من انا ؟! ولم انا ؟!

[ منتدى نور المعرفة ]


النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي من انا ؟! ولم انا ؟!



    سلام من الله عليكم


    .....

    أزمة الهوية التي نعاني منها، تفوق الأزمة الموجودة على الطرقات، وخطوط المواصلات، هذه الأزمة لا تتشكل من ضعف البنية التحتية، أو من نقص الأموال أو الوسائل وغيرها، بل هي أزمة " من أنا " ؟ ومن ثم " لم أنا " ؟، أزمة تتشكل بسبب عدم وجود بنية تحتية أصلا، أو بسبب وجود أساس هش للبناء في مجمل مكوناته " الجهل " و " الإنقياد للآخر " و " والتمرد على واقع لا يدري عنه أصلا "، ويندرج تحت الجهل (الجهل التاريخي، الشرعي، العلمي ..الخ)، جهل بأن العلوم يجب " أن تتكامل مع بعضها البعض "، ويندرج تحت الإنقياد للآخر ( الإنبهار، التصديق المرفق بالجهل، التعلق بغير الله تعالى، ملاحقة القدوات " السالبة " ...الخ)، ويندرج تحت التمرد ( رفض الحاضر، رفض الماضي، تكذيب كل ما هو موروث، ترك المنهج العلمي ! -لإنه منقاد إنقياد مبني على جهل محض- ...الخ)

    نعود الآن لأزمة من أنا ولم أنا ؟
    السؤال: من أنا ؟ ولم أنا ؟
    الجواب البديهي: أنا يونكو !! وطبعا هذا الجواب " غبي " ... ولم أنا ؟ لأولد وأعيش وأستمتع "بالحياة الدنيا"، ثم كوني مسلم سأدخل " الجنة " ! ..وطبعا هذا الجواب يعني أن " أموت غيظا "

    الجواب الصعب: " من أنا ": أنا مسلم، أفتخر باسلامي وأعتز به، هذا الإفتخار والإعتزاز لا يجب أن ينشئ عن جهل، بل هو عن علم وبحث، عن قرائة وتدبر، عن عمل وجد، أن أكون نفس سوية، نفس تسعى لرضى الله تعالى في السراء والضراء، تسعى لنيل رضى الله تعالى في كل زمان ومكان، أن تكون لدي نفس تدري عن حالها، نفس تقدر قدراتها وتقدر مقامها، وتدري أين موقعها، وتدري بتمام علمها تمام نقصانها، وأن تدري هذه النفس لم خلقت، لم أنا ؟

    الجواب الصعب: " لم أنا ":
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57)

    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)


    خلقت لأعبد الله تعالى وهو غني عن العالمين، خلقت وأنا مسؤول أمام الله تعالى فيما استخلفني فيه، وبهذا أعلم أن أي عمل يجب أن أقوم به، يجب أن يكون في حسباني أنه خير، ونتائجه خير، أسعى للخير فيما وهبني الله بفضله، وأستغفر وأتوب الى الله بعجزي وخطئي وتمام نقصي، خلقت وبإمكاني أن أعيش حياة سعيدة " في الدنيا " وأن أدخل الجنة " برحمة الله تعالى " في الآخرة، فنكن من الناجحين باختبار الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى ورحمته، استخلافي في هذه الدنيا يعني أن أسعى للأفضل، أن أطور من مهاراتي وقدراتي، أن أتعلم وأنافس وأكسب ضمن ما أحله الله وشرعه، ويكفيني سعادة " بأني أعلم أن الله خالقي، وأن الله تعالى رحيم هو الأول والآخر، ويكفيني سعادة أنني أعيش في هذه الدنيا حياة بهذا المنهاج الرباني، ولو كانت هذه السعادة لوحدها لكفتني ... " ...والحمد لله رب العالمين...

    ملاحظات:
    1) صيغة ال " أنا " في هذا الموضوع تمثل ما أأمن به، وأقصد بها الحديث مع " النفس " الذي يجب أن يسأل كل واحد منا نفسه هذه الأسئلة ...

    2) في مجمل هذا الكلام يظهر " تأثري " جليا بمحاضرات الدكتور " عبد الرحمن ذاكر " ومن متابعتي له ولصفحته Art Of Life فن الحياة ... -أنصح الجميع بالمتابعة-، وأنوه الى أن هذا التأثر هو مما اكتسبته بعد متابعتي للدكتور الفاضل، وأذكر أن هذا الكلام ليس نصا حرفيا، فإن خالف ما ذكرت ما يذكره الدكتور عبدالرحمن، فقد يكون هناك خطأ بفهمي لنقطة مما طرح أو لاختلاف بيني وبين الدكتور، وقد يكون مما أأمن به...(فالحق هو الذي لا يكون باطلا، وليس الحق ما كان قائله أنا أو ما كان قائله غيري..إتبع الحق)

    3) الصورة المرفقة هي مقتبس من كتاب صور وخواطر للطنطاوي، وكان هذا المقتطف الرائع سببا في أن أستجمع الكلمات التي ذكرها في الأعلى ...

    4) " الحياة الدنيا " و " الدنيا " لا أأمن حاليا أنهما أمر واحد، وقد أتحدث في وجهة نظري عنها بإذن الله تعالى في المستقبل ..(وسيكون الكلام فيه تأثر لما ذكره الدكتور أحمد خيري العمري)


  2. 8 أعضاء شكروا Yonko Akagami على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    الصورة


  4. #3

    الصورة الرمزية قنـاع

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    203
    الــــدولــــــــة
    جزر القمر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    وعليك السلام يا يونكو

    ألم يحدث مرة أن نظرت إلى المرآة بعينيّ الغريب؟
    وفزعت من شكلك؟
    ثم سألت نفسك: “من هذا الشخص الذي أمامي الآن؟”
    ثم ابتعدت مسرعًا قبل أن يبدأ الرعب بمحاصرة أطرافك؟


    أزمة الهوية، ومن تكون، وأين كانت روحك قبل أن يُخلق جسدك
    وما هي الحقيقة ومن أين نلتمسها


    كيف تعرف أنك خلقت لتعبد الله إن لم يخبرك الله بذلك في الكتاب المقدس؟
    ما هي الطرق والسبل الأخرى التي سوف تعطيك اليقين بأن عبادة الله هو مبتغى الله من عباده؟


    موضوعك أثار فيّ هذه الأسئلة وفضلت كتابتها على أن أجحدها، لا داع للبحث عن إجابات مالم تكن الإجابات تفيدك في المقام الأول

    شكرًا لك ، طرح واعٍ

  5. #4

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    العفو أخت قناع ...
    وأشكرك على هذا التعليق الذي حوى سؤالين عميقين يستحقان التأمل ..


    سأجيب عن السؤالين معا لأني أعتقد أن كل واحد منهما يقود الى الآخر^_^

    من وجهة نظري تكمن الإجابة في أسئلة أخرى وهي:
    ما هو مصدر هذه الحياة ؟ وكيفية نشأتها ؟ وهل للعبثية دور بها ؟ أم الصدفة التي أظهرتها ؟ أم أن هذه الحياة هي محض مرحلة فيزيائة أو كيميائية نمر بها ضمن دورتها الطبيعية ؟ أم أنها نظام محكم ؟
    هذه الأسئلة ستقودني لأسئلة أخرى تمثل الوجه المقابل لها وهي:
    إن كان مصدر الخلق هو وجود الخالق، فهل أعطانا الخالق سمات تميزنا عن غيرنا ؟، وما الذي تعنيه الحياة ؟ وما الذي يعنيه الموت ؟ وما هي الإرادة الناتجة عن التفكير واستخدام للعقل واتخاذ قرار ؟ ولماذا وجدت لجنس البشر ؟ وهل كان هناك من يدعوا الى التعريف بالخالق ؟ وهل كان هناك كتاب سماوي أو ملك برسل أو نبي بشر تحدث عن هذا الأمر، وأعطانا الطريق لله تعالى ؟
    ثم يكون انتقالي لما كانت الأموال والأزواج والأبناء والجاه والعزوة وغيرها مما يطلبه البشر هو بنظرهم دعوة الى الإنتقال من النقص الى التمام، وعلمنا البشري بتمام نقصنا بتمام علمنا.. فهل هذا ينطبق على الخالق جل في علاه ؟ فإن كنا سنقول أنه لم يطلب منا شيء مما أعطانا هو وتنزه عنه، فلماذا خلقنا ؟ هل فقط لنحيا ونموت ؟ أم لإثبات قدرة الخالق على الخلق - تنزه عن ذلك جل جلاله - ؟ وهذا يعديدنا الى الأسئلة الأولى، فإن كان خلقه في تمام، ويعجز المخلوق عن الإتيان بمثله، فإنني سأتجه لأقول أنه يوجد خالق بديع محكم عادل..لم يطلب منا أمر يحتاجه لأنه أصل التمام والكمال، فإنه سيكون بالتاكيد الشكر والقربان هي طريقة التقرب الى الله ..وهذا هو مفهوم العبادة عندنا .. وهذا ما يؤيده التاريخ البشري، فكلما شاهدنا الآن أو قديما أناس يبعدون عن مناطق بعدية، لم تصلهم الحضارة، تجدهم يقربون القرابين وغيرها، لأي اله ابتدعوه بدعوى التقرب والعبادة ..فلماذا يفعلون هذا ؟ هل هي رغبة بالأمان ؟ أم شعور بإبداع الخالق ؟ ... الخ

    ملخص الإجابات سيقود للنتيجة الحتمية، والخص اجابتي ب " بمعرفتي بمن هو الله، وما هو خلقه، ومعرفتي بطبيعة النفس، وتقديرها حق قدرها والمعرفة بنقصانها، ستوجهني الى طريق تقودني لمن أشعر عنده بالكمال، وأطلب منه ويعطيني، ويختلف عني، وهذا الٌإقتراب يكون هو العبادة بغض النظر عن الإسلوب أو الدين، وبهذا أصل لعبادة الله دون أن يأمرني، وأصل الى إجاابة أن العبادة هي من أمر الله، فهو لو لم يأمرنا لعبدنا حتى نشعر بالراحة، لعبدنا حتى نلجأ، حتى نطمئن ... "

  6. #5

    الصورة الرمزية قنـاع

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    203
    الــــدولــــــــة
    جزر القمر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!



    تحية لهذه الأفكار المرنة، والتي ستوصل يونكو إلى مجد إنسانيته

  7. #6

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    إن أكثر ما جذبني ولفت انتباهي تلخيص أسباب هذه الأزمة بنقاط جوهرية عميقة وبليغة المعنى، تصوّب على الهدف النهائي بسلاسة مباشرة

    إن الوعي التام المرافق لمعرفة الأنا المسلمة تقود المسلم إلى قرارات وقناعات تتجسد في مبادئ وتصرفات ثابتة في حياته لا ينوط عنها أو يحيد
    وهذا يعني أن العلم، المعرفة والوعي التام يقود الإنسان إلى اتجاهين :
    إشباع الغريزة النفسية الإنسانية التي زرعها الخالق في كل إنسان وهو الوصل إلى الكمال والاستقرار الروحي مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع المادي ولا يكون ذلك إلا عن طريق تحمل مسؤولية القرارات الناتجة عن هذا الوعي
    إن تحمل المسؤولية وحده يعني اتخاذ قرارات مصيرية منها أو مؤقتة وبالتالي تحمّل جميع النتائج المترتبة عليها والوعي بآثارها وما يعنيه التغيير واتخاذ القرار
    الاتجاه الآخر هو بالضبط الأنا السطحية التي تعي وتدرك ولكنها تتجاهل أو بمعنى أصح تتهرب من تحمل مسؤولية ذاتها رغبة في إشباع الغرائز النفسية الأخرى والتي تكون سطحية ليست ذات عمق مصيري بقدر ما هي نشوة لحظية كامتلاك شيءٍ ما أو اتباع الهوى
    وهذا يعني أن كلا الاتجاهين يقودانا نحو شيء واحد؛ أن الإنسان كونه قَبِل الوعي فهو مسؤول ومحاسب بغض النظر عن كونه تحمل المسؤولية أو تهرب منها، لماذا ؟ لأن لديه العقل الذي ميزه عن سائر المخلوقات والذي أعطاه إياه من أوجده وخلقه ليستعمله ويتفكر به فـ يصل بذلك إلى تعظيم خالقه وتقديره والسعي إلى إرضائه بشتى السبل والوسائل .. لأنه بذلك أدرك الغاية التي خُلق لأجلها والتي لها أبعاد أخرى أكثر من كونها لحظية أو دنيوية طالما أنه أيقن بالعالم الآخر.
    عندما ذكر سبحانه حقيقة الإنسان وكونه من اختار تحمل الأمانة عن سائر المخلوقات، الأمانة التي تعني الكثير وأهم ذلك أمانة معرفة الله والوصول إليه عن طريق تسخير عقله في البحث عن ذاته وأسباب وجوده فهذا يدل على أنه تميز بالعقل الذي جعله يختار يعي ويميّز ويدرك حقيقة ما حوله
    يقول تعالى : (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ( 72 ))
    ليدل ذلك أن الإنسان هو المسؤول الأول والوحيد عن قراراته التي قد يظلم بها نفسه أو يرتقي بها ولا يكون ذلك إلا بالعلم الذي ينير به جهله ونفسه مهما كان من علم لكنه حتماً سيشمل العلم المؤدي للأمانة
    ولهذا قال سبحانه : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) بعد آية مليئة بالتساؤولات الداعية للتفكر الذي يقود للخشية الموصلة للتعظيم

    راق لي لفتك إلى مصدر إلهامك، سأقرأ له بإذن الله .. شكراً

    تعقيبك على قناع مثيرٌ هو أيضاً
    إذ أنني سأضيف على آخره أيضاً :
    (لعبدنا حتى نتصل روحياً بمن أوجدنا)

    متشوقة للطرح القادم عن الحياة الدنيا والدنيا فقد أثار إيمانك هذا فضولي !

    وأضيف نقطة أخيرة قد لا يكون لها علاقة مباشرة بالموضوع لكن أجدها تصب في نهره من قريب أو بعيد
    أعتقد أن نعمة تحمل المسؤولية باتخاذ القرارات الناجمة عن إدارة صحيحة لحياة المرء تلعب دوراً كبير في تكوين شخصه وفكره وترتقي به للخلافة سعياً لتطوير ذاته، مهاراته وقدراته نحو الأفضل بغض النظر عن الظروف التي قد يواجهها إلا أنه سيكون مدرك لأهمية الغاية التي يسعى لتحقيقها وصولاً للسعادة والقرب الرباني والحياة الكريمة
    لطالما تساءلت ما الذي أوصلنا لما نحن فيه من تدهور على الصعيد النفسي والأخلاقي والاجتماعي والمعيشي -إلا من رحم ربي- لكن بشكل عمومي كمجتمع يراه العالم في المستوى المتدني
    فقادني هذا التساؤول إلى جواب واحد (عدم وجود إدارة حكيمة تتحمل المسؤولية ومسؤولية اتخاذ القرارات وما يترتب عليها من نتائج) هي الريادة الأنجح التي جسدّها الرسول عليه الصلاة والسلام بقيادته وإدارته الحكيمة لأمة كاملة والحديث بذلك يطول


    شكراً أن فتحت لنا مجالاً للتساؤل والتفكر
    وشكراً أخرى على ما طرحته من أفكار واعية ترتقي بالفكر والنفس معاً
    أعتذر على الإطالة وشكراً مرة أخرى ()

  8. #7

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hope Tear مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    إن أكثر ما جذبني ولفت انتباهي تلخيص أسباب هذه الأزمة بنقاط جوهرية عميقة وبليغة المعنى، تصوّب على الهدف النهائي بسلاسة مباشرة

    إن الوعي التام المرافق لمعرفة الأنا المسلمة تقود المسلم إلى قرارات وقناعات تتجسد في مبادئ وتصرفات ثابتة في حياته لا ينوط عنها أو يحيد
    وهذا يعني أن العلم، المعرفة والوعي التام يقود الإنسان إلى اتجاهين :
    إشباع الغريزة النفسية الإنسانية التي زرعها الخالق في كل إنسان وهو الوصل إلى الكمال والاستقرار الروحي مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع المادي ولا يكون ذلك إلا عن طريق تحمل مسؤولية القرارات الناتجة عن هذا الوعي
    إن تحمل المسؤولية وحده يعني اتخاذ قرارات مصيرية منها أو مؤقتة وبالتالي تحمّل جميع النتائج المترتبة عليها والوعي بآثارها وما يعنيه التغيير واتخاذ القرار
    الاتجاه الآخر هو بالضبط الأنا السطحية التي تعي وتدرك ولكنها تتجاهل أو بمعنى أصح تتهرب من تحمل مسؤولية ذاتها رغبة في إشباع الغرائز النفسية الأخرى والتي تكون سطحية ليست ذات عمق مصيري بقدر ما هي نشوة لحظية كامتلاك شيءٍ ما أو اتباع الهوى
    وهذا يعني أن كلا الاتجاهين يقودانا نحو شيء واحد؛ أن الإنسان كونه قَبِل الوعي فهو مسؤول ومحاسب بغض النظر عن كونه تحمل المسؤولية أو تهرب منها، لماذا ؟ لأن لديه العقل الذي ميزه عن سائر المخلوقات والذي أعطاه إياه من أوجده وخلقه ليستعمله ويتفكر به فـ يصل بذلك إلى تعظيم خالقه وتقديره والسعي إلى إرضائه بشتى السبل والوسائل .. لأنه بذلك أدرك الغاية التي خُلق لأجلها والتي لها أبعاد أخرى أكثر من كونها لحظية أو دنيوية طالما أنه أيقن بالعالم الآخر.
    عندما ذكر سبحانه حقيقة الإنسان وكونه من اختار تحمل الأمانة عن سائر المخلوقات، الأمانة التي تعني الكثير وأهم ذلك أمانة معرفة الله والوصول إليه عن طريق تسخير عقله في البحث عن ذاته وأسباب وجوده فهذا يدل على أنه تميز بالعقل الذي جعله يختار يعي ويميّز ويدرك حقيقة ما حوله
    يقول تعالى : (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ( 72 ))
    ليدل ذلك أن الإنسان هو المسؤول الأول والوحيد عن قراراته التي قد يظلم بها نفسه أو يرتقي بها ولا يكون ذلك إلا بالعلم الذي ينير به جهله ونفسه مهما كان من علم لكنه حتماً سيشمل العلم المؤدي للأمانة
    ولهذا قال سبحانه : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) بعد آية مليئة بالتساؤولات الداعية للتفكر الذي يقود للخشية الموصلة للتعظيم

    راق لي لفتك إلى مصدر إلهامك، سأقرأ له بإذن الله .. شكراً

    تعقيبك على قناع مثيرٌ هو أيضاً
    إذ أنني سأضيف على آخره أيضاً :
    (لعبدنا حتى نتصل روحياً بمن أوجدنا)

    متشوقة للطرح القادم عن الحياة الدنيا والدنيا فقد أثار إيمانك هذا فضولي !

    وأضيف نقطة أخيرة قد لا يكون لها علاقة مباشرة بالموضوع لكن أجدها تصب في نهره من قريب أو بعيد
    أعتقد أن نعمة تحمل المسؤولية باتخاذ القرارات الناجمة عن إدارة صحيحة لحياة المرء تلعب دوراً كبير في تكوين شخصه وفكره وترتقي به للخلافة سعياً لتطوير ذاته، مهاراته وقدراته نحو الأفضل بغض النظر عن الظروف التي قد يواجهها إلا أنه سيكون مدرك لأهمية الغاية التي يسعى لتحقيقها وصولاً للسعادة والقرب الرباني والحياة الكريمة
    لطالما تساءلت ما الذي أوصلنا لما نحن فيه من تدهور على الصعيد النفسي والأخلاقي والاجتماعي والمعيشي -إلا من رحم ربي- لكن بشكل عمومي كمجتمع يراه العالم في المستوى المتدني
    فقادني هذا التساؤول إلى جواب واحد (عدم وجود إدارة حكيمة تتحمل المسؤولية ومسؤولية اتخاذ القرارات وما يترتب عليها من نتائج) هي الريادة الأنجح التي جسدّها الرسول عليه الصلاة والسلام بقيادته وإدارته الحكيمة لأمة كاملة والحديث بذلك يطول


    شكراً أن فتحت لنا مجالاً للتساؤل والتفكر
    وشكراً أخرى على ما طرحته من أفكار واعية ترتقي بالفكر والنفس معاً
    أعتذر على الإطالة وشكراً مرة أخرى ()

    أختي هوب ...
    أتحدثيني عن بضع كلمات كتبتها والقيت أنت الكثير مما قد أعجز عن رصه بالكلمات .. تحدثت في ردك هذا بالعديد والعديد من الأفكار التي نتفق في كثير منها ونغوص في نقاش فلسفي في أخرى نضيع بين ثنايها كما ضاع غيرنا، يجمعنا بإذن الله حب الله تعالى والإيمان به ... وبكل صدق ما كتبت في ذلك الرد الزمني احدى خيارين اثنين، أولهما أن أخوض مع قناع في ما كتبت من كلام جميل أو أن التزم الصمت في ردي وهذا ما سأختار ^_^

    أشكرك على اهتمامك وكلامك الطيب... وبإذن الله تعالى عند انتهائي من كتابة تلك الكلمات البسيطة حول موضوع الدنيا والحياة الدنيا، سأشارككم إياها ... سائلا المولى عز وجل أن يوفقنا به ويتقبلها منا، ونسأله أن نوفق في طرحها لكم وأن تنالوا ما تريدون منها ..


  9. #8

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كودو خالد مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    حقا قلت .. شكرا جزيلا على الموضوع المفيد ..

    أرسلت من SM-G900F بإستخدام تاباتلك
    يسعدني مرورك اخي خالد
    كل الشكر لك ☺

  10. #9

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: من انا ؟! ولم انا ؟!

    وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

    أوه أكاغامي ، لم أكن أعلم بأنك فيلسوف :v
    جميل حقا ما نثرته هنا ! تأمّلات ونفحات وتساؤلات وإجابات بديعة ومفيدة وملهمة ~

    أعتقد بأن أوّل خطوة لإدراك وتوعية وتقوية " الأنا المسلمة " هي القضاء على " الإسلام الوراثي " :
    أنا مسلم لأن أسرتي ومجتمعي وأجدادي مسلمون وليس لأني مقتنع أو أحب أو أفتخر بالإسلام !

    كتاب الطنطاوي جميل جدا راقَ لي ما كتب ، سأطلّع هذا الكتاب .
    وفعلا الإفتخار العقيم بإنجازات الماضي السحيق الذي لا يشحذ الهمّة
    ولايدفع عجلة التطوّر والرقيّ والتقدم في شتى المجالات لا حاجة لنا به ~

    بوركت وطرحَك يا صديقي :*

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...