارة واهتم ببناء المستشفيات والخانات وأماكن ضيافة المجاهدين والمسافرين وضرب الدراهم والدنانير الجيدة الخالصة ومنع العملات الزائفة لسلامة التعاملات بين الناس، وكان أول من نظم القضاء فجعل لكل مذهب قاضيًا مستقلاً.

    ولكن أكثر ما كان يهتم به ويوليه جل عمله الحضاري والعمراني هو
    بناء المساجد وصيانتها فقد جدد بناء المسجد النبوي بعد احتراقه وأمر بإخراج كل المجاورين من المسجد الأموي بدمشق وقد ضيقوا على الناس من ملازمتهم للمسجد بصفة مستمرة فاتسع المسجد على الناس وأمر بتجديد عمارة الجامع الأزهر وإعادة صلاة الجمعة فيه وقد كانت لا تقام فيه منذ أيام الحاكم العبيدي، وعمل على تبليط المساجد وتوسيعها حتى لم تبق بقعة بمملكته إلا عمرها بالمساجد إلا أنه كان يؤخذ عليه اهتمامه ببناء القباب على قبور الصالحين وما أدى بعد ذلك لانتشار البدع والشركيات والموالد.

    وبالجملة كان الظاهر ركن الدين بيبرس من خيرة سلاطين المسلمين وقادتهم وفتح فتوحًا كثيرة وأعاد لحظيرة الدين بلادًا كثيرة من أيدي التتار والصليبيين واتسعت دولة المماليك في عهده من الفرات إلى أقصى بلاد النوبة مع الحجاز واليمن ومع ذلك كان مقتصدًا في ملبسه ومطعمه همه الجهاد في سبيل الله وقمع أعداء الله لا يفتر عنهم ليلاً أو نهاراً فهو أشبه ملوك الإسلام بالصحابي الجليل
    خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان شوكة في حلوق المارقين المفسدين والكافرين وبالجملة كان رحمة من الله عز وجل لهذه الأمة الإسلامية.


    توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم من عام 676 هجرية - 2 مايو 1277 ميلادية ودفن في المكتبة الظاهرية في دمشق بعد حكم دام 17 سنة، تولى من بعده أكبر أولاده ناصر الدين (السعيد محمد) الحُكْم، إلا أن أولاد بيبرس لم يدم لهم الحكم طويلاً، ثم تولى الحكم المنصور قلاوون.
    خلف من الأولاد: السعيد محمد، وشلامش، والخضر، وسبع بنات.
    وكان شعار دولته
    (الأسد) وقد نقش صورته على الدراهم.






    فكرة المشروع: aboabdullah رحمه الله
    إعداد الموضوع: شباب المركز الإسلامي ببلجيكا
    تدقيق وتنسيق:
    نمر الأرض
    تصميم الفواصل: ليـــان
    متابعـة: أبو الوليد

    دعوة صادقة للبطل الشهيد بإذن الله
    جوليان أندري أبوعبدالله
    (صاحب هذه السلسلة)
    ولوالده العم الفاضل أندري رحمه الله، ورفيق دربه بيتي موندي
    رحمهم الله رحمة واسعة
    .....


    التعديل الأخير تم بواسطة نمر الأرض ; 22-9-2015 الساعة 03:07 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...