بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و سيد المرسلين سيدنا و نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم أما بعد:-
أخواني المسلمين أخواتي المسلمات أحيكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أقدم لكم موضوعي هذا الذي يحمل عنوان
"قلوب من حجر"
في البداية قد تتساءلون من هذا العنوان مغزى منه و عن ماذا يتحدث ؟!
هذا الموضوع ببساطة عبارة عن مجموعة من القصص و التي و للأسف الشديد حدثت في زماننا هذا, و التي تحكي كيف أن الأبناء يعقون أمهاتهم و آبائهم بشكل لا يصدقه عقل.
نعم للأسف الشديد جداً, هنالك الكثير من الأبناء الذي لا يحترمون أمهاتهم و آبائهم, بل إنهم يعتبرونهم بمثابة عائق بالنسبة لهم و العياذ بالله.
لقد قرأت و سمعت العديد من القصص التي تدمي القلب و تدمع الأعين, بل إنني لم أتمالك نفسي عند قرائتي لبعضها و بدأت عيناي تذرفان الدموع حزناً و ألماً.
و بدأت أسأل نفسي, هل فعلاً يوجد هذا النوع من البشر ؟! لا بل مسمى بشر لا يصلح لهم, يجب أن يطلق عليهم مسمى الوحوش أو عديموا الرحمة أو..........
ياترى ألم يقرأ أو يسمع هؤلاء قول الله تعالى : "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً"
أهذا هو إمتثالهم لأمر الله ؟؟؟؟؟!!!!!
لا و الله ما هم كذلك.
على العموم يبدو بأنني قد أطلت في المقدمة, لذا سأبدأ بسرد 3 قصص من القصص الكثيرة التي أعرفها, و لا أدري ربما أضعها في وقت آخر, بحيث تكون الجزء الثاني من هذا الموضوع.
و للمعلوم هذه القصص حقيقية 100% و سأسردها لكم بأسلوبي, و هي في مجملها مختصرة.
و الآن لنبدأ.
القصة الأولى
زوجة الأبن التي صنعت طعاماً لحماتها من لحم *** (أجلكم الله)
بدأت هذه القصة بأن طلبت أم الزوج المسكينة و المريضة و التي تنام على السرير, طلبت من زوجة ابنها أن تصنع لها هريسة (أكلة معروفة في الخليج في العادة يستعمل اللحم أو الدجاج معها) لأنه واتتها رغبة في تناولها.
و كانت زوجة الابن قد وافقت على صنعها, و أثناء صنعها قامت بذبح *** (أجلكم الله) و وضعته فيها لتكمل صنع الطبق و تقدمه لحماتها المريضة التي شكرتها و تناولت ما قدمته لها.
و بعد مرور عدة سنوات ماتت الحماة, و أصيبت زوجة الابن بنفس ما أصيبت به حماتها و يا سبحان الله طلبت من خادمتها أن تصنع لها نفس الطبق (الهريسة) لأنها ترغب في تناولها.
و بينما الخادمة تعد الطابق, و أثناء ذبحها للدجاج, وجدت أن الدجاجة تتحول إلى *** ؟! و كررت الأمر عدة مرات و نفس الأمر يحدث.
عندها عادة لسيدتها و أخبرتها بالأمر فأجابتها, هذا جزائي لما فعلته لحماتي, أكملي صنع الطبق و أحضريه لي.
القصة الثانية
الابن الذي ترك والده الأعمى في الصحراء
كان الابن جالس مع زوجته يتبادلان أطراف الحديث, و كانت زوجته تكره أباه الأعمى بشكل كبير جداً, لدرجة أنها مستعدة لفعل أي شيء لكي لا تراه في منزلها.
و أثناء حوارهما قالت الزوجة لزوجها, لماذا لم يمت والدك حتى الآن ؟ كل من هم في سنه قد ماتوا إلا هو, و أنا لا أطيق أن أراه في المنزل.
فسألها الابن ما الذي تريدين مني أن أفعله ؟
قالت لم لا تذهب معه إلى الصحراء و تتركه هناك ليموت ؟
فأجابها حسناً سأفعل ذلك, و فعلاً ذهب معه إلى الصحراء, و بعد أن أنزله من السيارة, صعد الابن إلى السيارة و أنطلق بها تاركاً والده.
و بعد أيام, أصيب الابن بشلل في يده التي أمسك بها والده و تيبست و أصبحت مثل الحجر, و لقد حاول الأطباء أن يتوصلوا لمعرفة السبب, لكن هيهات لهم أن يعرفوا ما قدره الله سبحانه و تعالى.
و مات هذا الخسيس و هو على هذه الحالة.
القصة الثالثة
الابن الذي صفع أمه في السوق
بدأ الأمر بأن جاءت الأم إلى ابنها و طلبت منها أن يأخذها إلى السوق ترفها عن نفسها و تشتري بعض الحاجيات التي تحتاجها.
فأجابها الابن بالموافقة و لكن بشرط أن تدخل لمحل واحد فقط لا غير, لأنه مرتبط مع رفاقه و لا يريد أن يتأخر عليهم.
و ما كان من الأم سوى أن وافقت على شرطه, وفعلاً أخذها للسوق و دخلت محلاً واحداً فقط و انتهت منه بسرعة لكي لا تأخر ابنها عن لقاء رفاقه.
و بينما هما عائدان إلى السيارة, رأى ابنها أحد رفاقه و وقف يتبادل معه أطراف الحديث, و الأم المسكينة في السيارة تنتظره.
أحست الأم بأن ابنها سيتأخر قليلاً فقالت في نفسها لم لا استثمر الوقت و أدخل في محل لبيع الأواني ريثما ينتهي ابني من الحديث مع رفيقه.
و فعلاً نزلت الأم من السيارة و ذهبت لمحل الأواني.
و ما هي إلا بضع دقائق و إلا بذلك الشاب الذي يندفع مسرعاً نحوها و يلطمها على وجهها لطمة أسقطتها على الأرض من شدتها.
و لم يكن ذلك الشاب سوى ابنها (شلت يده) الذي بدأ يقول لها, ألم آمرك بأن تنتظريني في السيارة, و أنني لا أمتلك وقتاً لأضيعه معك.
و بينما الأم تبكي, تدخل الناس الذين كانوا في المحل و أوقفوه و طلبوا حضور هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر التي أخذت الأم الغارقة في بكائها إلى منزلها.
هذه بعض من القصص التي أعرفها, و هنالك المزيد غيرها الكثير.
و لا تظنوا بأنني وضعتها من أجل زيادة المشاركات لدي أو شيء ما, بل وضعتها لكم لكي تعرفوا الحقيقة المحزنة لزماننا هذا.
أسأل الله العلي القدير, أن نكون من الذين يبرون أمهاتهم و آبائهم, و أن يطيل في عمريهما.
و لا تنسى يا أخواني و أخواتي بأن رضا الله من رضا الوالدين, و أنهما كنز لا يقدر بأي ثمن.
أتمنى أن تكون العبرة قد وصلت لكم, و تذكروا بأنكم محاسبون بكل شيء تفعلونه, و أن الله يمهل و لا يهمل.
في أمان الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات