زوار الليل

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: زوار الليل

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية KE

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    1,797
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي زوار الليل

    السلام عليكم ورحمة الله

    لم يبق على منتصف الليل الكثير، غادر أبي وذهبت أمي للنوم، أطفأتُ الأنوار وأحكمت إغلاق الأبواب جميعها، عدت لغرفتي ورحت أتحدث مع صديقي الوهمي.. نتناقش في مواضيع ونتجادل في أخرى، مضت عدة ساعات، سمعت صوت تحطم، أنتفض من مكاني وأذهب مسرعاً إلى النافذة.. أنظر.. أبحث.. لا أحد في الشارع، أبقى مكاني لحظات لأتأكد من خلو الشارع، أعود مرة أخرى لغرفتي، يذهب صديقي للنوم، بقيت وحيداً مع هواجسي.. أفكر.. ماذا سأفعل لو جاؤوا الليلة؟ هل أقف لهم بالمرصاد؟ هل أحاول كسر غرورهم وتكبرهم؟ أم أصمت لكيلا تتأذى أمي بسببهم؟ لا أخاف منهم فالله أكبر، لكني أخاف أن يمسوا أهلي بسوء، فهم بلا دين ولا ذمة.

    تمر ذكريات المرة الماضية في عقلي.. أتذكر كلامي معهم وكيف استفززتهم.. أذكر ذلك الشخص بتعاليه وكِبْره.. اشتاط غضباً وجن جنونه لأني قلت له "أنت".. نعم لهذا فقط، تقتحم بيتي دون أي مراعاة لأهله وتتوقع ماذا؟ أن أكرمك مثلاً؟ لا بل يجب علي أتكلم معه بفائق الاحترام.. يجب علي أن أناديه بـ "سعادتك" أو "باشا".. لا تحسبن أبداً أنك ستنال احترامي، أتذكر ذاك الآخر بلباسه الأسود.. يغطي وجهه بقناع وفي يديه السلاح وإصبعه على الزناد.. وكأنه يتحرق شوقاً لاستخدامه.. أقول في نفسي: اللهم أرهم سواد جهنم وعذابها، أقوم أصلي قليلاً وأنتهي من صلاتي عاقداً العزم على عدم الصمت أو الخنوع.

    أسمع صوت شيء في الشارع.. أذهب للنافذة ثانية.. لا بأس.. دراجة بخارية مارة، أذهب لغرفتي وأدرس، يمر الوقت ولم ينته الليل، سمعت شيئاً يرتطم بقوة.. ينخلع قلبي من مكانه.. أسرع إلى النافذة مرة أخرى.. لا شيء، يدق قلبي بعنف حتى أني أسمع صوت ضرباته في أذني، أشرب كوباً من الماء وأتمدد على الأرض.. ماذا كان هذا الصوت؟ من أين أتى؟ ثم أقوم أتوضأ وأصلي لتهدأ نفسي.. يـــــا الــــلـــــــــه.. الحمد لله على نعمة الصلاة، مرت برهة وتكرر صوت الارتطام مرة أخرى، هذه المرة استطعت تحديد مصدره.. يا إلهي.. ماذا يفعل الجيران في هذا الوقت من الليل؟.. ألا يراعون النائمين حتى؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.

    أعود للدراسة وبعد دقائق أسمع أذان ما قبل الفجر، أقوم أصلي وأدعو ربي.. عسى أن يكون الفرج قريباً، دقائق أخرى ويؤذن الفجر.. تبدأ نفسي تطمئن قليلاً.. فجبنهم يمنعهم من الظهور أمام الناس.. يخشون الناس بشكل غريب، أصلي الفجر وتستيقظ أمي.. أسلم عليها وأذهب للنوم، علي الاستيقاظ صباحاً لأنجز أعمالي.
    وينتهي اليوم وتبدأ ليلة جديدة.


    التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 12-8-2016 الساعة 08:05 PM


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...