|| نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

[ منتدى نور المعرفة ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي القصص المشاركة تفضل؟

المصوتون
9. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • 5% على الطريق - فريق البيان

    1 11.11%
  • تيهاء - فريق الوابل الصيب

    5 55.56%
  • سجين الأوراق - فريق باكومان

    1 11.11%
  • عامٌ مضى وعودة غائب - فريق Silver Bullet

    1 11.11%
  • رحلة "استكشاف 59" - فريق كنوز المعرفة

    1 11.11%
  • المرأة مشقوقة الفم - فريق عرش الأنمي

    0 0%
النتائج 1 إلى 18 من 18
  1. #1

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||



    مرحبًا بكم أصدقاء المعرفة في تصويت الجولة الخامسة من مسابقة نجم الأقسام..

    أبدعت الفرق المشاركة في هذه الجولة في كتابة قصصٍ أكثر من رائعة تتعلق بالأقسام التي يمثلونها ^^

    وحان دوركم الآن لتصوتوا وتدعموا قصتكم المفضلة ^^


    ~

    شروط التصويت:

    1. لا يحق للمشاركين التصويت (لفرقهم أو للفرق الأخرى)..

    2. صوتوا للقصة المميزة (من ناحية جمالية القصة فكرةً وأسلوبًا، والسلامة اللغوية، ومدى ارتباطها بالقسم الذي تمثله)، وليس لفريقكم المفضل ^^

    3. لا يحق التصويت لمن تقل مشاركاته عن 50 مشاركة..

    4. مدة التصويت 5 أيام..

    ~

    وها هي القصص المشارِكة في المشاركات التالية ^^


    يتبع




  2. #2

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    فريق البيان

    5% على الطريق


    المشهد الأول

    أصبحنا وأصبح الملك لله. قالها فهد وتنهد بصوت عالٍ. أكمل ارتداء ثوبه ثم شرع في ارتداء الطاقية والشماغ الأحمر وفوقهما العقال. كان فهد شابًا طويل القامة وسيم الملامح. تخرج من كلية الهندسة بعد تأخر سنة عن الموعد المفترض، لكن لا ضير في الأمر، فقد حصل على وظيفة حكومية يستطيع العيش بدخلها هو وزوجته سارة ربة المنزل وأبناؤه الثلاثة.

    سارة أقصر من فهد بقليل، كما يحب أغلب الرجال أن تكون زوجاتهم. جميلة بأغلب المقاييس، بلا شك في عيني زوجها وأمها، وهما أهم شخصين في حياتها، فقد توفي أبوها وهي صغيرة. أكبر أبنائهما في الثامنة ويدعى معاذ يرتدي ملابسه كي يصطحبه أبوه إلى الابتدائية، أما لمياء ذات الخمسة أعوام ورغد ذات العامين فسيبقيان مع أمهما.

    لن تدخل لمياء المدرسة حتى العام القادم أو ربما الذي بعده، فحال فهد المالي لا يساعده على دفع أقساط المدرسة الأهلية، أما المدارس الحكومية فهو لا يثق بجودة التعليم فيها، ويكفيه ما رآه طوال سنوات تعليمه. هكذا كان يفكر، وإن كان يتعذّر لزوجته بقرب المدرسة الأهلية من المنزل.

    دخلت سارة إلى غرفة نومهما وقالت: فهد حبيبي، إن معاذًا جاهز، هلا اصطحبته إلى المدرسة قبل أن يتأخر.

    رد فهد: ثوانٍ فقط. ورشّ العطر على ثوبه وشماغه وهو يتجنب النظر في عيني زوجته.

    حركت سارة شفتيها وكأنما تريد الكلام، لكنها أمسكت قميصها بيدها لتمنع تلك الكلمات من الخروج. كان ابنها قد عاد البارحة بورقة من مدرسته للمرة الثالثة تطلب بإلحاح الأقساط المتأخرة، وهي تعلم علم اليقين أن زوجها لا يستطيع الدفع الآن. لقد أخبرها بذلك مرارًا. يجب الانتظار حتى الشهر القادم. ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يشغل بالها.

    فهد... نطقَتْ بصوت عالٍ بعض الشيء ثم أكملت بصوت منخفض... ماذا أفعل بشأن الدوريّة التي بيني وبين بنات أخوالي؟ أ- أرسلت لي هدى تسأل إن كنت سأستضيفهن نهاية الأسبوع القادم أو لا. سأحتاج إلى خادمة تساعدني في ذلك اليوم وإلى شراء عشاء فاخر كما تفعل كل واحدة منهن. هل أطلب منها تأجيل دوري؟

    تمتم فهد قائلًا: الله ييسر. سأرى ما يمكنني فعله وأكلمك في الموضوع حين أعود من العمل إن شاء الله.


    المشهد الثاني

    وكما قلنا في بداية الاجتماع، سيكون فهد مسؤولًا عن الطريق الجديدة في الجنوب، وستقع على كاهله مسؤولية تحديد المسار المناسب بالنظر لجغرافيا المنطقة ومصلحة السكان. جيد يا فهد؟

    نعم، أستاذ ناصر. سأحرص على دراسة كل العوامل إن شاء الله.

    انتهى الاجتماع، وخرج فهد إلى مكتبه محمّلًا بالهموم. جلس قليلًا ثم فتح الملف الخاص بالطريق الجديدة وأخذ ينظر في خرائط المنطقة، ورسم علامات عند بعض الأماكن التي يحتاج إلى معاينتها على أرض الواقع، وبينما كان غارقًا في الملف سمع الباب يطرق. رفع رأسه فرأى رجلًا بدينًا يرتدي ثوبًا مائلًا إلى الصفرة ويحمل حقيبة في يده اليمنى وحول معصمه ساعة ذهبية.

    سأل الرجل: مكتب المهندس فهد؟

    نعم، تفضل.

    صباح الخير يا مهندس. أرجو أني لم أزعجك.

    لا، مرحبًا بك، لكني أرجو المعذرة فلم أستطع تذكرك.

    ضحك الرجل، وقال: لا عليك، سأعرفك بنفسي. أنا إبراهيم بن عبد الكريم، رجل أعمال، وقد سمعت من أحد الأصدقاء أن اختيار مسار الطريق الجديدة أوكل إليك، أهذا صحيح؟

    صـ- صحيح، أجاب فهد مستغربًا من سرعة وصول الخبر وأكمل: أأنت من أهل المنطقة؟

    تقريبًا، هذا لا يهم على أي حال. أريد منك خدمة، ولن أطيل عليك في المقدمات.

    أخرج إبراهيم خريطة من حقيبته، وأشار إلى موضع فيها وقال: هنا، اجعل الطريق يمر من هنا. اشتريت هذه الأرض وأريد الحصول على التعويض.

    ابتسم رجل الأعمال من جانب فمه الأيمن، وقرّب رأسه من فهد وهمس:

    لا تخف، سيكون لك نصيب من المال. نصيب وافر. 5% من التعويض ستكون لك خالصةً. وكما تعلم، مبالغ مثل هذه التعويضات كبيرة، وأنت أعرف مني بالحساب.

    دُهش فهد من جرأة هذا الرجل، ولم يستطع أن ينبس ببنت شفة. بعد بضع ثوان من الصمت، قام إبراهيم وقال:

    هذا بطاقتي وفيها رقمي، سأتركك تفكر وأنتظر اتصالك. مع السلامة.


    المشهد الثالث

    خرج فهد من عمله في نهاية الدوام وركب السيارة. أخذته الأفكار والهواجس يمنةً ويسرةً. يستحيل أن يطعم أولاده مالًا حرامًا، إلا أنه بحاجة ماسّة. الأبواب مغلقة. الأصدقاء اعتذروا عن إقراضه. والده يعيش على تقاعده الذي لا يكاد يكفيه وأمه. إخوانه مشغولون بأسرهم. والد زوجته متوفى، وأخوها الوحيد مبتعث لا يستطيع بذل ماله. المصرف الذي يحول إليه راتبه يدرس طلبه قرضًا حسنًا منذ أشهر، فهو كالمعلّق لا طلبه مرفوض ولا مقبول، رغم الصعوبة التي واجهها في العثور على كفيل. والمصارف الأخرى ترفض إقراضه إن لم يكن راتبه محوّلًا إليها، أو لا تقرض إلا بالربا.

    بأي وجه يدخل على سارة وأبنائه؟ وماذا يقول لها؟

    هل يطلب منها أن تنقطع عن الاجتماعات العائلية كي لا يتورط بمصاريفها؟ هل يبحث عن عمل آخر؟ توالت الأسئلة على رأسه المثقل بالهموم، وبطاقة إبراهيم في جيبه. دار حول بنايته عدة مرات قبل أن يدخلها.


    المشهد الرابع

    كانت سارة تلحق بصغيرتها رغد التي تعلمت المشي قريبًا وما تزال خطواتها غير واثقة. عينا سارة كانتا على ابنتها إلا أن فؤادها كان مع فهد. كانت تعرف أن اتصالها بأخيها لن يزيده إلا همًا وغمًا في غربته. ولو أرادت العمل فلديها شهادة جامعية، لكن لمن تترك ابنتيها اللتين لم تدخلا المدرسة بعد، وابنها الذي يخرج من ابتدائيته في وقت مبكر؟

    يا رب، يا رحيم، يا رحمن!

    اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبك عمن سواك!

    دخل فهد وألقى التحية بصوت منخفض ثم ألقى بنفسه على أقرب أريكة كأنما ثقل عليه جسده. اقتربت سارة منه وسألت بلطف: خيرًا إن شاء الله يا فهد؟ ليس من عادتك أن تعود متعبًا كل هذا التعب من الوظيفة.

    رفع فهد بطاقة رجل الأعمال إليها.

    إنه يريد دفع رشوة إلي. خمسة بالمئة من قيمة تعويض مرور الطريق بأرضه.

    وبم أجبته؟ سألت سارة.

    لم أجبه بشيء، لم يطلب مني جوابًا على أي حال بل أمهلني لأفكر.

    استعذ بالله يا فهد. الفرج من عنده -جل وعلا-، ولن نعدم حلًا. سأقطع البطاقة إربًا، وأسألك بالله ألا تقبل منه هللة.

    ونعم بالله، لكنك تعرفين الحال، النفقات تتوالى والإيجار يستهلك أغلب الدخل. لا حول ولا قوة إلا بالله. عن إذنك، سأستلقي قليلًا على السرير لعلي أنام.

    لم ينم فهد بل طفق يقلب الأفكار في رأسه... قرض المصرف، لماذا لم يردوا عليه يا ترى؟ أوراقه كاملة ووافق أحد أصدقائه في العمل على أن يكفله. إذن، ما السبب؟ بقيت ساعتان من دوام المصرف. هل يذهب إليهم ليستفسر مرةً أخرى؟ لا شك أنهم سيردون بالعبارة المعتادة: معاملتك عند المركز الرئيس والرد سيصلك عبر الجوال. لحظة! ماذا عن صديقه عبد الرحيم؟ صحيح أنه لم يتواصل معه منذ مدة طويلة لكنهما كانا صديقين عزيزين أيام الثانوية، وهو الآن يعمل في ذلك المصرف، بل لعله ترقى في المصارف فجده واجتهاده كانا محل ثناء الجميع منذ الصغر.

    أمسك فهد بجواله وشرع يبحث عن رقم عبد الرحيم، ها هو... ضحك قليلًا فقد سجّله باسم عبد الرحيم الفهيم.

    "إن الرقم الذي اتصلت به خارج الخدمة حاليًا..."

    زالت الابتسامة سريعًا عن وجه فهد. وضع الجوال جانبًا وأخفى وجهه في الوسادة.

    يا رب، يا رحيم، يا رحمن!

    اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبك عمن سواك!

    رنّ جوال فهد فالتقطه سريعًا، لتعود الابتسامة إلى وجهه، هذا "عبد الرحيم الفهيم" يتصل به!

    السلام عليكم.

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهذا أنت يا فهد حقًا؟ مرحبًا باتصالك وأهلًا.

    هذا أنا بلحمي وعظمي، مرحبًا بك. ظننت جوالك مغلقًا.

    كنت في مكالمة مع مديري في المصرف، أنت تعرف أني أعمل هناك، أليس كذلك؟

    بلى، والحقيقة... أنني محرج منك... فهذا هو سبب اتصالي أصلًا.

    لا داعي للحرج يا رجل، قل ولا عليك، كلنا مقصرون وإن شاء الله تعالى يتيسر لنا لمّ شمل الأصدقاء في وقت قريب.

    أجل، إن شاء الله. ما اتصلت بك لأجله هو... اممم... أردت سؤالك عن... قرض تقدمت بطلبه من المصرف ولم يردوا عليّ حتى الآن. هل تستطيع البحث عن سبب عدم ردهم حتى الآن؟ مضى عدة أشهر، وكل ما زرت الفرع قالوا إن المعاملة سيُردّ عليها عبر الجوال.

    أبشر، أرسل إلي رقم الطلب وسأبحث عنه فورًا وأجيبك خلال دقائق بمشيئة الله.

    جزاك الله خيرًا يا عبد الرحيم، ولا تؤاخذني على إزعاجك، سأرسل الرقم الآن.

    أرسل فهد الرقم، وأمسك بجواله كأنما يمسك جمرة، ينقله كل لحظة من يد إلى الأخرى، وكل الاحتمالات تمر بعقله وتلوّن وجهه. رغم أن الوقت بدا طويلًا جدًا لفهد، إلا أن أقل من خمس دقائق كانت قد مرت حين اتصل عبد الرحيم ثانيةً.

    مساء الخير يا صديق!

    مساء النور والسرور، بشّر، ماذا حصل؟

    خيرًا إن شاء الله. تبيّن أن معاملتك كانت عند موظف خرج في إجازة طويلة ونسي تسليمها إلى من ينوب عنه. حين اتصلت بهم بحثوا عن الأوراق فوجدوها على مكتبه، وحوّلت إلى الإدارة لإكمال إجراءاتها. ساعات قليلة... بل أقل من ذلك وسيصلك المبلغ إن شاء الله. وطلب مني الإخوة إيصال اعتذارهم إليك.

    الحمد لله حمدًا كثيرًا، فرّج الله عنك كرب يوم القيامة يا أخي كما فرجت عني كربتي.

    إذن، ما رأيك أن نجعل لقاء لمّ شملنا يوم الخميس القادم؟ أنا على تواصل مع عدد من أصدقائنا من الثانوية وأظنهم سيحضرون. وادع أنت من تعرف.

    ممتاز، أنا معكم إن شاء الله.

    سنتفق إذن على المكان والتفاصيل عبر الرسائل، في أمان الله وحفظه.

    خرج فهد مستبشرًا مسرورًا إلى زوجته وأولاده، وأخبر سارة بالأمر كله، فسجدت سجود الشكر لله -جل وعلا-. وواعدت زوجها على أن يراجعا المصاريف كلها لتلافي هذه المشكلة المالية مرةً أخرى.

    أحضر فهد جوال سارة إليها من الشاحن الموصول بالحائط، وقال: ما رأيك أن تكلمي هدى والفتيات لتكون دوريتكن الجمعة القادمة؟

    ابتسمت سارة وبدأت تكتب رسالتها: عزيزتي هدى، يشرفني أن أستقبلكن في نهاية هذا الأسبوع يوم الجمعة إن شاء الله، وأرجو منكن الحضور مبكرًا كي نسعد باللقاء.



  3. #3

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    فريق الوابل الصيب

    تيهاء!



    تنويه: هذه قصة حبكتها الحياة، وما كان عمل القلم فيها إلا عمل السكر في الشاي والملح في الطعام!
    ودارت أحداثها في السعودية، في أوائل التسعينات.



    كانت تفتش في الأرض وتقلب الرمل البارد بيديها العاريتين علها تجد خاتمها الذهبي، وأنى لها رؤيته في هذه الليلة الليلاء؟!

    أخذ الغمام الذي يحجب ضوء القمر بالتفرق، فتسلل شعاعه اللجيني من خلاله، فأضاء لها ما بين يديها وكسى صفرة الذهب بريقا وصفاء، فكان كنجم في سواد سماء، فدل بريقه عليه، وأقبلت تهرول إليه، فانتزعته من الرمل ونفضت عنه الهباء، فما كان فرح والد بمولود أشد من فرحها حين وجدت خاتمها المفقود!

    وما كادت فرحتها تنقضي لولا أن دهمها هاجس من الخوف لمّا تنبهت إلى أن هدير المحركات آخذٌ في الابتعاد!

    فوقع في نفسها أنهم نسوها، فقفلت راكضة إلى حيث كانت الخيام، فكأنها ما كانت، وأطلقت بصرها فإذا بها ترى الأضواء الحمراء والظلام يبتلعها شيئًا فشيئًا، فجعلت تعدو خلفها مستقصيةً قواها، وتصرخ بأعلى صوتها حتى كادت تتمزق حباله، فما أغنى ذلك عنها شيئًا!!

    ولم تكفّ حتى بُحّ صوتها وخرت على الأرض متعبةً!

    غير أن برودة الرمال لسعتها فسرت في جسدها الغض قُشعريرة شديدة فانتفضت قائمة، وأخذت تتلفت مذعورة فإذا كل شيء هاجع يلتحف الظلام، وإذا هي وحيدة في هذه البرية الفيحاء، حيرى لا تهتدي إلى سبيل..

    تنازعتها الخواطر مليًّا، أتمكث في مكانها حتى يعودوا إليها؟ أم تسير وتبحث عن أحد ليساعدها؟

    خياران أحلاهما مر، ولم تعلم أيهما أمر!

    هل سيجدونها إذا قعدت؟ وهل ستعثر بأحد إذا بحثت؟

    أهي دانية من المكان الذي خيموا فيه؟ أم نأت بها أقدامها وهي تجري ولا تدري؟

    أسئلة لا حد لها ظلت تطرق رأسها حتى كاد يتصدع!

    لم تستطع أن تصبر على هذا الخوف الذي كاد ينتزع قلبها من بين جنبيها، وململها حتى ما يقر لها قرار، فكأنها وجدت في المشي والبحث – وإن كان عابثًا – ما تربط به جأشها، وتتناسى به خوفها!

    كلّ ساقاها وهما يشقان الظلام فلا يقعان إلا على ظلام، ووهن عزمها واحتضر أملها!

    نظرت إلى السماء فإذا هي محتجبة لا يُرى فيها نجم!

    فرفعت يديها وأخذت تدعو، كانت موقنة أن دعاءها يقرع باب السماء ولا يحجبه عنها حاجب النجوم، كانت موقنة أن الله لن يضيعها بقدر ما كانت خائفة من الضياع!

    وأدركت عندها أنها أوت إلى واحة غناء في هذه الصحراء القاحلة، وحصن آمن لا تظهره المخاوف ولا تستطيع له نقبًا!

    أدركت عندها أنها ليست وحيدة كما تظن، بل الله معها وكفى بالله حسيبًا.

    وبينا هي تمشي آنست من جانب إحدى الآكام نارًا، فاستبشرت وشعرت بالدنيا تبسم لها بعد بسور، وتحسن لها بعد قصور، فما لبثت أن انطلقت نحوها لا تدري أتحملها قدمها أم تحملها الريح!

    ولما بلغتها رأت عصبة من الشبان يتلفون حولها وتجثم خلفهم خيمتهم الصغيرة، فدنت منهم تستغيثهم وما علمت أنها كالفراشة تريد الضوء في النار فيحرقها لهيبها!!
    كانت باهرة الجمال، بارعة الحسن، تزري طلتها بإطلالة الشمس على الدنيا، منيرة الوجه، ساهمة الطرف، موردة الخدين، تُخال حين تقبل ابنة فلاح فقير، وحين تدبر ابنة ملك أو أمير!

    فلما رأوها أكبروها وما حسبوها إلا حوراء هابطة من السماء، فما انفكت أعينهم تحملق فيها وحز في قلبها أن رأت نظراتهم تنهشها في غير رحمة، فأسبلت خمارها على وجهها حياء وحشمة، فكان والخمار يستره كبدر يشف سناه على سحاب رقيق!

    تراجعت بضع خطوات، وقالت بصوت خفيض مبحوح: رحمةً رحمةً بضالة مسكينة!

    فتغامز القوم وتهامزوا، وتلقوا رجاءها بخبيث البسمات، فاستيقنت أنهم ذئاب عليهم من البشرية إهاب، وهمت بالفرار غير أن الخوف دق أطنابه على قدميها فما استطاعت مضيًّا!

    نهضوا جميعا وبدأوا يقتربون منها، فقال قائل منهم: ألا نخبر حسامًا؟ فأنتم تعلمون جزاء من يسبقه إلى الصيد.

    فقال الآخر: هذا شأنه مع ظباء الحيوان لا ظباء الإنسان!

    كانوا يتقدمون، وكانت تغمغم فلا يعلمون ما تقول؛ لأن الأحرف تزل عن متن شفتيها المرتجفتين!!

    أمسك أحدهم يدها بقوة، فانتفضت انتفاضة شديدة، ونزعتها وتراجعت، فزادهم إباؤها رغبة فيها، فتقدموا إليها وأحاطوا بها من كل جانب، تدور أعينهم ويضحكون كأنهم صرعى سلاف!

    فجثت على ركبتيها مستسلمة، وصرخت بصوتها المبحوح: واشرفاه!!

    فما انتهت إلا وخرج من الخيمة حسام، وكان مهيبًا مطاعًا فيهم، فقال بصوته الجهوري: قد علمت من الأمر ما علمت، فخلوا عنها!

    فتجاهلوه ولم يحولوا أبصارهم إليه، فقال: ما لكم ويحكم؟ رجال وتجتمعون على فتاة مسكينة!! إذا لم يكن عندكم دين فأين منكم المروءة؟! أليس منكم رجل رشيد؟!

    فما زالوا يراودونها عن نفسها وما زال يذكرهم، ولكن وطأة الشهوة تعمي وتصم!

    فلما أحس منهم التمرد والعصيان، توجه لسيارته وتناول منها مسدسه، وعاد يتوعدهم به

    فحال بينهم وبينها وقال: والذي خلقني لئن لم تنتهوا لأفرغن رصاصه في رؤوسكم!

    وما علموا عنه إلا أنه فعال لما يقول، إن خرجت الكلمة من فيه فلا يرتد عنها أو يموت!

    فرجعوا القهقرى وخلوا سبيلها، فاستنهضها حسام فإذا هي ميتة دون موت، وحية دون حياة، لا تقوى على الحراك، فحملها ومشى بها إلى سيارته..!

    كان أقوى من أن تجهده فتاة ضعيفة، إلا أن قلبه جعل يخفق بشدة حتى كاد يحطم أضالعه!

    لم تعد تشعر بشيء سوى دفء غامر، ولم تعد تسمع شيئًا سوى نبض قلبه المضطرب الذي كان يضج في أذنها المطبقة على صده المفتول!

    فتح باب السيارة الخلفي، وأسندها إلى المقعد، حتى إذا اطمأن إلى جلوسها، أغلق الباب وقصد مقعد السائق، وركب وانطلق..

    سألها حين أشرفا على الشارع تاركين الصحراء خلفهم: أين تسكنين؟

    فأجابته: في عنيزة، في حي الأشرفية، على شارع المجدوعي.

    كانت الطريق طويلة، فلم تنبس شفته بحرف غير السؤال عن سكنها، ولم تنبس شفتها بحرف غير الجواب..!

    كان يدفع وساوس ملحة ورغبة جامحة في اختلاس نظرة على هذا الجمال الجالس في الخلف، فكان كلما كادت تقع عينه على المرآة نفض رأسه وحدق في الشارع المنبسط أمامه!

    حتى إذا اقتربا من حيّها لاح لهما الفجر باسمًا في الأفق، فأشرقت روحهما، وغسل نوره شقاء ليلهما!!

    ولما وصلا بيتها رأيا امرأة متلفعة بجلبابها، تجلس على عتبة باب البيت، فهتفت الفتاة بفرح: أمي!

    أوقف سيارته أمام البيت، فنزلت الفتاة مسرعة، وارتمت في أحضان أمها، وانفجرت باكية، فواستها أمها بدموع سخينة تحادرت على وجنة ابنتها الوردية!

    لقد لخصا فرح اللقاء في عناق طويل، ثم أخذ كل منهما يحكي القصة، فعرفت الفتاة أن أهلها وأقرباءها توزعوا على ثلاث سيارات وكل سيارة ظنتها مع السيارة الأخرى، وكانت الفاجعة لما وصلوا إلى البيت فلم يجدوها، ففزع إخوتها إلى أقرب مخفر للشرطة وبلغوهم، ونفر أبوها وعمها عائدين إلى حيث كانوا ليبحثوا عنها، وكان خالها سيلحق بهم بعد أن تأخروا لولا أن رآها ماثلة أمامه!

    وعرفت الأم من ابنتها موقف الشاب النبيل، فأدخلوه وأكرموه، وأبوا عليه أن يرحل قبل أن يلتقي بأبيها، فكان ما أرادوا!

    وعندما عاد الوالد وجالسه واستفاض معه بالحديث قال له:

    يا حسام، إني أحب أن أكافئك، فما وجدت أفضل من أنكحك ابنتي التي أنقذتها.

    لم يستطع حسام أن يخفي بهجة طفت على أهدابه، وقال: ليس أحب إلي من هذا غير أني لا أجد ما أمهرها به.

    فقال أبوها: حسبك ما فعلت!

    - أخشى ألا أسعدها.

    - إن لم تسعد تحتك فمع من ستسعد.

    - دخلي محدود.

    - لك منا المحل ورأس المال، فاقصد السوق، وإذا استوفيت ما اقترضت فادفعه لنا، ولسنا بمستعجلين.

    - لا يرد الكريم إلا لئيم!

    - إذن على بركة الله

    فانفض المجلس وليس في الأرض من هو أسعد منه!

    وتعاقبت عليه الأيام، فلم يزدد إلا سعادة ورغد حياة، وتعاقبت على رفاقه فناءت عليهم بكلاكلها!!!


  4. #4

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||


    فريق باكومان

    سجين الأوراق



    عزيزي القارئ،

    عادةً ما تُرسل الرسائل للسؤال عن الأحوال، أو لدعوة لمناسبة ما سعيدة كانت أو حزينة، أو ربما لشكوى أو لمدحٍ وثناء.

    لكن رسالتي هذه مجهولة السبب، مجهولة المرسِل ، كما أنني لا أعلم لمن ستصل!

    ولكن أيًا كان من تصل إليه أُريدك أن تتأكد من شيء واحد، أنه حتى وإن أرعبك مضمون هذه الرسالة فهناك شيء أكثر رعباً يقبع داخلك، شيء لن تُدرك مدى رعبه سوى الآن!..

    ****

    لا أعلم حقاً من أين أبدأ ولكنني أفضل أن أختصر عليك فترة طفولتي المملة والخالية من الإثارة، وحبي للرسم دون أي مبرر يُذكر وربما لا داعي لذكر بداية معرفتي بعالم المانجا كذلك.

    دعني أبدأ فقط من تلك اللحظة التي وقفت فيها أمام محل الخرداوات مأخوذة اللب جاحظة العينين، أراهم يتحركون أمامي ولا أعلم كيف! أُقلب بصري فيمن حولي متسائلة إن كانوا يرونهم مثلي، هل يرون تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر الناري وهي تقلب أغراض المحل وتضع ما تحبه في ثوبها ذي الألف عام؟ أو لربما يرون الأخرى ذات الشعر الكستنائي وهي تمسك شيطاناً من شياطينها الخفية لترجعه من حيث أتى؟

    أو يرون هذا وذاك؟

    قد تراه شيئاُ عادياً، فما الغريب في فتاتين لهما ألوان شعر غريبة وبضعة أشخاصٍ آخرين يلعبون ببعض الأشياء؟

    سأجاوبك ببساطة.. إن كل ما في الأمر أنهم ليسوا بشراً.. بل إنهم رسوماتي!

    *****

    مر يومان على هذه الحالة، يتبعونني إلى كل مكان، و لا يراهم غيري، يمثلون الفصول التي كتبتها ببراعة، وكأن الأحداث التي ألفتها تُعرض أمامي، شردت أتابع أفلامي في الحديقة خلف منزلي إلى أن قاطعني بصوت ضحكته الهيستيرية..

    نظرتُ إليه وهو يتابع مسرحياتي البائسة، فلطالما أحببت النهايات المأساوية، ومع ذلك فقد كان يضحك بجنون.

    قاطعت ضحكاته نظراتي المتعجبة، فأوضح قائلاً "أعتذر، ولكن من الممتع رؤية وجه رين المصدوم عندما اكتشف أن كيوكو مصاصة دماء" ثم تابع ضحكه الهستيري.

    أجبته ببساطة :"هذا السبب أكثر إقناعًا في وجهة نظري لكي لا يمكنهم أن يكونوا سوية إلى الآن ".

    لربما هدوء الليل وظلام الحديقة هو ما جعلني أندمج في الحديث معه دون سؤاله أي من أسئلتي الحائرة: هل تراهم مثلي؟ أو لم نحن فقط من يراهم؟ لم أنت هنا في المقام الاول في هذا الوقت المتأخر؟

    أو ربما حاجتي الماسة لشخص يشاركني رؤيتهم، ويؤكد لي أني لم أُجن بعد ويُبعد عني شكوكي أني أمتلك بعضاً من القدرات الخارقة كرؤية الأشباح، وتحريك الرسوم الجامدة، ربما ذلك هو ما منعني من سؤاله.

    وجدت نفسي أحادثه بسلاسه وأنفض عن عقلي كل الشكوك حوله فهو مجرد فتى في الثامنة عشرة من عمره، ذو بشرة بيضاء و شعر حالك السواد يكاد يختلط سواد شعره بظلمة الليل في الحديقة التي استحالت ليلتها قاعة سينما لا تحوى أحدًا سوانا، نشاهد فيها أحداثًا كتبتها، يزيده كل مشهد منها إعجاباً بمخيلتي ومجرى الأحداث، حتى أحببت أشباحي كأنها كل ما أملك وأكثر، من إعجابه بها و ثناؤه عليها.

    انتهى لقاءنا بوعد بلقاء آخر، لنفترق مع طلوع أول شعاع شمس ليمحو ظلام ليلتنا الداكن.

    تتابعت لقاءاتنا بسلاسة عرف خلالها كل شيء عني، أو بمعنى أدق، كل مالم يعرفه أحد عني، أخبرته أني أحببت الرسم كما لم يحبه احد، أحببت أقلام الرصاص والألوان واعتبرتهم كنزي الثمين، فقد اصبح الرسم لي مُتنفساً، أصف من خلاله ما أحادث به عقلي، ويحسه قلبي، فآثرت رسوماتي على من حولي، لقد كانوا لي أصدقاء مثاليين، أُحادثهم فلا يسئمون، أُناقشهم فلا يحتجون، يحبونني كما أنا دون تزييف، فهم أبنائي وأنا لهم أم.

    ولحبي لهم أحببت المانجا فإن كانت رسوماتي مدادها أفكاري، فالمانجا سفيرة لآخرين مثلي شكل الرسم حياتهم، فأصبح كنزهم الثمين الذي لا يُقدر بثمن، فأحببت قصصهم ورسوماتهم، واختلقت لها نهاياتٍ مختلفة تناسب حبي لمأساة، واقتعنت أننا في فئة مختلفة من البشر، فيمكنك عزل من هم مثلي في فئة مختلفة بعقلية مميزة.

    -إذاً، أهكذا ظلت أفكارك حبيسة الأوراق إلى الآن؟

    -بالطبع، فلا أظن أن الآخرين سيفهمون ما أعني من ورائها.

    -أتقصدين أنكِ خائفة من الرفض!

    -تمتمتُ هُنيهة ثم رددت: بالطبع ستٌرفض، فلا أتوقع أن يقدر هذا الفن الكثيرون، لذا لستُ خائفة من الرفض.

    لم يرد علي، فقط أحسست بنبرة حزن في كلامه وهو يحاورني عن نفسه كانت له قصة مختلفة تمامًا عني، قصة مليئة بكل أنواع الإثارة التي خلت منها حياتي، قصة وددت لو أرسمها في أوراقي لتظل حبيسة بها إلى الأبد مع رسوماتي.

    *****

    ركضتُ ليلتها كثيراً، ركضتُ وركضت حتى أنقطعت أنفاسي، وحتى خِلتُ أني ابتعدتُ عنهم، ولكن وجدتهم يقتربون أكثر وأكثر، ولم يكن لي مفر، فتجمدت مكاني حتى أقترب مني بجسده الأسود وعينيه ناصعتي البياض.

    أغلقتُ عينَيّ وأطلقتُ صرخة مدويَّة استيقظتُ على إثرها من نومي ،كما استيقظت أمي.

    أخذتُ نفساً عميقاً، كان حلماً متعِباً، مددتُ يدي أتحسس المنبّه في الظلام، ثم أطلقت صرخة أخرى أتت على إثرها أمي مهرولة، نظرتُ إليها بعينين مليئتين بالدموع، مددتُ إليها يدي المغطاة بالدم، ثم أشرت بأصابعي إلى ملابسي الملطخة، أنتظرها لعلها تعرف ماذا يحدث، ولكن يبدو أن دمي كان كأحد رسوماتي، لا يُدرِك حمرتهُ غيري.

    امتلئ عالمي برسوماتي أو ربما أشباحي، لم أرَ سواهم، و لا أحد يراهم سواي، لزمت الأماكن المزدحمة واجتنبت الوحدة وحتى الحديقة خلف منزلي، ولكن هيهات! لا أحد سواي وأشباحي في كل مكان، امتلأت أيامي بالصراخ دون جدوى فأنا أصرخ ولا أصرخ، وكأن صوتي لا يسمعه أحد، لم يرَني الناس كما لم يروا أشباحي .كأنهم أرادوا تعذيبي أنا فقط، وعذبوني أكثر بأن أكون وحيدة في عذابي، لا يحس بي أحد ولا ينجدني منقذ.

    و أصبحتُ رسمة من رسوماتي، أعيش كل نهاياتي المأساوية، فكنت بطلة كل القصص تهت في الصحراء حتى مُت وحيدة، قُتلت بمسدس أعز شخص على قلبي، نُسيت تحت حُطام سقف أحلامي ولم يدرِ بي أحد.

    فقط رأتني أمي ..أَهرع إليها كلما أصابتني أشباحي، أبكي بجانبها وتبكي معي، "أمي لقد قطعوا يدي، أمي أنقذيني أمي..".

    تتحسس يدي بعينين دامعتين ،تقول بصوت متقطع: "إنها هنا يا ابنتي.. لم يقطعوها ..إنها هنا يا حبيبتي".

    لايزال صوتها الحزين الباكي يتردد في ذهني إلى الآن، فجأه تذكرت، تذكرت الوحيد الذي يراهم، لمع نور في ظلام عقلي، ووجدت حينها مخرجًا، وَجب علي رؤيته حينها، ففقط هو من سيعرف ماذا أفعل.

    *****

    هرعت إلى الحديقة، أتمنى من كل قلبي أن أجده هناك، وحينها لمحته من بعيد يضيء وجهه الأبيض الشاحب كنجوم الليل، اقتربت منه فنظر إلي بابتسامة رائعة، كأنه يعرف أنني أبحث عنه، لم أتمالك نفسي حين رأيته ، بكيت وبكيت حتى خارت قواي، افترشت الأرض وأشباحي في السماء يتراقصون حولي، يرمقونني بنظرات ساخرة وابتساماتٍ صفراء، لترحل عن ذكراي كل وجوههم البريئة التي رسمتهم بها، لم تعد رسوماتي بعد الآن، لم أرسم يومًا شيئًا بهذه البشاعة.

    قصصت عليه كل ما حدث، أخبرته بمعاناتي، شكوت وشكوت كما لم أشكُ من قبل، قطع شكوتي المتواصلة سؤاله: "ألم تخبركِ شيئًا؟ ألم تقل ماذا تريد؟ أنا أسمع فقط ما يريدون مني سماعه، لكن ماذا يريدون منكِ؟"

    أنصتُ لهم لعلي أصل لمرادهم لكن صوتًا واحدًا كان يتردد صداه في عقلي،:"هل ظلت أفكارك ورسوماتك حبيسة الأوراق إلى الآن ؟"

    وكأنه كان يخبرني الإجابة من البداية، يخبرني لم ظهروا لي الآن، لم تحولت مسرحياتي البريئة إلى وحوش ضارية، هل نتج عن حبسهم سوى ظلام وعذاب.

    نظرت إليه مؤكدة :"أتقصد إن تحريرهم سيذهبهم عني، أسيتركونني حينها أنعم بهدوء حياتي السابق، أواثق من ذلك؟"

    رد بعفوية :"نعم، ألا تثقين بي ؟"

    بلى، وكيف لا أثق بمن صدقني، بمن استمع لمعاناتي إلى النهاية، كيف تسأل هذا وقد أخبرتك ما لم أخبره احدًا من قبل؟ بدت الإجابة واضحة دون أن اجيب عليه . فذهبنا إلى المنزل مسرعين، وعندما رأيت أمي أردت أن أبشرها أنني وجدت الحل، أنني اخيرًا سأنتهي من عذابي، أخبرتها: "سينتهي كل هذا يا أمي فصديقي سيساعدني على ذلك". وأشرت إليه بيدي، توقعت ترحيبًا أو فرحًا ببشارتي ولكن أمي نظرت إلي بعينين دامعتين، عجزت حينها عن فهم سبب حزنها، ألم أجد الحل ؟

    نظرتُ إليه لعله يخبرني بالسبب فلم يقابلني سوى بابتسامته المعتادة، انتبهت حينها أن التعبير الذي اعتلى وجه أمي هو نفسه عندما لا ترى ما أراه، تمتمت بصوت لا يكاد يخرج: "ألا..ا..ألا..ترينه؟"

    بدت الإجابة على أمي أصعب مما تستطيع قوله، تابعت بكاءها حتى تيقنت، أدرت وجهي تجاهه، لم يقل أي شيء فقط ابتسم، نزعت قناع هدوئي وصرخت: "أتسخر مني؟ كيف لم تركَ أمي؟ هل كنتُ وحدي فعلًا من تراهم؟ وأنت...هل أنت منهم؟ إذًا هم ليسوا أشباحًا؟ وليسوا رسوماتي؟ أتقصد أنني كنت أقنع نفسي؟ عندما وثقت بك لم أثق بشيء؟ فقط وثقت بوهم من أوهامي؟ هل العذاب الذي كنت فيه سببه عقلي؟ كنت فقط أتوهم؟ أجبني ، لمَ تبتسم؟ هل يعجبك ما وصلت إليه؟ إذًا هل سأجن ؟هههههههه لا لن أجن ، أنا بالفعل مجنونة ههههههه " ثم تابعت ضحكي الهستيري ..

    *****

    عزيزي القارئ

    كتبت هذا الجزء في البداية لأنني توقعت أنني لن أستطيع كتابة نهاية قصتي، وكيف أكملها وهو ينظر إلي إلى الآن بابتسامة يراقبني من السرير المقابل لي في هذا المشفى -أو ربما هي مصحة- وأنا أكتب إليك هذه الكلمات، سعيد وهو يراني أتخبط ولا اعلم ما النهاية، لن أستجيب له وأخبر أحدًا عمّا بداخلي، لن أريهم أشباحي بل سيظلون في الأوراق محبوسين ، بل سأحبسهم داخلي إلى أن يموتوا معي، أتظن أنني كرهتهم بعد كل ذلك؟

    لا بالطبع، ألم أخبرك أنهم أبنائي؟

    *
    *
    *
    *

    أحيانا نعتقد أن الغموض هو ما يجعل الشيء المخيف مخيفًا
    ولكن ربما معرفة الحقيقة مرعب بل أشد رعبًا..
    فأفكارك وحوش مرعبة ..
    إن لم تحررها لتغزو العالم ستغزو عقلك، فأطلق الوحش بداخلك
    قبل أن يتحول لأكثر الوحوش رعبًا على الإطلاق!

  5. #5

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    فريق Silver Bullet

    عامٌ مضى وعودة غائب



    ولأننا الماضي يستهوينا دائما فنحن دائما نرغب بإستذكاره عيش تفاصيله بنفس الشوق و اللوعة في أنانية لا تخلو من الألم.

    هذا ما كان يفكر به ذلك العجوز عند مروره على مكان ذكرياته الأثير ورغم كل شيء ابتسم بحزن فبعد سنوات طوال من رؤيتها آخر مرة كان قلبه قد اشتاق لتظهر من دهاليز ذاكرته من جديد فبعد أن أصبح على أبواب العقد السادس من عمره كانت الأيام* لطيفة بحيث لم تغير في مظهره الكثير سبع سنوات قضاها بين صغار يرعاهم لكن كل منهم التفت إلى حياته و ها هو يترك وحيدا.

    هطلت الأمطار بغزارة على أغاسا هيروشي الرجل الطيب الذي اتسع قلبه الكبير بين أضلاعه بغرابة فلم يجر اتقاء منه كما فعل الباقون بل وقف في وسط حديقة أوراق الجانكو يستنشق رائحة المطر و يتمنى أن ينقي روحه و يحسر أحزانه بعيدا لم يرغب باستعجال العودة لمنزل أصبح فارغا وموحشا من دونها أجل فقد غادرت هايبرا آي منزل البروفيسور إلى أمريكا بعد أن عادت لحجمها و آثرت العيش هناك.

    منزل كودو سينتشي الساعة 17:40

    "أوي بروفيسور أين أنت؟ "

    يستمر الطرق العنيف على باب البروفيسور أغاسا من طرف جاره سينتشي و الذي لا يعلم إلى أي هو مزعج في هذه اللحظة.

    فتح الباب بهدوء و أطلت السحنة الشاحبة للبروفيسور و هو يضع المنشفة على رأسه.

    "أنت قليل الصبر يا شينتشي لقد كنت أستحم و أنت أزعجت الجيران"

    " آسف آسف ، إن ران تدعوك للعشاء معنا الليلة لذا أتيت لاصطحابك معي"

    ابتسم ذلك العجوز و قال " ليكن ذلك في يوم آخر أنا متعب اليوم"

    "مستحيل ستقتلني ران لو عدت بدونك هيا يا بروفيسور"

    "حسنا حسنا"

    أغلق البروفيسور الباب و انضم إلى سينتشي أخذ يفكر في أنه فعلا محظوظ لامتلاكه هذا الجار الطيب و الحفيد البار الذي يؤنس وحدته و يدعوه و زوجته للانضمام إليهما في معظم الأيام لتناول الطعام و السمر معا و لم يدرك أن حياته ستأخذ منعطفا جديدا ابتداءا من الآن و صاعدا.

    فتح سينتشي باب البيت و صاح
    "لقد عدت يا ران و معي البروفيسور"

    كان الظلام دامسا و البيت غارق في موجة من الصمت الكئيب

    تظاهر سينتشي بالقلق و عاود الصراخ من جديد و هو يمشي مبتعدا عن البروفيسور
    "أوي ران أين أنت؟"

    "ربما خرجت لتشتري شيئا ما يا سينتشي لا تقلق، عموما لنذهب إلى الصالة و ننتظرها هناك"

    ثم التفت ليجد نفسه وحيدا هو الآخر
    "أوي سينتشي أنت أنت ؟ سينتشي هذا ليس مسليا أين ذهبت؟"

    تقدم البروفيسور من جديد ووصل للصالة أشعلت الأنوار فجأة و ظهر الجميع مع المفرقعات و هم يصرخون بصوت واحد
    "عيد ميلاد سعيد يا بروفيسور"

    كانت ران و سينتشي ، يوكيكو و يوساكو، سونكو و ماكوتو ، و إيري و كوغورو و بعض رجال الشرطة تاكاجي و ساتو قد حضروا جميعا هذا الحفل الصغير للاحتفال بعيد ميلاد البروفيسور أغمض البروفيوسور عينيه و ضحك من كل قلبه قائلا "كان علي معرفة أنك تخطط لأمر ما من غرابة تصرفاتك"

    "للأسف لست ممثلا جيدا يا بروفيسور"

    "هناك ضيفا شرف لم تره من مدة يا بروفيسور أرجو أن يسعدك لقائه " قالت ران و الإبتسامة تزين وجهها

    "عيد ميلاد سعيد يا بروفيسور" قالتها شيهو و السعادة تعلو محياها

    "آي كون "قالها البروفيسور و قد دمعت عيناه لم تنقطع الاتصالات بينهما لكنه لم يرها منذ ثلاث سنوات بالفعل

    فتح يديه فأسرعت تندس بينهما فقال: "لم أتوقع رؤيتك البتة يا آي كيف أنت؟"

    "إنه شيهو الآن يا بروفيسور لا آي" قالت ران بأسف

    "لا بأس يا ران ديعه يناديني بآي فأنا أحب ذلك الاسم كما أنني ما كنت لأفوت مناسبة كهذه قط حتى لو لم تدعوني يا كودو"

    "هوي هوي ،أسرعي و قدمي هديتك و خلصينا من وجهك القيبح"

    "آري ألم أقل لك ؟ سأستقر في اليايان من الآن فصاعدا و أنا بالتأكيد لم آتي لأراك بل أتيت من أجل البروفيسور"

    " أوي أهذا صحيح يا آي ؟"

    "أجل لقد طلبت النقل لليابان منذ أسابيع أم تتوقع أن أتركك وحدك لتهمل نفسك كما تفعل دائما ؟"

    "بالتأكيد سأكون سعيدا بالعودة للعيش معك يا ابنتي "

    ابتسمت شيهو بسعادة ثم التفتت إلى كودو قائلة
    "أين ثلاثي المشاكل؟"

    "أتقصدين أيومي و جينتا و ميتسوهيكو ؟"

    أومأت بالإيجاب

    "إنهم في رحلة مدرسية آه بالمناسبة يا بروفيسور لقد أرسلوا تهانيهم لك أونلاين "

    أراه شينتشي فيديو تهاني ثلاثي المشاكل ثم استمر الجميع بالتحدث و التسامر و قد قامت ران على شرفهم بإعداد وليمة للعشاء .

    بعد ذلك عاد الجميع لمنازلهم و أكثرهم البروفيسور و قد عادت من تؤنس وحشته و تملأ حياته ابنته الغالية.

  6. #6

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    فريق كنوز المعرفة

    رحلة "استكشاف 59"


    في يوم من أيام الربيع في أواسط شهر نيسان ومن شواطئ الأرجنتين وقفت على متن باخرة "تيرا نوفا" في رحلة استكشافية أُطلق عليها اسم "استكشاف 59" محدقة بنظري جنوبًا حيث كانت رحلتنا إلى القارة المتجمدة الجنوبية.

    كان الشغف يملأني لهذه الرحلة منذ مدة طويلة، حيث أنها فرصة لا تتاح إلا للقليل من الناس!

    وبينما كنت أحدق في الأمواج سارحة بتفكيري فيما سأجد هناك، فاجأني أحد ملاحي الباخرة قائلًا: مالي أراكِ منشغلة في التفكير، كل ما سترينه هناك هو الثلج والحيتان والسماء!

    فأجبته: لعل ذلك المنظر الساحر سيكفي ويشفي ناظري لكني موقنة بأني سأرى أكثر من ذلك، فكفاك هراء!

    ومرت الأيام والباخرة تجوب عباب البحر، وتشق طريقها نحو القارة المتجمدة الجنوبية.


    اليوم الرابع


    في مطلع اليوم الرابع بدأنا نرى الكتل الجليدية الضخمة في الأفق البعيد بعضها كالجزر العائمة والبعض الآخر كالجبال الراسية !

    أنهمكتُ في تسجيل ملاحظاتي لبداية مغامرتي الخاصة التي لا أرغب في تضييع أي تفاصيل قد أعود لها لاحقًا، ولم ألحظ وصولنا إلى ساحل القارة المتجمدة الجنوبية إلا من صفير الباخرة الذي أعلن بدأ الاستكشاف.

    خرجت من الباخرة وكلي آمال بأن أملأ صفحات مذكرتي بتفاصيل رحلتي...ولا أخفي حماسي وحلمي الذي تمنيته ووضعته في الصفحة الأولى الذي كان نصه: "ربما سأخرج باكتشاف لجزيرة مجهولة لم يصل إليها المستكشفون بعد!".

    وبدأت رحلة التأمل مع الطاقم والمستكشفين الذين بلغ عددهم مائة شخص. جذبت ناظري المخيمات المهجورة التي اُستخدمت من قِبل المستكشفين الذين سبقونا، والحيتان التي ظهرت من تحت سطح المحيط على حين غُرة وكأنها ملت المكوث في القاع وأرادت استطلاع ما حولها. كل شيء في الأنحاء بدا أجمل من الصورة التي رسمتها في مخيلتي منذ أمد بعيد، وبدَا مبشرًا بمغامرة شيقة لأبعد الحدود.

    انتهى اليوم الرابع وعدنا إلى الباخرة.

    في الغد سنقوم بنصب المخيم الخاص بنا...في الغد سنقطع مسافة أكبر...يا ترى ما الذي سنراه في الغد؟ كل ذلك جال في مخيلتي قبل خلودي للنوم.


    اليوم الخامس


    بدأ اليوم الخامس وشغفي ما زال في أوجه، صحوتُ مبكرًا على غيرِ العادة والمدهش أن الجميع كانوا على أُهبة الاستعداد وفي غاية الشغف!

    حزمنا الأمتعة و انطلقنا...قطعنا مسافة ليست باليسرة حوالي الثلاثِ ساعات بعدها قمنا بالتوقف ونصب الخيام.

    أستلم القبطان مكبر الصوت وبدأ حديثه قائلا: أعزائي المستكشفين ابتداءً من الغد سيتم تقسيمكم إلى فرق وستنطلقون في اتجاهات مختلفة بقيادة أحد الملاحين، وذلك من أجل أن تحظوا بتجربة فريدة من نوعها.

    أخذتُ وقتًا في تسجيل ملاحظاتي والإحداثيات التي وصلنا إليها وحالة الطقس. في المساء قام القبطان بجمعنا لتناول الطعام واشعل الطاقم الحطب وبدأنا نتبادل الأحاديث. أخذ الطاقم يجيب على تساؤلاتنا وما تفسيرها العلمي و أسهب القبطان في شرح تاريخ القارة الأكثر غموضًا وعن سبب كونها قارة مجهولة وعن صعوبة العيش فيها بالإضافة إلى أنواع النباتات و الطحالب التي تضمها القارة إلى جانب كونها زاخرة بالخيرات والعديد من فصائل الحيوانات والمزيد من المعلومات القيمة التي لا يمل المرء من سماعها.


    اليوم السادس


    توجه الجميع نحو مجموعته لبدء الرحلة، كنت بصحبة تسع أشخاص بالإضافة إلى القائد. انطلقنا باتجاه الشرق من المخيم...

    بعد مرور ساعة ساءت أحوال الطقس فلم يعد بإمكاني رؤية ما أمامي، انزلقت قدمي فجأة وسقطت على الجليد وارتطم رأسي في الأرض وفقدت الوعي للحظات. صحوتُ على الجليد الذي أخذ ينصهر متحولًا إلى ماء!

    تمالكت نفسي وتعاملت مع الوضع باتخاذ قرارات سريعة، فدرجة حرارة الماء منخفضة جدًا و الحقيبة التي أحملها لا تحتوي سوى على الطعام والعديد من الملابس للتدفئة و السبب الأهم لا أرى مجموعتي التي كنت بصحبتها! نهضتُ و ابتعدت عن تلك المنطقة بأسرع ما يمكن لأنها أخذت تتحول إلى ماء شيئًا فشيئًا.

    بعد مرور ساعة من هروبي أدركت أنني قد أضعتُ طريق العودة...راصد إحداثيات الموقع يحمله القائد فقط ولا أعلم الآن في أي اتجاه قد هرعتُ إليه في طريق هروبي. جال بصري يمنة ويسرة باحثة عن أي شكل من أشكال الحياة لكن لم أُصادف أيًا منها!

    حاولت العودة من الاتجاه المعاكس لكن لم تنجح محاولاتي، لحسن الحظ فأنا أحمل أمتعتي.

    لكن ما الذي سيحدث في الغد...هل سيتمكن الطاقم من إيجادي؟ أم أن مغامرتي ستنتهي عند هذا الحد؟


    اليوم السابع


    حظيت بقسطٍ من الراحة و استيقظت في تلك البقعة التي لا يوجد حولها سوى الجليد. كانت آمالي كبيرة بأن الطاقم سيتمكنون من إيجادي، لذلك لبثتُ في مكاني خشية ابتعادي أكثر...لكن يبدو أنني في مكان يصعب الوصول إليه!


    اليوم الثامن


    في بداية اليوم الثامن أيقنت أن لا فائدة من الانتظار دون بذل أي جهد لذلك انطلقت وشققت الطريق حتى المساء، استوقفني صوت للماء الذي بدا كأنه ينحدر من مكان مرتفع...لذلك اندفعت بحماس...فقط من أجل اكتشاف ما إن كان ذلك الصوت يمثل شكلًا من أشكال الحياة.

    جريتُ سريعًا لدرجة عدم إدراكي بسقوطي من جرف ماءٍ عالٍ إلا في الصباح بعد استيقاظي.


    اليوم التاسع


    أثر السقوط تعرضت قدمي لكسر بليغ منعني من الحركة...بدأت بالزحف واتكأت على صخرة ظننتها من الجليد في بادئ الأمر.

    وعندما نظرت حولي أخذتني الدهشة فعن يميني أشجار زاهية الألوان لا تحمل ملامح اللون الأخضر بشكل كلي، وعن شمالي الماء وجدارٌ عالٍ من الجليد ممتد على مد نظري وقد بزغت من فوقه الشمس.

    فما لبثت حتى لاحظت دفأها على جبيني يشق النسيم البارد القادم من الجليد، كل شيءٍ بدَا وكأنه حلم !

    لم أدرك أنني الآن في عالم جديد معزول تمامًا! أعدت النظر مجددًا فوجدت الرمال تحت قدمي ناصعة البياض ولكنها ليست من الثلج، وتلك الأشجار والطيور التي تحمل العديد من الألوان والأشكال التي لا أعتقد بأنها قد حظت على اسم ولم تدرج تحت فصيلة معينة بعد.

    كل هذه الأشياء أنستني ألم قدمي!!

    في تلك اللحظة قررت استكشاف تلك المنطقة المعزولة. فوضعت على قدمي أحدى الأغصان الملقاة على الأرض وشددت عليها بأحد الملابس التي أحملها...واتكأت على جذعٍ طويل لمساندتي في الحركة وسرتُ بصعوبة بالغة. أكتشفتُ بأن المنطقة ليست كبيرة وذلك لوصولي إلى الجانب الآخر بعد مرور ساعتين فقط.
    بعد اتجاهي في جميع الاتجاهات أدركت بأن جميعها انتهت بمياه المحيط يتلوه جدار من الجليد...أيقنت أن هذه المنطقة المعزولة هي في الحقيقة جزيرة!

    وأيقنت في تلك اللحظة أيضًا أنني قد اكتشفت جزيرة جديدة لم يصلها العلماء بعد وذلك لعدم وجود أوصاف مشابهة للجزر أو الكائنات التي تم اكتشافها يطابق ما رأته عيني في هذه الجزيرة!

    ابتسمت لتحقق تلك الصفحة الأولى التي ابتدأت بها صفحات مذكرتي...

    لكنني أدركت في تلك اللحظات بأن نسبة نجاتي ضئيلة جدًا.


    اليوم العاشر


    بينما كنت أتجول في الجزيرة باحثة عن طعام أسدُّ به جوعي، وجدت بالمصادفة قنينة زجاجية قد جلبها المحيط على الساحل... فقررت أن أضع ما كتبت من مذكراتي بداخلها، وها أنا أقوم بإلقائها في المحيط لعلها تصل إلى أحد في يوم ما.



    تلك القنينة التي حملت مذكراتها لم تكن من أجل إنقاذها لأنها تعلم بأن ذلك صعب المنال...وإنما لتحكي تجربتها وتخبرنا بأن لا حدود للاكتشاف ولا حدود للمعرفة، ولتخبرنا أيضًا بأن العالم يحتوي على العديد من الأسرار التي لم تكتشف بعد.

  7. #7

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    فريق عرش الأنمي

    #... المرأة مشقوقة الفم ...#



    كنت لا أؤمن بالخرافات والأساطير ..

    فأنا أشعر بأن هذه الأشياء تنافي المنطق، فكلها أفكار قائمة على مجرّد تخيّلات دون وجود سبب عقلاني أو منطقي أثبتّه العلم كما هو شائع بين غالبية المجتمع لكن رغم ذلك تجد الكثير ممن يحب قرائتها أو نشرها بين الناس وبعضهم أيضًا يقضي حياته كلها في دراسة تلك الظواهر الغريبة ومحاولة تفسيرها... من وجهة نظري أن تكريس الجهد لدراسة تلك الظواهر من الغباء وضياع للوقت سدى ؛ فما الفائدة من محاولة إثبات شيء لا وجود له...

    حسنًا كان ذلك اعتقادي سابقًا، أما الآن فحياتي قد قُلبت رأسًا على عقب ...!

    ...........................................

    في عاصمة اليابان حيث مدينة طوكيو في ممر مدرسة ما، يسير فتًا ذو شعرٍ أسود يصل تقريبًا إلى كَتِفيه ناعم سلس وببشرَةٍ قمحية اللون ينتقل بعينيه ذات السواد الشديد إلى كتابه الذي كان منهمكا في قراءته بتركيز وتمعّن والذي برز عنوانه بخط عريض - المحيط الأزرق-، ..قُطع كل ذلك بصوت ينادي من الخلف ..

    -أوووي ناتسومي !

    لم يبالي المنادى عليه ولم يلتفت حتى ..

    - أيّها القاسي!،هذا أنا رين..

    قال ناتسومي بنبرة باردة:

    -أعلم أنك هو وسأوفر عليك عناء إلقاء السؤال التالي الذي تود إلقائه

    نظر ريّن إليه وهو يحاول أن يتمالك نفسه

    - قال ناتسومي بتهكم :حسنًا لم آبه للرّد عليك لأنني استعطت تخمين موضوع الحديث الذي جلبك لي..

    لوى فمه بسخرية وأكمل:

    - ستتكلم عن شيء تافه مجددًا كالأشباح والأساطير ونحو ذلك ،وأنصحك بأن..

    قاطعه رين قبل أن يشرع في إلقاء محاضرة عليه:

    - للأسف يا صاح لم أكن أريد أن أخيّب ظنك، لكنني جئت لسؤالك الآن عن خططك للإجازة الصيفية وعما ستقوم به ..

    رفع ناتسومي يده ولوّح بها مودعًّا الذّي خلفه وقال:

    - لا ترهق نفسك بالسؤال عن ذلك؛ فإجازتي هذه السنة سوف أقضيّها في ميازاكي عند عمّي و زوجته، ثم إلتفت إليه واعتلت ابتسامة صفراء على وجهه وقال:

    - للأسف...

    وأكمل ذلك الأخير طريقه ..

    أخيرا انفجر البركان الثائر في رأس رين قائلا:

    - تبًا لذلك الناتسومي، لم لا يُعر الآخرين أيَّ اهتمام ؟!

    أمسك أحدهم من الخلف كَتِفه مهدئًا وقال :

    -لا بأس عليك ،فهذا ما يجعله فريدًا من نوعّه، لطالما كان يظهر بمظهر النابغة، يقوم بكل شيء بمفرده ويقضي جلّ أوقاته في القراءة ،لم يستوقفه جمال امرأة قط، لا ينخرط مع الناس ولا يحاول القيام بذلك حتى ..

    قال رين متذمرًا :

    - لكنّه بذلك سيصبح انطوائيًا ومنعزلا عن الآخرين، لا أعلم كيف سيلاقي الشخص المقدر له ..

    ضحكَ سنيري وقال:

    - لقد إلتحق لهذه المدرسة المخصصة للأولاد ،وأظنه بذلك لا ينوي الاقتراب من الفتيات في الوقت الراهن.

    ثم تابع حديثه محيطا بيده رأس رين:

    - على كل يا صديقي هون عليك ؛فأنا لا أملك مخططات لهذه الإجازة لذا يبدو أننا سنقضيها مع بعضنا ..

    استدار رين ناحيته وقام بضمّ سنيري بقوة وهو على وشك البكاء ،

    وابتسم سينري ابتسامة خفيفة وقام بدفع رين جانبًا وصاح قائلًا:

    - هيي ابتعد عني، أنت فتى لا تليق بك هذه التصرفات ..

    لكن ذاك الأخير استمر في الالتصاق بصاحبه وهو يشعر بالامتنان نحوهه.

    >..............

    في مكان آخر حيث كان يسير ذاك النابغة لوحده عائدًا للمنزل لإنتهاء دوامه المدرسي..

    يتقدم بخطوات ثابتة وبإيقاع معيّن يتأمل في شمس الغروب الدافئة تهبط ببطء ليحلّ الليل بعد اختفائها، وصل الفتى لمبتغاه عند مغيب الشمس وقام بفتح الباب بهدوء وقال : لقد عدت ..

    لكن للأسف ما من مجيب ..

    - آااه لقد نسيت، لقد غادر والدّي وسافرا لقضاء الإجازة في هاويّ تاركان إيايّ وحيدًا في طوكيو وأنا ملزم بأن أقضي عطلتي في مكان جديد لا أعرف أحدًا فيه، حسنًا هذا من شيمهما فهما لايمتلكان حسًا بالمسؤولية ..

    ذهب الفتى لغرفته ليقوم بحزم أغراضه والاستعداد لرحلته المتجهة نحو محافظة ميازاكي التي تقع في الجنوب الغربي من البلاد حيث يعيش عمّه وزوجته وسيقيم لديهما في فترة الإجازة الصيفية حتى رجوع والديه من رحلتهما ..

    رمى بنفسه على السرير وأطلق تنهيدة تلاها تثاؤبٌ قصير ثم غطّ في نومٍ عميق كطفلٍ رضيع ..

    مسكينٌ هذا الفتى، لربما تكون هذه آخر لحظات شعوره بالآمان ..

    بالتأكيد فهو لا يعلم مالذّي سيحصل له بعد ذلك ..! ،

    .................................................. ...................

    في فجر اليوم التالي، كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء تتساقط منها قطرات المطر بكميّات مهولة حيث غَرقت الشوارع وتعطل سير السيارات وبالطبع لم يواجه ناتسومي أي مصاعب في الوصول للمطار لخروجه من المنزل الساعة الرابعة صباحًا ولم ينزل المطر إلا بعد وصوله لوجهته بعد فترة،

    ركب ذاك الأخير الطائرة ووضع حقيبته في المكان المخصص لها وجلس مكانه وربط الحزام،ثم صدر صوت لأحد مضيفات الطائرة و بدأت بإلقاء التعليمات قائلة: أرجو من المسافرين ربط الأحزمة واغلاق الهواتف المحمولة خاصتكم والحرص على عدم القيام من أماكنكم والتجوال في الطائرة ثم سكتت قليلًا وتابعت الحديث، ستقلع الطائرة بعد خمسة عشر دقيقة وستستمر الرحلة لأربع ساعات ونرجو منكم التزام الهدوء قبل الاقلاع، ونتمنى لكم الحصول على إجازة سعيدة وشكرًا ..

    حسنًا كان بطل قصتنا ممسكًا بكتابه منسجمًا فيه فلم يسمع أي شيء؛ فقد دخل الآن في عالمه الخاص الذي لا يشعر فيه بأحد ..

    مضت ساعة وهو مستغرقٌ في القراءة اقترب الفتى من نهاية قصته وها هو الآن قد خرج من كيانه الخاص بإنتهاء الرواية، أغلق الكتاب وأرجع رأسه للخلف وأطلق تنهيدة طويلة ثم أُ علن عن وقت الفطور وبدأت المضيفات بتوزيعه وقد نال الفتى نصيبه وبدأ في الأكل إلى أن انتهى وختم ذلك بكوب قهوة سوداء، وضع الكوب في مكانه ووجد في جانب مقعده كتيّب يحوّي عدة معلومات بسيطة عن قرى ميازاكي فقام بفتحه وبدأ في التصّفح وخلال ذلك وجد معلومةً مثيرة لربما ستسبب له بعض المتاعب فترة إقامته في ميازاكي وذلك لأن المكان الذي يقيم فيه عمّه عبارة عن قرية صغيرة بسيطة خاليّة من شبكات الانترنت والهواتف المحمولة وما إلى ذلك، ألقى بالكتّيب فوق المقعد المجاور، ثم غالبه النعاس رغم شربه للقهوة فنام إلى نهاية الأربع الساعات أي إلى وقت الوصول..

    اقتربت الطائرة من الأرض ثم هبطت عليها، استيقظ الفتى ناتسومي على صوت كابتن الطائرة وهو يقول : لقد وصلنا إلى وجهتنا المقصودة، أرجو منكم الاستعداد وحزم أغراضكم للمغادرة ثم تلا ذلك ثلاث رنّات موسيقية توحي بوصول الطائرة، قام بحزم أغراضه بخفّة ثم مضى في طريقه بسلوك عدة طرق ومناطق تفتيش وبتخطي كل ذلك وصل إلى الشارع حيث لاقى عمّه وزوجته..

    بدأ ناتسومي بالتلويح لهما وصرخ قائلًا : عمّي، أنا ناتسوميي..

    همس العم بشيء لزوجتّه والفرحة تغمره وأشّار إلى ابن أخيه ثم انطلقا إليه واستقبلاه استقبالًا حارًّا، ركب الثلاثة في سيارة العمّ سيّجي وصاح ذاك الأخير وقال : ناتسومي لقد ازداد طولك حقًا يا ابن أخي كم أصبح عُمرك الآن ؟

    أجاب ناتسومي بقولّه : أنا الآن في المرحلة الثانوية الأولى أي في السادسة عَشر، ضحك سيّجي وقال : آاه كم يمضي الوقت سريعًا، يبدو بأنك ستصبح أطول مني قريبًا ..

    - قال ناتسومي مستهزءًا باستنتاج عمّه الخطير .. وأظن بأني لربما سأتجاوزك قريبًا في العمر إن مت ..

    ضحكت السيدة سيّجي وقالت : ومازلت قاسيًا كما كنت، لم تتغير حقًا..،سكتت قليلًا ثم تابعت الحديث وقالت:

    -لنرح ناتسومي الآن من الأسئلة وليأخذ قسطًا من الراحة..

    أومأ سيجي برأسه موافقًا وأكمل الثلاثة طريقهم نحو المنزل وبعد مضيّ ربع ساعة توقفت السيارة أمام باب المنزل وخرج ناتسومي منها وتلاه خروج السيدة سيّجي والعمّ سيّجي، تقدّم ثلاثتهم وقامت الزوجة بفتح الباب وقالت لناتسومي بلطف :

    لقد جهّزت لك غرفة في الطابق العلوي فقط اصعد الدرج واتّجه يسارًا وستجد غرفتك مباشرة،أومأ ناتسومي بالموافقة ثم قام بصعود الدرج وقطع ذلك المسير صوت العمّ سيّجي وهو يقول متسائلًا : بالمناسبة ناتسومي أهذه أول مرة لك في ميازاكي ؟

    - صاح ناتسومي وقال : وهل يستحق هذه السؤال الإجابة عليه ؟ ، بالطبع هذه أول مرة لي هنا؛ لستُ سيئًا لأسافر إلى مقّر إقامة أحد اقربائي ولا أذهب لإلقاء التحيّة..

    ضحك العمّ سيجي من إجابة ناتسومي التي كان يتوقعها منه ثم قال : أعلم ذلك، لكنّ سؤالي كان تشويقًا لما بعده، ويبدو أنك وضعت هذا الاحتمال أيضًا، فلست بذاك الغباء لأضيّع وقت ابن أخي الثمين في سؤال إجابته معروفة مسبقًا..

    أكمل ناتسومي صعودّه للدرج وهو لايبدي إيَّ انفعال لأسلوب تشويق سيّجي ثم تابع ذلك الأخير كلامه وقال :

    أردت اخبارك بأن هناك حقول أرز في الخلف وعلى خط السيّر ستجد بيوت الجيران، المهم عليك النوم باكرًا لتحظى غدًا بفرصة رؤية الحقول حين شروق الشمس فالمنظر هناك حينها ممتع حقًا، سكت قليّلًا ثم تابع الحديث وقال : بالمناسبة تجد دورة الخلاء خارج المنزل من الخلف، لا تنس ذلك لأنك ستقع في ورطة عندما تريد قضاء حاجتك حسنًا؟

    - لم يجب أحدهم على سيّجي، فقط قُطع الصمت بصوت إغلاق ناتسومي لباب غرفته .

    أظّهر العم قبضته وهو يحاول إمساك أعصابه ويتمتم بكلمات غضب غير مفهومة ثم رحل عن الدرج بخطوات واسعة تصدر صوتًا واتجّه نحو غرفته وهو ينوي الانتقام في الصباح التالي..

    - السبت الخامس والعشرون من يوليو الساعة الثانية فجرًا ..

    لم يستطع الساكن الجديد النوم بفعل حرارة الجو القاتلة، قام من مكانّه وفتح كتابّه المفضل وشَرَع في القراءة،.. مضت ساعة ثم قرر الفتى اللجوء إلى النوم لكن لم يكن بذي فائدة، ظل يتقلّب مرارًا وتكرارًا ولم يستطع الصمود أكثر من ذلك،.. نهض من فراشه واتجه خارجًا ووجد في طريّقه ممر قصير في نهايته باب يظهر أنه يطل على الشرفة قام بفتح الباب وكان المنظر واضحًا أمامه بسبب كون القمر مكتملًا هذه الليّلة، .. مزارع الأرز ممتدة على طول البصر..

    ظلّ الفتى يتأمل المنظر ويدندن بكلمات من أغنيّة كان يرددها في الصغّر وبدأ يسترجع كل تلك الذكريات الجميلة،

    فجأة..!، لمح الفتى شيئًا من بعيد..

    تسمّر مكانه وركّز نظره قليلًا أدرك في الحال بأنه فتىً صغير في العاشرة يجري بسرعة وكان وجهه شاحبًا من شيءٍ ما، تبادر في ذهن ناتسومي بأنه هذا الطفل قد خرج باحثًا عن الحمام ليقضي حاجتّه ويبدو أنه لم يعد يستطيع الاحتمال فقد كان يجري وكأن أحدهم يلاحقه ..

    بالفعل، عندما نظر خلّف الطفل وجد هناك من يلاحقه..

    إنها امرأة !

    لم يستطع رؤية ملامح وجهها جيّدًا فقد كانت تغطي جزءًا من وجهها بكمامّة ولكنّ تفاصيل جسدها توحي بأنها امرأة ..

    ظلّ الفتى يراقب ما يحصل لكنّه كان حذرًا لذا أخفض رأسه ونام على بطنّه وهو يراقب في صمت ما يحدث ..

    لقد سقط الطفل، تعثّر بسبب حجرة كريهة وأما المرأة فقد توقفت ويبدو أنها كانت تحاول التحدث مع الفتى، هه لقد خاف الطفل من شيء لا يستحق خوفه ..
    كان هذا رأي ناتسومي لكن الطفل ظلّ يصرخ وكأنه يريد اقناع المرأة بفكرة معيّنة .

    فتحت المرأة وجهها ..، إن فمها مشقوق!، غريبة كيف ذلك ؟!

    وكأنها اسطورة كوشيساكي-أونا، تلك القصة التي سئم ناتسومي سماعها من ذاك الريّن ..

    المرأة الشابة التي عاشت منذ ملايين السنين وبالتحديد في حقبة حكم سلالة هيّان، كانت محظيّة أحد مقاتلي الساموراي، وحسب ماقاله رين لناتسومي فيبدو أنها كانت جميلة ولكنّها مغرورة بعض الشيء ويبدو أنها كانت أيضًا تقوم بخيانة زوجها وبالتالي فقد كان هو كما الرّجال يغار على زوجته ويشعر بالإهانة من فعلتها الشنيعة هذه، وفي أحد الأيام لم يستطع مقاتل الساموراي هذا إمساك غضبه أكثر من ذلك فقام بشق فم زوجته من الأذن إلى الأذن بسيفه ثم صرخ قائلًا :

    "من سيظن بأنك جميلة الآن ؟"

    وعلى هذا القول تعتمد كل الأساطير الحاليّة أن المرأة هذه لازالت روحها هائمة في مكان ما، وتظهر في الليالي مرتديّة كمامة وتستوقف كل من يمشي وحيدًا في الليل، ثم تقوم بسؤاله هل أنا جميلة ؟ فإذا أجاب بلا تقوم بقتله وأما إذا أجاب بنعم فتقوم بفتح كمامتها وتقول " الآن ؟" وسواءًا قلت لها نعم أو لا فإنها تقوم بقتلك فهي تعلم بأنها ليست جميلة..

    لكن انتظر..!

    اخبره رين بأن هناك إمكانيّة للنجاة من سؤال هذه المرأة ومن الموت المحتوم وراء سؤالها، لكنّه لم يخبره بالطريقة

    حسنًا لأن الأخ ناتسومي لم يبدي اهتمامًا بهذه الخرافّة التي يشاهدها أمامه الآن، وقام بإسكاته ولم يكمل رين حديثّه عن تلك الأسطورة بعد ذلك ، تبًّا لهذا الناتسومي لقد أوقع نفسه في ورطة كان في غِنَى عنها ..

    ها هو ذا يراقب بصمت ووجهه بدا شاحبًا من الفزع، يبدو أن المرأة تقوم بإلقاء سؤالها بعد أن قامت بفتح كمامتها ولا تهم إجابة الطفل فمصيّره هو .. "الموت" !

    وبالفعل أخرجت المرأة سكين من جيبها وبحركة لم يلحظها ناتسومي قامت بطعن الطفل ..

    تسمّر ناسومي مكانه وعرك عيناه وفتحها مجددًا ..

    لا أحد ..، لا أحد هناك !

    فزع الفتى ونهض من مكانه فورًا انحنى من أمام الشرفة، لكن لا أحد !

    خرج من الشرفة وعاد لغرفته مسرعًا وهو يحاول ربط الأحداث مرة أخرى في عقله ..

    وبالطبع - لم يستطع النوم - ليس بسبب الحر هذه المرة ..

    بل بسبب ما رآه قبل لحظات ..

    كانت الأسئلة تتدفق في عقله كما السيل، كل سؤال يحارب الآخر بشراسة..

    توقف عقل الفتى عن التفكير ..لم يعد يعقل ما يحدث حوله !

    فهو - كان لا يؤمن بهذه الخرافات - فبالتالي سيكون التفكير فيها الآن جحيمًا بالنسبة له ..

    قال ضاحكًا : لقد كان حلمًا مرعبًا، أتمنى ألا أرى مثل هذه الكوابيس مجددًا ..

    لكنّه للأسف لم يكن حلمًا كما أراد .. فقد شاع خبر اختفاء طفل لأحدهم بين أهل القرية، وتم إرسال فرق استكشافيّة للبحث عنه..

    سيتبادر إلى أذهان أهل القرية فورًا بأنه تاه أو أضاع الطريق وحاول ناتسومي إقناع نفسه بهذه الفكرة أيضًا، لكنّ تلك المحاولة لم تكن ناجحة،..فقد رجعت أحد الفرق مساء ذاك اليوم وهي حاملة معاها جثة لطفل صغير لم يتعدى العاشرة بسكين مغروسة في بطنه،.. لقد مات المسكين !

    أصيب ناتسومي برهبة وخوف شديديّن جرّاء سماعه للخبر، فقد تأكد كل ما كان يحاول إنكاره ..

    أدرك حالًا أن عليّه ترك هذه المكان في أسرع وقت، فهو لن يعلم ما سيجب عليه فعله إن حدث له شيء مشابه لما حدث للفتى ..

    -وبالطبع- لم يستطع الاتصال على صديقه محب الأساطير والخرافات لعدم وجود تغطية للاتصالات على المكان، ولم يتمكن أيضًا من اخبار أهل القرية أو حتى سيّجي بذلك لأنه سيدعى بعد ذلك بالمجنون ..!

    ربما سيكون أحد أهداف تلك المرأة أو كما تدعى كوشيساكي-أونا ..

    فقد كان أحد الشهود على حادثة موت الطفل، ولن يصعب على شبح إيجاد بطل قصتنا ..

    .................................................. ........................

    يطرق أحدهم بابًا ما ..

    أجاب سيّجي : أدخل ..

    فُتح الباب من قبل طارقه ..ونظرات الدهشة تعلو وجه سيّجي

    - أوه ناتسومي، ماذا هناك ؟ أيوجد لديك ما تود اخباري به ؟

    - أجاب الفتى على سؤال عمّه وقال: نعم، يوجد ..

    - قال سيّجي : حسنًا لابأس، تفضل ..

    تقدم الفتى وجلس فوق الأريكة ورفع رأسه ونظرات الجديّة تعلو وجهه ثم قال:

    - حسنًا أردت اخبارك بأنني حجزت رحلة للعودة إلى طوكيو بعد أربعة أيام و هذا لأنني لا أشعر بأيّ..

    قاطعه صوت السيّدة اتشيرهيكو من الخلف وقالت :

    ماذا ؟ أتود العودة بهذه السرعة ؟ لم يمضِ الكثير من الوقت منذ قدومك

    أجاب ناتسومي في قليلٍ من الامتعاض وقال :

    لا أستطيع الشعور بالارتياح في المكان، ولم أتمكن البارحة من النوم جيّدًا..

    ردّ سيّجي : لابأس عليك يا فتى، إنه شعور الحنين إلى الوطن ..

    رغم مجيئك البارحة،.. حسنًا هناك أربعة أيام أمامنا لذا فلتستمتع فيها لربما تعدل عن رأيك ..

    أجاب ناتسومي في نفسه : لا أظن ذلك حقًا ..

    خرج الفتى من الغرفة تاركًا الزوجيّن لوحدهما،.. وسمع السيّدة تقول في همس لزوجها:

    لم أكن أعتقد أنه سيرجع باكرًا هكذا، شيءٌ غريب ..

    أجاب الزوج عليها في قليلٍ من الانفعال :

    هو أيضًا بشر، لديه قلب وله مشاعر.. توقعت بأنه سيفقد احساس الراحة هنا فهذا مكانٌ جديد بالنسبة له ولا يعرف فيه أحد سوى زوجيّن في آخر عمرهما، حسنًا قد جادلت والديه في هذا الموضوع، لكنهما لم يبديّا أي ذرة اهتمام حوله..على كل ما باليد حيلة ..

    -في صباح اليوم التالي

    استيقظ الفتى مبكرًا وإن كان لم يحصل على القسط الكافي من النوم، أكل افطاره واتجه بسرعة نحو الحضيرة واستعار دراجة من هناك وانطلق بهمّة عالية نحو المطار ..

    قام الفتى بحجز تذكرة العودة ولحسن الحظ وافقت الموعد الذي حدده رغم أنه كان مجرّد كذبة،..

    وصل الفتى للمنزل في الظهيرة، وقد آلمته قدماه لكونه كان مسرعًا أيضًا في طريق العودة..،فهو لا ينوي البقاء خارج المنزل عند مغيب الشمس وهكذا قرر كيفيّة قضائه الأيام الثلاث الباقية في ميازاكي،.. لا تخرج في الليل ابدًا، الخروج والتنزّه فقط في النهار.. وذلك لتجنب لقائه مع ذات الفم المشقوق فهيَ كمصاصيّ الدماء لاتطيق النهار ولا شمسه وهذا لحسن حظ بطل قصتنا ...

    .......

    كانت الأيام الثلاث تمضي ببطء، ببطء شديد ..

    الدقائق كالسّاعات والثواني كالدّقائق ..

    لا راحة ولا هناء في النوم،.. باله مشغول،.. لم يعد يقرأ كثيرًا كما كان قبلًا ..

    كل ما يجول في بالّه هو انتظاره لليوم الأخير ..

    الذي سيرحل فيه عن هذا المكان المشؤوم !

    وها قد حلّ أخيرًا ،.. بعد وقت عصيب ..

    - السبت الأول من أغسطس الساعة الرابعة فجرًا ،..

    لم يتمّكن الفتى تلك الليلة من النوم، ..

    -بالطبع- فكلّ باله مشغول.. ينتظر إنتهاء هذه الليلة ليرحل عن هذا المكان ..

    ولكن للأسف..، حصل ما لم يكن في الحسبان !

    اضطر الفتى حينها لقضاء حاجتّه..،، وبمجرد تفكيّره بهذا الموضوع أصابته رعشة ..

    ظل فترة لم يغادر غرفتّه ولكنّه أيضًا لم يستطع الصمود أكثر من ذلك ..

    نزل ببطء من الدرج وهو يحاول أن يستعيد رابطة جأشه لكن هل استطاع ؟

    كلا لم يستطع ..، خرج من المنزل وهو يرتعد خوفًا يسير بخطوات بطيئة جدًا..

    أعتقد أنه إذا كان أحد في مثل موقفه هذا لجَرَى بسرعة وقضى حاجته ورجع لغرفته..

    وصل إلى الحمام الذي يقع خلف المنزل بجوار الاسطبل،.. دخل وقضى حاجته ثم خرج وأطلق شتيمة وقال بداخله: تبًا لهذا أكرهه هذه الأماكن البدائية ..

    حسنًا لأعود الآن لغرفتي بسرعة وأتخلص من هذه المشكلة العصيبة، أتمنى أن يأتي الصباح بسرعةة ..

    انطلق الفتى نحو المنزل ووصل للباب ورفع يده اليمنى ليفتحهه لكنّ شيئًا ما قطع حدوث ذلك،.. صوت امرأة يتكلم من الخلف ..!

    اذا سمحت هل يمكنك منحي القليل من وقتك ؟-

    تسمّر الفتى مكانه وأدرك أنها بالتأكيد ليست اتشيرهيكو ..وانها ستكون - لا محالة- كوشيساكي-أونا!

    قال الفتى دون أن يلتفت وهو يحاول إمساك اعصابه : ماذا تريدين يا آنسة ؟

    - هل يمكنك النظر إلى وجهي ؟

    ها قد بدأ عقل الفتى يعمل وهو في محاولة التفكير في كيفية الهروب من هذا الموقف..

    التفت نحوها وقال مابه ؟

    قالت : هل أبدو لك جميلة ..؟

    أجاب بلا تفكير : نعم، أنت كذلك ..

    وها قد حانت اللحظة الحاسمة!

    أنزلت كمامتها من على وجهها وقالت، ماذا عن الآن ..؟

    نظر باتجهها،.. والعرق يتصبب منه ..توقف عقله عن التفكير !

    لم يعد هناك حل ،.. لم يرى أمامه سوى الموت ..

    - أعادت الكريهة سؤالها وقالت : ماذا عن الآن ؟ وأضافت : هل عدلت عن رأيك ؟

    سقط الفتى أرضًا، قال كل ما يدور في عقله وهو يصيح

    - المعذرة، لا استطيع تحديد كونك جميلة أم قبيحة هذا أمر صعبٌ عليَّا شرحهه ..

    توقفت المرأة مكانها ، بسبب كون الإجابة غريبة عليها بعض الشيء فهي لم تعتد على سماع إلا نعم أو لا و قبيحة أو جميلة ..

    أدرك الفتى بأن هذه فرصة لا تعّوض،.. فتح بابا المنزل ودخل بسرعة وقام بإغلاقه بإحكام، وتلا ذلك إغلاقه للستائر ..وأصبح يجري مسرعًا ليصل لغرفته ..

    أغلقها جيدًا هي الأخرى واغلق الستائر ..واتجه نحو السرير وغطى نفسه بالفراش وهو ينتظر حلول الفجر بفارغ الصبر ..

    فجأة ! ،.. سمع الفتى صوت خطوات تتقدم على مهل باتجاه غرفته ..

    أصابه الهلع والخوف الشديّدين !،.. أحس بشعور الطفل الصغير ذاك ..

    وها هو الآن يمر بنفس ما مرّ به ..

    توقف صوت الخطوات لوصول صاحبها لباب الغرفة وحاول فتح الباب لكنه لم يستطع لكونه مغلقًا، غيّرت الخطوات اتجاهها وذهبت لمكانٍ آخر ..

    أدرك الفتى ذلك فتنهد تنهيدة طويلة وهو يحاول جمع شتات نفسه ولم يكمل ذلك أيضًا ..، فقد عاد الصوت واتجهت الخطوات نحو غرفة ناتسومي مرة أخرى لكن هذه المرة استطاع صاحبها فتح الباب !

    رأى الفتى شريط حياته يمّر أمامه وقلبه يوشك على الخروج من مكانه ..

    تقدم صاحب الخطوات ثم قال : مابك يا فتى، لم تجب على سؤالي ..

    انه صوت امرأة أيضًا !

    ها قد حانت النهاية ..!

    وداعًا يا حياتي القصيرة ..، وداعًا يا أحلامي الصغيّرة ..

    كل شيءٍ انتهي الآن ..

    صرخت اتشيرهيكو وقالت : هيَّا اجبني ..

    ادرك الفتى !، ادرك بأنه صوت اتشيرهيكو ..

    لكن ما بال هذا السؤال الذي ألقته ..، أهيَّ نفسها كوشيساكي-أونا ؟

    أم أنها مزحة صغيرة ..؟!

    جاوبت اتشيرهيكو على الفور رغم كونها لم تسمع تساؤلات عقل ناتسومي وقالت:

    سمعت صوت ركض قويّ فأدركت أنه من فعلتك وذهبت لأقوم عن سؤالك وناديت عليك مرارًا وتكرارًا فلم تجبني فاضطررت لفتح الباب لكنّه لم يفتح،. فذهبت أحضر المفتاح الاحتياطيّ من عند سيّجي..

    ما بالك يا فتى ؟ لم ركضت بهذه السرعة ؟..

    تملّكت الفتى سعادة غامرة وقد بدت على وجهه وقام باحتضان زوجة عمّه التي تكون أيضًا بمقام أمٍ له ..

    وقال وهو قد ترك حضنها مسبقًا :المعذرة، فقد خرجت قبل قليل لقضاء حاجتي وأنا أخاف الليل جدًا فاضطررت للركض بسرعة لأصل لغرفتي ..

    أطلقت اتشيرهيكو تنهيدة قصيرة وقالت : الحمدلله، ظننت أن خطبًا ما حل بك..

    ثم تابعت الحديث قائلة .. آه كم هذا مريح .. كنت اتسائل دومًا لم لا تخرج في المساء .. عرفت الآن السبب ،.. لقد أخبرت سيّجي بذلك عدة مرات لكنّه لا يسمع كلامي..,أخبره بأن يجعل المرحاض بداخل المنزل لكنّه لا يعر للموضوع أي اهتمام .. تبًا إن ذلك مرهق حقًا الخروج في مثل هذا الوقت لقضاء الحاجة ..

    على كل لقد حلّ الفجر الآن لذا لا داعي للخوف ..

    فلتغسل وجهك وتجهزّ حقائبك وكل افطارك لتتجه بعدها للمطار ..

    أجاب ناتسومي وكأنه طفل يستمع لكلام أمه وقال : حالًا وفورًا سأذهب الآن ..

    أكل افطاره ..وجهز حقائبه .. وذهب سيّجي برفقته نحو المطار ..

    و هاهو الآن يحلق في السماء عائدًا إلى مسقط رأسه ..

    ...،،

    أظن بأن عليَّ اجبار نفسي للاستماع للآخرين، وإعارة تلك المواضيع المنافية للمنطق بعضًا من الاهتمام ..

    -ناتسومي ..

    ..تمت..

  8. #8

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    وإلى هنا يأتي دوركم..

    نسعد بتصويتكم وتعليقاتكم، أرجو أن تصوتوا لمن ترون أنه يستحق صوتكم ^^

    شكرًا للمشاركين على إتحافنا بهذه الروائع، ويمكنكم إرسال الدعوات للموضوع ^^ (دون دعوتهم للتصويت لكم XD )

    دمتم بود ^^



  9. #9

    الصورة الرمزية الفتاة المشاغبة

    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    المـشـــاركــات
    2,982
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    السلام عليكم
    أبدعتم مينا *^*
    أحببت كل القصص المطروحة
    قصة البيان على بساطتها تحمل فائدة دينية عظيمة نبذ الرشاوي و الاستعانة بالله في الضيق كما أن المرأة التقية خير عون لزوجها
    قصة الوابل قرأت مثلها من قبل مع بعض التغييرات لكن جمال السرد و الوصف فيها فاق التوقعات كما هو متوقع من آل القلم مستحيل أن يغلبوا في ميدانهم
    قصة باكومان غريبة جدا أكثر ما يميزها هو طابعها الغريب الغير مألوف بساطة و دقة السرد حزنت على الفتاة و أمها أكثر شيء
    أما قصة المعرفة فتمنيت أن تنجو البطلة على الأقل يا أشرار u__u
    و في النهاية قصة عرش الأنمي لا أدري ما حكايتكم مع الأشباح xD طرية الكتابة مذهلة للغاية رغم أني لم أحب الفكرة كثيرا
    و قصتنا المشؤومة دعوها فقط فقد واجهت مخاضا عسيرا حتى خرجت أصلا سأذمها بعد نهاية الجولة xD

    خالد
    لا تذكرني-____- تمت خيانتنا فلو لم ترسل لي تشيكو تنبيها لكنا في خبر كان كتبت القصة في 45 دقيقة من الصدمة و على الهاتف أيضا xD لذا ارفقوا بحالنا قليلا T___T
    و الآن سأغوص حتى لا أرى نتيجة هذه الجولة
    أصلا نحن أربعة أعضاء اسما اثنتان حضورا و مشاركة بنسبة 90%xD

  10. #10

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile || الوابل الصيب وفقط ||

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    أيا قلبي حدث أو لا تحدث
    أي جمالٍ أرى وأي روعة تلك التي سطرت
    حقاً خرج لنا كتاب فعلاً
    أنا بينكمـ حائرة
    وأيضاً مفتونة
    طبعاً تعجبني تلك تبعنا بالطبع
    فهي جميلة جداً

    وهي (تيهاء) تهت في أسطرها
    وبريق حروفها
    وصدق كلمها
    ،

    وهناك واحدة لن أقول ماهي
    حتى ينتهي السباق إن شاء الله
    نلقاكمـ على خير
    ومعاً واحداً لنصوت للوابل الصيب
    >>سأقتل حتماً،

    وبالتوفيق للجميع
    وحظاً طيب أرجوه لنا كلنا :"),
    >>تركت الأنانية أريتم كيف تغيرتxD,

    بالنهاية أشكركم آل المعرفة واللجنة
    فوالله لم يحلوا السباق إلا بكمـ
    فأنتمـ نور فعلاً وضياء
    فلكمـ تحياتي وشكري

    بارككمـ ربي
    ودامت أيام الجميع طيبة خيرة في خير وعون وتوفيق من الله
    في حفظ المولى،،

    ~

  11. #11

    الصورة الرمزية Samer

    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المـشـــاركــات
    1,869
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    لم تسنح لي فرصة قراءة جميع القصص حتى الآن، ولست مستعجلًا ما دمت غير مشمول بالتصويت
    لكني أدعو الجميع إلى اقتطاع بعض الوقت من يومهم لقراءة هذه القصص التي لا أشك أن الجميع بذل فيها جهدًا، ستستمتعون على الأقل بواحدة منها في ظني، وفرصة أيضًا لتقرؤوا بنظرة ناقدة وتختاروا قصتكم المفضلة، ولا تنسوا أن صوتكم أمانة.

    دعواتي بالتوفيق للمشاركين، وشكري لمن صوت ومن سوف يصوت، وأسأل الله أن يجزي القائمين على المسابقة خير الجزاء.

  12. #12

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    يا للجمال *^*

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    يا لروعة الحروف حينما تتسامى بألق يخطف الأبصار فتشخص بانبهار حالم مأسورة بين السطور

    يالروعة ما سطرته أقلامكم وجادت به حروفكم من جميل القص وبهاء النص

    بصراحة أبدع الجميع بما كتب ممتنة لكم جدًا لإمتاعنا بهذا الكم من الجمال الفخم

    أعجبتني جميع القصص المطروحة وأعجبني تنوع الأفكار وسلاسة السياق فلا عثرات فيه بل ينساب أريحيًا على الفكر ليصب في القلب مستقرًا

    أكثر ما أعجبني هي قصة البيان وقصة الوابل الصيب فلقد كان سياقهما محببًا والحبكة متماسكة والفكرة واضحة فيها عبرة

    تنضحان بالمشاعر فتثيران في النفس تعاطفًا وترقبًا ليتحد القلب مع الفكر والبصر بإعجاب وتضامن

    حقًا يعجز الحرف عن مجاراة هذا الجمال فأي رد يليق به وأي ثناء يحيط بروعته

    لذا سأكتفي بتسطير امتناني لما جدتم به رغم علمي بتقصير حرفي عن الوفاء بما يستحقه بوحكم من ثناء

    ممتنة لكم بحجم الكون وما حواه .. فليبارككم ربي

    وممتنة جدًا للقائمين على المسابقة ممتنة لجهودكم العظيمة في إنجاح المسابقة وجعلها شامة تزين هذا الصرح وشمسًا تضيء سماه

    ممتنة جدًا جدًا .. وبالتوفيق جميعًا

  13. #13

    الصورة الرمزية wreef

    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    المـشـــاركــات
    898
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    السلام عليكم شكرا على القصص الرائعة -

  14. #14

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    تبقى يومٌ واحدٌ على انتهاء مدة التصويت!

    حاولوا دعوة أكبر عددٍ ممكن لنرفع من عدد الأصوات في هذه الجولة ^^

  15. #15

    الصورة الرمزية نور الدُجى

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    781
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..~

    .

    .

    جولة رائعة ماشاء الله وكل الفرق أبدعت <<وفريقي أولهم بالطبع ((:

    أن تجد مجموعة كاملة من القصص القصيرة المميزة في مكان واحد لهو أمر نادر ..

    استمتعت بقرائتهم كثيراً ..وطبعاً لن أدلي برأيي فيهم حتى تنتهي الجولة (:

    لكنني استغرب قصر مدة التصويت ..

    فهي أقصر من مدة تصويت الجولة الثالثة والتي لم تحتج مجهود يُذكر من المصوتين

    غير أن عدد القصص قد يجعل البعض يؤجلها لوقت فراغة ولا أظن أنه سيُتاح له التصويت قبل انتهاء الموعد حينها ..

    أرجو التفكير في مد مدة الجولة عدة أيام أخرى لأن هناك فرق لن تعتمد سوى على تصويت لجنة التحكيم فقط على هذا النحو ..!

    .

    .

    بالتوفيق لنا ولباقي الفرق


  16. #16

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    ^

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

    تم تمديد التصويت لثلاثة أيامٍ أخرى

  17. #17

    الصورة الرمزية أأبو محمد

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    956
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || نجم الأقسام || تصويت الجولة الخامسة || قصةٌ من عالمك..! ||

    الحقيقة القصص كانت رائعة، لزموا علي الشباب اقراهن كلهن للعدل ههههههههههه

    احترت في أول قصتين، ولكن نظراً لنهاية القصة الثانية الأروع ذهب صوتي لها ..

    دامت مخيلاتكم مبدعة يا أحبتي

    بالتوفيق

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...