بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ هُنَا أُطْلِقُ عِنَانُ أَفْكَارِي وأُميطُ
الَّلثامَ عَنْ ذَاتِي وَأَبُوحُ بِمَا فِي خَاطِرِي
وَأَسْكُبُ مداد قَلَمِي وَأَكْتُبُ أَوَّلَ خَاطِرَةٍ
لِي:.
حِينَ تَبْكِي الزُّهُورُ بِدَمْعٍ حَارِقٍ أَلَمًا....
وَتَسْقي الأَرْضَ مِنْهُ مَعيناً صَافِياً....
فَتُثِيرُ أَشَجَانِي المُتَوَلِعةَ بِهَا وتُحَرِّكُ
سُكُونِي الهادئ... قد تقولوا: وَمَا الزَّهْرَةُ؟
حُزْنُهَا، وَبُكَاؤُهَا وَأَنِينِهَا؟. قدتقولوا: كَيْفَ؟
تَسْمَعِينَهَا، تَرَيْنَهَا، تَشْعُرِينَ بِهَا؟. قَدْ
لا أراها لَا أُلَاحِظُ لَكِنَّنِي أَشْعُرُ بِهَا وَأُبْكِيَ
دَمْعَهَا أُنَاشِدَهَا أُحَاكِيهَا لِأُزِيلَ عَنْهَا ظُلْمَةَ
اليَأْسِ فِي نَفْسِهَا لِأُرِيَهَا قَمَرَ اللَّيْلِ
المُتَلَألِئ وَكَيْفَ يَنْتَشِلُهَا مِنْ غَمامِ الحُزْنِ
وَرُكْنِهِ المَهْجُورِ.... أُرَافِقُهَا وَأَسْقِيهَا، أُبَدِّلُ
حُزْنَهَا فَرَحاً وَأَمْلَأُ كَوْنَهَا مَرَحاً.... قَدْ
تَسْأَلُونَ: لِمَاذَا؟ وَمَالَكِ مِنْ أَمْرِها؟ حَتَّى
تُحَاكِيَهَا، تَسْقِيهَا!.
فَمَالِي مِنْ أَمْرِها؟!!!
وَ مالَها مِنْ أَمْرِي؟..... كَيْفَ وَهِيَ تَرَانِي،
تُرَاقِبُنِي، تَتَأَمَّلُ فِيَّ حُرُوفُ الوَدِّ،
تُسْعِدُنِي بِمُحَيّاها البَاسِم ِالعَطِرِ وَنَسِيمِهَا
الرَّقِيقِ العَذِبِ هِيَ ذَاتِي، هِيَ اِنْعِكَاسُ
اختلاجاتي وَثَوْرَةُ نَفْسِي وَهَوَاجِسِي...
أُكَلِّمُهَا حِينَ أَحْزَن فَتَسْمَعُنِي ُبِشَغَفِِ
مُذْعِنِِ ،فَتُجِيبُني بِحَرَكَاتِهَا المَتَمايِلَةِ
عَلَى أنْغامِ معزوفةِِ فِضِّيَّةٍ لَهَا أَسْمَيتُها
(غِناءُ الزُّهُورِ)..
أَبعْدَ كُلِّ هَذَا لاتفهمونني؟
هَلْ أَنْتُمْ مُصْغُونَ؟ هَذا حزنِي فَمَنْ رَآهُ
أَحَسَّ بِهِ.. وألَمي،وَجُرحُ السِنين لي مَنْ
رَبَطَهُ،من دَاوَاهُ...ها أنا هُنَا أهذي لِوَحْدَي
فِي عَالَمٍ غَامِضٍ كَئِيبٍ حَزِينٍ يَبْتَلِعُ
أَحْلَامَي وَآمَالِي وَيَرْمِي بِهَا فِي رُكْنِهِ
المُظْلِمِ المَهْجُورِ....فأُضْحِي مُشَتَّتَة بَيْنَ
حُطَامِهِ المَنْثُورِ هُنَا وَهُنَاكَ.... أبْحَثْ عَنْ
نَفْسِي... عَنْ رُوحِي وَعَنْ ذَاتِي وَأرَانِي
عاجِزَةً عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عَنْ لَمْلَمَةِ
شَتَاتِي....أَجُولُ تَائِهَةََ،حامِلَةً مَعَي
حُزني وَيَأْسِي وَعِنْدَ سَمَاعِ نَغَمَاتِ
إِيقَاعِهَا الخَفِيفِ،المُؤْنِس،ِ اللَّطِيف،ِ
أَصْحُو مِنْ سِجْنِ أَفْكَارِي المُخِيفِ
وَأُصْغِي لَهَا مِنْ جَدِيدٍ لإنها قَدْ ضربت
على إيقاعِ معزوفتِها الفِضِّيةِ (غِناءُ
الزُهور).
المفضلات