أثير الفكر إلى رحمة الله جل وعلا

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 93

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Alinw15

    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المـشـــاركــات
    584
    الــــدولــــــــة
    أمريكا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الرجال الأشداء أيضًا لهم حق البكاء!

    إنا لله وإنا إليه راجعون. ليتغمدها الله برحمته الواسعة.

    إن اللسان لعاجز عن وصف الشعور، إذ لم أكد أصدق العنوان.

    حسران وإن كانت الحسرة لا تنفع. بالأمس كانت معنا واليوم فارقتنا.

    كريمة كانت معي شخصيًا والمنتدى يشهد أنها كانت ودودة بين أعضائه كثيرة العطاء.

    أسأل الله أن يغفر لها في أواخر هذا الشهر المبارك ويمن على أهلها وزوجها وابنتها بالصبر والسلوان.


    ...

    تحديث: - الرجال الأشداء أيضًا لهم حق البكاء!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أكرم الخلق أجمعين،
    وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    (إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى)

    فحسبي الله ونعم الوكيل.


    لا أدري ماذا كتبتُ بالبداية في ردي على الخبر؟ وفي حق مَن كتبته؟
    فأنا لَم أصدقه وحاولت تخطيء نفسي وقلت ربما أخطأتُ فهم العنوان!
    قرأت الخبر والصدمة تصعقني وردي المرتبك كتبته ولساني كان عاجزًا عن المجيء بالكلمات.


    ولكن كان أملي الوحيد هو أن هذه الأخبار تكون مغلوطة أحيانًا على شبكات التواصل الإجتماعي
    نمتُ ونسيتُ في النوم، ولكن استيقظتُ مهمومًا! ما الأمر؟ ما سبب ضيق الصدر؟
    "لا، ليس ذلك الخبر مجددًا"، "ذلك لم يحدث
    "الآن ستظهر أثير فجأة وتشارك في المنتدى وتقول أن الخبر مجرد سوء فهم، لا تقلق وحسب"


    تبين من كلام بعض الأصدقاء أن الأمر حقيقة، ثم تأكّد لي الخبر.
    "لاااااه، رجاءً رجاءً ليس أثير"، "لا يعقل" – ولا اعتراض على قضاء الله ولكنها الصدمة!


    "كيف وكنّا للتو كنا نتبادل التبريكات بدخول الشهر المبارك وندعوا لبعضنا بعضًا أن يعديه الله علينا؟"

    شريط الذكريات كله يمر أمام عيني بسرعة بشكل عكسي راجعًا إلى البداية!


    هل أتذكر مبادرتها بمساعدتي بدون أن أطلب منها حينما كنتُ وحيدًا لا يعرفني أحد؟


    هل أتذكر ودّها؟ ضحكتها الدائمة؟ كرمها وعطائها؟ نصحها وتذكيرها؟ تفكيرها بالمظلومين دائمًا؟ ... القائمة تطول


    "ولكن كيف؟ أنا لَم أقل لها كل شيء بعد! ما زلتُ أحتفظ بكلام كثير كنت أنتظر ربما يحين الوقت المناسب لأقوله لها!"


    لم أتوقع هذا أبدًا! كنت أظن أن اللقاء باق وسيطول!


    بدأ ذلك الألم في الفكين أو الوجنتين يسيطر على وجهي كما لو أنّهما مشنجان، ألم حبس الدموع،
    هذا قد يحدث أحيانًا وهو أمر عادي، ولكن طبعًا ليس وكأنني سأبكي! وبمَ سينفعني أو ينفعها البكاء؟

    لا أعلم ماذا أفعل، انتهى يومي وخلدتُ إلى النوم، الملاذ الوحيد.


    استيقظت في اليوم التالي وعدتُ إلى الواقع المر، فتذكرت، فاشتد شعور البارحة.


    فتحت الحاسوب، فإذا بكل شيء أفعله يذكرني بها؛
    التصميم، الأنمي، تصفح المنتدى الممتلئ بمشاركاتها، وكل شيء آخر يوصلني إليها بطريقة ما...
    حتّى حان موعد الإفطار، نظرت إلى مائدة افطاري فظهرت أمامي صورة مائدة افطارها التي نشرتها ببداية شهر رمضان!


    "لااااه، لن تفطر أثير اليوم"، "لقد باتت وحيدة بعيدة"، "لا أحد منّا يعلم بحالها"


    وبعد الإفطار، لم تكن لي رغبة بمشاهدة شيء أو الحديث إلى أحد.


    اتجهت صوب حاسوبي، لعلي أنجز عملاً ما، بدأت التصفح هنا وهناك، والتفكير بأثير بدأ يزداد ويزداد، فإذا بي أتجه إلى موضوع المعايدة الذي كتبتُه العام الماضي إلى جميع الأعضاء، لأجد اسم أثير من بينهم وردها عليّ قائلة:
    أعاده الله علينا وعليكم أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة.


    "لَم تلحق أن ترى العيد هذا العالم"


    عاد ذلك الشعور متفاقمًا حتى وجدتُ نفسي أضع يدَي على عينَي الرطبتَين، أسرعتُ إلى الخارج، وما إن رأت عيني الظلام هناك حتّى أطلقت العنان لنفسها بهمر الدموع...


    "رحمكِ الله وغفر لكِ! رحمكِ الله وغفر لكِ!"، وما بين الشهقة والأخرى كنت أقول لنفسي:
    "ما هذا يا رجل؟ أأنا حقًا أبكي أم ماذا" "أيعقل؟"، "ألا يفترض بي أن أكون قويًا؟"، "وإذا كان هذا حالي، فما حال أهلها وزوجها؟" – لم أنفك أفكر بهم وبابنتها طوال الوقت!


    بعدها عدتُ إلى الداخل وغسلتُ وجهي، كان الضغط أخف وارتحتُ قليلاً... انتهى يومي وخلدتُ إلى النوم حيث لا يستطيع الغم المساس بي.


    ومرّ اليوم الثالث مثل الذي قبله ولكن مع شعور جديد وهو شعور عدم الرغبة في فعل شيء، وكأنني قد فقدتُ جزءًا مني لن يعود!


    و في نهاية اليوم، تزاحمت الدموع قبل النوم ولم أستطع كبتها فانهمرت وأنا مستلق على الفراش:

    "
    لا، لا، ليس مجددًا"، "عيب يا رجل، لستَ طفلاً" .


    نمتُ على ذلك الحال، ولكن لا يهم، فلقد عدتُ إلى النوم، المكان الوحيد الذي وجدتُه ينسيني، فخلال ساعات النوم يفترض أن يكون كل شيء بخير، صحيح؟


    كلاّ للإسف، ما إن غفوتُ حتّى حلمتُ أنها عادت إلى المنتدى... "الحمد لله، كما توقعت، ها هي أثير بخير حية تُرزق، والآن سيعود كل شيء إلى ما كان عليه


    لون اسمها كان مختلفًا وليس من ضمن ألوان مجموعات المنتدى ولا أدري ما السبب. (من طبيعة الأحلام)


    استيقظت واختفى الحلم الجميل بلمح البصر، ها هو الواقع المر لم يتغير.


    ها هو اليوم الرابع، يفترض أن الجراح تشفى مع مرور الوقت، وعليه يفترض أنني سأكون أحسن حالاً اليوم، فلقد انتهى الأمر... ولكن هيهات!


    حان موعد الإفطار لاكتشف أن لا رغبة لي بالطعام ولا أستطيع وضع شيء في فمي، فأجبرت نفسي على تناول بضع تمرات لانهاء الصيام فقط، ونظرتُ إلى الطعام وحاولت تناوله ولكن لم أقدر مهما حاولت، شهيتي انقطعت.


    لَم أتناول شيئًا حتى السحور، وفي السحور كان الحال نفسه الحال. – مع إنني أعلم بأن هذا لا يجوز، ولكن ماذا أفعل؟ الأمر ليس بيدي وخارج عن إرادتي! اليوم التالي كان كذلك أيضًا.


    يبدو أن هذا أصبح حالي لأنني انشغلتُ بالدعاء بالصبر لأهلها وزوجها ونسيتُ الدعاء لنفسي!


    ولكن اليوم استوعبت الحقيقة وانتهى الأمر... لقد ماتت أثير الفكر رحمها الله وغفر لها وهو أرحم بها منّا.


    إذا كان سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم قد بكى، فمن أنا لأرفض البكاء؟
    وكيف لا أبكي على من نقلت ذات يوم قصة عن سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها وجعلت الدموع تتزاحم في عيني؟


    جئتُ بالشجاعة لأحكي عن حالي الذي أخفيته عن كل من حولي الذين ما انفكوا يسألونني: ما بك؟ وكانت إجابتي واحدة: لا شيء!

    واستلهمتُ العنوان عندما كنتُ أبحث في الصور وبالصدفة رأيتُ صورة كُتب عليها: !Strong men cry too


    - النهاية.

    .
    .


    رحمكِ الله يا أُخيّتي أثير وغفر لكِ في الأواخر المباركة لهذا الشهر المبارك.
    حبيبة الرحمن من توفاها في شهر رمضان. شهر تُفتح فيه أبواب الجنة.
    من الفائزين! وعيدكِ في الجنة أجمل إن شاء الله.

    لن أنساكِ ما حييت.


    اللهمّ ارحمها واغفر لها واعف عنها.
    اللهمّ ثبتها عند السؤال و نور قبرها واجعله روضة من رياض الجنة.
    اللهمّ اجعل القرآن لها في الآخرة شفيعًا كما جعلته لها في الدنيا رفيقًا.
    اللهمّ زد في حسناتها و تجاوز عن سيئاتها واجعلها من أهل الفردوس الأعلى.
    اللهمّ اجزها بكل حرف قرأته من كتابك أضعافًا كثيرة، وارفع درجاتها.
    اللهمّ أدخلها الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.


    اللهمّ من على أهلها وزوجها بالصبر والسلوان والطف بابنتها واجعلها خير ذرية لها.
    اللهمّ قدّرنا على أن نكون خير صحبة لها، ندعو لها وننشر لها صدقات جارية.

    اللهم ارحمها هي وجميع أموات المؤمنين.

    اللهمّ جبر قلوبًا كُسرت بفراقها.


    ( وإن افترقنا دار الخلد لقيانا يا رب )
    التعديل الأخير تم بواسطة Alinw15 ; 3-7-2016 الساعة 03:50 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية الفتاة المشاغبة

    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    المـشـــاركــات
    2,982
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أثير الفكر إلى رحمة الله جل وعلا

    السلام عليكم
    هي الصدمات لا تأتي فرادى
    بالأمس كانوا معنا و اليوم يرحلون دون سابق إنذار
    حبيبة الرحمان هي من توفاها في شهر رمضان
    رواتي رحمك الله و أسكنك فسيح جنانه يا أخية
    اللهم اجعله حسن ختامٍ لهاوأحسن ختامنا كما أحسنت ختامها
    اللهم ألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان
    إنا لله و إن إليه راجعون

    التعديل الأخير تم بواسطة الفتاة المشاغبة ; 30-6-2016 الساعة 08:32 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...