سر الميتم

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سر الميتم

  1. #1

    الصورة الرمزية fatima.lee

    تاريخ التسجيل
    Nov 2014
    المـشـــاركــات
    43
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    icon19 سر الميتم

    تدورقصتنا حول فتاة في الحادية عشرة من عمرها و اسمها ميرا. لميرا جمال لا يوصف ورثته عن والدتها، فلها عينان عسليتان، أنف حاد، فم صغير و شعر أشقر يخيل لك عندما تراه بأنك ترى الشمس المتوهجة. عاشت بطلة قصتنا احلى لحظات طفولتها في برلين تنعم بدفء و حنان والديها. المشكلة الوحيدة كانت ان الفترة التي تعيش فِيها ميرا كانت فترة الحرب العالمية الثانية. الجميع في حالة رعب و قلق من الجيش البريطاني الذي استطاع ان يستولي على مدينة بوتسدام التي هي اقرب مدينة الى برلين. ما هي الى بضعة ساعات حتى يصل الجيش البريطاني الى برلين. كان والدا ميرا على علم بذلك و لذلك احضرها الى القبو. حاول الوالدان اخفاء خوفهما و قلقهما و لكن ميرا شعرت بخطب ما. أزاح الأب الخزانة الكبيرة في القبو الى جهة اليسار و ما هي الى لحظات حتى ظهر باب غريب لم تعلم ميرا بوجوده من قبل.
    قال الأب :"اسمعي ميرا ليس لدينا وقت، وراء هذا الباب يوجد سرداب اعبريه و ستجدين في الجهة الاخرى حديقة ازهار اختبئي هناك و لا تصديري اي صوط حتى يبتعد الجنود."
    سألت ميرا مستغربة:"لماذا علي الإختباء؟ و ما علاقة الجنود؟"
    نظرت الأم الى الأب بقلق ثم قالت:"فلنخبرها. يجب ان تعرف الآن. ماذا لو حدث لنا مكروه؟"
    أجاب الأب:"معك حق.....اسمعي ميرا! الجيش البريطاني سيهجم على برلين بعد بضع ساعات و لا يمكننا ان نخلي المدينة فليس لدينا متسع من الوقت..."
    قاطعته الأم قائلة:"لا تقلقي يا ميرا سيصل جيش الألمان قبل ان يصيبنا اي مكروه. اذهبي و إختبئي."
    ترددت ميرا و سألته:"ماذا عنكما؟"
    اجاب الوالد:"نحن سنلحق بك، اسبقينا الى الحديقة!"
    أسرعت بطلتنا و عبرت السرداب و اختبأت بين الأزهار و انتظرت والديها. فجأة سمعت صوط إطلاق النار. كان الصوط آتيا من البيت المجاور، كانت ميرا قلقة و لم تستطع الحراك و كأن جسدها تجمد من الخوف. بعد مرور ساعات قررت ميرا ان تتفقد البيت فهي لا تجد اثرا لوالديها. تمنيت ان أقول بأن والداها نجيا و لكن على هذا السياق لن يكون هنالك حكاية. فعندما عبرت ميرا السرداب وجدت الباب مقفلا بإحكام و كان هنالك ثقب في الباب كأنه كان نتيجة إطلاق النار. لم ترد ميرا تصديق الأمر فنظرت عبر الثقب و رأت جثة والديها مغطاة بالدماء.
    بعد مدة وجيزة حضر الجيش الألماني و قاموا بإرسالها الى ميتم " ليبينزبورن " في فرانكفورت. كان الميتم كبيرا و قديما اعتقدت ميرا بأن الميتم تم تصميمه بهذا الشكل وفقا لهدف معين ألا و هو اعتقاد الجيش البريطاني بأن الميتم مهجور، فعندما دخلت الميتم وجدته مليئا بالأطفال. و على عكس ما توقعته ميرا فالصمت يملاء الإرجاء لدرجة انه كان بإستطاعتها سماع قطرات الماء المتساقطة من السطع. قامت المشرفة منيرة باستقبالها و تعريفها على باقي الأطفال ثم أخذتها في جولة في الميتم كي تتعرف على حجرتها، الحمام، المطبخ،......




    ما حكاية هذا الميتم؟ و ما قصة اختفاء الأطفال؟ و ما علاقة المشرفة منيرة بإختفائهم؟




    مر يومان على مجيء ميرا الى ميتم " ليبينزبورن "، كانت حالتها النفسية صعبة فبعد موت والديها انتقلت الى هذا الميتم المخيف. فهي لم ترى اي طفل يبتسم منذ مجيئها و الجو يبدو غريبا، لا توجد محاولات للهرب و الجميع يتبع القواعد. ماذا يحصل هنا؟ و الوضع يزيد غرابة كل يوم فهنالك اشاعات كثيرة تدور بين الأطفال، يقول البعض بان الذي لا يقوم بمهامه اليومية يختفي من الميتم و هذا مطابق لما يحصل للذي يخترق القواعد. و البعض الآخر يقول أن في نهاية كل أسبوع يختفي طفل من " ليبينزبورن". و على ما يبدوا جميع الأطفال يخافون من المشرفة منيرة و يكرهونها لسبب ما!
    يدعوها البعض "بالعجوز الشمطاء" ، "الساحرة" و " الغولة". غريب ! لماذا يدعونها "بالغولة" ؟ تعرف ميرا سبب نعتها "بالساحرة" و "العجوز الشمطاء" فهي مخيفة و قبيحة ولكن لماذا " الغولة"؟ كان بإمكانهم نعتها "بصاحبة الوجه القبيح" فهذا اللقب يليق بها اكثر. على ما يبدوا ان السبب هو الإشاعة الجدية التي انتشرت بين الأطفال الا و هي الإشاعة التي تقول ان الأطفال المفقودين يتم إرسالهم الى الغرفة التي تقع في نهاية الممر من قبل المشرفة منيرة قبل اختفائهم. يضن الصغار انها تأكل المفقودين فدائما ما يسمعون صرخات آتية من الغرفة في آخر الممر. ومنذ صدور هذه الإشاعة لم يعد احد يقترب من تلك الغرفة. ماذا يحصل لميرا؟ أولا هجوم الجيش البريطاني على برلين، ثم موت والديها و الآن اختفاء الأطفال و الأشاعات الغريبة ! أين اختفت حياة بطلتنا المريحة و الجميلة؟
    قضى الليل و مازالت هذه الأسئلة لا تفارق ذهن ميرا، و بدأ يوم آخر من العمل الشاق فعلى كل طفل مهام يومية عليه القيام بها لكي يحصل على الطعام و يبقى في الميتم. توزع المهام على الأطفال حسب أعمارهم فعلى ميرا مهام اكثر من البقية لانها تكبرهم سنا.
    و لكن اليوم كان مختلفا عادت المشرفة منيرة الى " ليبينزبورن" مع فتاة جميلة، فمن النادر قدوم الأطفال الى هذا الميتم خاصة بعد إنشاء ميتم آخر في المدينة المجاورة. هذه الفتاة ايضا فقدت اَهلها و هي لا تعرف سر الميتم الغريب. و مع مرور الأيام أصبحت ميرا و تلك الفتاة المدعوة بزينب صديقتين، و اصبحتا تقومان بالمهام معا و تنامان في نفس الغرفة و دائما ما تبتسمان مما جعل الجميع يبتعد عنهما و لا يكلمهما أبدا و كأنهما كانتا غير مرئيتين.



    كيف اختفت زينب؟ و ما قصة الدم المتناثر على أرض الغرفة؟




    و في يوم من الأيام قررت ميرا و زينب التسلل الى خارج الميتم و إيجاد طريقة للهرب منه، استطاعتا الخروج من خلال نافذة غرفتهما مع انها كانت صغيرة، ربما كان ذلك بسبب قلة الأكل فهما تأكلان قطعة واحدة من الخبز على الفطور، الغداء و العشاء. فرحت الصديقتان بخروجهما و راحتا تبحثان عن مخرج و لكن للأسف كان حول الميتم سور كبير و المخرج الوحيد كان الباب الفولاذي. قالت زينب :" لا أستطيع فتح الباب. ميرا نحتاج المفتاح"
    قالت ميرا و القلق يغمرها :" فلنعد الآن فالشمس ستطلع بعد قليل سنفكر بهذا لاحقا، لنعد بسرعة!"
    و هكذا عادت الفتاتان ولم يحس احد بهما، كان ذلك نجاحا و اكتشافا مبهرا بالنسبة لهما. قررت زينب ان تتفقد الغرفة في آخر الممر في المساء لعلها تجد المفتاح. و في صباح اليوم التالي لم تعد زينب. قلقت ميرا كثيرا و قررت ان تتفقد الغرفة حالما يحل المساء و ينام الجميع. و ها هي لحظتها المنتظرة قد حانت، تسللت بطلتنا خارج غرفتها و وقفت امام باب الغرفة في نهاية الممر. لاحظت ميرا وجود ثقب في الباب فنظرت من خلاله و رأت دماء متبعثرة على الأرضية كما استطاعت رؤية المشرفة منيرة تقطع اللحم. فجأة سمعت ميرا المشرفة تقول:"ااممم!! ستكونين لذيذة يا زينب."خافت ميرا و قررت الهرب و بالخطأ ارتطمت بالطاولة و أسقطت آنية الورد. ما هي الى لحضات حتى فتح الباب و لحقت بها المشرفة. كان بإستطاعة ميرا سماع خطوات المشرفة تقترب أكثر فأكثر و بدأت تسمع أصوات تنفس شخص ما خلفها. لا بد ان هذا الشخص هو المشرفة منيرة. هذا الوضع يخيف ميرا و يجعلها تعتقد بأنها تمثل احد أفلام الرعب. و بينما كان الخوف يتملك ميرا تعثرت بالمكنسة الملقية على الأرض فإرتطمت بالحائط و فقدت وعيها.
    و عندما استعادت وعيها و جدت بأنها في الغرفة التي تقع في آخر الممر. لم تكن متأكدة في البداية و لكن بعد ان رأت الدماء المتناثرة على الأرض تأكدت. يا إلاهي ماذا ستفعل ميرا الآن؟ حاولت بطلتنا الصغيرة فتح الباب و لكنه كان مغلقا بإحكام و كأنما يقوم احد ما بشده من الخرج.
    ماذا سيحصل لميرا الآن؟ و كيف ستخرج من هذا المأزق؟ هذه الأسئلة ظلت عالقة في ذهن ميرا التي تحاول بجهد كسر الباب. على ما يبدو هذا هو الباب الوحيد المصنوع من حديد من بين كل أبواب الميتم. ما هذه الورطة؟
    فجأة صدر صوت غريب من خارج الباب، نعم لا بد و انه صوت قفل الباب. احدهم يفتح الباب، غريب من تراه يكون؟ لا احد يقترب من هذه الغرفة ، اذا الشخص المتبقي هو المشرفة. حاولت ميرا إيجاد مخبأ قبل ان تدخل المشرفة و لكن الباب فتح قبل ان تسنح لها الفرصة بذلك. دخلت المشرفة و اغلقت خلفها الباب. اقتربت من ميرا و هي تقول:"هذه ثاني مرة يتسلل احد ما الى هذه الغرفة و بنفس الطريقة. لا عجب بأنكما صديقتين!"
    رأت ميرا السكينة موجودة على الطاولة أمامها أسرعت و أمسيتها ثم قامت بتوجيهها نحو المشرفة. أكملت المشرفة:"ميرا ماذا تفعلين بسكينة؟ مهلا لا تقولي لي بأنك انت ايضا تعتقدين بأني غولة؟ آه ، اولاد هذا اليوم!"
    استغربت ميرا من كلام المشرفة، لكنها ضنت بأنها تحاول خداعها. سمعت ميرا كلامها بوضوح قبل قليل. ( ااممم!! ستكونين لذيذة يا زينب.) نظرت اليها ثم صرخت بصوط عال:"توقفي لا تقاربي اكثر! اعرف بأنك قتلتي زينب."
    ضحك المشرفة ثم قالت:"سمعتني قبل قليل أليس كذلك؟ كنت اتحدث عن أرنبتي زينب. أنا ايضا شعرت بأن الإسم لا يليق بها."
    ماذا يحصل هنا هل فهمت ميرا الموضوع بشكل خاطئ؟ سألتها ميرا:"اذا أين زينب؟"
    أجابت الأخرى:"تم تبني زينب من قبل احدى العائلات المقيمة في فرونكوفورت. الحمد لله بأنك أتيت الى هنا. لم يعد هناك داعٍ لإستدعائك. في الواقع تريد عائلة ألبيلارد بتبنيك."
    ميرا:"ماذا؟ مستحيل! لن تقومي بخداعي. ماذا عن الدماء المتناثرة على ارضية الغرفة؟ من أين أتت؟"
    المشرفة:"في الواقع، كنت اقطع الأرنب كي نستطيع أكله في بداية الأسبوع. غريب تقطيعه هنا أليس كذلك؟ أنا ايضا أخبرت المديرة بذلك و لكنها منعتني من استعمال المطبخ في الليل خشية ان أوقظ احدا ما. لنعد الى موضوعنا الآن، تعلمين بأن الميتم لا يستطيع تأمين الأكل لكل الموجودين لذلك انصحك بقبول هذه الأسرة فهي لطيفة و سيكون لك أخت كبرى و اعلمي بأن زينب ستكون جارتك." وافقت ميرا و تم تبنيها من قبل عائلة ألبيلارد. و أخيرا غادرت ميرا هذا الميتم و انتهى الكابوس. ضلت ميرا تراقب الميتم من خلال نافذة السيارة حتى يختفي من أنظارها و لمحت الكلب الحارس يقوم بلعق عظمته. قالت ميرا لنفسها لابد و انها عظمة الأرنب، و لكن عظام الأرنب صغيرة من أين احضرت المشرفة عظمة كبيرة كهذه؟
    و هكذا هربت ميرا من كابوس الميتم و ظل لغزا بالنسبة لها.

    التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 12-8-2016 الساعة 09:34 PM سبب آخر: أحسنتِ سلم قلمك وأمطرينا بالمزيد

  2. 6 أعضاء شكروا fatima.lee على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية fatima.lee

    تاريخ التسجيل
    Nov 2014
    المـشـــاركــات
    43
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: سر الميتم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، شكرا خالد على النصيحة.
    يسرني ان يبدي القرّاء رأيهم بخصوص كتاباتي
    و ان يفيدوني بنصيحة كي أحسن طريقة سردي.
    جزاك الله خيرا و في أمان الله.

  4. #3

    الصورة الرمزية fatima.lee

    تاريخ التسجيل
    Nov 2014
    المـشـــاركــات
    43
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: سر الميتم

    السلام عليكم، و رحمة الله و بركاته،
    شكرا هيغو و جميع الأعضاء الذين أعطوني النصائح
    و شكروني على كتاباتي. بفضل الله ثم بفضلكم تحسنت طريقة سردي
    و تشجعت في كل مرة اقرأ فيها تعليقكم على كتابة المزيد من القصص و
    القصائد. ممتنة لكم أعضاء منتدى قلم الأعضاء .
    في أمان الله.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...