قصة .. هل حقا نريد ان تعرف ؟

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    408
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي قصة .. هل حقا نريد ان تعرف ؟

    هل حقا نريد ان نعرف كل شيء ؟

    اريد ان اعرف كل شيء ، ان أرى كل شيء ، ان افهم كل شيء, إنه حلم البشر منذ أزل الأزل إلى أزل الأزل ، كل الوجود يبحث عن المعرفة ، يبحث عن الحقيقة ، يبحث عن السبب والمسبب ، هل تدرك ان ترى الكون كله ، هل تدرك معنى الوجود ، أريد أن أعرف ماهي حقيقة الحياة ، وهل كان هنالك اطلنطس حقا ، هل حوريات البحر حقيقه ، جلجاميش هل كان اسطورة او حقيقة ، هل حكم الأرض ، وأين صارت كنوزه ، بل اريد أن اعرف كيف بدأ الوجود ، اريد أن أرى أدم ، اريد أن أرى حواء ، أريد أن أسألهما لماذا .
    الليل ، ماذا خلف ظلمت الليل ، ماذا خلف زرقة السماء ، من هؤلاء الزوار من الذين لا نراهم ونسمع عنهم في كل بيت في كل زاوية في كل حكاية .
    متى سوف يفني البشر أنفسهم ، متى سوف تحل الكارثة الكبرى والإبادة العظمى ، متى سيأتي اليوم الذي تباع به لحوم الكلاب بالذهب ،أنت تعلم يا صاحبي علم اليقين أن هذا سيكون ، العالم يتجه للهاوية ، أريد أن أرى ما وراء الأفق ، ما وراء السحاب ما وراء الكون كله .
    يقال ان مرض الايدز أنتح في مختبرات الغرب ، يقال ان الجن تزوجوا من الانس ، يقال ان وزن الروح21 جرام فقط ، هل تتصور ان هذا حق ام باطل . اريد ان اعرف ، اريد ان افهم ، اريد ان أرى.
    قلت له :
    _ يا صاحبي أنت تطلب الملل بعينه ، تطلب أن تنتهي حياتك ، او أن تقتلك المعرفة .
    نظر إلي بتعجب وقال :
    _ ولماذا يقتلني الملل ، أو تقتلني المعرفة ؟
    قلت له وأنا أحاول ان اعطي في نبرة صوتي الحكمة :
    _ عندما تعرف كل شيء ماذا بعد ذلك ؟ ، انت تعرف انك سوف تحيا وانك ستجوع وتمرض ، أنت تعرف الحياة والوجود ، انت تعرف متى ستموت ومتى سأموت ، لن تحب لأنك تعرف أن قلبك سوف ينكسر ، ولن تضحك لأنك تعرف أن بعد الضحك بكاء ، انت تعرف أنك إن خرجت من الباب ماذا سوف ترى ولماذا حدث هذا ولماذا حدث ذاك ، ستفقد الرغبة بالإثارة التي تجعل منا بشرا ، لن يثيرك شيء ولن تستكشف المكان والزمان ، لن تحاول لانك تعرف نتيجة المحاولة ، سفقد الرغبة في سؤال الحياة لماذا وكيف ومتى ، لن يصبح لك هدف ، ستقتلك الكآبة بمعرفة يوم مماتك , ويوم وفاة ابناءك و والداك وأصحابك ، ستقتلك الكآبة حين ترى الفقر يعم البشر والظلم حل بهم وقد جاروا على ببعضهم البعض ، إن عقولنا ليس لها القدرة على بعض الأمور ومن ضمنها ان نعرف كل شيء .
    اراح رأسه على الأرض واطلق بصرهلنجوم الليل ، لم تستمر لحظات صمته طويلا حيث قال :
    _ معك حق ، ورغم ذلك لازلت اريد ان اعرف .
    كان ذلك اخر ما قاله واخر ما سمعته منه ، لقد غاب في نوم عميق لم يستيقظ منه ابدا .
    لا ... إنه لم يمت ، ولكنه نام بالمعنى الحرفي للكلمة ، لم اره بعدها يفتح عينه ، لقد ندمت على ما فعلت ، لقد ندمت على اخذه معي لتلك الصحراء ، ندمت على اخذه من بين والديه .
    لم يعاتباني ، لم يقولا شيئا .
    فإبنهما بخير ولكنه نائم ، ولم يستيقظ بعد .
    في كل شهر ازوره ثلاث او اربع مرات ، أحيانا اصادف والديه ، او اخوته ، او حد محبيه ، واحيانا أخرى اصادف أناس غرباء يريدون رؤية الشاب الذي لم يستيقظ منذ ثلاث سنوات ، الفضول يقتل البشر ، والعجائب تعجب البشر ، الطاقم الطبي مثالي في التعامل مع مريض لا يشتكي ولا يطلب ولا يسأل ولا يتسائل ، والزوار صامتون مثل صمت النائم أمامهم ، بكل بساطة هو المريض المثالي ، وهم الزوار المثاليون ، لا احد يشتكي لأنه لا يوجد ما يشتكي منه ، كل شيء مثالي حول الفتى النائم .
    ما الذيحدث لفتى نام ثلاث سنوات ، ينقص وزنه بضع كليوا جرامات يطول شعره ، ثم يقصر بالمقص ، ربما يئن ربما يتمتم بكلمات غير مفهومة ، ربما يتحرك ، ولكنه يضل نائما .
    وفي يوم من الأيام ، وفي لحظة من اللحظات ، المريض المثالي لم يعد مثاليا ، والليل الهادئ لم يعد كذلك .
    انقطاع في التيار الكهربائي ، فوضى في كل مكان ، صراخ الأطفال في بعض الأطراف ، وصراخ المرضى في اطراف أخرى ، المولد الكهرباء الاحتياطي لايعمل ، وهنا بذكائك البديهي تعلم ان كل الاجهزة لن تعمل ، لحظات مثالية للموت ، حيث لن يستطيع احد لوم الطاقم الطبي ، لوم وزارة الصحة ، شخص مجهول بوظيفة مجهولة سوف يتحمل اللوم كله على موت عشرات المرضى تحت الأجهزة وتحت عين ونظر الطبيب و الممرض والفراش العاجز .
    ولكن لم يمت احد ، معجزه من خالق السماوات ، لم يتأذى احد ، سوى مريض واحد ، لم يكن موصلا باي جهاز ، لم يكن يشتكي من انقطاع التكييف من قبل ، لم يشاكس أي مريض او ممرض او طبيب ، لقد كان طوال الثلاث سنوات الماضية المريض المثالي ، استيقظ من نومه وهو يصرخ ، بدأ بالأنين ثم اخذ يعلوا ويعلوا حتى ملئ القسم صراخا ، كان ذابل الجسد لا يقوى على الحراك ، ولكنه سليم من كل اذى .
    صراخه اشبه بشخص سحق جسد والدته بعامود حجري وهو ينظر ، او صراخ شخص يقوم جزار مجنون بتقطيع لحمه رويدا رويدا .. جزار سادي من الجيش النازي يمثل جنون هيتلر ، هم كثير من يزورون الموت ، هم كثير من يعودون للحياة ، ولكن لم يمر على ذلك المستشفى سوى شخص واحد صحى من النوم ليستنجد بالموت لينقذه ،
    الطاقم الطبي مستنفر وفي حيرة ، يحاولون السيطرة على صاحب الشعر الأشيب ، يحاولون السيطرة على الفتى المستيقظ ، لقد كان منذ لحظات بشعر فاحم ، بالتحديد قبل الانقطاع الكهربائي , ومع النور ومع حدوث معجزة عدم الموت لأي مريض ، استيقظ المريض المثالي .
    استيقظ بشعر اشيب لا يملكه الا شخص رأى الحياة ورأى الموت ، ثم سكن الثمانين لينتظر صديقه الذي خطف كل احبابه ونسيه خلفه ، شخص ينتظر الموت ليأتي له .
    استشارات كثيرة بين الأطباء حول ماذا يفعلون يخافون ان نام ان لا يستيقظ من جديد ، فشلة كل المحاولات ، وخاف الجميع من نوبة الصراخ التي مزقت الكون ، التي مزقت قلوب من يسمعها ، طبيب شجاع حسم الامر بإبرة مهدئة جعلته ينام ، ومع الفجر بضعت من الناس يدخلون ويخرجون على الفتى الاشيب ، يقبلون راسه ، يمسحون شيبته ، يتبادلون التهاني ويتساءلون عن موعد استيقاظه ، يشككون أحيانا في حقيقة انه استيقظ ، ولكن اللون الأبيض ، ينبأهم ان هنالك تغير ، هنالك امل .
    ترتفع الشمس إلى كبد السماء ، الكل يقطع الرجاء ينسحب المحبون ، ينسب الفضوليون ، ينسحب الأطباء ، وتبقى العجوز جالسة ، ويبقى الشيخ جالس ، وتبقى الأخت باكية ، وبقيت انا النادم بعيدا اراقب .
    شهق الفتى كأنه خرج من قبر ، صرخت الام وهي تحتضن طفلها الأشيب ، وقف الشيخ متكئ على عصاه ، وقفت مذهولا وانا أرى العائد للحياة زائغ العينان ، مفتوح الفم ، مذهول النظرات ، ابيض الشعر ، لم يتكلم ، لم ينظر لأحد ، كان يتنفس برعب ، اشد من رعب طفل نسي في المقابر ، اشد من رعب رجل فقد عائلته ، اشد من رعب فتاة قتل طفلها ، اشد من الرعب الذي لف الساحرات في محرقة العصور الوسطى ، لقد كان خائفا وهو عائد من عالم الاحلام .
    في الأيام التالية ، تعلم الكلام ، ثم الاكل ، ثم المشي ، تعلم كيف يربط حذائه ويتناول ادويته ، تعلم كيف يرد التحية وتقبل الاخبار السيئة ، ثم تعلم أن لا يصرخ كلما غفا ، وأن لا ينادي .. ليتني لم اقبل .. طوال الليل ، لقد تحول من ميت نائم ، إلى طفل متحرك .
    عدد الفضوليون لا يحصى ، وعدد مصوري السناب شات و مغردي التويتر و مرتادي الفيس بوك ، اصبح مزار سياحي بالإضافة لضريح الحلاق الذي حاول ان يصنع قصة شعر للحمار فقتله برفسة ، وحكم على الحمار بالإعدام ، لأنه رفض قصة الشعر ، اصبح مزار لحجاج الغراب والعجائب ، يسألونه بماذا كنت تحلم ، نحن اصدقائك الجدد نحن اصدقائك القدامى ، زرناك وانت نائم ، زرناك وأنت تتكلم ، ماذا تقول للمتابعين ، لقد أعتاد على اجابته الرتيبة ، الحمد لله ، كنت نائم ولا أتذكر ، وفقكم الله ، شكرا .
    كأنه ألة تسجيل عتيقة تعيد نفس الكلمات الخالية من المشاعر البشرية . وبعد ثلاثة أسابيع ، اصبح الخارج من عالم الاحلام ذكرى منسية ، واصبح قبر الحلاق هو المزار السياحي الاول .
    بعينين زائغتين ، وشفاه متيبسة ، لم يأتي معها مرطب الشفاه باي نتيجة ، وجسد نحيل ابيض ، يرافقني من مكان لآخر ، يطلب مني ان نزور هنا ، ان نزور هناك .
    زرنا كل مكان . قارعة الطريق ، خرائب في اقاصي المنطقة ، زريبة لبيع الابقار ، توقفنا بطرف وادي .
    كل مكان طلب الذهاب اليه اخذته ، الغريب ان هنالك أماكن لم ازرها من قبل ، ولم افكر يوما في زيارتها ، من يحب زيارة حصاة حمراء على طرف طريق 44 ؟
    كان دقيقا جدا في الأماكن التي يطلب زيارتها ، لم يقل لي لماذا ، و لم اسال لماذا .
    ربما هو الفضول او الشعور بالندم هو ما جعلني اركض خلفه كالملهوف ، كالخادم ، كالعاشق الولهان .
    وفي يوم ، بعد خروجه بثلاثة اشهر ، اتصل وطلب الذهاب لنقطة البداية ، إلى الصحراء ، طلب ان نبيت ثلاث ليالي هناك ، تمنعت ، اخترعت الحجج ، هل كنت خائف ، نعم لقد كنت خائف من ان يعود للنوم ، اصر ، اصدر الأوامر وترجاني ، تحججت بوالديه ، تحججت بوالدي ، ولكن وللعجب كل الأطراف يصرون على ذهابي معه ، هل هي كريزما العائد من عالم الاحلام ، هل هي تحقيق لرغبات للطفل المدلل ، لا اعلم الإجابة .
    ولكني اعلم علم اليقين أنه اقنع الكون ان يكون معه .
    أيها الموتى هلموا وانظروا .. حيا تظنونه مات
    بيت من قصيدة تخبر عن حال هذا الاشيب ، تخبر عن حال هذا الشاب الذي يداعب النار بقطعة خشب ، قليل الكلام بطيئة الاستجابة ، زائغ العينين لم يعلن عن هدفه بعد.
    ومن منا يعلن عن أهدافه مهما كانت ، بطبيعتنا البشرية التي اكتسبنها تعلمنا المحاورة ، المراوغة ، الكتابة بالفحم في ظلمت الليل ، كل ذلك لكي نصل إلى اهدافنا باقل الخسائر .
    طوارق السماء تهوي إلى الأرض بين الفينة والأخرى , نجوم السماء ، الطوارق البعيدة ، كم هي جميلة في ليلة لا قمر فيها ، سجادة زرقاء فيها ذباب منور .. مثلما تقول احدى الشخصيات الكرتونية ، وصف بسيط لا يقارب واقع تلك المعجزة الزرقاء المزينة بملايين الانوار التي نسميها نحن البشر النجوم ، نسميها نحن البشر كواكب ، نسميها نحن البشر مجرات .
    _ في اخر يوم كنا فيه هنا ، هل تذكر ماذا قلت لي ، لقد قلت لي ان الملل سيقتلني ، لقد أخطأت ، الرعب هو ما قتلني ، الحزن هو ما جرني إلى الاسفل ، إلى الكآبة ، إلى ما تراه ، كموج البحر تجري تلك الذكريات ، ليتني تفكرت فيما قلته ، يا ليتني نظرت إلى ما انا مقدم عليه .
    أخذ وجهه بالشحوب ، أصبح أشبه بعجوز قضت كل حياتها بالمستشفى ولم ترى يوما نور الشمس .
    رفع بصره إلى السماء الواسعة وأشار إلى الكواكب ، إلى النجوم السماوية وقال
    _ هناك تكن الحقيقة ، هناك تكمن المعرفة المطلقة عن كل الوجود ، هناك كل شيء محفوظ ، هناك تكمن المكتبة الكبرى ، حيث حفظ البشر ، وحفظ تاريخهم المشؤوم .
    رفعت بصري لعلي افهم إلى ما يرمي إليه ، كانت السماء موجودة ، كما كانت في السابق ، كما كانت اليوم ، كما ستكون ابدا .
    نظر إلي بعيون زائغة واكمل
    _ بذلك اليوم بتلك الليلة لم نكن وحدنا ، لقد كانوا معنا ، لقد كانوا يراقبون ، كما كانوا ابدا يراقبون .
    هنا قاطعته لجزمي اني جالس مع فاقد العقل .
    _ لم يكن معنا أحد ، صدقني فعندما كنت نائما استنجدت بالرمال ، بالسماء بالصحراء ، لأني لم اجد بشر ينجدني .
    تبسم ابتسامة اقشعر منها بدني ، لقد تبسم ابتسامة المذهول , لقد اخافني بعيونه تحت ضوء النار
    _ صدقني لم يكونوا بشرا ، لا تسألني من كانوا ، فهم ليسوا بشر ، ربما كانوا من الجن ، ربما كانوا من سكان الفضاء ، ربما كانوا خلقا آخر لم نسمع عنه ألله يعلم بهم ، ولكنهم لم يكونوا بشرا .
    هل صدقته ؟ .. لا أعلم ولكني اعلم علم اليقين أنه أرعبني ، هذا الشاب لا أعرف من يكون ، ولكني أعرف انه ابرع من أي شيء رايته , من أي فلم شاهدته ، او قرأته في رواية ، او سمعته من فم انسان .
    _غفونا ، ولكنهم ايقظوني وتركوك نائما ، هالة الوقار ، تذهل العقول ، وقفت مرعوبا ناديت عليك ولكنك لم تجب ، سألاني أتحب أن ترى التاريخ ، أتحب ان ترى ما فعله البشر بالبشر .
    هنا وقف وهو يرتعش ، وأشار إلى الأرض وقال
    _ وقفا هنا ، واكنت كنت نائما هنا ، وانا ... وانا وقفت هنا ، قلت انها تخاريف العقول ، قلت في نفسي اني احلم , وما الضير ان كنت احلم ، لا بأس بأن أرى التاريخ في حلمي .
    ولكنه لم يكن حلما ، كنت اعلم انه ليس حلما ، اشرت إليك وقلت لهما ، اريده معي ، هو يريد ان يرى ، قالا انها رحلة لواحد فقط ، لشخص يريد ان يعرف ، يريد ان يفهم ، يريد ان يكتشف المجهول .
    هنا انتهى الحوار وبدآ بالمشي نظرت إليك حاولت تحريكك حاولت ان أخذك معي ولكنك رفضت ، كنت كالميت ، لا ادري كيف ذلك ولكني كنت بقربك نائم .
    مشيت خلفهم ، حاولت حوارهم ، حاولت التقرب منهم ، حاولت ان اعرف من يكونوا ، ولكن الصمت كان جواب كل محاولاتي .
    كانا يمشيان حول كل حجر ، حول كل اثر ، دخلا بي ارض لم راها من قبل خرائب قد اكل عليها الدهر وشرب ، خرائب كانت بيوم من الأيام بلاد عامرة .
    قرعا الاخشاب التي كانت بيوم من الأيام أبواب ، تلمسا الأرض ، اخذا يشما التراب يفتشون عن الأثر يمسكان بالهواء ثم اخذا يهمسان بان الأثر ميت .
    تبسمت لأول مرة في تلك الليلة ، ان البلاد كلها ميتة فأي اثر ذاك الذي مات ؟
    ثم دخلا الطرق الضيقة ، دخلا بين الاودية بتلك البلاد يتلمسان ، يشمان ، يمسكان بالهواء .
    حتى طرق احدهم صخرة لمس تلك الصخرة ثم قال
    الأثر حي ، اخذا يتلمسا الصخرة ، يمسكا بالهواء ثم طرقا الصخرة مرة أخرى ثم مرة أخرى حتى ظننت ان ذلك الحجر سينكسر تحت وطئت طرقهم المستمر ، وبعد لحظات جلسا يرقبان السماء .
    اخذني الفضول ما الذي ينظران إليه ، لا شيء نزل من السماء ، وهما يرقبان هب نسيم خفيف جلب معه الأصوات البعيدة .
    نظرت للبعيد لعلي اعرف من هو صاحب الصوت ، ولكني لم ابصر أحدا .
    اخذ الصوت يعلوا رويدا رويدا
    حتى اصبح قريبا مني ، كان يتكلم مع شخص ما ، عندها ادركت ان الصوت آت من الصخرة .
    نظرت إليها تقربت منها ، ولكن احد الرجلين منعني وامس بي ، قال لا تقترب ، ولكن انظر .
    رويدا رويدا ظهر رجلان كأنهما أطياف ، معلقة في الهواء ، كانا يتجاذبان اطراف الحديث ثم تفرقا ، احدهما سار للقرية ، والأخر توجه للبعيد ، تبع الرجلين الطيف الذاهب للقرية ، تبعاه بصمت وهم يرقبان بحذر ماذا يحدث .
    وكلما قرب الطيف من القرية تعالت الأصوات ، أطفال ، نساء ، حيوانات ، حتى رأيت الاطياف في كل مكان تحوم من حولي ، لقد ادركت ان هذان الشخصان ليسا من البشر ، ولا اعلم ماذا يكونان .
    وفي غمرة ذهولي اخرج احدهما كتاب ، نظر فيه ثم بحث في القرية التي تحوم بها الاطياف ، إلى ان وصل لطفل صغير ، اخذ يرقبه باهتمام .
    وفجأة أخذ الوقت يزداد سرعة ونحن نسرع معه نلحق بذلك الطفل كيف حدث هذا لا أعلم ، ولكننا كنا خلفه ، اترى من كان ذلك الطفل ، لقد كان يعمل ، يكبر ، يدرس ، كنا واقفين وكنا نلحق به ،
    لقد تسمر جسدي ، لقد جف حلقي واسكن الرعب جسدي ، أي جنون قد حل بعقلي .
    رأيت الطفل يسهر يكتب يتشاجر يحمل السلاح ، يسجن ، هل تعلم من ذلك الطفل ، هل تعرف من ذلك الطيف ، لن تصدقني ، ولكنه كان هوه ، لقد احببته وكرهته ، لقد كان مثال العظمة والجنون ومثار للجدل ، لقد جننت حين رأيت الشارب ينموا بوجهه ، لقد كان هوه ، بذلك السيجار واللهجة الآمرة ، لقد رأيته يقتل ويعذب ويصلح لقد رأيته يجتاح بلاد بأسرها .
    لقد دمر واسرف بالتدمير ، رأيت شعبه يجوع ويمرض ، رأيته يأمر بالإصلاح ويحاول رفع المنكسر ، ذلك المنكسر الذي هو نفسه كسره ، ثم يأتي الانسان بسلاحه يجتاح البلاد ويقتل العباد ، لقد تفحمت الجثث ، رأيت الأطفال والرجال والنساء تذوب جلودهم رويدا وريدا ، رأيت صراخهم يعلوا فوق السحاب ، ثم يهرب ذلك الشبح بعد ان اخذت البلاد من بين يديه ، حاول الإصلاح حاول استعادة المفقود ، ثم يقبض عليه يحاكم ويرى العالم كله شنقه .
    هنا لم اتمالك نفسي ، امسكته من كتفيه هززته بقوة ، لقد شعرت بضعف صاحبي لأول مرة بحياتي ، لقد كان عضام قد كساه الجلد والرمال ولا شيء آخر ، صرخت في وجهه
    هل جننت ، اتقول لي انك رايت صدام العراق ، هل تقول لي انك رأيت حياته بأم عينيك .
    تحت ضوء النار لمعت عينيه ، رأيت ابتسامة شاحبة ، اخافتني وأجفلتني وجعلتني اتراجع ، لم يكن يكذب ، لم يكن يمزح ، إما أنه وصل مرحلة من الجنون لا يمكن أن توصف أو انه رآه حقا.

    تراجعت أمسكت شعري وأنا انظر إليه كانت عيناه ما زالتا تخبراني انه رأى ما لم يراه بشر .
    هل اصبت بالجنون لكي أقول اني اصدقه ، ام هل اصبت بالجنون وأقول اني لا اصدقه ، هذا الفتى الاشيب نام ثلاث سنوات وعاد ليخبرني انه رأى حيات صدام بأم عينيه ، اخبرني بأنه رأى الأموات يمشون بين الاحياء .
    كنت مجنونا حين بدت من عيني نظرت تصديق ، ولكن لا بأس بمتابعة الجنون .
    جلست وانا فاتح فمي ، أنتظر المزيد ، نظر إلي وقال بصوت اشبه بالهمس
    لقد حزنت على فراقه ، لقد كان طاغية مجنون ، ولكني حزنت على فراقه ، لقد قتل وامر بالقتل ، ولكني حزنت عليه ، لقد تسبب بأكبر كاثرة ممكن تتخيلها ، ولكني حزنت فراقه ، لقد كان صدام العراق ، لقد أحب بلاده ، كم كرهت نفسي حين حزنت حين رأيته معلقا ، كم تعجبت من دموعي حين سال ، ما باليد حيلة ، إني بشر ، وهل من طبعنا نحن البشر حب الطغاة ؟
    _ بطرف كمه مسح عينه اليسرى ، لطالما تعجبت من عينه اليسرى التي تخرج الدموع دون اليمنى . لم يكن يبكي مثلنا يوما ،
    تابع قائلا
    للحظة ظننت اني جننت ، لم يهتما لموته ، رغم اني تيبست ، لو اني صرخت لو اني أخرجت الرعب الذي كان بقلبي ، لو اني كنت مثلك يوما لما صمت حين علق ذلك العراقي جسد بلا روح .
    نظرت إليهما لعلهما يخبراني بشيء ، ولكنهما كانا يراقبان مثلي حتى إذا هدأت روحي أدركت ان كل شيء قد توقف ، كأنما قد انتهى عرض الفيلم ، وغادر الجمهور ساحت السينما ، وقفا دون حراك حتى أذا ما اخذت الاطياف تتلاشى ، رأيت نفسي عند تلك الصخرة ، كأنما لم نتحرك كأنما لم نغير مكاننا الى العراق ، كأنما لم نلاحق صدام بطول العراق وعرضها كأنما لم نلاحقه بين اطراف الأرض .
    نظرت إليهم ، وهم يمضون للبعيد ، ناديتهم بالله عليكم اخبروني كيف هذا ، كيف عاد الأموات للحياة .
    لم يخبراني ، كل ما فعلاه هو المضي قدما ، لم اتبعهما ، بل ظللت واقفا أنتظر الجواب كيف وصلت في ليلة واحدة إلى اطراف العراق ، كيف رأيت الأموات يمشون امامي ثم يموتون .
    نظر أحدهما إلي وهو يشير إلى السماء وقال
    كل شيء محفوظ في السماء ، كل شيء موجود محفوظ ، كل صوت كل حركة كل همسة ، كل ما فعلناه هو اننا وجدنا اثر في الأرض فتبعناه الى السماء ، وهناك كل شيء ، هل ظننت ان الأثر قد اتاك ، انت مخطئ ، أنت من تبعث الأثر للسماء .
    لم افهم ولكني عرفت ان هناك سجل سماوي فوقنا لكل فعل يأتي به البشر ، سالتهم من انتم ، وكيف تجوبون الاراض .
    لم يأتياني بجواب . لقد مضيا كأنما سالتهم عن امر محرم .
    تبعتهم وانا يشغلني الفضول ، لقد زاد فضولي لكي اعرف اكثر ، كي أرى اكثر ، لكي اعرف الحقيقة .
    نظرت لصاحبي
    جسد هزيل ينطق بالأكاذيب ، ينطق بالأوهام ، ينطق بالمستحيل ، إنه ليس من عرفته منذ زمن بعيد ، إنه شخص آخر لا أعلم من يكون ، ولكنه شخص آخر .
    يجول بخاطري انه كذاب وربما رأى الأوهام في منامه ، للحظات صدقته للحظات ، ولكني الآن واثق من انه كاذب او واهم ، وفي عيني رأى تكذيبي له ، وخلف ابتسامته الباهتة رأيت علمه بتكذيبي له ،
    اقترب مني ثم وضع يده على كتفي وتكلم بصوت اشبه بالهمس
    _ بيضاء كالثلج ذات حجاب ابيض ، وخط اسود دائما ما كان موجودا على حجابها ، كلما دخلت على صاحبي طردتني ، لتفحص نبضه ، لتنظف جنبه ، ولكي تغير من جهت نومه ، وأحيانا تقوم ببعض الحركات الرياضية لجسده ، لكي لا تذبل عضلاته , تبتسم لي أحيانا ، واتعمد أحيانا النظر لنوبات عملها في لوح معلق على الجدار لكي أكون موجودا في فترات عملها ، ربما أطلب من امي خطبتها ، لا تخبر أحدا .. أتفقنا ؟
    جحضت عيناي وانا استمع لتلك الكلمات القليلة ، لقد قلت هذه الكلمات لابن اختي الصغير لقد كان عمره لا يتجاوز الثلاثة أعوام وكان هذا بعد عام من دخول صاحبي إلى المستشفى .
    كيف علم بها ، كيف سمع بها ، لا يمكن ان يكون الطفل ، لا يمكن أن أكون أنا.
    هنا خيران لا ثالث لهما . إما انه ساحر ، او انه صادق .
    ثم قال لي وقد علم بان الصدمة قد ألجمت لساني
    _ لقد تزوجت منذ اشهر بسيطة ، ولم تكن تحتفظ لك بأية مشاعر حب او كره ، انت فقط انسان عابر في حياتها ، لا تخف ، لست الأول ولا الأخير الذي يصاب بخيبة امل ، حياتنا نحن البشر كموج البحر ، نتقدم ونتراجع ثم نتقدم ثم نتراجع ، إلى ان يأتي اليوم الذي ننتهي فيه فلا تقدم ولا تراجع .
    وقفت وانا فاغر الفم ، نظرت إليه والرعب يملئ كياني ، من هذا الذي أمامي ، كنت أعلم من يكون ، بيوم من الأيام , كنت أعلم من هذا الشخص ، والآن هو رعب يمشي على قدمين ، لا أستطيع تصديقه ، لا استطيع تكذيبه ، ولا استطيع تركه ، ولا البقاء معه ، رعب يمشي على قدمين ، إنه رعب الحقيقة التي نخفيها عن بعضنا البعض ، لقد رآها بعينيه .
    لقد قرأت عن أناس اتصلوا بعالم يسمى السقوط النجمي ، ولكني لم أرى أي احد منهم ، كل من هؤلاء كان يروي عن حياته في محيط نظره في محيط الغرفة التي ينام فيها او في محيط المدينة ، ولكن هذا جاب الأرض ورأى الأموات ، ورآني ، ترى كم من المعرفة قد جمع ، ترى هل يعرف كل شيء ؟
    قال لي وانا واقف لا استطيع الكلام
    _ لا إني لا أعرف كل شيء ولكني اعرف ما قد جعلاني أراه ، هل تعرف ماذا رأيت ، رأيت المسلمون يصلون لأقاصي الأرض ثم يعمرون البلاد ، ثم تباع لحومهم بالأوزان ، رأيت أطفال يطبخون على النار ، رأيت النساء يقصدن دار الإفتاء ليسألن هل اكل الكلاب حلال ، هل اكل القطط حلال ، هل اكل الأموات حلال ؟
    هل تعلم ماذا تخفي الغابات ، هل تعلم ماذا خلف قصور الامراء ، لقد رأيت ، ثلاث سنوات وأنا اشق الأرض شقا ، بكيت حتى مللت من البكاء ،
    بارض المليون شهيد كذبوا علينا ، لم يكونوا مليون شهيد ، لقد كانوا ملايين الشهداء ، لقد كانوا يضعونهم في خط واحد ويطلقون عليهم ليروا كم جمجمة تخترقها طلقة واحدة ، رأيتهم يمارسون لعبة الصيد ، ولعبة الجمل ، ولعبة الذبح ، نحن ذاهبون للهلاك ، لا تغرك الملابس والمركبات ، لا تغرك جمال البنايات ، نحن ذاهبون للهلاك ، التاريخ يعيد نفسه ونحن سنبيد بعضنا ، وسنأكل لحوم بعض .
    كان يقول تلك الكلمات وهو رافع يديه للسماء كأنما يرى ما لا أراه ، كأنما يحيي تلك الأرواح الهائمة ، أو تلك المخلوقات المجهولة التي اخبرته بما لا اعلمه .
    أخذني الفضول فسأتله
    _ ماذا رأيت في هلوساتك .
    تجهم فجأة ، لا أدري هل شعر بالإهانة من مقولة هلوسات أم أنه تذكر أمر لا يحب تذكره .
    _ قال لي هل سمعت عن الحرب العالمية ؟
    قلت له نعم سمعت
    نظر إلي وقد أبيض لونه حتى بات اقرب ل لون شعره الأبيض .
    أنا رأيت .
    _ عندما يجوع الجندي , عندما يجوع الانسان ، عندما يجوع الكائن الأعلى مرتبه في السلم الغذائي فإنه يأكل .
    لا يهم ماذا يأكل ، قط ، كلب ، طفل ، شيخ .
    لكنه يأكل .
    لم أشعر بالخوف من كلماته , بل خفت من وجهه , كان وجهه يخبرني انه رأى ما لا يجب أن يراه .
    ثم أخذ بيده حفنه من التراب وقال .
    _ قالت العرب الجوع كافر ، وأنا أقول ان الجوع لا يعرف الكفر ، بل البشر هم الذين يعرفونه ..
    يقبض عليك لأنك ابيض أو اسود او مسلم او يهودي أو درزي ، تسجن بعيدا عن اهلك واطفالك وبعد أيام ، وبعد أن ينهش الجوع امعائك , تصبح مجنونا ، يقدمون لك وجبة ، وهنا ينتظرون لحظات وهم ينظرون إليك وأنت تأكل لقمة او لقمتين ثم يخبرونك أي ابنائك هذا الذي أكلت .
    وربما لا ينتظرون ، يقدمونهم لك في اواني لترى زملائك ينهشون لحم ابنائك فيقتل بعضكم بعضا .
    صرخت ، بكيت ، طلبت منهم التوقف والرجوع ، قالوا لي أن للمعرفة ثمن , وثمن المعرفة الجنون .
    لماذا ظللت حيا ، لماذا بقيت عاقلا ، لأني بين يوم وآخر أرك ، أرى أمي ، أرى ابي ، كان للجنون ثمن ، وللصبر ثمن .
    قلت في نفسي أي عقل بقي لك .
    قالت إحدى الكاتبات في الغرب ، لولا القوانين التي سنها البشر ، لكنا اشد فتكا من الحيوانات البريه .
    هنا ألقى صاحبي نفسه على الرمال وقال لم أعد اريد ان اعرف ، الآن أريد أن انسى .
    وأغمض عينيه ، ولكن هذه المرة لوقت صلاة الفجر .
    النهاية
    كتبها
    dt- sherlock
    8-11-2016

  2. 3 أعضاء شكروا Dt-sherlock على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: قصة .. هل حقا نريد ان تعرف ؟

    مثير للاهتمام حقًا أعجبني ما قرأت لكن بقي الفضول يتآكلني عن الحدث الذي أحال شعره أشيبًا

    أعلم أنك ربما ستقول أن السبب هو ما رأى من أهوال صح؟

    لكنك تطرقت لبعض مما رأى إذن كان من الجميل لو أخبرتنا الحدث الذي أفزعه فاجتاز به حد المشيب

    لقد رأيته يقتل ويعذب ويصلح لقد رأيته يجتاح بلاد بأسرها .
    لقد دمر واسرف بالتدمير ، رأيت شعبه يجوع ويمرض ، رأيته يأمر بالإصلاح ويحاول رفع المنكسر ، ذلك المنكسر الذي هو نفسه كسره ، ثم يأتي الانسان بسلاحه يجتاح البلاد ويقتل العباد ، لقد تفحمت الجثث ، رأيت الأطفال والرجال والنساء تذوب جلودهم رويدا وريدا ، رأيت صراخهم يعلوا فوق السحاب ، ثم يهرب ذلك الشبح بعد ان اخذت البلاد من بين يديه ، حاول الإصلاح حاول استعادة المفقود ، ثم يقبض عليه يحاكم ويرى العالم كله شنقه .

    أتعلم ؟ ربما الكثير يفكر هكذا لكن عندما تقارن يومنا الحالي بايامه تجد العجب العجاب

    أُخبرنا عن المقابر الجماعية التي وجدوها بعد موته واحدة فيها 40 شخصًا وأخرى فيها 100

    لكن انظر الآن قتل الآلاف في الأنبار تحت قصف البراميل المتفجرة أيام المالكي بدعوى الإرهاب ولم يتكلم أحد

    ثم في معارك الأنبار هربت من المعارك 10000 آلاف عائلة فاختفت منها ستة آلاف عائلة حسب إحصائيات المنظمات الإنسانية

    حتى لو كانت كل عائلة مكونة من فردين يصبح العدد 12000 شخص

    كما دفنت المليشيات 400 شخص في الكرمة وهم أحياء وساقت 400 شاب من قبيلتي لمصير مجهول بدعوى أن قبيلتي كانت من القبائل التي تؤيد نظام صدام فاستغلوا معارك الأنبار لينتقموا

    ناهيك عن الأوضاع الأمنية السيئة جدًا هنا في بغداد العاصمة فأنت عندما تخرج من بيتك تحمل روحك على كفك

    لا تدري كيف سيكون موتك هل بسيارة مفخخة أم بانفجار عبوة أم ستكون ضحية اختطاف أم عنف طائفي

    لقد كان وجوده كصخرة كبيرة جدًا تسد تدفق النهر قد نحصل على القليل من المياه لكنها صافية

    وبزوال تلك الصخرة تدفق النهر يدمر الكثير مما يمر به بسرعة جريانه وبالسموم التي يحملها والكتل التي كانت تستقر بقاعه

    ليس علينا نحن فقط لكن على المنطقة بالكامل فعندما كانت تلك الصخرة قائمة لم تتجرأ إيران على نشر نفوذها

    هنا في العراق وفي سوريا بل ربما في أغلب البلدان قد نثرت بذورها وتنتظر الوقت لتنمو جذورها وتكون غابات أشواكها فتنشر الدمار لتغذي أحقادها

    أنا لا أريد الدفاع عنه فهو ليس بحاجته الآن ولا أريد تحقيره فلن يضره ذلك بشيء

    فقط يكفيه أن فاز بشيئين لم يكونا لرئيس غيره منذ عقود وهما أنه استطاع تهديد إسرائيل متى ما شاء

    وكان تهديده يرعبهم حتى أنه قصف تل أبيب ذات مرة والثاني أنه نطق بالشهادتين قبل موته

    طبعًا هذه هي الأمور برؤيتي ولكل شخص رؤيته


    سلمك ربي قصة جميلة شدتني لقراءتها كما جميع قصصك .. باركك الله

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...