مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot

[ منتدى قلم الأعضاء ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: أيُّ المقامتين راقتكَ أكثر؟

المصوتون
4. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • المقامة الأولى

    3 75.00%
  • المقامة الثانية

    1 25.00%
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot



    مرحبًا بكم في تحدٍ جديد من المستوى الثالث في مجال المقامة هذه المرة، بين تشيزوكو و Hercule Poirot ^^

    لعل موضوع المقامة غريبٌ قليلاً، فهو عن الاحتلال البريطاني للهند ومسيرة غاندي السلمية نحو الاستقلال

    وبتحديدٍ أكبر، عن رجلٍ عربي زار الهند وصاحب غاندي في رحلته تلك..

    أرجو لكم قراءةً ممتعة، ولا تحرمونا من نقدكم وتعليقاتكم ^^




    المقامة الأولى

    الناصح الأمين


    حدثنا صهيب بن يقظان قال: قلّ بي الزاد، وأنا ببغداد، فخطر لي السفر، إلى خارج أرض مُضَر، فشمّرتُ عن ساعد الجِدّ، وارتحلتُ إلى بلاد الهند، فركبتُ البحر في أسابيع وأيام، حتى وصلتُ بلادهم في سلام.

    وكانت الأنحاء آنذاك في هرج ومرج، تستنجد لاشتعالها بالماء والثلج، وما ذاك إلا من سطوة الإنجليز الأشداء، إذ استعمروا الهند وأرغموها على الولاء.

    ولما وطئتُ بقدمي التراب الجديد، لم ألبث أن سمعتُ على كل لسان حديد، إذ اجتمع الهنود على رجل حليم، يلقبونه من بينهم بـ ’’غاندي‘‘ الحكيم، فسرتُ أتتبع اسمه من وراء الأخبار، وأتلقف أنباءه من أفواه الثوّار، ويقودني إليه السؤال تلو السؤال، عساني أفوز منه بغنيمة أو مال.

    فلمّا لقيته خرستُ عن السؤال، وصدّني عن النطق ما رأيته من حال، إذ ألفيته كهلًا في الدنيا قد زهد، وعن الإكثار من حطامها قد نهى وصدّ، لم يتخذ منها إلا شاةً صحبة، لها من الوبر الغزير ما ينفي عنها العيبة، فهو يغزل من شعرها له كساءً، ويتخذ من لبنها لبدنه غذاءً، فاستغنى بها عن السؤال والحاجة، بعد أن حرّم على نفسه أكل لحم الماشية والدجاجة.

    هممتُ عند ذاك أن أرجع على أعقابي، فلا نفع لي في صحبة لا ترتوي منها جيوبي، لكنّه رحّب بي عند لقياي أيّما ترحيب، وقرّبني تقريب الحبيب للحبيب، ودعاني إلى مشاركتهم في مسيرة المِلح، ساعيًا إلى إبدال خسارة قومه بالربح، وهي مسيرة سلمية نظّمها ضد المحتلّ، جراء الضرائب التي أثقلت الصحيح والمعتلّ، فانطلقتُ معهم خاويًا من أمل، ولا ناقة لي في الأمر ولا جمل.

    ثمّ عدنا من مسيرتنا بكثير من الجراح، إذ لم يتقبل الإنجليز احتجاجنا بارتياح، فأسبغوا علينا بالعِصِيّ والضرب، وانقضّوا علينا من كلّ حدب وصوب، حتى ما إذا فرّقوا ناحية من شملنا، كما تُفرَّق الأمّ عن ولدها الرضيع، هاجموا المتفرقين كما يهاجم الذئب شاردة القطيع، فأودعوا كثيرًا منهم في السجون، حتى غصّت الزنازن بالآهات والشجون. لكن كان لمسيرة غاندي أثر على الإنجليز، ظلّ على آذانهم منه طنين وأزيز، فأيقنوا أن سلطتهم لم تعد كالفولاذ، وأنه لا بد للهنود منها يومًا من نفاذ.

    وفي طريق عودتنا بلا مراكب، بعد انتهاء ما سبق من متاعب، لقينا رجلٌ أراد إكرام غاندي ببعض الطعام، فتبسّم صاحبنا وردّه بطيّب الكلام، فلحقتُ بالرجل خفية عن القوم، وقبلتُ منه طعامه لا أخشى منهم اللوم، وانتظرتُ في المبيت حتى تخطّفهم النوم، فأقبلتُ على حاجتي منه لا أنتوي الصوم.

    ثمّ مضت السنون وغاندي على هذه الحال، يواجه الإنجليز بالسِلم ويقابلونه بالقتال، ولم يفلت هو أو أتباعه من سجن أو مهانة، فما ضعف منه حزمٌ ولا قلّت رصانة، فأردتُ نصحه عن طريقته التي سلك، قبل أن يهلك فيها أكثر ممّن قد هلك، وطفقتُ أستحضر له الأشعار والعبر، وأختار له الأمثال بأبلغ الصور، وأبيّن له في مضافة الدار، كيف أنّ النار لا تُقاوَم إلا بالنار، وأن نبذ العنف لا يرهب الأعداء، بل يكالبهم عليه تكالب الذئاب على الشاء، ثم انتبهتُ من كلامي إلى حيث يجلس الترجمان، فإذا هو غارق في غفوة لا يسأل عن إنسان، فأدركتُ أن ما فُهتُ به بدا كالهراء، وليس إلا حروفًا قد ضاعت في الهواء، فاعتذرت إلى مضجعي أنوي الرقاد، بعد أن نالني ما نالني من عناء السهاد.

    ثمّ جاءت الحرب بسنينها العجاف، فانتشرت المجاعة وعمّ الجفاف، لكن الإنجليز احتاجوا إلى مزيد من الجنود، فقدّموا وعدًا بالاستقلال ثمنًا لاشتراك الهنود. وانتهت الحرب بفوز الحلفاء، وآن وقت الوعد أن يكون له وفاء، فحاولوا المماطلة في بداية الأمر، لكن انصاعوا في الختام وذهب المكر، غير أن الاستقلال كان له أثر ثان، إذ انقسمت البلاد بين هندٍ وباكستان، ولم يسرّ ذلك غاندي العجوز، فالانقسام في قاموسه لم يكن يجوز، لكن مسعاه للتوحيد أبدًا ما أفاد، فلم يجد أمام الواقع سوى الخضوع والانقياد.

    وبعد سنتين أو ثلاث من ذلك المآل، ذهب غاندي ضحية للاغتيال، صرعته فيه ثلاث رصاصات، وحوّلت أيامه إلى تاريخ وقصاصات، فلم يبقَ هنديّ إلا مشى خلف النعش، وكأنهم خلف مَلِك لم يكن له عرش، وكان لذاك الموقف صدى حزين، دمعت منه العيون وعلا له الأنين، ثم أحرقوا جثته وذرّوها في النهر، وتركوه في مياهه ينتظر القيامة والنشر، فوقفتُ هناك وقفة متصدّع، وألقيتُ عليه تحية المودّع، وذكرتُ منزلته بين الساعين، فختمتُ خطابي له بلسان مبين: يا قاطن النهر بين ماء وطين، يا من سعى للسلام فحُرم التمكين، قد نلتَ من صحبتنا من النصح الأمين، ما نلنا من مائدتك من لحمٍ سمين!




    المقامة الثانية

    رحلةٌ مع غاندي


    حَدَّثّنَا أَحَدُهُمْ فَقَال:

    لَمَّا كُنْتُ غُلَامَا فَتِيَّا، صَحِبَنِي أَبِي لِلْقَارَّةِ الْإفْرِيقِيَّة. وَكَانَ تَاجِرًا قَدْ ذَاعَ صِيتُهُ وَاشْتَهَر، وَتَعَاظَمَ رِبْحُهُ وَزَخَر. وابْتَغَى أَنْ أَرِثَهُ فِي صَنْعَتِه، فَجَعَلنِي مِنْ جُمْلَةِ رِفْقَتِه.

    كَانَ ذَلِكَ عَامَ ثَلَاثَةٍ وَتِسْعِينَ وَثَمَانِمِائَةٍ وَأَلْف، وَكَانِ تُجَّارُنَا الْعَرَبُ مُنْضَوِينَ إِلَى حِلْف. فَالْحُكْمُ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ كَانَ مَسلُوبا، وَجَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى جَعَلُوا الأَرْضَ مَشَاعًا مَنْهُوبا.

    وَعَرَّفَنِي أَبِي أَحْوَالَ الْبِلَاد، وَأَنَّنَا فِي نَظَرِ "الْبِيضِ" مِنْ أَدْنَى الْعِبَادْ. فَلَا نُشَارِكُ فِي سِيَاسَةٍ أَوْ انْتِخَاب، وَمَحَلُّنَا فِي الْقَاطِرَةِ مَعَ أَدْنَى دَرَجَاتِ الرُّكَّاب. وَرَغْمَ أَنِّي غَرِيبٌ عَنْ تِلْكُمُ الدِّيَار، أَلْفَيْتُنِي مَسْلُوبَ الْكَرَامَةِ مُنْهَار.

    وَفِي غَدَاةِ يَوْمٍ جَلَل، اعْتَرَضَتْنَا حَاجَةٌ فَرَكِبْنَا الْقِطَارَ عَلَى عَجَل. فَأَبْصَرْتُ فَتًى هِنْدِيًّا مُشْرِقَ الْجَبِين، يَتَقَدَّمَ أَنِيقًا بِوَقَارٍ رَزِين. وَأَمَامَ نَاظِري صَعَدَ الدَّرَجَةَ الأُولَى، فَعَجِبْتُ فَلَمْ أَخَلْهُ أَمْرًا مَقْبُولَا. وَلَمْ يَدُمْ عَجَبِي فَنَشَبَ نِزَاعٌ فِي الْحَال، وَأُلْقِيَ الْفَتَى خَارِجَ الْعَرَبَةِ فَكَأَنَّهُ أَسْمَال. وَتَقَدَّمَ رَهْطٌ كَانُوا مَعَهُ فَأَعَانُوه، وَسَمِعْتُهُم بِاسمِ غَانْدي دَعُوه. وَأَبْصَرْتُ فِي مُقْلَتَيْهِ وَمِيضَ الْعِزَّةِ مُتَّقِدَا، وَحُفِظَتْ نَظْرَتُهُ تِلْكَ فِي فِكْرِي أَبَدَا.

    وَلَمْ يَطُلْ بِنَا الْمَقَامُ فَقَفِلْنَا عَائِدِينَ إِلَى الدِّيَار، وَأَخَذَتْنَا الْحَيَاةُ وَتَنَاوَشَتْنَا الْأَسْفَار. فَلَمَّا انْقَضَتْ أعْوَامٌ عَشْر، وَفَدْتُ ذَاتَ الْمُقَامِ بَعْدَ أُفُولِ دَهْر. وَكُنْتُ قَدْ وَرِثْتُ التِّجَارَة، وَلَمْ أَجِدْ الْحالَ تَبَدَّلَ بَلْ ازْدَادَ مَرَارَة. غَيْرَ أَنِّي أَلْفَيْتُ صَحِيفَةً هِنْدِيَّةً مُرِيبَة، وَكَانَ ذَلِكَ فِي عُرْفِ الْبِلَادِ عَجيبَا. وَمَا لَبِثْتُ أَنْ عَرَفْتُ اسْمَ صَاحِبِهَا، وَرَأَيْتُ صُورَتَهُ تُجَمِّلُ مَتْنَهَا. فَهَاجَتْ الذِّكْرَى وَحَارَ الْفِكْرُ وَتَاه، فَلَمْ يَكْنْ سِوَى غَانْدِي رَفِيقَ الْقِطَارِ إِيَّاه!

    وَتَرَدَّدَ اسْمُهُ حَوَالَيَّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة، فَقَدْ أَقَامَ مُسْتَعْمَرَةً وَقَدّمَ احْتِجَاجًا وَاعُتُقِلَ كَرَّةً تِلْوَ كَرَّة. وَعَرَفْتُ أَنَّهُ مُحَامٍ قَدِير، يُنَاضِلُ الظُّلْمَ دُونَ عُنْفٍ أَوْ تَدْمِير. فَزَادَ إِجْلَالِي وَاحْتِرَامِي للرَّجُل، غَيْرَ أَنَّ تَكَسُّبِي دَفَعَنِي عَاجِلًا لِأرْتَحِل. وَلَزِمْتُ تَتَبُّعَ أَخْبَارِه، وَاسْتِقَاءَ حَالِهِ وَأَسْرَارِه. وَكْنْتُ أَسْمَعُ الْعَجَبَ الْعُجَاب، وَتَبْلُغُنِي أَنْبَاءٌ تُذْهِلُ الْأَلْبَاب.

    فَعَامًا بَعْدَ عَام، كَبُرَ الاحْتِجَاجُ وَالْكَلَام، وَكذَلِكَ الْبَلَاءُ وَالطَّوَام. أَتْبَاعُ غَانْدِي تَعَاظَمُوا، وَبِسِلَاحِ الصَّبرِ قَاوَمُوا. وَضُيِّقَ عَلَيْهِمُ الْخِنَاق، وَشُدَّ حَوْلَهُمُ الْوِثَاق. فَأَرْدَوْهُمْ صَرْعَى فِي الْمَيَادِين، وَمُقَيَّدِينَ فِي الزَّنَازِين. وَإِنِّي إِبَّانَ ذَلِكَ كُلِّه، أَلْفَيْتُنِي مَشْدُودًا لِدِقِّ الشَّأْنِ وَجُلِّه. تَوَّاقًا لِلْمُسَاهَمَةِ فِي النِّضَال، وَنَبْذِ التَّرَفِ وَالْأمْوَال. فَقَدْ اخْتَبَرْتُ امْتِهَانَ الْكَرَامَةِ مَرَّة، وَلَا أَنْزِعُ لِمُعَاوَدَةِ الْكَرَّة.

    وَلَمْ تَضِعْ أَوْجَاعُ الُأَعْوَامُ هَبَاء، فَبَلَغَتْنَا يَوْمًا خَيْرُ أَنْبَاء. فَقَدْ تَمَّتْ التَّسوِيَةُ أَخِيرا ، وَاسْتَرْجَعَ الْقَوْمُ الْحُقُوقَ الْمَهْدُورَة. وَقَفِلَ غَانْدِي إِلَى بِلَادِهِ الْمُسْتَعْمَرَةِ مِنْ سِنِينَ طِوَال، سَعْيًا لِلْانْتِهَاءِ بِالْهِنْدِ إِلَى الْحُرِّيَّةِ وَالْاسْتِقْلَال. وَعَزَمْتُ أَمْرِيَ أَنْ أُصَاحِبَهُ دَهْرا، فَارْتَحَلْتُ إِلَيْهِ وَرَافَقْتُهُ فَوْرا. وَقَضَيْتُ فِي الْهِنْدِ سَنَوَاتٍ عَدِيدَة، أَغْنَتْ حَيَاتِي بِالْخِبْرَاتِ الْفَرِيدَة.

    أَبْصَرْتُ غَانْدِي يُعْلِنُ الصَّوْمَ حَتَّى الْمَمَات، فَزَالَ التَّمْيِيزُ ضِدَّ الْهُنُودِ فِي الْانْتِخَابَات. أَيَّدُتُ غَانْدِي فِي عِصْيَانٍ مَدَنِي، تَزَايَدَ فِيهَا الدَّعْمُ الشَّعْبِي. رَافَقْتُ غَانْدِي لِنَسْتَخْلِصَ الْمِلْحَ مِنَ الْبَحْر، مُجَابِهًا قَانُونًا أَحَالَهُ لِلْمُسْتَعْمِرِ حَصْر. عُشْتُ مَعَ غَانْدِي سِنِينَ سِجْنِهِ وَنِضَالِه، وَتَرَقَّبْتُ بِمَعِيَّتِهِ دُنُوَّ الْهِنْدِ مِنَ اسْتِقْلَالِه.

    غَيْرَ أَنَّ الْهُنُودَ بَدَأُوا بِالْانْقِسَام، وَبَعُدَتْ الشُّقَّةُ بَيْنَ الْهِنْدُوسِيَّةِ وَالْإِسْلَام. وَانْتَهى الْخَطْبُ بِأَنُ انْبَثَقَتْ مِنَ الْهِنْدِ دَوْلَتَان، وَشَهِدْتُ وِلَادَةَ مَا يُعْرَفُ بِالْبَاكِسْتَان. وَتَأَلَّمَ غَانْدِي لِلَّذِي كَان، وَابْتَغَى الْوِحْدَةَ وَالْأَمَان. فَلَمْ تَرُقْ لِلْهٍنْدُوسِ دَعْوَاهُ فَنَبَذَه، وَقُبَالَتِي اخْتَرَقَتْ الرَّصَاصَاتُ جَسَدَه! فَلَمَّا وَقَعَ الْأمْرُ وَاغْتِيل، أَلْفَيْتُنِي أُوثِرُ لِسَلَامَتِي الرَّحِيل. وَرَجَعْتُ إِلَى دِيَارِ الْإِسْلَام، أُلَقِّنُ فَنَّ دَرْءِ الْحَرْبِ بِالسَّلَام!







  2. #2

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot

    الله يا الله .. ياللجمال والفخامة *^*

    لكم عشقت منكما فن المقامة

    كنت أتحرق شوقًا منذ الثلاثاء، لأنهل عذبًا من هذا الرواء

    فنلت أخيرًا غاية الأماني، وتاه لبي بين ألق الحروف وروعة المعاني

    تحفتان زانتا أرض القلم، واحتلتا بفخر أعلى القمم

    فـ بتّ أسيرة الإعجاب، وحلقت روحي بين السحاب

    ألا جزاكما الله بها فيض جنات ونهر، "فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ "

    سؤال لزيادة المعرفة ألا يجب أن يتوافقا في النهاية ؟ لا حظت أن بعضها ليست متوافقة مثلًا


    هممتُ عند ذاك أن أرجع على أعقابي، فلا نفع لي في صحبة لا ترتوي منها جيوبي
    فَقَدْ تَمَّتْ التَّسوِيَةُ أَخِيرا ، وَاسْتَرْجَعَ الْقَوْمُ الْحُقُوقَ الْمَهْدُورَة
    ألا يجب أن تكون مثلًا .. مثلًا ! "هممتُ عند ذاك أن أرجع على عقبي، فلا نفع لي في صحبة لا يرتوي منها جيبي"

    "فَقَدْ تَمَّتْ التَّسوِيَةُ المنظورة ، وَاسْتَرْجَعَ الْقَوْمُ الْحُقُوقَ الْمَهْدُورَة"


    ضربتها مثلًا للتقريب؟ إن كان لا يشترط ذلك تكون أسهل ^_^

    ممتنة لجمال ما أتحفتمونا به من بهاء نضر

    سلمكما ربي

  3. #3

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~


    ألآ فلتكتبوا شهرياً على الأقل
    ولا تحرمونا جمال سطوركم ولا عذب ألفاظكم
    ماذا أرى سبائك ذهبية خطت باحترافية
    وسلبت عقلي ولب الفؤادِ
    حتى كدت معها أطير شوقاً للتمامِ
    يااااااااااااااه
    ما شاء الله تبارك الرحمن

    •••*•••

    ولقد أسرت من حيث لا أدري
    ولقد فتنت بالمقامة الأولى
    أي وربي
    تركت المكان الذي كنت فيه أجالس من أجالس
    واعتزلت وأخذت ركناً في زواية
    وقرأتها واستوعبت
    وجال البال من كاتبها
    فليعطينا عهداً على الدوامِ وعدم الإنقطاعِ,

    •••*•••

    فليبارك ربي في أقلامكمـ وأعماركمـ
    ولا يحرمنا من جمالكمـ
    زدتم فضلاً على فضل وعزاً وقدر
    وهداكمـ ربي فقد أشغلتم الفكر وحركتم القلم الكيبوردي
    فليحفظكمـ ربي،،

    ~

  4. #4

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot

    وانتهت مدة التصويت...

    لا أجرؤ على أن أحكم بفائز أو بخاسر في هذا التحدي، لأن عدد المصوّتين - على رفعة قدرهم - كان قليلًا دون النِصاب. لذا أكتفي بالقول إن المقامة الأولى كانت لي والثانية كانت لتشيزوكو.

    شكرًا لكل من أتحفنا بمروره أو تصويته أو تعليقه.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~


    ألآ فلتكتبوا شهرياً على الأقل
    ولا تحرمونا جمال سطوركم ولا عذب ألفاظكم
    ماذا أرى سبائك ذهبية خطت باحترافية
    وسلبت عقلي ولب الفؤادِ
    حتى كدت معها أطير شوقاً للتمامِ
    يااااااااااااااه
    ما شاء الله تبارك الرحمن

    •••*•••

    ولقد أسرت من حيث لا أدري
    ولقد فتنت بالمقامة الأولى
    أي وربي
    تركت المكان الذي كنت فيه أجالس من أجالس
    واعتزلت وأخذت ركناً في زواية
    وقرأتها واستوعبت
    وجال البال من كاتبها
    فليعطينا عهداً على الدوامِ وعدم الإنقطاعِ,

    •••*•••

    فليبارك ربي في أقلامكمـ وأعماركمـ
    ولا يحرمنا من جمالكمـ
    زدتم فضلاً على فضل وعزاً وقدر
    وهداكمـ ربي فقد أشغلتم الفكر وحركتم القلم الكيبوردي
    فليحفظكمـ ربي،،

    ~
    بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرًا على يراعك الجليّ وثنائك السخيّ. ليتني أستطيع إيفاء حقك من الشكر في مشاركاتك الفعالة في القلم، فاسمحي لي هنا أن أشكرك وأشيد بقلمك على كل المرات التي أقرأ لكِ فيها موضوعًا أو خاطرة أو ردًا فيعجبني ولا أستطيع الرد لعدم إيجاد شيء يفي بحق المشاركة أو لضيق الوقت.

    شكرًا لك مجددًا على طيب مروركِ.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كودو خالد مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~

    لقد أبدعتما، لله دركما *^*

    المقامتان جميلتان، ولكن الأولى أرحب في القول وأجزل، والثانية أدق في المعنى وأجمل
    وكلتاهما لم تخلُ من بعض التكلف في القليل من المواضع..

    عندي ثلاث ملاحظات على المقامة الثانية

    أولاها: "ألفيتني مسلوب الكرامة منهار"

    وقف/ت صاحب/ة المقامة على السكون للضرورة السجعية XD
    ولا أظن هذا جائزا إلا في روي الشعر.. صح؟

    وثانيها: "باسم غاندي دعُوه"

    والصواب أن تكون (دعَوه) بفتح العين لا بضمها، كسما ورعا وغدا وعلا
    وكل فعل على هذه الصورة عند إسناده إلى ضمير الجمع نفتح ثانيه ولا نضمه..

    وثالثها: "لدق الشأن وجُله"

    الجُل من كل شيء معظمه، وأما الجِل بكسر الجيم فهي عكس الدق، وهي أنسب في هذا السياق..
    " اللهم اغفر لي ذنبي كله، دِقه وجِله "

    جزاكما الله خيرا على ما أمتعتمانا به
    وبارك في أقلامكما..

    في أمان الله ~

    على الهامش:

    لأن أكتب نصا من مئة صفحة أهون علي من ضبط النص كاملا بالشكل كما في المقامة الثانية XDDD

    مرحبًا بك! سمعتُ أن لك مقامة في الفرن تُشوى، فعسى أن يجعلك هذا التحدي تسارع بإخراجها إلينا

    شكرًا على نقدك وملاحظاتك. ثمّة تكلف غير خفي في بعض المواضع كما ذكرتَ، لكن هذه ضريبة المبتدئين.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح القلم مشاهدة المشاركة
    الله يا الله .. ياللجمال والفخامة *^*

    لكم عشقت منكما فن المقامة

    كنت أتحرق شوقًا منذ الثلاثاء، لأنهل عذبًا من هذا الرواء

    فنلت أخيرًا غاية الأماني، وتاه لبي بين ألق الحروف وروعة المعاني

    تحفتان زانتا أرض القلم، واحتلتا بفخر أعلى القمم

    فـ بتّ أسيرة الإعجاب، وحلقت روحي بين السحاب

    ألا جزاكما الله بها فيض جنات ونهر، "فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ "

    سؤال لزيادة المعرفة ألا يجب أن يتوافقا في النهاية ؟ لا حظت أن بعضها ليست متوافقة مثلًا






    ألا يجب أن تكون مثلًا .. مثلًا ! "هممتُ عند ذاك أن أرجع على عقبي، فلا نفع لي في صحبة لا يرتوي منها جيبي"

    "فَقَدْ تَمَّتْ التَّسوِيَةُ المنظورة ، وَاسْتَرْجَعَ الْقَوْمُ الْحُقُوقَ الْمَهْدُورَة"


    ضربتها مثلًا للتقريب؟ إن كان لا يشترط ذلك تكون أسهل ^_^

    ممتنة لجمال ما أتحفتمونا به من بهاء نضر

    سلمكما ربي
    بوح يا بوح! أظنك ستجدين صعوبة في إيجاد من يتحداكِ وأنت تبرزين مواهبك المخيفة يومًا بعد يوم! يبدو أن هذه الموهبة متأصلة فيك من الصغر، فحفظها الله فيكِ وبارك فيها. لا أملك إلا أن أقول: أمينة يا أمينة...

    بالنسبة للسجع في المقامات، فلا يُشترط فيه ما يُشترط في الشعر من اتحاد القافية، وإن كان الإتيان بذلك يقوّي السجع ويزيد من بديع اللفظ، لكن إذا تأمّلتِ في مقامات بديع الزمان والحريري، ترين أنه أمر لم يلزما نفسيهما فيه على الدوام.

    شكرًا لكلامك النقي ومرورك البهيّ.



    وأخيرًا إلى مقامة تشيزوكو! بداية أحييك على تفانيك في التشكيل، فقد صرتِ من رافعي الأوزان الثقيلة في نظر خالد XD. المقامة كان لها وقع رنان وأثر قوي. جمعتِ القصة من كافة جوانبها فقدمتِها بغير إسراف ولا تعسف في اختيار الألفاظ وانتقاء السجع. السرد كان متصلًا غير منقطع، واللفظ منسابًا، والمعاني متدفقة بلا خوف من النضب. أسرتني بعض العبارات مثل "فَلَمَّا وَقَعَ الْأمْرُ وَاغْتِيل، أَلْفَيْتُنِي أُوثِرُ لِسَلَامَتِي الرَّحِيل. وَرَجَعْتُ إِلَى دِيَارِ الْإِسْلَام، أُلَقِّنُ فَنَّ دَرْءِ الْحَرْبِ بِالسَّلَام!"، فكانت نِعم الخاتمة للمقامة (>> يتساءل عن سر ولعه بالنهايات)، وختام المقامات من أصعب الأمور، فالمطلوب فيه أن يترك في نفس القارئ أثرًا لا تطمسه الأيام، ويخرج منه بعبرة تُحكى أو بطرفة مسلية، وأحسب أن خاتمة مقامتك كانت أعمق أثرًا من منافستها. انتقاداتي - إن كان يحق لي أن أنتقد - محصورة في النقطة التي ذكرها خالد من إسكان ألف التنوين، وكذلك ضعف السجع في موضع أو اثنين، إما لأن الصوت متجانس في الحرفين لا متماثل (أخيرا / المهدورة)، أو لأن السجع فيه في هاء الضمير لا في الحرف الذي يسبقها (فنبذه / جسده).



  5. #5

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot

    نسيتُ الموضوع من شدة الهدوء هنا XD

    مبارك فوزك بوارو، استحققته عن جدارة ^^

    شكرًا لكم جميعًا على تعليقاتكم المفيدة (ولكل من مرّ وشكر وصوّت)، وسأحاول العمل بها بإذن الله إن فكرتُ بكتابة مقامة مجددًا >>> لا أظن XD

    مقامة بوارو تميزت بجمعها بين البلاغة في ألفاظها والسلاسة في سردها.. فيستمتع القارئ بتذوق جمالها كما يستمتع بحلاوة القصة ذاتها..

    اندمجتُ معها كثيرًا

    آمل أن أتمكن من تطوير أسلوبي كذلك يومًا ما ^^"

    أعتذر على قصر الرد، كان لدي كلامٌ كثير ولكنني لا أدري أين تبخر XD

    في رعاية الله..

  6. #6

    الصورة الرمزية Samer

    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المـشـــاركــات
    1,869
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مقامةٌ من الهند.. تحدي بين تشيزوكو و Hercule Poirot

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    ما شاء الله تبارك الله!

    يا حسرة على تأخري في قراءة الموضوع، ولكن أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل

    مقامتان جميلتان في تركيبهما، والأجمل من ذلك تسلسل أحداث القصة التي تدل على ثقافة طيبة بأحداث تلك الفترة وقدرة تلخيصية ممتازة. استغربت من كون غاندي بطل قصتيكما إذ ظننته ممن أيّد الهندوس على المسلمين إلا أن مقامة تشيزوكو
    تلمح إلى عكس ذلك في ما يبدو. كم أتمنى أن أطلع أكثر على تاريخ شبه القارة الهندية!

    لا حرمنا رؤية إبداعاتكم القادمة.

  7. #7

    الصورة الرمزية BLACKOV

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    331
    الــــدولــــــــة
    قطر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: شيء خرافي .. ترفع له القبعة

    واااااااآو شي خرافي .. وترفع له القبعات


    صراحة ماتوقعت أن أحفاد الحريري وبديع الزمان الهمذاني لا زالوا موجودين بيننا .





    وأود أن أسال عن بعض العبارات ومعانيها مثل :

    1. تشتعل بالماء والثلج .. !!

    2. فكأنه أسمال

    3. حوالي مرة بعد مرة


    4. [وَقُبَالَتِي]

    .....

    وأظن بوجود خطأ في العبارة التالية : ولم تضع أوجاع العوام هباء
    والأصح بنظري قول : ولم تضيع ،،

    وكذلك خطأ آخر بإضافة الــ ألف ولام التعريف إلى اسم أعجمي [ بالباكستان ]

    ................................................ فهل من عالم باللغة يبين لنا ..؟




    ملاحظة : لم يصب المقام الثاني في ربط

    [أَلْفَيْتُ صَحِيفَةً هِنْدِيَّةً مُرِيبَة، وَكَانَ ذَلِكَ فِي عُرْفِ الْبِلَادِ عَجيبَا]

    وأيضا [لَمَّا كُنْتُ غُلَامَا فَتِيَّا، صَحِبَنِي أَبِي لِلْقَارَّةِ الْإفْرِيقِيَّة]


    وكان من الأفضل أن يقول [ مع أدنى درجة للركاب ] محل [ مع أدنى درجات الركاب ] .



    وخلاصة رأي في المقامين :

    الأول : القصة كانت ممتازة ، والسجع كان يعلو مستواه وينحدر على طول النص .

    والثاني : القصة جيدة إلى حداً ما ، والسجع كان ممتاز في البداية وانحدر مع التقدم في النص .


    وإن شاء الله ما أكون أثقلت عليكم .. ووفقكم الله وكثر من أمثالكم

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...