رحلة قلم في عالم الأساطير.. خرافة المستذئب!

[وهج البنفسج]

^
لا أزعم أني كتبت قصة مرعبة لكني قمت بكتابة شيء مجنون
من أراد أن يقرأ فليقرأ على مسؤوليته الخاصة ض1

ليلية الرابع من محرم
إياك.. إياك أن تخرج من بيتك في الليالي المقمرة!
عيناك لن تبصرا شيء غير مألوف، أذناك لن تسمعا شيء مألوف ،بدنك لن يستشعر شيء محسوس
أنفك لن يشتم شيء غير معهود ،حواسك الخمسة لن تساعدك هنا
لكن سيبدأ الخوف بالتسلسل داخلك ويحيط بقلبك كالظالم رويداًرويداً!
وعندما ستصل مبلغك من العلع عندها ستبصر الحقيقة
توخى الحذر وتيقن أن تهرب من ضوء القمر المنير.. إنها قرية يستوطنها المستذئبين!

هه..! خرافة!.. هل تعتقدون أني طفل غر سيتأثر بقصة ماقبل النوم هذه ؟
بدا الإبن الأكبر حانقاً وهمّ بشتمي صائحاً "أيها الـ.. قاطعه رب العائلة مخاطباً إياي..
لايهم مدى تصديقك للقصة لكن فقط تذكر إياك والخروج في الليالي المقمرة!
واحذر الإقتراب من بركة الماء في الغابة إنها تمثل نبع الماء الطاهر عند قطيع الذئاب
إن حدث وتلوثت بقطرة من دمك فلن يشفي غليلهم إلا الشرب من دمك، وأنا أعني ما أقول !
أنا صاحب مزاج حاد وأنتم تستقبلون ضيوفكم بهذا النوع من المزاح!.. تصبحون على خير!

فقط مانوع هذا الحظ التعس الذي جلبني للعمل في هذه القرية
والعيش مع هذه العائلة المهوسة بالأساطير،بقي أن أذكر أن تعاسة حظي قد بلغت مبلغها
فقد صاف أن ظللت طريقي أثناء قدومي إلى هنا بسبب الظلام !
وصادف أن دخلت تلك الغابة المسكونة بالذئاب بسبب الظلام !
وصادف أن خُدش معصم يدي أثناء سيري وسط الأشجار بسبب الظلام !
وصاف أن تعثرت وسقطت في بركة ماء بسبب الظلام !
ومن ثم غلست المياه دمي وتلوثت البركة بدمائي !

أخذت ألتمس طريقي بين الظلام مع إنقطاع الكهرباء الذي يتكرر في القرى عادةً

بصحبة الإبنة الصغرى التي قادتني إلى غرفة صغير لم يكن فيها مايذكر..
أرضية خشبية صف عليها سرير صغير بجانبه طاولة خشبية صغيرة ودولاب ونافذة ذات إطار صدىء
كان التعب قد بلغ مني مبلغه، استلقيت على الفراش مباشرةً وغطيت في النوم، لكن كنت استقيظ منزعجاً
من فترة لأخرى على أصوات عواء الذئاب المتوحشة، فقط متى سينتهي هذا الشهر وينتهي هذا الكابوس معه؟

أشعر كأن الصبح قد طلع هنا قبل أوانه لازلت أحتاج للنوم أكثر..
إغتسلت وتأكدت من إرتداء قميص ذا أكمام طويلة وتوجهت حيث كانت العائلة مجتمعة على الفطور
بعد إلقاء التحية كان لابد أن أبدأ بالشكوى قبل أي شيء آخر: لم أستطيع النوم جيداً بسبب عواء الذئاب
كيف تستطعون النوم مع هذا الإزعاج؟ نظر الجميع إلى بعضهم البعض بقلق حتى نطقت الإبنة الكبرى
لتؤكد الكارثة اللطيفة من ليلة الأمس: أحدهم فعلها.. شخص معتوه قد لوث النبع الطاهر !
إنها إشارة الإنتقام!.. ستظلى الذئاب تعوي حتى يحين موعد إنتقامها عند إكـ..
قاطعتها بنفاذ صبر: ألم نتهي من هذه القصة بعد؟!
مع أن الثقة كانت ظاهر ة علي، لكن وجدت نفسي أجذب كُم ذراعي المصابة لا شعورياً وأبتلع ريقي بصعوبة!

ليلية الثاني عشرمن محرم
إنها الليلة التاسعة لي هنا.. جيد.. قليل من الصبر بعد حتى ينتهي هذا الشهر وأعود إلى منزلي
بدأت أعتاد على أصوت العواء أكثر وأصبح بإمكاني أن أغط في نوم عميق فور أن أغمض جفناي.

ظلام ما يتحرك فوق الطاولة بجانب السرير، ظلام في سواد عظيم يقف بثبات ويحول وجهه إلي،
وجه يسكونه الظلام لكن هناك عينان حمراوتان تتقدان غضباً مع أنياب بارزة مرعبة
إقترب الوجه أكثر وأخذ يحدق في وجهي بغضب شديد

قرع قلبي رعباً

فتحت عيناي أخيراً.. لاشيء هنا، ياله من كابوس، لأول أشعر بهذا الخوف والرهبة

عندما استقيظت صباحاً كنت لا أزال أذكر تفاضيل الكابوس وكأنه حدث حقيقي
للحظة هالني منظر أثار خربشات على سطح الطاولة الخشبية.. كلا..! مستحيل أنا فقط أتوهم من المؤكد
أنها كانت هنا منذ البداية لكني لم انتبه لها قبلاً.. فقط لننسى أمر هذا الكابوس المزعج!
...

ليلة الثاث عشر من محرم
أشعر بحركة ما تحت السرير هزة قوية تبعتها ضربة خفيفة على سطح السرير وبعدها أمتد ظل ما بجانبي
ومشى بخفة حتى صعد إلى سريري ووقف بجانب رأسي حتى شعرت بمخابه وهي تنغرس في لحافي
وشعرت بثقل جسم يحتل طرف السرير بجانبي، برز وجه داكان وأخذ يحلق بي مع نظرة ثاقبة و إبتسامة
مفزعة كإبتسامة المجنون المغيب عنه عقله، حلق الوجه بي طويلاً وأخذ يقترب أكثر دون أن تتغير تعابيره
ثم حرك رأسه ببطىء يميناً مع ذات التعبير المجنون مع ثبات نظرة عينيه وعاد ليحرك رأسه لليسار ثانيةً
فتحت عينياي بقوة دون أن أجرؤ على الحركة، لم يكن هناك شيء سوى الظلام ياله من كابوس مزعج!
...
أخذت أشعة الشمس تتسلل إلى عيني.. آآآهـ.. يا إلهي، ماذا مع هذه الكوابس المتعبة ؟!
عندما همتت برفع الغطاء وقع نظري على منظر تصنمت له يدي وجمد الدماء في عروقي وإقتلع
قلبي من مكانه، فقد كانت هناك أثار واضحةلمخالب غرست في اللحاف وكأن حيواناً ذا مخلب كان واقفاً هنا!
...

ليلة الـرابع عشر من محرم
ثقل ما يتحرك في الغرفة، يتجه نحوي خطوة خطوة.. أحاول النهوض لكن دون جدوى
إنه يقترب، يقترب مع خربشة صارخة تجعل القشعرية تسري في بدني ثم وبدون مقدمات ألمـ !..
ألم حاد يشق ساقي.. وكأنها مسامير غرست في لحمي ثم سحبت داخله بيد من حديد. لكن مع كل هذا
والألمو الرعب الذي ملأ كياني لازلت لا استطيع التحرك أحاول جاهداً أن أصرح لكن جسدي لا يستجيب أبداً
وكأنه الشلل، ألم رهيب يتخلله شعور بالخدر قطرات العرق تتجمع فوق سطح جلدي كمطر غزير
برودة تسري في جسدي أطرافي تتجمد أشعر بالإرتخاء ظلام.. ظلام.
..
آآآآآءءءءءء..!!!
صرخة حادة إخرقت اذني، تبعتها أصوات خطوات متلاحقة، ماهذا الضجيج، لما كل هذا الصخب؟
فتحت عيناي بتثاقل، دوار عنيف يلف رأسي أشعر أنني متعب،مرهق جداً، رأسي ثقيل لا أستطيع حمله
لايزال المخدر يسيطر على خلايا عقلي أتركوني أنام متعب جداً، إبتعدوا عنـ..
..
ضجيج هائل يطرق رأسي كمطرقة عملاقة تفتك جمجمتي رويداًرويداً بدأت أستجمع شتات نفسي
كانت نظرات العلع مثبة على ساقي، حاولت النهوض ولكن تيار من الألم سرى في ساقي جعل جسدي يرتعد
شعرت بالغثيان وأنا أنظر لحالها وكأنها قد نهشت بمنشار رباعي الشفرات أو هي أقرب لأن تكون مخالب!
ما حدث في ليلة الأمس لم يكن مجرد كابوس بل شيء ما خرج من داخل الكابوس!
...



ليلية الخامس عشر من محرم
عطش شديد أيقظني من نومي كانت الساعة قد قاربت الواحد ليلاً
سكنت آلام ساقي الآن بعد تناولي للمسكنات لكن لاتزال في وضع غير مستقر
فقط سأتجاهل هذا العطش وأحاول النوم، لكن كل شيء يصبح بلا جدوى بعد الآن
حلقي جاف ومتشقق، تحاملت على نفسي وأنا أجر ساقي إلى المطبخ مستنداً على عكاز خشبي
أفرغت قنينة ماء في جوفي لكن لازلت لم أرتوي بعد، ليس هذا الماء الذي تشتهيه نفسي
أشتهي ماء بطعم ترابي ممزوج بنكة طحلبية ذلك الطعم الذي لم أستسغه عندما سقطت في البركة
أعلم أنه لم يتبقى لي أي ذرة من عقل، ها أنا أجر ساقي متجهاً إلى النبع الصافي
لم أعد أملك القدرة على المقاومة
...

كل شيء طبيعي كما العادة كل شيء ساكن وغارق في الظلام عدا أصوات العواء التي إعتادت نفسي
عليها والتي أخذت تتعالى أكثر فأكثر كلما إقتربت من الغابة، وكلما زاد سطوع ضوء القمر
عـوووو أوووو وووووووو وووووو ...!!! ووووووووو,,,,, !! ... أوووووو,,,,, !!

لقد بدأ الخوف يتملكني الآن وبدأ يسيطر على قلبي كالظلام رويداً رويداً!

أخذت تتملكني الهواجيس وبدأت أتخليل أني أسمع مزيج آخر من الأصوات زمجرة وشخير وأنفاس تلهث
أشتم رائحة بطعم الدم بدأت تفوح في المكان

يخيل إلي وكأن أشجار الغابة بدأت تتحرك لكني أجزم أن هذا ليس وهماً
عوووو أوووو وووووووو وووووو ...!!! ووووووووو,,,,, !! ... خخـخـخـخـ.. خوو خوو خو! وووووو,,,,, !!

عيناي تلتقطان بوضوح أجسام تتحرك مع توهج أحمر، كائنات على علو منخفض وأخرى عظمية الضخامة
عـوووو أوووو وووووووو وووووو ...!!! ووووووووو,,,,, !! خخـخـخـخـ.. خوو خوو خو! وووووو,,,,, !!
قطيع من الذئاب اللاهثة يسيل منها اللعاب ونظرات ساخطة تشتعل كجمر أحمر أخذت تلتف حولي
تتوسطها مجموعة أكثر رعباً من منظر الذئاب المسعورة
كائنات هائلة مرعبة غطاها الوبر مع أنياب بارزة وأعين بلون الدم
ميزت من بين المجموعة أصدقائي الثلاثة الذين شرفت بزياتهم مع طقوسهم الرهيبة

الأسود والذي كان أقلهم حجماً بد كظلام غائر يتحرك بخفة ورشاقة
لاترى منه سوى عيناه الحمراوتان اللتان تقدحان غضباً وشراً وأنيابه العاجيبة التي برزت
مع تكشيرته وشخيره الذي ترتعد وتقشعر منه الأبدان!
الأزرق الداكن الذي غطاه الوبر حتى الأكتاف وعاد ليتشكل على أطرف ذراعية وقدميه
لايزال مبتسماً كالمجنون مع إشراقة أسنانه ناصعة البياض مزمجراً

يقذف العلع في النفوس!

الفضي وكان أكثرهم ضخامة مع قامته الهائلة وفر ممزوج بين الفضي والرصاصي
كان كمن يسود القطيع مع صوت يقرع القلوب كأنه الزئير!

ماذا كنت استطيع مع هذه الساق الجريحة.. إنقضت علي الوحوش المذؤوبة، واحد ينهش كتفي و الآخر يعض

ساقي و.. كل ما كان في حيلتي عكاز خشبي عتيق أخذت ألوح به لكن كل شيء أصبح بلا جدوى بعد الآن.

في صباح اليوم التالي وجُدت بقايا جثة مهشمة العظام منزوعة اللحم
نقشت بجانبها رسالة محفورة بمخالب حادة يحفظها كل أهالي القرية

تمت ..~

[سينورا]

السلام عليكم

ما أصدق إن وهج البنفسج سوت قصة بهئي الروعة مشكورة أختي

[أثير الفكر]

للتو انتبهت لها مع موضوع التصويت

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سآكلكِ بلا ملح يا وهج :"( لكِ باعٌ وأسلوب جيد في القصص فأينكِ عنا xD

أحببتُ القصة وتسلسلها ، سطوركِ تشد القارئ ليعرف ما القادم

بيد أنه قد اختلط عليّ أمر :

أهناك راويان للقصة ^^ ؟!

[Jomoon]

وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

ما شاء الله
جميل جميل
لا تحركين دفائن دواخلي لا تنفجر
لك أسلوب مميز وهوجة
بارك ربي بك
استمري
حظ طيب في السباق وهوجة
في حفظ المولى،،

[بوح القلم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن أخبرتك أنني شعرت بقلبي ينبض في حنجرتي لا أكون قد بالغت

قمة الرعب !! شعرت وكأنني ذاك المسجى في الظلام أراقب هول مصيري وهو يتمزق أمام ناظري

ظننت أنه سيتحول لمستذئب بعد أن شرب من بركة الذئاب عند سقوطه وهذه من أسباب التحول لمستذئب

ثم هجوم الذئب عليه وهو في السرير وتمزيق ساقه وهذا أيضا سبب للتحول !!

لكنك أبيت كليهما وقررت له مصيرا مغايرا

أنا حقا حقا مسحورة بجمال قصتك ولا أنكر القشعريرة التي مرت بجسدي

لكنها قشعريرة لذيذة تذوقت فيها براعتك في قصص الرعب

أعتقد أنني سأشارك أثير في الوليمة لكنني سأضع الملح في جانبي ^_^

سلمت حروفك

[Hercule Poirot]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يا لها من مصادفات مزعجة التي وقع بها البطل المسكين... صادف أن دخل الغابة، ثم صادف أن جرح يده، ثم صادف أن تعثر ووقع في الماء، ثم صادف أن أصاب ماء البحيرة جرحه!

لديكِ موهبة فريدة في ابتكار القصص وروايتها ما شاء الله، والوصف الدقيق للوحوش وبيئة القصة. انتقال الراوي من بطل القصة في النهاية إلى طرف مجهول نقطة غريبة لكن أعدها جيدة.

في نهاية القصة، لحسن حظ البطل أن المستذئبين لا يحبون طبق "ورق العنب" وإلا لأخذوا عظامه المهمشة معهم ، لكن ما الرسالة التي تُركت محفورة بحانب بقايا الجثة؟

[وهج البنفسج]

الفكرة كانت الجمع بين المعلومة التي وفرتها بوح عن مياه المستذئب

[kaw Matsuda]

السلام عليكم ورحمة الله

هذا ما كنت أبحث عنه !
القصة مرعبة فعلا
والترقب فيها يصل للذروة
لدرجة تشد اﻷعصاب
ما شاء الله تبارك الله
ما أروع الفكرة واﻷسلوب
هل سألمح اسمك في الجوﻻت المتبقية ؟

في أمان الله وحفظه .