~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 16 من 16
  1. #1

    الصورة الرمزية Son_Goku

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    3,474
    الــــدولــــــــة
    النرويج
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~


    مشهد من مشاهد الألم والبؤس، وصورة من صور القهر والظلم

    بدت لنا في أسطر تئن من الأسى ، وتنزف من جرح لمّا يندمل بعدُ

    هجرة واغتراب

    خوف واضطراب

    نشيج وانتحاب

    ومفارقة للأهل والأحباب

    قصة تروي لنا رحلة كفاح عن رجل من أبناء هذا المنتدى قد اضطرته صروف الأيام أن يهاجر من بلده
    ويغترب حتى حين ..!

    وقد كان في دربه من المصاعب والمخاطر ما تعاوره من كل جانب، ولكن رحمة الله ولطفه
    كانت تتجلّى في كل جانب من تلك الجوانب ..!

    وسأترككم الآن مع صاحب القصة؛ ليكمل لكم ما بدأه من الرواية ~

    " كودو خالد "
    التعديل الأخير تم بواسطة ~~خالد~~ ; 20-8-2016 الساعة 02:52 PM


  2. #2

    الصورة الرمزية Son_Goku

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    3,474
    الــــدولــــــــة
    النرويج
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~ تم التحديث في 23-9



    هذه الرحلة، أو هذا التشرد امتد من الشهر السابع عام 2012، إلى الشهر الحادي عشر عام 2013

    1- طُلِبت في سوريا إثر نشاطي في الثورة مما اضطرني للسفر بشكل غير شرعي

    بدأت الثورة عام 2011، ومن حسن حظي أن منطقتي كانت إحدى أولى المناطق التي انتفضت
    ولكني لم أتمكن من الاندماج فعليًا بها سوى في الشهر الخامس تقريبًا (أي بعد مضي شهرين على بدايتها)
    كنت متهورًا أيامها لجهلي بالفيس بوك (كنت أعلق بحسابي واسمي الحقيقي على صفحات الثورة) ^^"
    بقيت على هذا الحال حتى تم استدعائي من قبل أحد عملاء النظام (الفسافيس - العواينية - من يعملون لصالح النظام بالسر) لأنه كتب تقريرًا يتهمني فيه برفع فيديوهات لمظاهرات، والتواصل مع الشيخ عدنان العرعور .. وكان التاريخ آنذاك إن لم تخني ذاكرتي 11-11-2011 (بالمناسبة هذه المرة الأولى التي أنتبه فيها إلى أن التاريخ متطابق بهذا الشكل xD)
    والمضحك في الأمر أنني لم أكن أعرف الشيخ في تلك الأيام سوى بالاسم، ولم أكن أعرف طريقة رفع الفيديوهات أصلًا
    المهم ذقت ألوان العذاب ل12 ساعة، ثم أفرج عني بفضل الله، وبفضل بعض الأمور التي أفادتني صدفةً ^^"
    عدتُ بعدها للانخراط في الثورة، لكن بشكل أوسع
    إذ أني بدأت بتطبيق ما اتهمت به في سجني عندما اعتُقِلت (تصوير المظاهرات ورفع الفيديوهات وإرسالها إلى القنوات أو إلى المراسلين ... إلخ)
    بالإضافة إلى المظاهرات ...

    ثم وصلني من بعض الجيران أن فرع (أمن الدولة) يسأل عن تحركاتي في المحلات المجاورة لمنزلي، ويبدو أنه يخطط لاعتقالي...
    فبدأت بالتخطيط للهرب، ووجدت طريقة بشق الأنفس (لصعوبتها في ذلك الوقت) عن طريق صديقي
    تم تهريبي بسيارة إلى ريف اللاذقية، وجلست ثلاثة أيام عند إحدى الكتائب تحت قصف المدافع...
    ثم اتجهت إلى تركيا .



    2- سافرت إلى تركيا محاولًا
    السفر إلى اليونان




    بما أني سافرت هاربًا، يعني أني لم أستخرج جواز سفر...
    فلو طلبت واحدًا من النفوس لتم اعتقالي فورًا

    المهم بدأت رحلة تشردي في تركيا...
    أقمت يومين في مسجد بإحدى الكامبات
    ثم أقمت في بيت صديق خالي ليومين
    ثم انطلقت إلى اسطنبول آملًا أن أصل إلى اليونان
    انتظرت اليوم الأول، فالثاني ثم انطلقت مع 30 أو 40 شخصًا في سيارة شحن (كنا ملتصقين ببعضنا، ولا توجد أي شبابيك)
    كان الوقت المفترض للوصول حسب المهرّب: 6 ساعات في السيارة، ثم ساعتين أو ثلاثة مشيًا على الأقدام، ثم عشر دقائق في الزورق.
    ولكن، هيهات أن يصدُق مهرّب...
    بعد سبع ساعات تقريبًا من المعاناة داخل سيارة شحن .. فوجئنا بسيارة شرطة تركية في طريقنا ... ففتح الباب السائق ورمى بنا في أحد الحقول الموجودة في منطقة حدودية .. وبدأت رحلة المعاناة
    البعوض (الناموس) والحشرات تنهش في أجسادنا بأعدادٍ لا تصدق .. لا تصدق بحق
    نمشي ونحمل حاجياتنا وشنطنا .. ونتناوب على حمل القوارب المطاطية الثقيلة.
    مشينا ساعات وساعات .. إلى أن اقترب بزوغ الفجر ونحن لم نصل بعد
    كنت أحمل هاتف نوكيا في تلك الأيام .. أذكر أن نوعه X2
    كنت أحمله بيدي طوال الطريق خشية أن أنساه في جيبي عندما نعبر النهر .. لكني عانيت بسببه فوضعته في جيبي
    وبعد وضعي له بنصف ساعة عبرت النهر ولم أذكره إلا وأنا في منتصفه!
    ياااااه تعطل الهاتف! ولا أملك سوى 10 يورو بعد أن حاسبت المهرب...
    أكملنا الطريق، ولكن...
    أوقفنا المهرب فجأة ليخبرنا أن عملية العبور لن تنجح اليوم، وعلينا انتظار يوم آخر في البرية!!
    لا نملك طعامًا ولا ماءً ولا متاعًا دافئًا!
    والمصيبة أني كنت العربي الوحيد في تلك السفرة ..
    لا صديق، ولا حتى ونيس
    شعرت أن تلك الرحلة ستكون النهاية...
    حتى أني ظننت لوهلة أني لو نمت، لاستيقظت والحشرات قد نهشت لحمي xD
    لا أعلم كيف غفوت صباح ذاك اليوم تحت الشمس الساطعة لساعتين، ثم استيقظت لأسمع بعدها أن المهرب يجمع بعض الأموال من الهاربين حتى يحضر لهم الطعام!
    نحن في منطقة حدودية مقطوعة
    كم يطلب المهرب؟ 20 يورو!
    ما الذي سيحضره لكل شخص يدفع ذاك المبلغ؟ خبزة (سمونية)، وحبة طماطم! والقليل من الماء
    لم أكن أملك سوى 10 يورو .. فدفعتها (ويا ليتني لم أفعل) .. لأني صنفت مع من لم يدفع في التقسيم
    إذ أن من دفع ال20 يورو أخذ أكثر بقليل من المتبقيين...
    المهم .. أصبحت بلا أموال ولا هاتف!
    مصير مجهول ينتظرني!
    بقينا حتى مساء اليوم التالي، ثم خرجنا
    مشينا لساعات طوال .. كانت ساعات قاسية يصعب علي وصفها
    بقينا نمشي حتى ساعات الفجر...
    وصلنا إلى المنطقة الحدودية
    أضحت اليونان أمام أعيننا .. تبعد عنا بضع كيلو مترات فقط!
    عندها شعر المهرب بتحرك غريب,,,
    فجعلنا نستلقي على تلة صغيرة مائلة بطريقة عشوائية حتى لا يرانا الجيش التركي الذي كان يقف في الجهة الثانية...
    بقينا على هذا الحال (وحذاء كل منا في وجه الآخر أعزكم الله ^^") لساعة كاملة
    حتى رآنا الجيش التركي
    فقاموا باعتقالنا .. وأخذونا إلى المكان الذي يُستوقف فيه الهاربون
    كانوا يقدمون لنا ثلاث وجبات .. لكننا نبقى محتجزين في غرفة طوال اليوم إلا في أوقات الطعام.
    لم تكن الوجبات كافية، لكن والحمد لله استطعنا الصبر
    المصيبة كانت في أن من معي في الغرفة ليسو عربًا، ولا يتحدثون الإنجليزية
    بقيت أشحد 3 ليرات تركيات (دولار ونصف) حتى أشتري بطاقة هاتفية (تحوي عشر دقائق) لأتصل بأهلي وأطمئنهم على حالي .. حتى أدانني شاب إيراني!!! يا للعجب!
    لا أعلم كيف مضت سبعة أيام .. حتى صدر قرار عفو عام عن الجميع بسبب حلول شهر رمضان ..
    فأطقلوا سراحنا قبل يوم ونصف من رمضان!
    لكن ما الشرط لإطلاق سراح المعتقل؟
    أن يدفع قرابة ال30 أو 50 ليرة تركية (لا أذكر تمامًا)
    ومحسوبكم لا يملك قرشًا واحدًا ...
    لكن من حسن حظي أني كنت قد تعرفت على شابين فلسطينيين قبل أن أسمع هذا القرار بساعتين...
    فكان منقذي (جزاه الله خير الجزاء)
    عرض علي المبلغ، وقال لي إن استطعت سداده فهذا جيد، وإن لم تستطع فسامحك الله
    مع أن ظروفه لم تكن جيدة
    المهم صعدنا إلى الباصات والسعادة لم تفارق وجوهنا! سعادة غامرة لا توصف!
    سافر بنا الباص 5 ساعات تقريبًا، ثم رمانا في إحدى المناطق الصناعية في اسطنبول!
    منطقة صناعية فارغة تمامًا..
    كل شاب اتصل بقريبه أو صديقه أو أو ... وأنا بقيت وحيدًا
    بدأت المشي إلى مكان مجهول .. في رصيف يقع بين شارعين
    أسير وأنظر يمينًا وشمالًا لعلني أجد حديقة لأنام فيها!
    لكن نظراتي كانت عبثًا؛ إذ أن المنطقة كانت فارغة تمامًا ومقطوعة إلا من السيارات والمصانع الضخمة
    وإذ بسيارة تزمر لي!
    ذهبت لأرى ماذا يريد صاحبها...
    تكلم معي بالتركية فلم أفهم
    تحدثت معه بالإنجليزية فلم يفهم (يفهم بضع كلمات فقط)
    فسألني بطريقة أو بأخرى إن كنت سوريًا فأجبته بنعم
    فذكر لي اسم منطقة في اسطنبول (كنت قد سمعت بها، لكني لم أعرفها) .. فأشرت برأسي بنعم
    فأنا ضائع ضائع، ولن تسوء الأمور أكثر مما هي عليه!
    فحاولت أن أشرح له أني لا أملك النقود .. فأجاب لا مشكلة، وبدا أنه لم يكن ينوي أخذ المال أصلًا
    تبين لي لاحقًا أنه تركي كردي
    أوصلني إلى المنطقة التي ذكرها لي وودعني..
    وودعته..
    بحثت حولي، فوجدت هاتفًا عموميًا (يعمل على البطاقات)
    فتذكرت أني أملك واحدة (التي استدنت سعرها من الإيراني)
    لكن لم يكن فيها سوى ثلاثين ثانية حسبما أذكر، وعلي أن أحدث الشخص الأنسب!
    احترت بين خالي(الذي كان على تواصل معي ويساعدني على ترتيب أموري)
    وبين السمسار الذي كان وسيطًا بيني وبين المهرب في الرحلة التي فشلت...
    فاخترت السمسار؛ إذ أن خالي لن يستطيع مساعدتي.
    اتصلت بالسمسار (سوداني الأصل) وأنا غير متفائل
    أخبرته كذا وكذا وكذا حدث معي...
    فهل يمكنك أخذي من حيث أنا لأنام الليلة عندك؟
    فأخبرني أنه آتٍ إلى حيث التقينا أول مرة، وقال أنه سيكون هناك خلال نصف ساعة.
    بدأت السؤال عن ذاك المكان (لأني ما زلت أجهل المكان الذي أنا فيه)
    ومن حسن حظي أن أول شخصين سألتهما كانا عربيين عراقيين
    مشيت خلفهما، ولم تمضِ دقيقةٌ إلا وفوجئت بأني وصلت إلى حيث أريد!!!
    نعم اسطنبول واسعة بشكل خيالي ولا يصدق، إلا أن قدري أن أكون بقرب المكان الذي أريد!!! وبمشي دقيقة واحدة فقط!
    كانت صعقة بصراحة، وكمُّ السعادة في تلك اللحظة لم يكن يوصف
    لكن القلق كان يعتريني حتى بعد إيجادي للمكان ..
    خفت أن لا يأتي السمسار
    لكن وبعد انتظارٍ لوقت قصير .. جاء صديقه وأخذني!
    كان شعورُ الوصول إلى منزلٍ، والاستلقاءُ على تخت في تلك اللحظة شعورًا لا يوصف.
    ثم أعد لي بيضًا .. لكن البيض في تلك اللحظات كان أشبه بمنسف (بالنسبة لي) من شدة جوعي وانقطاعي لفترة طويلة عن الأكل...
    يُتبع



    3- ما بعد فشل رحلتي إلى اليونان

    استيقظت صباح اليوم الثاني وأنا ما زلت لم أستوعب ما حصل معي في الفترة الأخيرة...
    كنت سعيدًا بعض الشيء على الأقل، إلا أن هم مستقبلي المجهول ما زال فوق رأسي!
    أنفقت كل الأموال التي أرسلتها عائلتي لي دون فائدة!
    كنت أسأل نفسي
    ما الذي علي فعله؟
    إلى أين سأذهب؟
    ما مصيري؟
    تواصلت مع خالي (الذي كان يرشدني) في تلك الأثناء، وأخبرته بما حصل
    فحاول التحدث مع السمسار (بما أنه كان من طرف صديقه) لأجل أن يعيد مالي إلي (بحكم فشل الرحلة)، إلا أنه لم يعد لي سوى ربع أو خمس المبلغ (لا أذكر تمامًا)
    فقلت في نفسي أفضل من لا شيء...
    استخدمت تلك الأموال مصروفًا لطعامي وشرابي ومصاريف سفري من اسطنبول إلى أنطاكيا...
    وعند وصولي إلى أنطاكيا استضافني صديق خالي في منزله ليومين، ثم

    نقلني بعدها إلى بيت لأعيش فيه وحدي لمدة عشرة أيام تقريبًا (أظنها كانت أول عشرة أيام من رمضان)
    أمضيت أيامي وحيدًا .. ولم يكن لي أنيس سوى التلفاز
    خصوصًا وأن هاتفي قد تعطل في رحلتي إلى اليونان ..
    ولم يبقَ عندي سوى هاتف بلا كاميرا لإجراء الاتصالات
    مع العلم بأن الهواتف غير المفعلة في تركيا تعمل 14 يومًا فقط ثم تتوقف عن العمل حتى يتم تعريفها بدفع مبلغ مالي للشركة وقدره (100 ليرة تركية .. ما يعادل 70-75 دولار تقريبًا في ذاك الوقت حسبما أذكر)
    المهم...
    يومًا بعد يوم بدأت أتأقلم مع حالي هناك...
    كان صديق خالي يزورني كل يومين يتفقد حالي.
    بدأت أتعلم الطبخ عبر مكالمات قصيرة مع والدتي...
    لكن ومع الأسف انتهت المهلة المتاحة للهاتف خلال هذه الفترة (لأنه مضى على دخولي تركيا أكثر من أسبوعين...
    وبعد أيام نفدت أموالي !!
    ونفد الطعام الذي لدي !
    (
    لكم أن تصدقوا أو لا تصدقوا )
    ولم يكن لدي هاتف حتى أتصل بخالي أو صديقه !
    حان موعد الإفطار ولا أملك سوى (السكر) و(الماء)
    فأفطرت على كمية كبيرة من السكر xD
    لا أذكر كم كانت .. إلا أني أظن أنها 200-300 غرام
    لكن، من حسن حظي أن صديق خالي أتى إلي ليلتها لتفقد حالي من باب الصدفة...
    فاستدنت منه مبلغًا من المال أستر به حاجتي..
    ثم أرسل خالي مبلغًا من المال قد أمّنه لي...
    خطرت على بالي فكرة الذهاب إلى الأردن (أملك عمة وخالة في عمّان)
    سأستطيع العمل هناك على الأقل، وسيكون حولي من قد يدعمني أو يؤنسني .. إلخ
    وقد أكمل الدراسة ولعب كرة الطاولة إن تيسر لي ذلك.
    لكني لا أملك جواز سفر!
    بدأنا نناقش المسألة، وبدأ قريبي يسأل من يعرفهم عن كيفية الحصول على واحد...

    نُقلت في تلك الأثناء إلى بيت أفراده من الأكراد (بيت صغير ينام فيه سبعة أشخاص تقريبًا)
    وكانت ضيافة سيئة من درجة متدنية جدًا (مع أني كنت أشاركهم مصاريف المنزل)
    حتى علم خالي أن ذات السمسار السوداني الذي تعاملت معه في رحلة اليونان يمتهن تزوير جوازات سفر للسوريين!
    فعقدت العزم وشددت الرحال إلى اسطنبول متوكلًا على الله
    أخذني، وصورني صورًا شخصية (خاصة بالباسبور)
    وطلب مني الانتظار...




    4- اشتريت باسبورًا مزورًا للسفر إلى الأردن بعد فشل سفري إلى أوروبا





    أقمت بضعة أيام في فندق ريثما أنهى العمل على جواز سفري!



    حاسبته بسعر الباسبور وأخذته مصعوقًا من شدة إتقانه!



    لكن البيانات كانت مزورة...



    يبدو أن الباسبور كان أصليًا لشاب (شهيد أو معتقل أو باع جوازه لحاجة)



    ولم يقم ذاك المزور سوى بوضع صورتي فوق الصورة الأصلية للجواز بطريقة خبيثة جدًا!



    خفت!



    ماذا لو سافرت واعتقلت هناك؟



    مخابرات الأردن .. وما أدراك ما مخابرات الأردن!



    ما الذي علي فعله؟
    هل أخاطر وأشد الرحال، أم أبقى هنا حائرًا ضائعَ البوصلة؟
    قررت الذهاب، ثم صليت الاستخارة
    واستعجلت في الرحلة .. إذ إن أموال خالي التي أرسلها لي على وشك النفاد...
    ما بين مصروف لطعامي وشرابي، ومصروف لإقامتي!
    ضاعت الأموال...
    ذهبت مباشرة صباح اليوم التالي إلى أقرب مركز حجز من مكان الفندق الذي أقيم فيه
    (إذ أن المزور سلمني الباسبور مساءً بعد موعد إغلاق مكاتب الحجز)
    أظنني ذهبت عند التاسعة صباحًا (موعد بدء العمل)
    ومن حسن حظي كانت الموظفة التي أتى دوري عندها مغربية الأصل
    طلبت منها أقرب وأرخص حجز إلى عمّان
    قالت لي إن أقرب حجز عند الساعة الثانية ظهرًا، وسعره كذا كذا
    والذي يليه سعره كذا كذا
    (كان حجز الساعة الثانية هو الأرخص)
    لكن ... مشكلة !!
    فالمبلغ الذي معي لا يكفي .. ينقصني 50 ليرة لأكمل المبلغ المطلوب (إن وضعت 10 ليرات جانبًا لإجار طريق إلى المطار وطعام الغذاء)
    سألتها ألا يوجد حجز أرخص في الغد (فلم تجد)
    سألتني عن سبب سؤالي .. فأخبرتها حرجًا من ذلك
    فقالت لي .. لا تقلق يمكنك حجز الرحلة القريبة التي أردتها
    وقالت لي أنها ستبيعني إياها (بالمبلغ -50)
    حاولت أن توحي لي من كلامها أنها غيرت سعرها (كمراعاة أو تخفيض)
    لكني أظن أنها تكفلت بها من جيبها ... جزاها الله خير الجزاء
    أخذت التيكيت وذهبت مباشرة إلى الفندق
    حزمت أمتعتي وجهزت نفسي، ثم انطلقت
    عند باب محطة القطار الداخلي (الميترو) .. التقيت برجل يجر شنطة سفر
    وعلى تلك الشنطة ما يدل أنه عربي (لا أذكر ما الذي رأيته تمامًا)
    - ألقيت السلام .. فرد علي بالمثل
    - إلى أين ذاهب؟
    - إلى المطار
    - وأنت؟
    - إلى المطار كذلك
    - حقًا؟! إلى أين رحلتك؟
    - إلى عمّان !
    - أوه، وأنا كذلك !!!
    - أي ساعة؟
    - عند الثانية
    - يبدو أننا ذاهبان في نفس الرحلة !!! xD
    بدأنا نتجاذب أطراف الحديث
    فتبين لي أنه طبيب يقيم في بريطانيا...


    وهو أردني من أصول فلسطينية، وذهب لزيارة عائلته هناك (والدته وإخوته)
    أخبرته بحقيقة أمري (كنت غبيًا حينها xD)
    لكنه قدر موقفي.



    وصلنا إلى المطار .. فأخبرته أنها المرة الأولى التي أدخل فيها مطارًا في حياتي (والمصيبة أنه أحد أكبر مطارات العالم xD)
    بالإضافة إلى أن إنجليزيتي كانت متواضعة جدًا في ذلك الوقت...
    أستطيع التفاهم معهم، لكني لا أستطيع النقاش طويلًا إن واجهتني مشكلة
    فأخبرني بأنه سيرشدني وسيساعدني حتى نصعد إلى الطيارة (جزاه الله خيرًا)
    ذهبنا إلى مكان وضع الأمتعة...
    مرر أمتعته بنجاح...
    جاء دوري .. لكنه بدا لي من بعيد أنه يواجه مشكلة ما
    سألته عندما عاد ما الأمر .. فقال إن على السوريين شراء تيكيت (ذهاب - إياب) للذهاب إلى الأردن .. وأنت لا تملك سوى تذكرة ذهاب !
    وهنا كانت الصعقة !!!!!!!!
    قلت في نفسي .. لربما هذا المسؤول يهذي
    ذهب العم ليتفاهم مع مسؤول أعلى منه .. لكن دون جدوى!
    ما العمل؟
    اقترب موعد الرحلة!
    بدأت التحدث مع نفسي...
    لا أملك سوى 10 ليرات وبعض (الفراطات)
    لا أستطيع سوى العودة بهم إلى اسطنبول المدينة، وشراء غداء، والاتصال بقريبي!!
    أين سأنام؟ ماذا سأفعل!
    ماذا عن الأموال التي دفعتها على التيكيت والباسبور؟!
    كنا في مصيبة وهم تزوير الباسبور .. فأصبح الهم مضاعفًا !
    رآني شاحبًا ومحتارًا .. فقال لي تعال معي
    ظننته سيحاول مجددً
    لكنه أخذني إلى قسم جديد...
    بدأ بالتحدث معهم فسألهم كم سعر التيكيت من الأردن إلى تركيا!
    فقالوا سعرًا بالتركي -لا أذكره- .. لكنه كان 410 باوند بريطاني (عرفت ذلك لاحقًا) !!!
    فكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير!
    تساءلت مع نفسي .. هل أستدين منه؟
    فأجبت .. مستحيل! هل أنت مجنون؟ لم تمضِ سوى ساعة على أول لقاء لك به!
    من هذا المجنون الذي سيسلفك مبلغًا كهذا وهو لا يعرفك!
    كنت في موقف لا أحسد عليه...
    ومع أني من النوع الذي يحرج في مثل هذه المواقف .. إلا أني تجرأت قليلًا لأني كنت في وضع كارثي
    كنت على شفا حفرة من أن يصيبني مكروه من كم الضغط الذي فوق رأسي!
    فطلبت منه باستحياء إدانتي هذا المبلغ...
    فلم أره إلا ذهب وسألها كم المبلغ بعد تحويله إلى عملة الباوند (لأنه سأل بالتركي في المرة الأولى)
    فأجابوه 410 باوند
    فأخرج كل مافي جيبه الخلفية (ما أزال أذكر تلكم اللحظات) ودفع سعر التيكيت ثم أعطاني إياه (رغم علمه بأن رحلتي قد تفشل)
    وقال لي:


    إن استطعت سدادها فكان بها وإن لم تستطع فسامحك الله !!!!!!



    زاد الحمل والهم علي رغم سعادتي وصدمتي! وبدأت أفكر...
    ماذا لو لم تنجح الرحلة؟ كيف سأسد الدين وإلى أين سأذهب؟
    أخذت منه رقم هاتفه الأردني...
    ثم اتكلنا على الله ومضينا إلى الطائرة...
    وصلنا إلى معبر الخروج
    أنتظر دوري وأعصابي قد تفلت !
    هل سأمر أم لا !
    حتى حان دوري...
    نظر المسؤول عن الختم إلى وجهي وإلى صورة الباسبور ..
    فختم جوازي وأشار لي بالعبور!!!!!
    كانت لحظة لا توصف ..
    هل ارتحت تمامًا ؟ كلا
    لن يهدأ لي بال حتى تقلع الطائرة!
    ذهبنا لنتمشى قليلًا في القسم الثاني للمطار .. فحدثت مصيبة
    جاع حذائي الذي كنت ألبسه
    وفتح ثغره الكبير من الأمام ومن أحد الجانبين!!
    هل هذا وقتها؟
    حذائي الثاني في الشنطة، وقد سلمتها بالفعل!
    بدأنا بالبحث عن لاصق .. فوجد واحدًا
    لففت ثغر الحذاء الواسع بذاك اللاصق وبدأت أمشي xD
    ويا للعار
    لكني لم آبه!
    إذ أني لم أكن قد استيقظت من صدمة مروري، وصدمة مساعدة الرجل لي حتى تلك اللحظة.
    المهم .. انتهينا ثم صعدنا إلى الطائرة
    وعندما أقلعت .. تنفستُ الصعداء
    قدموا لنا وجبة غداء مجانية .. ورائحة المايونيز بدأت تفووووح
    كانت قاتلة xD
    خصوصًأ من ذاك الذي كان يجلس بجانبي...


    وكان الطعام يبدو لذيذًا...
    إلا أني كنت صائمًا ولم أفطر
    المهم .. بدأت بعدها بالتفكير في ما سيحد
    ث معي في الأردن
    وتابعت على هذا الحال حتى وصلت...


    دخلت مطار الأردن وما زلت قلقًا !
    هل سيكشفون أمر تزويري للباسبور؟ هل يعقل ذلك؟
    ذهبت وسلمت باسبوري .. فأطال المسؤول النظر!
    ثم سألني بعض الأسئلة السخيفة مثل (كيف ولمَ أتيت وعند من ستقيم ... إلخ)
    أحد الأسئلة كان: عند من ستقيم؟
    فأجبته عند قريبتي (كنت أقصد عمتي، لكني لم أستطع قول هذا لأنها فلسطينية الأصل من مواليد سوريا وأنا كذلك، لكن شخصيتي في الباسبور سورية أصلية .. فإن قلت عمتي انكشف أمري)
    المهم .. فسألني كيف تكون قريبتك مع أنكما من مدينتين مختلفتين، وجنسيتكما مختلفة!
    فبدأت أخترع الحجج وأجيبه حتى أمرني بالدخول إلى الغرفة...
    دخلت وبدأ شخص آخر بالتحقيق والتسجيل على ورقة!
    ملاحظة: كنت آنذاك في ال19 من عمري، لكن عمري في الباسبور 17 عام!
    بدأ المحقق بسؤالي عن دراستي...
    فسأل إلى أي مرحلة قد وصلت؟ أجبت الجامعية
    قال وماذا تدرس؟ قلت لغة عربية...
    فتذكرت أمرًا مهما
    كيف يكون عمري 17 وفي الجامعة!!!!!!
    فاستطردت قائلًا ... يبدو أنك أسأت فهمي
    فأنا أنهيت الباكالوريا هذا العام، وحصلت على مجموع يمكنني من الدخول إلى فرع اللغة العربية، وأنوي فعل ذلك!!
    فغضب ومزق الورقة ثم بدأ بالصراخ و و و و ...
    وفي هذه الأثناء...
    يدخل أحدهم ويقول .. تعال معي!
    فقلت في نفسي: أوه نجوت من هذا المحقق الغاضب.
    أخذني ذلك الشخص إلى لواء المطار (حسب ادعائهم)
    لأنه كان صدفة هناك..
    فحدثني قليلًا ثم بدأ بسؤالي:
    - ألا تملك مالا لشراء حذاء؟ فأجبته وشرحت ما حدث
    - فسأل مانوع ذاك الحذاء وما سعره؟ فأجبته (كان عاديًا ورخيصًأ)
    فبدأ بالضحك، ثم نهض واقترب مني...
    سألني هل أنت صائم؟ فقلت نعم والحمد لله!
    فقال لي: سندعك تمر لأجل هذا .. بالتوفيق
    كانت لحظة الحسم .. دخلت بأعجوبة!
    نعم دخلت بأعجوبة!
    رغم كل العراقيل وصلت إلى الأردن..
    فالتقيت بعمتي التي كانت تنتظرني بحرارة وبدأت الترحيب .. وكان زوجها معها كذلك
    وفي هذه الأثناء ظهر الأخ الذي أدانني وبارك لي مروري...
    أخبرت زوج عمتي بما حدث معي
    فسسحب مالًا من الفيزا وأعطاه ما يقابله بالأردني (أظن أن المبلغ كان بالدينار الأردني 470 دينار آنذاك)
    ثم أخذني بسيارته إلى منزلهم .. وكان شعورًا لاااااا يوصف

    يُتبع

    اعذروني على الأخطاء لأني لا أستطيع مراجعة ما أكتب لضيق الوقت..
    وأرجو منكم أن تدعو للأخ الأردني الذي ساعدني والأخت المغربية كذلك
    بالإضافة إلى خالي وصديقه
    وجزاكم الله خيرًا



    5- وصلت إلى الأردن

    كان الأردن أول بلد عربي أزوره، وقد كنت أتمنى مذ كنت طفلًا أن أفعل ذلك مع يقيني بشبه استحالة هذا (الحلم)
    وإذ بي أفعل دون أي تخطيط مسبق!
    ملاحظة: كل ما قلته لكم من لحظة أخذي للباسبور حتى وصولي إلى الأردن حدث خلال 15 ساعة تقريبًا أو أقل!
    ولم أخطط للموضوع سوى قبلها بأيام فقط .. وكان مجرد تخطيط نسبة تطبيقه لم تكن تتعدى ال25% ونجاحه 50%
    كل الأمور سارت بطريقة عجيبة رغم استعصائها
    المهم .. بدأت التفكير فيما سأفعله في الأردن
    أملك باسبورًا مزورًا لن يمكنني من إكمال دراستي!
    ليس لي إلا أن أعمل...
    جلست أسبوعًا كاستراحة ثم بدأت العمل في الكازية (محطة وقود) الخاصة بزوج عمتي (شراكة مع أخيه)
    واستلمت في عملي قسم البنزين والكاز...
    المهم .. بدأت تسير الأمور جيدًا، وبدأت أعتاد على جو العمل
    كنت أواجه بعض المشاكل أحيانًا مع بعض الزبائن، إلا أنها كانت تحل باستثناء واحدة...
    دخل شاب بسيارته الفارهة إلى الكازية وطلب مني تعبئة (بدونين - لا أعرف اسمه بالفصحى ) .. لنقل قنينتين من البنزين
    الحد الأقصى لتعبئة كل واحدة 2.5 لتر
    (لا أذكر تفاصيل الحادثة تمامًا)
    لكني أذكر أني سألته إن كان يريد تعبئتهما بالكامل، وكان جوابه حسب فهمي بنعم
    فعبأتهما بالكامل (فللتهما)
    وهنا انفجر غاضبًا وبدأ باللعن والصراخ وتوجيه الإهانات لي وللسوريين ..
    فرددت عليه وكدنا نتشاجر حتى تدخل مشرف العمال (كان سوريًا كذلك) وأبعدني عنه...
    ثم قال لي إنه ابن مسؤول كبير في الدولة، والتورط معه في مشكلة سيوقعني في المتاعب.
    وعندما أراد المغادرة هددني وقال أنه سيجلب معلوماتي وينتقم مني يومًا (أو كلام من ذلك القبيل) .. ثم غادر
    (ملاحظة: ذكرت قصته لأني سأربطها بقصة اعتقالي .. وربطي بها مجرد تخمين فقط لا أكثر)
    بعدها بفترة قصيرة ..
    جاء زبون طلب تعبئة سيارته .. فبدأت أفعل
    وأثناء التعبئة نزل مع 3 من أصدقائه ..
    طلب مني أن أعطيه (50 دينار ورقة واحدة) مقابل 50 دينار (مفرقة)
    فأخرجت المال من جيبي (وكما هو معلوم .. يحمل عامل الكازية مبلغًا ضخمًا)
    ربما كان مقدار المال الذي أحمله آنذاك (2500 دينار أو أكثر)
    أعطيته 50 دينار .. فطلب مني 50 دينار (ورقة قديمة)
    إذ أنه من المعروف آنذاك أن ال50 دينار القديمة لا يمكن أن تزور، أما الحديثة فهناك حالات تزوير كثيرة فيها
    المهم .. فدنى رفيقاه مني (عن جانبي) .. ثم باغتني الزبون بسحب الأموال من يدي
    فسحبتها من يده فورًا وصرخت قليلًا فأجاب بأنه كان يمازحني و و و و..
    فطردته من هناك وذهب...
    وفي نهاية اليوم أثناء الحساب (يتم الإحصاء عن طريق حساب البنزين المصروف طوال وقت دوامي، ومن ثم مقارنته مع المبلغ الذي لدي)
    فتبين نقص 500 دينار من المبلغ الذي يفترض أن يكون لدي ! أي ما يعادل 550 يورو تقريبًا آنذاك.
    بدأنا بالبحث هنا وهناك .. لكننا لم نجد شيئًا!
    فسألني أحد العمال المصريين:
    - هل جاءك شاب طلب منك 50 دينار قديمة؟
    - فأجبته بنعم
    - فقال عوضك الله
    عندها تذكرت ما حدث ..
    فتبين أن أولئك الأربعة أو الخمسة لصوص نشطوا في تلك الفترة، وكنت ضحيتهم العاشرة تقريبًا
    إذ أن الذي سحب الأموال من يدي لاعب خفة أو شيء من هذا القبيل (حسب قول الأخ المصري)
    فقد استطاع سحب رزمة من الخمسينات في أقل من ثانية دون أن أشعر بذلك مع أن الأموال بقيت على مرأى من عيني حتى عند سحبه لها.
    ثم عملت شهرًا ثالثًا في ذات الكازية ثم توقفت...
    لكن ما وفرته من الشهرين الأول والثاني بالإضافة إلى راتب الشهر الثالث لم يكفوا لسداد ال500 دينار .. فاستدنت من خالي وسددته
    بقيت أبحث عن عملٍ أفضل، وبراتب أفضل .. لكن دون فائدة
    في الفترة الأخيرة ذهبت إلى نادي كرة الطاولة في عمان (كنت قد قابلتهم مرة في سوريا في معسكر تدريبي لهم معنا هناك) .. وحضرت تمرينًا واحدًا
    ثم أخذت موعد التمرين الذي يليه..
    حضرت نفسي وخرجت من منزل عمتي إلى الشارع العام...
    مشيت قليلًا .. وإذ برجل يركض باتجاهي ويصفعني ثم تُفتح أبواب السيارة التي بجانبي ويأمرني شخص من داخل السيارة بالركوب...
    فلم أستجب للوهلة الأولى حتى قالوا بأنهم مخابرات..
    فدخلت إلى السيارة
    (كنت سأدخلها أولًا وأخيرًا خاوا )


    يُتبع



    6- اعتُقلتُ في الأردن، ثم طردت إلى تركيا





    دخلت إلى السيارة وإذ بهم يخبرونني أن لا أقلق لأنهم جاؤوا لحمايتي من شخص يحاول الاعتداء علي لأني كنت أحادث أخته أو شيء من هذا القبيل وأنه الشخص الذي صفعني قبل أن يحموني منه (كما زعموا)
    (وتبين لي لاحقًا أنهم كانوا يحاولون بطريقة أو بأخرى أن يوهموني بأنهم ليسو من صفعني، ولا أعرف السبب حقيقة)
    وفي ذات اللحظة انتبهوا للحقيبة التي معي ففتشوها...
    بعد تجاوزنا مسافة قصيرة طلبوا باسبوري فأخبرتهم أنه في المنزل .. فعادوا بي إلى هناك وأخذوه ثم ذهبنا إلى فرع المخابرات...
    المهم كانوا يحاولون طمأنتي طوال الطريق بأن الأمور ستكون بخير وأني سأخرج خلال ساعات و و وو (لكن التوتر كان ظاهرًا علي)
    أغمضوا عينيّ عند وصولي وأدخلوني (غرفة رئيس الفرع كما أظن) وكان فيها بعض الحراس والمحققين...
    أمروني بالجلوس، وبدأ رئيس الفرع بالأسئلة (بطريقة مجفلة)
    ما اسمك .. ما عمرك .. إلخ
    ثم سألني السؤال العجيب: لمَ جواز سفرك مهترئ هكذا؟ فأجبته بسبب كثرة الاستعمال
    بعد دقيقتين من طرح الأسئلة قال لي:
    اسمع .. كن صريحًا معنا ولن تندم .. حذارِ أن تكذب بحرف
    نحن نعلم كل شيء .. لذا دعنا نسمع التفاصيل منك لتريحنا وتريح نفسك.
    عندها بدأت التفكير في أنهم عرفوا بأمر جوازي ..
    فلا يوجد أي سبب قد يعتقلوني لأجله سوى هذا !
    بالإضافة إلى سؤال الضابط عن سبب اهتراء جوازي !
    فبدأت بسرد الحقيقة، وقلت لهم هويتي الحقيقية
    وفي ذات الأثناء كان يأخذ مني أحد الحراس (إيميلي الشخصي وحسابي الفيس)
    والمصيبة أنه كان باسمي الحقيقي!
    أي أني لو كذبت لكُشفت وحلت علي مصيبة لا مخرج منها...
    سألني عمّا حدث معي مذ غادرت سوريا فأجبته باختصار حسب طلبه...
    ثم ذكر لي أني متورط بأعمال إرهابية ..
    فقلت له: هل هيئتي هيئة إرهابي !!!!
    (كنت طائشًا بعض الشيء من ناحية المظهر في ذلك الوقت xD)
    فأجابني: أهاااااااا .. وهذا السؤال يزيد شكوكنا حولك
    إذ أن موضة التنكر بهيئة شاب طائش درجت عند من يحاول تنفيذ العمليات الإرهابية!!
    فحاولت الدفاع عن نفسي ولم أقدر...
    حتى رئيس الفرع بدأ يعاملني وكأني مجرم حقيقي!
    ثم أُخذتُ من قبل محقق إلى غرفة خاصة ليبدأ التحقيق الخاص.
    بدأ بإعادة بعض الأسئلة ثم أخبرني بالفاجعة...
    قال لي أني متورط بأعمال إرهابية .. وسألني عمّا إذا كانت لـ (حزب الله) أو (الموساد - إسرائيل) !
    أي أنه رمى تهمتين، وكان علي اختيار أحدهما .. ديموقراطي
    فأجبته .. كيف لي أن أتعامل مع حزب اللات وأنا مؤيد للثورة السورية وخرجت من سوريا بسبب بشار الأسد وعصابته !
    أو مع الموساد وأنا فلسطيني الأصل وقضيتي في عروقي!
    فقال يمكنك تلفيق ذلك .. أو شيء من هذا القبيل!
    حاول جعلي أعترف بهذا وأصر علي، لكن دون فائدة
    إذ أني كنت مصرًا على أن لا أعترف بشيء لم أفعله ولو حتى تحت التعذيب لأني تعذيبي لن يتوقف إن اعترفت بل سيزيد ويصبح مبررًا..
    كان يحاول خداعي بقوله (اعترف وستخرج اليوم ... إلخ)
    لكني لم أقبل
    وبعد نقاش طويل قال لي أنه سيتم اعتقالي، وعلي إعادة التفكير في قراري بشأن الاعتراف...
    ثم أخذني وأعطاني ثياب السجناء لألبسها وصادر أغراضي لوضعها في الأمانات...
    ثم أخذني إلى زنزانة منفردة...
    كانت زنزانة ثلاث نجوم
    أظنها متران×متر
    فيها تخت صغير (إن لم تخني ذاكرتي) و(حمام فرنجي) أمام التخت عرضًا، وفوقه مغسلة صغيرة.
    أحضروا لي قرآنًا..
    بالإضافة إلى فرشاة ومعجون (خصموا سعرهما من أموالي المصادرة )
    وأحضروا كتابًا كذلك .. أظنها كانت رواية
    مع العلم بأني لم أقرأ كتبًا من ذاك النوع من قبل، ولم أهتم بذلك مطلقًا
    كان شعورًا قاسيًا .. لا أملك سوى الدعاء !
    بقيت متفائلًا في أن يطلقوا سراحي، أو أن يجد أقربائي (واسطة) تساهم في خروجي أو أن يخرجوني بغرامة مالية .. أو شيء من هذا القبيل
    لكني بقيت متفائلًا في الليلة الأولى...

    كان الطعام الذي يقدم كل يوم محترمًا...
    ثلاث وجبات .. وفيها ما يُشبِع
    لكن المحقق حذرني من الإضراب لأنهم سيستخدمون العنف إن فعلتُ ذلك..

    مرت علي الليلة الأولى كأنها سنة...
    انتظرت قدوم المحقق في اليوم الثاني بحرارة لعله يحمل أخبارًا جديدة...
    فتح محضر التحقيق الرسمي معي في اليوم الثاني .. وجعلني أذكر له تفاصيل رحلتي (دون ذكر التفاصيل)
    ثم سألني عن أعضاء حركة حماس في منطقتي (هم معروفون بالطبع، ولم تكن هوياتهم سرية) لذا استغربت هذا السؤال...
    حاولت طلب التواصل مع عمتي أو خالتي أو حتى أهلي .. لكن دون فائدة
    مرت خمسُ ليال..
    في كل ليلة أشعر بالقهر أكثر من سابقتها...
    كنت أبكي بحرقة من شدة القهر والشعور بالظلم .. فضلًا عن مشاعر الاشتياق لأهلي بالطبع والخوف من مصيري المجهول
    خصوصًا وأن الأخبار التي كانت تصلني من المحقق كل يوم أسوأ من سابقاتها
    فقد قال لي في إحداها أني متورط في عملية إرهابية .. وحكم مثل هذه العمليات إما سجنًا مؤبدًا أو إعدام!
    وقال: إن استطعت تجاوزها بطريقة أو بأخرى "مع أن هذا لن يحدث" ..فأنا متورط بالدخول إلى الأردن بباسبور مزور
    وحكم هذا الفعل 3 سنوات .. وأفضل محامٍ في الأردن قد يخفضها إلى سنة أو ستة أشهر!!!
    أي أن اعتقالي صار حتميًا .. ولا مخرج لي أبدًا
    لم أكن أتخيل في حياتي أني قد أدخل السجن وأمضي به شهورًا وسنينًا كالمجرمين !
    فكانت تلك صدمة حقيقية!
    وفوق الأخبار السيئة والوضع النفسي الكارثي .. كانت الوحدة قاتلة!
    أصبحت أشتاق للمحقق مع أنه كان (يعذبني نفسيًا) بتهديداته أو بأخباره أو أو أو..
    (ملاحظة: - لم يمسسني المحقق بأي أذىً جسدي طوال فترة اعتقالي)
    لكن الوحدة كانت قاتلة لدرجة يشعر فيها المرء بالرغبة في التحدث مع أي شخص!
    تخيلوا كان السجين في الزنزانة التي بقربي يطرق على الحائط وينتظر طرقي .. ثم أطرق له، ثم يعيد الطرق مجددًا لمرتين أو ثلاثة!
    قد يكون تصرفًا جنونيًا لمن لم يخض التجربة .. إلا أن هذا الفعل كان يشعرنا بالأنس ولو قليلًا!
    قرأت أول قصة ربما بعد مضي يومين .. لكني استمتعت بها فطلبت تغييرها
    وما أن أحضروا واحدة جديدة إلا وختمتها في ساعات ثم طلبت واحدة .. لكنهم رفضوا وقالوا أني أستطيع استبدال القصة مرة (كل يومين أو ثلاثة لا أذكر)..
    كنت أمضي وقتي إما بقراءة القرآن والدعاء .. أو بالتفكير .. أو بقراءة القصص .. أو بالنوم

    بدأ المحقق في كتابة قصتي من لحظة مشاركتي في الثورة إلى لحظة وصولي إلى الأردن في اليوم الثاني...
    كان يكتبها يدويًا بشكل يومي وعلى دفعات...
    ومع أن المحقق كان طيبًا في بعض اللحظات .. إلا أني كنت دائم القلق من أمر
    وهو قدرته على كتابة ما يشاء !
    أو قدرته على جعلي أوقع على ما كتب نقلًا عني في نهاية كل ورقة مثلًا .. مع وجود فراغٍ قبل موضع التوقيع يتيح المجال أمامه لكتابة ما يشاء بعد مغادرتي! (كاعتراف لم أقر به أو ما شابه).
    المهم .. بدأت تمضي الأيام وكأنها أشهر
    لا أرى الشمس مطلقًا .. وأقدّر مواعيد الصباح والمساء بناء على وجبات الطعام
    أذكر أن الحراس في بعض الأحيان كانوا يوقظوني لأصلي الفجر
    المهم .. في اليوم السادس أو السابع ربما
    كان محققي في إجازة (قد تطول) .. فجلبوا لي محققًا آخر
    كانت أولى عباراته أنه ليس كالمحقق السابق، وأنه لن يتساهل معي مطلقًا
    وأنه يضرب بيد من حديد إن لم أكن كما يجب...
    مع العلم بأنه كان ذا بنية ضخمة (عضلات مفتولة وما إلى ذلك حسبما أذكر)
    المهم .. بدأ التحقيق من الصفر، وجعلني أعيد القصة من جديد
    والمصيبة أنه كان علي سردها تمامًا كما سردتها في المرتين الأولى والثانية للمحقق السابق لأن أي اختلاف في الصياغة أو نسيان أمر أو ما شابه سيكون بمثابة تورطي بتهمة جديدة!
    كنت أسرد له القصة .. وأبكي في بعض اللحظات أثناء ذلك لا شعوريًا من شدة قهري
    وبعد أن كتب ورائي بضع صفحات...
    فوجئت بأنه توقف عن الكتابة .. ثم نزع النظارات وبدأ يمسح دموعه!
    تأثر بالقصة على ما يبدو .. وقرر عدم إكمال التحقيق
    فمزق الأوراق (حسبما أذكر)
    ثم عاد بعد لحظات إلى طبيعته الصارمة...
    أكمل الحديث معي واستجوابي دون كتابة
    واعترف لي بشيء صريح وواضح...
    فقد قال: عليك أن تعترف بشيء تعرفه، لا بشيء فعلته!
    (أي بالتهم التي طرحت على الطاولة منذ اليوم الأول)
    فأخبرته أني لن أعترف بما لم أفعل مهما فعلوا...
    انتهى موعدنا وأخبرني أن المحقق القديم سيعود في اليوم التالي...
    في تلك الليلة بدأت بالتفكير في الأمور مليًا...
    قلت في نفسي .. لو حُوّلت إلى المحكمة فلن أحاكم على تهمتهم التي يحاولون لصقها بي لأنهم لا يملكون أي دليل أو اعتراف!
    أما تهمة الباسبور فسيستطيع المحامي تخفيض حكمها قدر المستطاع لجهلي بالحكم، ولظروفي الاستثنائية (في سوريا)
    قلت: على الأقل سأعرف مصيري حينها ولن أبقى مجهول الحال والمصير كما أنا الآن !
    وعندما قابلت المحقق مجددًا طلبت منه تحويلي إلى المحكمة فقال لي: لاحقًا ..
    طلبت التواصل مع عمتي لتضع لي محاميًا فلم يقبل
    وأخبرني أنهم فتشوا إيميلي الياهو والهوتميل بالإضافة إلى الفيس بوك ولم يجدوا شيئًا قد يدينني قانونيًا...
    بعد يومٍ أو يومين ..
    تم أخذي بسيارة إلى قسمٍ (ما زلت لا أعرفه حتى الآن)
    كنت مكبلًا ومغمض العينين ..
    وعندما حان دوري بدؤوا بإخباري أنه يحق لي طلب محامٍ من المحكمة، أو وضع محامٍ خاص!
    فأخبرتهم أني أريد التواصل مع عمتي لوضع محامٍ خاص .. فقالوا لي إن هذه مهمة المحقق!
    أخبرتهم أن المحقق لم يرضَ، فقالوا لي أصر عليه وسيرضى!!
    لا أذكر باقي التفاصيل ..
    لكني أذكر أيضًا أن الشخص الذي كان يتحدث عني أخبرني أني اعترفت بـ (تزوير الباسبور - التعامل مع حسب اللات)
    فاستنكرت التهمة الثانية .. وأخبرته أني لم أعترف ولم أرضَ بهذا الادعاء
    (لا أذكر بمَ أجاب صراحةً)
    المهم .. أذكر أني خرجت من ذاك القسم أو المكتب مرتاحًا بعض الشيء لأني شعرت أن المحكمة قد تنصفني إن شاء الله..
    أخبرت المحقق أن من حقي وضع محامٍ لكنه كان يؤجل الموضوع
    ثم سألني إن كنت أريد البقاء في فرع المخابرات أو الذهاب إلى المحكمة .. فاخترت المحكمة
    قال لي فرع المخابرات أفضل لك من مختلف النواحي، وأننا قد نفيدك
    ثم طلب مني التفكير في الأمر
    عقدت العزم ليلتها على اختيار المحكمة ثم صليت استخارة...
    فأخبرت المحقق في ثاني يوم بهذا القرار .. لكنه قال لي أن الأمر لم يعد بيدي
    وأنه كان خطأهم أن منحوني الخيار !
    بعدها بيومين .. أخذني المحقق إلى مكتب رئيس الفرع (الذي قابلته عند دخولي في أول يوم)
    فاستجوبني في بعض الأسئلة قليلًا .. وحاول جعلي أعترف دون فائدة
    ثم سألني ما رأيك بتسفيرك إلى غزة .. قلتُ مناي
    فقال تركيا؟ .. قلت ياليت
    فقال مصر؟ .. قلت لمَ لا أتمنى ذلك
    فقال لي .. (وكأنك تريد التخلص منا فقط!) >>> على أساس هو مش عارف إني عالمريخ مستعد أروح بس المهم أطلع من السجن
    المهم .. قال لي هي مجرد أسئلة ولا تتفاءل كثيرًا
    لن نرسلك إلى مكان .. وستبقى وتعترف
    مضت الأيام والمعاناة والقهر يزيدان حتى أتممت عشرة أيام في السجن تقريبًا
    ربما أكثر قليلًا لا أعلم
    بدأ يعرض علي المحقق عروضًا من أجل الخروج...
    (أوه تذكرت أمرًا .. أخذ مني المحقق رقم مزور الباسبور الذي يقطن في تركيا منذ اليوم الأول)
    المهم .. عرض علي أن أعمل عند السوداني الذي زور الباسبور حتى أحضر لهم أسماء من يشتري باسبورًا مزورًا .. وفي المقابل سيتكفلون بتعليمي وإقامتي في تركيا (أي بأجار سكني ودراستي الجامعية)
    فقلت سأحاول .. مع رفضي لذلك تمامًا في نفسي
    إلا أني كنت أريد الخروج بأي طريقة ..
    بدأ يدندن في أمر ذهابي إلى تركيا ..
    سألني عن تيكت العودة الذي لدي (فأخبرت أني قد أجلته مما يعني أنه ما زال يعمل)
    ثم عدت إلى الزنزانة
    جاءني بعدها بساععات في المساء وأخبرني أني قد أخرج ليلة اليوم!!!!!!!
    لم أصدق نفسي !
    ظننته يعلب بأعصابي (إذ أنه كان محترفًا في اللعب بالأعصاب)
    لم أكن أنتظر خبرًا مثل هذا !
    فقد وصل اليأس مني مرحلة فظيعة
    إلا أن السعادة عادت إلى محياي مجددًا بعد ذاك الخبر !
    تكلمنا ليلًا وأخبرني أن أحضّر نفسي فقد أُستَدعى في أي لحظة...
    عدت إلى الزنزانة وبدأت أفكر بالأمر !
    (ملاحظة عامة: كنت مغطّى الأعين ومكلبش اليدين في جميع تحركاتي إلا داخل غرفة التحقيق والزنزانة)
    لم أستطع تصديق ذلك !
    خِفت أن يكون كلامه مزاحًا أو لعبًا بالأعصاب .. وأن تكون فرحتي العارمة على لا شيء!
    شعرت أن الدقيقة تمضي وكأنها ساعة!
    جربت قراءة قصة بوليسية (وصلتني في ذاك اليوم) لعلي أضيع الوقت...
    لكن على عكس العادة .. لم يمر الوقت سريعًا أثناء القراءة .. بل كنت أفكر في الأمر كلما قرأت سطرين!
    المهم أنهيت الكتاب الصغير ولم يحدث شيء بعد..
    بعد مرور ساعة تقريبًا على انتهائي ..
    وإذ بالزنزانة تفتح .. ويطلب مني الحارس أن آجلب معدّاتي معي !!!
    كانت لحظة لا توصف...
    ارتديت حذائي وحملت أغراضي .. ثم عصب الحارس عينيّ
    وأثناء مشيي طبطب أحد الضباط (أظن) على ما أظن وقال لي:
    (مبارك عليك الإعدام

    )
    دخلت إلى غرفة التحقيق (كالمهلوس)
    سألته إن كان هذا صحيحًا فقال أن من أخبرني كان يمازحني...
    المهم بدا لي أنهم دفعوا الضرائب المترتبة على التيكيت القديم الذي لدي (لأنه مؤجل، ثم تم تقديمه)
    طلب مني المحقق أن أراسله فور وصولي إلى تركيا
    وحلقوا لي ذقني عشوائيًا بالماكينا...
    ثم أخذوني إلى المطار حيث كانت عمتي بانتظاري (بعد أن اتصلت بها قبل ساعتين حسب أوامرهم)
    كانت تحمل معها التيكيت وأغراضي وبعض الأموال لي...
    سلمتني إياهم وجلست معها أحادثها وأفضفض لها قليلًا ..
    كان شعوري عند الخروج لا يوصف !!!
    ظننت نفسي سأمضي (6 أشهر على الأقل، وإذ بي أخرج فجأة بفضل الله)
    ثم جاء شخص من طرف المخابرات
    أخذني وكان يسهل أموري في مختلف أقسام المطار حتى وصلت إلى غرفة انتظار الطائرة ..
    انتظرتها ساعة .. وكانت كسنة
    صعدت إلى الطائرة وما زلت لم أفهم أو أدرك ما حدث معي
    شعور الحرية في تلكم اللحظات لا يوصف بحق ..
    حلقت الطائرة، وحلق قلبي معها من الفرح..



    يُتبع





    7- حاولت السفر إلى أوروبا مجددًا، ووصلت إلى بلغاريا بعد مغامرة جنونية ثم طردت منها


    كانت عمّتي قد وضعت ثيابي وأغراضي بالإضافة إلى أغراض من عندها في ثلاث حقائب...
    ولم تتسنَّ الفرصة لي لأتفقد وزنها لأن هناك من حملها بحكم أني لم أفعل شيئًا في المطار
    سوى مرافقة الأخ الذي كُلِّف بإيصالي إلى الطائرة
    وعندما وصلت إلى تركيا فوجئت بالوزن الخرافي للحقائب !!
    شعرت أني قد تورطت؛ إذ أني سأضطر إلى حملها عدة مرات ولوقت لا بأس به قبل الوصول إلى الفندق !!
    كنت أستريح كلما مشيت بضعة أمتار من ثقل الوزن
    والمصيبة أن حقائبي كانت "قديمة من نوعها" وليس فيها دواليب للجر
    المهم .. شعرت بمعنى التشرد الحقيقي عندما كانت تمطر
    وأنا مضطر للمشي ببطء
    وما زاد الطين بلة أني نزلت من القطار المؤدي إلى حيث الفندق في المكان الخطأ
    لأني قد نسيت الطريق بعد إمضائي لأشهر في الأردن
    المهم بعد معاناة وصلت إلى فندق واستأجرت غرفة
    تحدثت مع عائلتي ومع خالي
    ورددت على أصدقائي ... إلخ
    وبدأت التخطيط للوجهة المقبلة (التي أصلاً كنت أخطط لها قبل اعتقالي)
    كنت أنوي الذهاب إلى ليبيا حيث يقيم خالي
    ففرص العمل متوفرة بكثرة، والمرتبات عالية
    سألت واستفسرت عن الطريق، فتبين أنه يمنع على السوريين السفر إليها بالطائرة
    وفي نفس الفترة عُرضت علي فكرة السفر إلى أوروبا مجددًا عبر بلغاريا
    (كان الطريق الشائع آنذاك)
    فمن كان يصل إليها دون أن يستقبله البوليس استطاع الإكمال إلى باقي البلدان الأوروبية دون مشاكل
    ومن اعتقلته الشرطة بُصّمَ واضطر للبقاء فيها
    مع العلم أن بلغاريا بلد سيء جدًا جدًا (للجوء)
    لكني لم أملك خيارًا
    المهم، وجدت صديقين ينويان السفر كذلك .. فاتفقنا أن نذهب معًا
    أمضينا بضعة أيام ننتظر قبل أن يخبرنا السمسار أننا سننطلق
    ادعى أننا سننطلق في السيارة، ثم يرمي بنا في منطقة
    ومنها نسير 20 دقيقة لنصل إلى الحدود البلغارية
    صعدنا مع المهرب، وإذ به تركي لا يتحدث العربية ولا الإنجليزية
    فاتصلنا مع السمسار وأخبرنا ما علينا فعله
    وصلنا إلى المنطقة ورمى بنا المهرب التركي وأشار لنا أن نمشي عبر الطريق المرتفع
    (كانت المنطقة كوادٍ في المنتصف، وعلى جانبيه منطقتان مرتفعتان قليلًا)
    والشرطة كانت تتجول في الوادي .. أو لنقل الطريق المنخفض
    المهم كنا نمشي بحذر لأننا مكشوفون تقريبًا على الطريق المنخفض
    فالمسافة ليست كبيرة جدًا
    بعد مشينا لنصف ساعة لم نجد شيئًا !!
    كل ما وجدناه غابات وأشجار .. غابات بما تعنيه الكلمة من معنى
    لا بشر أبدًا، "لكننا صادفنا بعض الحيوانات"
    تابعنا المشي لساعتين تقريبًا قبل أن نجد سورًا شائكًا
    استطنا تجاوزه بأعجوبة
    ملاحظة: كنا نحمل حقيبة ظهر ضخمة على ظهرنا وكان الأمر متعبًا
    لكن المصيبة أننا لم نكن نحمل طعامًا أو شرابًا ..
    ربما كنت أحمل بسكويتة أو شيء من هذا القليل .. ورشفة ماء
    لم نكن جاهزين لمثل هذا الموقف
    طوال الطريق كنا نمشي بحذر خوفًا من أن يرانا البوليس فيعيدنا إلى حيث انطلقنا
    كلما كنا نتجاوز مسافة كنا نشعر أن الأمور بدأت تسوء أكثر، وأننا لن نجد شيئًا !!
    بعد مشي قارب ال6 أو ال7 ساعات بدأنا باليأس
    لا نملك طعامًا ولا شرابًا ولا حتى شيئًا نفترش به الأرض
    نحمل حقائب ثقيلة على ظهورنا
    ونعاني من تجاوز بعض المناطق التي كانت إما شائكة أو مغلقة بالأشجار "فنضطر إلى المرور من بين الثغرات" أو أو ... إلخ
    كانت المنطقة التي نسير فيها جبلية .. كلها جبال ووديان
    نمشي نزولًا .. ثم في طريق مستوٍ .. ثم صعودًا .. وهكذا
    "لا أعلم إن كنت قد عبّرت بالشكل الصحيح"
    المهم وصلنا إلى مرحلة قاتلة من اليأس .. إضافة إلى الجوع والعطش
    بدأت الشمس تحجب بالغيوم .. ولا نملك أي بريق من الأمل !!
    ظننت لوهلة أننا سنموت حيث نحن .. ولا يسمع بنا أحد
    أو ربما سيظهر حيوان مفترس في أي لحظة ويقضي علينا
    تابعنا المشي .. ولاحظت جبلًا مرتفعًا "يعلو ما حوله"
    فاقترحت على صديقَي أن نصعد إلى قمته لعلنا نرى بريق أمل
    "مشيًا بالطبع"
    وبعد أن وصلنا إلى القمة .. كانت المفاجأة !!!
    كل ما حولنا على مد النظر في الاتجاهات الأربعة جبال ووديان وغابات !!
    كانت طامة بمعنى الكلمة .. كيف سننجو ؟
    ومن أين سنتدبر أمر الشراب والطعام ؟؟
    وأي اتجاه سنسلك ؟
    جلسنا ووصل بنا اليأس إلى الصراخ باسم الشرطة لعلهم بالقرب من تلك المنطقة
    "مع علمنا يقينًا باستحالة وجودهم"
    والمضحك في الأمر أننا كنا في بداية الرحلة نهرب منهم .. وتجاوزناهم بأعجوبة
    ولم نتخيل أبدًا أننا سنرجو ظهورهم ليعتقلونا
    المهم ...
    بعد أن استرحنا قليلًا لاحظ صديقي "عمود كهرباء" في إحدى المناطق القريبة
    وتمتد منه أسلاك باتجاهين
    فنظرنا إلى الاتجاهين من قمة الجبل .. لكننا لم نرَ شيئًا على امتداد النظر
    إلا أننا قررنا السير مع خط امتداد أسلاك الكهرباء "من أحد الاتجاهين" .. فلا خيار أمامنا
    كنا نجد عامودًا أعلى تلة، والعامود الذي يقابلة وتمتد الأسلاك بينهما أعلى تلة مقابلة
    فنضطر إلى النزول في الوادي ثم الصعود مجددًا
    وأذكر أننا وجدنا
    شيئًا كالنهر في أحد الوديان، لكن مياهه كانت تبدو غير نظيفة وصعبة المنال
    أي قد يقع في "النهر" من يحاول الحصول على بعض الماء
    المهم .. حصلنا على القليل بصعوبة
    وكان صديقي ما زال يحمل "بسكويتة صغيرة" فتقاسمناها ثلاثتنا
    وشربنا ما تيسر لنا .. ثم أكملنا
    مشينا ساعتين .. ثم بدأت تمطر !
    لكننا تابعنا .. فالغروب قد اقترب
    ولا نملك ما نسد به رمقنا وجوعنا
    ولا حتى ما نفترش به أرضنا
    أو حتى شيئًا يقينا من الأمطار
    فلا نملك في حقائبنا سوى ملابس وغيارات
    المهم..
    تابعنا المشي تحت الأمطار .. وكلما اقتربنا من عمود تفاءلنا أن يقودنا إلى منطقة سكنية
    وهكذا حتى وصلنا إلى منطقة زراعية .. وبدا أن بشرًا يشرفون عليها
    إذ أنها محاطة بأسوار خشبية، وبعضها "حديد أو شيء من هذا القبيل لا أذكر"
    مشينا وتجاوزنا بعض الحقول...
    وجدنا واحدًا آخر فتجاوز سياجه صديقاي .. لكنهما فوجئا بشيء ..
    فركضوا وتركوني أتجاوز السياج لوحدي
    وأثناء تجاوزي له جرحت ساقي ووقعت إلى الجهة المقابلة " أي تجاوزته "
    وعندما صرخت بسبب وقوعي .. صرخ أصدقائي أنهم وجدوا قرية !
    كانت فرحة لا توصف .. وما زادها أننا رأينا علم بلغاريا معلقًا في أحد المباني
    "إذ أننا لم نكن نعلم في أي اتجاه نسير .. تركيا أم بلغاريا"
    "سيتساءل البعض لمَ لم نستخدم أجهزتنا الخليوية"
    1- كانت أجهزة قديمة 2- لم يكن هناك تغطية لإجراء أي اتصال 3- لم نمتلك إنترنت أصلًا
    المهم من شدة الفرحة نسيت الألم وركضنا باتجاه تلك القرية
    لكننا تذكرنا أنه يجب علينا تجاوز بلغاريا دون أن تعتلقنا الشرطة .. فهدأنا ومشينا بحذر
    بدأنا بالتخطيط..
    كان واضحًا أن المنطقة ليس في تكاسي، إذ أنها قرية صغيرة حدودية
    فقلنا لو استطعنا الاتفاق مع أحد السكان على نقلنا بسيارته إلى العاصمة
    فسندفع له ما يشاء...
    كانت المنطقة خاوية .. لقلة السكان وهطول المطر أثناء ذلك
    مشينا بين البيوت إلى أن يئسنا من إيجاد سيارة أو شخصٍ في الخارج
    فقررنا أن نمر على إحدى البيوت
    رننا الجرس .. ففتحت سيدة
    تحدثت معها بالإنجليزية فلم تفهم .. وذهبت تنادي زوجها
    أتى زوجها .. وكان أيضًا لا يتحدث الإنجليزية
    المصيبة أنهم لا يفقهون سوى بضع كلمات فقط!!
    فبدأنا نقول اسم بلدنا لفظناه بأكثر من طريقة لعلهم يفهمون
    فبدا لنا أنهم فهموا .. ثم قالوا لنا "بوليس بوليس"
    حاولنا القول "لا" وطلبنا من يتحدث الإنجليزية بالإشارة والكلام...
    أدخلونا إلى مدخل المنزل .. لا أعرف ماذا يسمى
    لكنه كان يحجب المطر .. وجلسنا على طاولة
    قاموا بمكالمة .. وتمنينا أن تكون مع شخص يتحدث الإنجليزية
    لكن وبعد نصف ساعة أو أكثر قليلًا جاءت الشرطة !!!
    كانوا يجيدون التحدث قليلًا بالإنجليزية
    فتفاهمنا معهم وأخبرناهم من أين أتينا وما حدث معنا
    "كانوا يحادثونا بعصبية"
    لكنهم بعد أن أنهوا تفتيشنا وتأكدوا من هوياتنا هدؤوا
    ثم صعدنا إلى سيارتهم وأخذونا إلى وجهة "لم يخبرونا بها"
    وبعد نصف ساعة طلبوا منا أن ننزل .. وقالوا لنا أن نمشي ساعة أو ساعتين
    سنصل بعدها إلى الحدود "اليونانية - التركية" !!
    فقلنا لهم أننا متعبين و و و و و
    لكنهم قالوا أننا نمشي منذ الصباح .. فلن تؤثر علينا ساعة إضافية
    مشينا ساعة تقريبًا .. وأثناء سيرنا لاحظنا أن سيارة الشرطة تسير وراءنا لمنعنا من العودة
    "أو ربما للاطمئنان علينا"
    بعدها وصلنا إلى طريق طويل .. وعلى جانبيه قريتين
    واحدة تركية، والأخرى يونانية
    وعلى مد نظرنا عدة قرى متتابعة في الاتجاهين
    فطلبت من أصدقائي النزول إلى اليونان .. ومنها نتدبر أمورنا
    فلم يقبلوا لأن الإكمال منها إلى أوروبا صعب، وقد يكلف الكثير من المال
    قالوا لي لنمشِ قليلًا .. وإن وصلنا إلى جوار القرية اليونانية الثالثة "حسب الترتيب"
    ولم نجد أحدًا في طريقنا .. نزلنا إليها
    وعندما وصلنا إلى جوارها قلت لهم هيا ننزل، وإذ بسيارة شرطة تركية تمر بجانبنا !!!
    سألونا من أين نحن؟ فأجبنا من سوريا !
    فنزلوا من السيارة وأجبرونا على الصعود ثم أخذونا
    "لكنهم كانوا لطفاء"
    ويا للمصيبة .. ضاع كل ما سعينا لأجله منذ الصباح سدىً
    كانت الشمس قد غابت تقريبًا والأمطار متوقفة
    بعد مدة "لا أذكر إن كانت ساعة أو اثنتين أو ثلاثة" .. المهم وصلنا إلى فرع شرطة
    أحضروا لنا بعض الطعام والشراب، وفي السهرة نقلونا إلى مخيم مغلق "كالسجن"
    لكنه خاص باللاجئين الفارين "الذين يتم اعتقالهم أثناء رحلات التهريب"
    هو ليس اعتقال بمعنى الكلمة...
    المهم نمنا ليلتها، وخرجنا عصر اليوم التالي تقريبًا بفضل الله






    8-
    سافرت إلى مصر، ومنها إلى ليبيا

    كان سبب خروجنا المباشر هو العفو الذي أصدره أردوغان عن كل فلسطيني أو سوري يتم اعتقاله أثناء الهرب بطريقة غير شرعية
    المهم خرجنا من المعتقل .. وآمالي قد تحطمت في الاستقرار
    فخطرت ببالي مجددًا فكرة الذهاب إلى ليبيا لأن خالي هناك .. وفرص العمل متوفرة
    سألت عن الطريق .. فتبين أن هناك بصيص أمل في دخولها عبر مصر (برًا)
    فأخبرت أهلي وخالي بذلك وانطلقت إلى مصر
    أقمت ثلاثة أيام، ثم انطلقت وحيدًا باتجاه الحدود الليبية المصرية بعد أن سألت عن طريق الدخول
    كانت الرحلة طويلة جدًا ..
    حسبما أذكر كانت الباصات التي توصل إلى الحدود الليبية المصرية تمنع الشباب من الذهاب دون عائلاتهم لأن الحدود الليبية مغلقة في وجه الشباب
    المهم .. دفعت لسائق الباص رشوة "مع الأسف" حتى وافق على صعودي
    لكني لم أتجاوز 20% من الرحلة بهذه الخطوة
    فالخطوة الأصعب كانت بتجاوز الحدود المصرية-الليبية
    المهم .. بعد رحلة طويلة وصلنا إلى الحدود قبل بزوغ الفجر
    كان هناك بعض السماسرة المصريين (يبدو أن لهم علاقة مع الضباط داخل قسم الختم)
    ما زلت في الجانب المصري .. وتجاوزه يعني تجاوز 75% من طريق العبور
    طلب مني السمسار مبلغًا ماليًا مقابل مساعدتي .. فأعطيته
    لكن الضابط كان نائمًا مع الأسف .. وجعلنا ننتظر قرابة ال6 ساعات حتى استيقظ

    بعد أن استيقظ الضابط بدأ بإدخال العائلات، وتسربت معلومات من الداخل أن كل شاب تجاوز عمره ال17 عام لن يدخل إن لم تكن معه زوجته أو أولاده، وكل شاب دون ال18 لن يدخل إن لم يكن مع عائلته !
    كان الخبر صاعقًا .. فمجهود الرحلة وتكلفتها من تركيا حتى وصلت إلى ذلك المكان سيذهبان سدى
    حاولت البحث عن حل إلى أن تطوعت عائلة شامية "من دمشق" (امرأة وعائلته أخيها)
    فادعينا أني ابن تلك المرأة .. وكان عمري عندها في الباسبور المزور 18 عام إلا أسبوعين تقريبًا xDD
    وكان هذا من حسن حظي والحمد لله
    وسارت أموري بأعجوبة
    بعد انتظار طويل وساعات من الانتظار في تلك المنطقة المنعزلة
    انطلق الباص باتجاه الحدود الليبية .. وعدنا لنعاني نفس المعاناة
    لكن الإجراءات لم تدم طويلًا لأن الضابط لم يكن نائمًا
    تجاوزنا الحدود وأكملنا
    كان شعوري حينها لا يوصف .. لم أصدق أني وصلت أخيرًا إلى مكان أستطيع الاستقرار فيه..
    بعد ساعات وصل الباص إلى محافظة "بنغازي"، ثم استقللت سيارة أجرة إلى "أجدابيا"
    كان الطريق مخيفًا لأن الساعة كانت 12 في منتصف الليل، ولم يكن الوضع آمنًا آنذاك
    المهم وصلت خلال ساعتين تقريبًا إلى حيث أردت وقابلت خالي
    كانت رحلة طويلة، وظننت أني سأستقر هناك
    المهم مع مرور الأيام بدأت التفكير بإكمال الدراسة، إلا أن باسبوري المزور كان عائقًا
    لم أعرف ماذا أفعل
    قررت بعدها البحث عن عمل ريثما تنجلي الأمور، وسجلت أيضًا في نادي كرة الطاولة "بينغ بونغ"..
    أثناء بحثي أخبرتني قريبتي أن المدرسة التي تعمل فيها تحتاج إلى أستاذ رياضيات
    وأنها مدرسة خاصة .. فلربما تقبلني دون شهادة إن أعجبت بمستواي
    ذهبت إلى هناك وتقدمت آملًا أن أنجح .. فأخبروني أنهم سيضعوني تحت الاختبار، وأيُّ الدروس عليَّ أن أعطي خلال تلك المرحلة حتى أحضّرها
    وكان الدرس لطلاب المرحلة الدراسية السابعة
    حضرت الدرس وعدت في اليوم المتفق عليه
    فوجدت مدرّسة الرياضيات للمرحلتين "الثامنة والتاسعة" جالسة في المقعد الأخير لتراقب
    كان الأمر صعبًا؛ إذ أني لم أدرّس طلاب في صفّ يومًا
    وللوقوف أمام الطلاب شعورغريب ومربك لمن لم يعتد بعد عليه
    بدأت بإعطاء الدرس، وانتهيت دون أن أقع في موقف محرج أو أن أرتكب خطأ بفضل الله
    أخبروني بعدها أني قُبلت في الوظيفة، وأعطوني جدول دوامي
    واتفقنا على كل شيء
    استلمت تدريس طلاب "المرحلة الرابعة والخامسة والسابعة"
    وعلى صعيد كرة الطاولة حصلت في تلك الآونة على المركز الأول في بطولة المحافظة، وحققت نتائج جيدة في بطولة على مستوى ليبيا

    كان أهالي المنطقة "حيث أقمت" طيبون أيما طيبة .. وكرماء أيما كرم
    تعجز الكلمات بحق عن وصفهم
    فالمساعدة التي قدموها كانت على مختلف الأصعدة ..
    حتى على مستوى سيارات الأجرة .. كان عدد كبير منهم لا يقبل أخذ المال من الراكب إن كان سوريًا

    المهم .. بعد كل تلك المدة
    عرض عليَّ صديقي المقيم في اليونان باسبورات أوروبية أصلية .. يمكن الصعود بها إلى أوروبا
    وأغراني بالأسعار وسلامة الطريق .. بالإضافة إلى وجود صديق آخر لي يريد الذهاب بنفس الطريقة



    9 - عدت إلى تركيا

    بعد تفكير طويل قررت الذهاب
    حزمت أمتعتي .. وذهبت إلى تركيا
    أقمت لفترة في الفندق، ثم انتقلت للإقامة في بيت صديقي الذي ينوي الذهاب معي
    لأن الأمر بدأ يصبح مكلفًا .. وصديقنا الذي وعدنا بالباسبورات قد تأخر

    كان الاتفاق بيننا أن سعر الباسبور مع أختام الدخول والخروج (1200 يورو) .. ومع الأختام (1700 يورو)
    كان هذا السعر رخيصًا آنذاك
    طلبنا الباسبور مع الأختام .. لأننا سنحتاجها للخروج من تركيا
    فمن غير المعقول أن أملك باسبورًا بلغاريًا دون ختم دخول تركيا .. في حين أني أقيم فيها !
    لأن دخولها رسميًا يتطلب ختم دخول يوضع على الحدود "برًا" أو "بحرًا" أو في المطار...
    فأرسل الباسبورين بعدها بمدة ..
    كان قد اختار لي باسبور صبي بلغاري يصغرني بسنتين تقريبًا، إلا أن باسبوره كان قديمًا "ربما من 5 سنوات"، وبالتالي فصورته عليه كانت قديمة
    وهذا حتى لا يتضح الفرق بين شكلي آنذاك وشكلي في الباسبور "أي صورته"
    كانت هذه خدعة شائعة لاستخدام باسبور أوروبي أصلي حتى لا يُكتَشَف في المطار

    كانت الصدمة بعد استقبال الباسبورين أنهما من غير ختم دخول تركيا !!
    فكرنا أنا وصديقي بحلول لنختم الباسبورات
    فكانت فكرته أن نختمها في الحدود السورية التركية، بينما كانت فكرتي مختلفة تمامًا سأرويها في الفقرة التالية



    10- سافرت من تركيا إلى مصر ذهابًا وإيابًا في محاولة لإنجاح خطة للسفر إلى أوروبا

    كانت فكرة صديقي مكلفة ومجهدة، بالإضافة إلى أني ظننتها غير مجدية
    ففكرت في طريقة أخرى بنفس التكلفة، لكنها أبسط ونسبة نجاحها جيدة

    حجزت تذكرة من تركيا إلى مصر "ذهابًا وإيابًا في اليوم التالي"
    سافرت إلى مصر باستخدام جوازي السوري طبعًا، ومنها عدت إلى تركيا باستخدام نفس الجواز بعد أن أمضيت يومًا فيها عند صديق خالي
    وعندما نزلنا من الطائرة في طريق المشاة إلى بوابة الدخول
    دخلت إلى الحمام، وخبأت باسبوري السوري في الحقيبة، ثم أخرجت الباسبور الأوروبي الذي كنت قد خبأته فيها
    وذهبت إلى بوابة الدخول داخل المطار "التي يختم فيها ختم دخول تركيا" على أني شاب بلغاري
    (لم يكتشفوا أني أتيت من مصر لأنهم لا يطلبون التيكيت)
    المهم ..
    أعطيت "الشرطي - أو المسؤول - أو الموظف" الباسبور .. فأمعن النظر فيه وشعر بالشك
    حدثني قليلًا بالإنجليزية .. فأجبته
    "كان الحديث بسيطًا"
    فختم لي دخول تركيا .. ومررت بسلام
    ظننت نفسي قد قطعت ثلث المشوار بحسب الخطة التي في رأسي
    تواصلت مع صديقي، لكنه أخبرني بأنه لم ينجح بعد
    فحجزت تذكرة بعد أيام إلى النمسا
    لعلني أصل إلى هناك .. فأرمي الباسبور الأوروبي المزور
    ثم أقدم اللجوء فيها أو في إحدى البلدان الأوروبية الأخرى
    ذهبت إلى الأخت المغربية التي اشتريت من عندها تذكرة الأردن
    وشكرتها على مساعدتي..
    عرضت عليّ المواعيد .. وقالت أن هناك رحلة في الصباح، وأخرى في المساء
    فأخبرتها أني أريد الصباحية، لكني تراجعت وقلت لها سأعود
    عدت بعدما غيرت رأيي وطلبت المسائية (كانتا بنفس الوقت تقريبًا، لكن الاختلاف في الpm والam)
    المهم اشتريت التذكرة "على أنها المسائية" وذهبت
    أثناء انتظاري موعد الرحلة عاد صديقي إلى اسطنبول وقد نجح بختم الباسبور
    فأخبرته أني حجزت بالفعل
    فقال لي: سأشتري تذكرة لنفس رحلتك إذن (كان هذا قبل سويعات من موعدها)
    ذهبنا لنشتريها من أقرب مكتب طيران
    فأخبرناه موعد الرحلة .. لكنه قال أنه ما من رحلة في هذا الوقت !
    فعرضت على تذكرتي لينبهني أنها صباحية وليست مسائية !!!
    كانت هنا الص
    كيف لم أقرأ التذكرة بعد شرائها ؟!
    حاولت الاتصال بالمكتب الذي اشتريت منه التذكرة، لكنه كان مغلقًا في ذلك الوقت
    عدا عن أني علمت لاحقًا أني لن أستطيع الاستفادة بالتواصل معهم لأن موعد الرحلة قد مضى بالفعل..
    المهم حجزت تذكرة جديدة مع صديقي (أذكر أنها كانت في اليوم التالي)
    وذهبنا بعدها على أمل أن ننجح
    وصلنا إلى حيث يُختم الجواز بختم الخروج
    فانفصلنا قليلًا حتى لا نثير الشك ..
    مرّ صديقي .. فزاد توتري
    جاء دوري .. فأعطيته الباسبور
    نظر إليه، ثم رمقني بنظرة سريعة
    ختم الباسبور .. وأشار لي بالمرور !
    كانت لحظات سعيدة جدًا
    إذ أني تخطيت المرحلة الثانية
    وتبقت مرحلة واحدة فقط ..
    ألا وهي الصعود إلى الطائرة ثم إقلاعها !
    وصلنا إلى غرفة الانتظار وجلسنا بقرب بعضنا "كان هذا خطأ فظيعًا"
    استأذنت صديقي، وذهبت لأجري مكالمة مع خالي عبر الهاتف العمومي
    ثم عدت فأخبرني أنهم ختموا التذكرة بختم خاص
    فذهبت إليهم مطالبًا إياهم بالختم
    طلبوا مني الباسبور .. فأعطيتهم
    فأثار شكوك الموظفة :/
    اعتذرت مني وطلبت أن أنتظر
    بعد دقائق بدأت بالغضب "على أني أوربي غاضب من سوء معاملتهم وتأخيري عن ركوب الطائرة"
    فاعتذروا وطلبوا أن أنتظر قليلًا فقط
    بعدها أتى إلي عنصر من شرطة المطار، وأخذني معه إلى مكتب داخلي
    ثم بدأ التحقيق .. لكني كنت أنكر كل شيء وأتظاهر بالغضب مما يفعلون
    بعدها أحضروا صديقي وأبقونا تحت الحجز
    حان موعد إقلاع الطائرة ونحن في الداخل !
    طارت .. وطارت أمولنا معها
    وبدأت مشكلتنا داخل غرفة التحقيق
    أصررنا على الإنكار آملين في عدم تأكدهم من هويتنا الحقيقية
    بقينا هكذا حتى وجدوا هويتي السورية في حقيبتي "كما أذكر"
    باءت رحلتنا بالفشل التام عند تلك اللحظة
    وقطعت عهدًا على نفسي ألّا أذهب إلى أوروبا
    فذهبت سرًا وأمضيت فترة في مكان لا أستطيع الخوض فيه لأسباب خاصة
    ثم غادرته بعد أسبوعين أو ثلاثة لأسباب خاصة كذلك
    وقد قررت الذهاب إلى ليبيا مجددًا .. فهي ملاذي الوحيد
    لكن المصيبة أن ليبيا كانت قد أغلقت حدودها في ذلك الوقت
    ولم يعد الوصول إليها ممكنًا سوى بسلوك "طريق التهريب الوعر" من مصر
    لكني لم أملك خيارًا آخر .. فبدأت أخطط للسفر

    أعتذر منكم على التأخر في الإكمال
    سأحاول إتمام القصة إما في الجلسة القادمة، أو التي بعدها بإذن الله
    + اعذروني، لن أستطيع مراجعة ما كتبت في الوقت الحالي لضيق وقتي




    11- فشلت فعدت إلى مصر، ومنها إلى ليبيا (تهريب)

    سألت أقاربي الذي عبروا من مصر إلى ليبيا برًا "تهريب" حول الطريق
    وطلبت منهم رقم المهرب
    ثم انطلقت إلى مصر وأقمت في الإسكندرية يومين
    ثم انطلقت إلى منطقة حدودية، وقابلت المهرب هناك
    أخذني إلى خيمة في منطقة شبه معزولة
    حيث وجدت بعض الأفارقة هناك
    لكني لم أجد عربيًا مع الأسف، وهذا ما زاد الأمر صعوبة !
    انتظرت منذ الظهيرة حتى المساء .. شعرت أنها أيام
    أثناء ذلك كان عدننا في ازدياد مستمر حتى أصبحنا قرابة ال 20 فردًا كما أذكر
    تم وضعنا في سيارة سوزوكي كهذه (من هنا) في الخلف، وأُمرنا بخفض رؤوسنا
    كانت المعاملة سيئة جدًا بشكل فاق التصور
    يستطيع المهرّب إذلال واستحقار وضرب من يشاء في أي وقت يشاء
    ومصير من يتجرأ على الرد إما الموت أو الرمي في الصحراء
    كما نقول في العامية "حق الإنسان عندهم رصاصة"
    المهم كان الطريق وعرًا جدًا، خصوصًا وأنا كنا جالسين بطريقة مزعجة جدًا
    لا نستطيع تحريك أرجلنا ولا حتى سنتميتر واحد
    ومن وعورة الطريق .. كنا نصطدم ببعضنا أو بأطراف السيارة
    وكانت حقائبنا الصغيرة تضايقنا لأن المساحة ضيقة في الأساس
    وبعد أن وصلنا إلى حيث نريد، أنزلونا في مكان مجهول
    ثم عبؤونا في سيارات من طراز قديم جدًا جدًا
    وانطلقنا بها على أنغام محركها المهترئ
    كان الطريق أكثر وعورة من السابق
    طريق السفر عمومًا يصعب وصفه .. ويصعب تذكر تفاصيله
    لأن الأيام الثلاثة التي احتجناها للوصول إلى ليبيا كانت أشبه بكابوس
    ولم تعلق ذكرياته جيدًا
    المهم كانوا ينقلونا من سيارة إلى سيارة، أي يقومون بالتبديل عند نقاط معينة
    كانوا قد اتفقوا عليها
    وفي كل مساء يضعونا في غرفة "قيد الإعمار" في منطقة زراعية أو في منطقة مقطوعة عن العالم تمامًا
    نمنا ثلاث ليالٍ كما أذكر
    ملاحظة: قاموا برمي جميع الحقائب التي كانت معنا (باستثناء الصغيرة جدًا التي تحمل باليد)
    أما طريقة تعبئتنا في السيارة .. فهذه قصة كارثية أخرى
    تخيلوا أن لديهم سيارات بيك أب تويوتا كهذه (هنا)
    مخلوعة المقعد الخلفي (أقصد الذي داخل السيارة)
    وفي الفراغ الذي تشكل في الخلف...
    كانوا يضعون 10 أشخاص فيه !! نعم 10 أشخاص دون أي مبالغة
    اثنان بجانب بعضهما .. خلفهما الباب الجانبي
    وأمامها ثمانية "اثنان اثنان على الترتيب"
    وباب الجهة الأخرى الجانبي يكون مقابل أول اثنين !!
    الوضعية كانت جنونية .. ظننت أني سأصاب بالشلل بسببها
    إذ أننا لا نستطيع التحرك أبدًا .. وعلينا البقاء بتلك الوضعية 7-8 ساعات متواصلة !!
    بغض النظر عن الطعام والشراب .. وبغض النظر عن وعورة الطريق
    طريقة الجلوس والضغط كانا كارثيان

    من حسن حظي .. كان بعض المهربين الليبيين يميزوني لأني السوري الوحيد
    فكانوا يسمحون لي بالجلوس في الأمام "في المقعد المجاور للسائق"
    أظن أن الأمر تكرر مرتين، إلا أني في باقي المرات كنت أعاني كمعاناة من معي

    في منتصف ونهاية كل يوم كانوا يعطونا رغيفًا .. أو كما نسميها "سمونية"
    كالخبز الطويل في هذه الصورة (من هنا)
    ومعه قالب جبنة أو قالبان بحسب المزاج
    ويسقونا القليل من الماء

    وعند النوم .. كنا نفترش غطاءً خفيفًا جدًا ليقينا من الرمال عند النوم
    ومع أن الجلوس أو النوم كانا كارثيين في تلك الظروف لقسوة الأرض تحتنا ووعوتها
    إلا أن حالنا فيها أفضل من حالنا داخل السيارة

    ملاحظة: أثناء تنقلنا من سيارة لأخرى، أو أثناء ركوبنا ظهر السيارة
    من كان يقع أو يُفقد .. كان يعد في عداد الموتى لأنهم لا يحاولون التوقف لإنقاذه أو البحث عنه

    هذه باختصار أهم العقبات التي واجهتني في الطريق

    بعد ثلاث أيام من المعاناة في الصحراء وصلنا بفضل الله إلى محافظة ليبية
    ليتم فرزنا إلى بنغازي، ومنها انطلقت إلى أجدابيا حيث يعيش خالي الثاني




    12- أقمت في ليبيا لفترة من الزمن

    عدت إلى ليبيا، وعادت النفسية الكئيبة والجو القاحل (مع أني كنت مشتاقًا لزيارة ليبيا مجددًا) !
    أذكر أني وصلت إلى ليبيا في منتصف شهر يولي (تموز) عام 2013
    وقد قررت الإقامة فيها إلى أجل غير مسمى بعد أن ألغيت فكرة السفر إلى أوروبا..
    فعدت إلى التمرين مع نادي كرة الطاولة في المدينة وشاركت مجددًا ببطولة على مستوى تلك المحافظة
    وحصلت على المركز الأول مرة، والثاني مرة
    ثم شاركت في بطولة على مستوى ليبيا وحصلت على المركز الرابع
    وفي نفس الوقت عند بداية العام الدراسي
    سعيت للتسجيل في نفس المدرسة التي عملت فيها مدرّس رياضيات في زيارتي الأولى لليبيا
    خصوصًا وأني اشتقت جدًا للطلاب (كانت تجربة رائعة بحق)
    فقُبلت بفضل الله وتم تسليمي الصفين الخامس والسادس (أي الرابع والخامس في العام الذي سبقه) بالإضافة إلى الصف الرابع والصف السابع كما أذكر (أو ربما أحدهما ثم الآخر)
    وبعدها طُلب مني استلام الصف التاسع لكني رفضت لأنها مسؤولية أكبر من أتحملها + لأن منهاجهم يحتاج إلى تحضير جيد، وتمكّن من الإعطاء كما أذكر
    المهم أمضيت وقتًا ممتعًا في تلك المدرسة
    وأثناء ذلك بدأت بتدريس ثلاثة طلاب (خصوصي) في المنزل
    وعملت في تشاركية اتصالات مساءً (مع أن راتبها كان يكفيني أجار مواصلات وغداء فقط، إلا أني كنت مستمتعًا بالعمل فيها لأني أجلس على كمبيوتر موصول بالإنترنت، خصوصًا وأن الإنترنت على الهاتف المحمول مكلف جدًا)

    ومع أن وضعي كان جيدًا، إلا أني بدأت بالتفكير
    مع زوجة خالي في فكرة السفر إلى السعودية ...
    إلى أن توصلنا إلى فكرة قد تنجح
    وهي أن نعتمر، ثم نطلب البقاء في السعودية أو أن نفرض أنفسنا هناك بطريقة أو بأخرى .. فنكسب عصفورين بحجر واحد
    فبدأنا السؤال هنا وهناك إلى أن تبين لنا أن السوريين لا يستطيعون السفر إلى السعودية دون فيزا
    التي يعد الحصول عليها شبه مستحيل ^^"

    فألغيت الفكرة ونسيت أمر السفر إلى أن لفت نظري تاريخ انتهاء جواز سفري السوري المزور الذي لدي !
    والمصيبة الأكبر أني دخلت ليبيا في المرة الأخيرة تهريبًا (أي دون أن أختم على الجواز!)
    فتناسيت الأمر وأكملت حياتي بشكل طبيعي

    وبعد مضي قرابة ال3 أشهر تحدث معي أصدقائي هناك (أصدقائي مذ كنا في سوريا)
    في فكرة السفر بحرًا من ليبيا إلى إيطاليا
    ففوجئت لأني لم أسمع بهذا الطريق إلا مرة وظننت الحديث عنه مجرد إشاعات
    تحدثت مع أهلي في الموضوع .. فرفضوا
    وعندما أخبرتهم أني سأضطر للعودة إلى تركيا بعد فترة وجيزة لأن صلاحية جوازي تكاد أن تنتهي !
    وإن لم أذهب إليها فسأعلق في ليبيا في وضع سيئ كهذا
    فغيروا رأيهم تمامًا لأنهم لا يريدوني أن أذهب إلى تركيا مجددًا
    مع العلم أن الذهاب إليها لم يكن أمرًا سهلًا لأني لا أملك ختم دخول ليبيا
    وكنت أسعى في ذلك الوقت للحصول عليه عن طريق بعض الأخوة الليبيين
    الذين تربطهم معارفهم مع أشخااص يعملون في المنطقة الحدودية (حيث تختم الجوازات)

    وبعد أن بدأت التحضير للسفر بحرًا وتحدثت مع صديق لي في طرابلس (العاصمة) وسألته عن الطريق لأنه كان ينوي الذهاب قبلي
    تبين لي أن أصدقائي كانوا يمزحون حينما اقترحوا الفكرة عليّ !
    فاحترت في قراري؛ إذ أني لم أرغب بالسفر وحيدًا
    عدا عن أني تشجعت لفكرة السفر بسببهم ..
    فتحدثت مع أهلي وأخبروني أن أسافر حتى لا أواجه مشكلة مع جواز سفري لاحقًا
    فقررت السفر، وأرسل أهلي لي تكلفة السفر

    حزمت أمتعتي وودعت الجميع، وذهبت إلى مطار محافظة (بنغازي)
    يرتابني القلق لأني لا أملك ختم دخول ليبيا .. خصوصًا وأنهم بدؤوا بالتدقيق على الختم في تلك الآونة
    بعد أن شاعت طريقة دخول ليبيا تهريبًا عبر الصحراء
    انتظرت موعد رحلتي .. وعندما حان موعد الصعود بدؤوا بالتفتيش .. وطلبوا الجواز !!
    أخذوا جوازي وألقوا نظرة عليه .. ثم قالوا لي (صف على جنب) أو شيئًا من هذا القبيل بلهجتهم..
    بدأت أعصابي تنهار؛ إذ أن مشروع السفر على وشك الانهيار
    بل والأمرّ من هذا أني على هذا الحال لن أتمكن من مغادرة تلك المحافظة !
    وسيسوء حالي أكثر بعد انتهاء مدة الجواز

    فسألني عن ختم الدخول .. فحاولت الاحتيال ^^"
    أريته ختم دخولي الأول، فعرض عليّ ختم الخروج xD
    فبدأت أرجوه أن يتجاوز عن هذا، وأخبرته أني اضطررت للدخول تهريبًا
    لكنه كان عنيدًا
    وقف إلى جانبي كما أذكر شابين من مصر، وآخرين من بلاد إفريقية أخرى
    وكلهم لنفس السبب
    كنا نعاود طلبنا كل خمس دقائق .. ولكنه لم يستجب معنا
    إلى أن أنهى جميع المسافرين
    عاد إلينا .. فسألني بضعة أسئلة لا أذكرها
    ثم قال لي بطريقة مميزة أنه سيتجاوز عني هذه المرة .. فتنفست الصعداء !!
    مررت مع أني كنت على وشك الاستسلام والعودة
    وكما أذكر .. لم يمرر معي سوى شاب مصري معي وآخر لا أذكر جنسيته



    13- سافرت بالقارب بحرًا من ليبيا إلى إيطاليا (تهريب)

    وصلت إلى طرابلس .. وقابلت هناك صديقًا كان ينوي السفر معي في نفس الرحلة
    وأقمت في الغرفة التي يستأجرها يومين كما أذكر
    وفي أثناء ذلك .. تواصلنا مع (السمسار) الذي تعامل معه أحد أصدقائنا قبل ذلك الحين بشهر
    واتفقنا معه على سعر معين وووقت معين
    ثم قابلناه وأخذنا إلى الشقة حيث انتظرنا موعد الرحلة
    كانت معنا عائلتان سوريتان، وشابين كما أذكر بالإضافة لي ولصديقي
    كانت شقة غير مفروشة .. وليس فيها طعام !
    وكنا ممنوعين من الخروج منها !
    عوملنا كعبيد عند ذاك السمسار !
    كان يأخذ منا المال ليحضر لنا ما نطلب .. لكننا كنا نتقشف لقلة مالنا، ولأننا لم نحسب حساب مصروف إقامة كهذه !
    والسمسار لمن لا يعرفه: هو الشخص الوسيط بين المشتري والبائع كما أظن، وهنا بين المهرِّب والمُهرَّب
    يتفق مع المهرب على مبلغ معين، ويأخذ فوقه 400 دولار مثلًا من الأشخاص الذين يجلبهم

    المهم .. كان هذا السمسار مزاجيًا (أظن لأنه يحشش أو يتعاطى)
    فتارة يكون لطيفًا وفي مزاج منتعش .. فيضفي جوًا جيدًا على الجلسة أثناء وجوده
    وتارة يكون عصبيًا ومتكبرًا ويهدد و و و و
    أمضينا سبعة أيام في ذلك المنزل (السجن) .. لكنها كانت كشهر من شدة بطء مرور الساعات
    وعندما أخبرنا أن الرحلة ستنطلق اليوم وأن علينا المغادرة .. بدأ بأخذنا على دفعات
    لكني تورطت بالبقاء آخر شخص مع صديقي الذي لم يدفع للسمسار كما يبدو
    وكان يحاول الذهاب "بناء على اتفاق بينهما" عن طريق دفعه جزء من المبلغ وإحضاره بضعة زبائن...
    لكن السمسار أبعده في اللحظة الأخيرة ولم يأخذه إلى موقع انتظار الرحلة القريب من الشاطئ !
    وتأخروا بالعودة لأخذي .. فظننت أنهم لن يأخذوني وأني خسرت أموالي التي كنت قد اضطررت لدفعها سلفًا
    وبعد انتظار دام ساعات .. عادوا ليأخذوني
    ووصلنا إلى موقع الانتظار فرأيت العجب !!!!!
    قرابة ال100 شخص يقيمون في غرفة واحدة صغيرة !!!!
    وبجانبها غرفة للنساء والأطفال يقيم فيها حوالي 50 امرأة وطفل !
    بل والأعداد في ازدياد !
    وفي منطقة شبه معزولة قريبة من الشاطئ ...
    لا شيء لنشتريه
    كانوا يتقشفون في إطعامنا نظرًا لعددنا الكبير ..
    ولم يكن باستطاعتنا شراء الطعام !
    بل ولم يكن لدينا ماء في تلك الغرفة .. بل وفي تلك المنطقة
    لم يكن هناك سوى بئر .. والماء الذي بداخله غير نظيف "مليء بالتراب" !
    كنا نستخدم (شيالاتنا) الاحتياطية لنصفي الماء قبل شربها
    وكنا نتوضأ من نفس البئر
    وعند النوم ننام ونحن جالسون أو بظهر منحنٍ قليلًا .. لكننا تقريبًا فوق بعضنا البعض !
    أجهزتنا دون شحن .. ولا كهرباء في الغرفة
    كانوا يشعلون الكهرباء ساعة في اليوم أو ساعتين فقط !
    وما لا يقل عن عشرة شواحن تشحن من نفس المصدر في آن واحد !!
    ولم تكن كافية بالطبع .. مما تسبب بنشوب شجارات كثيرة
    كان الوضع مزريًا .. وكانت تصلنا بعض الشائعات أنهم ينوون النصب علينا
    (أي أن المهرب سيأخذ من أتوا عن طريقه فقط، ولن يأخذ من أتوا عن طريق السماسرة) !
    عشنا ساعات رعب حقيقي
    وبعد مرور يومين ونصف اليوم تقريبًا أخبرونا أننا سنذهب
    فصدرت شائعة أخرى أن عدننا ضخم جدًا، وأنهم ربما سيعيدون العدد الزائد
    وأنهم سيمررون العائلات أولًا ثم الأفراد مما يعني أن فرصة الأفراد أقل !
    سألت شخصًا جرب سابقًا، فقال أن هذا حدث معه بالفعل .. فتأكدت الشائعات وزادت مخاوفي
    ساعة نقل الناس بالسيارات حدثت مجازر ! (مجازًا)
    إذ أن الناس تشاجروا كثيرًا ليحصلوا على دور مبكر
    المهم .. نقلوا العائلات .. ثم بدؤوا بنقل الأفراد
    كانوا ينقلون 5 أفراد مثلًا بسيارة تسير عبر طريق وعر جدًا .. ثم تصل إلى الشاطئ
    نحاول السير بهدوء دون صوت ودون إشعال أي ضوء في منتصف الليل لنصل إلى خيمة صغيرة منصوبة من القش عند الشاطئ مباشرة
    فنختبئ فيها لدقائق حتى يأتي الزورق الصغير ليقلنا نحو القارب (الكبير اسمًا)
    وبالطبع سنضطر للمشي في الماء حتى يطمرنا تقريبًا لنصل إلى ذاك الزورق
    أي قد يغرق أحدنا أو يُفقد دون أن يشعر به أحد
    المهم بعد أن سار مسافة طويلة "ربما ساعة ونصف" وصلنا إلى القارب
    صعدت وجلست ثم أكملوا نقل باقي الأفراد .. وأتت مجموعات أخرى لم تكن معنا في الغرفة
    كان عددنا تقريبًا 250-350 في قارب خشبي متواضع جدًا .. ربما مقاسه (15-6م) أو (12-6) لا أعرف تمامًا ويصعب التقدير .. إلا أننا كنا في وضع لا نستطيع تحريك أصبع واحد فقط لضيق المكان..
    بقي القارب دون حراك لساعتين ثم انطلق
    كان الفجر على وشك البزوغ في ذلك الوقت
    طبعًا تُبنا إلى الله في طريقنا من لحظة الانطلاق ربما ألف مرة
    عندما يشعر الإنسان بدنو أجله لا يفكر سوى بالندم على اللحظات التي أمضاها في معصية الله
    ويتمنى لو أن الله يكتب له أن يعيش مزيدًا من الوقت ليصحح ما فعله
    ويستدرك ما فاته .. و و و و
    لكنها كلها مشاعر نفاق لحظية مع الأسف .. تخفت مع مرور الزمن
    نسأل الله أن يحسن خاتمتنا

    المهم ..
    انطلق القارب .. ومن سوء حظي كنت قد جلست عند فوهة تدخل بعض الماء إلى القارب لتؤمن توازنه (كما أظن)
    فتجمد جسدي من البرد في فترة الليل والصباح .. بل وحتى في النهار كان الماء الذي يصيبني باستمرار عند موضع جلوسي مزعجًا جدًا
    مرت الساعات كأنها أيام .. والكل يستغفر ويحاول استدراك ما فاته من حياته في المعاصي والملذات
    البحر محيطٌ بنا من كل جانب .. وما لنا سوى الله منقذا !
    كنا نحاول مواساة أنفسنا كذلك بالتحدث والضحك للحظات !
    أعطونا طعامًا مرتين (خبزة وقالب جبنة أو معلبات طن أو سردين)

    أكثر ما أذكره أني رغم محبتي للمعلبات .. لم أستطع تذوق السردين أو الطن أبدًا أبدًا طوال الرحلة في البحر
    لا أعلم السبب .. لكني لم أستطع وضعها في فمي ..
    بل كانت رائحتها تزعجني كثيرًا لسبب ما
    المهم طال الطريق وكنا خائفين جدًا
    خائفين من أن نفقد أموالنا (التي لففناها بورقة ثم بلاصق) حتى لا يصلها الماء
    وخائفين من أنفقد أرواحنا
    أو أن نفقد أرواح الأطفال حتى
    أو أن نتوه مثلًا فنواجه مصيرًا جنونيًا لم يتوقعه أحد .. و و و
    المهم ..
    بعد مرور 24 ساعة تقريبًا وصلنا إلى السواحل الإيطالية !
    كان شعورنا لا يوصف من شدة السعادة .. لكن القلق ما زال يراودنا لأن القارب لم يعد توازنه كما في السابق
    ولأن خفر السواحل الإيطالي لم يستجب لنا (بينما كان عادة يقترب من أي قارب تهريب ليقل من فيه من الركاب)
    لكن السائق كان (ابن حلال) .. فقادنا بالقارب إلى الشاطئ تمامًا (وهذا نادرًا ما يحصل حتى لا يُكشف السائق فيتم اعتقاله من قبل السلطات الإيطالية)
    جاءت منظمة الصليب الأحمر كما أذكر واستقبلتنا .. أو ربما الشرطة الإيطالية لا أذكر

    ملاحظة: أصدقائي الذين مازحوني بشأن السفر ولم يذهبوا معي .. لحقوا بي بعد عام تقريبًا


    14- أقمت في إيطاليا لفترة ثم سافرت منها إلى الدنمارك ثم إلى النرويج

    بعد أن استقبلونا عند الشاطئ .. وضعونا في باصات ونقلوها إلى (كامب)
    ومع أننا وصلنا إلى بر الأمان، إلا أن البصمة في إيطاليا كنت مثيرة جدًا للقلق
    لأننا لو بصمنا فيها، سيُرفض لجوؤنا على الأرجح في أي دولة قد نحاول اللجوء إليها
    والإقامة في إيطاليا تعيسة جدًا (لا يتحدثون الإنجليزية - خدماتهم في الكامبات سيئة جدًا جدًا وفوقها لا يقدمون دعمًا حقيقيًا كمعظم بلدان الإتحاد الأوروبي - العمل غير متوفر)
    أما عن نظام التبصيم فهو عشوائي ..
    تارة يجبرون اللاجئين على إعطاء بصماتهم، وتارة أخرى يتركون لهم حرية الاختيار
    المهم .. وصلنا إلى الكامب
    أود الإشارة هنا إلى أن المنطقة التي وصلنا إليها كانت (جزيرة لمبدوزا)
    وهي جزيرة منفصلة تمامًا عن إيطاليا، ولا تحدها برًا .. لكنها مأهولة
    كان الكامب عبارة عن منطقة واسعة فيها مبنيين أو ثلاثة .. وفي كل مبنى بعض الغرف
    أُخبرنا أنهم لا يأخذون بصمات أصابع اللاجئين في هذا الكامب الأول .. وهذا كان جيدًا
    كانت أولوية النوم في الغرف لمن وصلوا قبلنا + للعائلات من مجموعتنا
    ومن تبقى من الأفراد يفترشون الحديقة (التي تشبه أي شيء سوى الحدائق)
    نمت وعائلتين ممن أعرفهم وبعض الأصدقاء في تلك "الحديقة" مفترشين الأرض
    لأنهم لم يحظوا بغرف كذلك
    المهم .. بقينا أسبوعين تقريبًا على هذا الحال ..
    لكن الجو بدأ يبرد في المساء والوضع مزري .. فأدخلونا إلى الغرف (كنا كالمخلل) من كثرتنا
    طالبنا بعد مرور الأسبوع الثالث بفرزنا إلى كامب المرحلة الثانية (في جنوب إيطاليا)
    لكنهم طلبوا منا أن ننتظر دورنا ..
    فما كان لنا إلا أن تظاهرنا محاولين إيصال صوتنا إلى الإعلام .. لكن دون فائدة
    فقررنا أن ننام في الخارج وأن نضرب عن الطعام
    لم نأكل يومها وافترشنا الأرض في تلك الليلة الباردة
    لكن عددنا كان ينقص تدريجيًا مع ازياد البرد ..
    ومع بدء هطول الأمطار اختفى الجميع .. باستثناء رجل واحد عمره بحدود ال45 سنة
    فبقينا أنا وإياه صامدين في الخارج
    ولففنا أنفسنا بغطاء رقيق جدًا لا يكاد يدفئ حتى داخل الغرف
    لا أذكر تمامًا سبب عنادنا وبقائنا رغم صعوبة الإكمال
    إذ أننا عانينا جدًا ووصلت أجسادنا إلى مرحلة ترتجف فيها دون توقف
    بقينا على هذا الحال ولم نستطع النوم حتى الفجر
    صلينا الصبح ثم عدنا لننام في نفس المكان بثيابنا المبللة
    غفونا ساعة تقريبًا ثم بدأ المسؤولون بالقدوم
    لم يعيرونا اهتمامهم .. ومن اهتم قليلًا وعدنا بالإسراع كنوع من المسايرة فقط
    المهم .. بعد مضي 26 يومًا لي في هذا الكامب فُرِزت أخيرًا إلى كامب في جنوب إيطاليا
    كانت الرحلة بالباخرة من جزيرة لمبدوزا إلى جنوب إيطاليا
    بعد أن وصلنا إلى البر فرزنا بباصات لتوصلنا إلى الكامب (رحلة 3 ساعات تقريبًا)
    فوصلنا ألى هناك ثم دخلنا بالترتيب بعد أن فُتِّشنا
    (كانت أشبه بصالة رياضية واسعة ومغلقة)
    فافترشنا الأرض ونمنا
    وفي اليوم التالي حاولنا الهروب صباحًا لكننا فوجئنا بأن الأبواب مغلقة
    فأخبرونا أن علينا تقديم بصماتنا أولًا
    فتجمعنا وتظاهرنا رافضين قرارهم .. لكن محاولاتنا كانت عبثًا
    المهم بعد مرور يوم ونصف تقريبًا استدعونا للمقابلة النهائية قبل إطلاق سراحنا لنسافر إلى شمال إيطاليا ونقدم اللجوء الرسمي هناك (أو أن نهرب إن شئنا)
    لكن المشكلة في أن الهروب بعد البصم لن ينفع
    وما أن دخلت العائلة الأولى، إلا وسمعنا صوت صراخ طفلة صغيرة
    فعرفنا أنهم يحاولون تبصيم الأب مما زادنا توترًا
    جاء دوري فدخلت .. صوروني وسألوني بضعة أسئلة
    ثم قالوا لي أن أبصم فرفضت .. فأصروا وأصررت
    إلى أن فقدوا الأمل ..
    فقالوا لي ستبصم في كل الأحوال .. هنا أو في الشمال
    وأجبتهم أن لا مشكلة .. لكني لن أبصم هنا فتركوني أمُر
    وحمدًا لله أنهم لم يستعملوا القوة
    (سمعت بعض القصص عن أشخاص كُسرت أيديهم بسبب إفراط البوليس الإيطالي في استعمال القوة)
    وقيل لاحقًا أن لبكاء تلك الطفلة فضلًا علينا في عبورنا دون أن نبصم
    المهم ذهبت إلى المحطة مع شابين .. واشترينا تذاكر "قطار" إلى مدينة ميلانو في الشمال
    ثم انطلقنا في رحلة طويلة (لا أذكر كم استغرقت تمامًا .. ربما 10 ساعات على الأقل)
    وهناك ذهبنا إلى مبنى سكني خاص باللاجئين ..
    يقدم لهم الطعام والخدمات والسكن المجاني
    كنت قد أوصيت أحدهم أثناء إقامتي في الجزيرة أن يجهز لي هوية أوروبية مزورة لأجرب السفر فيها بالطائرة بدل البر
    لأن رحلة التهريب برًا مكلفة .. وتجربة السفر بهوية مزورة أقل كلفة
    فكانت الهوية تنتظري في ذلك المسكن
    نمت ليلة وصولي، وخرجت ظهر اليوم الثاني إلى مركز المدينة باحثًا عن مراكز حجز رحلات الطيران
    فأموالي أوشكت على النفاد .. وعلي الإسراع قدر الإمكان
    وجدت مركز حجز .. ووجدت رحلة قريبة إلى الدنمارك بعد 4 ساعات لكنها غالية
    (مع العلم بأن وجهتي إلى النرويج، لكني سمعت أن هناك تدقيق على رحلات النرويج)
    فحاولت البحث عن مركز آخر إلى أن حادثني أخ مغربي ودلني على أخ سوداني يحجز عن طريق الإنترنت بسعر أقل
    فذهبت إليه وحجز لي .. لكن حجزه استغرق وقتًا لا بأس به (أظنه كان يحتال بطريقة ما حتى لا يدفع شيئًا)
    بعد أن جهزت التذكرة .. تبين أن فيها خلط لا أذكر ما هو، لكنه أخبرني إنهم لن يدققوا عليه
    كان أمامي إما أن أذهب إلى الكامب لأحضر أغراضي فأخسر التذكرة
    أو أن أذهب إلى المطار وأسافر دون أغراضي
    فذهبت إلى المطارمتكلًا على الله
    وصلت في الوقت المطلوب تقريبًا
    جاء دوري فبدؤوا بالتدقيق وأخبروني أن أقف جانبًا
    فقلت بيني وبين نفسي أن أمري قد انتهى
    لأنهم لو كشفوا أمري ستُلغى رحلتي، وسأُجبر على البصم
    انتظرت حتى مر الجميع .. فخلت أن تجربتي في تركيا ستتكرر
    حاولت الاستفهام عن سبب إبقائي جانبًا حتى تبين أن المشكلة في التذكرة xD
    بعد دقائق حلوا المشكلة وتركوني أمر
    لم أرتح إلا بعد أن أقلعت الطائرة .. فقد قطعت أكثر من 80% من رحلتي
    وتبقى الجزء الأخير فقط (الوصول إلى النرويج دون أن أبصم في أي دولة)
    ومن قبيل الصدفة كان الأخ الجالس بجانبي عراقي الجنسية .. فخفت أن يفسد علي الأمر بحديثه معي بالعربية لأن جنسيتي على الهوية بلغارية .. بل واسمي بلغاري
    وصلنا إلى مطار كوبنهاغن .. ونزلنا من الطائرة (عبر درج)
    أي أننا لم ننزل في المطار مباشرة
    دخلنا من البوابة الرئيسية .. فكان في انتظارنا (كونترول)
    طلب الباسبور من كل شخص اكتفى بالهوية مثلي
    فأخبرته إني لا أحمله معي
    رمقني بنظرة وقال: ما اسمك؟ وهنا كانت الورطة؛ إذ إني نسيت حفظ اسمي الوهمي المكتوب على الهوية
    فأجبته مكتوب على الهوية
    أعاد السؤال .. فقلت له: ما هذا السؤال الغريب؟ اسمي موجود أمامك !
    فعرف أني لست صاحب الهوية .. سألني هل أنت سوري؟ قلت: نعم
    فقال: لا تقلق منا .. فالشرطة هنا لتحميك لا لتؤذيك كما في سوريا
    دخلت وأخذوا بصماتي مكرهًا ثم تبين لي أنها بصمات جنائية كما تدعى، وأني سأبصم بصمة اللجوء حالما أصل إلى الكامب
    أرسلني وبياناتي مع تكسي إلى الكامب .. ولكن من حسن حظي كانت غرفة التبصيم مغلقة لأن الوقت متأخر
    فأخبروني أن أعود لأبصم في صباح اليوم التالي (غرفة التبصيم داخل الكامب)
    هنا سلمت للأمر الواقع؛ إذ لم يعد أمامي خيار آخر، والهرب أمر صعب
    خصوصًا وأن الكامب في منطقة مقطوعة قريبة من العاصمة
    إلى أن سألني الشباب المقيمين في نفس الغرفة التي فُرزت إليها عن وجهتي الأصلية
    ولما عرفوا أن وجهتي هي النرويج عرضوا عليّ المساعدة فوافقت
    وفي صباح اليوم التالي ساعدوني على الهروب من الباب الرئيسي بالسر
    ومن حسن حظي أني صادفت تكسي في الخارج يُقلّ عائلة من هناك
    فسألني إن كنت ذاهبًا إلى كوبنهاغن .. واستأذن من الركاب أن يأخذني معه كذلك مقابل 10 يورو فقط
    فقبلوا وصعدت بلا تردد
    دردشنا بالإنجليزية في طريقنا
    وعندما وصلت إلى حيث أريد .. فوجئت بأنه شاب عراقي كردي يستطيع التحدث بالعربية xD
    المهم شكرته وذهبت إلى المحطة
    حجزت قطارًا إلى السويد، وانطلقت مباشرة
    ومن هناك حجزت أقرب باص إلى النرويج .. ووصلت بفضل الله دون مشاكل
    مشكلتي الوحيدة كانت أن هويتي السورية بقيت مصادرة في الدنمارك ..
    حتى باسبوري السوري المزور صودر في الدنمارك .. واحتار وقتها البوليس الدنماركي من شدة إتقانه عندما أخبرتهم بحقيقته
    فلم أكن أملك إثبات شخصية لي حتى أقدمها في النرويج؛ لذا خضت اختبار اللهجة
    + أرسل أهلي لي من سوريا بعض الوثائق الغير رسمية، فقدمتها لهم
    وعلى إثر ذلك حصلت على إقامة والحمد لله
    أقيم الآن في النرويج، وما زلت أتعلم لغتهم لأنها ضرورية لإكمال الدراسة وللحصول على عمل

    أشكركم جميعًا على قراءة القصة، وتشجيعي الدائم لمتابعتها عبر التعليقات أو التقييمات أو الخاص
    اعذروني على سوء السرد والأخطاء النحوية والإملائية التي قد تجدونها بكثرة نتيجة اهتمامي بتذكر التفاصيل وصياغتها دون مبالغة، وعدم امتلاكي الوقت الكافي لمراجعة الكلام

    وأشكر أخي خالد على تنسيق الموضوع وطرحه وتدقيق الأجزاء السبعة الأولى تقريبًا
    لا أمانع الإجابة على أي سؤال لو خطر ببالكم ..
    سأحاول إكمال تنسيق الموضوع في وقت لاحق، وربما أدقق القصة وأعيد صياغة بعض العبارات فيها متى ما سنحت لي الفرصة

    شكرًا لكم مجددًا ..
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    التعديل الأخير تم بواسطة Son_Goku ; 12-10-2016 الساعة 06:53 AM

  3. #3

    الصورة الرمزية Son_Goku

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    3,474
    الــــدولــــــــة
    النرويج
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    أضفت ثلاثة فصول
    سأحاول إكمالها قريبًا إن شاء الله

  4. #4

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Down Icon رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    سلام الله عليكَ .. ورحماته .. والبركات ... أي ضرسي العزيز

    كيف هي أحوالكَ .. وكيف هي أموركَ : )

    بالرغم من أنّ الموضوع .. لم يكتمل بعد ... وبالرغم من أنّ أحدًا لا يشارك .. بل يكتفي الجميع بالصمت ...

    ولا يلامون ...

    فأنت تقرأ وأنت تقرأ .. والصمتُ لكَ لجام!! ...

    من القلب إلى القلب .. معكَ أي أخيّ :")

    عرفنا ما ذاقه العديد من السوريين .. وعاينا مشاهد أخرى بأم العين! ...

    أقرأ لكَ .. فأتألم بألمين ... ألمٌ عنكَ .. وألمٌ عن آخرين أتذكرهم!! ...

    أسأل الله لكَ والجميع .. الجزاء على مثل ذلك .. والتعويض بأفضل الله ...

    إلهنا .. أفرغ علينا صبرًا!! ...

    دمتَ إلى أفضل ^__^

    عين الظلام

  5. #5

    الصورة الرمزية Son_Goku

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    3,474
    الــــدولــــــــة
    النرويج
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلًا بعيني


    الحمد لله بخير ! آمل أن تكون كذلك ^^
    كنت أنوي محادثتك منذ يومين لأطمئن عن سبب غيابك، لكنك سبقتني ..
    يبدو أنك غارق بين صفحات الكتب .. وفقك الله


    للأمانة شارك وتفاعل العديد من الأخوة والأخوات عبر التقييمات، وهذا ما دفعني للإكمال
    والغاية في النهاية لا كسب الاستعطاف بل إيصال صورة عن معاناة إخواننا، والتي لا تقارن معاناتي "آنذاك" بها أبدًا، إلا أنها توصل ولو جزءًا بسيطًا منها


    حفظك الله وأبعد عنك الضيق والهم والألم، ووفقك لما يحب ويرضى


    بارك الله فيك على طيب كلامك ^^

  6. #6
    Abu Aljrah
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    بارك الله فيك أخي الكريم وحفظك أينما كنت..

    أهنئك على كتابتك مذكرات رحلتك أولا.

    كان هناك شخص مبتعث وقبل السفر ذهب ليسلم على شيخه وهو عبدالعزيز الطريفي -فرج الله عنه- قال له: اكتب عن رحلتك. الغربيون يكتبون عن رحلاتهم دائما، أما نحن فقليل من يكتب. انتهى

    ولا يخفى عليكم أثر الكتابة..

    دعواتنا الصادقة لك، ولأهلنا في سوريا الحبيبة..

    في أمان الله

  7. #7

    الصورة الرمزية هيتومي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    1,304
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    لكم الله يا أهل سورية

    مذكرات تستحق أن تكتب بماء الذهب

    بوركت أخي

  8. #8

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    مغامرة مشوقة جدًا وعذرًا منك لهذا الوصف ربما لم يكن هكذا شعورك عندما كنت تعيش ظروفها

    جوع ومعاناة وضياع سجن وابتئاس وغربة تحكي لوعة ووحدة

    لكنك اجتزتها كلها بثبات وعزيمة تستحق عليها التحية والتقدير

    وبقيت هي ذكريات تروى وحكايا يأنس المرء بمسمعها وتنتعش روحه بنسمات فصولها

    سلمك ربي سونجوكو لمشاركتنا هذه الذكريات العطرة بحلوها ومرها بصياغة سلسة على اللسان محببة إلى القلب ..

    سطور لا يمل من قراءتها .. بشوق للتتمة

    فليحمك الله ولا يريك مكروهًا أبدًا



  9. #9

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~


    أحياناً تصيبنا لحظات مرة ومؤلمة ويمد لنا أثناءها ربي
    بحبلٍ من عنده ينقذنا ويساندنا عليها فلولا ذلك المدد

    لخرت قوانا ولسقطنا من فورنا
    لحظة قراءتي لها يأتني هاجسٌ بأنهُ شيء قوي وقاهر
    على أن يتحمله بشر
    لكنها معية الله نعم متى ما وضعها الله لأحد كانت معه تلاطفه وتوانسه وتخفف عليه الضغوط والأحمال
    فهذه هي عظمة الله ورحمته علمها من علم وجهلها من جهل
    يرحم الصغير والكبير ولا يكلف نفساً ألا وسعها
    أزاح ربي الغم والهم وفرج الكرب عن كل مبتلى وحزين
    كان الله في العون دائماً
    وكان في عونك يارب
    وفي عون كل مغترب
    وكل مهموم وكل حزين
    وكل مريض
    وكل من يئن

    وفقت لكل خير
    في حفظ المولى،،
    ~

  10. #10

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    وعليكم سلام من الله ورحمة وبركات،،

    لأصدقك القول،، ظننت أنها مذكرات مغترب من أجل الدراسة؛ فهي الشائعة عادة
    مواقف لا تُحسَد عليها،، جسدها أسلوبك الكتابي بطريقة شيقة وسلسة
    يبدو أنك قاسيت الكثير،، أشعر أن القصص الحزينة المكتوبة بطريقة مرحة -مثل ما كتبتَ- هي الأكثر إيلامًا
    أعانك الله وجميع المغتربين،، وألهمكم الصبر والثبات
    بانتظار الفصول المتبقية من المذكرات

  11. #11

    الصورة الرمزية roOoby

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المـشـــاركــات
    5,967
    الــــدولــــــــة
    تركيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لم أحب أن أخرج من الموضوع دون وضع رد فالمذكرات شيقه وعذرًا ع هذا الوصف الغير المناسب فليس هذا ماكنت تجده وقتها
    قسوة ومعاناة وتشرد وتشتت وهو مامر به الكثير من المهاجرين مثلك وربما أقسى من هذا وأمر
    لفت نظري لطف الله ورحمته بتسخير أناس طيبين ف كل مكان تذهب إليه، "يسخر الناس للناس"
    ف الواقع هناك أمر يحيرني بالنسبه للمهاجرين السوريين ف تركيا، تركيا وع حسب ما اسمعه وما أشاهد من برامج حول المخيمات والخدمات الصحية والحياتيه التي وفرت وقدمت لهم أجدها جيده وممتازه مقارنة بجميع المخيمات الأخرى ف الوطن العربي، مخيمات مجهزه بأهم ضرورات العيش، مستوصفات، أماكن للتعليم وأيضًا لكسب الرزق وف هذه الحلقة مثال من برنامج خواطر 9 لأحمد الشقيري
    هنا
    فلماذا واجهت الصعوبات وحياة التشتت فيها وأجد العكس ف قصتك؟ ولماذا يلجأ الكثير من السوريين إلى الهرب والذهاب بالقوارب إلى عمق البحر؟ أم أن هناك حقيقة أخرى لم يُكشف عنها.

    بأمان الله

  12. #12

    الصورة الرمزية ~الجُمان~

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    1,024
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    صدقا لاأعلم ماذا اقول

    سوى كان الله في عونكم اهلنا في سوريا وفرج الله كربتكم

    وحمدلله على سلامتك

  13. #13

    الصورة الرمزية Son_Goku

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    3,474
    الــــدولــــــــة
    النرويج
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    أكملت أخيرًا ما تبقى من الفصول.

    شكرًا لكم جميعًا (أبو الجراح - هيتومي - بوح - جومون - مبتسمة - روبي - منار) وجزاكم الله خير الجزاء .. أسعدتموني بردودكم ومشاركاتكم وطيب كلامكم ..
    وكذا لكل من تفاعل في التقييمات وشجعني على الإكمال
    حياكم الله



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Abu Aljrah مشاهدة المشاركة
    أهنئك على كتابتك مذكرات رحلتك أولا.

    كان هناك شخص مبتعث وقبل السفر ذهب ليسلم على شيخه وهو عبدالعزيز الطريفي -فرج الله عنه- قال له: اكتب عن رحلتك. الغربيون يكتبون عن رحلاتهم دائما، أما نحن فقليل من يكتب. انتهى
    حفظ الله شيخنا الحبيب عبد العزيز الطريفي من كل سوء وفك أسره عاجلًا غير آجل وانتقم ممن ظلمه.
    شكرًا لك أخي أبي الجراح


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roOoby مشاهدة المشاركة
    لفت نظري لطف الله ورحمته بتسخير أناس طيبين ف كل مكان تذهب إليه، "يسخر الناس للناس"
    ف الواقع هناك أمر يحيرني بالنسبه للمهاجرين السوريين ف تركيا، تركيا وع حسب ما اسمعه وما أشاهد من برامج حول المخيمات والخدمات الصحية والحياتيه التي وفرت وقدمت لهم أجدها جيده وممتازه مقارنة بجميع المخيمات الأخرى ف الوطن العربي، مخيمات مجهزه بأهم ضرورات العيش، مستوصفات، أماكن للتعليم وأيضًا لكسب الرزق وف هذه الحلقة مثال من برنامج خواطر 9 لأحمد الشقيري
    هنا
    فلماذا واجهت الصعوبات وحياة التشتت فيها وأجد العكس ف قصتك؟ ولماذا يلجأ الكثير من السوريين إلى الهرب والذهاب بالقوارب إلى عمق البحر؟ أم أن هناك حقيقة أخرى لم يُكشف عنها.

    بأمان الله
    نعم صدقتِ .. لولا لطف الله لما كنت الآن بأحسن حال (الحمد والشكر له)

    بخصوص تركيا، فنعم هي أفضل من غيرها بلا شك .. لكن وضع المخيمات ليس بتلك الأريحية المتصورة
    ولا يمكن مقارنتها أبدًا بما تؤمنه "أوروبا" للاجئ
    إن كانت العائلة تأخذ في تركيا خيمة مثلًا أو شقة صغيرة جدًا .. ومبلغ مالي شهري بسيط
    ففي أوروبا تأخذ منزلًا مدفوع الأجر وفوقها راتب شهري يكفي للعيش .. إضافة إلى الخدمات الصحية وغيرها من الأمور ..
    طبعًا إن أخذنا الاقتصاد وأعداد اللاجئين وغيرها من الأمور بغين الاعتبار .. فستكون تركيا هي أكثر من خدم اللاجئين.
    هذا في العموم


    أما أنا فلي وضع خاص، ولم أكن أرغب بمغادرة تركيا لولا رغبة أهلي بذلك (مع العلم بأني لم أكن أملك الحق للدخول إلى المخيمات عندما خرجت من سوريا)؛ إذ إنها كانت ممتلئة تقريبًا، ولا تستقبل سوى العائلات.
    أما عن سبب إصرار أهلي على مغادرة تركيا .. فهي قصة طويلة، ولا أظن أن من المناسب طرحها في الموضوع ^^"

    وأخيرًا بخصوص السفر بالقوارب أو غيرها من الطرق الخطرة ..
    فهي إما نتيجة اليأس .. أو نتيجة المعاناة والاضطرار .. أو أحيانًا الطمع
    وبعضهم سلكها لظنهم أنها شبه آمنة (إذ إن نسبة إخفاقها ليست كبيرة) .. ربما تخفق رحلة من كل 50

    أما اليأس .. فربما نتيجة خسرانه أمواله في سوريا نتيجة القصف أو السرقة .. أو ربما فقد عائلته .. والقصص والنماذج كثيرة لا يمكن إحصاءها
    أما المعاناة .. فبعضهم لم يستطع التأسيس لنفسه في تركيا .. وعانى في المخيمات لسبب ما (كل شخص له معاناته الخاصة) ..
    أما الاضطرار .. فحالتي هي مثال .. وهناك أمثلة عديدة أخرى

    أما الطمع .. فهنا قصد الإشارة إلى من خرج طمعًا بالمال في أوروبا رغم امتلاكه المال في سوريا، ورغم شعوره بالأمان .. إلخ
    ربما هم قلة .. لأن المناطق الآمنة أصلًا أصبحت شبه نادرة .. أو ربما غير موجودة
    فإن كانت آمنة من القصف .. لن تكون آمنة من الاعتقالات والنهب والإذلال

    آمل أن الصورة قد وضحت
    شكرًا لك ^^


    التعديل الأخير تم بواسطة Son_Goku ; 13-10-2016 الساعة 09:00 PM

  14. #14
    Abu Aljrah
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    وأخيرا أكملتها!

    شكرا لك، التجربة التي مررت بها لابد أن تكتب وتوضح للناس وللتاريخ.

    نسأل الله الفرج لأهلنا ولإخواننا في سوريا.. والنصر قريب بإذن الله.

    سؤال لو سمحت/
    ماهي أخبار عائلتك؟ أين هم الآن؟ هل بينكم تواصل؟ ألك أقارب في النرويج؟ هل تستطيع السفر لأي دولة الآن؟ وكيف تعيش يومك في النرويج؟ خاصة وأنت تعيش في مجتمع كافر لا ترى فيها شعائر الإسلام.

    أعذرني على كثرة الأسئلة ولك الحرية في الإجابة

  15. #15

    الصورة الرمزية Dragonier

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    2,852
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله كل الخير Son_Guko
    ووصلنا إلى نهاية الحكاية أخيرًا، بدأت بمتابعتها منذ بداية طرحك لها في المنتدى،
    وكنت أحاول تفقد الموضوع يوميًا لأعرف ما إن كنت قد طرحت أجزاء جديدة،
    لم أكن أتخيل أن معاناة التهجير تصل إلى هذا الحد بالتنقل من بلد إلى بلد،
    مع أنني سمعت الكثير من القصص عن ذلك، لكن قصتك كانت في مستوى مختلف تمامًا،
    اغترابك وبعدك عن أهلك من جهة، واحتكاكك بالمخابرات والشرطة وضباط الأمن والحدود
    والصعوبات التي مرت عليك برًا وبحرًا وجوًا في ظروف دون المستوى المعيشي،
    لاحظت أنك مررت بالعديد من الدول الأوروبية لكنك اخترت النرويج بالذات،
    مثلاً بلغاريا والدنمارك .. أعرف أن فيهم الكثير من اللاجئين .. ما الذي جعل النرويج أنسب بالنسبة إليك؟

    كذلك هل تقيم في النرويج باسمك الحقيقي الآن وهل سيمكنك استخراج جواز رسمي غير مزور فيما بعد؟

    ما كان يدهشني من البداية هو التييسرات التي سخّرها لك له في رحلتك،
    والأناس الذين كانوا يعينونك مع أنك لا تعرفهم ولم تقابلهم سابقًا .. جزاهم الله خيرًا ورزقهم أضعاف ما قدموه، مثل هذه المواقف هي ما تشعرك أن الله سبحان وتعالى هو خير من يعين الإنسان في أي محنة تواجهه ومدى عجزه وضعفه لولا أفضال الله عز وجل عليه، ونعمة كبيرة أنك ظللت تتواصل مع أهلك رغم كل ما مررت به، أرجو أن يكونوا بخير حال وأن يجمعكم بهم في أقرب فرصة،

    أشكرك على مشاركتك قصتك معنا، هذه قصة من آلاف القصص لأبطال مجهولين لا نعرف عنهم شيئًا،
    أرجو ألا يسبب لك ذكر كل هذه التفاصيل مشاكل لك فيما بعد،

    في حفظ الكريم

    بما أنك كنت صريحًا جدًا فيها

  16. #16

    الصورة الرمزية Son_Goku

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    3,474
    الــــدولــــــــة
    النرويج
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ 0 ~~ مذكرات مغترب ،، في رحلة الكفاح ~~ 0 ~~

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Abu Aljrah مشاهدة المشاركة
    وأخيرا أكملتها!

    شكرا لك، التجربة التي مررت بها لابد أن تكتب وتوضح للناس وللتاريخ.

    نسأل الله الفرج لأهلنا ولإخواننا في سوريا.. والنصر قريب بإذن الله.

    سؤال لو سمحت/
    ماهي أخبار عائلتك؟ أين هم الآن؟ هل بينكم تواصل؟ ألك أقارب في النرويج؟ هل تستطيع السفر لأي دولة الآن؟ وكيف تعيش يومك في النرويج؟ خاصة وأنت تعيش في مجتمع كافر لا ترى فيها شعائر الإسلام.

    أعذرني على كثرة الأسئلة ولك الحرية في الإجابة
    العفو أخي أبي الجراح .. وشكرًا على تشجيعك لي طوال فترة الكتابة ^^
    آمين آمين يارب.

    عائلتي بخير والحمد لله .. أبي وأمي ما زالا يعملان حيث يعيشان هناك، وأخي وأختي يدرسان
    هم في منطقة تدعى (اللاذقية)، وهي تحت سيطرة النظام السوري
    وأنا على تواصل معهم باستمرار والحمد لله

    نعم .. تجمعنا منذ مدة في منطقة قريبة بعد سعي طويل خلال السنوات التي أمضيناها في النرويج (كلٌّ كان في زاوية بعيدة ربما 10 ساعات عن الأخرى بالقطار)
    ووجودهم بقربي هو ما يشعرني بالأجواء العائلية التي افتقدتها طوال الرحلة والحمد لله ..


    أستطيع التجول داخل دول الاتحاد الأوروبي كأني أتجول بين جدة ومكة مثلًا
    أما خارج الاتحاد الأوروبي فأحتاج إلى فيزا
    حياتي روتينية نوعًا ما ..
    أذهب إلى مدرسة اللغة النرويجية 4 أيام في الأسبوع صباحًا
    أمضي معظم وقتي في المنزل (انشغلت مؤخرًا بالفانساب) ..
    وبعض الأيام أمضي معظم وقتي فيها عند أصدقائي أو أقاربي بحسب الظروف
    ومساءً أذهب إلى تمرين "تنس الطاولة" في النادي الذي ألعب فيه .. لكني أهملته مؤخرًا
    هناك مسجد ليس ببعيد أذهب إليه يوم الجمعة
    وأعمل يومين في عطلة نهاية الأسبوع دوامًا مسائيًا

    أما بخصوص ممارسة العبادات .. فالمضحك المبكي أني أستطيع ممارسة عباداتي هنا بأريحية أكبر مما أستطيع في معظم بلداننا العربية والإسلامية
    فما من أحد ليسألك لمَ تفعل هذا، أو يمنعك من قراءة هذا أو فعل هذا .. إلخ
    لو اضطررت مثلًا للصلاة في مكان عام .. لا يحق لأحد اعتراض طريقي ما دمت لا أزعج المارة في وقوفي
    ربما ليس هناك حاجة للصلاة في مكان عام في بلداننا العربية لوجود المساجد في كل مكان
    لكن على سبيل المثال .. لو صلى أحدهم في الجامعة في إحدى البلدان العربية (باستثناء المملكة)
    فسيبدو الأمر غريبًا، بل وقد يسخر البعض من المصلي، أو يسموه داعشيًا، أو ربما متشددًا أو متمشيخًا .. إلخ
    وإن سلِم من لسانهم فلن يسلم من سوء ظنهم
    حتى أن المخابرات في سوريا منذ عشرات السنين وهي تسجل أسماء الناس الذين يصلون صلاة الفجر في المسجد .. وتترصدهم وتضعهم في قائمة "المشبوهين" !! تخيل !
    حتى أن الثوار عندما دخلوا إحدى الفروع .. فوجئوا بقوائم مرتبة ومنظمة توضع فيها أسماء أولئك "المشبوهين"
    ومعظم حكوماتنا العربية كنظام الأسد، ولو كانوا أقل قذارة بقليل

    لكن أكثر ما أعاني منه هنا هو حاجتي دئمًا لأن أكون حذرًا في تصرفاتي وكلامي عندما أحادث أو أتعامل مع أهل البلد ..
    إذ إني كمسلم موجود في بلد أهلها كفار .. أحمل معي رسالة عليَّ إيصالها ولو بتصرفاتي وأفعالي على أقل تقدير
    وأي خطأ قد أرتكبه قولًا أو فعلًا قد يكون سببًا في نفور أحدهم عن الإسلام، فأكون المسبب وهذا ما لا أرتضيه !!
    وأكثر مشكلة ملموسة ربما هي مشكلة السلام على النساء
    إذ إن عدم السلام فيه قلة احترام بنظرهن .. ومواجهة هذا الإشكال ليس أمرًا سهلًا
    فعلي أن أصيغ اعتذاري بأسلوب لبق عند رفضي .. وقد أقع في مواقف مفاجئة لا أستطيع الرفض فيها (وهي قليلة الحدوث)
    فأسأل الله الهداية .. ثم الثبات

    لا ولا يهمك .. خذ راحتك في طرح الأسئلة ^^
    حياك الله أخي أبو الجراح



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dragonier مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله كل الخير Son_Guko
    ووصلنا إلى نهاية الحكاية أخيرًا، بدأت بمتابعتها منذ بداية طرحك لها في المنتدى،
    وكنت أحاول تفقد الموضوع يوميًا لأعرف ما إن كنت قد طرحت أجزاء جديدة،
    لم أكن أتخيل أن معاناة التهجير تصل إلى هذا الحد بالتنقل من بلد إلى بلد،
    مع أنني سمعت الكثير من القصص عن ذلك، لكن قصتك كانت في مستوى مختلف تمامًا،
    اغترابك وبعدك عن أهلك من جهة، واحتكاكك بالمخابرات والشرطة وضباط الأمن والحدود
    والصعوبات التي مرت عليك برًا وبحرًا وجوًا في ظروف دون المستوى المعيشي،
    لاحظت أنك مررت بالعديد من الدول الأوروبية لكنك اخترت النرويج بالذات،
    مثلاً بلغاريا والدنمارك .. أعرف أن فيهم الكثير من اللاجئين .. ما الذي جعل النرويج أنسب بالنسبة إليك؟

    كذلك هل تقيم في النرويج باسمك الحقيقي الآن وهل سيمكنك استخراج جواز رسمي غير مزور فيما بعد؟

    ما كان يدهشني من البداية هو التييسرات التي سخّرها لك له في رحلتك،
    والأناس الذين كانوا يعينونك مع أنك لا تعرفهم ولم تقابلهم سابقًا .. جزاهم الله خيرًا ورزقهم أضعاف ما قدموه، مثل هذه المواقف هي ما تشعرك أن الله سبحان وتعالى هو خير من يعين الإنسان في أي محنة تواجهه ومدى عجزه وضعفه لولا أفضال الله عز وجل عليه، ونعمة كبيرة أنك ظللت تتواصل مع أهلك رغم كل ما مررت به، أرجو أن يكونوا بخير حال وأن يجمعكم بهم في أقرب فرصة،

    أشكرك على مشاركتك قصتك معنا، هذه قصة من آلاف القصص لأبطال مجهولين لا نعرف عنهم شيئًا،
    أرجو ألا يسبب لك ذكر كل هذه التفاصيل مشاكل لك فيما بعد،

    في حفظ الكريم

    بما أنك كنت صريحًا جدًا فيها

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وإياكم أختي دراغونير

    سعدت بسماع هذا، واعذريني على التأخر في متابعة الموضوع

    بخصوص المعاناة، فربما تكون قصتي نموذجًا، إلا أنها لا تنقل الصورة مكتملة .. فهناك أشكال وألوان أخرى من المعاناة أقسى وأصعب بكثير نجاني الله من مواجهتها بكرمه وفضله
    ودائمًا ما أحمد الله أني عندما أتذكر كل هذه التفاصيل .. لا تشعرني بالأسى أبدًا لأني لم أفقد فيها أحدًا، ولم أخسر فيها شيئًا يذكر سوى المادة .. وربما بعض السنين من عمري
    بل أرويها وأنا أضحك على بعض المواقف.. وقد رويتها سابقًا عدة مرات .. ربما بتفاصيل أكثر
    ربما هاجسي الوحيد الآن هو بعدي عن أهلي فقط

    بخصوص الدول الأوروبية ..
    فقد طُردت من بلغاريا .. وأحمد الله أن هذا حدث لأني كنت أنوي تقديم اللجوء فيها مضطرًا بعد فشل تجاربي السابقة..
    فاللجوء فيها سيئ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهي من أسوأ بلدان اللجوء إضافة إلى اليونان، وتليهما إيطاليا (من بين دول الاتحاد الأوروبي)
    أما الدنمارك والسويد، فهما جيدتان، إلا أني اتجهت إلى النرويج بناء على نصيحة خالي الذي يقيم هناك
    المستوى المعيشي فيها أفضل، وفرص العمل كذلك .. إضافة إلى سرعة الإجراءات في ذلك الوقت (إذ إني حصلت على الإقامة في غضون 40 يومًا فقط)
    وفوق هذا .. جميع سكان النرويج يتحدثون الإنجليزية بطلاقة .. حتى صغار السن، وهذا سيساعدني ريثما أتعلم النرويجية، وقد استفدت من هذه الميزة كثيرًا ..
    مشكلة النرويج الوحيدة في مناخها الشتوي السيئ، لكني بدأت أعتاد عليه نوعًا ما ..

    بخصوص إقامتي في النرويج .. فنعم أقيم باسمي الحقيقي
    وقد ذكرت لهم معظم ما ذكرت في هذه القصة
    وقد أعطوني وثيقة سفر يمكنني السفر بها أينما شئت داخل دول الإتحاد الأوروبي وكأني أتنقل بين محافظتين في نفس الدولة
    وأحتاج إلى فيزا للسفر خارج الإتحاد الأوروبي
    + قريبًا سأكمل ال3 سنوات في النرويج، وهذا يخولني للحصول على الجنسية النرويجية لأني (stateless) فأنا (كفلسطيني سوري) لا أملك أية جنسية، ولا يحق لي حتى استخراج جواز سفر فلسطيني !
    لذا فحصولي على الجنسية النرويجية سيتيح المجال أمامي للسفر والإقامة أينما شئت دون الحاجة للفيزا إن شاء الله لو تيسر لي وأخذتها

    بالفعل .. كلّما أتذكر ما فعلوه أُدهَش، وسبحان الذي سخرهم في الوقت المناسب دائمًا !! جزاهم الله خير الجزاء.
    نعم .. فقد تجلى قوله تعالى: (إن بعد العسر يسرًا) في كل مغامرة خضتها طوال الرحلة .. الحمد لله

    وأحمد الله أن أهلي ما زالوا بخير، وما زلت على تواصل معهم إلى الآن ..
    شكرًا لك أختي دراغونير ^^
    التعديل الأخير تم بواسطة Son_Goku ; 27-10-2016 الساعة 04:28 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...